كشفت صحيفة "هآرتس" أن رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتنياهو، جمع أمس قبل توجهه الى بكين، أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية، للبحث في التطورات الخاصة شمالا، مشيرة الى ان الجلسة استغرقت اكثر من ثلاث ساعات، اضطر نتنياهو بموجبها لتأخير رحلته الى الصين ساعتين، لكن الصحيفة أكدت في المقابل، ونقلا عن مسؤولين "اسرائيليين"، بأن القرار الاساسي الذي أجمع عليه النقاش في الجلسة، هو ارسال العديد من الرسائل الى الرئيس السوري، بشار الاسد، ودفعه الى الهدوء منعا لمزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية.
وقالت الصحيفة ان "اسرائيل" الرسمية ما زالت على موقفها، وهو عدم التبني العلني للهجمات المسنودة اليها في الاعلام الاجنبي، حول الهجمات في سوريا، اما لجهة الهدف الرئيسي من حراك تل ابيب الحالي، فقالت الصحيفة ان "الهدف هو التوضيح للاسد بأن اسرائيل لم تستهدفه هو، بل استهدفت عمليات نقل سلاح متطورالى حزب الله، وبالتالي لا تريد ان تتدخل في الحرب الدائرة في هذا البلد، او مساعدة المتمردين على الاطاحة بالاسد"، مشيرة الى "وجود اعتقاد لدى اسرائيل بأنه من السهل على الاسد أن يتجاوز ويحتوي ما حصل".
وبحسب "هآرتس"، فان جلسة الوزاري المصغر، هي الثانية خلال ثلاثة ايام، وقد شارك فيها مسؤولو الاستخبارات اضافة الى رئيس الاركان، بني غانتس، مشيرة الى ان الجلسة السابقة عقدت مساء يوم الخميس، وذلك قبل ساعات فقط من الهجوم على سوريا، اي الهجوم الاول.
مراسل "هآرتس" للشؤون السياسية، باراك رافيد، قال إن "حقيقة تأكيد نتنياهو على القيام بالزيارة الرسمية الى الصين، والتي تستغرق خمسة ايام، وعدم الاقدام على الغائها ربطا بالتطورات في الشمال مع سوريا، هي رسالة تقدير من قبل الحكومة ومن نتنياهو نفسه، ان ليس من المحتمل ان تقدم سوريا او حزب الله، على الرد على الهجمات الاسرائيلية في سوريا".
وكشفت "هآرتس" أن نتنياهو ومستشاريه، يعربون عن اعتقادهم بأن إلغاء الزيارة الى الصين، كان سيفهم في الطرف الاخر، من قبل سوريا وحزب الله، كإشارة تأكيد لديهما على وجود اتجاه ونوايا اسرائيلية للتصعيد، وهو الامر الذي دفع الى الابقاء على موعد الزيارة كما هو مقرر مسبقا.
وقالت الصحيفة أن نتنياهو سيعود الى اسرائيل يوم الجمعة المقبل، على أن يتولى مهامه وزير الحرب موشيه يعلون، بينما يواصل نتنياهو تلقي كل ما هو جديد على صعيد الوضع الامني، مشيرة الى انه في حال التصعيد وكان هناك ضرورة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، فيكون لدى نتنياهو ساعات فقط كي يعود الى "اسرائيل".