في إطار المساعي المتجددة لادارة اوباما لتحريك ما يسمى بـ"المسيرة السلمية" بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، يصل في الايام القريبة القادمة وزير الخارجية الامريكي جون كيري في جولة محادثات ثانية في المنطقة في مدى زمني أقل من أسبوعين. وبحسب موظف "اسرائيلي" كبير، سيهبط فإن كيري سيهبط في "اسرائيل" عشية يوم السبت.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الصادرة اليوم تحدث كيري أمس هاتفياً مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) لاطلاعهما على نيته الوصول الى المنطقة في الايام القريبة القادمة. وقد تحدث كيري مع الرجلين عن استمرار تنفيذ خطوات بناء ثقة من الطرفين، تتيح تهيئة الأرضية لاستئناف المفاوضات المباشرة.
وكان كيري قد بدأ في 23 آذار، -أي بعد يوم واحد فقط من زيارة الرئيس الاميركيي باراك اوباما الى "اسرائيل"-، حملة مكوكية بين نتنياهو وعباس. وفي أعقاب محادثاته مع نتنياهو في جولة المحادثات الاولى، أعلن الأخير، الاسبوع الماضي قبل بضع ساعات من ليل الفصح بأنه سيستأنف التحويل المنتظم لأموال الضرائب التي تجبيها سلطات الاحتلال الاسرائيلي للسلطة الفلسطينية. وهكذا يكون نتنياهو أوقف العقوبات التي فُرضت على الفلسطينيين في أعقاب توجههم الى الامم المتحدة في نهاية تشرين الثاني 2012 ونيلهم الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في المنظمة الدولية.
ويعتزم كيري مواصلة رحلاته المكوكية بين "تل أبيب" ورام الله، في محاولة لإيجاد صيغة تتيح استئناف المفاوضات بين الطرفين. وستحتل مسألة الأسرى الفلسطينيين مكاناً مركزياً في محادثات كيري في "إسرائيل" وفي السلطة، ولاسيما بعد إستشهاد الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية أمس والاضطرابات التي اندلعت في السجون الاسرائيلية وفي الضفة الغربية.
يشار الى أنه في جولة المحادثات الأولى، قال رئيس السلطة الفلسطينية لكيري إن مسألة الأسرى حرجة من ناحيته. وأوضح محمود عباس أنه سيكون مستعداً للقاء نتنياهو اذا ما حرر نحو 120 أسيراً فلسطينياً معتقلين في السجون الاسرائيلية منذ ما قبل اتفاقات أوسلو.
كما يطلب الفلسطينيون تطبيق التفاهمات التي تم التوصل اليها مع رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت وبموجبها تحرر "إسرائيل" نحو ألف أسير فلسطيني كبادرة طيبة لعباس.
وأشارت "هآرتس" الى أن كيري يكرس نحو ثلاثة أشهر لمحادثات تمهيدية بين الطرفين في نهايتها يعرض صيغة لاستئناف المحادثات. وحتى ذلك الحين يرغب كيري في أن تقوم "اسرائيل" والفلسطينيون بعدة خطوات كضبط جماح البناء في المستوطنات، تحرير أسرى والالتزام بالامتناع عن خطوات اخرى أحادية الجانب في الامم المتحدة.
كما أن وزير الخارجية الامريكي يحرص على أن تقوم دول عربية بخطوات لدعم استئناف المفاوضات بين "اسرائيل" والفلسطينيين. وفي نهاية الشهر سيصل الى واشنطن وفد من وزراء خارجية قطر، الاردن ومصر الى جانب الأمين العام للجامعة العربية للبحث مع كيري في سياسة الادارة الامريكية من مسيرة التسوية.
وكان زعماء الدول العربية أعادوا في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في قطر قبل بضعة أيام التزامهم بما يسمى "مبادرة السلام العربية"، وأشاروا الى أنه خيار استراتيجي. ومع ذلك فقد اوضحوا بأنه اذا استمر الجمود فإنهم سيفكرون بسحب "مبادرة السلام" عن الطاولة وإعادة النظر بكل مبدأ "المسيرة السلمية" مع "اسرائيل"!!.