المحلل العسكري في "يديعوت": الهجوم الاسرائيلي على سوريا مخاطرة محسوبة
اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن "مهاجمة قافلة السلاح في سوريا من قبل "اسرائيل"، تعني أن الجيش الاسرائيلي على استعداد مادي ونفسي لنشوب مواجهة عسكرية شاملة في الجبهة الشمالية"، وأضاف يجب أن نبحث عن إجابة قبل أي شيء في المطبخ العسكري لرئيس هيئة الاركان، لسؤال عمّا اذا كان ما حصل هو أول النُذر التي تبشر باقتراب مواجهة عسكرية واسعة النطاق في الجبهة الشمالية".
وتابع فيشمان إن "الفريق بني غانتس ونائبه غابي آيزنكوت ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي هم أنصار ما يسمى باللغة العسكرية غير المنظمة "سياسة المنع" بواسطة نشاط سري، هكذا يمكن ان نفسر الأنباء المنشورة عن الهجوم على قافلة السلاح في الماضي في السودان. اذا أمكن مثلا منع وصول سلاح من ايران الى غزة بالقضاء عليه في الطريق فليس هناك ما هو أفضل ذلك، هذا أصح من غزو بري موجه الى السلاح حينما يكون قد وصل الى غزة أو الى لبنان".
"وتشمل "سياسة المنع" في الأساس"، بحسب فيشمان، "كل احباط هادئ للتنظيمات والنشاطات المعادية، والقضاء على التهديدات في أبعد مكان ممكن وفي مراحل التنظيم حتى اذا أمكن. أما الخطر فهو التورط في حرب مع دول معادية، الى جانب تورط محتمل في حرب مع دول صديقة وتعريض مصالحها للخطر. بيد أن "سياسة المنع" هذه تعمل سرّاً، لكن هنا تكمن النقيصة الكبرى، ففي اللحظة التي يُكشف فيها النقاب عن العملية أو اذا تركت وراءك بصماتك فانك تدعو الطرف الآخر الى الرد. وفي هذه النقطة تحديدا يمكن أن تنشب حرب ربما لم تكن تريدها وليس لها تسويغ من حيث الكلفة التي ستدفعها".
فيشمان قال إن ""اسرائيل" هاجمت في الماضي بحسب تقارير أجنبية(وهي لازمة اسرائيلية دائمة عند أي عملية خارج حدودها) قوافل سلاح ومخازن سلاح في السودان ودمرت صواريخ بعيدة المدى. وأُصيبت قوافل سلاح خرجت من ليبيا وأُغرقت سفن مهربين في البحر الاحمر، وفجرت مستودعات ذخائر على اختلافها بين الفينة والاخرى في لبنان – لكن "اسرائيل" لم تهاجم في لبنان برغم أنها علمت ان حزب الله وصلته صواريخ سكاد وصواريخ "إم 600" بعيدة المدى وسائر الصواريخ والقذائف الصاروخية التي يملكها الجيش السوري. إن كل دولة تجري لنفسها حسابا يجب أن تجريه "اسرائيل" لنفسها أيضا من جهة مبدئية وهو: أين يحسن ان تخاطر وتهاجم لأن احتمال نشوب حرب ضئيل.
وختم فيشمان "برغم أن "اسرائيل" اليوم غير معنية بمواجهة عسكرية شاملة في الجبهة اللبنانية، استعد الجيش الاسرائيلي في السنة الاخيرة – ولا سيما الاشهر الاخيرة – ماديا لهكذا مواجهة على مستوى الخطط وعلى مستوى التدريبات ايضا. ويرى الجيش الاسرائيلي أن الجبهة الشمالية هي الجبهة المفضلة في جميع المجالات. لكنه يوجد في قيادة الجيش العليا الى جانب الاستعداد المادي استعداد نفسي ايضا لإمكانية ان تنشب هذه المواجهة العسكرية، وهذا بمثابة نبوءة قد تحقق نفسها. ولهذا يجوز لنا ان نفترض ان "اسرائيل" اليوم أقرب الى مواجهة عسكرية في الجبهة الشمالية من أي وقت مضى منذ انتهاء حرب لبنان الثانية".