"هآرتس": تراجع احتمالات هجوم اسرائيلي مستقل على "مواقع نووية" في ايران
كتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل مقالاً حول "الهجوم على إيران واحتمالات وقوعه" وذكر في المقال، أن "سلسلة من التطورات التي حدثت في الفترة الاخيرة تقلل من احتمالات شن هجوم اسرائيلي بشكل مستقل على المواقع النووية في ايران، دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة على الاقل في الاشهر القريبة القادمة"، وأضاف هرئيل "مع ان ايران ستكون على رأس جدول أعمال زيارة الرئيس اوباما الى اسرائيل، الا ان اوباما يصل الى هنا فيما أن خلفية التقدير هي ان النقاش قد حسم - اسرائيل ستجد صعوبة في الهجوم على المنشآت النووية".
"وكما هو معتاد خلال السنوات الاخيرة، مع نهاية الشتاء يتجدد النقاش عبر وسائل الاعلام العالمية حول امكانية القصف الاسرائيلي"، كما كتب هرئيل، الذي أضاف أن "التهديد النووي الايراني، خلافاً للتوقعات المسبقة، ألقي الى هوامش النقاش السياسي في حملة الانتخابات"، وتابع هرئيل يقول إن "الاحداث المتتالية، كالتقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية واستئناف المحادثات بين القوى العظمى وايران، واللذان سينشران في الاسابيع القادمة، ترفع قليلا درجة المقياس"، واستدرك قائلاً: "لكن جملة من الظروف تقلص الاحتمال للهجوم".
وفصَّل عاموس هرئيل الأمر معتبراً أن "التطور الاول يتعلق بابطاء وتيرة تقدم البرنامج النووي...فالتقرير التالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيشهد على أن الايرانيين يواصلون توجيه كميات من اليورانيوم المخصب لدرجة 20 في المائة لاغراض مفاعل البحث العلمي لديهم"، ورأى هرئيل أن "هذا تقدير يتطابق والتوقعات التي نشرت في "هآرتس" قبل نحو عشرة أيام على لسان مصادر اسرائيلية، ومدلول ذلك أن إيران تمتنع عن الاقتراب من "الخط الاحمر" الذي رسمته "إسرائيل"، ( جمع كمية كافية من اليورانيوم لانتاج قنبلة نووية واحدة)".
مفاعل "بوشهر" النووي الإيراني
واكد المحلل الإسرائيلي أن "دون اجتياز هذا الخط ومن اللحظة التي دخلت فيها ايران في نهاية 2012 الى "نطاق الحصانة" الذي رسمته "إسرائيل" في الماضي، يكون من الصعب على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أن يشرح للعالم الهجوم"، وذكَّر هرئيل أن "مسؤولين اسرائيليين كبار اعترفوا مؤخرا في محادثات مع دبلوماسيين اجانب أن تقديرهم هو امتناع إيران عن خلق أزمة حول تقدمها على الاقل حتى الصيف".
وأعرب هرئيل عن اعتقاده بأنه "مع أن إدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما تواصل التشديد على سياسة العقوبات للاسرة الدولية ضد طهران، والوزراء المرشحون لتولي مناصبهم في الإدارة الأميركية في اطار الولاية الثانية للرئيس أوضحوا خلال الاستماع في الكونغرس التزامهم بمنع وعدم احتواء التهديد النووي، لكن في واشنطن راضون من الضرر الجوهري الذي تحدثه العقوبات بالاقتصاد الايراني، ويعتقدون بان في هذه المرحلة هذا هو الطريق الذي ينبغي مواصلة السير فيه".
وتوقع هرئيل أن "ينتقل التشديد الامريكي إلى مسألة التوتر السياسي الداخلي في ايران أكثر من ممارسة القوة الخارجية لوقف النووي"، وأضاف أن "الاميركيين يخلون الآن حاملات طائراتهم من الخليج، بعد اشهر طويلة من جمعهم هناك بالتدريج مقابل عدد قليل من القوات"، وتابع بالقول أنه "عندما تكون هذه هي الظروف، فإن الولايات المتحدة تتوقع من "إسرائيل" ألا تزعج، فنتنياهو، الذي امتنع عن الحسم لصالح هجوم عسكري عند مفرق اتخاذ قرارات سابقة خلال السنوات الاخيرة، سيتعين عليه أن يراعي موقف ضيفه من واشنطن".
واعتبر هرئيل أن "على نتنياهو ان يأخذ بالحسبان ايضا المعارضة الواضحة من قبل المستويات المهنية للمؤسسة الامنية (وبالاساس قيادة الجيش الاسرائيلي والموساد) لقصف غير منسق في التوقيت الحالي مع جدول أعمال الشريك المركزي الذي يلوح في ائتلافه الجديد (يئير لبيد رئيس حزب هناك مستقبل) وربما ايضا موقف وزير الدفاع التالي"، وشكك في أن "يكون نتنياهو قد تغلب تماما على المناورة التي قام بها له وزير الدفاع المغادر، ايهود باراك، الذي بدا أنه تراجع في اللحظة الاخيرة عن تأييده للقصف في الخريف الماضي. اذا ما عين بوغي يعلون بالفعل خليفة لباراك، فان موقفه واضح حتى أكثر من ذلك، ففي المسألة الايرانية، كان يعلون في الجانب المعتدل خلال مداولات مجموعة الوزراء الثمانية في السنوات الاربعة الاخيرة".