مع ذلك، أكد لبيد على صفحته على الفايسبوك، أن المفاوضات الائتلافية لم تبدأ بعد، وطالب أنصاره بضرورة التحلي بالصبر، الا انه لم يتطرق الى الجلسة التي جمعته بنتنياهو، مكتفيا بالقول انه لم يدخل المعترك السياسي طمعا بالمناصب.
كما هاتف نتنياهو ريس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، ولم يرشح عن الاتصال أية تفاصيل، لكنه هاتف في المقابل، رئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، ودعاه الى التعاون، الذي رد بدوره بشكل إيجابي، وقال إن "فرص التعاون لم تستنفذ وإن هناك فرصة أخرى لتحقيق ذلك".
وفي إطار التحرك الدفاعي الاستباقي والخشية من استبعادهما والتفرد باحدهما، رشح عن قيادات في حزبي شاس للمتدينين الشرقيين، ويهودوت هاتوراه للمتدينين الغربيين، وجود مفاوضات سرية لتشكيل ائتلاف بينهما، بغية خوض المفاوضات الائتلافية المقبلة بشكل أقوى وأكثر فاعلية، في مواجهة شريك نتنياهو الاول، حزب يش عتيد، الداعي الى تجنيد المتدينين في الخدمة العسكرية في الجيش، الامر الذي ادى الى استنفار كل من الحزبين المتدينين، لمواجهة ذلك، علما ان الحزبين حصلا بالاجمال على 18 مقعدا في الكنيست، مقابل 19 مقعدا ليش عتيد.
يشار الى ان نتنياهو كان قد اكد امام انصاره في تل ابيب، أن الانتخابات فرصة، تمكّن من اجراء تغييرات يتطلع اليها "الشعب الاسرائيلي"، لافتا الى أنه ينوي تحقيق هذه التغييرات، من خلال تشكيل أوسع حكومة ممكنة.
بدأ رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مشاوراته الائتلافية لتشكيل الحكومة المقبلة، قبل أن يجري تكليفه بشكل رسمي من قبل رئيس الكيان شمعون بيريز.
وبحسب الاذاعة العبرية، أجرى نتنياهو سلسلة من المشاورات والاتصالات واللقاءات مع رؤساء الكتل في الكنيست، والهدف الموضوع من قبله هو تشكيل حكومة مستندة على قاعدة نيابية واسعة، سواء من اليمين أو الوسط أو اليسار.
واتصل نتنياهو أمس برئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، ودعاها الى عقد لقاء لبحث إمكان اشتراكها في الحكومة المقبلة، إلّا أن يحيموفيتش، استنادا الى الاذاعة الاسرائيلية، أكدت أنها لا تنوي الانضمام الى أي ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو، مشددة على أن دور حزب العمل سيكون في المعارضة، للتصدي للخطوات التي ستقدم عليها الحكومة المقبلة، اقتصاديا واجتماعيا، رغم حديثها عن أن حزبها سيعمل على دعم اي مبادرة تؤدي الى استئناف العملية السياسية في المنطقة، في إشارة منها الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وكان نتننياهو قد اجتمع أمس، برئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، في منزله في القدس المحتلة، وأفادت أخبار اسرائيلية عن أن الجلسة استمرت ساعتين ونصف الساعة، وسط أجواء وصفت بـ"الطيبة" بين الجانبين.
وقالت مصادر في حزب الليكود، إن الجلسة تناولت "التحديات" التي تواجهها "اسرائيل"، مشيرة الى أن الجانبين اتفقا على متابعة التواصل بينهما، واللقاء قريبا، في اطار المساعي لتشكيل الحكومة العتيدة.
من جهته، أطلق لبيد تصريحا في أعقاب الانتخابات، جاء فيه أنه يرفض المشاركة في جبهة مشتركة تضم المعارضة الوسطية واليسارية، ضد استمرار نتنياهو في منصبه، مشيرا الى ان امكانات التحالف بينه وبين نتنياهو مرتفعة، رغم انه يعارض توجهات الاخير حيال القضية الفلسطينية والمسألة النووية الايرانية، الامر الذي رأى فيه المحللون، إشارة الى إمكانية انضمامه لحكومة نتنياهو، رغم الخلافات.