عناوين الصحف العبرية ليوم الاحد 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ الداد باك يبلغ من مصر: "تل ابيب، حان يوم الدين".
ـ صحفية فرنسية: "اغتُصبت في ميدان التحرير".
ـ ميدان الخوف.
ـ الجامعة العربية تعاقب الاسد.
ـ نتنياهو ضد قانون تقييد الالتماسات الى محكمة العدل العليا.
ـ ملف حريق الكرمل، الأهالي: "أحد ما يجب ان يتحمل النتائج".
صحيفة "معاريف":
ـ التخوف: العنف سيؤدي الى الغاء يوم الانتخابات.
ـ الخط الاحمر لمريدور.
ـ مهمة العمر لمؤسسة البحث الفضائي ناسا: اطلاق مركبة الى المريخ.
ـ انتصار للحزب الاسلامي في الانتخابات في المغرب.
ـ في ظل الفوضى: مصر تتوجه الى الانتخابات.
ـ الجامعة العربية تُقر عقوبات على دمشق.
ـ سكان بؤرة ميغرون الاستيطانية يعولون على ليبرمان.
صحيفة "هآرتس":
ـ الاخوان المسلمون: نحن في الطريق الى انتصار تاريخي في الانتخابات غدا.
ـ نتنياهو ضد مشروع القانون لتقييد الالتماسات الى المحكمة العليا.
ـ تحقيق لـ "هآرتس": اهمال مستمر من الدولة في معالجة نفايات البناء.
ـ الجامعة العربية تبلور سلسلة عقوبات ضد سوريا.
ـ كفاح الحكومة ضد السمنة: حسم ضريبي على الخضار في الوزارة.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ شتاء اسلامي.
ـ عندما يقول الميدان لا.
ـ مرة اخرى صحافيات يجتزن تنكيلات في الميدان.
ـ يقاطعون الاسد.
ـ جنرال ايراني: صواريخنا ستصل الى كل نقطة في اسرائيل.
حرب بلا دم
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ايتان هابر"
"على ارتفاع اربعين ألف قدم، أو ربما أكثر، في مكان ما هناك في السماء
البعيدة، يجلس في هذه اللحظات المَلَك الموكل من قبل الله جل شأنه بمصير
اسرائيل ويحك رأسه. الى الآن، بعد 63 سنة تقريبا وجد حلولا "أفضل أو أقل من
ذاك ـ لكل مشكلة وهو الآن يجلس ويفكر ولا حل عنده.
ويقول لنفسه المَلَك الموكل بملف اسرائيل ما يلي تقريبا: الى الآن حاولت
الدول العربية ان تقضي بالقوة العسكرية على الكيان الاسرائيلي. حاولت مرة
ومرتين بل ثلاث مرات ـ ولم تنجح. وأرادت ان تجعل اسرائيل ميدان ارهاب مخيف
ولم تنجح. وجربت عددا من الحروب، وجربت السلام مرتين ونصفا ولم تنجح.
فالكيان الصهيوني على ساحل البحر المتوسط حي يُرزق.
جلس حكماء الجماعة العربية وشيوخها ليتشاوروا واستقر رأيهم على ان يحاربوا
منذ الآن الصهاينة الملاعين بوسائل ليس لهم ردٌّ عليها، حتى لو نبشوا
آثارهم القديمة وسألوا العالِمين المشورة.
وحتى لو لم يجلسوا معا ولم يفكروا في هذه الامكانات فان وزير التاريخ قد ابتسم اليهم على هذا النحو قائلا:
•الربيع العربي: برغم أنه لا صلة مباشرة بين اسرائيل والتطورات الثورية في
مصر وسوريا واليمن وتونس وليبيا وبلدان عربية اخرى، بلا أدنى شك، فانه لا
شك ايضا في ان نتائجها ستصل حدودها، وستؤثر في المستقبل تأثيرا شديدا في كل
واحد وواحدة من مواطني اسرائيل. فهذه الدول المحيطة بنا ستتنقب بالنُقب
وبجو اسلام متطرف للاخوان المسلمين. وسيسيطر جو لا يعترف بحق اسرائيل في
الوجود على الشارع العربي.
ان جوا شديدا كهذا قد يُسبب الغاءً شبه فوري لاتفاقات السلام مع مصر
والاردن ووقف تام لكل شراكة اسرائيلية فلسطينية ـ في الامن والاقتصاد وكل
شيء. والاسلام الذي سيحدق باسرائيل من كل صوب سيوجب ايضا نفقات أمنية
مفرطة، وستؤثر في حياة كل مواطن. سنكون في واقع الامر دولة في حصار اسلامي
متطرف يحاول ان يزداد شدة ويقتضي استعدادا بالدرجة العليا وتيقظا لا ينقطع.
لن تحدث هذه الاجراءات بين عشية وضحاها، لكن هذه بالضبط ميزة العرب حولنا:
فهم يملكون كل الزمن الذي في العالم. وهم يسألون بسخرية: "كم سنة حكم
الصليبيون ارض اسرائيل؟".
• سلب الشرعية: ان التطورات السياسية الاخيرة في الجانب العربي تفصح عن جهد
عظيم لسلب اسرائيل شرعيتها بين أمم العالم، وهذه حرب لا حدود لها تمتد على
قارات.
في هذه المرحلة تشترك عشرات الدول العربية بجهود سلب الشرعية ومنها دول
تُعد صديقة لاسرائيل. وهذا الوضع الجديد، وهو حرب ليس فيها اطلاق نار ودم،
يُحدث اليوم صعابا لا يستهان بها في الاقتصاد والاكاديميا ومجالات حياة
كثيرة. والعرب بازاء انجازاتهم في هذا الميدان لا يضعفون قبضتهم وما يزال
لا يوجد لنا حتى الآن رد صهيوني مناسب.
• التطورات السكانية: يُخيل الينا انه كُتب وقيل من قبل كل شيء في هذا
الشأن الذي لن نستطيع أبدا ان ننتصر فيه: لا بمنافسة عرب اسرائيل، ولا في
المعركة على رحم الأم الفلسطينية، وهذا مؤكد في التوازن بيننا وبين البلدان
العربية. ان المثال المبتذل لـ 32 مليون مصري يوم توقيع اتفاق السلام بين
بيغن والسادات قياسا بـ 84 مليونا اليوم هو مثل ضوء احمر خفاق في أذهان
كثيرين في البلاد. وكل تفسير هنا لا داعي له.
لمحاولة التغلب على هذه الصعاب لا حاجة الى هيئة قيادة عامة يكون جنرالاتها
هم الأفضل. نحن نحتاج الى "هيئة قيادة عامة بيضاء"، كما اقترح أوري افنيري
قبل سنين كثيرة، هيئة قيادة عامة مدنية تفكر بصورة مختلفة خلاقة. والشكر
لاوري آخر، اللواء احتياط اوري ساغي الذي صرف انتباهي الى الحرب الجديدة
التي بدأت علينا وهي حرب بلا دم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظلال الهلال
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ بوعز بيسموت"
"أدت الظروف الحالية في مصر ـ الاضطرابات والانتخابات ـ في الايام الاخيرة
الى صعود الاخوان المسلمين الى العناوين الرئيسة في الصحف العالمية.
والعناوين ليست متفائلة على نحو خاص. في هذه الاثناء يخيل أن الاسلام
السياسي ينال الزخم ليس فقط في مصر، بل وفي العالم العربي بشكل عام.
الى أن تكمل مصر في كانون الثاني الجولات الانتخابية الثلاث غير الواضحة
جدا للبرلمان، انضمت المغرب في نهاية الاسبوع الى تونس بمنح الاغلبية لحزب
اسلامي في الانتخابات. الطريق الى الديمقراطية في العالم العربي يبدو
متعذرا دون المرور في محطة تسمى الاسلام. ولم تعد المسألة هي "كيف لا نصل
الى تلك المحطة" ـ فهذه المسألة باتت خلفنا ـ بل كيف لا نعلق فيها لفترة
أطول مما ينبغي.
منذ اندلاع الاضطرابات في مصر التي أدت الى سقوط مبارك، تحاول ادارة اوباما
ايجاد الصيغة التي يكون فيها ممكنا دمج الديمقراطية مع الاستقرار. أول أمس
أجرت الادارة ذات الاختيار الذي فعلته في كانون الثاني: هجر الحكم (في
حينه مبارك (والان طنطاوي) في صالح الشارع. وحتى "نيويورك تايمز" المؤيدة
لاوباما تفهم المخاطرة الكبيرة التي يأخذها الرئيس. الجيش المصري هو الذي
حمى مبارك لسنوات طويلة وكذا المصالح الامريكية في المنطقة والمسيرة
السلمية بين اسرائيل ومصر.
ولكن واشنطن قررت الرهان. يوم الجمعة، عندما عينت الطغمة العسكرية الحاكمة
كمال الجنزوري القديم في منصب رئيس الوزراء الجديد نقلت الادارة رسالة
استوعبتها جيدا الجماهير في ميدان التحرير: الولايات المتحدة تشترط
مساعداتها العسكرية للنظام العسكري في مصر فقط اذا ما نقل هذا في فترة
زمنية قصيرة الحكم الى حكومة منتخبة. مع مثل هذه الرسالة واضح أنه لم يكن
للجنزوري حتى ولا يوم رحمة واحد.
بالمقابل، فان الاخوان المسلمين يحظون بالذات ليس فقط بأيام رحمة بل حتى
ينالون حق ادارة حوار مثمر مع واشنطن ومع الدبلوماسيين الغربيين في
القاهرة. المهم ألا ينشأ فراغ في القاهرة. الاخوان، بالمناسبة، يعرفون كيف
يكونون برغماتيين عند اللازم ـ وبالاساس صبورين جدا. لا أحد اليوم في مصر
يعتزم التنازل عن 3 مليارات دولار من اموال المساعدات الامريكية كل سنة،
ولا حتى الاخوان. وبالتأكيد ليس في الفترة التي تموت فيها السياحة وينهار
الاقتصاد. في هذه الاثناء، في مصر وصلنا الى مرحلة الجميع ضد الجميع.
الاسلام المعتدل يغمز، حتى لاوباما.
للاسلام "المعتدل" الذي ولد لنا "ربيع الشعوب" يوجد ايضا ماضٍ طويل وصبر
شديد. الحزب الاسلامي في المغرب، الذي فاز في الانتخابات، وصل الى المكان
الثالث في 2002، المكان الثاني في 2007 (استقبل في حينه بمفاجأة وقلق)،
والان سيقدم رئيس وزراء. لم تكن تونس والمغرب قريبتين بهذا القدر أبدا.
ولم نصل بعد الى برميل البارود الحقيقي لكل هذا "الربيع" ألا هو سوريا.
نظام الاسد سيفعل كل شيء كي يسحب معه اكبر قدر ممكن من الضحايا مع سقوطه،
وقبل كل شيء المس بتركيا. وقد اظهرت أنقرة صبرا تجاه دمشق بالضبط مثلما
فعلت في البداية تجاه طرابلس في ليبيا. ولكن القمع الشديد للمواطنين من
جانب الانظمة في الدولتين ألزم أنقرة بتغيير الاتجاه. فقد قرر الاسد الثأر
بسرعة، وبشكل جد غير ذكي ومن مكانة ضعف، عندما حاول مساعدة التنظيم السري
الكردي في تركيا. وهكذا شق الطريق للتدخل التركي الكفيل بتسريع سقوط نظامه.
في هذه الحالة ايضا سيملي الاسلام المستقبل. الاسد يعتمد على ايران الشيعية
حيال المعارضة في بلاده التي تعتمد على جبهة سنية من المغرب وحتى قطر، بما
في ذلك السعودية. المواجهة بين تركيا وايران، سياسية ام عسكرية، كفيلة بأن
تأتي بأسرع مما اعتقدنا.
ليس واضحا الى أين يتجه كل هذا. الديمقراطية ام الاستقرار؟ يوجد ايضا خيار
آخر: لا هذه ولا ذاك. لان التاريخ يفيد بأنه عندما يصعد الهلال بشكل عام
يلقي بظلال الحراب الممشوقة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجميد أموال السلطة
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ اوري مسغاف"
"التعليم مهنة صعبة، ولكنها مثيبة. أحب التعليم. أبناء المدرسة الديمقراطية
"كهيلا" حيث أعلم ساعتين في الاسبوع عن بلاد إسرائيل، أحاول أن أربيهم على
كسب العلم وتنمية حب الاستطلاع. في الدرس الاخير تحدثنا عن حرائق الغابة
وسبل منعها. في إطار التعليم عن البلماخ، تابعت عمل اسحاق رابين الشاب (قطع
خطوط الهاتف بين بلدات لبنانية في 1941، بما فيها السير لعشرات
الكيلومترات بالجراب بعد أن تمزق الحذاء).
طلابي للصحافة في كلية "سفير" قرب سديروت التقيتهم لاول مرة قبل نحو شهر.
أصبت بسحرهم على الفور. وأنا أحاول أن أغرس فيهم الرغبة والمهنية. أطلعتهم
هذا الاسبوع الى مقال ذكر أحد الاقتباسات المحببة لي في العالم: "الحرب هي
عمل جدي من أن يبقى في ايدي الجنرالات". المتحدث هو جورج كليمنصو، رئيس
الحكومة الفرنسية في اثناء الحرب العالمية الاولى، وكان يسمى "النمر".
تعليم الابناء، وكذا تربيتهم يثير فيّ افكارا عميقة عن البلاد والدولة التي
نعيش فيها. وفي الايام الاخيرة يكاد كل شيء يختصر في موضوع واحد: قرار
الحكومة عدم تحويل أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية. وأنا لا اتمكن
من الكف عن التفكير فيه. وهو يقض مضاجعي.
أنا على علم بحقيقة أن الموضوع لا يعصف بالكثير منكم. أعرف المخاطرة في أن
اكون قد فقدت في هذه اللحظة لاسباب مختلفة ـ التعب، عدم الاكتراث، التحيز
السياسي ـ إنصاتكم. ولكني ملزم بأن أكتب عن الموضوع. في إسرائيل الحالية لا
شك عندي بأن السياسة هي عمل جدي من ان يُترك للسياسيين. المشكلة هي أن
النمر الاخير في المحيط شوهد قبل بضع سنوات يتجول في الاودية من صحراء
يهودا، وفقدنا منذئذ اعقابه. ليس هناك من ينهض ليزأر.
هذه القصة بسيطة جدا: السلطة هي كيان سياسي بدون مطارات وموانئ. وبالتالي،
وحسب اتفاقات اوسلو، تجبي اسرائيل عنها الجمارك المختلفة. بضع مئات ملايين
الدولارات كل سنة، تشكل تقريبا ثلث مداخيلها. أجهزة الادارة والامن لديها
لا يمكنها ان تؤدي مهامها من دون هذا المال. لا لتعبئة سيارات الشرطة
والدوريات بالوقود، ولا لتفعيل المكاتب ودفع الرواتب. وهذا بالضبط ما يحصل
في الشهر الاخير ـ منذ أن قُبل الفلسطينيون في اليونسكو وحكومة نتنياهو
أعلنت في رد على ذلك بأنها تجمد تحويل الاموال.
من المهم الايضاح بأن هذه ببساطة سرقة. سلب في وضح النهار. زعرنة بكل معنى
الكلمة. ما يتم تأخيره في القدس هو مال فلسطيني. لا جدال في ذلك. ليس هذا
مساعدة خارجية تمنحها اسرائيل لجارتها ولا صدقة منوطة بارادة المتصدق
الطيبة أو بالسلوك القويم للحاصل عليها. فالجميع يعرف أن هذا هو الوضع،
ولكن حتى سلسلة مناشدات من أفضل زعماء الغرب لا تقنع حكومتنا بالكف عن
اللعب بالنار. وحتى المحاولات المتكررة، اليائسة لقادة جهاز الامن لادخال
المنطق في جنون تجميد الاموال لا تترك عليها أثرا.
تحدثت هذا الاسبوع مع طلابي عن عناصر النظرية المضادة: محاولة للعرض في
مقال الحجج المضادة للموقف الذي أعربت عنه هنا. وبالفعل حطمت الرأس ولم أجد
حجة وحيدة من مجال الاخلاق أو المنطق تبرر هذا الجنون. والاحتمال الوحيد
للعيش هنا بسلام وأمن في أي وقت من الاوقام منوط بوجود شريك فلسطيني معتدل
يؤدي مهامه. الا اذا كان الهدف هو دفع الفلسطينيين الى أذرع حماس، اشعال
انتفاضة ثالثة، دفع دم جديد الى المقابر العسكرية والمدنية، وبعد ذلك
التعليم والكتابة عن عدالة طريقنا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدينتان توأمان
المصدر: "معاريف ـ أفيعاد بورليس"
"في السنة الأخيرة ساءت جدا علاقات اسرائيل مع تركيا. من حليف اقتسم معنا
المصالح المتفرعة في الجيش والاقتصاد ساعدت الطرفين جدا، تحولت تركيا الى
دولة معادية انقطعت عنا وليست بعيدة جدا عن تعريفها كعدو. المثير للاهتمام
هو أنه على مدى كل الفترة التي تدهورت فيها العلاقات، أعربت محافل رسمية في
القدس عن قلقها من الوضع الداخلي في تركيا، التطرف الديني، تعزيز قوة
المحافل الاصولية ـ وبالاساس قرار رئيس الوزراء طيب اردوغان اجراء تعديلات
على الدستور التركي تؤدي الى اضعاف قضاة المحكمة والفكر العلماني لابي
تركيا الحديثة، كمال أتاتورك. اولئك المسؤولون في وزارة خارجيتنا، وبشكل
عام، بدأوا يبدون تدخلا نشطا في المشادة الخطرة التي نشأت مع أنقرة، وبدلا
من العمل كدبلوماسيين، تصرفوا كحملة بلطات وبلغوا الذروة في اجلاس السفير
التركي على كرسي منخفض في لقائه مع نائب وزير الخارجية داني ايالون.
الثورة الحريرية الاسلامية التي نفذها اردوغان في الحكم التركي ـ من دون
سفك دماء وعلى حساب الجيش وجدول الاعمال العلماني ـ والتي ادت ليس فقط الى
ابتعاده عن اسرائيل بل وعن الولايات المتحدة والغرب، بالتأكيد ينبغي أن تقض
مضاجعنا. القلق الاسرائيلي المتصاعد من هذه العملية مفهوم وشرعي تماما
لولا سياقات مشابهة جدا كادت تحصل بالتوازي في القدس نفسها.
الحالم بالدولة بنيامين زئيف هرتسل، وكذا ابو تركيا الحديثة أتاتورك، تبنيا
الاعتدال السياسي، تشجيع التعليم العالي، جهاز قضائي مستقل وفصل السلطات.
وهما لن يريا بعين طيبة الخروج عن هذا الاتجاه الذي سار فيه بلداهما. في
اسرائيل، رئيس الوزراء ليس قويا سياسيا مثل نظيره التركي، ولكنه يقاد من
ائتلاف اصولي ـ ليس بالذات من معتمري القبعات الدينية فقط، بل دينيا
بحماسته الثورية ـ يقوم بأعمال شائنة بالاكراه لكل ما سمح على مدى السنين
لدولة اسرائيل بأن تكون فيلا في الغابة المحيطة بها. وكلما مرت الايام،
يتبين أن اسرائيل لم تعد ذات الفيلا، بل انها تسير نحو الانسجام مع الجيران
المحيطين.
التعبير الاوضح عن عربدة الرعب هذه، التي تذكر بعهود ظلماء في القرن
الماضي، هو يريف لفين. سطحيا، رجل من التيار المركزي وصل لان يكون نائب
رئيس رابطة المحامين في اسرائيل. عم أمه كان قائد التلينا، وأبوه رجل حركة
العمل. لفين، في مقابلة اجريت معه في "معاريف" يوم الجمعة تحدث عن المحكمة
العليا والقاضي أهرون باراك بالشكل الذي تحدث عنهما فيه الحاخام مئير كهانا
في مؤتمرات في القدس في بداية الثمانينيات، فيما كان حوله نماذج هاذية
ومرفوضة من هوامش المجتمع. قبل ثلاثين سنة كان هذا يعتبر شاذا ومجنونا. أما
اليوم فان لفين والسرب الذي يحيط به يعربدون من دون أن يكون هناك رجل كبير
في السن يجلس فوق ويمنعهم من ذلك.
ما يعني أنه لو كان عقد هذه الايام لقاء قمة بين بنيامين زئيف هرتسل زعيمنا
وكمال اتاتورك زعيمهم، لكان من المعقول الافتراض بأنهما كانا سيخرجان الى
الصحافيين ببيان مشترك يقولان فيه ان حلمهما قد تشوش. وعليه فان جملة "قلق
في القدس مما يجري في تركيا" ليست منزوعة عن الواقع جدا. علينا قبل ذلك أن
نقلق مما يجري في القدس نفسها".