سفير "اسرائيل" السابق في أميركا: وجهات نظر أميركية متعارضة في التعامل مع "التهديد الإيراني"
كتب السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة "زلمان شوفال" مقالاً في صحيفة "إسرائيل اليوم"، شرح فيه عمق العلاقة بين الولايات المتحدة و"اسرائيل"، فقال "تهب العواصف السياسية والأمنية على العاصمة الأميركية، وقد شكل تأجيل الموافقة على تعيين تشاك هيغل صفعة مؤلمة، بالنسبة إلى إدارة أوباما، لكن الموضوع لا يقتصر على ذلك، وزير الحرب المنتهية ولايته ليون بانيتا هاجم علناً عزم أوباما ووزير حربه المقبل تشاك هيغل تقليص ميزانية الدفاع الأميركية. كما تحدث بانيتا في شهادته أمام الكونغرس أنه ووزيرة الخارجية المنتهية ولايتها هيلاري كلينتون ورئيس الـ"سي آي إي" السابق الجنرال باتريوس، كانوا اقترحوا تسليح وتدريب الثوار السوريين، إلا أنهم اصطدموا بالرفض المطلق للرئيس أوباما، وذلك على الرغم من تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بضرورة التنحي السريع للرئيس السوري بشار الأسد".
ويضيف شوفال إن "موقف الرئيس الأميركي صحيح نظراً لصعوبة التأكد من أن "السلاح والمال الذي سيعطى للثوار لن يقع في أيدي أطراف جهادية تابعة للقاعدة. بيد أن السلاح الذي رفضت الولايات المتحدة تقديمه، تقوم اليوم السعودية وقطر بتقديمه بسخاء إلى المتطرفين تحديداً، ولكن التورط في تقديم السلاح، لماذا لم يتخذ خطوات أخرى، مباشرة أو غير مباشرة، من أجل التسريع في انهيار نظام البعث، ووقف السيطرة المنتظرة للعناصر الجهادية التي تسعى للحلول محل الأسد؟ ومما لاشك فيه أنه في مقدمة مخاوف واشنطن فيما يتعلق بالشرق الأوسط تأتي إيران، وثمة وجهات نظر متعددة وفي بعض الأحيان متعارضة بشأنها".
السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة "زلمان شوفال"
ويتساءل شوفال قائلاً: "هل يجب المبادرة إلى القيام بخطوات دبلوماسية تجاه إيران على الرغم من رفض (الامام السيد علي) خامنئي المعلن لذلك؟ أم يجب تشديد العقوبات عليها؟ وهل يجب أن نوضح للنظام في طهران بصورة لا تحتمل الجدل أن المسدس الأميركي الموجه إلى رؤوسهم ملقم؟ أم يجب استبعاد التهديد العسكري وانتهاج سياسة الاحتواء؟".
وذكر شوفال أن "هذه الموضوعات، مع التشديد على موضوعي إيران وسوريا، ستكون موضع نقاش بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الزيارة المرتقبة إلى "إسرائيل"، إذ ثمة حاجة إلى تنسيق واضح في المواقف بين الطرفين. كما سيجري بالطبع تناول قضايا أخرى بما فيها القضية الفلسطينية"، ولفت إلى أنه "في الماضي أخطأت أوساط في واشنطن وخبراء في الشرق الأوسط في تضخيم أهمية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني واعتبروه سبب جميع المشكلات في المنطقة وبصورة خاصة سبب المشكلات التي تصطدم بها الولايات المتحدة، فإن الفوضى السائدة اليوم من الجزائر وحتى أفغانستان، غيرت وجهة النظر هذه (على الرغم من أن هذا لم يمنع بعضهم من التمسك بوجهة نظره)".
ويقر شوفال بأن "المشكلة الفلسطينية لم تختف، لكن السياسة الذكية تفرض على أميركا رؤية الأمور في أحجامها الصحيحة. ولهذا السبب وضع البيت الأبيض موضوعي إيران وسوريا في مقدمة أولوياته"، وتوقع أن "يكون هناك من سيهمس في أذن أوباما بأن عليه أن يستغل زيارته إلى" إسرائيل" من أجل "الضغط عليها" كي يستطيع العودة إلى واشنطن وقد حقق شيئاً ما على صعيد سياسته الخارجية ولو شكلياً"، ويستدرك شوفال بالقول إن "الرئيس الأميركي ومستشاريه سيعرفون كيف يفصلون بين الثانوي والأساسي، وهم حينما سينظرون إلى خريطة المنطقة سيشاهدون أن هناك دولة واحدة مستقرة وحليفة حقيقية لهم في المنطقة هي دولة إسرائيل".