’اسرائيل’ قلقة من دعوة فرنسا وبريطانيا لتسليح المتمرّدين السوريين
ذكرت صحيفة "معاريف" الصادرة اليوم أن "اسرائيل" قلقة من دعوة فرنسا وبريطانيا الى تسليح المتمردين في سورية، موضحة أنه "في المشاورات التي أجريت في الايام الاخيرة بين "اسرائيل" وممثلين عن كلا الدولتين أعربت الاولى عن مخاوفها من أن السلاح الذي سيسلم للمتمردين من أجل إسقاط النظام السوري، سيوجه لاحقا الى "إسرائيل"".
وتابعت الصحيفة أن "الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وبالتنسيق مع بريطانيا والأردن دعا في الايام الاخيرة الى اتخاذ خطوة هدفها رفع الحظر الدولي الذي يمنع اليوم نقل السلاح والذخائر الى المجموعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري"، مشيرة الى أن "القرار النهائي لم يتخد إلا أن "اسرائيل" تتحفظ عن هذه الخطوة".
وتقول "معاريف" إنه "حتى الساعة لا يوجد موقف رسمي في "اسرائيل" لعدة أسباب من بينها أنه حتى الآونة الاخيرة لم يكن هناك وجود لهيئة مسؤولة عن رسم السياسات تجاه ما يحدث في سورية، لكن الموقف الرسمي لـ"اسرائيل" هو عدم التدخل الى جانب هذا الطرف أو ذاك".
مصدر سياسي اسرائيلي وصف المسألة بـ"المشكلة المعقدة جدا"، "ومع ذلك في المحادثات التي أجراها دبلوماسيون صهاينة مع ممثلين عن فرنسا وبريطانيا طرحوا المخاوف الاسرائيلية وذكروا بسوابق مثل أفغانستان في الثمانينيات القرن الماضي ومالي في الأيام الحالية".
الولايات المتحدة سبق ان سلحت "المجاهدين الافغان"، من أجل مساعدتهم في قتال الاتحاد السوفياتي، لكن من بين هذه المنظمات مع مرور السنين نشأت "القاعدة" التي استخدمت الخبرة التي راكمتها والسلاح ضد الولايات المتحدة الاميركية والغرب. وهذه الظاهرة مشابهة لما يحدث في مالي اليوم، حيث أن فرنسا تحارب المجموعات الاسلامية المسلحة التي تقاتل بسلاح فرنسي سبق أن زودتهم به باريس"، على ما جاء في "معاريف".
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصدر دبلوماسي غربي مطلع على المبادرة الفرنسية البريطانية أن الأخير أعرب عن تفهمه للمخاوف الاسرائيلية، وقال إن "كلا الدولتيتن تعيان جيّداً هذه المخاطر"، مشدّدا على أنه "حتى الآن لم يتخذ قرار نهائي في الموضوع"، وأشار الى أنه "في حال تم تسليم سلاح الى المتمردين في سوريا، فإن هذا سيتم بدقة عالية، حتى يتم التأكد من أن هذا السلاح لن يسقط في الأيادي غير الصحيحة، وسيؤخذ بعين الاعتبار أيضاً نوعية السلاح الذي سينقل من أجل منع سيناريوهات من هذا النوع".
"معاريف" لفتت الى أن "نائب وزير الخارجية الاسرائيلي الأسبق داني أيلون قام أمس بابلاغ مجموعة من الدبلوماسيين الاجانب الذي يعملون في "تل أبيب"، أن الامر يتعلق بفكرة سيئة وإذا ما حصلت ستكون خطأً فظيعاً"، محذرا من أن "السلاح الذي سينقل اليوم الى المتمردين ضد الاسد، سينزلق غدا الى الاردن ولبنان والعراق"، وأضاف أن "سوريا الآن تبدو كأفغانستان في سنوات الثمنينيات لأن كل المقاتلين في العالم يأتون اليها".
وبحسب الصحيفة، تجري الإشارة في "اسرائيل" الى أن المعارضة السورية المسلحة ليست تنظيما هرميا وفيه مسؤوليات، بل إنها عبارة عن تنظيمات ومجموعات من كافة أرجاء العالم، من بينها مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة المتطرف وهي بالمناسبة مجموعات متطرفة جدا. وبالمناسبة فقط كشفت أجهزة الرصد التابعة للجيش الاسرائيلي هذا الاسبوع أحد هذه المجموعات وهي تتمركز في قاعدة عسكرية كانت تابعة للجيش السوري على بعد ثمانية كلم من الحدود الاسرائيلية، وفق "معاريف".