الجبهة الداخلية: مصدر القلق الاسرائيلي من الردّ على الهجوم على سوريا
اعتبر الكاتب في صحيفة معاريف عمانويل روزن أن ثمة علاقة مباشرة بين هجوم الأسبوع الماضي على سوريا والجبهة الداخلية الإسرائيلية، مضيفا "بمعزل عن الكلام التلميحي لوزير "الدفاع" إيهود باراك سننطلق من فرضية أن أصابع الاتهام ستوجه نحو "إسرائيل"، وإليها أيضا سيوجه الردّ، إذا ما حصل في مرحلة ما، والهدف لن يكون عسكرياً. الجبهة الداخلية الإسرائيلية هي ستكون المستهدفة".
وبحسب روزن، فإن المعادلة حسب الظاهر تبدو بسيطة، "إسرائيل" تنفّذ عملية ضد الطرف الثاني وتنتقل إلى موقع التلقي. وعندما تمّت تصفية القائد العسكري في حماس أحمد الجعبري في تشرين الثاني الماضي، كان الردّ على صورة إطلاق حوالي 1500 صاروخ وقذيفة نحو الجبهة الداخلية"، أما "الجبهة الجنوبية، التي خبرت حملات تصعيد في قطاع غزة، فصمدت جيداً في هذا الحدث، مع بطاريات "القبة الحديدية" التي اعترضت مئات الصواريخ".
لكن على الجبهة الشمالية الحكاية تختلف تماماً، وفق ما يشير روزن في "معاريف"، فالمحور الإيراني-السوري- حزب الله أكثر خطراً وفتكاً. عندما يتخذون قرارا في "اسرائيل" بإطلاق الصواريخ نحو هدف سوري يأخذون ذلك بالحسبان بشكل كبير، حتى ولو كانت أهمية الهدف التي اطلقت القنابل الذكّية نحوه لا لبس فيها".
مصدر القلق الاسرائيلي من الردّ على الهجوم على سوريا هو الجبهة الداخلية
وتابع روزن "يكفي سماع التصريحات من إيران، سوريا، حزب الله ومن تركيا لنفهم حجم التوتّر السائد، ولا يعلم أحد بالتأكيد إذا كانت هذه الأجواء ستؤدي الى رد عنيف من قبل الطرف الثاني، وليس على صورة إطلاق عدة صواريخ، الخطوة التي قد تؤدّي إلى بداية مواجهة واسعة".
"في السنوات الماضية منذ حرب لبنان الثانية، التي كانت فقط نموذجاً لقدرة الطرف الثاني على استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حرص أعداؤنا على فعل كل شيء كي يصبح بحوزتهم الكثير من الذخيرة في المواجهة التالية ضد الجبهة الداخلية.. بحوزة السوريين صواريخ سكود من طراز بي. (يصل مداها إلى 300 كلم) وسي. (مداها لـ 500 كلم) وسكود دي. يصل مداها إلى 700 كلم. كما أن حزب الله لم يهدأ. إذا كان بحوزة المنظمة في 2006 حوالي 25 ألف صاروخ من أنواع مختلفة، فالتقديرات اليوم تتحدّث على الأقل عن ثلاثة أضعاف أو أربعة لهذا الرقم، وحتى أكثر من ذلك. أغلبها من النوع الذي يصل إلى مدى متوسّط وطويل، وهي دقيقة وفتّاكة جداً".
"اجتازت الجبهة الداخلية الإسرائيلية في الواقع شوطاً مؤثراً في السنوات الأخيرة وهي مستعدّة، قويّة ومحميّة جداً، لكن هذه الرحلة لن تنتهِ أبداً.
حجم الموارد التي يجب استثمارها في الجبهة الداخلية هائل. لا تتعلّق المسألة فقط بالكثير من الأموال إنما بالتعليم وبالإعلام. فحماية فعّالة مثل منظومات الحماية من الصواريخ هي مهمّة لكن لا يمكن الاكتفاء بها. الأمر يتعلّق بمجموعة كاملة وواسعة من الأعمال التي يجب تنفيذها، فلتعزيز مناعة المدنيين، على سبيل المثال، أهمية حاسمة عندما سيبدؤون بسماع صفارات الإنذار التي ترتفع وتنخفض. وطالما أنّ التهديدات المختلفة تتزايد، يجب تعزيز الجبهة الداخلية، حتى تقوى نقطة الضعف هذه قدر المستطاع".
"حتى ولو كان الحدث الحالي سينتهي فقط بتهديدات وبانتقادات حادّة موجّهة إلى "إسرائيل"، فإنّه يمكن التقدير بسهولة أن الهجوم لن يحلّ المشكلة الخطيرة لتدفّق السلاح من سوريا إلى حزب الله، ويمكن تقدير أنّ الهجمات المجهولة ستستمر، وعلينا العمل على تعزيز الجبهة الداخلية الإسرائيلية، كونها ستبقى الهدف للردّ من ناحية الطرف الثاني"، كما جاء في مقالة روزن.