"هآرتس": الجيش الاسرائيلي بحاجة في المعركة القادمة الى "أبطال" لكي ينتصر!!!
"انتهت حرب لبنان الثانية في تموز 2006 بفشل ذريع للقيادة العليا في الجيش الاسرائيلي لأنه نسي القيم التي تربى عليها في الماضي وأهمها التمسك بالمهمة والسعي الى تحقيق النصر!!"، هذ ا ما خلصت إليه صحيفة "هآرتس" الصادرة اليوم في ذكرى قتلى جيش الاحتلال الاسرائيلي.
فمع اقتراب موعد ذكرى توزيع ما يسمى "مراسم أوسمة الشجاعة من حرب لبنان الثانية عام 2006 "، إنتبه المحلل العسكري لـموقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، الى ظاهرة تثير العناية، فقال :"إن أكثر المتميزين في هذه الحرب حظوا بأوسمة شجاعة بسبب ظواهر بطولية كانت تتصل بتخليص جرحى تحت نار العدو"، ورأى المحلل القديم في ذلك "شهادة حاسمة على صورة سير الحرب في 2006 إذ كانت المعارك فيها تتقدم بشكل مربك وتتوقف في كل مرة يظهر فيها حزب الله مقاومة تستحق هذا الاسم، وتتحول المعارك دفعة واحدة الى جهد من أجل انقاذ الجرحى". اضاف:"إن الافتراض السائد يقول إنه من رتبة جندي حتى رتبة قائد كتيبة قد حاربوا كالأسود وهزموا حزب الله في حين فشلت الرتب العليا وأفشلت، هذا فيه أسطورة جميلة فيها قليل من العزاء لكبريائنا وعلاجاً لثقتنا بأنفسنا، لكن هذه ليست الحقيقة. فالحرب لا تصنع بالندب".
جنود صهاينة يبكون الهزيمة
يضاف الى انتقاد بن يشاي - بحسب "هآرتس- مزاعم أخرى أثارتها لجنة تابعة لهيئة القيادة العامة برئاسة الجنرالين يورام يئير واليعيزر شتيرن التي فحصت "قيم الجيش الاسرائيلي في الحرب"، وخلصت بعد ذلك الى أن السبب الرئيس لاخفاقات الجيش الاسرائيلي في الحرب كان "السلوك القيمي للقادة من رئيس هيئة الأركان إلى رتبة قادة الكتائب"، وأن "الجيش قد نسي أهم قيمة وهي التمسك بالمهمة والسعي إلى النصر".
تتابع الصحيفة :"أقوال المحلل (بن يشاي) والجنرال يئير جاءت في فترة أعتبرت فيها الحرب وبحق فشلاً عسكرياً، ومرت منذ ذلك الحين سبع سنوات من الهدوء على حدود لبنان. ونبعت هذه السنوات في الأساس من الفرق الأساسي في القدرات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الذي ظهر في الحرب ايضاً، فما زالت الضربة التي تلقتها المنظمة اللبنانية تردعها عن محاولة تصعيد آخر مع "اسرائيل". لكن الهدوء خدم اولئك الذين أرادوا إجراء ما يشبه حركة تصحيح تاريخية في وصف الحرب وعرضها على أنها نصر سياسي وعسكري تُحسن نتائجه الرأي في صورة ادارة المعركة. ومن حسن الحظ أن مرت بضع سنوات قبل ان يسمح الجيش الاسرائيلي لنفسه بأن يصبح أسير سحر هذه الأكذوبة. إن غابي اشكنازي، رئيس هيئة الاركان الذي عُين بعد الحرب بذل جهداً كبيراً في إعادة أهمية القيم القديمة وإنعاش العلم العسكري الفني الذي نُسي في سنوات الانتفاضة الثانية".
وتشير الصحيفة الى ان "الجيش الاسرائيلي عاد حقاً للحديث بالمصطلحات التي كانت ذات مرة، لكن التغيير المبارك هذا لا يغير الاطار الذي تتم فيه المعارك العسكرية الاسرائيلية وهو ما وصفه الباحث البروفسور ادوارد لوتفيك بأنها "حروب ما بعد البطولة". ففي حروب كهذه يوجد لديمقراطيات غربية (واسرائيل منها) هدفان رئيسان: منع الخسائر من جانبنا والامتناع عن مس مبالغ فيه بمواطني العدو. انها حروب لا تقترن في الأكثر بتهديد وجودي للدولة التي تختار أن تستغل تفوقها التقني كي تقوم على نحو عام بمعركة من بعيد تُمكّن من الحفاظ على فاعلية عملياتية ومعايير أخلاقية معقولة من غير ان تزعزع الشرعية الداخلية بل على قدر من الشرعية الدولية لعملياتنا".