الصحافة الاسرائيلية: حزب الله قادر على إرسال الطائرات رداً على الخرق الاسرائيلي للاجواء اللبنانية
اختلفت القراءات الإسرائيلية لاختراق الطائرة أمس المجال الجوي لفلسطين المحتلة، رغم نفي حزب الله ارسالها، الا أن المعلّقين الصهاينة أجمعوا على أن الحزب هو "الجهة القادرة على إطلاق مثل هذه الطائرات في محاولة منه لصرف الانظار عما يحدث في سوريا وفرض معادلة خرق الاجواء اللبنانية مقابل خرق "الاجواء الاسرائيلية".
محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" عامير ربابورت قال "إنهم في الجيش الاسرائيلي مقتنعون رغم نفي حزب الله، بأن الطائرة هي جزء من أسطول كبير لطائرات من دون طيار يمتلكه حزب الله من إنتاج إيران، وأن إرسال الطائرة هو محاولة من قبل السيد حسن نصر الله من أجل صرف النظر عن تورطه في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، غير أن هناك احتمالاً أيضا وهو أن الهدف من إرسالها كان تصوير حقول الغاز في قلب البحر".
من ناحيته، اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن "في ارسال هذه الطائرة من قبل حزب الله رسالة مزدوجة: أولا الى تل أبيب، مفادها: إحذروا، لا تستغلوا حقيقة أن حزب الله غارق في سوريا لكي تنفذوا هجوما، فنحن في كامل قوتنا، فيما الرسالة الثانية موجهة الى منتقديه في الداخل وفي العالم العربي مفادها: لم نترك الصراع المسلح مع "اسرائيل".
أما محلل الشؤون العسكرية في موقع "والا Walla" أمير بوحبوط فقال إن "حزب الله منذ حرب لبنان الثانية في العام 2006، مردوع عن تنفيذ عمل يستجلب ردا إسرائيليا قويا، ولذلك هو يبحث عن طرق-بعضها إستفزازي- للحفاظ على ميزان ردع محدد أمام "إسرائيل"".
وأضاف بوحبوط "في المقابل، تشتكي المنظمة يوميا للقوة الدولية الموجودة على الحدود المشتركة عن خروقات لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي للمجال الجوي اللبناني"، وتابع اليوم يوجد تأثير نفسي لإختراق الطائرة بدون طيار من لبنان للمجال الجوي الإسرائيلي على المجتمع الإسرائيلي و(الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله يدرك هذا جيدا، لهذا ترتكز مساعيه على مواضيع إستراتيجية مثل حقول الغاز أمام قطاع الساحل الإسرائيلي وأيضا على منشآت حساسة إضافية.. فبمجرّد ان تتحطم طائرة بدون طيار واحدة على منشأة تنقيب عن الغاز، يتوقع أن يتوقف تدفق الغاز منها إلى "إسرائيل"، أو ربمّا قد يتسبّب بتدمير حصة الشركة المشغلة للمنشأة".
عاموس هرئيل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" رأى أن "المسألة المهمة في أعقاب نجاح سلاح الجو الاسرائيلي باعتراض الطائرة بدون طيار التي أطلقت من لبنان، أمام سواحل حيفا، نابعة من نوايا مرسلي الطائرة: هل تم تجهيز الطائرة بكاميرات تصوير فقط؟ وكل هدف العملية كان جمع مكاسب معنوية أو كان هناك خطة طموحة أكثر مثل محاولة تنفيذ عملية من خلال طائرة بدون طيار هجومية "انتحارية"؟".
بحسب هرئيل "الرد على هذه المسألة مرتبط بالنتائج التي ستجمع في حال عثر عليها من بين بقايا الطائرة في البحر المتوسط على بعد قرابة عشرة كيلومترات من غرب الساحل داخل المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، إيجاد بقايا مواد ناسفة يؤكد الاحتمال الثاني. لكن في حال لم يُعثر على كل أجزاء الطائرة، يحتمل أن يتم الاستعانة بتصوير سلاح الجو عند اعتراض الطائرة وبالإعتماد على تحليل قوة التفجير أثناء إصابة الصاروخ الإسرائيلي للطائرة."
بدوره، قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "اسرائيل" اليوم يوآف ليمور إن "(السيد) نصر الله أراد من ارسال الطائرات الى الاجواء الاسرائيلية أن يربك "اسرائيل" وخلق معادلة أمام الرأي العام: أنتم، الإسرائيليون، تدخلون مجالنا الجوي، ونحن ندخل مجالكم. نحن لسنا محصنين ضدكم، كذلك أنتم لستم محصنين ضدنا"، وأردف "هذا بالضبط ما خطط له حزب الله وكذلك فعل في الحادثة السابقة أي في تشرين الأول من العام المنصرم، حين دخلت طائرة بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي وحلقت لدقائق طويلة الى أن تم اعتراضها في النقب".
وأشار ليمور "في "اسرائيل" أدركوا أن حزب الله يشخص هنا نقطة ضعف أو "خاصرة رخوة" نسبيا للعمل، ولذلك فمن المتوقع أن يعزز مساعيه للتزود بقطع جوية غير مأهولة واستخدامها بوتيرة متزايدة"، موضحا أنه "وكجزء من عِبر الحادثة السابقة، وفي مسعى لمنع حزب الله من تحقيق نجاح مستقبلي، نُصبت رادارات متقدمة، حساسة بشكل خاص، مع تعزيز الجهود الإستخبارية - التنفيذية لإحباط عمليات اختراق جوية من الشمال، بموازاة التشديد على رفع مستوى التأهب في المنظومات الجوية - التي أثبتت جدارتها أمس".