"هآرتس": الأسد ما زال المنتصر في سوريا ولا وجود لجيش المتمردين الا على الورق
بعد نحو خمسة أشهر يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد هو المنتصر، رغم الإشاعات التي تحدثت عن موت أو انهيار نظامه في سوريا، كما يبدو إن المسألة تتعلق بمشهد دموي متواصل، متعدد التغييرات، فقد تم في المعركة الأخيرة كبح زخم عناصر "الجيش السوري الحر"، هذه هي الخلاصة التي خرجت بها صحيفة "هآرتس" الصادرة أمس.
وجاء في الصحيفة الاسرائيلية أنه "باستثناء سيطرة "الجيش السوري الحر" على المطار العسكري للمروحيات في شمال الدولة، لم يحقق أي إنجاز آخر. بل على العكس تماما، فقد المتمردون السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من دمشق، إضافة الى جزء كبير من سيطرتهم على حمص. نعم هم يسيطرون على مناطق ريفية، لكن ليس على أي مدينة متوسطة الحجم".
وأضافت "هآرتس" "في الواقع لا وجود لجيش المتمردين إلا على الورق، هناك خليط الميليشيات وأحيانا من العصابات التي لا تنسّق مع بعضها البعض، وأكثر من مرة تنفذ أعمال انتقامية الواحدة ضد أخرى، وأحيانا ضد السكان المدنيين العلويين"، وذكرت أن "الجيش السوري بشكل عام، لا يعاني من انشقاقات على نطاق كبير، فجنوده يتسلّمون رواتبهم في الوقت المحدّد وعتاده ما زال كثيرا. بينما المتمردون لا يعانون من انقسامات في المستوى السياسي فحسب، بل أيضا يعانون من غياب سيطرة الزعامة السياسية، القابعة في بلاد الاغتراب، على المستوى المقاتل. وتسود داخل القيادة حالات من الشك العميقة بين الإخوان المسلمين وبين جهات علمانية أخرى".
وإعتبرت "هآرتس" أن "الجهة الأكثر إشكالية وسط المتمردين هي تنظيم جبهة نصرة الشام، التي استقوت مؤخرا وفرضت سيطرتها على المناطق الريفية، وحولت حياة المسلمين الى جحيم بعد أن فرضت منهجها السلفي الواضح. وأدّى هذا الأمر إلى خلق فجوة بين المتمردين والمجتمع السنّي، فضلا عن المسيحيين، والشيعة الإسماعيلية وبالطبع العلويين"، وختمت "هذا الشعور بالجفاء يتغلغل إلى المدن أيضا ويعزّز ميول بعض البورجوازية السنّية إلى الحياد".