أجهزة استخبارات العدو منقسمة حول تقييم الوضع في سوريا
ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منقسمة حول تقييم الوضع في سوريا، بدءاً من بقاء نظام الرئيس بشار الأسد والدور الإيراني وكيفية إضعاف حزب الله، وصولاً إلى انتصار المعارضة المسلحة وانتشار تنظيمات "القاعدة" في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، يدور خلاف حادّ بين أجهزة الاستخبارات لناحية التقديرات على صعيد مسألة ما الافضل الذي قد يكون في خدمة المصالح الامنية لتل أبيب: حكم الاسد في دمشق أم حكم المعارضة المسلحة.
وكان نتنياهو قد عقد أمس اجتماعا للمجلس الوزاري السياسي – الامني لاول مرة منذ قيام الحكومة الجديدة للبحث في الوضع في سوريا وفي رد "إسرائيل" على التطورات.
وتنقسم أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في الرأي حول كيفية العمل تجاه سوريا. أحد الاجهزة يعتقد بأنه يجب التركيز أساسا على مسألة النووي الايراني، وبالتالي اذا انهار نظام الاسد – فسيتلقى محور ايران – سوريا – حزب الله ضربة قاضية.
تقدير جهاز استخباري آخر يركّز أكثرعلى الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة، وبقدر أقل نحو التهديد الاستراتيجي الايراني.
وبحسب التقدير هذا، فإن اسقاط الاسد سيؤدي الى فوضى وتفكك الحكم المركزي، وعندها سترابط منظمات الثوار على الحدود السورية – الفلسطينية وتوجه نشاطها كي تنفذ العمليات ضد "إسرائيل". وعليه، فإن تقدير هذا الجهاز الاستخباري هو أنه من الافضل ترك الطرفين "الصقريين" في سوريا يواصلان استنزاف بعضهما بعضاً على مدى الزمن دون ازعاج.
ويرى المؤيدون لاسقاط الاسد، انه مع انهيار النظام سيختفي التهديد الذي شكله الجيش السوري ضد "إسرائيل"، وأن حزب الله سيضعف جداً، وستتضرر قدرة ايران على الرد في حالة شن هجوم اسرائيلي.
أما التقدير المعارض لرحيل الاسد، فيقول إن المعركة بين جيش الاسد والثوار أدت هي ايضا الى ضعف التهديد المحدق بـ"اسرائيل" من جانب الجيش السوري. وطالما بقي الاسد، فان المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل ضد الاسد، بما فيها منظمات الارهاب المتماثلة مع تنظيم القاعدة والجهاد العالمي، ستنشغل بالصراع مع الجيش السوري. وطالما بقي المسلحون منشغلين بالصراع مع الاسد، ستبقى الحدود بين فلسطين المحتلة وسوريا هادئة.
وأشارت "معاريف" إلى أن موقف نتنياهو ليس واضحا، فهو يخشى تسليح "الثوار" على أيدي الدول الغربية، بشكل كفيل بان يحسم المعركة ضد الرئيس الاسد، كما أن نتنياهو يسعى الى التأكد من ان الجماعات التي ستسلح ستتعاون مع الغرب في خلق حل سياسي.
ووفق تقرير نشر أمس في صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، كل الجماعات المسلحة في سوريا تتماثل مع الفكر الاسلامي، ولا تتوافق بالضرورة مع الغرب. ومع ذلك، ليس واضحا اذا كان نتنياهو يؤيد التدخل العسكري الذي من شأنه أن يشعل حربا أهلية على الحدود الشمالية وأن يصرف الانتباه عن مشكلة النووي في ايران.
وفي السياق نفسه، قال رئيس الموساد السابق مئير دغان أمس في مؤتمر جيروزاليم بوست في نيويورك إن "سوريا لا تشكل تهديدا أمنيا لـ"اسرائيل"، هم منشغلون بمشاكل داخلية"، وادّعى أنه "لا يلوح من الاسد ومن سوريا تهديد فوري على تل أبيب".