يدلين: يصر الروس على دعم الأسد لأنه المنفذ الأخير لهم في الشرق الأوسط
ردّ اللواء الاحتياط عاموس يدلين، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، على كلام الرئيس السوري بشار الأسد خلال الأسبوع الماضي، الذي قال ان هناك ضغوطا شعبية تمارس عليه لفتح جبهة ضد "إسرائيل" في هضبة الجولان، حسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة هآرتس.
فوفقا لكلام يدلين، كما تنقل هآرتس، أنه "على الرغم من أن الأسد كان هجوميا جداً خلال مقابلته على تلفزيون المنار، إلا أنه قال انه تمارس عليه ضغوطا لفتح جبهة في هضبة الجولان، لكنه لم يقل بأن ذلك ما سيقوم به".
ويضيف يدلين، إنّ رَدَّ الرئيس الأسد على هجمات الأسابيع الأخيرة، التي نُسِبت في الوسائل الإعلامية الأجنبية لـ"إسرائيل"، قد يكون رمزياً - بدءاً من إطلاق قذائف الهاون أو إطلاق النيران من سلاح خفيف على دورية عسكرية إسرائيلية، وصولاً إلى استهداف مراكز إسرائيلية في العالم أو نشاطات لتنظيمات إرهابية داخلية في سوريا".
ويتابع يدلين أنه "فيما يتعلق بإمكانية الردّ على نظام الأسد، مررنا بتجربة مع ما حدث في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لكنني قلتُ إن حقيقة عدم وجود ردّ في المرات الأخيرة لا يشير بالضرورة ان هذا ما سيحصل في المرة المُقبلة".
كما سُئل رئيس شعبة الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي عاموس يدلين من قِبل المتصفحين حول ما يجري في سوريا، لبنان وإيران على وجه الخصوص. فرد انه من وجهة نظره، "سيكون الوضع الاستراتيجي لإسرائيل نهاية عهد الأسد أفضل بكثير"، وبحسب رأيه، الاحتمال الأفضل سيتجلى بانتصار المعارضة السورية العلمانية، لأنها "ستبني سوريا من جديد".
وأوضح يدلين، كما تنقل هآرتس، أنه "فيما يتعلق بصفقة السلاح المخصصة لسوريا مع روسيا لنقل منظومة أس 300، التي تقدّر تكلفتها بـ 900 مليون دولار، يصر الروس على دعم الأسد لأنه المنفذ الأخير لهم في الشرق الأوسط. إنهم يحاولون إعادة أنفسهم كدولة عظمى عالمية. هم يرون في سوريا مكاناً أخيراً ."
كما اجاب يدلين عن سؤال يتعلق باحتمال تزعزع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا في حال هاجمت إسرائيل منظومة السلاح المتطورة، وقال إن الأمر متعلق بموعد الهجوم نفسه، في حال هاجمت "إسرائيل" السفينة الروسية التي تُفرغ الصواريخ في اللاذقية، فبالتأكيد قد تتدهور العلاقات".
لكن يدلين الذي كان يختار كلامه بحذر، قال إنه "لا يعتقد بأن هذا الاحتمال وارد"، وبحسب كلامه، ثمة احتمال مرجّح أكثر، هو أن مهاجمة منظومة كهذه ستحصل عندما تكون بين الأيدي السورية. وبالنسبة للمنظومة نفسها واحتمال نقلها إلى أيدي حزب الله، أضاف بأن المسألة تتعلق بصواريخ "متطورة جداً، منظومات متقدمة، ضخمة وذات تأثير عالي". ووفقا لكلامه، منظومة الـ"أس- 300" لا تتناسب وطريقة عمل حزب الله، واحتمال أن تصل إلى أيدي التنظيم ضئيل جداً".
وفي السياق، كرّر رئيس معهد أبحاث الأمن القومي موقفه بخصوص الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل إزاء البرنامج النووي الإيراني قائلاً: "في أي جانب عملاني، ربما يكون الإيرانيون قد تجاوزوا الخط الأحمر لرئيس الحكومة". وعندما سُئِل عن احتمال ردّ النظام الايراني إن هوجمت المواقع النووي، أجاب قائلاً، "الإيرانيون، خلافاً لصدام حسين أو الأسد في عام 2007، لن يُفاجأوا إن استيقظوا غداً وقرأوا في الصحيفة أنهم هوجموا. سيكون هناك رد إيراني، وسيكون مدروساً ومحسوباً، لكن احتمال أن يُفضي إلى حرب إقليمية ضئيل. إنهم سيكونون أول مَنْ تلتهمهم النيران إن بدأت النيران تشبُّ في الشرق الأوسط. هم سيكونون أوّل من يتلقى ضربة قاسية جداً في حالة نشوب حرب إقليمية".