المصدر: "هآرتس ـ رؤوبين بدهتسور" " تبينت حقيقة مهمة مرة اخرى في الاسبوع الماضي. اذا لم تهاجم
الولايات المتحدة المنشآت الذرية في ايران فلن يمضي وقت طويل حتى يصبح عند
نظام آيات الله سلاح ذري. والمعطيات التي عُرضت في تقرير الوكالة الدولية
للطاقة الذرية لا تجدد شيئا. فأهمية التقرير هي بأنه ولأول مرة تعطي الجهة
التي تعمل مثل كلب حراسة للامم المتحدة تصديقا ان ايران تطور سلاحا ذريا.
لكن برغم هذا، لن يغير التقرير المُجرّم موقف روسيا والصين العضوين
الدائمتين في مجلس الامن، التهكمي، اللتين أوضحتا أنهما لن تساعدا على
تشديد العقوبات على ايران.
وعلى هذا حتى لو استقر رأي الولايات المتحدة ودول اوروبا على تشديد
العقوبات، من غير اجازتها في مجلس الامن، سيستمر الايرانيون في تطوير
السلاح الذري. والنظام في طهران مصمم الى إتمام تطوير القنبلة وهو مستعد
لدفع ثمن العقوبات الذي سيكون محتملا ايضا كما يبدو.
وهكذا نبقى مع الخيار الامريكي ومعه فقط. فالولايات المتحدة وحدها لها قدرة
عسكرية قد يوقف استعمالها البرنامج الذري الايراني. والفرق بين الخيار
العسكري الاسرائيلي والامريكي كامن في عنصرين: الكميات وحرية العمل.
فالامريكيون يملكون قوة جوية عدتها آلاف من طائرات القصف وآلاف من الصواريخ
البحرية ذات الدقة التي تبلغ أمتارا معدودة، وحاملات طائرات وقواعد جوية
في دول قرب ايران. وعدد طائرات سلاح الجو الاسرائيلي أقل كثيرا ولا يملك
سائر عناصر القوة الجوية الامريكية.
وفيما يتعلق بحرية العمل، ففي حين سيكون سلاح الجو الاسرائيلي قادرا على
تنفيذ طلعة جوية أو اثنتين قبل أن يوقفه ضغط دولي وتآكل، يستطيع الامريكيون
أن يُتموا فوق سماء ايران سلسلة من طلعات القصف الجوي مدة اسابيع كثيرة من
غير أن يُستعمل عليهم ضغط.
صحيح انه ستواجه الهجوم الامريكي ايضا تهديدات عملياتية يُشك في امكانية
التغلب عليها، مثل عدم القدرة على القضاء على المنشآت المدفونة عميقا داخل
الارض. والفرق في أنه اذا لم ينجح سلاح الجو الاسرائيلي بطلعة أو اثنتين
للقضاء على تلك المنشآت الحاسمة فان البرنامج الذري الايراني سيؤخر مدة غير
ذات شأن. وفي مقابلة هذا اذا لم ينجح الامريكيون في القضاء على هذه
الأهداف فانهم سيستمرون في الطيران فوق ايران والقصف الى ان يضطر
الايرانيون الى رفع الأيدي والوعد بانهاء برنامجهم الذري. هذا هو كل الفرق
بين قدرة اسرائيل المحدودة وبين قدرة الامريكيين على الاستنزاف.
والمشكلة هي ان نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يُقرب ادارة
اوباما من تحقيق الخيار العسكري. وتصريحات كبار مسؤولي الادارة التي تقول
ان جميع الخيارات ما تزال موضوعة "على المائدة" لا تشهد على استعداد حقيقي
لمهاجمة ايران. ويصعب ان نرى كيف سيورط اوباما، الذي تورط جيشه في حربين لا
يبدو الانتصار فيهما قريبا، كيف سيورط الولايات المتحدة في حرب ثالثة.
والاستنتاج هو أنه بدل ان ينشغل مقررو السياسة في القدس في الاعداد لعملية
عسكرية احتمالات نجاحها ضئيلة يجب عليهم البدء بصوغ سياسة مواجهة لايران
ذرية. ان سلاحا ذريا في طهران ليس نهاية لدولة اسرائيل. ان الاستعداد
الصحيح والسياسة الحكيمة هما الضمان لردع حكام ايران. وسيكون الردع على
صورة خيار ذري صادقا وناجعا في مواجهة آيات الله الذين هم عقلانيون بصورة
عجيبة بخلاف التصور السائد".