عناوين الصحف:
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ احتياطيون يقيمون اليوم خيمة احتجاج: "سنوقف قانون طال".
ـ مزوز أوصى: من واجبكم ان تشتكوا على ايشل.
ـ كبار المسؤولين الذين رفضوا السكوت.
ـ حرب ثقافية: قراصنة مسلمون عطلوا مرة اخرى مواقع اسرائيلية.
ـ الأبوان: مستعدان لفحص آلة الكذب.
ـ الاطفال الضائعون: وزارة الرفاه أوصت بالغاء تحقيقات مع اطفال.. للتخفيف من الاكتظاظ.
صحيفة "معاريف":
ـ ثلاثة مسؤولين كبار في مكتب نتنياهو اشتكوا ضد ايشل بتوصية من مزوز.
ـ أبوا التوأمين بكيا في التحقيق ونفيا المس بطفليهما.
ـ يلوح ان مئير شتريت سيؤيد موفاز ايضا.
ـ عاصفة في أعقاب نشر المعايير الجديدة للسكن القابل للتحقق.
ـ باراك لا يتخلى: تمديد قانون طال لسنة واحدة فقط.
ـ في ختام خمسة لقاءات: المفاوضات في الاردن فشلت.
ـ ميدان التحرير منقسم ومتنازع.
ـ عائلة فلسطينية ضد مدينة داود: السياح يصلون الى ساحة البيت.
صحيفة "هآرتس":
ـ سكرتير الحكومة، السكرتير العسكري والناطق اشتكوا ضد نتان ايشل.
ـ خطة لمنع العنف في العائلات الاثيوبية، في مدن بدون مهاجرين جدد.
ـ عباس: المحادثات مع اسرائيل انتهت بدون نتائج.
ـ اسرائيل هبطت ست مراتب في جدول حرية الصحافة العالمي.
ـ عشرات الآلاف في شوارع مصر في الذكرى السنوية للثورة.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ يلوح: اللواء ايشل: قائد سلاح الجو القادم.
ـ عشرات المواقع في خطر.
ـ اللواء أمير ايشل يقترب من مكتب قائد سلاح الجو.
ـ رئيس الوزراء: نحن نعمل للضغط على ايران.
ـ نتنياهو: نريد مواصلة المحادثات.
أخبار وتقارير ومقالات
في ختام خمسة لقاءات: المفاوضات في الاردن فشلت..المصدر: "معاريف – ريمون مرجية"
" انتهى اللقاء الاخير بين فريقي المفاوضات الاسرائيلي والفلسطيني الذي انعقد أمس في عمان هو ايضا دون نتائج رغم النوايا الطيبة والتوقعات الاوروبية العالية. جلس مبعوث رئيس الوزراء اسحق مولخو والمندوب الفلسطيني صائب عريقات أمس على الطاولة في آخر محاولة لايجاد قاسم مشترك يؤدي بالطرفين الى استئناف المفاوضات.. ولكنهما لم ينجحا في تحقيق نتائج، بل واصل الطرف الفلسطيني اتهام "اسرائيل" بعدم الجدية.
كان هذا هو اللقاء الخامس بين مولخو وعريقات قبل يوم واحد فقط من 26 كانون الثاني، الموعد الذي أعلن عنه الفلسطينيون كآخر موعد لتلقي موقف "اسرائيل" من الترتيبات الامنية والحدود قبل ان ينسحبوا من المحادثات. وقبل اللقاء صرحت القيادة الفلسطينية بأن محادثات الاستكشاف ستستمر حتى نهاية المهلة التي خصصتها الرباعية للمحادثات. غير ان هذه المهلة تنتهي، كما أسلفنا، اليوم، واذا لم يغير الفلسطينيون موقفهم، فابتداءا من يوم غد يعتزمون تبني سياسة اخرى تجاه "اسرائيل" – أكثر عدوانية بكثير.
يعملون في "اسرائيل" لتحديد لقاء آخر بين الطرفين، ولكن التقدير هو ان الفلسطينيين سينفذون تهديدهم، سيفجرون المحادثات وسيستأنفون خطوتهم في مؤسسات الامم المتحدة. في الايام الاخيرة يعمل الاوروبيون والامريكيون على منع خطوة فلسطينية أحادية الجانب، كمحاولات تلقي العضوية في منظمات دولية مختلفة، مثل اليونسكو.
ضغط عبد الله
ولكن ثمة ايضا من لم يرفع يديه بعد: فقد كشفت مصادر فلسطينية النقاب أمس عن ان الملك الاردني عبد الله الذي التقى أمس برئيس السلطة أبو مازن معني جدا باستمرار المحادثات برعاية المملكة.
وحسب هذه المصادر، فقد نقل الاردن الى القيادة الفلسطينية اشارات تلقاها من "اسرائيل" وبموجبها فانها مستعدة لتنفيذ بوادر طيبة لأبو مازن اذا ما واصل اللقاءات معها. ومن تلك البادرات الطيبة عدد الاردنيون رفع حواجز، نقل مناطق الى المنطقة (أ) حيث السيطرة الفلسطينية الكاملة، الامنية والمدنية. في كل الاحوال، شددت المحافل الفلسطينية على ان هذه البادرات لن تقنع قيادة السلطة بمواصلة مساعي المحادثات.
أمس، بعد لقائه بالملك عبد الله، أوضح أبو مازن بأنه مستعد للعودة فورا الى طاولة المفاوضات اذا ما اعترفت "اسرائيل" بحدود الدولة الفلسطينية. واضافة الى ذلك صرح بأنه سيقبل كل المطالب الامنية لاسرائيل بشرط واحد: "ألا يبقى أي اسرائيلي على الارض الفلسطينية". وأشار الى ان الاستنتاجات من لقاءات الاستطلاع في عمان ستُبحث في جلسة لجنة المتابعة للجامعة العربية والتي ستنعقد في الرابع من شهر شباط".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس الوزراء: نحن نعمل للضغط على ايران..
المصدر: "اسرائيل اليوم – جدعون الون"
" نحن نعمل في جبهة واسعة لتشديد الضغط الدولي على ايران كي توقف البرنامج النووي"، هكذا قال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكنيست بكامل هيئتها، في نقاش بادرت اليه كتل المعارضة التي جمعت تواقيع 40 نائبا.
وأشار نتنياهو الى ان العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على ايران هي "خطوة في الاتجاه السليم"، وأضاف بأنه هنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون على دورهما في اتخاذ القرار حول العقوبات. وأضاف نتنياهو بأنه يتحدث مع زعماء دول اخرى، بينها الصين والهند، ويشكرهم على المشاركة وعلى الجهد العالمي.
والى هذا فان نائب رئيس الوزراء موشيه بوغي يعلون يجري هذه الايام محادثات مع الادارة الامريكية في الموضوع الايراني. ففي لقاء في نيويورك مع مسؤولين في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة قال يعلون ان الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية منسجمتان في نظرتهما الى الموضوع الايراني. وصرح يعلون فقال ان "خلافات كثيرة كانت في الماضي لم تعد قائمة. وهذا صحيح ايضا بالنسبة للمعلومات الاستخبارية، لفهم التصميم الايراني وللادراك في أي مرحلة يوجد فيها المشروع النووي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"اسرائيل" هبطت ست مراتب في جدول حرية الصحافة العالمي..
المصدر: "هآرتس – اميلي غرينسفيغ"
" هبطت "اسرائيل" ست مراتب في التصنيف السنوي للعام 2011 في جدول حرية الصحافة وباتت توجد في المرتبة 92 من أصل 179 دولة. اسرائيل في المناطق "ما وراء الاراضي الاقليمية" (يهودا والسامرة)، حسب تعريف التقرير، توجد في المرتبة الـ 133، هبوط بمرتبة واحدة عن السنة السابقة.
في تقرير نشرته أمس منظمة "صحفيون بلا حدود"، جاء ان اسباب الهبوط في تصنيف "اسرائيل" هي امكانية التقديم الى المحاكمة لمراسل "هآرتس" أوري بلاو على الاحتفاظ بوثائق سرية وامكانية ان يتلقى عقابا بالسجن يصل الى سبع سنوات، وكذا عقوبة السجن لثلاث سنوات التي بدأت بقضائها عنات كام بسبب نقل المعلومات.
السبب الثاني الذي يذكره التقرير على الهبوط في التصنيف هو إقرار تعديل قانون التشهير، الذي يزيد دراماتيكيا التعويضات على نشر تشهيرات، حتى دون اثبات الضرر. وجاء في التقرير انه "رغم ان اسرائيل تتمتع بتعددية اعلامية حقيقية، إلا انها لا توجد بين الدول الخمسين الاولى في التقرير عقب اخضاع الصحافة فيها الى الرقابة العسكرية".
أما السلطة الفلسطينية فهبطت بثلاث مراتب في التصنيف وتوجد الآن في المرتبة الـ 153. وحسب ما ورد في التقرير، فان سبب الهبوط في التصنيف هو الاعتداء على صحفيين في مظاهرات سكان فلسطينيين لانهاء الصراع بين منظمتي فتح وحماس. سبب آخر يُذكر لذلك هو السيطرة غير القانونية لمؤيدي حماس على رابطة الصحفيين في غزة.
في المرتبة الاولى في التقرير توجد فنلندة والنرويج معا، بريطانيا تأتي في المرتبة الـ 28 والولايات المتحدة في المرتبة الـ 57، أما في المرتبة الاخيرة فتأتي اريتيريا وقبلها كوريا الشمالية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء أمير ايشل يقترب من مكتب قائد سلاح الجو..
المصدر: "اسرائيل اليوم – يوآف ليمور"
" يلوح في الأفق قرار تعيين رئيس شعبة التخطيط، اللواء أمير ايشل، كقائد مقبل لسلاح الجو. ويبدو أن رئيس الاركان ووزير الدفاع سيصدران قريبا التعيين في الاسبوع القادم على أقرب أحتمال.
منذ تسلم مهام منصبه كرئيس للاركان قبل سنة عين تسعة ألوية جدد – أكثر من ثلث هيئة الاركان العامة. ولكن تعيين قائد سلاح الجو – واحد من الالوية الثلاثة المركزيين في هيئة الاركان، الى جانب نائب رئيس الاركان ورئيس شعبة الاستخبارات – تأخر على خلفية انعدام الاتفاق بين غانتس ووزير (الحرب) ايهود باراك. وقد بحث الرجلان في الموضوع عدة مرات، ولم يستبعد باراك ايشل، الذي كان يدعمه غانتس، ولكنه طلب دراسة ملفات مرشحين آخرين. اما الان فيبدو أن باراك سيقر المرشح الذي يأتي به رئيس الاركان والذي من المتوقع ان يوصي بايشل الذي يرى فيه "مرشحا طبيعيا" للمنصب.
ومقابل اللواء ايشل يطرح اسم السكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء يوحنان لوكر. وأيد نتنياهو تعيين لوكر الذي أصبح في السنتين الاخيرتين أحد أكثر الاشخاص المقربين اليه. وخلط بالنقاش أيضا الموقف المستقبلي المزعوم للمرشحين في المسألة الايرانية: فقد زعم أن غانتس يؤيد ايشل الذي يعارض الهجوم على منشآت النووي، أما نتنياهو فيؤيد لوكر الذي يؤيد الهجوم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقط للاصوليين
المصدر: "هآرتس"
" عرض وزير الاسكان، ارئيل اتياس، أمس المعايير الجديدة لتلقي السكن المخفض الثمن من الدولة. المعيار المركزي سيبقى عدد الاطفال في العائلة؛ عائلات فيها ثلاثة أطفال فما فوق سيحصلون على الاولوية الاعلى. المعيار الثاني سيكون سنوات الاقدمية في الزواج، والثالث الخدمة في الجيش أو في الخدمة المدنية وفي الاحتياط.
صحيح أنه عقب الضغط الجماهيري سيعرض اتياس تحسينا ما في المعايير في صالح الطبقة الوسطى، العاملة والخادمة في الجيش، ولكن هذه المرة ايضا وجد معايير تكون في اساسها في صالح الاصوليين. وذلك لان المعطيات تفيد بان الاصوليين يتزوجون في سكن مبكرة، ويوجد لهم ثلاثة أطفال صغار فيما يكونوا في العمر الذي لا يحلم فيه العلمانيون من أبناء الطبقة الوسطى حتى في ان يتزوجوا.
منذ تسلم اتياس مهام منصبه حرص اساسا على مصلحة الاصوليين. وبالفعل، في السنوات الثلاثة الاخيرة تلقوا النصيب الاساس من الشقق المدعومة حكوميا، من خلال طريقة "ثمن للساكن". لجنة تريختنبرغ حاولت تغيير هذا الواقع المشوه بادخال معيار جديد آخر، "استنفاد قدرة الايجار"، ولكنها فشلت. إذ واضح لاتياس بانه عندما تكون حاجة الى الاثبات بان الزوجين يعملان، أو واحد منهما، او على الاقل يبحثان عن العمل، فان الاصوليين يخرجون من الصورة والطبقة الوسطى تدخلها.
الاحتجاج الاجتماعي جاء من قلب الطبقة الوسطى، التي تعمل بكد، تدفع الضرائب، تخدم في الجيش وفي الاحتياط، ولكن اتياس لا يمثلهم؛ ولهذا فلن يأتي الخلاص منه. هذا هو المكان لتدخل رئيس الوزراء الذي حتى الان تذبذب في الموضوع. بنيامين نتنياهو وان كان يرى في شاس "شريكه الطبيعي" في الحكومة، الا انه ملزم بتمثيل كل الجمهور، وليس فقط الاصوليون. فقد تعهد نتنياهو بتنفيذ توصيات لجنة تريختنبرع التي قررت بانه "يجب اعطاء اولوية للفئات السكانية التي تستنفد قدرة الايجار، ولكن أجرها ليس عاليا"، ومعايير اتياس تفعل بالضبط العكس.
على نتنياهو أن يمنع رفع المعايير الى مجلس مديرية اراضي اسرائيل ونقلها الى الحكومة لتقرر معايير اخرى، أصح، حسب توصيات لجنة تريختنبرغ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حماس في ورطة
المصدر: "يديعوت أحرونوت – غي بخور"
" لم يحل شيء أمام اعلان اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة باسلوب احمدي نجاد ان ايام "اسرائيل" معدودة، وأن يدعو الى انشاء جيش جهاد عربي لتحرير فلسطين. لكن خلف شعارات التبجح تلك يوجد واقع قاتم صار من الصعب اخفاؤه.
أولا بلغ حلف حماس مع ايران نهايته، فلم يكن هذا الحلف طبيعيا منذ بدايته – منظمة سنية تؤيد دولة شيعية غير عربية – لكن حينما رفضت حماس أمر ايران بتأييد بشار الاسد المتهاوي، أغلقت طهران بابها في وجه المنظمة. وأشد من ذلك أنه توقف تحويل الاموال التي تعول حماس بواسطتها نحوا من 50 ألف موظف وجندي في غزة. واذا لم يمكن الانفاق عليهم فمن أين ستأتي بالمال؟ لهذا دخلت في جدل مر مع السلطة الفلسطينية أو مع الجامعة العربية في اموال هما مدينتان بها لها في ظاهر الامر.
واضطرت حماس ايضا الى اخلاء دمشق باعتبارها عاصمة الذراع الجالية من المنظمة. فالى أين ستمضي الآن؟ كانت هناك آمال ان يستوعب الاردن مقر القيادة الى ان دهشت قيادة المنظمة في الاسبوع الماضي لسماع ان الاردن يفرض قيودا على استيعابها. وقد بين رئيس حكومة الاردن ان بلاده ستستضيف كبار مسؤولي المنظمة وعائلاتهم باعتبارهم "أفرادا" لا قيادات ولن يُسمح لهم هناك بنشاط سياسي، فأُلغي خيار الاردن اذا من جهة حماس الغاضبة.
بقيت مصر، لكن في الوقت الذي يحاول فيه "الاخوان المسلمون" خاصة ان يعرضوا أنفسهم على أنهم عمليون وواقعيون على نظر العالم، سيكون نقل مقر قيادة منظمة ارهابية الى القاهرة أمرا محرجا. كان هنية نفسه عند "الاخوان المسلمين" في مصر، وأكثر إسماع تصريحات عن نهاية "اسرائيل"، لكن ممثلي الاخوان خاصة سكتوا، وكان يجب ان يقلقه هذا السكوت. فـ "الاخوان المسلمون" يجب عليهم الآن لا أن ينفقوا على 50 ألف انسان بل على 88 مليونا وهذه مهمة أثقل كثيرا. ان عبء الدولة وقع عليهم واذا لم يُظهروا تحسينا لاقتصاد مصر فان الغضب في الشوارع سيبدأ في الانصباب عليهم سريعا جدا.
لا يؤخذ في الحسبان الانتقال الى غزة لأن "اسرائيل" قد تمس بهم، كما يُقدر كبار مسؤولي حماس.
كان هناك شعور الى الفترة الاخيرة ان الربيع العربي مع احزابه الاسلامية سيحتضن حماس. ومن المؤكد أنه سيدفع اليها بضريبة كلام لكن انشأ جيش جهاد ضد اسرائيل فهذا سؤال؟ ان كل دولة عربية غارقة اليوم في ازماتها غرقا عميقا وتوجد مشكلات وجودية اذا قيست بها مشكلات حماس بدت لا شيء.
يتغير ايضا نظام القوى داخل في حماس. فـ "الداخل"، أي حكومة حماس، يقوى على حساب "الخارج"، أي خالد مشعل. كان مشعل في الماضي وجه حماس المعروف، وهنية الآن يدخل ويخرج من العواصم العربية ويُرى أكثر أصالة. ينبغي ان نفهم على هذه الخلفية خيبة أمل مشعل ونيته المعلنة ان يستقيل من قيادة المنظمة وربما ان ينشيء منظمة منافسة تكون شعبة من "الاخوان المسلمين". ومعنى هذا العودة الى المسار الاسلامي على حساب الهوية الوطنية الفلسطينية.
بقيت المصالحة اليتيمة مع فتح وهي شيء يعارضه هنية وأشباهه في "الداخل". لا امكانية لاجراء انتخابات، ولا امكانية للتقارب، وأصبحت السياسة الفلسطينية ذات الرأسين الآن ذات ثلاثة رؤوس: حماس الداخل وحماس الخارج وأبو مازن. وكل قيادة وبرنامج عملها السياسي وكل واحدة ومسؤوليها الكبار.
وفي النهاية حظيت حماس بمجد عالمي للحظة بسبب الحصار لغزة في ظاهر الامر. والآن ولم يعد هناك حصار وأصبح الممر الى مصر مفتوحا للناس والسلع، ما الذي ستعتاش عليه هذه الحركة في مستوى الوعي؟ قد تكون هذه أكبر مشكلة للمنظمة التي تعيش على شعارات القضاء على اسرائيل وتجد نفسها الآن تصادم صخور الواقع".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحصان الابيض للقبيلة المستنيرة
المصدر: "هآرتس ـ آري شبيط"
" كان لنا في 1977 يغئال يدين. وهو رئيس هيئة اركان – وعالم آثار من رحافيا كان يفترض ان ينقذنا من عفن المعراخ واخفاق حرب يوم الغفران. وكان لنا في 1984 عايزر وايزمن. وهو طيار ذو حضور قوي من قيسارية كان يفترض ان ينقذنا من حماقة حرب لبنان الاولى والتضخم ذي الخانات الثلاث. وكان لنا في 1999 أمنون شاحك، وهو رئيس هيئة اركان نبيل من مكابيم – رعوت، كان يفترض ان ينقذنا من سلطة غوغاء بيبي ورعاياه. وكان لنا في 2003 تومي لبيد، وهو صحفي لاذع من شمال تل ابيب، كان يفترض ان ينقذنا من الحريديين والفقراء. وكان لنا في 2006 كديما، وهو حزب مركز متشكل، كان يفترض ان ينقذنا من اليمين والمستوطنات. وكانت لنا في 2009 تسيبي لفني، وهي عميلة موساد من رمات هحيال، كان يفترض ان تنقذنا من بنيامين نتنياهو. وكان لنا في اثناء ذلك ايهود باراك وعمرام متسناع وعامي أيلون.
كان لنا خلال 35 سنة من لا يحصون من الفرسان البيض الذين ركبوا خيولا بيضاء الى الأمل الابيض. وسقطوا جميعا في الهاوية السياسية وأصبحوا عظاما رميما. لم يخصلوا "اسرائيل" المستنيرة بل دفنوها. ولم يقيموا بازاء اليمين والمتدينين بديلا فكريا أو زعامة حقيقية.
ان الفشل فشل مدوٍ. تحب النخبة الاسرائيلية العلمانية الاستخفاف بالحريديين لكن الحقيقة ان اليهود الحريديين أذكى كثيرا من جهة سياسية من الاسرائيليين العلمانيين. وبرغم ان جماعتهم منقسمة الى ساحات مختلفة فانهم في الأكثر يتوحدون قُبيل الانتخابات. وبرغم أنهم يتحفظون من الكنيست فانهم يرسلون اليها ممثلين يُعد فريق منهم ذوي وزن نوعي كبير. وهم جديون ومطيعون ومحنكون ويدفعون الى الأمام بقيمهم بصورة مدهشة.
وبخلافهم تسلك القبيلة المستنيرة خاصة في الساحة السياسية مثل قبيلة جاهلة. فهي مرة بعد اخرى تسير أسيرة وراء البابا سالي العلماني المتبدل. ومرة بعد اخرى يوزع على مؤيديه تمائم ويجعلهم يؤدون أيمانا ويهمس اليهم. وعلى نحو منهجي يرسل الناس الأكثر ثقافة في اسرائيل الى الكنيست ممثلين خفيفي الوزن وخفيفي العقول وقليلي التجربة. ان الناس الذين يصنعون هنا اقتصادا مدهشا وثقافة مذهلة وحياة جميلة يصنعون هنا سياسة بدائية لعبدة أوثان.
ان تسيبي لفني على حق، فقد أخذ الوقت ينفد. والقلة غير الصهيونية أخذت تقوى، والكثرة المنتجة الصهيونية أخذت تتضاءل، وعلى هذا فان الانتخابات القادمة ستكون مهمة بصورة خاصة. فبعد ان أطلق التنور الاسرائيلي قدرا كبيرا من الرصاص الفارغ لم يبق في فوهته سوى رصاصة واحدة. فاذا أضاع الفرصة الحالية ايضا فسيؤول الى الفناء. وسيغطي على الوسم الذي خلفه – وباراك وشينوي وكديما وسم انكسار 2012. وقد يكون الوسم الجديد قاتلا. فهو سيقضي على أنسجة التفاؤل التي ما تزال حية هنا وهناك. وسيغيب الايمان الضعيف بأن التغيير ما يزال ممكنا. واذا تبين ان الفارس القادم فارس كاذب ايضا فسيُخمد الأمل نهائيا.
ان مسؤولية ثقيلة ملقاة هذا العام على كواهل شيلي يحيموفيتش وشاؤول موفاز وتسيبي لفني ويئير لبيد. ولكل واحد من الاربعة أنا ضخمة. وكل واحد من الاربعة يحمل في جهاز الآيبود الذي يخصه آلاف المصالح الشخصية والحسابات الصغيرة، لكن لا أحد من الاربعة فاسد ولا أحمق. وعلى هذا يجب عليهم ان يعرفوا حدودهم، وعلى هذا يجب عليهم الاعتراف بأن لا أحد منهم هو المسيح المخلص. فاذا كان الاربعة ذوي شعور وطني حقا فعليهم ان يعملوا معا. واذا كانوا نزيهين حقا فعليهم ان يضمنوا ان يشغل الأفضلون الحكومة القادمة. وعلى الفرسان الاربعة الذين يركبون الآن نحو الأفق ان يعدوا بأنهم لن يكونوا فرسان كارثة اسرائيلية بائسة.
ان مسؤولية لا تقل عن ذلك ملقاة على الناخبين المحتملين لحزب العمل وكديما وميرتس ولبيد. فلا يجوز للقبيلة المستنيرة ان تعاود تحقير نفسها. ولا يجوز لها ان ترسل مرة اخرى الى الكنيست مندوبين مُسفين وأشباه بابا سالي من العلمانيين. بعد 35 سنة من الحماقة حان وقت توحيد القوى وتجنيد قوى والقاء جميع القوى في المعركة. انه الامر رقم 8 أيها الرفاق والرفيقات. فالحرب هذه المرة هي حرب عن البيت في الحقيقة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجبنة يمكنها أن تنتظر سلم الاولويات
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ سيفر بلوتسكر"
" إمرأة شابة، ابنة 30 ونيف، قالت لي: لماذا تشوشون لنا العقول وتشتكون من أنه لا توجد تسوية مع الفلسطينيين وانه انتهى حل الدولتين. فهذا على الاطلاق لا يهم جيلي. ما يهمنا نحن هو مستقبلنا: لماذا الطعام هنا باهظ بهذا القدر؟ لماذا لا يوجد تعليم مجاني للاطفال من عمر سنة؟ لماذا لا توجد شقق زهيدة الثمن؟ هذا ما يهم مستقبلنا في البلاد، وليس أبو مازن.
الشابة ليست وحيدة. البرنامج الانتخابي الموجز ليئير لبيد يتضمن كل الامور الهامة في حياة دولة اسرائيل اليوم: تعزيز الطبقة الوسطى، تجنيد الاصوليين وشتم ارباب المال. لبيد هو الاخر ليس وحيدا. الخطاب الجماهيري في الدولة ينقسم على النحو التالي: 65 في المائة مكرسون للطبقة الوسطى، 20 في المائة للاصوليين، 10 في المائة للتهديد الايراني والباقي لكل المشاكل الاجتماعية الصعبة لاسرائيل. الفقر، مثلا.
المطلب الصاخب والمطلق لتحسين الوضع الاقتصادي للطبقة الوسطى (المعرفة بكل الاسرائيليين، عدا الاصوليين، العرب، المستوطنين المتطرفين وارباب المال) يعلل بالرغبة في "ضمان مستقبل أفضل لاطفالنا". ومستقبلهم، كما يبدو، سيكون آمنا الى الابد عندما يحصل اباؤهم من الحكومة على تعليم مجاني من عمر سنة، اعفاءات ضريبية عن تربية الاطفال والرقابة على ايجار الشقة.
هذه الافكار مرت على فكري عندما لم أكن استطيع ضبط نفسي وقلت للمرأة الشابة: لعلكِ نسيت، ولكن قبل عشر سنوات ارتفعت الشقق هنا نصف ما هي الان واسرائيل كانت احدى الدول زهيدة الكلفة في الغرب. المطاعم الفاخرة في القدس عرضت لائحة طعام بخمسين شيكل، ولكن القلائل تجرأوا على الدخول. والمجمعات التجارية لمعت في فراغها. شركات التكنولوجيا العليا عقدت الجلسات في قبرص. قلائل تجرأوا على شراء شقق وأقل منهم فكروا بانه يوجد هنا مستقبل آمن للابناء والاحفاد.
رغم كل ذلك أكان زهيدا؟ سألت بدهشة وعدم ثقة المرأة الشابة؟
نعم، قلت، رغم السكن القابل للتحقق وعلبة جبنة الكوتج بنصف الثمن، لم يفرح أحد. كل يوم أو يومين تفجر هنا مخربون انتحاريون. وكل بضع ساعات ادخلت الدولة في نظام "عبوة مشبوهة". تحت عنوان "انتفاضة الاقصى" ادار الفلسطينيون هناك حرب استقلال وارهاب جبت منها أكثر من الف ضحية. الاسرة الدولية تعاطت معنا كدولة منبوذة: اتهمنا بمذبحة في جنين. بنوك أجنبية فتحت فروعا فقط كي تسهل على الاسرائيليين اخراج مليارات الدولارات من البلاد. لم يكن أب أو أم قلق لم يسأل نفسه في حينه، في 2002: أي مستقبل ينتظر هنا ابناءنا، احفادنا، على أرض النزاع المضرجة بالدماء هذه؟ أوليس من الافضل الهجرة؟
لماذا تذكر لي كل هذا؟ سألتني بعصبية المرأة الشابة.
كي اعيدك الى الواقع، أجبتها. من يفكر مثلك في أن التسوية مع الفلسطينيين ليست مهمة، يعيش في خيال خطير. في ظل عدم وجود تسوية أو تقدم ملموس نحو التسوية ستندلع انتفاضة اخرى، ثالثة، تكون اسوأ من سابقتها. وهي ستعرض للخطر مستقبلك ومستقبل ابنائك بألف – الفي ضعف اكثر من التنافس المخلول في شبكات التسويق وفقاعة العقارات.
عودوا رجاءا الى الواقع، انتِ ورفاقك، قلت. انظروا الى سلم الاولويات الحقيقي الذي يقف أمامه الشعب اليهودي في اسرائيل. هذ ليس سلم أولويات المال للاصوليين أو للعلمانيين، هذا ليس سلم أولويات لاستيراد الجبنة أو انتاج الجبنة. هذا سلم اولويات الحياة في دولة تحتل او الحياة في دولة عادية. سلم أولويات تقسيم البلاد أو الدولة ثنائية القومية. هذا سلم أولويات الديمقراطية أو الابرتهايد، تفهم العالم أو شجب العالم. الحل الوسط أو الحرب غير المنقطعة. هذا هو سلم أولويات مستقبل الابناء أو انعدام المستقبل.
أُف، قالت المرأة الشابة، ماذا تريد مني؟ أنا بالاجمال أردت الاحتجاج".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميدان التحرير منقسم ومتنازع
المصدر: "معاريف ـ عميت كوهين"
" في ساعات الظهيرة عندما حل هدوء طفيف في الامطار، سمع فجأة تصفيق عاصف في ميدان التحرير. فقد أخلى ألاف الاشخاص الطريق لعريس وعروسـمن مؤيدي الاخوان المسلمين قررا بدء حياتهما الزوجية في المكان الذي اصبح رمزا للثورة. ولكن سرعان ما تحول العرس الى مظاهرة سياسية. "الشعب يريد اسقاط الحكم العسكري"، هتف "ضيوف العرس"، الذين تحولوا في لحظة الى نشطاء سياسيين.
سنة بالضبط مرت منذ ذاك اليوم الغاضب التاريخي في 25 كانون الثاني 2011 والذي أدى الى اسقاط حسني مبارك. على مدى 18 يوما استمرت الثورة حتى اعتزال مبارك. المظاهرات والعنف انتشرت في كل الدولة، ولكن ميدان التحرير بقي الرمز الذي لا يهتز. أمس، رغم الامطار والتخوف من العنف عاد عشرات الالاف الى الميدان وهم يحملون الاعلام واليافطات.
ولكن التحرير اليوم مختلف. قبل سنة كان العدو واحدا، معروفا، متفق عليه من الجميع. اما ا لان فالتحرير منقسم بين العديد من القوى السياسية، كل واحدة منها تشد باتجاه آخر. امس وصل هذا الشقاق الى تبادل الضربات بين مؤيدي الاخوان المسلمين ورجال الحركات الليبرالية الذين خشوا من أن تكون الثورة سرقت من ايديهم. بعض من حركات الشباب، ممن حركوا الثورة، طلبوا من رجالهم عدم الانشاد في الشوارع وقالوا: "نحن لا نحتفل اليوم، بل نحاول استكمال مطالب الثورة".
الاخوان المسلمون الذين فازوا بانتصار جارف في الانتخابات للبرلمان احتفلوا هم بـ "العيد الاول للثورة". وأوضح زعماء الاخوان المسلمين بانهم لن يؤيدوا انقلابا آخر ضد قيادة الجيش، أغلب الظن خوفا من أن يفقدوا كل ما حققوه حتى الان. ولكن مؤيديهم طالبوا بنقل الحكم الى المدنيين وعدم ابقائه في يد الجيش. هذا التخوف، من ألا يترك طنطاوي وعصبة الجنرالات مكانهم، هو القاسم المشترك الوحيد الذي يوحد اليوم القوى السياسية مصر.
وهكذا في يوم الذكرى السنوية الاولى للثورة، بقيت مصر في احساس من انعدام اليقين. الوضع الاقتصادي يعرج وعلى شفا الانهيار. الوضع السياسي لا يزال محوطا بالغموض. مصر نجحت في استكمال حملة انتخابات قوية، مضنية ومعقدة في نهايتها فاز الاسلاميون باغلبية جارفة لاكثر من 70 في المائة في مجلس الشعب. ولكن بعد نصف سنة فقط ستنتهي عملية الانتخابات بكاملها بعد أن ينتخب المجلس الاعلى، وفقط بعد ذلك الرئيس الجديد. ولكن هنا أيضا ليس واضحا ماذا ستكون عليه صلاحيات الرئيس. الجيش، كما أسلفنا، لا يسارع التخلي عن صلاحياته والاخوان المسلمون ايضا يسرهم طريقة نظام تمنح قوة للبرلمان حيث يسيطرون دون منازع.
موضوع آخر يشغل بال المسلمين ومن شأنه أن يسرق الاوراق من جديد هو مستقبل حسني مبارك الذي يقدم هذه الايام الى المحاكمة على قتل متظاهرين. عندما اعتزل مبارك، أغلب الظن بضغط من الجيش، قدر بانه هكذا أنهى دوره. ولكن الجمهور المصري يثبت، الان ايضا، بانه لا يغفر للرجل الذي حكمه على مدى ثلاثة عقود. اذا ما ادين مبارك من الصعب التصديق بان الجمهور سيكتفي باقل من عقوبة الموت. اما اذا برئت ساحته، فيوجد احتمال عال لعنف بمستوى لم يشهد له مثيل منذ الثورة.
فضلا عن مبارك، اثبتت السنة الاخيرة كم هو العداء لاسرائيل متجذر داخل الجمهور المصري. فقد تعرضت السفارة الاسرائيلية الى الهجوم السنة الماضية من عشرات الالاف احتجاجا على جولة التصعيد في غزة، ومرحلة جديدة، باردة وبشعة، بدأت في علاقات اسرائيل – مصر. القوى السياسية، بمن فيهم الاخوان المسلمون، حرصوا على الابقاء على برغماتية حذرة. أي من الاحزاب في مصر لا يتحدث عن الغاء اتفاقات السلام بل فقط عن تغيير أو اعادة نظر. ولكن في المناخ غير المستقر لمصر يمكن للامور ان تتغير بسرعة. السنة القريبة ستبين اذا كان الحكم الجديد سيتطلع الى الاستقرار الداخلي فقط ام ربما يحرص على الاستقرار في العلاقات الخارجية ايضا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عباس: المحادثات انتهت بلا نتائج
المصدر: "هآرتس ـ باراك رابيد"
" تنتهي اليوم المهلة الزمنية التي أعلن عنها الفلسطينيون بانهم يخصصونها للمحادثات مع اسرائيل التي اجريت في الشهر الاخير برعاية أردنية في عمان. وحسب مصادر دبلوماسية، فان أعضاء الرباعية تجري جهد اللحظة الاخيرة لمنع انهيار المحادثات، ولكن يبدو ان الاحتمال لذلك ضعيف.
مبعوث رئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو التقى أمس للمرة الخامسة في عمان رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، ولكن في هذه المرحلة لم تتحقق صيغة تسمح باستمرار المحادثات. في اللقاء مع مولخو شدد عريقات على أنه لان اسرائيل لم تعرض موقفها في موضوع الحدود، فمن ناحية الفلسطينيين فان الـ 26 من كانون الثاني هو موعد انتهاء المحادثات.
بعد اللقاء نشر وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، الذي تحت رعايته جرت خمس جولات من المحادثات، بيان حاول فيه بكل قدرته الامتناع عن الاعلان عن الفشل. فقد قال جودة: "رغم المواقف المتعارضة، فقد تميزت اللقاءات بالصدق والجدية الشديدة. نحن الان في مرحلة فحص نتائج المحادثات. سنتشاور مع الطرفين ومع الرباعية لفحص السبل لتواصلها".
قبل لقاء مولخو مع عريقات التقى في عمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) مع الملك الاردني عبدالله الثاني وشدد على أن المحادثات مع اسرائيل استنفدت ذاتها ولم تحقق أي نتيجة. "الاسرائيليون لا يزالون يرفضون الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية"، قال عباس. "اذا تغير هذا الوضع فلا مانع من العودة الى المحادثات". وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على أنه في 4 شباط سيلتقي في القاهرة مع وزراء خارجية لجنة المتابعة في الجامعة العربية وسيعرض عليهم وضع المحادثات مع اسرائيل لاتخاذ قرار مشترك بشأن ما سيتم لاحقا. وقال عباس: "سنجري تقويما للوضع ونقرر الخطوات التي سنتخذها".
اسرائيل من جهتها دعت الفلسطينيين الى عدم تفجير المحادثات. "نحن ندعوهم الى عدم ترك هذه المحادثات"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب له في الكنيست أمس. "المحادثات تجري رغم المصاعب التي يضعونها في وجهها، وليس نحن. أنا جد آمل أن يفهم الفلسطينيون بان مصلحتهم هي المواصلة في مسار المحادثات إذ في نهاية المطاف فقط عبر المحادثات والمفاوضات يمكن تحقيق التقدم في تسوية النزاع وحله". واضاف نتنياهو بان "الحل يجب أن يأخذ بالحسبان ما يجري حولنا، السرعة التي يتغير فيها الوضع عندما تشتد التهديدات، وهي تشتد. اسرائيل يجب أن تتمسك جدا وبقوة بالترتيبات الامنية على الارض في كل تسوية مستقبلية، ولكن من اجل الوصول الى تسوية مستقبلية يجب ان نتحدث".
رئيسة المعارضة تسيبي لفني، انتقدت أمس بشدة المساعي السياسية لنتنياهو وقال: "يتبين أن ليس لرئيس الوزراء أي فكرة عن كيفية ادارة المفاوضات او أنه لا يريد ادارة مفاوضات مع الفلسطينيين. هاتان الامكانيتان سيئتان لشعب اسرائيل". واضافت لفني تقول: "اليوم دولة اسرائيل هي دولة منعزلة، يجب القيام بأمرين: إما تجميد البناء أو تحويل سجناء فلسطينيين من قبل اوسلو".
هذا والتقى رئيس الوزراء على مدى ساعتين مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون وبحث معها الوسائل لمنع انهيار المحادثات. واطلعت أشتون نتنياهو على أنه في 3 شباط سيلتقي مسؤولو الرباعية في ميونخ في محاولة لبلورة مخرج اللحظة الاخيرة. واشارت اشتون امام نتنياهو بان خطوات اسرائيلية مثل تحرير سجناء فلسطينيين كفيلة بان تساعد على اقناع عباس البقاء في المحادثات مع اسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحداهما على خطأ
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ يونتان يفين"
" اذا كان شخص ما يعتقد ان من الشرعي ضرب امرأة لأنها تعلق اعلانات فقط في بيت شيمش، ويعتقد شخص آخر ان هذا إفلاس للمجتمع الاسرائيلي، فان واحدا منهما مخطيء. واذا كان شخص ما يعتقد انه ينبغي ترك من لا يجدون مأوى يتجمدون حتى الموت في مرج أعشاب في تل ابيب ويشتهي رفيقه ان يموت لسماع ذلك فقط، فان واحدا منهما مخطيء. واذا كان فلان يعتقد ان من الحسن الجميل سجن بنت في الثالثة بطل ترخيص بقاء والديها المهاجرين ويعتقد آخر ان هذه شهادة الفقر المطلق لكل مجتمع غربي مستنير – فان واحدا منهما مخطيء.
ان الفروق تزداد حدة. وقد أخذ عمق الهاوية السحيقة في المجتمع الاسرائيلي يزداد وضوحا. أنكرنا ذات مرة البتة وجود هذه الهاوية ولم نُرد السماع عنها. كان الاسرائيليون جميعا اخوة ورفاقا متكافلين، وكنا على حق دائما ومحاطين بالأعداء وكان لنا من نكرهه معا وأنشدنا أناشيد تمجيد الرب معا. لكن الآن زادت النار واجتازت دائرة الحجارة وتوجب علينا ان يبتعد بعضنا عن بعض وان نختار معسكرا.
المجتمع الاسرائيلي ينقسم، الى معسكرين رئيسين اثنين في احسن الحالات والى عشرات المعسكرات الصغيرة بايقاع أعلى كثيرا. ولن يبقى قريبا شيء مما يسمى "المركز"، وليس انهيار "كديما" و"العمل" والأضحوكة التي اسمها "الاستقلال" نتاج سياسة سيئة فقط وانتهازية وعدم وجود قوة الحضور، بل هو ايضا عرض انهيار قطاع كامل من السكان.
لا تنهار الطبقة الوسطى فقط لانها لا تملك مالا أو لأنه يجب عليها ان تطارد ذيلها كي تبلغ الثلث الاخير من الشهر وسحبها على المكشوف محتمل. انها تتلاشى لأنها فقدت ثقتها بالدولة بصورة قاطعة. ومن يستطيع الآن يهادن اخلاقيا وينفصل فرحا عن الطبقة الوسطى (أي انه يثري بطرق لا تجوز)، أو يرخي قبضته بالرغم عنه عن الحاجز ليسقط تحت خط الفقر.
ان الطبقة الوسطى هي منتج سياسي ايضا وهي نصيب الاسد من السكان بالطبع. وهي تضطر بروح هذه الايام الى الاختيار بين طرفي المتراس المتطرفين. ان قيمة المصالحة قد غابت عن هذا العالم وتلاشى التقدير السليم فلا يوجد سوى تأييد "شارة ثمن" أو التنديد المطلق بها، و"الخونة" أو "المخلصين" و"الديمقراطية" أو "الخراب". لان التطرف هو الذي يبقى حينما يختفي المركز. ربما ما يزال يوجد القليل جدا من احتمالات الانقاذ وربما يكون ذلك مع قيادة لا تذري ايامها وايامنا في الريح في انتظار فارغ لانتخابات اخرى تتلوها انتخابات.
أصبح المرشحون المختلفون يشحذون السيوف استعدادا للانتخابات التمهيدية أو يعملون عملا محموما في التعيين ودخول قوائم جديدة. لكن لا يبدو انهم منتبهون للتغييرات البنيوية هذه في الجمهور الذي سيضطرون الى قيادته بأمن نحو غد يبدو مشوها جدا الآن. تحدثوا هنا ذات مرة عن "مجتمع ممزق"، لكنه بعد سنتين أو ثلاث سنكون ذوي حظ جيد اذا استطعنا أصلا ان نسمي أنفسنا "مجتمعا" ممزقا أو غير ممزق. ان المؤامرات والدسائس والنمائم والاتهامات الموجهة الآن تثير الخوف من ان المرشحين المتشاجرين لا يفهمون تمام الفهم ما الذي يدخلون اليه بل يريدون الانتصار في الأساس".