"اسرائيل" تتخوف من أن يصبح الجولان السوري مشابهاً لقطاع غزة وجنوب لبنان
اعتبرت صحيفة "هآرتس" الصادرة اليوم أن "أشد ما يقلق القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي هو تدهور الوضع الامني السوري وإضطرار "اسرائيل" الى دخول الجولان لإنشاء شريط أمني عازل عبر قوى محلية سورية تعمل على منع اطلاق النار والصواريخ باتجاه فلسطين المحتلة.
وفي ذكرى قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، شددت الصحيفة على أن "هذه القضية تحتل حيزاً مهماً في المحادثات الأميركية الإسرائيلية الاردنية. ومن الواضح أنها ستحتل مكاناً مركزياً في مباحثات المجلس الوزاري المصغر الجديد لنتنياهو".
وفيما رأت الصحيفة أن "الخطر الرئيس يُطبخ الآن في سوريا حيث بلغت النهاية هناك 40 سنة الهدوء الذي ساد بعد انتهاء حرب يوم الغفران"، قالت :"ما زال الرئيس بشار الاسد في قصره لكن العصر الذي يليه قد بدأ لأن الجيش قد تدهور وضعه الى وضع عصابة مسلحة متقدمة بين شتى القوى التي تتحارب على مستقبل سوريا. ولا يعلم أحد فيما إذا كانت سوريا ستبقى دولة واحدة أو تنتقض فتصبح جيوباً قبلية. ولا يعلم أحد كم من الوقت ستستمر الفترة الانتقالية والصراع الداخلي".
وأضافت "هآرتس" أن "السيناريو المقلق في الشمال هو أن يصبح الجولان السوري بعد الأسد مشابهاً لقطاع غزة وجنوب لبنان وقاعدة لإطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ. وهذا ما يقلق قيادة الجيش العليا"، معتبرة أن "سيطرة الأسد على الجولان أخذت تتلاشى كلما دخلت قواته في معارك الحسم حول دمشق وقاتلت من أجل السيطرة على مطارها الدولي". مشيرة الى ان "أحداث اطلاق النار في الأسابيع الأخيرة هي فقط مُنذرة بالسيناريو المهدد".
وفيما تساءلت "هآرتس" ماذا تستطيع "إسرائيل أن تفعل"؟، اجابت بالقول :"تستطيع أولاً ان تدرك أن خط الفصل بين القوات في الجولان لم يعد هو الحد الهادئ الذي عرفناه في العقود الأربعة الأخيرة، وما زالت هذه المعرفة لم تتغلغل الى وعي الجمهور". وأوضحت الصحيفة أنه " في السنة الأخيرة جرى تعزيز الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود وحلت القوة النظامية محل الاحتياط وتم تطوير وسائل المراقبة والحواجز بمساعدة العبر المستخلصة من بناء الأسيجة على حدود لبنان وفي الضفة الغربية وفي النقب".
اما على المستوى السياسي، فتشير الصحيفة الى أن "اسرائيل" عززت الحلف مع الاردن كون حدوده مع الجولان السوري أطول بكثير وتيار اللاجئين من الشمال يقلق قادتها. وقالت الصحيفة :"إن الملك عبد الله الذي هاجم نتنياهو في الماضي بشدة، يصفه الآن بأنه يُسهم في الاستقرار. وتتم اللقاءات بين الملك ونتنياهو في هذه الأثناء سراً، ويعلل الاردنيون ذلك بسبب الجمود السياسي بين "اسرائيل" والفلسطينيين". كما اعتذرت "إسرائيل" لتركيا عن قضية "مرمرة" وعللت الدولتان تحسين العلاقات بينهما بخوفهما المشترك من الوضع في سوريا، لكن الاعتذار لم يُترجم بعد الى خطوات عملية للتعاون الأمني.
تتابع الصحيفة:"أما الإجراء الأكثر جرأة، فقد تم إنشاء صلة بفريق من المتمردين بغرض ضمان أن يوجد من يُتحدث معه في سوريا بعد سقوط الأسد لتخفيف خطر التورط العسكري. في وقت تنكر فيه جهات اسرائيلية الدعاوى التي نشرت في وسائل الاعلام العربية أن "اسرائيل" سلّحت المتمردين".
وتخلص الصحيفة الى القول بأنه :"اذا لم تكن هذه الإجراءات كافية فقد تجد "اسرائيل" نفسها في المشكلة المعروفة على حدود غزة ولبنان وهي كيف يتم إحراز هدوء وردع من غير اجتياح واحتلال أراض وراء الحدود أو تدهور الوضع الى مواجهة عسكرية واسعة.
وتختم هآرتس" بالتقدير بأن هذه القضية هي في مركز المحادثات الثلاثية الاسرائيلية الامريكية الاردنية، مشيرة الى انه ومن الواضح أنها ستحتل مكاناً مركزياً في مباحثات المجلس الوزاري المصغر الجديد لنتنياهو".