اسرائيل للعالم: يجب الحفاظ على طنطاوي..
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين وعميت كوهين"
اسرائيل تحذر الولايات المتحدة من مغبة إضعاف طنطاوي..
" في ظل التخوف العميق من اندلاع العنف من جديد، يتوجه اليوم 60
مليون صاحب حق اقتراع في مصر الى صناديق الاقتراع، لاول مرة منذ سقوط حكم
مبارك. على خلفية المعارضة الشديدة التي يثيرها رئيس المجلس العسكري
الجنرال محمد حسين طنطاوي وانطلاقا من التخوف على مكانته، نقلت وزارة
الخارجية الاسرائيلية في الآونة الاخيرة رسالة الى العواصم المركزية في
اوروبا وكذا الى واشنطن مفادها: "يجب الحفاظ على الجنرال والامتناع عن
اعمال تضعف صلاحياته وصلاحيات الجيش السلطوية".
وأطلقت أمس محافل سياسية رفيعة المستوى في اسرائيل انتقادا حادا ضد البيت
الابيض الذي دعا يوم الجمعة الجيش المصري الى نقل صلاحياته الى حكومة مدنية
في أقرب وقت ممكن. وقال مصدر سياسي كبير ان "الولايات المتحدة تكرر خطأها
من عهد الثورة الاول في مصر، حين دعت مبارك الى ترك الحكم. فالانتقال
المتسرع واجراء انتخابات حرة مبكرة جدا من شأنه ان يؤدي الى صعود الاخوان
المسلمين الى الحكم". وتعمل وزارة الخارجية الآن، ضمن امور اخرى، من خلال
السفارات الاسرائيلية في فرنسا، المانيا وبريطانيا، لنقل رسالة أساسها
الامتناع عن اتخاذ اجراءات يمكنها ان تهز المبنى السلطوي في مصر ومن شأنها
ان تؤدي الى حرب أهلية.
في ظل التوتر الذي يضع قيد الشك اجراء الانتخابات، ينطلق المصريون اليوم
الى صناديق الاقتراع. "ليس للمجلس العسكري صلاحية اجراء انتخابات"، هتف أمس
آلاف المتظاهرين في الاسكندرية. وأوضح طنطاوي بأن الجيش لن يسمح بتشويش
الانتخابات والتقى بممثلي الحركات السياسية لايجاد السبل لتهدئة الخواطر.
وذلك بعد ان أعرب المتظاهرون في ميدان التحرير عن عدم الثقة برئيس الوزراء
الجديد، كمال الجنزوري، ودعوا الى استبداله.
السياسة المركزية لوزارة الخارجية، كما يتضح من مداولات داخلية في أعلى
المستويات في الوزارة، هي الامتناع عن ممارسة الضغوط على الجيش المصري لنقل
الصلاحيات الى حكم مدني ليس في اجراء مرتب ومتدرج. كما يتضح من المداولات
والرسائل بأنه يجب حماية مصر من مغبة الفوضى السلطوية التي من شأنها ان
تؤدي الى حرب أهلية قد تصل آثارها الى الدول الاوروبية.
تأجيل هدم جسر المغاربة في القدس في أعقاب رسالة مصرية
في اطار هذه السياسة، قررت اسرائيل الامتناع عن خطوة من شأنها ان تشعل
النار في الشرق الاوسط هذا الاسبوع. فقد أفادت القناة التلفزيونية 2 بأن
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بلدية القدس بأن تؤجل لاسبوع هدم جسر
المغاربة الذي يربط بين حائط المبكى والحرم. وكان يفترض بالهدم ان يتم في
منتهى السبت ليلا. وحسب التقرير جاء التأجيل في أعقاب رسائل تحذير من مصر
والاردن بأن الخطوة من شأنها ان تحرف وجهة المظاهرات في ميدان التحرير
لتكون ضد اسرائيل. تحذيرات مشابهة جاءت من الحكومة الاردنية التي تخوفت من
اضطرابات تندلع في أرجاء المملكة في أعقاب الخطوة الاسرائيلية.
وبالتوازي، تنطلق محافل سياسية رفيعة المستوى في اسرائيل في انتقاد حاد على
الولايات المتحدة، منذ دعوة البيت الابيض الجيش المصري الى نقل صلاحياته
الى حكومة مدنية في أقرب وقت ممكن. وحسب مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس
فان "الولايات المتحدة تكرر خطأها من عهد الثورة الاول في مصر حين دعت
مبارك الى ترك السلطة". وحسب المصدر الكبير فان "هذا خطأ جسيم يزيد أكثر
فأكثر عدم ثقة الحلفاء العرب للولايات المتحدة في الشرق الاوسط تجاهها".
وحتى وقت أخير مضى أيدت الولايات المتحدة خطط الجيش لنقل السلطة الى منظومة
أكثر ديمقراطية، إلا ان الادارة الامريكية بدأت مؤخرا بالتشكيك بالخطة
وبصدق الجيش في نقل السلطة. لا يمكن عدم الانتباه الى الشكل المشابه الذي
عالجت به الولايات المتحدة الامر في بداية الانتفاضة في مصر ضد مبارك قبل
نحو عشرة اشهر. في حينه وقف البيت الابيض خلفه في البداية الى أن اتضح ان
المتظاهرين في النهاية سيسقطوه، بدأوا يجمعون القوة وعندها دعا البيت
الابيض مبارك الى ترك منصبه.
ليست اسرائيل وحدها قلقة من الموقف الامريكي. ففي مقابلة مع "نيويورك
تايمز" أعرب أمس مارتن اينديك، عن تخوفه من ان يكون الرئيس براك اوباما
يخاطر بمس جسيم في العلاقات بين بلاده والجيش المصري، والذي على مدى 30 سنة
شكل الواقي الأساس لمصلحة امريكية هامة في الشرق الاوسط: اتفاق السلام بين
مصر واسرائيل.
وقال اينديك، مدير السياسة الخارجية في معهد بروكينغز في واشنطن اليوم ان
"ما نفعله نحن هو أننا نقول للجيش انك اذا كنت تعتقد بأن بوسعك ان تواصل
الحفاظ على قوتك، فاننا لا نعتزم دعمك في ذلك. نحن نريد ان تعمل مصر في دور
مولدة الديمقراطية، وليس في دور الطغمة العسكرية". وحسب اينديك، فان هذه
استراتيجية خطيرة، "وذلك لأن الكاسب الأكبر من هذا هم الناس الذين ليسوا
بالضرورة يتقاسمون معنا ذات المصالح، الاسلاميين، الذين من شأنهم ألا
يكونوا ملتزمين باتفاق السلام مثل الجيش".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصندوق القومي لـ"اسرائيل" يؤخر اخلاء العائلة من سلوان..
المصدر: "هآرتس – نير حسون"
" أعلن الصندوق القومي لاسرائيل (هكيرن هكييمت) يوم الخميس عن
تأجيل اخلاء عائلة سومرين، عائلة فلسطينية من 12 نفسا، من بيتها في سلوان.
وكان يفترض بالعائلة ان تخلي اليوم حسب أمر دائرة الاجراءات، وقد زار أفراد
الشرطة البيت، تمهيدا لامكانية اضطرارهم لاخلاء العائلة بالقوة.
في الايام الاخيرة حاول الصندوق القومي طمس دوره في اخلاء عائلة سومرين.
وفي الصندوق وجهوا اصبع اتهام الى جمعية العاد التي بزعمهم هي المسؤولة عن
الدعوى لاخلاء العائلة رغم ان ليس لذلك أي سند في الوثائق القانونية. قبل
عشرة ايام نشر في "هآرتس" وجود أمر اخلاء أصدرته شركة همنوتا، شركة فرعية
عن الصندوق القومي، ضد عائلة سومرين بعد كفاح قانوني. وسبب الاخلاء هو
الادعاء بأن صاحب البيت غائب، وان المُلك أخذته الدولة على أساس قانون
أملاك الغائبين، ونُقل الى الصندوق القومي في اطار صفقة بين سلطة التطوير
(المحتفظة بأملاك الغائبين) وبين الصندوق القومي، في التسعينيات.
في أعقاب ما نشر في "هآرتس" بدأت منظمات اليسار "حاخامون من اجل حقوق
الانسان" و"التضامن مع الشيخ جراح" في حملة ضد الصندوق القومي وضد الفرع
الامريكي للصندوق JNF. في أعقاب الحملة نشر أول أمس الصندوق القومي في موقع
JNF بيانا بموجبه الصندوق على الاطلاق ليس طرفا في الصراع مع عائلة
سومرين، وأن جمعية العاد فعلت ذلك دون صلة بالصندوق القومي.
في بداية البيان يظهر توبيخ لمنظمة الحاخامين على أنها لم تكلف نفسها عناء
استيضاح التفاصيل. وجاء أنه "يمكن ان يكون لطيفا لو أنهم أجروا مكالمة
هاتفية أو عقدوا لقاء كي يتعرفوا على الحقائق". وفي السياق جاء ان الصندوق
القومي أجر المنطقة الى جمعية العاد في التسعينيات بسبب نشاطها الأثري في
المنطقة. وأضاف البيان بأن "ليس للصندوق القومي أي حقوق، سيطرة أو مسؤولية
على ما يجري".
غير ان هذه الامور لا تستوي، أقل ما يمكن ان يقال، مع عدد لا حصر له من
الوثائق القانونية التي تراكمت مع السنين في قضية عائلة سومرين. الجهة التي
رفعت الدعوى لاخلاء العائلة وكذا الموقعة على أمر التنفيذ في دائرة
الاجراءات هي شركة همنوتا، التي توجد تحت السيطرة الكاملة للصندوق القومي
وعنوانها هو عنوان مكاتب الصندوق القومي. وفضلا عن ذلك، فان الكفاح
القانوني لاخلاء عائلة سومرين استمر منذ عشرين سنة، في اثنائها جرت مداولات
في القضية في اربع هيئات مختلفة في محاكم الصلح، المركزية والعليا. وكانت
همنوتا هي الطرف المدعي المطالب باخلاء العائلة في كل هذه المداولات. جمعية
العاد لم تظهر على الاطلاق كطرف في المداولات القانونية. وحسب المحامي
محمد دحلة، الذي يمثل عائلة سومرين فان كلمة "العاد" لا تُذكر على الاطلاق
في أي من الوثائق القانونية في الملف.
في رسالة رد للحاخامين من اجل حقوق الانسان على رسالة الصندوق القومي كُتب
ان هناك امكانيتان: "إما ان يكون الصندوق القومي يشوه الحقائق أو ان يكون
الصندوق القومي يعمل كوكيل لجمعية العاد. ونحن قلقون من كلتي الامكانيتين".
وعقبت اوساط الصندوق القومي على ذلك بالقول: "في اثناء 2006 وبعد كفاح
قانوني، قضت المحكمة بأن على عائلة سومرين ان تخلي المُلك في حي سلوان.
العائلة ترفض تنفيذ أحد قرارات المحكمة وتُفشل على مدى السنين محاولات
اجراء حوار جدي ومسؤول لحل القضية. وانطلاقا من الحساسية والمسؤولية من
الشركة، تقرر ألا يتم الاخلاء في هذه اللحظة وبالتالي تعطى فرصة اضافية
للحوار الذي اذا ما فشل، فستجري الشركة حديثا مع سلطات القانون لتنفيذ قرار
المحكمة".
أما من جمعية العاد فلم يأت تعقيب على الامر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خيار مصر
المصدر: "هآرتس"
" الجولة الاولى من الانتخابات للبرلمان المصري، والتي تبدأ
اليوم، هي المنتج الديمقراطي الاول للثورة. وبصفتها هذه، فانها تضع تحديا
تاريخيا أمام الجمهور المصري، الذي تربى على مدى عشرات السنين على رؤية
الانتخابات كذخر سلطوي وليس كسوط جماهيري أو وسيلة لبناء النظام كما يشاء.
مواطنو مصر لا يحتاجون الى درس في الديمقراطية او في القيم الليبرالية.
فمصر قبل ثورة الضباط، التي اوقعت عليها سلسلة من الدكتاتوريين عرفت ما هو
الخطاب الجماهيري الواسع، ما هي القيم الليبرالية، ومفكروها عرفوا كيف
يديرون كفاحات قيمية وليس فقط سياسية. ثورة 2011 تعتمد على هذا الوعي
التاريخي، الذي يستمد الان قوته من الاعتراف بقوة الجمهور وبواجب اخضاع
الحكم، كل حكم الى هذه الارادة. المواطنون المصريون جديرون بالتحية
والتمنيات بنجاحهم هذا، وبكل مساعدة لشق طريقهم نحو دولة ديمقراطية تصمم
حسب ارادة مواطنيها.
هذا التحول الهائل يثير بطبيعة الحال مخاوف شديدة ايضا. فهل انتخاب لحكم
سيمر بهدوء حتى انتخاب الرئيس في حزيران؟ هل الهزيمة التي ستتكبدها حركات
عديدة في الانتخابات لن تثير صراعات عنيفة؟ كيف سينجح النظام الجديد في
بلورة خطة اقتصادية تلبي الاحتياجات العاجلة لمصر وتمنع عنها الانهيار قبل
أن تبدأ طريقها الجديد، وماذا ستكون السياسة الخارجية للنظام الجديد؟
هذه مخاوف مشروعة، ولكن من السابق لاوانه ومن الزائد الحديث في عرض
التهديدات ومظاهر الرعب. في اسرائيل، وفي أماكن اخرى، نشأ قلق من الاخوان
المسلمين، ولكن ليس غنيا عن البيان القول ان حركات اليسار العلمانية
المصرية ترى في اسرائيل دولة احتلال ايضا. الموقف من اسرائيل ليس منوطا
بالضرورة بالفهم الديني بل بفهم الظلم الذي تحيقه اسرائيل بالمحتلين.
سيكون هذا، بالتالي، مثابة ذر الرماد في العيون ان نعزو للاخوان المسلمين
او الاسلام بشكل عام التغيير في الموقف من اسرائيل. على اسرائيل أن تعترف
في ان الواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة يتغير، ومن الافضل ان تدرس كيف
تكيف سياستها مع التغيير بدلا من التذمر من مجرد التغيير".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن يبحثوا عن حرب
المصدر: "يديعوت أحرونوت – غيورا آيلاند"
" ان الأحداث الاخيرة في مصر تزيد القلق في اسرائيل وبحق. فمصر
تدخل فترة عدم يقين ستؤثر فينا ايضا – غير ان الأخطار ليست كبيرة جدا كما
يتنبأ بعض الساسة وبعض المحللين.
يمكن أن نُقسم الأخطار الى قسمين: الاول خطر تكتيكي عملياتي والثاني استراتيجي.
الخطر التكتيكي عال ومباشر. وهو ينبع من حقيقة ان سيناء أصبحت منطقة غير
محكومة بالكلية. والفراغ يجتذب اليه عناصر كثيرة معادية لاسرائيل من مخربين
فلسطينيين من غزة الى عناصر القاعدة المختلفة. وقد رأينا النتيجة في
العملية شمالي ايلات، ومن المؤكد ان نرى بعد محاولات مشابهة في السنين
القريبة. وهذا التهديد يقتضي استعدادا استخباريا معززا واستعدادا عسكريا
معززا وتعجيل بناء جدار الامن ايضا.
لست أستخف بالخطر الذي يزداد ولا بكلفة الرد الواجب، بيد ان التهديدات
الارهابية على طول هذه الحدود أو تلك ليست شيئا حرجا جدا. لكن التهديد
الاستراتيجي في المقابل بتحول مصر الى دولة عدو بل خطر المواجهة العسكرية،
أمر احتماله ضئيل وتحققه ايضا اذا وقع أصلا، بعيد.
حتى لو حدث في مصر التغير الاسوأ – وهو حكم الاخوان المسلمين – فمن الواضح
ان هذا النظام سيريد الامتناع عن مواجهة عسكرية مع اسرائيل لاربعة اسباب:
الاول، ان الواقع السياسي في مصر سيوجب على كل سلطة ان تحصر عنايتها قبل كل
شيء في جعل الوضع الداخلي مستقرا. ومن المنطقي ان يصدر عن هذه السلطة
تصريحات كثيرة معادية لاسرائيل لكن ليس من المحتمل ان تحاول ترجمة هذا الى
افعال.
والثاني ان التحدي الرئيس لكل نظام مصري هو التحدي الاقتصادي. فوضع مصر
مختلف عن وضع دول كعراق صدام حسين أو ليبيا أو ايران التي كانت تستطيع ان
تعتمد على الايرادات الضخمة من النفط. وجعل الوضع الاقتصادي مستقرا يوجب
الاستمرار في الاعتماد على اربعة مصادر: السياحة وحركة السفن في قناة
السويس وبيع الجارات الغاز واستثمارات الغرب. وهذه الاربعة كلها ستتضرر
تضررا شديدا اذا نشأ توتر عسكري مع اسرائيل، وكل حاكم في المستقبل يعلم هذا
جيدا.
والثالث ان مصر متعلقة – اقتصاديا وعسكريا ايضا – بمساعدة امريكية. والمواجهة مع اسرائيل ستفضي الى وقف هذه المساعدة الحيوية.
والرابع انه بعد انسحاب اسرائيل "حتى آخر حبة رمل" من ارض مصر، لا يوجد سبب
حقيقي للمواجهة. ويوجد حد لما ستكون سلطة مصرية في المستقبل مستعدة
للتضحية به لمساعدة الفلسطينيين أو حزب الله.
يمكن ان يثار ازاء هذا التفسير في ظاهر الامر زعم ان النظام الجديد سيريد –
مثل عبد الناصر في حينه – ان يقود الى مواجهة مع اسرائيل ليحظى مرة اخرى
بمكانة رائدة في العالم العربي. لكن هذا الزعم أكل الدهر عليه وشرب.
فالعالم العربي منقسم جدا وضعف مصر الاستراتيجي كبير جدا بحيث ان هذا ليس
خطرا حقيقيا.
لست أدعي ان المنعة ستدوم الى الأبد، لكن يمكن ان نُقدر أنه في أمد السنين
القريبة سنضطر الى ان نبذل الكثير لنتقي تهديد الارهاب التكتيكي على طول
الحدود، لا حربا مع جارتنا في الجنوب. واذا كانت الحكومة تُقدر الوضع بصورة
مختلفة فسيجب عليها ان تزيد كثيرا ميزانية الامن بأكثر من ثلاثة مليارات
شاقل تريد اقتطاعها. سيُحتاج الى ميزانيات كبيرة لزيادة القوة القتالية
للجيش الاسرائيلي في البحر والجو والبر واستثمار مليارات ايضا في زيادة
مقادير الاحتياط.
هل هذا ضروري في تقدير شامل؟ أرى ان جواب هذا لا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الناخب
المصدر: "معاريف ـ ايلي أفيدار"
" سيخرج هذا الصباح المواطنون المصريون للتصويت في انتخابات
ديمقراطية تاريخية للبرلمان. وتتنبأ التوقعات التعزز الشديد لقوة الاخوان
المسلمين ربما لدرجة صعودهم الى الحكم. مخاوف في هذا الموضوع تجد تعبيرها
في العناوين الرئيسة للصحف في اسرائيل وتولد رؤى أخروية ستصبح أكثر انتشارا
بعد نشر نتائج الانتخابات. ما يجري في مصر يترجم في عيون اسرائيلية كتهديد
استراتيجي، وهذا يؤدي الى أجواء جماهيرية هستيرية. في الايام الاخيرة شوهد
الاخوان المسلمون في التلفزيون وهم يكتبون رسائل تهديد بالعبرية الركيكة،
بل وبثت صورة غريب أطوار ملتحٍ يتوعد بحرب مقدسة ضد الصهاينة. مستوى الضغط
يرتفع، مع ارفاق أنباء عن تعزيز القوى الاسلامية في تونس وفي المغرب، مما
يدفع منتخبي الجمهور والمسؤولين على انواعهم الى التنافس الواحد مع الاخر
في نبوءات الغضب: واحد يتوقع ثورة اسلامية في مصر، والاخر يقرر بان على
اسرائيل أن تستعد لحرب في الجبهة الجنوبية.
هذه ظاهرة معروفة. تغييرات ذات مغزى في المحيط الذي اعتدنا عليه تفسر
كتهديد على الاستقرار، وهذا يعتبر كخطر وجودي. رد الفعل الغريزي الفوري هو
الاستعداد لما هو اسوأ. غير أنه في تحديد الاستراتيجية السياسية فان
الاعتبارات الواعية والقراءة السليمة للواقع يجب أن تقبع في أساس عملية
اتخاذ القرار، وليست الأحاسيس الباطنية. فمصر، حتى تحت سيطرة الاخوان
المسلمين، لا يمكنها ان تهدد اسرائيل استراتيجيا. بوسعها أن تؤثر على وتيرة
تدفق الوسائل القتالية الى غزة والتحكم بشكل غير مباشر بمستوى الارهاب،
ولكن ليس أكثر من ذلك. ليس لمصر مصلحة أو قدرة على الدخول في حرب مع
اسرائيل. كل من يصعد الى الحكم في أعقاب الانتخابات اليوم يعرف جيدا بان
ليس لبلاده احتمالا للانتصار في مصر هذه المواجهة.
وفضلا عن ذلك، فان صعود محافل لا تروق للغرب هو نذر شر لاقتصاد الدول
الغربية. فالتصنيف الائتماني العالي لا يعطى لدول تسيطر فيها حكومات تسعى
الى اعادة خطوة الحياة الى القرن التاسع للميلاد. لجان الاستثمار في
المؤسسات الاقتصادية العالمية لا تسارع الى المخاطر بأموال مستثمريها في
خدمة حكام معنيون بتصدير الثورة الاسلامية. رجال الاعمال في تلك الدول
يميلون الى توجيه أملاكهم وأموالهم الى الاماكن التي يسود فيها القانون
الحديث والمنطق الاقتصادي. لقد كانت مصر في وضع صعب منذ عهد مبارك، ومنذ
سقوطه تدهور الاقتصاد فقط. عملية اعادة البناء، التي كان يفترض أن تستغرق
15 سنة، ستستغرق ثلاثة عقود، في افضل الاحوال، تحت حكم اسلامي متطرف.
الاستراتيجية الفهيمة تنطوي على انه حتى في حالة صعود الاخوان المسلمين الى
الحكم، فان التأثير علينا سيكون هامشيا. على اسرائيل أن تحترم كل اختيار
ديمقراطي للشعب المصري، بل وأن تعلن عن ذلك على الملأ. ينبغي أن نكون يقظين
وان نعزز المنظومة الامنية على طول الحدود المصرية، ولكن يجب الامتناع عن
الانجراف نحو دوامة التصريحات الخطيرة. مصر، مثل دول عربية اخرى، من شأنها
أن تغرق في السنوات القريبة القادمة في نقاش داخلي. الغالبية الساحقة من
مواطنيها سيعنون بمستقبل بلادهم وبمصاعبهم اليومية. علينا ان نمتنع عن صرف
الخطاب السياسي الى اتجاهنا.
ساعة مصر بعد مبارك تحل اليوم. هل ستكون هذه بلاد الاخوان المسلمين أم
بالذات بلاد وائل غنايم، رجل غوغل الذي اشعل الاضطرابات؟ الشعب المصري
يائس، وعن حق. فلم تنهض له زعامة قادرة على ان توجد الفصائل المختلفة وتسير
بمصر الى الامام. مشكوك ان تجلب هذه الانتخابات الحالية ايضا البشرى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدلة طنطاوي
المصدر: "يديعوت أحرونوت – سمدار بيري"
" لا أحد عندنا يعرف حقا ماذا يريد محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس
العسكري الاعلى الذي احتل مكان حسني مبارك. هل يسير الرجل حسب خطة عمل
مرتبة أم أنه ارتكب سلسلة أخطاء ادارية؟ فبعد كل شيء، هو الذي سحب الرئيس
من القصر وبعث به الى القسم المغلق في المستشفى. كما أن المشير تعهد لمئات
الاف الشباب في ميدان التحرير بان "الجيش معكم"، ووعد ببناء مؤسسات دولة
سليمة وقال انه سيسير بمصر نحو أفق يوم جديد.
ولكن عشرة الاشهر التي مرت منذ تغيير الحكم تؤدي الى استنتاج بشع: هذا ليس
ربيعا، ولا ثورة. الحد الاقصى الذي يبدي الجيش استعداده لعرضه لا يلبي
الحد الادنى الذي يطالب به المتظاهرون: حالة الطواريء لم تلغى، المجرمون
يتجولون أحرارا، اعمال الخطف لغرض الابتزاز باتت عادة سائدة، قوات الامن
تواصل التصرف بالضبط مثلما في عهد مبارك – يلاحقون، يتنصتون، يعتقلون،
يحققون بعنف، يهددون، يهينون. وبالمقابل، الاقتصاد ينهار، لا ذكر
للمستثمرين، السياح الذين أصروا على العودة فزعوا وهربوا، مصر تبدو ضائعة.
اليوم، اذا لم تقع مفاجأة دراماتيكية سيتوجه عشرات ملايين المصريين للتصويت
الى البرلمان. بعد ذلك سيأتي دستور جديد، وبعده ستجرى انتخابات للرئيس. في
الفوضى الكبيرة لا سبيل للتنبؤ من سيدير الدولة العربية الاكبر.
حسب أوراق اجهزة الاستخبارات الغربية، فان الحركة الاسلامية ستحصل على 30
في المائة "فقط". وحسب المخاوف عندنا، التي تعاظمت بالطبع مع تعزز
الاسلاميين اول أمس في المغرب أيضا، فان الحركات الدينية من شأنها أن تحتل
البرلمان مع نصف المقاعد. فهم الجهة المرتبة، لديهم التمويل، كما أنهم
حرصوا على عدم إثارة غضب أعضاء المجلس العسكري.
صورة واحدة، في ذروة حر الصيف، التقطت المشير طنطاوي في بدلة مدنية يسير
باستمتاع وكأنه بالصدفة في أحد شوارع القاهرة. متمهل، مبتسم، بدون حراس
شخصيين يصافح المواطنين المتفاجئين، مثلما في حملة انتخابية. في هذه اللحظة
بالذات التي برزت فيها بوادر المواجهة مع شباب التحرير: البدلة الغامقة
للمشير رمزت الى الصحوة من الحلم – إما أن يكون الجيش يتآمر لابقاء
المفاتيح في يديه أم أن الحركات الاسلامية نجحت في سرقة الثورة. الى أين
اختفى نجم غوغل وائل غنيم؟ من أصدر الأوامر بفتح النار وقتل المتظاهرين في
الميدان؟ لماذا انقض الجيش على الشباب بدلا من فرض النظام في المساجد؟
الاعتقال العاجل لمنى التهاوي، في نهاية الاسبوع، يشغل البال. فقد ولدت في
مصر، تربت خلف الخمار في السعودية، تراكضت كصحفية بين القاهرة، القدس ورام
الله، الى ان هبطت في نيويورك. هنا تحولت الى صنم عبادة للحركات النسوية
العربية، تجرى معها المقابلات كنجمة في البرامج التلفزيونية الاهم، تدعى
بانتظام للمؤتمرات الدولية، ترفع علم الجيل الشاب. ثمة للتهاوي مدونة حيوية
تحظى بالاف الزوار في كل يوم، والاف المعجبين الذين سحروا بجسارتها
وبلسانها اللاذع.
قوات الامن امتشقت التهاوي من جمهور كبير من المتظاهرين في القاهرة،
وأرسلتها الى المعتقل. وتمكنت من الاطلالة في التويتر بانها الضرب وكان
يخيل أنهم اوشكوا على تصفية الحساب معها. ولحظها يوجد لها جواز سفر أمريكي،
وبعد تدخل كتوم قرر قادة المجلس العسكري بان الضجيج من شأنه على يشوش
عليهم خططهم. هذه ليست حالة ايلان غرابل: فالتهاوي لم يتجرأوا على اتهامها
بانها عميلة موساد.
مع 6 الاف مرشح يتنافسون على 498 مقعدا في البرلمان نحن نغرق في السؤال
الخالد: ديمقراطية أم مساجد؟ صحيح، المجلس العسكري لا يترك، ولكن طريقة
سلوك طنطاوي وأجهزة الامن تمزق الاعصاب. حتى عندما يعلنون مجددا بان ليس في
نيتهم الغاء اتفاق السلام، من الصعب الهدوء. اذا لم تكن هناك نية للالغاء،
فلماذا تكرار الوعد؟
السلام فرغ من مضمونه، ليس لنا ممثلية في القاهرة، انبوب الغاز يتفجر،
سيناء خطيرة. محبط أنه لا يوجد (تقريبا) ما يمكن عمله. الانتظار فقط، بدون
اوهام، الى أن يصعد الرئيس القادم" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل تتابع بقلق
المصدر: "هآرتس ـ آفي يسسخروف وعاموس هرئيل"
" يتوقع ان تنتهي الانتخابات لمجلس الشعب المصري التي ستبدأ
اليوم، مثل سائر المعارك الانتخابية التي تمت في الشرق الاوسط في عهد
"الربيع العربي"، يتوقع ان تنتهي الى فوز حزب اسلامي. ان موجة الثورات التي
سيكون قد انقضى سنة عليها في منتصف كانون الاول، تجلب على آثارها في هذه
الاثناء موجة نجاحات سياسية للاحزاب الاسلامي: "العدل والتنمية" في المغرب،
وحزب "النهضة" التونسي، والآن "الحرية والعدالة" وهو حزب "الاخوان
المسلمين". يتوقع ان يصبح الحزب الأكبر في المجلسين النيابيين المصريين
حينما ينتهي آخر الامر التصويت المعقد بصورة مخيفة في شهر آذار.
كُتب غير قليل من كلام المدح الحماسي في العالم العربي، وفي الغرب ايضا في
البداية على الأقل، في فضل الربيع العربي. فقد تم استقبال التخلص من سلطان
المستبدين والطموح الى الديمقراطية ومساواة الحقوق بتأثر في العواصم
العربية وفي غرب اوروبا ايضا. لكن ينبغي ان نعترف بأن البديل المتقدم
المتبلور وهو الاسلام السياسي لا يبدو واعدا كثيرا ولا سيما بعيون
اسرائيلية.
ليس الحديث عن حركات سياسية متشابهة. فحزب "العدل والتنمية" في المغرب
يُذكرنا بالحزب الحاكم في تركيا أكثر مما يُذكرنا بالاخوان المسلمين في مصر
أو بحماس في غزة. وحزب الاخوان المسلمين المصري ايضا ليس حزب متطرفين
متدينين سيعلنون حربا لا هوادة فيها على الغرب أو يُعرضون أنفسهم للخطر
فورا بالغاء اتفاق السلام مع اسرائيل. لكن نظرة الى صورة محاولة نشطاء
"الاخوان" تجنيد الجموع في يوم الجمعة الاخير في القاهرة للتحريض على
اسرائيل ("الصهاينة يريدون هدم الحرم الشريف") تعطي سببا للقلق من الصورة
التي ستكون عليها في المستقبل علاقات الدولتين.
لا يتوقع لحزب "الحرية والعدالة" أكثرية مطلقة في المجلسين النيابيين. فقد
أعلن الحزب سلفا أنه لن ينافس في أكثر من 49 في المائة من مقاعد "مجلس
الشعب"، وهو المجلس الأدنى وعدد اعضائه 508 و"مجلس الشورى" وهو المجلس
الأعلى وعدد اعضائه 264. وهو يستطيع ان يتحد مع حزب كحزب "النور" المؤلف من
نشطاء اسلاميين متطرفين كالسلفيين ومع مرشحين مستقلين كثيرين يعتبرون من
التيار الاسلامي وأن يؤلف بذلك كتلة كبيرة تنجح في اجازة دستور بروح
الشريعة الاسلامية. لكن احتمالات ان يساعد الاخوان المسلمون على اجراء كهذا
لا تبدو مرتفعة الآن، فلا يوجد حب كبير بينهم وبين التيارات السلفية وربما
يفضل "الاخوان" ان يعقدوا حلفا سياسيا مع حزب علماني خاصة. ان الجولة
الانتخابية للمجلس الأدنى التي ستبدأ اليوم هي الاولى بين ثلاث. وفي كل
جولة تُجرى الانتخابات في تسع محافظات واليوم يتوقع ان يكون التصويت في
محافظات كبيرة ومهمة منها القاهرة والاسكندرية والأقصر. وستمنحنا نتائج
التصويت فهما أوليا لنتيجة العملية كلها التي ستنتهي في آذار القريب
بالانتخابات للمجلس الأعلى.
ينبغي ان نذكر انه حتى لو أصبح "الاخوان" هم الحزب الأكبر في مجلس الشعب،
بل لو نجحوا في تكوين كتلة تكون الأكثرية، فليس معنى هذا أنهم يستطيعون
الغاء اتفاقات السلام مع اسرائيل. فسيكون الرئيس الذي سينتخب لمنصبه بعد
سبعة اشهر فقط هو المسؤول عن سياسة الخارجية والامن. لكن بحسب الدستور
المصري الموجود (الذي يتوقع ان يتغير بعد انتخابات مجلس الشعب) يملك النواب
المنتخبون امكانية ان يقترعوا على عزل رئيس يتولى عمله. كانت هذه في
الماضي صلاحية نظرية فقط لأن الأكثرية في مجلس الشعب المصري كانت من الحزب
الحاكم لحسني مبارك ("الحزب الوطني الديمقراطي"). وفي مصر اليوم، بعد
الربيع العربي وفي مستهل الشتاء الاسلامي، يبدو هذا السيناريو ممكنا بيقين
ولا سيما اذا انتُخب شخص علماني لمنصب الرئيس. ومن هنا سيصعب على كل رئيس
منتخب ان يُدير سياسة تعتبر مهادنة جدا لاسرائيل والغرب.
وعلى هذا فليس عجيبا ان تتابع اسرائيل بقلق يزداد التطورات في القاهرة.
فاذا كان سقوط نظام الاسد القريب في سوريا يحظى برغم المخاوف، بأصداء
ايجابية في القدس، فان النظرة لمصر تختلف تمام الاختلاف. فاسرائيل تسير على
أطراف أصابعها حينما يكون الحديث عن مصر، وهذا هو السبب الذي جعلها تستجيب
لتحذيرات مصرية واردنية وأجلت في آخر لحظة خطة هدم جسر المغاربة في القدس.
وعلى العموم فان النظرة المتشائمة في اسرائيل الى التحولات في مصر تبدو
بعد مرور سنة تقريبا، توجها أكثر واقعية لما يحدث هناك من الردود الأولية
في الغرب.
على هذه الخلفية يصعب ان نفهم الحكم الجازم لوزير المالية يوفال شتاينيتس
في الاسبوع الماضي الذي قال ان الربيع العربي يمنح قاعدة صلبة للتقليص من
ميزانية الامن. ان الخطر الفوري لحرب على حدود سوريا أو مصر قد قل، لكن زاد
في المقابل خطر عدم استقرار على الحدود – ويجب على الجيش الاسرائيلي الآن
ان يُعد نفسه لعدد أكبر كثيرا من السيناريوهات المقلقة. ان مصير ميزانية
الامن يقتضي تباحثا عميقا لا ارتجالا عاطفيا من وزراء سيغيبون عن الصورة
بعد الاخفاق الامني التالي حينما يُثار سؤال لماذا لم تستعد له اسرائيل كما
ينبغي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو فاز واسرائيل خسرت
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"
" لو أن بنيامين نتنياهو خدم قبل مئتي سنة في جيش فرنسا لكانت له
حياة مهنية مجيدة، فقد كان نابليون بونابرت الذي فضل جنرالات محظوظين على
ضباط أذكياء وأخيار ومخلصين، كان سيلاحظ بسهولة ان بيبي له حظ في الحياة.
في ولايته الثانية في رئاسة الحكومة، تثير "المسيرة السلمية" اهتمام
"العالم" أقل مما يثير الثلج الذي تأخر وصوله الى باريس هذا العام، اهتمام
الفرنسيين. والمشكلات الاقتصادية في الولايات المتحدة التي تهدد المستقبل
السياسي لبراك اوباما جعلت الرئيس كلب بوديل لنتنياهو. وازمة اليورو التي
تهدد بنقض عُرى اوروبا جعلت الاتحاد الاوروبي نمرا من ورق أخذ يفقد قيمته.
أثار انتخاب اوباما رئيسا في مكاتب الاتحاد في بروكسل أمل أنه سيكون من
الممكن صوغ سياسة امريكية – اوروبية موحدة في الشرق الاوسط عامة وفي النظر
للصراع الاسرائيلي العربي خاصة. والمحاولة الفلسطينية لنقل المواجهة مع
اسرائيل الى منظمات دولية بيّنت الاختلاف بين الولايات المتحدة وسائر اعضاء
الرباعية. وكشفت في نفس الوقت عن الفروق في سياسة اعضاء مركزيات في
الاتحاد بشأن حل الصراع.
اذا كانت الانتخابات القريبة في الولايات المتحدة قد ضمنت لنتنياهو سنة
هادئة في الساحة الامريكية، فان الزعزعات التي تُلم بالاتحاد تبشر بهدوء في
القناة الاوروبية. فعندهم ما يكفي من الاختلافات في الرأي في المجال
الاقتصادي حتى دون النشاط الفلسطيني في الامم المتحدة واليونسكو الذي يجعل
الاختلافات في المجال السياسي تطفو على السطح.
ان الانتخابات القريبة في فرنسا تبشر حكومة اسرائيل بشتاء هاديء في باريس،
وهي العاصمة الاوروبية الأنشط في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وقد سارع
الرئيس نيكولا ساركوزي الى استدعاء نشطاء الجماعة اليهودية ليوضح لهم ان
صفة "كاذب" التي ألصقها بنتنياهو على مسامع اوباما "أُخرجت من سياقها".
وأدركوا في قسم الشرق الاوسط من وزارة الخارجية الفرنسية ان ليس هذا هو وقت
إغضاب "اصدقاء اسرائيل". وهم قلقون الآن أصلا من المذبحة في سوريا
والاضطرابات في مصر. وقال لي موظف رفيع المستوى في القسم انه اذا لم يحدث
تغيير في مصر فانه ستنفد في غضون بضعة ايام احتياطيات القمح والأرز
واحتياطي العملة الاجنبية ايضا.
مر أكثر من شهرين منذ أصدرت الرباعية الدولية في نيويورك مخططها الدوري
لتجديد التفاوض المباشر بين اسرائيل والفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين لم تفشل
الرباعية فقط في جهودها للتقريب بين الطرفين؛ بل استعملت حكومة اسرائيل ضم
السلطة الى اليونسكو والاتصالات بحماس ذريعة لمنع اموال الضرائب عن السلطة
التي تستحقها ولتعلن انشاء 2000 وحدة سكنية في الضفة وفي شرقي القدس. وكيف
ردت على هذا فرنسا التي هي الظهير "الأيسر" في الاتحاد الاوروبي؟. "من غير
انتباه الى أننا غيرنا السياسة في شأن المستوطنات"، قال المسؤول الفرنسي
الرفيع المستوى، "نحن نندد بدل التعبير عن الأسف". تحول حقا!. هذا الى أنهم
حولوا الى السلطة الفلسطينية 20 مليون دولار هبة خاصة. وهذا ترتيب رائع:
فنتنياهو يصادر للفلسطينيين اموالهم، والاوروبيون يهبون لهم هبات طواريء.
قالت كاترين آشتون، المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في
زيارتها الاخيرة للقدس، لنتنياهو ان التقدم نحو حل الصراع الاسرائيلي
الفلسطيني سيقوي الجهات البراغماتية في مصر. ووعدت آشتون بأن تمهيد طريق مع
الفلسطينيين سيساعد على عزل ايران وتجنيد تأييد دولي لتشديد العقوبات
عليها. وأجاب رئيس الحكومة بأنه يفضل ان ينتظر الى غد الانتخابات في مصر.
فمع كل أهمية البرنامج الذري الايراني، لديه خطة للوصول بسلام الى
الانتخابات القادمة. وعرض خرائط انسحاب بل تجميد المستوطنات ونقض البؤر
الاستيطانية لا تشتمل عليها هذه الخطة.
هزم نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الولايات المتحدة ورئيس
فرنسا وكل رفاقه في الاتحاد الاوروبي ايضا. وهزم نتنياهو حزب العمل واليسار
الاسرائيلي (وكديما يهزم نفسه). نتنياهو يفوز واسرائيل تخسر. انها تخسر
الأمل في السلام والاحتمال الذي ربما يكون الأخير للحفاظ على صبغتها
اليهودية والديمقراطية، وكما قال نابليون: "اللحظة الأخطر تأتي مع النصر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدم استقرار في مصر: مستقبل غائم
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ عوديد تيره"
" ما يزال من السابق لأوانه ان نُقدر الى أين تتجه مصر، لكن من
المؤكد أنه يمكن أن نُقدر اتجاهات محتملة. وقد أصبح شيء واحد مؤكدا وهو ان
الربيع العربي يأتي معه في الأساس بمطر عداوة لاسرائيل وبتطورات استراتيجية
سلبية جدا.
في نهاية السبعينيات خرجت مصر من دائرة القتال مع اسرائيل بعد ان كانت عدوا
خطيرة. ومع السنين طرأ تحول ايجابي على العلاقات بين الدولتين ونشأت في
واقع الامر شراكة استراتيجية. واليوم، عشية الانتخابات في مصر، لا نستطيع
ان نعلم ماذا ستكون مكانة الحركات الاسلامية، لكن من المؤكد انها ستقوى؛
وليس واضحا هل سيمنع المال السعودي والسلاح الامريكي انزلاق السياسة
المصرية وهل ستبقى مصر أصلا لاعبة اقليمية نشيطة كما كانت في عهد مبارك أم
تنطوي على نفسها الى ان تحل مشكلاتها الداخلية.
بالنسبة إلينا نشأ وضع عدم يقين في صعيدين: الاول يتعلق بالحفاظ، في مستقبل
أبعد على الاطار الرسمي لاتفاق السلام. والصعيد الثاني ذو تأثيرات مباشرة
وهو ماذا سيحدث في كل ما يتعلق بالشراكة الاستراتيجية بين الدولتين. ان
المشكلة هي انه على أثر تنحية مبارك قويت قدرة جهات من طرف ثالث على تحدي
علاقة اسرائيل بمصر. والقصد الى تحديات من جهة حماس وحزب الله اللذين
سيحاولان إحداث احتكاك بين اسرائيل ومصر على الحدود الجنوبية. وعلى ذلك
تحتاج اسرائيل الى حذر زائد في كل ما يتعلق بمقدار الرد على هاتين
المنظمتين بسبب التأثير الذي سيكون للرد في العلاقات مع مصر.
غدا أمر واحد واضحا وهو ان العلاقات الطيبة مع مصر، لنا وللولايات المتحدة،
متعلقة بقدرة الجيش على البقاء في الحكم. ان قادة الجيش المصري هم جزء مهم
من الطبقة الوسطى المصرية ويتمتع الجنود بحياة رخيّة شيئا ما لأن الجيش
يلبي الحد الأدنى من حاجاتهم. ولا يمكن ان نقول هذا عن الجماهير المصرية في
القرى ومناطق الضائقة في المدن.
لهذا من المحتمل ان يحافظ الجيش على مكانته في الأمد القصير على الأقل وله
مصلحة في فعل هذا. وهناك سيناريو لا يقل احتمالا هو ان يرفض الجنود اصابة
المتظاهرين من بين الاخوان المسلمين حتى لو كانوا خطيرين على السلطة، ومن
هنا تقصر الطريق الى انتقاض العُرى. فاذا خسر الجيش قوته فستدخل مصر فترة
عدم وضوح وعدم حاكمية ويتدهور الوضع الاقتصادي فيها ويفضي ذلك الى توجيه
الغضب على اسرائيل ووقف الشراكة بين الدولتين.
لا شك في ان تصور اوباما العام الذي أيد حركة التحرر قد انهار. فأفضل لنا وأفضل للغرب ان يتم الحفاظ على نظم الحكم القائمة.
لكن حتى في وضع تغير النظام في مصر فاننا لن نتعرض لتهديد عسكري مباشر لأن
الجيش المصري سيضعف كثيرا، لكن يجب علينا ان نستعد لأمر أننا لن نستطيع بعد
ان نفترض ان الحدود المصرية هي حدود سلام".