تصعيد فلسطيني للضغط على العدو في ملف الأسرى
رأت المؤسسة الامنية الاسرائيلية، أن السلطة الفلسطينية معنية باستمرار بضبط تصعيد المواجهات والاحتكاكات في الضفة الغربية، وذلك حتى زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لـ"اسرائيل" في 20 اذار، معتبرة أن الهدف من هذه المواجهات هي حمل أوباما على تغيير سلم أولويات زيارته وطرح المسألة الفلسطينية بعمومها ومسألة الاسرى الفلسطينيين خصوصا، ولفتت إلى أن الخطوة الفلسطينية تأتي على خلفية التقارير التي تصل من واشنطن والتي تتحدث عن نية اوباما الاهتمام في زيارته أساسا بمسألتي ايران وسوريا والبحث فقط هامشيا في المسألة الفلسطينية.
صحيفة "معاريف" نقلت عن المؤسسة الامنية تقديرها بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "ابو مازن" يرى في رشق الحجارة والقاء الزجاجات الحارقة مقاومة شرعية. ومع ذلك يشددون في المؤسسة الامنية على أنهم في السلطة الفلسطينية حريصون على عدم فقدان السيطرة على الاحداث لأن من شأن ذلك أن يؤدي الى انتفاضة ثالثة ووقوع عمليات اطلاق نار وعمليات انتحارية. ولكن في الجيش الاسرائيلي يقدرون بان خيبة أمل فلسطينية من زيارة اوباما من شأنها أن تحدث توتراً كبيراً.
وأشارت الصحيفة الى أن "اسرائيل" تعمل في هذه الاثناء عبر عدة قنوات على تهدئة الخواطر. وقد تحدث منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في المناطق المناطق الفلسطينية، اللواء ايتان دانغوت مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، المسؤول عن أجهزة الامن الفلسطينية، ووعده بالشفافية الكاملة في فحص ملابسات إستشهاد الاسير الفلسطيني عرفات جرادات.
في موازاة ذلك، زار رئيس القيادة السياسية الامنية في وزارة الحرب الاسرائيلية عاموس جلعاد الاسبوع الماضي القاهرة لاطلاع مسؤولي المخابرات والجيش المصريين على التطورات الامنية في المناطق.
وتشارك الادارة الامريكية هي أيضا في الاتصالات لتهدئة الخواطر. فقد أجرى وزير الخارجية جون كيري في الاونة الاخيرة محادثات مع مسؤولين في "اسرائيل" وفي السلطة الفلسطينية. ومن غير المستبعد أن توافق "اسرائيل" على تنفيذ عدد من البادرات الطيبة قبيل زيارة اوباما – مثل تحرير عدد من أسرى "فتح".
كما أن المبعوث الشخصي لبنيامين نتنياهو المحامي اسحق مولخو، نقل طلبا قاطعا للسلطة الفلسطينية بتهدئة الميدان ووقف موجة العنف. وفي هذا الاطار اعلن نتنياهو عن تقديم موعد تحويل أموال الضرائب التي تجبيها "اسرائيل" للفلسطينيين عن شهر كانون الثاني. وفي الجيش الاسرائيلي يعتقدون بأنه بدون تحويل الاموال لن يكون ممكنا دفع الرواتب لرجال أجهزة الامن مما سيؤدي الى عدم رغبتهم في العمل على وقف الاضطرابات في الشارع الفلسطيني.