’يديعوت’: دورات تدريبية سرية للمسلّحين السوريين في الاردن
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن معسكرات سرية يتم فيها تدريب المسلّحين السوريين في الاردن.
وجاء في الصحيفة أن "عشرات الطائرات المحملة بالسلاح والمعدات العسكرية هبطت في الشهور الاخيرة تحت جنح الظلام في مطار البلدة الساحلية الاردنية العقبة، على بعد خطوة من متنزه ايلات، حيث تمّ إنزال الحمولة على عجل"، وأضافت "في دقائق كانت الصناديق قد رُفعت على شاحنات محكمة الاغلاق اتجهت شمالا الى القاعدتين العسكريتين الموجودتين منذ ايام طويلة تحت حراسة مشددة".
ونقلت الصحيفة عن شاهد عيان يسكن في العقبة قوله "رأيت في ليلة واحدة بأم عيني قطارا جويا من 17 طائرة بلا علامات تعريف. وكانت تلك طائرات قديمة ولا يعلم أحد من الطيارين، وحُملت المعدات على شاحنات محكمة الاغلاق عمداً بحيث لا يمكن التعرف حتى على رقم حاويات المعدات المحملة".
وذكرت أن "القاعدة الاولى وهي قاعدة لقوات المشاة الاردنية باسم الملك عبد الله الثاني، تُستعمل كموقع تدريب لـ "القوات الخاصة" – وهي الوحدة المختارة في الجيش الاردني التي توازي دورية هيئة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي، ويتدربون هناك على سلاح خفيف ويُعدون المتمردين من سوريا لمواجهات عسكرية مع الجيش السوري ومع ميليشيا بشار الاسد على الخصوص"، وفق تعبيرها.
وتقع القاعدة الثانية وهي قاعدة سلاح الجو، تتابع "يديعوت"، في شمال شرق المملكة في مثلث الحدود بين الاردن وسوريا والعراق، وبذلك يمكن الدخول بسهولة الى الدولتين من الجو والبر ايضا. وتجري التدريبات هناك على سلاح دقيق وصواريخ كتف استعدادا لآخر ايام حكم الاسد في دمشق، على حد وصف الصحيفة.
وأشارت "يديعوت"، الى أن العالم الواسع لم يعلم بوجود هذه القواعد الى ان كشفت عنها هذا الاسبوع صحيفة "الغارديان" البريطانية و"دير شبيغل" الالمانية قبل ان يسافر رئيس الولايات المتحدة الى تل ابيب بوقت قصير".
كما تحدّثت الصحيفة عن أن الامريكيين اضطروا في تشرين الاول الماضي الى الاعتراف لأول مرة بأنهم يُجرون تدريبات عسكرية في الاردن لمواجهة خطر السلاح الكيميائي الذي قد يتسرب من سوريا، غير أنه يتبين الآن أنه لم يشترك في مواقع التدريب العسكرية جنود اردنيون فقط بل منشقون من سوريا ايضا وهم فروا من جيش الاسد النظامي".
"يديعوت" ذكرت أن مسؤولا كبيرا في المعارضة السورية كشف أن تصريح الملك عبد الله الذي قال إن علاقاته بنتنياهو قويت جدا لم يولد بالصدفة".
وكتب الصحفي الامريكي جيفري غولدبرغ هذا الاسبوع أن "بعض العناصر في "اسرائيل" والاردن يقولون إن طائرات اسرائيلية بلا طيارين تحلّق على طول الحدود مع سوريا بموافقة الاردنيين.
وكشفت معلومات جديدة وصلت الى "يديعوت احرونوت" عن تعاون وثيق بين شركات حراسة مدنية، عملت في العراق مع سقوط صدام حسين، وبين مستشارين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وتقول الصحيفة "يصعب أن نحدد ما اذا كان "المدربون" خاصين حقا وبعيدين عن الجهات الرسمية"، وتضيف أن "المدربين يتردون ايضا مثل المبتدئين السوريين ملابس قتال وتنحصر التدريبات في استعمال السلاح الخفيف والمتوسط. والى الآن أنهى أكثر من 1200 متمرد سوري فترة التدريب واجتاز ثلثهم فقط المركز الحدودي المخترق قرب درعا السورية الذي استولى عليه المتمردون ويحكمونه، وينتظر الباقون دورهم".