بعد 6 سنوات على الحرب يعيد رئيس وزراء العدو الصهيوني يإقراره بالهزيمة وهذه المرة معترفا بفقدان قوة الردع الخاصة بكيان العدو يومها.
مجدداً يرفع أيهود أولمرت الصوت محذراً من أن المعارك في أي حرب مقبلة ستكون داخل المدن والمستوطنات الصهيونية.
كل هذه المواقف وغيرها في المقتطف التالي:
أولمرت: حرب لبنان الثانية بدأت في اللحظة التي فقدت فيها دولة "إسرائيل" قدرة الردع الخاصّة بها وميدان الحرب المستقبليّ سيكون داخل مدننا
المصدر: "موقع walla الإخباري ـ طال شلو"
"في الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر معهد البحوث الأمنيّة القوميّة، دحض رئيس الحكومة السابق الإشاعات حول نواياه عقب البتّ في محاكمته هذا الأسبوع. "أنا منشغل بأمور أخرى وفقط بها".
بعد مرور يومين على تبرئة ساحته في قضيتيّ فساد كبيرتين، وإدانته بقضيّة "مركز الإستثمارات"، حاضر يوم (الخميس) رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، في مؤتمر معهد البحوث الأمنيّة القوميّة في تل أبيب لمناسبة مرور ستّ سنوات على حرب لبنان الثانية. في كلامه، تطرّق أولمرت للمرّة الأولى إلى برامجه عقب قرار المحكمة. وشدّد "أنا أدرس مخططاتي ومشاريعي، أنا أرغب بالهدوء ـ ليس لديّ أيّة نيّة في الدخول في النشاط السياسيّ. أنا غير مشارك ولا أعتزم أن أكون مشاركا. أنا عضو في حزب كاديما. ليس لديّ حزب رافعة، ولن يكون لي هكذا حزب"، "الآن أنا مشغول بأمور أخرى، وفقط بها، وأنا أقترح أن لا يحاولوا جرّ اسمي إلى أماكن ليس لدي أيّة نية أو مخطّط لأن أكون مشاركا فيها. كفى محاولة جرّي إلى مختلف الأماكن في السنوات الماضيّة".
هذه العبارات قالها أولمرت خلال مؤتمر يتناول حروب لبنان ومفهوم الأمن، في محاضرة تحت عنوان "حرب لبنان الثانية، في اختبار الزمن"، لمناسبة مرور ستّ سنوات على حرب لبنان الثانية. في اليوم الدراسيّ تحدّث أيضا، من جملة من تحدّث، رئيس هيئة الأركان السابق، دان حالوتس، ووزير شؤون الإستخبارات، دان مريدور.
في تناوله موضوع حرب لبنان الثانية، قال أولمرت إنّ "حرب لبنان الثانيّة لم تبدأ في 12 تموز 2006، إنّما في اليوم الذي وعدت فيه دولة إسرائيل بزلزلة أرض لبنان على خطف الجنود الثلاثة. حرب لبنان الثانية بدأت في اللحظة التي فقدت فيها دولة إسرائيل قدرة الردع الخاصّة بها".
أضاف رئيس الحكومة السابق "إن كان هناك أمر يمكننا أن نكون راضين عنه، فهو واقع أننا أدرنا جهدا عسكريا أضرّ بأسلوب حياة الشرائح السكانيّة المدنيّة في مجالات واسعة وبالطبع في لبنان، والقنابل والقذائف كانت عنيفة، مؤلمة ودامية، وكلّ المجتمع الدوليّ وقف وراءنا". "هذا لم يحصل صدفة، هذا حدث لأنّنا عرفنا خلق شرعية دولية حولنا أعطتنا دعما للقيام بهذه الأمور".
"قرار الخروج للحرب كان صائبا ومسؤولا"
بحسب كلامه، "نحن دولة ذات قوّة ضخمة، لكنّنا غير قادرين على العمل دون خلق شرعيّة دولية واسعة. من يعتقد أنّه يمكنه القيام بذلك فهو شخص لديه مفهوم خاطئ لواقعه ولفهم موقف ومكان إسرائيل". وأشار إلى أنّ قرار الخروج للحرب كان "صائبا ومسؤولا"، وأضاف أنّها "قلّصت احتمال أن يتحوّل كلّ سكّان لبنان، مع النصارى، إلى أعداء لدودين لدولة إسرائيل، لأننا أدخلناهم بالقوّة (في الحرب). أنا مسرور أننا لم ننجرّ لهذا".
أضاف رئيس الحكومة السابق أنّ "ميدان الحرب المستقبليّ سيكون داخل مدننا وليس في خطّ ما بعيد مئات الكيلومترات عن أماكن سكننا. يجب فهم هذا. علينا بناء قدراتنا ليس على احتلال مناطق إنّما على خلق ردع من خلال استخدام أدوات هجوميّة خاصّة تكون ذات صلة بهذا النوع من التهديد، من خلال نشاط في مجالات الشرعيّة الدوليّة التي هي عنصر حيويّ في بناء قوّة إسرائيل". بحسب كلامه، "بيننا عناصر من الجيش أبدوا استغرابهم أكثر من مرّة عندما سمعوا عن مختلف المشتريات والإستثمارات في أمور تبدو ظاهريّا استراتيجيّة، لأنّ هذا هدر لمال يمكن أن يكون مُخصّصا لمستلزمات حيويّة لدولة إسرائيل".
المسألة تتعلّق بالظهور الجماهيريّ الأوّل لأولمرت منذ إصدار الحكم في محاكمته يوم الثلاثاء في المحكمة المركزية في القدس. وبعد أن تمّت تبرئته من التهمتين الأساسيّتين الموجّهتين إليه، في قضايا "راشونتورس" و"مظاريف الأموال"، دعاه العديد من المقرّبين منه للعودة إلى صفوف السياسة.
أحد التخمينات كان أنّ أولمرت سيعود للسياسة وسيلتحق برئيس حزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد. لكن أفيد اليوم من الحزب أنّه "وبخلاف ما نُشر، لا ولم يكن لحركة "هناك مستقبل" أيّة نيّة أو خطّة لتعاون سياسيّ مع السيّد أولمرت، الذي هو عضو في حزب كاديما". وقال لبيد نفسه هذا الصباح: "إيهود أولمرت هو صديق عائلي وأنا مسرور ببراءته، لكنّنا لسنا ذاهبين سويّة للإنتخابات، وكلّ ما نُشر في هذا الخصوص هو اختلاق مفركّش أو أسوأ من ذلك ـ محاولة من قبل ذوي مصالح لإلحاق الضرر بـ"هناك مستقبل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ست سنوات على حرب لبنان الثانية: الوضع في "إسرائيل" هادئ كما في لبنان
المصدر: "اذاعة الجيش الاسرائيلي"
"أيضا في اليونيفل يحتفلون بمرور ست سنوات على حرب لبنان الثانية. فقرار مجلس الأمن 1701 التابع للأمم المتحدة حوّل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان إلى حضور أكثر استدامة. صلاحيات اليونيفل توسعت، وأضيف جنود إليها، وعمليا، أصبحت قوة ذات قوات فرض. قال يوم امس (الخميس) "ميلوس ستورغر"، نائب قائد اليونيفل، لإذاعة الجيش الإسرائيلية بأنه راضٍ بشكل عام.
وقال "ستورغر" إن "الوضع هادئ، في إسرائيل كما في لبنان. باستثناء حادثة واحدة، في آب 2010، قُتِل خلالها مقدّم في الاحتياط "دوف هرري" ولم يكن هناك أحداث أخرى فيها قتلى. ووفق كلامه، "في هذا الوضع، حيث وقفٌ هشٌّ لإطلاق النار، ولا قتلى وحياة المواطنين تسير من دون اعتداءات ـ الأمر يتعلق بانجاز لا مثيل له".
ليس عَرَضاً "ستورغر"، الصربي الأصل، يقول إن الأمر يتعلق بهدوء يشوبه التوتر. فمن جهة، هناك خروق للقرار 1701، لكن يقول "ستورغر" على الرغم من ذلك لا أحد يرغب بالعودة إلى عام 2006. ويضيف قائلا: "القوات في لبنان تقترب بشكل عادي من الخط الأزرق، وإسرائيل تُحلق فوق لبنان. لكن قدرتنا على المحافظة على الهدوء تشير إلى استعداد كل من إسرائيل ولبنان لعدم خرق وقف إطلاق النار".
كما تطرّق "ستورغر"، أيضا إلى أداء حزب الله في جنوب لبنان. وقال قبل الحرب، كان يمكن رؤية عناصر التنظيم الإرهابي يتجولون بالفعل على سياج الحدود، مسلّحين. واليوم، لا نرى هذا، لكن تأثيرهم ملموس كثيرا. ويقول "حزب الله له حضوره القوي في منطقة عملياتنا ـ فالأمر يتعلق بمنطقة شيعية. وهم يشكلون الجزء الأهم في الحياة الاجتماعية السياسية في لبنان، ولهم حضورهم القويّ جنوب لبنان".
وحيال المحافظة على وقف إطلاق النار، يطمحون في اليونيفل، إلى إحراز حل دائم. وقال "ستورغر إن "التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو المحافظة على انجازاتنا حتى الآن، خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وأيضا كيفية التقدم باتجاه حل دائم ـ وهو غاية القرار 1701".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حالوتس عن حرب لبنان الثانية: "قرار العمل كان صائباً"
المصدر: "هآرتس ـ غيلي كوهين"
"قال يوم امس (الخميس) رئيس الأركان في حرب لبنان الثانية، دان حالوتس: "في هذه الحرب حصلت إخفاقات وإنجازات كما في كل حرب إسرائيلية، لكن الإخفاقات برزت أكثر". أوضح حالوتس، الذي تحدّث في مؤتمر معهد بحوث الأمن القومي الذي عُقد بمناسبة مرور ست سنوات على الحرب أنه لم يجرِ أي تحقيق حول الحروب السابقة، وأضاف أنه "في حال فتحوا تحقيقاً هناك، لكان ذلك مريعاً ومهدداً. أصررت أن يُفتح تحقيق غير مسبوق في إسرائيل بعد الحرب، (يستغرق) نصف عام، وشكّل قاعدة لخطة عمل لتحسين وتصحيح الأمور القائمة".
عرض رئيس الأركان السابق الأخطاء التي حصلت بحسب ادعائه قبل الحرب وخلالها. قال حلوتس: "قبل الحرب حصل خطأ بطريقة تشغيل النيران في لبنان بعد الانسحاب (2000). أعتقد أنّ الانسحاب كان صائباً، لكن السياسة بعد ذلك لم تكن كذلك. قيل إن الصاروخ الأول سيهزّ لبنان، لكننا لم نهزّ لبنان. منظمة حزب الله هي نتاج العام 1982. أخرجنا فتح وتسلّمنا حزب الله".
كما أوضح رئيس الأركان السابق أنه قبل الحرب لم تُستكمل خطط عمل الجيش الإسرائيلي وكانت في أوج التغييرات. قال حالوتس إن خطط التدريبات هامّة "كمرجع لتدريبات القوات وللتخطيط في الزمن الحقيقي، لكن تدريبات القيادات من مستوى لواء وأعلى لم تجرِ على مدى سنين في الجيش الإسرائيلي. كذلك قائد سلاح الجو كرئيس للأركان، أيّا كانت مؤهّلاته، لا يمكنه ارتكاب أخطاء كهذه في عام واحد، لكنني لا أتهرب من أن ذلك حصل معي".
كما قال حالوتس إنه خلال الحرب لم يحصل، في الوقت المناسب، انتقال بين وضع الأمن الجاري ووضع القتال؛ تجنيد الاحتياط لم يجرِ في موعده؛ الحوار داخل الجيش لم يحصل بلغة واضحة؛ ولم يكن سائداً مفهوم ضرورة تقصير أمد الحرب.
وقال حالوتس: "في السنوات الست الأخيرة ساد هدوء على الحدود الشمالية. نعم، حصلت ثلاث حالات إطلاق قذائف صاروخية من قبل منظمات أخرى سارع حزب الله إلى إنكارها وقُتل ضابط في الجيش الإسرائيلي "دوف هرري" في حادثة إطلاق نار... لكنني أذكر أنه بعد عملية الرصاص المسكوب، التي كانت ناجحة، استمروا في إطلاق القذائف الصاروخية".
"طريقة العمل التي أوصيت بها رئيس الحكومة عشية الثاني عشر من تموز (اليوم الذي اندلعت فيه الحرب)، تبلورت لديّ منذ زمن بعيد. وكل مَن قال إن العملية حصلت كيفما كان، فليعد ويقرأ ماذا أقول في كتابي. لم يُقل مطلقاً، لا من قبلي ولا من قبل أي شخص آخر، إنه يمكن حسم حرب كهذه من الجو. لن يجدوا مقولة كهذه في أي مكان. قرار العمل في لبنان كان مناسباً وصائباً وإن اضُطررت للعودة إلى نفس الوضع، لكنتُ اخترت نفس القرار. كان بالإمكان الاستمرار بسياسة ضبط النفس مع حزب الله 800 سنة أخرى ولكانت الصواريخ استمرت بالتدفق إلى لبنان".
وأشار حالوتس إلى أنه يعارض كلام مسؤولين رفيعين في الجيش بلزوم حصول قتال بري واسع النطاق خلال أي حرب في الشمال، ومن الجملة أيضاً، كلام قائد تشكيلة الجليل قبل أسبوع، الذي قال: "في حالة الحرب سندخل بشكل قوي مع تدمير قوي للقرى اللبنانية". توجّه حالوتس إلى "كل الذين يعوّلون على حرب برية واسعة النطاق" وحذّر من أن "الصواريخ ستصل بسرعة أكبر من الدبابة. الردّ البافلوفي (عالم روسي طور نظرية الانعكاس المشروط) على إطلاق الصواريخ هو: سنحتل المنطقة، حينها ما العمل؟ سنسيطر على لبنان، سوريا وربما أيضاً الأردن، العراق وإيران. حينها ماذا سيحصل عندما يسيطر ستة ملايين يهودي على الشرق الأوسط؟ ربما في النهاية سيصبح لدينا نفط. أنا أقترح أن احتلال دول أخرى سيكون الخيار الأخير في اللائحة".
إلى جانب ذلك أشار حالوتس إلى الإنجازات الأكثر أهمية بنظره إثر حرب لبنان وهي تعزيز الردع والحفاظ على الهدوء عند الحدود. ووفق كلامه، "كان هناك الكثير من الإخفاقات التكتيكية، العملانية وحتى الاستراتيجية. لكن كان هناك نجاحات أيضاً. تعزز الردع الإسرائيلي وثمة مَن يعتقد خلاف ذلك، لكنني أعتقد أن الأمر صحيح. وأحاول أن أبرّر ذلك بأنه في السابق كنا نتلقى نصيبنا من النيران لقاء نشاطات معينة كنّا نقوم بها وحصلت أيضاً خلال السنوات الست الأخيرة. كنا نتلقّى النيران. لكن ذلك لم يحصل. هذا ردع". ويلمّح حالوتس بذلك إلى نشاطين نسبتهما جهات أجنبية إلى إسرائيل ـ مهاجمة المفاعل النووي في سوريا وتصفية عماد مغنية. وعبّر حالوتس عن الفصل في تقرير فينوغراد الذي تطرّق إلى الانجازات السياسية، والذي حدّد أنه لم تكن هناك علاقة "قوية بينها وبين النشاط العسكري"، عجيب. توصلت إلى نتيجة بأنهم أخطأوا خطأ جبّاراً وقال: "لا أعتقد أنهم كانوا سيحققون إنجازاً سياسياً من دون عمل عسكري".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على مرأى من (السيّد) نصر الله: مناورة لكتائب في لواء المظليين بالقرب من الحدود
المصدر: "يديعوت احرونوت"
"6 سنوات مرّت على الحرب في الشمال، "احتلّ" مقاتلو الكتيبة 202 "قرية لبنانية" وناوروا على بعد كيلومترين فقط من السياج الحدودي على "عملية خطف" تنتهي بالتسلّل إلى الطرف الآخر. وقد حاكت الكتيبة 101 دور "مخرّبي حزب الله". "تتراوح جهوزية الدخول بين ساعات معدودة و50 ساعة".
كجزء من نتائج وعِبر حرب لبنان الثانية التي اندلعت بالتحديد قبل ست سنوات، يواصلون في الجيش الإسرائيلي القيام بمناورات للتدرّب على الدخول البرّي إلى لبنان. المئات من مقاتلي الكتيبة 202 التابعة للواء المظليين المنشغل في هذه الأيّام بنشاطات عملانية جارية في قطاع بيرنيت، "كسروا" الروتين يوم الاربعاء الماضي على نحو استثنائي.
بدعوة من اللواء النظامي وليس كجزء من المخطّط السنوي لفرقة الجليل، خرج المقاتلون من المواقع العسكرية، وأوقفوا قرابة الساعة الكمائن والدوريات، وشاركوا في مناورة كتائبية ـ على بعد كيلومترين فقط من السياج الأمني.
تُجري كتائب الجيش الإسرائيلي بشكل عام مناورات كتائبية في فترة التدريبات المحدّدة وليس وسط الأداء العملاني. نفذ مقاتلو الكتيبة، بقيادة المقدّم ايتمار، المناورة في المخطّط الذي من المفترض أنّ يحاكي اندلاع الحرب المقبلة في الشمال: "عملية خطف" على السياج خلال القيام بدورية للجيش الإسرائيلي "يُقتل" خلالها عدد من المقاتلين. بتحذير بسيط ودون التروي، خلافا لما حصل قبل ست سنوات، الكتيبة المتواجدة في اللحظة ذاتها في القطاع هي التي "تدخل" إلى لبنان.
ضمّت المناورة التي قام بها المقاتلون "اجتيازا للحدود"، "تقدّما ميدانيا" عمليا في الليل على امتداد 14 كيلومترا، و"احتلال" قرية لبنانية شيعية مثال مارون الرأس، المعروفة بمعقل حزب الله. "احتلّ" المقاتلون خلال المناورة القرية الشركسية غوش حلب، حصل بعد ذلك تبادل لإطلاق النيران برصاص فارغ مع "مخرّبي حزب الله" الذين فرّوا إلى "المحمية الطبيعية" ـ وهي منطقة يصعب القتال فيها لأنّ نباتاتها متشابكة ومعالمها عبارة عن واد عميق وأشجار مرتفعة. كانت المحمية الطبيعية التي اختيرت للمناورة غابة بارعام، القريبة من غوش حلب.
وقد أوضح لـ ynet مصدر رفيع في اللواء: "ليس هنالك ما يحاكي القتال في لبنان من حيث المنطقة، أكثر مما فعلناه هنا". إنّها المنحدرات المرتفعة ذاتها الموجودة في القرى اللبنانية، الأشجار المرتفعة، القرى، المساجد والكنائس، والجبال ذاتها بالتحديد. كما أحضرنا أيضا آليات تحاكي دبابات ترافق المقاتلين، ووضعنا داخل المحمية الطبيعة ألعابا نارية تحاكي إطلاق قذائف هاون ضد قواتنا. وكان مقاتلو الكتيبة 101 قد حاكوا دور "مخرّبي حزب الله" الذين نصبوا كمينا لجنودنا، وقامت وحدة الرصد بتأمين الطريق لقواتنا".
وأضاف المصدر الرفيع بأنّ "هدفنا هو الحفاظ على الاستعداد العملاني لقوات هذا القطاع، الذين سيدركون أنّه بين الفينة والأخرى يمكن لكلّ شيء أنّ يتغير. معظم الكتيبة خرجت إلى المناورة، وبقي في المواقع أقلّ عدد ممكن منهم". هذا وقد شدّد نائب قائد اللواء، المقدّم ايتان، على أنّ الدخول إلى القرية تم بالتنسيق التام مع المجلس المحلي ولم يشمل استخدام النيران الحيّة لعدم إقلاق راحة السكان. وفي اللواء أشاروا إلى أنّ الجهوزية للدخول إلى لبنان منذ لحظة تسلّم الأوامر تتراوح "بين ساعات معدودة و50 ساعة، الأمر منوط بطابع العملية".
أتت مناورة المظلّيين التي بادر إليها قائد اللواء، العقيد أمير بارعام، على خلفية التوتر على الحدود، الذي تجسّد مطلع هذا الأسبوع بحادثة عرضية أخرى وقعت بين الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني. تقدّم مقاتلو اللواء مجددا في قطاع سلسلة جبال راميم خلال دورية اعتيادية، بينما صوّبت قوة من الجيش اللبناني سلاحها باتجاههم من مدى قريب، حيث كان السياج الحدودي يفصل بينهما فقط.
صبر وسيطرة القادة الإسرائيليين على المنطقة أدى إلى أنّه في هذه المرة أيضا، كما في الحادثة المماثلة التي وقعت قبل حوالي الأسبوعين في القطاع، لم يسجّل تبادل لإطلاق النار بين الطرفين. وقد أوضحوا في فرقة الجليل مؤخرا أنّ جهوزية عناصر حزب الله على السياج تمت في الواقع بشكل مموّه، غير مدني، خلافا لما كان عشية الحرب في العام 2006، لكن جمعهم للمعلومات الاستخباراتية حول قوات الجيش الإسرائيلي يشكّل جزءا من استعدادهم لحرب لبنان الثالثة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القنبلة الحريدية التي ألقاها نتنياهو على الجيش الإسرائيلي
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
"في شعبة الموارد البشرية أمسكوا بزمام المبادرة واقترحوا تجنيد الحريديم في وظائف لوجستية. لكن في طبقة الضباط الرفيعة هناك من يخشى من أنْ يكون هذا الإجراء مرتبطاً بإقفال وحدات أمام النساء.
إن كانت هناك عموما، ولو للحظة واحدة، إلاّ أنّه هذا الأسبوع خرجت مسألة الترتيب البديل لتجنيد الحريديم وبشكل نهائي من مجال تأثير الجيش. التفكيك الأحاديّ الجانب للجنة بلسنر بيد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومن ثمّ الحفلة الوحيدة التي عقدها أول أمس الرئيس المُتخلّى عنه يوحنان بلسنر (كاديما) لعرض ما بقي من تقريره، نقلتا القضيّة من الساحة الجديّة ـ العمليّة إلى منطقة العراك السياسيّ.
من الآن فصاعدا هذا هو بشكل أساس موضوع المماحكة بين الليكود وكاديما، في حين أنّ الأحزاب الحريديّة وكتلة العمل التي في المعارضة، تُذْكِي الفتنة. تغيير جوهريّ في واقع الخدمة لن يحدث هنا على ما يبدو في هذه الجولة. عضو الكنيست بلسنر ربح فعلا من خلال عرض إعلامي مؤثّر، لكن من النوايا الطيبة في مسألة تقديم المساواة في العبء لن يبقى الكثير.
حتى بعد الإنسحاب الجماعي لأعضاء اللجنّة من هيئتيها (إسرائيل بيتنا والحريديم)، شدّد بلسنر لهجته عن قصد في تقريره النهائيّ، اقتراحه بالتحديد هو الوحيد الذي ما زال بإمكانه نيل الأغلبية في التصويت في الكنيست. لكن ليس لدى نتنياهو بالطبع أيّة نيّة في عرض الإقتراح على التصويت بشكله الحاليّ. هذه هي لحظة الهجوم الحادّ لعضو كنيست من كاديما على رئيس الحكومة (في "يديعوت أحرونوت" أوّل من أمس ورد ذكره كمن وصف نتنياهو بالـ"خطر"). في ظلّ تهديدات الإنسحاب لرئيس كاديما، شاؤول موفاز، سيحاول نتنياهو تربيع الدائرة إلى الموعد الأخير الذي عيّنته محكمة العدل العليا، في قرارها إلغاء قانون طال ـ نهاية تموز. فرص أن ينجح بذلك تبدو حتى اللحظة ضعيفة للغايّة.
رئيس الحكومة يُلمّح ومنذ عدّة أسابيع أنّه في التخبّط الواقع بين الحريديم وكاديما، سيُفضّل ما يُسمّيه الحلف التاريخيّ. هذا الأسبوع حسم الأمر لمصلحة الحريديم، نهائيا وعلانية. بقي فقط رؤية كيف ستؤثّر هذه القضيّة على الإحتجاج الإجتماعيّ. على ما يبدو، مناورة نتنياهو، على حساب الذين يحملون العبء والذي بايعهم قبل شهرين فقط، من المفترض أن تحرّك عجلات الإحتجاج. إلاّ أنّ واقع أنّ الوحدة هي من الصور البارزة التي تقود التظاهرات لا يتطابق بالضبط مع خدمة إيجابيّة في الجيش، من شأنه أن يُصعّب الأمر.
بناءً على بيان نتنياهو من يوم الإثنين، مع إلغاء قانون طال سيدخل حيّز التنفيذ بدلا منه القانون القديم، قانون الخدمة الأمنيّة، جوهره من المفترض أن يكون تجنيدا للكلّ. لكن تجنيدا كهذا لن يتحقّق. نتنياهو، بإجراء ما غريب، ألقى المسؤولية على الجيش، عندما دعا الجيش في بيانه إلى تجنيد الحريديم "بحسب حاجاته"، وأضاف: "وأنا أؤمن أنّه سيقوم بذلك مع الأخذ بعين الإعتبار الجماهير المختلفة لتفادي الإنشقاق بين الشعب". في هيئة الأركان العامّة فوجئوا بعض الشيء من الأسلوب الفظّ الذي طُلب منهم هذه المرّة للتنظيف وراء السياسيين. ما الذي ينويه بالضبط رئيس الحكومة؟ من الواضح أن ليس هناك نيّة لإطلاق ملتقطي فارّين لمئا شعاريم ولبني باراك. هل التوجيه الضبابيّ يهدف إلى إبقاء الوضع القائم على حاله، إلى أن تُلزم محكمة العدل العليا الحكومة والكنيست بإيجاد حلّ آخر؟
ما يعتزم نتنياهو القيام به، على ما يبدو، هو بشكل خاص التقليل قليلا من الضغط الجماهيري الخاضع له. أول أمس، في بيان إضافي أصدره ردّا على نشر التقرير، عاد رئيس الحكومة إلى قضيّة العرب وشدّد على الحاجة إلى إلزامهم بالخدمة المدنيّة. موقفه فيما خصّ الحريديم بقي ضبابيّا، وليس صدفة. فعلى أيّ حال، الحريديم يبدون كاللاعب الأكثر حسما على الساحة وكذلك فوزه في الجولة الحاليّة. لا للاشيء أجرى تلامذة المدارس الدينية مقابلات تلفزيونيّة مع ابتسامات نصر ظاهرة. حتى العرب، مع غياب معالجة مسألة تجنيد الحريديم، ما زالوا يتمتعّون بحصانة مؤقتّة.
الخطّ الذي سلكه رئيس هيئة الأركان، بني غينتس ورئيس شعبة القوى البشرية، اللواء أورنا بربيباي، على مدى الأشهر الماضية كان خطّ "نفعل ونسمع". المستوى السياسي، قال الاثنان في الواقع، يُملي علينا إطار الحلّ، نحن أصلا نعرف إنجازه بمضمونه. ممثلو القوى البشريّة، الذين مثلوا أمام لجنة بلسنر، ذهبوا حتى أبعد من ذلك: لقد عرضوا حاجات واقعيّة للجيش وامكانيّة تجنيد متزايد من وسط الحريديم لتلبية تلك الحاجات.
تقليص دورات التجنيد في السنوات الماضية (يتوقّع أن تتبدّل الوجهة في تقويم العام 2015)، إلى جانب الحاجة إلى وحدات إضافية، التي فرضتها التغييرات في الصورة الامنيّة (على سبيل المثال، فتح المزيد من بطّاريّات منظومة الإعتراض (القبّة الحديدية) أو كتيبة أخرى لجمع معلومات استخباراتية حربيّة)، تزيد من طلب المحاربين .بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجيش أن يستعين بالحريديم لشغل وظائف في التشكيل التكنولوجي واللوجستي، في إطار مسارات الشاحر. كجزء من التغيير، وافق الجيش على تجاوز سياسات طويلة السنوات والموافقة على فتح كتيبتين أو ثلاث إضافية من الناحل الحريدي، بالإضافة إلى الكتيبة الوحيدة العاملة اليوم.
لكن عندما عُرضت خُطط شعبة القوى البشرية في منتديات مختلفة في الجيش، كان لعدد من الضباط برتبة لواء تحفظّات. كان هناك من خشي من أن ينجرّ الجيش وراء أوهام السياسيين الكاذبة، بأن يتم تجنيد الحريديم بأعداد كبيرة ويُدمجون في المجتمع. حتى في سلاح التثقيف أُطلقت معارضات مشابهة. القلق الأساسيّ كان إزاء إلحاق الضرر بطابع وثقافة تنظيم الجيش. فتح المزيد من الكتائب للجنود الحريديم معناه إغلاق المزيد من الوحدات بصورة كاملة أمام النساء. وحتى قبول الحريديم في وحدات داخلية، مرتبط ليس فقط بدفع رواتب مرتفعة بتعابير الجيش، لأنّ معظم الحريديم الذين سيُدمجون في هكذا مناصب راشدين وأرباب عوائل، إنّما بمطابقات عديدة لطابع الخدمة لكي يكون هذا مقبولا بنظرهم، حتى هنا من خلال إلحاق ضرر حقيقيّ بالضابطات وبالجنديّات.
لذلك ليس جميعهم في هيئة الأركان العامّة ذهلوا من النهج الذي قاده غينتس وبربيباي. كان هناك من ذكر بأن الجيش أجرى أصلا تنازلات مهمّة في إطار "الدمج المناسب"، من أجل مواءمة الإجراءات في الوحدات مع وجهة التشدّد الملحوظة في الوسط الدينيّ ـ القوميّ. الآن، حذرّوا، قد يأخذ الجيش تدبيرا واحدا بعيدا جدا لمصلحة الحريديم. في السنوات الماضيّة، في معظم المسعى للمناورة بين الوجهات المتعارضة في المجتمع الإسرائيليّ، وضع الجيش الأخلاق الحكوميّة التي وجّهته لعقود عديدة جانبا. حتى المساواة في العبء هي جزء من الشؤون الحكوميّة، لكن أيضا يجب أن نسأل عن عدد التنازلات المرتبطة بتحققه بالفعل.
معارضو بلسنر ادّعوا مؤخرا أنّ الحلّ الذي دفع باتجاهه رئيس اللجنّة يُعجّل عمليّات ضروريّة هي أصلا موجودة، بصورة قد تُفسدها. لقد أشاروا إلى النصف (في الواقع، عُشر) الممتلئ من الكوب، عندما تحدّثوا عن قفزة لمئات النسب في سنوات معدودة، في نسبة الحريديم المُجنّدين، أكان في الناحل الحريديّ أم في مسارات الشاحر. لكن حتى هذا المفهوم ليس مضمونا. ليس واضحا الآن كيف ستردّ الحاخامات الحريدية، الوحيدة التي لديها حق الحسم بشأن مصير رعاياها، على الأزمة التي أحدثتها قضيّة التقرير. منذ الآن، وعلى خلفية صعوبات في التواصل بين الحاخامات والجيش وادعاءات في مسألة التسيّب المستفحل في القيام بالواجب بحق الجنود الحريديم، ظهر تراجع محتمل في عدد الحريديم الذين سيتجنّددون بدءا من دورة آب لهذه السنة.
مخاطرة
محرّر "هآرتس"، ألوف بن، عرض هذا الأسبوع حلاّ بسيطا لأزمة التجنيد على ضوء فشل لجنة بلسنر. جيش الشعب ،كتب بن في صفحته، كذبة. الجيش أنهى مهمّته كمكان للإنصهار وتحوّل بدلا من ذلك إلى مركز للمشاحنات العشائريّة في المجتمع الإسرائيلية. بدلا من مواصلة الكذب على الجمهور في المساواة في العبء، يجب إلغاء الخدمة الإلزاميّة. سيتحوّل الجيش الإسرائيلي إلى جيش مهنيّ يُجنّد في صفوفه فقط شبّانا يرغبون بذلك وسيضطّر إلى التنافس على جنود نوعيين مع مُشغّلين آخرين.
أصاب بن في جزء من تشخيصه، لكن بالنسبة لي، الحلّ الذي يعرضه خاطئ تماما. هو لا يأخذ بعين الإعتبار ثمن الخطأ. عندما يقرّر مجتمع تشغيليّ الاستثمار بقناة محددّة، على سبيل المثال في التكنولوجيا المتطورة إزاء برنامج قديم، هو يأخذ مخاطرة محسوبة. هنالك شكّ كبير إذا ما كان لدولة إسرائيل، في الواقع الأمني والسياسي المحيط، هكذا امتياز. على ضوء خطر حرب شاملة، قد تجلبها إسرائيل لنفسها عقب هجوم ابتدائي على إيران، وإزاء نسبة مهمّة من المشاكل على الحدود، ما زال الجيش يحتاج لأمرين: كتلة كبيرة نسبيّا من المقاتلين والكثير من الجنود المُدرّبين والناجحين في سلاح الجوّ، في سلاح الإستخبارات وفي المجالات التكنولوجيّة.
لشغل مناصب حيوية ـ من بينها طيّارون، عناصر وحدة 8200 في أمان وضبّاط في الوحدات القتاليّة ـ ما زال الجيش يعتمد على ما يُعرّف بـ "مجموعات نوعيّة" (كابا) هي الأرفع بين السكّان، مُعطى حُدّد بناءً للوضع الإجتماعي ـ الإقتصادي لعائلة الجنديّ ومستوى الدراسات التي أتمّها قبل التجنيد. جيش الولايات المتحدّة يدفع ثمنا غير قليل على نوعيّة عمله، من فييتنام وحتى العراق، بسبب أسلوب التجنيد الخاص به ـ والامريكيّون يُختارون من شريحة سكّانيّة تعدّ أكثر من 300 مليون شخص. المُنتخب الإسرائيلي صغير بالمقارنة. ماذا لو أخطأ بن وخلال عدّة سنوات مجنّدو الـ8200 فضلّوا على ذلك المسار الأقصر للهايتك عبر الأكاديمية؟
عندما يصبح خيار التهرّب من الخدمة خيارا شرعيّا، مع ختم الحليّة من الدولية، النتيجة قد تكون تدهورا خطرا في عمل الجيش. أنا لا أعتقد أنّ إسرائيل يمكنها أخذ هذه المخاطرة.
أنا لا أحبّ فكرة جيش الشعب. بالتأكيد بالنظر إلى الجيش من أسفل إلى أعلى، من السهل كشف آليات التضليل الذاتيّة المرتبطة بحفظ هذه الصورة: ليس فقط الحريديم والعرب لا يخدمون. كذلك الطبقات القديمة والمدعومة قلّصت خدمتها، بالتأكيد في الجيش الحربيّ.
قبل سنتين سألت قائد لواء سلاح المشاة النظاميّ إذا ما كان يخدم لديه محاربون من تل أبيب. بصورة فرديّة، أجاب، وحتى هم يسكنون "جنوبي خط هادولفينريوم (مكان تربية الدلافين)". هذا إجراء سيتفاقم في حال أُلغيت الخدمة الإلزاميّة. الجيش سيعتمد، حتى أكثر من اليوم، على الشباب الديني ـ القوميّ (الذي سيستمرّ في الخدمة بمفعول التزام أيديولوجيّ وسياسيّ) وعلى أبناء قطاعات ما تزال تُعتبر بطاقة دخول للمجتمع: دروز، بدو، مهاجرين من أثيوبيا. قريبا سنقيم لنا هنا جيش ميليشيا مغلوبا على أمره.
قوّة السوق
قيادة موديل الجيش المهني تُبشّر أيضا بالنهاية المُطلقة لتشكيل الإحتياط. لسنوات عناصر الإحتياط يُستخدمون كحاجز مدنيّ متواضع ومنضبط داخل الجيش ـ أكان جراء الحرب ضدّ السكان المدنيين أم ضدّ مغامرات عسكرية خطرة (راجعوا حصار بيروت في العام 1982 والإنسحاب إلى جنوب لبنان بعد ثلاث سنوات تقريبا).
في الجيش المتجانس الجديد الذي سيُقام، من دون احتياط، من دون يساريين، سيكون هناك فقط موقف سياسيّ واحد. لن نسمع مجددا بـ"كاسري الصمت" هناك.
إليكم تبريرا إضافيا من اليسار: منذ سنوات و"هآرتس" تدعو على التوالي إلى إخلاء المستوطنات. في العام 2010 عرضنا هنا معطيات أظهرت قفز نسبة الشبّان المتدينين في دورة ضبّاط سلاح المشاة، خلال 17 سنة من 2% إلى 30%. كتبتُ حينها مقالا كان عنوانه: "عندما نمتم". اعتقدتُ أنّ اليساريّ العلمانيّ نام بتعويذة. الصفوف الخاليّة التي تركها وراءه في الوحدات الحربيّة امتلأت من قبل آخرين.
حتى من يعتقد أنه لن يكون هناك مفرّ من إخلاء ضخم للمستوطنات، قيل، عليه معرفة أنّه سيكون من الصعب جدا القيام بذلك بعد الإنفصال عن غوش قطيف. السنة الماضية نُشرت معطيات جديدة: النسبة التقليدية في دورة ضبّاط سلاح المشاة قفزت مجددا إلى 42%. يبدو لي أنّ النموذج الجديد المعروض هنا يُغلق نهائيا شاهدة القبر على احتمال الإخلاء، إلاّ إذا كما بالطبع شهدنا تجنيدا جماعيّا لكاتبي مقالات في "هآرتس".
بن لا يتطرّق لأمر آخر، هو على الأقلّ من وجهة نظري خطر. مكان الإنصهار ربما غير ذي صلة أيضا (حتى الجيش يتحدّث عن "نهج متعدد الثقافات" لاستيعاب الجنود)، لكن الجيش يبقى محطة عبور، على الأقلّ بالنسبة للإسرائيليين الذكور. هذا صحيح أكان فيما خصّ مكانك في المجتمع بعد الخدمة ـ سؤال هل وكيف خدمت ما زال مهمّا ـ وسواء فيما خصّ الأسلوب الذي تفهمه به. الغرفة في التدريب الأوّل، الخيمة في القاعدة، مهمّان ليس فقط لأثيوبي من نتانيا إنّما أيضا لأشكينازيّ قديم من رمات أفيف.
مسار حياة يبدأ في 8200 حينها في غالي تساهل ويحطّ بأمان في رمات هاخيال أو في أخبار القناة العاشرة، يؤمّن زاوية نظر ضيّقة جدا على المجتمع الإسرائيلي (تأثير موسيقى غالي تساهل على وحدة معايير الإعلام في البلاد هي أصلا مسألة تنفع للأطروحة). سيزيد تفاقم هذه الوجهة في حال منعنا اللقاء تقريبا بشكل كليّ من خلال إلغاء الخدمة الإلزاميّة.
الخدمة الإلزاميّة، بالضجر المرتبط بأجزاء طويلة منها، بالدعم غير الثابت الذي تؤمّنه لآلية الإحتلال في المناطق، بالخطر المهمّ المحدق بحياة المقاتلين ـ ما زالت الخيط الرفيع، الأخير تقريبا، الذي يجمع، حتى بصعوبة، تل أبيب مع ما يجري خلف ضفاف اليركون. أحيانا، تبدو كما لو أنّها بدونه، كما قد تنفصل المدينة عنه وتبحر من هنا باتجاه الغرب، بالضبط كما فعلت شبه الجزيرة الإيبريّة في كتاب "طوف الحجر" لجوجا ساراماغو.
يوجد الكثير لتغييره في الجيش، حتى قبل أن يتجنّد إليه الحريديم. يمكن ويجب الإقتطاع بأنظمة البطالة في القيادات الداخلية المتضخمّة. كان مرغوب به منذ زمن، كما عرض حاييم رامون على شعبة القوى البشريّة في العام 2004، لإدارة مسارات خدمة تفاضليّة في إطارها تُقتصر الخدمة الإلزاميّة على وظائف أقلّ حيويّة ويدفع راتب لائق للجنود من سنتهم الثالثة في الخدمة. لكنّ إلغاءً كاملاً للخدمة الإلزامية، بأمل أنّ "السوق سيفعل فعلته"، هو فكرة خاطئة في التوقيت الحالي".