"هآرتس": الهجوم الاسرائيلي على سورية بداية القصة وليس نهايتها
رأى الكاتب العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل في الغارة التي شنتّها الطائرات الاسرائيلية على سورية "بداية القصة وليس نهايتها"، وقال إنه "مع اجتياز الخط ومهاجمة سورية، بعد عامين من تجنّب التدخّل في الحرب هناك"، وأضاف "ينبغي أن نتوقّع شنّ هجمات إضافية".
وتابع هارئيل إنه "قبل يومين من الليلة التي شنّت فيها طائرات حربية إسرائيلية هجوما - وفق مصادر أجنبية وغيرها - ضد قافلة سلاح أو "مركز أبحاث علمي" في سورية، أرسلت إيران تحذيراً واضحا لـ"إسرائيل". طهران، كما ذُكر في البيان الإيراني، ستعتبر أي هجوم على الأراضي السورية بمثابة هجوم ضدها. أتى هذا التصريح فورا بعد موجة منشورات في وسائل الإعلام الإسرائيلي عن التوتر السائد في الحدود الشمالية وبعد كلام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في جلسة الحكومة، الذي ذكّر فيه بالخوف من تسرّب سلاح سوري متطور إلى أيادٍ أخرى".
"التحذيرات أطلقت مجدداً بعد الهجوم يوم الخميس هاجم وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي "النظام الصهيوني" على الانتهاك الواضح للسيادة السورية. وفق تقرير في شبكة تلفزيون إيرانية، هدّد أيضا نائبه بأنه سيكون للقصف الذي استهدف سوريا تداعيات كبيرة على تل أبيب.
"إسرائيل" تتخبط منذ عدة سنوات في مسألة مهاجمة مواقع النووي في إيران. الخوف هو من حرب إقليمية، تضطر فيها "إسرائيل" لمواجهة إيران وحزب الله. إذا لماذا لم يؤثّر تهديد طهران؟ يمكن الافتراض أن السبب الأساسي هو ضرورة عملانية: الحاجة لمنع نقل وسائل قتالية نوعية من سوريا إلى حزب الله. كذلك يبدو أنهم في "إسرائيل" لم يتأثروا بالتحذيرات الإيرانية. من خلال جمع الظروف الإستراتيجية في المنطقة، لا يبدو أن هناك أرجحية عالية لرد مباشر من إيران. واحتمال ردّ عسكري سوري يبدو أقل صوابية، لكن لا ينبغي استبعاد هذين الاحتمالين تماما"، وفق ما جاء في مقالة الصحافي الاسرائيلي.
ولفت هارئيل الى أن الامر الأكثر قلقا منذ ليل الثلاثاء هو ردّ حزب الله فهو خصم ذكي، يعمل في بيئة قاسية. قام بضبط النفس بشكل تامّ ولوقت طويل على العملية المنسوبة لـ"إسرائيل". لذلك، في ظل ظروف كهذه، يجب توقّع ردّ ما من حزب الله، وإن لم يأت فورا لأنه لن يكون بالضرورة على شكل هجوم صاروخي واسع النطاق".
"عمليات حزب الله تدلّ على استخدام وسائل متنوعة لمحتوى استراتيجي واحد: جباية ثمن من "إسرائيل"، حقيقي أو شكلي، دون اجتياز السقف الذي يتطلّب من الجيش الإسرائيلي هجوما مضادا، يكلّف لبنان ثمنا باهظا جدا. لكن عملية واحدة للمنظمة، نميل لنسيانها، تقلق أكثر: في آب 2012 أعلن عن أن جهاز الشاباك والشرطة اعتقللا 14 عربيا من مواطني "إسرائيل" بتهمة تهريب 24 عبوة ناسفة تحتوي مواد متفجرة قياسية من "إسرائيل" إلى لبنان، عبر قرية الغجر.
إذا أراد حزب الله أن ينفّذ عملية تخريبية على الحدود الشمالية أو في مكان آخر، كما وصف هارئيل، وتعريض نفسه للخطر جراء نتائج الرد الإسرائيلي - فهو قادر على ذلك. في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يلاحظون في العام الأخير انهيار الردع الإسرائيلي بمواجهة حزب الله. فالمنظمة أصبحت أكثر جرأة، ربما على ضوء التأثير المتلاشي لذكرى الاحتكاك مع "إسرائيل" في الحرب".