المصدر: "موقع WALLA الاخباري ـ طل شلو"
" ضجّت النروج في الأيام الأخيرة في أعقاب مقالة اتّهمت إسرائيل
بالمسؤولية عن المجزرة التي حصلت في شهر تموز في أوسلو وفي جزيرة يوتويا في
الدولة. فقد نشرت المجلة النرويجية الجديدة NNT الشهر الفائت مقالاً
أكاديمياً تحت عنوان "تأمّلات، مصالح، تعليم واستثمارات في عالم بريفيك"،
أثار فيه خبير رفيع في معهد بحوث السلام في أوسلو، أوليه (جون) تونندر،
ادّعاءات تقف إسرائيل وفقها وراء عمل المخرّب أندرس برينغ بريفيك، الذي
اتُّهم بتنفيذ العمليتين في النروج، فيهما قُتل 77 شخصا وجُرح العشرات. وفي
نهاية الشهر الفائت حُدد على أثر تقرير قدّمه فريق من الأطباء النفسانيين،
أن بريفيك لن يُحاكم أو يُسجن على الإطلاق، بل سيُعالج في مستشفى
المجانين.
بعد عدة أيام فقط من الحوادث، تعدّدت نظريات المؤامرة بخصوص دوافع بريفيك،
التي تجسدّت في بيان رسمي نُشر في الانترنت في يوم المجزرة كداعم حماسي
لإسرائيل. ففي المقال الذي نُشر الشهر الفائت في المجلة المحترمة، ربط
تونندر، بروفسور بارز في السياسة الجيو ـ سياسية ودراسات الأمن في معهد
بحوث مستقل في أوسلو، بين منفّذ العملية بريفيك وبين التفجير في قيادة
الجيش البريطانية في فندق الملك دافيد عام 1946 وكذلك أعمال الموساد في
ليلهامر في النروج عام 1973، التي أدّى فيها تشخيص خاطئ إلى تصفية شخص بريء
على يد عملاء الموساد. أشار تونندر إلى هاتين الحادثتين كـ"تجسيد لتقليد
الإرهاب الإسرائيلي". كذلك، أشار كاتب المقال، "فقط من أجل تقديم ترتيب
تسلسلي"، إلى تقارب عبارات عناصر إسرائيلية رفيعة ضد النروج في الأشهر التي
سبقت العملية الإرهابية الفتّاكة، وعرض إدّعاء طلبت إسرائيل وفقه التأثير
من خلال بريفيك على موقف النروج في الشرق الأوسط.
أثار المقال ردود فعل لاذعة في النروج. فقد نُشر هذا الأسبوع في الصحيفة
الرائدة في الدولة، أفتن بوستن، مقالاً يطالب بإعتذار محرّري المجلة. وقد
كُتب في المقال الذي هاجم بحدّة كاتب المجلة الذي "جعل نفسه مضحكاً" من
خلال نشر النص، "المقال هو خليط من التلميحات والمزاعم لعلاقات مخفية، وهو
يثير شكوكاً حيال الكاتب كما حيال اعتبارات التحرير".. "يعتبر المقال إهانة
للمجتمع وهو مؤلّف من كومة أضاليل، حدود مفتوحة وتصريحات ضبابية تتناسب
أكثر مع مواقع تآمرية". حتى أن الصحيفة طبعت مفهوم جديد، "مؤامرة تأمّلية"
وحدّدت أنه "ليس لديها مكان في مجلة جدّية". وقد ردّ تونندر بعد ذلك على
تلك الأقوال وقال إن المقال أُخرج عن سياقه، وأنّه بنفسه متأكّد من أن
إسرائيل ليست متورطة بتاتاً وأنّ هذا الإدّعاء معروض في المقال، لكنه عرض
في المقال الإتهامات التي أثارها آخرون، وتعرّض للقرّاء قائلا "من
المحتمل أنهم غير معتادون على قراءة إدّعاءات جدلية بأسلوب تحليلي من هذا
النوع، هم معتادون أكثر على مقالات ملخّصة تشير إلى الوضع ببساطة".
"المقطع اللئيم والخطير مرفوض بالإجماع"
أطلع سفير إسرائيل في النروج، مايكل أليغل، وزارة الخارجية في القدس على
المنشورات، وأوصى بالرّد المناسب والمستنكر للأقوال في وسائل الإعلام
النرويجية. وفي إسرائيل يرحبون بردة الفعل التي أثيرت في النروج، التي عرفت
بدورها في السنوات الأخيرة عدد غير قليل من التوترات مع القدس، على خلفية
نشاط واسع لمنظمات مؤيدة للفلسطينيين الذين شجّعوا على مقاطعة إسرائيل
والانقسامات فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
إلى ذلك قال الناطق باسم وزارة الخارجية، يغآل فلمور، "المؤامرة السخيفة
التي لفّقها البروفسور أوليه تونندر كان يجب أن لا تبصر النور".. "الحقيقة
هي أن المجلة التي تزعم كونها جدّية محترمة وتنشره تزعج كثيراً وتثير
شكوكاً على اعتبارات المحرّرين". على الرغم من ذلك، أضاف فلمور، "لحسن الحظ
أن رجالاً ونساءً أصحاب نوايا حسنة وفطرة سليمة في كل أرجاء النروج قد
رفضوا بالإجماع هذا المقطع اللئيم والخطير. نحن نتشجّع من هذا الرد ونعوّل
على جهاز القضاء النرويجي بأن يكشف الحقيقة في هذه الحادثة المأساوية".