"هآرتس": إطلاق النار من غزة وسوريا يمهد لعملية عسكرية اسرائيلية
"تحاول إسرائيل المحافظة على قدرة الردع في الجبهتين السورية وقطاع غزة، لكن هذا الامر يمكن أن يتحول الى عملية صعبة جدا، في ظل الخشية من ضعضعة النظام السوري المستمرة وبداية تآكل إنجازات عدوان عملية عمود السحاب في قطاع غزة العام الفائت"، هذا ما خلصت اليه صحيفة "هآرتس" بعد القصف الصهيوني لإحدى نقاط الجيش السوري أول أمس والغارة الاسرائيلية على بيت لاهيا بعد القصف الفلسطيني على سديروت.
وأضافت الصحيفة "إن الحوادث الاخيرة في الجولان وقطاع غزة، تعبر جيدا عن التحديات الامنية التي يتوجب على "اسرائيل" مواجهتها الآن، فعلى الاقل الآن لا يتحدث عن خطر اندلاع حرب حقيقية، لكن في كلا الجبهتين، يسود عدم استقرار يعبر عنه بين الفينة والاخرى بعملية قصف باتجاه الاراضي الاسرائيلية، الامر الذي يدفع الحكومة الاسرائيلية الى معالجة هذه النزاعات على نار هادئة نسبيا وعدم الانزلاق الى مواجهة واسعة".
وبحسب الصحيفة، "في الجبهة السورية، تواجه "اسرائيل" سلطة مركزية ضعيفة، إذ ضعفت جدا قدرتها على السيطرة ومن غير الواضح دائما الجهة التي تقف خلف القصف وفيما إذا كان يتم بموافقة المستويات العليا في النظام السوري. أما حماس فقد أثبتت قدرتها على السيطرة في قطاع غزة في أشهر الهدوء التي سادت على الحدود منذ عدوان عملية عمود السحاب حتى الاسابيع الاخيرة وتجدد التوتر.
ورأت هآرتس أن "إسرائيل" ردت على عمليات القصف في الجبهتين بطريقة مشابهة جدا، إذ في كل مرة تطلق فيها رشقات نارية أو قذيفة، فإن الجيش الاسرائيلي يرد بنيران دقيقة عبر صاروخ أو قذائف دبابات باتجاه نقاط للجيش السوري أطلقت منها النيران. في غزة ايضا قصف سلاح الجو فجر اليوم هدفين تابعين لـ"حماس" ردا على قذائف الهاون أمس.
ولفتت إلى أن الموقف الرسمي لـ"اسرائيل" عبر عنه وزير الامن موشيه يعلون وهو أن أي عملية اطلاق نار ستقابل برد فوري، إذ إن "اسرائيل" عمليا تحاول الحفاظ على قدرة الردع في كلا الجبهتين: يجب التذكير للجانب الثاني أن القوة العسكرية مفضلة وأنه من الافضل له أن لا يجبرنا على اثبات ذلك بمصادمات واسعة النطاق.
المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي يوآف مردخاي قال: ان حماس كما يبدو غير معنية بالتصعيد وإن غارة سلاح الجو الاسرائيلي كان الهدف منها التوضيح لحماس بأن اسرائيل لا يمكنها أن تستوعب العودة الى الوضع الذي كان قائما في الاشهر التي سبقت عملية عمود السحاب.
هآرتس أشارت الى أن تحليل مردخاي مقبول أيضا على أذرع أمنية اسرائيلية أخرى وعلى محللين فلسطينيين. فحماس لا تبحث الآن عن مواجهة أخرى وجها لوجه مع الجيش الاسرائيلي، ولكن عمليا، فإن انجازات عدوان عملية عمود السحاب بدأت تتآكل، فالفصائل الفلسطينية في غزة، تستخدم ذرائع واهية لاطلاق النار (موت أسير فلسطيني نتيجة مرض السرطان).
وختمت الصحيفة بالقول إن "الرد الاسرائيلي حتى الآن ما زال مضبوطا، ولأسباب كثيرة من بينها أنه لم يؤدِّ الى خسائر في الجانب الفلسطيني، ولكن ارتفاع عدد عمليات اطلاق الصواريخ باتجاه النقب سيؤدي الى هجمات اسرائيلية في القطاع، وهذا من شأنه أن يقصر لاحقا المسافة الى جولة عنف أخرى، وإن كان كلا اللاعبين الاساسيين (اسرائيل وحماس) لا يرغبان بذلك".