ثلاثون عملية إطلاق صواريخ من غزة في أقل من شهرين
بعد خمسة أشهر فقط على عدوان عملية عمود السحاب، عادت الصواريخ والقذائف لتسقط على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لحدود قطاع غزة. وعاد السكان، بعد سماع صافرات الانذار للركض نحو الملاجئ والغرف الآمنة.
وبحسب صحيفة "معاريف" الصادرة اليوم، فوجئت أوساط الجيش الإسرائيلي بعد عملية عمود السحاب "إيجاباً" من توقف النار على نحو شبه تام، ففي كانون الاول أطلقت قذيفتا هاون فقط، وفي كانون الثاني لم تطلق أية قذيفة، وفي شباط أطلق صاروخ واحد من غزة. ولكن في غضون بضعة ايام، اطلق 14 صاروخا، قبيل زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى الاراضي المحتلة. وأيضا في آذار أصيبت بالنار آلية قائد اللواء الشمالي في فرقة غزة العقيد عوفر فينتر.
أما شهر نيسان فيمكن وصفه بـ"شهر الانعطافة"، تتابع "معاريف"، 11 صاروخا وقذيفة هاون أطلقت باتجاه مستوطنات الجنوب، بما في ذلك عشية ما يسمى يوم الكارثة، الامر الذي يثبت أن الفصائل الفلسطينية في غزة قررت تغيير الوضع. "الجيش الإسرائيلي" ردّ مرة واحدة بغارة من الجو في القطاع، لكن النار استمرت. قبل أسبوعين أيضا انفجرت عبوة ناسفة قرب دورية للجيش جنوب القطاع، وأصيبت جرافة عسكرية باضرار طفيفة. أيضا في الاسبوع الماضي أطلقت مجموعة سلفية من سيناء صواريخ نحو إيلات، لم تقع إصابات أو أضرار ولكن إطلاق الصواريخ يعتبر بالتأكيد حدثاً خطيراً. وكشف نتنياهو النقاب في جلسة الحكومة أمس عن وصول المجموعة من غزة الى سيناء ومن هناك اطلقت النار نحو إيلات.
ومع أن وزير الحرب موشيه يعلون أوضح في احتفالات ما يسمى يوم الاستقلال أن تل أبيب لن تسلم بإطلاق النار وسترد بيد من حديد، الا أن الرد كان طفيفا ويتلخص بتقليص مساحة صيد السمك في غزة، التي اتسعت بعد عمود السحاب في إطار التفاهمات مع حماس، وبإغلاق مؤقت لمعبر كرم سالم.
رئيس أركان جيش الاحتلال بيني غانتس، وكذلك قائد المنطقة الجنوبية الجديد شلومو (سامي) ترجمان، أوضح أنه "لا توجد نية للسماح لأي نار من أي نوع نحو "إسرائيل" وانه سيكون رد فوري على أي حادث من هذا النوع". في الجيش الإسرائيلي يقول المعنيون إن الوضع بعيد عما كان قبل عملية عمود السحاب، وإنه لا يمكن الإشارة الى ميل أو تآكل حقيقي في التفاهمات التي تحققت بعد عدوان عامود السحاب بل محاولة من جهات لجر كل المنطقة الى المعمعان. وفي الجيش الاسرائيلي يعزون الأحداث الأخيرة إلى منظمات سلفية متطرفة تعارض حماس وتحاول اشعال المنطقة.
أوساط في جيش الاحتلال تشير الى ان حركة حماس تجتهد لغعادة إعمار غزة بعد اضرار المواجهات العسكرية الاخيرة مع تل أبيب.