أخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
المؤسسة الأمنية الاسرائيلية أجرت تجربة إطلاق صاروخ في بلماحيمالمصدر: "هآرتس ـ أنشيل بيبر"
" أجرت المؤسسة الأمنية صباح اليوم الأربعاء تجربة لمنظومة صاروخية في منطقة قاعدة سلاح الجو "بلماحيم", كجزء من إختبار صاروخ جديد يجري تطويره في الصناعة الأمنية, وقد شوهدت أثار النار التي خلفها الصاروخ بشكل واضح في كل المنطقة.
وأفيد من وزارة (الحرب) أن التجربة معدة مسبقًا وليس لها علاقة بالأحداث أو التقارير الأخيرة في وسائل الإعلام, من بينها الكلام حول الهجوم المحتمل على إيران.
بالرغم من أن الوزارة لم تفصّل خلال نشر الخبر عن أي منظومة يتحدث, إلا أن هناك تقديرات بأنه يتحدث عن تجربة لصاروخ باليستي شبيه بالذي تم تجربته في العام 2008، والذي علمت "هآرتس" حينها عن إجراء تجربة لصاروخ باليستي وهو بحسب تقارير غربية من صنع إسرائيل.
وبحسب نفس التقارير,فقد تم تطوير نوع أكثر تقدمًا من صاروخ "أريحا3" الذي يعتبر عابر للقارات,وتضيف التقارير أن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس متفجرة نووية.
وأشارت المصادر أيضًا أنه في قاعدة سلاح الجو غرب بيت شمش هناك ثلاثة أسراب لهذه الصواريخ.
على قاعدة قدرة إطلاق هذا الصاروخ الباليستي,تم إطلاق في الماضي من قاعدة بلماحيم بواسطة منصة الإطلاق"شبيط" الأقمار الصناعة أوفك 5 وأوفك 7 ,أقمار تجسسسية طورت على يد الصناعة الجوية.كما شاركت الصناعة الأمنية أيضًا بتطوير هذه الصواريخ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إسرائيل تزيد الضغط لفرض عقوبات على إيران: "نفذ الوقت"
المصدر: "هآرتس ـ باراك رابيد"
" بدأت وزارة الخارجية قبل حوالي شهر ونصف بمسعاها الدبلوماسي الجديد إزاء الولايات المتحدة, الاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى, لبلورة مجموعة عقوبات إضافية ضد إيران. تلقى سفراء إسرائيل في عواصم أساسية توجيهات بخصوص نقل رسائل لاذعة إلى المستويات الأعلى, وبحسب قولهم إن البرنامج النووي العسكري الايراني يتقدم, لكن نافذة الفرص لفرض عقوبات فعالة في طور الإغلاق.
ازداد المسعى الدبلوماسي إزاء نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الاتي بعد حوالي أسبوع في 8 تشرين الثاني. وسيكشف التقرير تفاصيل جديدة حول محيط البرنامج النووي العسكري الإيراني. إسرائيل والولايات المتحدة تنويان استخدام التقرير في حملة سياسية ـ إعلامية شاملة من أجل مزيد من التحفيز لعزل إيران.
قال موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية في القدس إن المساعي الدبلوماسية لحظر البرنامج النووي الإيراني سياسياً قائمة طوال الوقت. طاقم ما بين الوزارات برئاسة مستشار الأمن القومي, اللواء يعقوب عميدرور, ويضم ممثلين للموساد، وزارة الخارجية, وزارة (الحرب) والجيش الإسرائيلي, التقى بالجميع لعدة أسابيع ونسق نشاط المنع السياسي للنووي الإيراني.
لكن التراخي في النشاط الدولي ضد النووي الإيراني في شهر أيلول ترك أثرا. قال الموظف المسؤول: "الاهتمام الدولي والإسرائيلي كان مركزا على "الربيع العربي", على القوافل المتوجهة نحو غزة, وعلى الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة".
شعروا في وزارة الخارجية بأن البروفيل المنخفض نسبيا للعمل في النووي الإيراني وجه رسالة إشكالية للمجتمع الدولي حول حجم الإلحاح الذي ترى فيه إسرائيل المشكلة. "ثمة شعور أنه رغم العقوبات التي تلحق الضرر بإيران, فإن جدول الأعمال التكنولوجي أسرع من جدول الأعمال الدبلوماسي".
بحسب المعلومات التي تكدست في إسرائيل, تنجح إيران في الحفاظ على وتيرة ثابتة لتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض. الإيرانيون أيضا يتحدثون عن رغبتهم في مضاعفة وتيرة استخراج اليورانيوم المخصب ثلاثة أضعاف أي بنسبة 20%, ونقل عمليات الفرز التي تتم في منشأة غير محصنة في مدينة نتناز إلى منشأة التخصيب في مدينة قم, الموجودة في عمق باطن الأرض. في الوقت نفسه يواصل الإيرانيون إنشاء مفاعل مياه ثقيلة في أراك, مما يسمح لهم بافتتاح دورة استخلاص البلوتونيوم للقنبلة النووية.
أُرسلت في وسط أيلول من هيئة وزارة الخارجية برقية مصنفة لسفراء إسرائيل في عشرات العواصم في أنحاء العالم, وفيها توجيه لزيادة النشاط الدبلوماسي في هذا الخصوص. وقد طُلب من السفراء إبلاغ الوزارات الخارجية ومكاتب رئيس الحكومة في بلاد خدمتهم, أن الوقت لفرض عقوبات إضافية على إيران نفذ وأن نافذة الوقت لوقف البرنامج النووي بوسائل دبلوماسية في طور الإغلاق.
إلى ذلك, ورد في البرقية: "ينبغي التأكيد على التقدم الهام الذي حصل في كل عناصر البرنامج النووي الإيراني, وخاصة في تخصيب اليورانيوم. البرنامج الإيراني هو عسكري, وإثر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ازداد الشك بأن الإيرانيين يطورون رأساً حربياً نووياً للصواريخ الباليستية".
نُقل أيضا إلى السفراء معلومات حول أن إيران تزيد من عمليات تهريب السلاح إلى سوريا, حماس, الجهاد الإسلامي وحزب الله. قبل عدة أيام تلقى السفراء برقية توجيهات أخرى, بغية توجيه رسالة بخصوص المكيدة الإيرانية لاغتيال سفير السعودية في واشنطن. وورد في البرقية: "ينبغي التأكيد على ضرورة عزل إيران".
وفقا لكلام مسؤول في وزارة الخارجية, إن التطورات السياسية الداخلية والتبديلات في القيادة الروسية والصينية عام 2012 والإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وفرنسا قبيل نهاية العام القادم، سوف تصعِّب على الرئيس الأميركي "باراك أوباما"، وزعماء آخرين، تمرير قرار إضافي لمجلس الأمن في مسألة العقوبات. لذا تُعنى إسرائيل ببلورة إئتلاف من عدة دول غربية، ستتَّخذ عقوبات مستقلة من خارج مجلس الأمن. على سبيل المثال، عقوبات الإتحاد الأوروبي.
في الإستشارات التي أجرتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة مع الولايات المتحدة، فرنسا، بريطاني وألمانيا، أثار الممثلون الإسرائيليون ثلاثة أنواع من العقوبات التي ستلحق ضرراً كبيراً بالنظام الإيراني: حظر الإتصالات مع البنك المركزي لإيران؛ منع شراء النفظ الخام الإيراني؛ وفرض عقوبات إضافية على شركات الطيران والسفن الإيرانية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو وباراك يزيدان من حدة التهديد العسكري ضد إيران
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" في الأسبوع الذي سقطت فيه عشرات صواريخ الكاتيوشا في الجنوب واضطر أكثر من مليون مواطن للبقاء في الملاجئ بسبب إطلاق النيران من غزة، زجّت إسرائيل نفسها في جدلٍ آخر، حول حرب مستقبلية، نظرية، مع إيران. ما بدأ كنقاش مبدئي، موضوعي، حول حسنات وسيئات الهجوم الإسرائيلي على مواقع النووي الإيرانية تحول بسرعة قصوى، إلى مسألة نقاش سياسي حاد بين الائتلاف والمعارضة. وتبدّل الجدل في الأمس إلى دردشة حول أمر ما، عندما لمح مسؤولو الثمانية بشكل علني إلى احتمالات حصول عملية عسكرية.
بعد أشهر من المقالات والتحليلات، في "هآرتس" وفي صحف أخرى، تطور النقاش الإعلامي عندما نشر "نحوم برنبع" في "يديعوت أحرونوت" نهار الجمعة الأخير مقالة بعنوان "ضغط ذري" وأخرج النقاش حول إيران من الغرف المغلقة إلى قلب العمل الإعلامي. فجأة، أصبح من المسموح السؤال ما إن كان رئيس الحكومة ووزير (الحرب) يعتزمان مهاجمة إيران في الفترة المقبلة ـ ودخلت الساحة السياسية في دُوّار.
إنّ الدعم المبدئي من "بنيامين نتنياهو" و"ايهود باراك" للهجوم أمر معروف وعلى شاكلته المعارضة الشديدة لرؤساء الأذرع الأمنية. إيران أصبحت مجدداً محط الأنظار بسبب دمج بين الجداول الزمنية الدبلوماسية والعملية، إلى جانب أضواء تحذيرية أُضيئت في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بخصوص نوايا إسرائيل.
لا خلاف بين الجهات الاستخباراتية في الغرب على أنّ البرنامج النووي الإيراني مستمر في التقدّم. وتسبّبت مساع هامة، نُسب بعض منها لإسرائيل في الوسائل الإعلامية الأجنبية، بضياع سنوات باهظة على الإيرانيين والتوقعات المتشائمة حول قنبلة إيرانية في عام 2006 أو 2007 ثبُت بطلانها. لكن الآن تتوقع المصالح الاستخباراتية أنّه سيمر حوالي عامين أو ثلاثة أعوام من اللحظة التي تقرّر فيها طهران التزود بالقنبلة (وهو قرار قد اتُخذ) إلى أن تُحرز الهدف.
جدول الأعمال هذا يُقرّب إسرائيل من معضلة تخصها. بحسب معظم التحليلات التي قام بها خبراء في الغرب، هجمة في الشتاء (من منتصف تشرين الثاني لغاية النصف من آذار تقريباً) هي أمر مستحيل تقريباً، لأن الغيوم الملبّدة ستعيق مهمة سلاح الجو. وأدّت خطوات وتصريحات من الجانب الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة إلى تشغيل قطار جوي ـ دبلوماسي على خط واشنطن ـ القدس. في البداية دُعي وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فوراً بعد ذلك وصل إلى هنا في زيارات طارئة كل من وزير (الحرب( "ليون بانيتا" وبديله في رئاسة الـ"سي ـ أي ـ إي"، الجنرال "دايفيد باتريوس".
حمل "بانيتا" معه رسالة علنية. إذ قال إسرائيل ليست بحاجة للعمل فيما يتعلق بإيران دون التنسيق الكامل مع المجتمع الدولي. وكان في القيادة هنا مَن أصرّ على قراءة رسالة "بانيتا" و"باتريوس" بالتحديد كقبول لنشاط إسرائيلي مستقبلي. ضمنياً، يظهر هنا التقدير بأنّ الرئيس "أوباما"، الذي سيبدأ هذا الأسبوع سنة الانتخابات في وضع متدنٍ في الاستطلاعات، ليس بمقدوره السماح لنفسه بمواجهة الحكومة الإسرائيلية بشكل مباشر بهذا التوقيت والمخاطرة بخسارة مصيرية للصوت اليهودي.
بينما يصر إسرائيليون آخرون، راكموا ساعات متعددة مع مسؤولين في الإدارة، على استنتاج معاكس: هم يدعون أنّ لدى الأمريكيين كلا تعني كلا. إذ تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أنّ الهجوم الإسرائيلي سيُعقّد الوضع في الشرق الأوسط (والمصالح الأمريكية فيه) دون أي فرق ولذلك تستمر بمعارضته.
وناتج التصريحات اليومي تضمّن في الأمس تحذير "باراك" بأنّه "قد تنجم أوضاع تضطر فيها إسرائيل للدفاع عن مصالحها والوقوف على أمور ضرورية لها بالذات، دون تمكينها من الاعتماد على قوات أخرى". وقال الوزير "بوغي يعالون" الذي يُعد قائد معارضة الهجوم في الثمانية، لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي" إنّ "إسرائيل ينبغي عليها التصرّف بشكل عسى لو "أن عمل المخلصين يقوم به آخرون".
ولو أن وزير (الحرب) السابق، "بنيامين بن أليعازر" (العمل)، قال إنّه يخشى من "سيناريو حقيقي" تهاجم فيه إسرائيل إيران، وحذّر من "عمل متهوّر" كما أعرب عن أمله بأن "تزداد الحكمة".
"بن أليعازر"، على شاكلة الآخرين، يشك بأنّ نوايا الاثنين حقيقية. في المقابل، قلما يفاجئنا عدم المبالاة التي يتقبل بها كل من نتنياهو وباراك النقاش العام الفجائي. ولغاية الآن لم تُسجل أية مساعٍ متميزة من قبل الرقابة لوقف تغطية هذا الخلاف.
يبدو أنّ القرار النهائي بهذا الشأن لم يتخّذ بعد. المنتدى المخوّل بذلك هو المجلس الوزاري أو الحكومة، وليست الثمانية (التي تفتقر للمكانة الرسمية) ـ وأول اثنين لم يناقشا ذلك إطلاقاً. وبقيت على حالها إمكانية أنّ المسألة تتعلق حتى الآن بممارسة ضغط إسرائيلي، على شاكلة مناورة "ستمسكونني"، التي تهدف إلى إعادة الانشغال بالتهديد الإيراني إلى جدول الأعمال، الذي أُزيل من صدارة الأجندة الأمريكية بسبب ثورات الربيع العربي.
في هذه النقطة سيطرأ تطور مهم في الأسبوع المقبل، مع نشر التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 8 تشرين الثاني. ومن المتوقع أن يحدّد التقرير أنّ إيران عملت، لغاية عام 2003 وربما 2004، بتطوير القناة النووية العسكرية، أي بالبحوث التي تهدف إلى إنتاج قنبلة نووية. على ما يبدو ستكون الصيغة أنّ الخطة العسكرية أُنجزت (على الأرجح) وليست (محتملة) كما في السابق. تتعلق المسألة بتغيير هام بموقف الوكالة، التي حرصت برئاسة الرئيس السابق المصري "محمد البرادعي" على توفير صيغها وعدم إثارة غضب الإيرانيين.
وينضم إلى التقرير الخطير، غضب إدارة "أوباما" إزاء مؤامرة الاغتيال الإيرانية للسفير السعودي في واشنطن في الشهر الماضي. وهذان الاثنان قد يمنحان الولايات المتحدة الأمريكية أفضلية، إزاء معارضة كل من روسيا والصين، لعملية متجددة لزيادة حدة العقوبات ضد إيران في مجلس الأمن. في حال أُضيف لذلك ما يبدو كتهديد إسرائيلي بهجوم جوي، يحتمل أن تزداد فرص هذه العملية. أضف إلى أن العقوبات التي أُعلن عنها في العام الماضي ألحقت ضرراً كبيراً بالاقتصاد الإيراني، بشكل أساسي بسبب تأثيرها غير المباشر على شركات غربية تُطالب حالياً بتجنب التجارة مع طهران.
كذلك لا مفر من إضافة رابط آخر لتقييم الاعتبارات الإسرائيلية. في الواقع نتنياهو ملزم بشكل كبير بالتصدّي للتهديد الإيراني، لكن رئيس الحكومة هو رجل سياسي، يعرف كيف يقرأ الاستطلاعات. ولم يُزل الاعتبار الانتخابي من الصورة، أيضاً عندما تتعلق المسألة بقرارات إستراتيجية مهمة.
بعد صفقة شاليط، استفاد نتنياهو من شعبية كبرى ولم يبدو كمَن يقف أمام تهديد فوري على صمود حكومته. هل حان الوقت للقيام بمجازفة كبيرة إلى هذا الحد، خلافاً لرأي الإدارة الأمريكية وعلى الرغم من المعارضة الشديدة من قبل كافة رؤساء المؤسسة الأمنية، باستثناء باراك؟ سيكون الهجوم ضد إيران بمثابة حرب خيار، يصعب على الشعب الإسرائيلي تقبلها، خاصة على ضوء موقف المستوى المختص. وثمة الكثير من البوادر التي قد تشهد أنّ المعضلة الراهنة هي بالذات بروفة عامة للقرار الحقيقي، بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد جولة إضافية من العقوبات في الأمم المتحدة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائد سلاح الجوّ الذي يستطيع أن ينقذ اسرائيل من نكبة مع ايران
المصدر: "هآرتس ـ رؤوبن فدهتسور"
" إذا كان هناك ثمّة شخص يستطيع إنقاذ إسرائيل من نكبة، فهو في الواقع قائد سلاح الجوّ. كل ما على اللواء عيدو نحوشتان القيام به هو أن يهمس في آذان رئيس الحكومة ووزير (الحرب) بأنّ مهاجمة سلاح الجو لإيران غير قادرة على تحقيق الأهداف. عليه القول لهم، تستطيع طائرات السلاح في الواقع أن تصل إلى إيران وأن تلقي قنابل، لكن في نهاية العملية، البرنامج النووي الإيراني لن يُدمّر. في أفضل الحالات سيتأجّل عدّة أشهر. عليه أن يرسم أمامهم مخطّطات الهجوم التي تدرّب عليها سلاح الجوّ، وأن يشرح بأنه توصّل إلى النتيجة أنّه بسبب كثرة الأهداف، الدفاع الجوي الكثيف وحقيقة أن جزء منها مدفون عميقاً تحت الأرض، الاحتمالات متدنية جدّاً.
توجّه كهذا لصنّاع السياسة يعارض في الواقع "روحية سلاح الجوّ"، لكن على نحوشتان الكشف عن مسؤولية قومية. لن يكون هذا إظهار للانهزامية، إنما بالتأكيد إظهار لمسؤولية أسمى في عصر تتصّف فيه عملية اتخاذ القرارات بالجنون حرب خطر. هو فقط من يستطيع إيقاف عدْوَ القطار في طريقه للتحطّّم في سماء إيران. حاول في الواقع رئيس الموساد المغادر، مائير داغان، التحذير من قرار طائش عندما حدّد أن "مهاجمة إيران هي أكثر أمر سخافة سمعته"، لكن في مكتب رئيس الحكومة يدركون أنّ داغان خبير بالجواسيس وبمنفذي الاغتيالات، لكن عندما يصل الأمر إلى أداء عمل طائرات وملاحي سلاح الجوّ فهو يفتقد أي معرفة وخبرة.
طالما يواصل سلاح الجوّ التدرّب على مهاجمة إيران، فهو يمنح بنيامين نتنياهو وإيهود باراك الإيهام بأنّه يمكن القضاء على البرنامج النووي الإيراني بعملية عسكرية. لذلك، يجب على قائد سلاح الجوّ التوجّه إلى هذين الرجلين وأن يشرح لهما أنه ليس ثمة مبرّر لمواصلة استثمار هذه التدريبات ومن الأفضل إيقافها. هذا القرار يمكن أن يُحفظ بسرية تامّة، لكن يجب أن يوضح لرئيس الحكومة ووزير الدفاع بأنّ عليهما تغيير اتجاه تفكيرهما الاستراتيجي. لا سياسة بعد اليوم في أساسها تخطيطا لضربة عسكرية، إنما استعداداً قبيل الوقت الذي ستكون فيه إيران نووية.
لن يكون من السهل إقناع باراك، وخصوصاً نتنياهو. رئيس الحكومة يثق بكل قلبه أن المهمّة الملقاة على عاتقه هي إنقاذ شعب إسرائيل، وربّما أيضاً العالم الحرّ أجمع. الموضوع الإيراني يشغله أكثر من الإتفاق مع الفلسطينيين، من العلاقات مع العالم العربي وأيضاً من علاقاته الشخصية مع الإدارة الأمريكية. عندما يقارن نتنياهو بين النظام في طهران والنظام النازي، وبين محمود أحمدي نجاد وأدولف هتلر، فهو يقصد ذلك بكل جدية. باراك، قال في مقابل ذلك، عدّة مرات، إن إيران النووية تشكّل في الواقع خطراً، لكنه ألغى المحاولات لمقارنة هذا الوضع بألمانيا النازية. أيضاً، وزير (الحرب) أشار عدّة مرات إلى قدرة الردع لدى إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك، ومن الإعتبارات الموجودة كما يبدو في نطاق الشخصيات والتقديرات السياسية، يمّرر باراك إلى محيطه رسالة تتضمّن بأنه قد يدعم عملية عسكرية ضدّ إيران.
يظهر من كل ذلك، أنّ مهمّة قائد سلاح الجوّ لن تكون سهلة. من المحتمل أن تمارس عليه ضغوطات شديدة لتغيير تقديراته وللاستمرار بالتخطيط للهجوم. لاشكّ، أنّ نحوشتان صادف رغماً عنه موقف حسم في فترة مصيرية. يبدو أنه لم يتواجد، مطلقاً، ضابط في الجيش الإسرائيلي في وضع قد تجرّ توصيته المهنية على إسرائيل كارثة بحجم كهذا. يجب أن نأمل أن ينجح نحوشتان بالإرتقاء إلى خطورة الوضع الحالي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دان مريدور: النقاش العلني بخصوص إيران ـ "فضيحة"
المصدر: "معاريف ـ مزال موعلام"
" النقاش المحتدم بخصوص مهاجمة محتملة للمنشآت النووية الإيرانية يغضب وزير شؤون الاستخبارات وعضو الثمانية "دان مريدور". ويقول لمعاريف بتعبير مختلف: "النقاش في موضوع كهذا هو أكثر خطورة بنظري من تسريبات عنات كام".
مريدور, الأول من بين أعضاء الثمانية الذي يعرب عن رأيه علنا في هذا الأمر, عاد يوم الأحد إلى إسرائيل من رحلة عمله في نيويورك وفوجئ بحدة النقاش الحساس وبمضمونه ـ إلى حد الصدمة حقيقة. كلامه, يريد التوضيح, لا يتعلق بمضمون النشرات إنما بطابع النقاش الإعلامي ـ العام المتعلق على ما يبدو بتطلع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير (الحرب) إيهود باراك, بشن هجوم على إيران, وبدلالاته بعيدة المدى.
ويقول مريدور: "وصلنا إلى وضع خطير غير مناسب. يجري هنا نقاش علني ليس حول التسريب الذي حصل سابقا كما في حالة عنات كام, ولذلك أنا أقول إن عنات كام هي لا شيء نسبة لما يجري هنا. هذا في الواقع غير طبيعي".
في فترة ولايته كوزير شؤون الاستخبارات, انتسب مريدور إلى منتدى صغير من عناصر اطلعوا على المعلومات المصنفة المتعلقة بالإجراء الإسرائيلي حيال التهديد الإيراني. ويقول: "نقاش علني في هذا الشأن هو ليس أقل من فضيحة. أنا لا أعتقد أنه جرى مرة نقاش كهذا. يتعلق الأمر باستهداف لقدرة الدولة الأساسية على التصرف. لا ينبغي على كل أمر أن يثير نقاشا عاما".
هذا ويرفض مريدور الادعاء الذي سُمع في الأيام الأخيرة, والذي وفقه هناك حق للشعب بالإطلاع علناً على النقاش الذي يتعلق بالقضية الإيرانية لأنها هامة ويُفترض أن تغير وجه المنطقة بأسرها. ويقول: "الشعب يختار حكومة تحسم أمورا كهذه بشكل سري. حق الشعب في المعرفة لا يشمل نقاشا من هذا النوع, نحن لا نتناقش في ذلك علنا".
ويقول مريدور إنه شعر بضرورة قول هذه الأمور بغية وضع حد لهذه الفوضى وهو يدعو الإعلام, السياسيين والمواطنين إلى "التصرف بمسؤولية حيال أمر جدي كهذا". ويضيف قائلا: "هناك مسائل ينبغي فيها السماح للحكومة باتخاذ قرارات بعيدا عن الكاميرات. هذا يلحق ضررا خطيرا بأنظمة الحكومة المتعارف عليها. نقاش كهذا لا يمكن أن يتم أمام أعين الكاميرات. لقد فقدوا هنا الإحساس".
في غضون ذلك, وأثناء النقاش في لجنة المالية التابعة للكنيست, الذي تناول موضوع إمكانية الاقتطاع من موازنة وزارة (الحرب), تطرّق إيهود باراك إلى احتمال تنفيذ نشاطات إسرائيلية دون دعم أو مساندة من دول أخرى. ووفقا لكلامه, "بإمكاننا خلق أوضاع تضطر فيها دولة إسرائيل للدفاع عن مصالحها والوقوف بقوة عند الأمور الأساسية بالنسبة لها, دون ضرورة الاعتماد على قوات إقليمية أو أخرى في مساعدتها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر أمني اسرائيلي: تم منع هجوم اسرائيلي واسع النطاق في غزة, بناء على طلب القاهرة
المصدر: "موقع walla الاخباري"
" كانت إسرائيل تنوي القيام بهجوم عسكري واسع في قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ الغراد بإتجاه أراضيها, بيد أن الهجوم لم يبصر النور في نهاية المطاف بعد طلب مصري بكبح النوايا الهجومية للقدس. هذا ما أفاد به يوم الثلاثاء, مصدر أمني بارز لموقع أخبار walla.
خلال هذا اليوم لم يتم إطلاق صواريخ بعد عدة أيام شهدت إطلاق صواريخ على إسرائيل, قابلها رد من الجيش الإسرائيلي بالهجوم على أهداف في قطاع غزة.
كما أكد المصدر ما ورد في التقرير المصري بأن القدس وافقت على وقف إطلاق النار خلال 24 سنة إعتبارا من منتصف الليل, وبأن الجهة التي تقف خلف عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة ليست الجهاد الإسلامي كما أدُعي في البداية بل هي جهات لا تلتزم بتوجيهات حماس".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محلل اسرائيلي: فكّروا ملياً، وصعّدوا
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ أبراهام بن عزرا"
" عشرات الصواريخ تُطلق الى مراكز السكان في مدن إسرائيلية ـ وحتى تضرب، تجرح وتقتل ـ (على الرغم انه ما من فرق بين الإصابة وعدم الإصابة من ناحية الهدف والمناكفة، العمل والمس بسيادة الدولة) ـ ورد دولة إسرائيل متماسك الى حد السخرية، من أجل منع التصعيد.
العدوّ يراقب، يستوعب، يحلل الوضع جيداً ويستنتج نتائج بسيطة وصحيحة: يمكن قتل يهود، في حين أنهم يسعون الى "إتفاقية سلام" الى "وقف نار" في أي وضع ـ وأكثر من ذلك ـ ينقلون النفط، الأموال، الكهرباء، المياه، بنى تحتية هندسية أخرى من أجل تشجيع المجموعات الإرهابية وتقويتها حتى في وقت الحرب... المجموعات الإرهابية لا تُحصي جرحاها، ونحن لا نستوعب ذلك. هناك مرتاحون من ضبط النفس الإسرائيلي، ومن تصريحات اليسار المتطرّف كما من اليمين في السلطة بأن دولة إسرائيل لا تهتم بالتّصعيد...
لدي إقتراح عملاني لقادة الدولة: حتى لو كنتم غير مهتمين بالتصعيد، لأسباب عندكم، لا تكشفوا ذلك لروؤساء المجموعات الإرهابية!
بالإضافة الى ذلك: ليس مهماً إذا كنتم معنيين أو غير معنيين بالتصعيد ـ التفكير ملياً والتصعيد، على ضوء المس الخطير بسيادة دولة إسرائيل عقب الإنسحاب التافه في إطار الإنفصال والتصريحات بأنّ الإنسحاب سيؤدّي الى تهدئة والى سلام، لأنه لن تكون لديهم، على ما يبدو، أسباب لإطلاق الصواريخ والقذائف، لأنهم حصلوا في إطار الإنفصال على كل أرضهم كما يزعمون، لأنهم مع ذلك في حال قاموا بعمل بعد الإنفصال الأحمق- فهم سيتلقون ضربة وهم يعرفون ذلك...
وفي هذه الحالة، لا.
المبررات آنفة الذكر هي بالضبط أساس سياسات متطرفي اليسار والإعلام الذي يُدير وعي جماعي لدى المستمعين والمشاهدين، مواطني إسرائيل، وهذه السياسات تضيّع النقطة الأساسية، تُخطئ في أحلام اليقظة حول شرق أوسط جديد، لا، هناك شرق أوسط آخر، أنظروا الى القتل في سوريا لكي تفهموا، وهناك لا يقتلون أعداء إنما يقتلون بعضهم البعض. وهكذا في أسلوب مشابه في أكثر الدول العربية ـ قبل الثورات وكذلك بعدها ـ اليمن، ليبيا، مصر، وغيرها. ليس كذلك.
فكّروا ملياً، إقرأوا الخارطة، راقبوا ما يحصل، استخلصوا النتائج التي تؤدي الى وضع جديد في شرق أوسط قديم- كما كان في الماضي، عندما قال رابين إنهم فقط يحاولون إستخدام سلاح حي، حينها... وقبل ذلك الحين.
يجب مراقبة ما يحصل هنا بنظرة تأملية من ناحية المكان. فكروا ما كان ليحصل لو كان هنالك إستفزاز كهذا، جرح وقتل مدنيين عن طريق الصدفة، في النمسا أو في سوريا. (حيث المحرّضون وضيعون ـ وحين يستحيل الرد بسبب موازين القوى والرعب). ما كان ليحصل لو استهدفوا مدناً في الولايات المتحدة الأمريكية، لسنا بحاجة للتكهّن ـ إستهدفوا، وحصل رد بحرب لعدة سنوات الى حين تصفية الرأس، حرب لمّا تنتهِ بعد.
فكروا ملياً، الرد الملزم قادم حتماً، إنما في حال ضبطم أنفسكم ـ سيؤدي ذلك الى العديد من القتلى، الإصابات، الأخطاء، الإهانات ـ وكل ذلك كرد ونتيجة للإنفصال.
يجب تغيير طريقة التعامل مع سفاحي العدو وفهم أن:
ليس لديهم، على ما يبدو، أي ذريعة حيال غزة بسبب حصول إنفصال حاسم.
هم يطلقون الصواريخ الى مناطق سكانية من أجل قتل يهود.
هم يحصلون على تشجيع من ضبط النفس الإسرائيلي.
هم لا يُحصون القتلى عندهم كما نُحصي نحن.
هم يبحثون عن الأسير المخطوف التالي من اجل تحرير مدانين بالقتل والإرهاب.
هم قطعاً غير قلقين من السجن الإسرائيلي، الذي يديرونه هم ـ وليس مصلحة السجون، التي تُنظّم إتفاقيات مع السجناء وفيها تسوية بعدم حصول إستجوابات منفردة دون وجود زعمائهم الموجودين في السجن، وعدم توزيع معجون أسنان ومستلزمات أخرى بالمفرد ـ إنما، كما يطلب زعماء الإرهاب الموجودين في السجن ـ إعطاء المستلزمات بشكل محصور للزعماء، من أجل السماح لهم بالسيطرة، التنكيل، محاكمة داخلية، وذلك بمعرفة، وتحت ظل ورعاية مصلحة السجون. نعم، من الخوف من التصعيد. هكذا داخل السجن وخارجه. منذ زمن تحوّل السجن الى جامعة والى نادي رياضي.
للوهلة الأولى لا يبدو هناك ترابط. لكن هناك ترابط وهو بالضبط موضوع المقال ـ الرغبة المعلنة للحكومة بمنع التصعيد. فكّروا ملياً، صعّدوا. "فترة حرب وفترة سلم" (سفر الجامعة ج، هـ) ـ هذه فترة الحرب، التي تم تحديدها من قبل الجماعات الإرهابية وهكذا أيضاً فقدنا ميزة المفاجئة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوزير شلوم: قريبون من نقطة الحسم الدراماتيكية في الجنوب
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ شموليك حدد والينا كورال"
" في ظل التقارير حول التهدئة، يسود منذ أمس هدوء مشوب بالتوتر في الجنوب. فالإحساس بالهلع والضغط لوحظ وسط السكان الذين أيضا لم يرسلوا أولادهم الى المدارس. وأعلن عضو المجلس الوزاري المصغر الوزير "سيلفان شالوم" عند الظهر أن "الوضع لا يُطاق، ونحن قريبون من حسم دراماتيكي سيؤدي الى وضع حدّ لإطلاق النّار على الجنوب".
وفق كلام نائب رئيس الحكومة "شالوم"، الذي زار "ديمونا" ودشن جهاز MRI، فإنّ "حماس هي المسؤولة بشكل خاص عن الوضع. فرؤساء الإرهاب يرسلون آخرين ليصبحوا شهداء لكن لا يستشهدون هم أنفسهم. وفي حال استمرّ هذا الوضع سنعمل مباشرة ضدّ البنى التحتية الإرهابية ورؤساء الإرهاب، عملية أثبتت نفسها سابقا".
وهذا هو اليوم الثالث على عدم إرسال الأهل أولادهم الى المدارس في عسقلان، على الرغم من إعلان قيادة المنطقة الداخلية عن عودة الحياة الطبيعية. ووفق كلام "رفيت شتريت"، فالمدرسة التي يدرس فيها اثنان من أولادها، "يونتان وعادي"، غير محصّنة، ولذلك هي تفضل بقاءهم في المنزل. وقالت "آمل أن لا يتدهور الوضع لان هذا سيكون مريع. ونحن نضطر في كل يوم للتنسيق فيما بيننا من سيبقى مع الأولاد، أنا، وزوجي، وأبناء إخوتي نحاول التعاون والبقاء معهم".
كما روت أنّ "عادي"، التي تدرس في الصف الأول، تشتاق الى أصدقائها، الى مقعد الدراسة والى المدرسة، ولكن أخاها يدرس في الصف الرابع يفضل البقاء في المنزل. وأوضحت "شتريت" انه "فزع قليلا ويشعر في البيت بأمان أكثر".
في غضون ذلك، تحاول العائلة تمضية الوقت بكافة النشاطات المنزلية. "نشاهد التلفاز، نلعب على الحاسوب ونركّب بازل"، وروت الأم التي أشارت أيضا الى انه "من حسن حظنا أقامت المدرسة برنامجا دراسيّاً في منتدى المدرسة مع وظائف للتلاميذ. واتصل المعلمون بالأولاد كما أن المدير نفسه أتصل فينا وعرض المساعدة".
وأعربت "شتريت" عن أملها بأن لا يتفاقم الوضع وقالت "حينئذ أخاف بأن اضطر الى إخراجهم خارج عسقلان الى مكان أكثر أمانا وسط البلاد". وقالت: "هم حتى الآن يتذكّرون عملية "الرصاص المسكوب" وصفارات الإنذار. فهم يقولون لي طوال الوقت أنك تعهدتي لنا أن هذا قد انتهى. هذه المواجهة لم تكن بسيطة بالبقاء مع الأولاد في المنزل. كما تلقيت مساعدة أيضا من عامل اجتماعي، يساعدنا كيف نساعد الأولاد أثناء سماع صفارات الإنذار وبشكل عام. وآمل بأن نستطيع العودة الى الحياة الطبيعية".
وتحدّثت أيضا "حاغيت ددون"، وهي أم لثلاثة أولاد في الصفوف التالية: الرابع، السادس والعاشر، انه إذ ما تدهور الوضع الأمني، ستسافر مع عائلتها الى وسط البلاد. "على الأقل في نهاية هذا الأسبوع لن نبقى هنا. وآمل جدا أن لا يتفاقم الوضع، ولكن لا يمكن البقاء في وضع كهذا لوقت طويل".
ووفق كلامها، "يجلس الأولاد في المنزل متململين خاصة أمام التلفاز والحاسوب وطوال الوقت، ويجب شراء أشياء متنوعة لهم خاصة الطعام".
كما أنّ المدرسة التي يدرس فيها ابن "ددون" غير محصنة إزاء الصواريخ. "من جهة هناك رغبة بأن يعودوا الى المدرسة ومن جهة أخرى أعرف أنّ المدرسة غير محصّنة والبقاء في البيت أكثر أماناً، لكنّ هذا الأمر صعب جدا وليس سهلا".
وأضافت: "ما يُقلقني بأن يعتادوا على البقاء في المنزل والقيام في وقت متأخر، وإدخال نوع من الروتين لحرية كبيرة. فهم ولا مرة قالوا بأنّهم مشتاقون الى المدرسة أو يريدون العودة إليها، وآمل أن يكون هناك نهاية لهكذا أمر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُطلقون النار علينا: هل هناك فائدة من ضبط النفس أمام الفلسطينيين؟
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ إيزي ليبلر"
" ردودنا الفاترة على التدفق الأخير للصواريخ التي أُطلقت علينا من غزة تُذكّر بفشلنا بالرد بشكل مناسب على بداية التهديد، في حين ما زالوا يُطلقون صواريخ بدائية، منذ أكثر من عقد. هذا الفشل عوّد العالم على تقبّل إطلاق صواريخ ضد إسرائيليين، واعتباره واقعاً معاشاً. منذ ذلك الحين تطوّرت الصواريخ لتصبح فتاكة جداً. اليوم المخربين يُشغلون منصات صواريخ غراد من إنتاج روسي، حصلوا عليها ربما عبر سرقة مخازن الأسلحة التابعة للقذافي في ليبيا.
نجمت الهجمات الصاروخية الأخيرة من نشاط الجهاد الإسلامي في غزة، في مجال سيطرة حماس. ردنا الأولي أدى الى موت عدد من ناشطي الجهاد الإسلامي الذين عملوا في إطلاق صواريخ، لكن كنتيجة لذلك أطلقوا أيضاً حوالي 40 صاروخ إنتقاماً منا. المشكلة هي أنه بدل الرد الحاسم، إخترنا السماح لمصر بتجديد الهدنة. على ما يبدو أننا لم نستخلص بعد العبر المناسبة من الماضي. فنحن مجدداً ننتهج سياسة ضبط النفس، في حين أن الإرهابيين يقيسون ردة فعلنا. هذا الأسلوب يجعل طبيعة حياة الإسرائيليين في الجنوب تُحدّد وفق الإعتبارات التكتيكية لحماس، التي تواصل جس النبض الى أن تقرّر أنه حان الوقت لكي تُشغّل كامل قدرتها، وعندها ستسقط الصواريخ في كافة أرجاء البلاد، بما في ذلك تل أبيب.
إذاً سنرد فقط بعد تصعيد كهذا، والمنطق هو أن الأمر سيؤدي الى مواجهة شاملة. ولذلك يُطرح السؤال التالي: لماذا ننتظر حتى ذلك الحين؟ علينا تحذير أعداءنا بأننا لن نواصل الإهتمام بمعارك إستنزاف لردود متحفّظة وفق نزوات حماس. علينا أن نوضّح أننا سنُشغّل كامل القوة التي نملكها لكي نتوصل الى إنهاء هجمات كهذه. وإذا قيّدنا أنفسنا بردود محدودة، سنضمن فقط أنه على المدى الطويل لن يكون هنالك مفرّ من مواجهة واسعة النطاق، حيث لا أحد منا معني بها.
الوضع الإقليمي في مرحلة تصعيد يومياً، في حين أن متطرفين إسلاميين يصبحون أقوى أكثر فأكثر في الدول المجاورة. من المتوقع أن يستمر الوضع بالتدهور في السنوات المقبلة، في وقت ستتبلور أنظمة جديدة. نحن موجودون في وضع عمل أفضل بكثير مما سنكون عليه بعد سنتين، حيث من المحتمل أن يصبح الأخوان المسلمين على رأس دول عربية وأن يصبحوا ذوي قوة كبيرة جداً في مصر. نحن نعيش في عالم قاس وعنيف. إذا لم نعد الى تشغيل الردع الحقيقي الآن- فإن السيناريوهات البديلة ستكون أسوء بكثير.
وقد أدّت صفقة شاليط الى موجة تحليلات عرضت أن هذا الأمر سيؤدي الى تخفيض التوتر بين حماس وإسرائيل. ما من أمر أبعد من الحقيقة. اليوم زعماء حماس يفترضون بأنه بالإمكان إبادتنا على مراحل، خلال فترة زمنية متتابعة. هم سيزيدون من إطلاق الصواريخ، سيتزودون بأسلحة فتّاكة وسيعملون بالتعاون مع الإيرانيين على تشغيل كل قوة النار التي يملكونها عندما يتمكنون من ذلك.
علينا أن نوضح لزعماء حماس في غزة، الذين يسمحون بالهجمات، أنه إذا ما استمر هذا الأمر، فإنهم سيتحولون الى أهداف شرعية يرصدها الجيش الإسرائيلي. هذا الأسبوع قُتل إسرائيلي واحد وأُصيب آخرون. هل علينا إنتظار كارثة كبيرة، لا سمح الله، قبل أن ندافع عن أنفسنا؟ هل الإسرائيليين الذين يعيشون في الجنوب أقل أهمية من أولائك الذين يعيشون في تل أبيب؟ لو أن هذه الصواريخ كانت تسقط في تل أبيب، ما من شك بأن ردنا كان ليكون مختلفاً.
هل علينا انتظار حصول ذلك لكي نتحرك؟"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى متى ستسلّم "اسرائيل" بخطر الصواريخ من غزة التي تطال تل أبيب ايضا
المصدر: "معاريف ـ مناحيم بن"
" كيف يمكن قيام احتجاج في تل أبيب في ظل صواريخ الغراد القادرة على الوصول إلى الميدان؟ وإلى متى سنسلِّم بالتهديد المجنون من قبل سلطة الإرهاب في القطاع؟
في الواقع يوم الجمعة الأخير ، وقبيل انطلاقة أعمال الشغب الدامية الأخيرة من غزة، سمعت على أخبار القناة العاشرة أو القناة الأولى، على لسان "يوآف ليمور" أو "ألون بن دافيد" عن أنَّ التنظيمات الإرهابية في غزة تمتلك صواريخ تغطّي كل المنطقة "حتى هرتسليا"، بما في ذلك تل أبيب العظمى بالطبع. العبارة المؤثرة "حتى هرتسليا" أذكرها على وجه الخصوص. في غضون ذلك، سمعت أيضاً من وزير الأمن الداخلي "أهرونوفيتش" أنَّ بحوزة التنظيمات الإرهابية صواريخ أكثر تطوراً من تلك التي أُطلقت نحو أشدود وعسقلان، قتلت وجرحت. لذا، لم يكن واضحاً لي قبل ذلك كيف تسمح الحكومة الإسرائيلية للإحتجاج بالدخول إلى تل أبيب، وبعد عدة ساعات من سقوط أربعة صواريخ غراد في أشدود وغان يفنا، وإصابتها لبعض الأشخاص، واستهداف عدة مبانٍ، بما في ذلك مدرسة، من غير المحتمل أن تسمح حكومة مسؤولة بقيام تظاهرات غفيرة. وفي غضون ذلك، أعلنت حماس أنّها تدرس فكرة الإنضمام إلى إطلاق الصواريخ مع الجهاد الإسلامي في ردّ على "الجريمة الصهيونية" (قتل المخرّبين الذين وقفوا خلف إطلاق صواريخ إضافية علينا)، هل من واجبي أن أروي لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، ما رواه لنا المراسلون العسكريون نهاية الأسبوع، عن مدى الصواريخ من غزة "حتى هرتسليا"؟ وإن كان هذا الأمر صحيحاً حقاً، كيف يمكن عموماً أن يخطر في البال قيام أي احتجاج أو حتى أي حياة منتظمة في مدى الصواريخ برمّته؟ حقاً كما ظهر فجأة لدى الجهاد الصاروخ الذي استهدف مدرسة يوم السبت، فقد يبرز صاروخ آخر في منتصف الأسبوع وقبل الظهر لا قدَّر الله.
الحقيقة هي أنني كنت أوشك على اصطحاب اثنين من أولادي إلى مكان الاحتشاد في تل أبيب ـ هما مع الإحتجاج وأرادا أيضاً رؤية "باري سحروف" (بعد ذلك سمعت أنَّه شالوم حنوك عموماً) ـ لكن بعد البيانات المهدِّدة قرَّرنا البقاء في البيت، هنا في نوفيم، مستوطنة في السامرة، بجوار أريئيل، التي أصبحت بطريقة ما إحدى المناطق الأكثر أمناً في إسرائيل اليوم، واقعاً في المنطقة المحصّنة من صواريخ حزب الله وسوريا من الشمال وصواريخ حماس والجهاد من غزة في الجنوب.
وقبل أن نسأل أنفسنا كيف وصلنا إلى هنا ـ الجواب سريع: هلع وانعدام مروّع للرؤية بدأ في الإنسحاب الأولي من سيناء وبعد ذلك في فك الإرتباط المجنون عن غزة- يجب إجابة أنفسنا أولاً وفي الحال ماذا ينبغي أن نفعل الآن. هل يجدر بنا فعل ما علَّمنا إيّاه "باراك" طوال الزمن: "أن نستوعب"- يا لها من كلمة بارعة- كل هذه الإساءة وهذا التهديد، وأن ندفن الرأس في الرمل البارد وأن نأمل في وقف إطلاق الصواريخ بأية طريقة عبر اتفاقية ركيكة كهذه أو كغيرها؟ أنْ ننتظر حدوث شيء ما مريع في الحقيقة- على سبيل المثال، في روضة الأطفال مثلاً أو في باص ركاب- وعندها نتوجّه إلى معركة جنائية شديدة في غزة، تولِّد المزيد من الصواريخ حتى تخمد قوتها لفترة وجيزة؟ أو أنْ نفعل ما فعله "أولمرت"، "ليفني" و"باراك" خلال عملية الرصاص المسكوب (باراك عارض في الواقع)، وهذه المرة الرصاص المسكوب شيء إيجابي: يعني، أن ننفذ إلى قطاع غزة بالمدى المباشر (ضمن تجنيد احتياط وإدخال مواطني إسرائيل إلى الملاجئ، أجل، أجل) وألاّ نغادر حتى احتلاله بالكامل (أو قطع الأوصال الفعّال لعدة أقسام)، وخصوصاً، تدمير كافة صواريخه، انطلاقاً من انهيار سلطة حماس، إذا استلزم الأمر (بالنسبة إلينا- قد يحدث ذلك قطعاً أيضاً مع سلطة حماس، وستُجرّد من سلاحها) على أمل أن يتمكَّن الجيش الإسرائيلي من القيام بذلك. وماذا حينها؟ سيكون ممكناً بالتأكيد إعادة غزة إلى كل من يريد- حتى إلى يد "أبو مازن"- وبشرط أن تجرّد غزة من الأسلحة تماماً، وأن تنتشر قوة دولية (قوات تركية، على سبيل المثال، غزة تهمُّ أردوغان كثيراً حقاً) في كل منطقة غزة وأن تحافظ على الهدوء. حتى ذلك الحين- لا يتزحزحون.
صحيح، أنّ هذا الأمر سيلقي ظلاً كبيراً ومريعاً على فك الإرتباط الأحمق هذا الذي قمنا به (سواء من سيناء أو من غزة). وصحيح أنَّ ذلك سيلزمنا بزيادة الموازنة الأمنية كثيراً، وبعدم تقليصها. صحيح أنَّ ذلك سيلزمنا بنشر نطاق الموازنة ومدَّخرات عملتنا الخارجية. صحيح أن ذلفك سيهدّد البورصة فلذّة كبدنا و"مالنا"، لكن عندما لا يوجد خيار، لا خيار. نحن ندافع عن حياتنا وحياة أولادنا. ولا يمكن العيش في ظل تهديدات الصواريخ المتأتية من غزة.
بالطبع، سيروون لنا أنّ كل المسائل حساسة إلى درجة الهلع الآن. لأن النظام في مصر يوشك على الإنهيار علينا ونسف اتفاقية السلام (لكن يبدو لي في الواقع ضعيفاً على وجه الخصوص الآن ويفتقر إلى إحسان الولايات المتحدة خصوصاً). "الأسد" ينتظر فقط فرصة مهاجمة إسرائيل بغية إيقاف الثورة في سوريا (لكن الأسد هو واقعاً هو في وضعه الأضعف حالياً، وهو يعلم أن الحرب ضد إسرائيل الآن قد تسقطه هو ونظامه نهائياً). وحزب الله، بتحفيز من إيران، يرتقب مع عشرات الآلاف من صواريخه بغية الإنضمام إلى المعركة التي شُنَّت في الجنوب (لكنّ نصر الله ما زال يلعق جراح حرب لبنان الثانية المحفورة على جسده وجسد اللبنانيين كالحرق، وإضافة إلى أنَّ اللبنانيين لا يؤيّدونه، هو يعلم أيضاً كم أنَّ سوريا ضعيفة الآن، وكم أنه لا يحق لإيران الآن استفزاز الولايات المتحدة الأميركية بعد الاكتشافات الأخيرة حول محاولة اغتيال السفير السعودي). لكن حتى لو كانت التهديدات صحيحة وصائبة لا يمكن أن تدفع الحكومة الإسرائيلية ثمن عدم القدرة على حماية مواطنيها إزاء الصواريخ المتطايرة، حتى في مناطقها الحدودية وفي عمقها. ولا يمكن أن تعتمد على سند واه يُدعى "القبة الحديدية"، شبكة مليئة بالفجوات، تدفعنا إلى الإعتقاد خطأً بأننا نرتدي في الوقت الذي نكون فيه عراة، وتمنعنا من فهم أننا ملزمون بفعل كل شيء ـ بحراً، براً وجواً ـ من أجل تدمير كافة مناطق الصواريخ في غزة. عندها ثمة لحظة كتلك التي ينبغي فيها المراهنة على الحياة والموت والخروج إلى حرب. وحتى قبل أن نرى قنبلة متفجّرة لا سمح الله في عمق الإحتجاج أو في عمق مؤسسة تعليمية تعجّ بالأولاد، يحفظنا الله.
إنها اللحظة للقيام بذلك. حان الوقت الآن لإعطاء أمر إلى الجيش الإسرائيلي بتدمير كافة الصواريخ في غزة وعدم الخروج منها حتى تُجرَّد من الأسلحة في ظل قوة دولية. وحتى أنه مسموح الأمل بأنَّ الولايات المتحدة الأميركية ستقف إلى جانبنا في عام الانتخابات هذا. ما نحتاجه في الأساس هو الشجاعة، قبل أن يفوق الأوان وقبل أن نتحوّل إلى دولة وصاية ورهينة صامتة في أيدي المصريين.
عندما طرح "أريك شارون" هذا السؤال المضحك والخرافي ـ"مَنْ مع تصفية الإرهاب؟" ـ لم نتصوّر (حتى إن أمكن التكهّن على ضوء مركزيته في هدم المستوطنات في سيناء) أنه سيكون المولّد الكبير للإرهاب الجديد من غزة، في أعقاب فك الإرتباط. سنستخدم على الأقل الآن مقولته اللطيفة بغية تذكير أنفسنا أنه حتى لو كان من الصعب تصفية الإرهاب، فالقضاء على الصواريخ في غزة ـ ممكن".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انهارت نظرية الضاحية و"اسرائيل" تدفع الثمن
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ يريف موهر"
سقط المزيد من صليات الصورايخ من القطاع على إسرائيل وارتفع عدد المصابين بصدمات نفسية, في موازاة تظاهرة اجتماعية كبيرة. خلافاً لذلك تجبي الصيغة القديمة بقصف غزة رداً على إطلاق الصواريخ ثمناً سياسياً أكثر فأكثر:
السلطة الجديدة في مصر تجلس متململة تحت مظلة اتفاقية السلام: والاعتراف المتزايد بالسيادة الفلسطينية في العالم يزعزع شرعية سيطرة الجيش الإسرائيلي على المجال البحري والجوي للقطاع وبالتالي يضعف إلى حد ما عدم شرعية الصواريخ. عموماً, الوضع الدولي لإسرائيل لا يحذّرها ولا يسمح لها بحيز كبير من العمل الدامي في القطاع.
يبدو أن ما يُسمى بـ "عقيدة الضاحية" أصبح دفع ثمن ذاتي ـ إسرائيل ومواطنوها يدفعون ثمن تحمية السبطانات والصواريخ في الجيش الإسرائيلي. إن انهيار عقيدة الضاحية يترك فراغاً محدداً- لا في درج الخطط التنفيذية للجيش الإسرائيلي ولا في الإرشادات التي يوجّهها السياسيون إلى الوسائل الإعلامية. ليس لدى رؤساء الدولة أي شيء يمكنه أن يُعرض كحل ممكن لأمن الجنوب. حتى لو ألزم ليبرمان نفسه بالصمت فهناك أساس للافتراض أن عناصر الـ "لندخل إليها" دخلوا إلى العالم الحقيقي من نسب القوة العالمية واكتشفوا أنهم بحجم دافيد فقط من دون المقلاع والحجر.
من جهة أخرى, واقعاً المجال الاجتماعي يقوم بثورات في الشرق الأوسط. إن كان محمد بو عزيزي, التونسي الذي أحرق نفسه وبدأ الثورة, أو, شتان ما بينه وبين, دفني ليف التي قادت احتجاجاً جريئاً بنصب خيم, فإن مواطني الشرق الأوسط ليسوا مستعدين لتقبل استهتار زعمائهم. إنني مندهش لأن حكومة ذكية ومتهكمة كحكومتنا لا تستغل هذه الظاهرة بأي شكل من الأشكال ضد حماس.
يمكن تصوّر خطة تجربة على سبيل المثال, يلقي في نطاقها الجيش الإسرائيلي على القطاع منشورات حول فساد حكومة حماس كرد على إطلاق النار من القطاع. ما يخيف حماس كثيراً: صواريخ أو بذور الثورة وفقدان الشرعية. تجربة صغيرة وبسيطة يمكن أن تمنحنا جواباً حقيقياً بدلاً من جواب مشكوك فيه.
لكنن أخشى أن تمتنع الحكومة عن القيام بهذه التجربة. نماذجها القديمة متأصلة جداً. ومن جهة أخرى, علينا أن نعترف أنه في حال اندهش الفلسطيني المعتدل في القطاع من فساد حماس فإنه سيضطر إلى المقارنة بين علاقة حماس وعلاقة إسرائيل به. سيضطر ليسأل لماذا الجيش الإسرائيلي والجيش المصري يصعّبون كثيراً نقل البضائع إلى القطاع بحرية؟ لماذا القطاع مقيّد تماماً من جهة مجاله البحري المنفصل عن البحر الأبيض المتوسط ولماذا مجاله الجوي مغلق؟ عندما تكون الردود مؤلمة إلى حد ما, سيكون هناك الكثير من الغزاويين الذين سيقبلون حماس كسيئة.
صاروخ الباتريوت الجديد
خرجنا من لبنان بشكل أحادي الجانب وتركنا المنطقة لمنظمة إرهابية تبغض إسرائيل, كذلك في غزة قمنا بحرب مكثّفة. على الرغم من ذلك الوضع الأمني في مستوطنات خط المواجهة الشمالي أفضل بكثير من الوضع في الجنوب وخصوصاً في غلاف غزة. الإسرائيلي الذي سيندهش من هذا الأمر سيتوجب عليه التفكير أنه في لبنان لا نسيطر على المجال البحري والجوي. وفي لبنان, حيث الوسائل الإعلامية متطورة كثيراً, ينشغل اللبنانيون (بما في ذلك الشيعة) بانتقاد السلطة. من جهة أخرى, عقلية الحصار, كما في القطاع, تحشد الصفوف ضد عدو خارجي.
في هذه الحال, سيسأل الإسرائيليون أنفسهم, وخصوصاً سكان الجنوب, إن كنا لا نشن حروب الأمس في الصباح؟ هل من غير الواضح أن عدم ثقة الشرق أوسطيين بأنظمتهم هو وسيلة عظيمة من أجل نقل صراع من خطوط دينية أو قومية تعصبية نحو صراع على العدالة الاجتماعية. هل مفهوم "الشعب يريد عدالة اجتماعية" داخل جاراتنا, ليس إلى حد ما, صاروخ الباتريوت الجديد لدينا؟ ولما هذا البغض لإسرائيل يستخدمه كل طاغية عربي من أجل تبرير أخطائه الاقتصادية الاجتماعية؟ هناك سبب واحد فقط لعدم استغلال قيم العدالة الاجتماعية كدرع من التعصب الديني والقومي- بغية تقديم حديث العدالة الاجتماعية في السياسة الشرق أوسطية ينبغي القيام بذلك من الداخل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي يواجه صعوبة في تحديد المجموعات الفلسطينية التي تطلق الصواريخ
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ رون بين يشاي ويؤآف زيتون"
" غيوم مُنخفضة وكثيفة، أجهزة إطلاق متعددة المواسير، منظومة القبّة الحديديّة لا تزال غير متمركزة وإطلاق نار تدريجي يتسبب بحصول أضرار كثيرة ـ كل هذه الأمور سمحت للجهاد الإسلامي بان يُلحق أضراراً كثيرة جداً. في الجيش الإسرائيلي يستعدون لمواجهة صعوبات في تحديد مواقع الخلايا في الأيّام الغائمة عبر طائرات صغيرة من دون طيّار.
الجهاد شمخَ برأسهِ ـ وتكبّد بخسائر: في المؤسسة الأمنيّة قدّروا أنّه على غرار جولات تصعيد سابقة، كذلك هذه المرّة استغّلت مجموعات إطلاق النار التي نفّذت أمس (السبت) إطلاق الصورايخ المكثّف باتجاه إسرائيل، الغيوم المنخفضة والكثيفة التي كانت أمس في سماء غزّة، ضمن استغلال حقيقة أنّ أجهزة رصد الأحوال الجويّة تستصعب الرؤية في نفس النجاعة التي تكون فيها السماء صافية، خالية من الغيوم. في المقابل، أوضحوا في الجيش الإسرائيلي أنّ الأضرار الدقيقة نسبيّاً للصواريخ التي أُطلقت من غزّة تعود إلى عدّة أسباب: مواقع متخندقة ومغطّاة بالباطون، مجموعة إطلاق نار مُدرّبة وتكنولوجيّات إطلاق نار حديثة، كإطلاق النار المتعدد المواسير والتدريجيّ.
في الجيش الإسرائيلي سيعززون من نشاطات الطائرات الصغيرة غير المأهولة لتحديد مواقع خلايا إطلاق النار، وبعد أن أصبحت السماء صافية كان يمكن العمل بشكل أكثر نجاعة وأكثر دقّة ضدّ مجموعات الإطلاق. إحدى الحلول التي طُرحت في الجيش الإسرائيلي لمشكلة الغيوم المتلبّدة كانت طائرات الرصد بالفيديو البسيطة والصغيرة غير المأهولة التابعة لوحدات "راكب السماء" في سلاح المدفعيّة، التي تتمكن من تصوير منطقة العدو على علّو منخفض يصل لمئات الأمتار في هدوء نسبي وتحت خط الغيوم.
زد على ذلك، في الجيش الإسرائيلي يتحدّثون عن تكنولوجيّات إطلاق نار متطورة نسبياً للجهاد الإسلامي. حيث استخدم المخربون إطلاق نار متعدد القنوات، في عملية إطلاق الصواريخ أمس باتجاه الجنوب. في نفس الطريقة أطلقت خليّة مخربين الصاروخ يوم الأربعاء ليلاً، والتي أصابت منطقة مفتوحة في المجلس الإقليمي بئر – طوبيا.
خلافاً لصواريخ القسّام القصيرة المدى والأقلّ تطوّراً، صواريخ الغراد التي تُطلق بجهاز إطلاق متعدد القنوات قادر على إطلاق عدد من الصورايخ وحتى التسبب بأضرار كبيرة جداً.
ويتعلّق الأمر بتكنولوجيّة بدائيّة نوعاً ما، استخدموها أيضاً في الحرب العالميّة الثانية. وقد تبنّى حزب الله هذه الطريقة في حرب لبنان الثانية، عندما استخدم الشاحنات التي أطلق منها الصورايخ بشكلٍ متوالٍ.
في قيادة الجبهة الداخليّة ذكروا أيضاً إطلاق النار التدريجي، الذي هدفه التسبب بحصول أكبر عدد ممكن من الإصابات في الأرواح: إطلاق صاروخ إضافي على نفس المكان بعد مرور وقت قصير، بفرضيّة أن ليس كل السكّان في المنطقة سيجدون ملجأً أو أنّ هذه الصواريخ ستنفجر في الوقت الذي ستصل فيه قوات الإنقاذ إلى المكان.
هناك توضيح إضافي قدموه في الجيش الإسرائيلي لنسب النجاح العالية للمخرّبين كانت أيضاً بان منظومة القبّة الحديديّة لم تعمل حتى الآن. منظومة الدفاع اعترضت صاروخاً واحداً لبئر السبع، لكنّ في أسدود وعسقلان لا تزال المناطق مكشوفة - إلى أن هذا الصباح تمّ اعتراض صورايخ غراد على اسدود. وأوضحوا في الجيش الإسرائيلي بقولهم: "المنظومة تمركزت في إجراء مستعجل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ردّاً على قبول السلطة عضواً في الاونيسكو: إسرائيل ستبني 2000 وحدة سكنيّة في النقاط الاستيطانيّة
المصدر: "موقع هآرتس"
" سيتمّ بناء وحدات سكنيّة في شرقي القدس، غوش عتسيون ومعاليه ادوميم. مكتب رئيس الحكومة: تلك المناطق ستبقى لنا في أي اتفاق, تقرر أيضاً أرجاء نقل الأموال إلى السلطة بشكل مؤقت.
قرّر منتدى وزراء الثمانية يوم أمس الثلاثاء، في ردّ على قبول السلطة الفلسطينيّة عضواً كاملاً في الاونيسكو - منظمة التعليم والتربية التابعة للأمم المتّحدة، عزم إسرائيل البدء بموجة بناء في مستوطنات يهودا والسامرة. ونُقل من مكتب رئيس الحكومة أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعطى أمراً بالاستعجال ببناء ألفي وحدة سكنيّة في شرقي القدس، في غوش عتسيون وفي معاليه ادوميم. ونقل من مكتب رئيس الحكومة أنّ " الأمر يتعلّق بمناطق تبقى بحوزة إسرائيل في أي تسوية مستقبليّة".
وقد اجتمع منتدى وزراء الثُمانيّة لمناقشة الرّد الإسرائيلي لقبول فلسطين في المنظمة، في مقابل ما أفيد عن نيّة تقدّم السلطة الفلسطينية بطلب العضوية في منظّمة الصحة العالمية وفي خمس عشرة وكالة صغيرة أخرى تابعة للأمم المتحدة.
كما تقرّر في جلسة الثمانيّة، إرجاء نقل الأموال الضريبية التي جمعتها إسرائيل من اجل السلطة الفلسطينيّة في تشرين الأول. ويتعلّق الأمر بأكثر من 300 مليون شيكل كان من شأنها أن تنقل هذا الأسبوع للسلطة الفلسطينيّة قبل عيد الأضحى، لصرفها في دفع رواتب موظفي وشرطيي السلطة الفلسطينيّة.
وحصل في سياق الجلسة جدال بين وزير المالية "يوفال شتاينتس" وبين وزير الدفاع "إيهود باراك" بشأن مسألة إيقاف عملية نقل الأموال بشكل نهائي؟ في نهاية الجلسة تقرّر إجراء مناقشة خاصّة حول الموضوع في الأيام المقبلة. ويعتبر باراك أنّ إيقاف نقل الأموال سيشكل خطراً على استمرار التنسيق الأمني مع الفلسطينيين في الضفّة ومن شأنها أن تؤدي إلى حصول مواجهات عنيفة، في الوقت الذي يدعم فيه شتاينتس هذه الخطوة.
كذلك تقرّر في إطار لقاء اليوم عدم السماح بوصول بعثات باسم منظمة الاسكوا إلى إسرائيل، ولدرس رفض وثائق "في أي بي" من مسؤولين رفيعين فلسطينيين.
وتعليقا على ذلك أفيد من السلطة أنّ القرار "يسرّع في هدم عملية السلام". كما وصف نبيل أبو رُدينة المتحدّث باسم رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس قرار إيقاف نقل الأموال الفلسطينيّة بشكل مؤقت بقوله "غير إنساني".
وفي وقت مبكر جداً اليوم قال وزير الماليّة شتاينتس أن إسرائيل يجب أن تدرس احتمال وقف نقل حصتها النسبيّة من ميزانيّة المنظمة إلى الاونيسكو. وبحسب تعبيره بعد أن قلّصت الإدارة الأميركية حصّتها من ميزانيّة الاونيسكو في أعقاب قبولها كعضو كامل، يجب على إسرائيل أن تتّخذ إجراءاً شبيهاً, إسرائيل ترسل إلى المنظمة كلّ سنة حوالي 2 مليون دولار من موازنة وزارة التعليم. 1.6مليون دولار هي رسم عضويّة سنتين و400 ألف دولار هي من اجل مشاريع مشتركة.
من جهة ثانية قال أمس وزير الخارجيّة افيغدور ليبرمان إنّه في أعقاب هذا الإجراء "نحن ملزمون بالتفكير مليّاً لقطع أي اتصال مع السلطة الفلسطينيّة. ملزمون بجباية ثمن الإساءات الحملات الدعائية والمقاطعات. لا يمكن إبقاء هذا من دون ردّ واضح ومن دون جباية الثمن".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِبر الربيع العربي من ناحية اسرائيل
المصدر: "معاريف ـ اليكيم هعتساني"
" اعتدنا على تقبّل الحقد وأعمال الكراهية من جيراننا كظاهرةٍ طبيعية. الأحاسيس المرهفة التي في داخلنا كذلك نتعامل معها كثمارٍ لاتهامنا: نحن المُهاجَمون،المُهدَّدون، المنعزلون والمضطهدون، جلبنا كل هذا لأنفسنا. هذه الميزة، من الكراهية الشخصية، تصنع بنا هجرةً أكثر من كل ما يستطيع أعداؤنا أن يسببوه لنا.
تعالَ نحاول للحظةٍ النظر مباشرةٍ إلى ما يحدث حولنا دون تعقيداتنا. نبدأ بمصر، التي شكّلت نموذجا أول، معجزة، لقطع سلامٍ وفق النموذج "سلام مقابل أراضي" في الحقيقة، حصلنا على ما يزيد عن ثلاثين سنة من غياب الحرب، لم يستطع أحد أن يزن- لأنه لا يوجد موازين كهذه، هل المقابل لهذا يساوي قيمة الثمن الذي دُفع. يكفي الإشارة، أنه باستثناء الحفاظ على عدم القتال وحماية سفارات، مصر خرقت مباشرة كل باقي بنود اتفاق السلام، وبشكلٍ خاص ما أسماه مناحيم بيغن "تطبيع"، من لغة تطبيع العلاقات.
"الربيع العربي" في مصر يضع كل هذه الخروقات في إطار تفسير جديد: إصرار زعماء مصر على"سلامٍ بارد".هذا، لأنّ تصرفات الجماهير المصرية كشفت حقيقة ما يحدث في الميدان: هم-أي، الشعب، لا يريدون، ولم يريدوا يوماً من الأيام, سلاماً!. فقط ديكتاتور عربي كان قادراً على توقيع اتفاق سلامٍ مع اليهود، لأنه فقط لو كانت القوة بالعمل رغم أنوف الشعب وضد رغبته. لأن هذه هي الحقيقة المرَّة: نظامُ عربي فيه ذرّة من الديمقراطية، يعبّر بنسبةٍ ما عن رغبة الشعب، لن يصنع معنا سلاماً أبداً!
السَّخفاء البسطاء من اليسار فرحوا وابتهجوا بسقوط الرئيس مبارك، وكانوا بأرواحهم بين المحتفلين في ميدان تحرير "الربيع العربي". حتى أنّ الاعتداء الجماعي على مراسلةٍ أمريكية، الذي رافقه الجماهير بصرخات "يهودية!" (وهي لم تكن يهودية) ـ لم تهدِّئ من حماستهم.
عشرات آلاف ساروا من الميدان نحو سفارتنا وتقريباً نفذ في داخلها إعدام دون محاكمة. جيش وشرطة مصر اللذين وُضعا بشكلٍ خاص للحفاظ على السفارة لم يتدخّلوا ورئيس الكتلة العسكرية، طنطاوي، ربما رفض الاستجابة لدعوات الهاتف الملحَّة لرئيس حكومة إسرائيل. ولم ينجح سوى تدخلُ رئيس الولايات المتحدة شخصيا، في تحريك كومندوس مصري لتأدية دورهم اللازم وفق القانون الدولي. وهكذا، بتأخير عشرات السنين"أوضح" لنا، أن السلام الأكثر شهرة، النموذج الأول لعمليات السلام كلّها، يمكن أن يحصل فقط رغم أنوف الشعب، مع ديكتاتوريين أو ملوك أساسيين.
يساريونا سيضطرون لتسوية أمورهم الآن مع النظرية الجديدة، حيث أن القيمتين اللتين يعبدانهما أكثر من أي شيء، الديمقراطية والسلام، غير قادرتين على السير معاً لدى العرب في علاقاتهم مع اليهود. اليسار المتدين سيضطر لاختيار السلام أو الديمقراطية"، تريدون السلام، يمكنكم إحرازه فقط بطريقةٍ معادية للديمقراطية من الأعلى. تريدون الديمقراطية؟ عندها وداعاً للسلام، لأن هذه هي الرغبة الداخلية، الحقيقية، غير المزيَّفة للشعوب العربية!.
هذه الحقيقة طرقت على الباب المصفَّح الأخير الذي تُرك فاصلاً بين حراسنا وبين الجمهور الذي ضيَّق على السفارة في القاهرة. إن كان بينهم يساريون، عندها في لحظات الحقيقة، لأنَّ الواقع السياسي هدّد حياتهم مباشرة ربما، وربما، هم فهموا في داخلهم أن هذا هو الواقع، وهو غير قابلٍ للتغيير.
في إطار المحاولة للتحرر لساعة من تعقيداتنا، نتجرأ أن نطرح سؤالاً هنا: مراراً وتكراراً أحرقوا في مصر علم إسرائيل، بعد ذلك هجموا على السفارة، دمروا وأشعلوا النار. لماذا مصر لم تعتذر؟ ولماذا ربما لم يخطر ببال إسرائيل طلب الاعتذار؟
حصلت في النقب هجماتُ إرهابية أودت بحياة ثمانية يهود إسرائيليين. في أعقابها اعتذرت إسرائيل أربع مرات(المصريون كتبوا ونشروا بفخرٍ!) عن قتل رجال شرطة مصريين، وهذا في ملابسات كانت هي تستحق الحصول على اعتذار.أولاً، لأن الإسرائيليين هُوجموا وقتلوا ضمن منطقةٍ مصرية وهذا المبدأ الأساسي، حيث أن الدولة التي خرجت من مناطقها هجمة-هي التي تتحمل المسؤولية. ثانياً، هوجمنا في ضوء النار من داخل موقعٍ عسكري مصري أو بمنطقةٍ قريبةٍ منه. ماذا توقّعوا من جنود إسرائيل، أن لا يطلقوا النار بالاتجاه الذي منه فتحت النار عليهم؟ ثالثاً، كانت هناك شهاداتُ بأن جنوداً مصريين شاركوا في إطلاق النار والهجوم, وتحقيق الجيش الإسرائيلي كشف أن كل الإرهابيين المهاجمين كانوا مدنيين مصريين، أحدهم ربما كان شرطياً! وإنما، الجميع، بما فيهم إسرائيل، شوهوا الحقائق، ألغوا وأخفوا الحقيقة، وعلى ألاَّ يخرقوا وهم الـ"سلام". الـمقولة اليسارية تقول "السلام هو الأمن"، في الواقع الأمن أصبح رهينةً للسلام.
ومن هنا إلى سوريا. النظام هناك في ضائقة. السلطة ورئيسها يقاتلان شعبهما والدم يتدفق في الشوارع. النظام بحاجةٍ لكل جندي لحاجات الجبهة الداخلية، لكن لديه حدود معادية، الحدود مع إسرائيل، الذي تحرسه بعض الفرق العسكرية. وها نحن نتنبَّأ بأن الأسد سحب هذه الفرق وأبقى الحدود مع إسرائيل غير محمية. لماذا؟ لأنه لا يهتم. هو في الحقيقة يعلَّم كل طفلٍ سوري أنَّ إسرائيل عدوانية، قاتلة ووحشية وفقط تنتظر اللحظة لتدمير كل عربي، لكن إلى جانب هذا هو متأكّدُ أنها لن تهاجِم ولن تستغل ضعفه، بنسبةٍ كبيرةٍ لأنه يخاف كشف حدوده. هو يعرف أنه يثق بحدوده غير المحمية مع إسرائيل أكثر مما في عاصمته.
ما يثير السؤال القديم- ما هو تفسير الخلاف الفاضح هذا، بين المعرفة الداخلية لأحدٍ من كبار أعدائنا أننا في الواقع لسنا عدواً بشكلٍ عام، وبين كرهه لنا ورغبته بتدميرنا التي لم تتوقف للحظة، كذلك في أوقات امتحان كما الوقت الحالي؟ بالنسبة لنا لا يوجد تفسيرُ لهذه الظاهرة، وانطلاقا من عدو وجود تفسير شامل وكاملٍ للا سامية في العالم. لكن حقيقة أنه لا يوجد تفسير لا يعني أن الظاهرة ليست موجودة، والأساس: أننا متهمون بها. أخطاء في هذا الأمر من شأنها أن تظهر في أصل وجودنا.
والآن تركيا. الجميع يوافق، أنه في سياساته السامة المعادية لإسرائيل أردوغان يتمتّع بدعمٍ واسعٍ من شعبه. ومجدداً نحن نسأل ـ لماذا؟ لماذا يتاجرون في بازار اسطنبول يقولون"لا تأتوا، لسنا بحاجةٍ لكم؟! أين رأينا تجاراً لا يريدون الربح؟ على أي أرض، بالتأكيد معاداة السامية الكلاسيكية, كبُرت المؤامرة التي أزهرت فجأةً وسط الشعب التركي، لأن برزاني، زعيم الأكراد، هو في الواقع يهودي، ووراء منظمة الـ PKK التي قتلت بحسب كلامهم 30.000 تركياً, تقف...إسرائيل؟
بالتأكيد، نحن وراء الثورة الكردية، كما صلبنا المسيح، كما أنَّ في فطيرنا دم أطفالٍ مسيحيين، كما سممنا الآبار كي نلصق أوروبا بالأمر الأسود وشيوخ صهيون" هم هؤلاء الذين يحدِثون كل هذه الثورات وكل حربٍ دامية في العالم.
أنسيتُ شيئاً ما؟
في كل هذا لا جديد ولم يكن هناك سبب للاهتمام به مجدداً، لو لم يكن مشوِّشو اليسار يتّهمون إسرائيل وحكومتها باللاسامية التركية!
كيف؟ كل شيء من أجل الفلسطينيين، كما هو واضح! أجل، أجل، حكومتنا التي لا تدير معهم مفاوضات، بهذا جلبت علينا حقد أردوغان، العدائية المصرية، تعرّض عرش ملك الأردن وغيره الكثيرين للخطر. ولماذا لا توجد مفاوضات مع الفلسطينيين؟ لأن الحكومة لم توقف فوراً، بالمطلق، كل بناءٍ يهودي في القدس وفي يهودا والسامرة، ولم توافق مسبقاً على الانسحاب إلى خطوط الـ67 ـ الشروط للمفاوضات بحسب طلبهم. الأمور المستفزَّة هذه يطلقها أفضل معدّي ومقدمي البرامج في كل القنوات والموجات الإسرائيلية.
فلسطين تتكلم وتبثّ من داخل حنجرتنا!
مراراً وتكراراً, كل يوم تقريباً, يظهر في وسائل الإعلام المرئية, الخط الموّجه, لاتهام الذات الميكانيكية اللاسامية. تطرّق يرون دكل في "صوت إسرائيل" للإعراب عن شكر نتنياهو للرئيس أوباما على مساعدته في إنقاذ رجال الأمن الستة في القاهرة. وقد نبّه أن المثير للاهتمام هو ما إذا كان نتنياهو سيكافئ أوباما ـ على سبيل المثال عبر الاعتذار لتركيا أو تجميد البناء في المناطق...
هذه ملاحظة عرضية, لكن حريٌّ أن نتعمق فيها: مقابل بادرة إنسانية, يتوقع دكل كسر خط سياسي حكومي, ترك مصالح قومية ضرورية, وواقعا ـ التخلي عن استقلالنا. نسي دكل أن أميركا كارتر هي التي أجبرت بغين للتوقيع على السلام مع مصر وأتبعت توقيعها كضمانة. كما نسي أن فقط "سقوطنا" في حرب الغفران, التي أخرناها وفق رغبة وطلب الولايات المتحدة, هو الذي سمح بإنقاذ مصر من المعسكر السوفياتي وانضمامها للغرب, ثورة انتهت من خلال قطع اتفاقية السلام مع إسرائيل ـ خدمة للولايات المتحدة لا تقدّر بثمن! وعندما أوشك هذا الاتفاق على الانهيار, وكنتيجة لذلك كانت حياة ست إسرائيليين في خطر مباشر, ألم يكن واضحاً أنه على أمريكا أن تتدخل؟ وعلى ذلك, وفق مفهوم دكل, هل كان على " دودة يعقوب" أن تدفع مرة أخرى من خلال تنازلات سياسية؟
ومن جديد في "صوت إسرائيل", في حديثٍ عن تركيا, طرحت مقدمة البرنامج سؤالاً ضرورياً: "ماذا أضعنا في الطريق هنا؟" تفهمون: نحن ضيّعنا ـ ليس تركيا, ليس أردوغان! هذه المرأة مولودة في إسرائيل. أين تستطيع أن تحصل على تلك الانعكاسات, المعروفة لدينا من المهجر والتي اعتقدنا أنها تحريفُ ناجمُ عن مئات السنوات من المطاردة؟ن
وللختام: من لم يرَ في القناة الأولى التقرير من رام الله في ليل "خطاب الاستقلال" لأبو مازن, لم يرَ في أيامه شكرون سمحا قفز, وأقصد صحفيين يهود إسرائيليين ـ مسرورين, متحمسين, يتعرفون ويعرفون تجربة الدولة الفلسطينية بكل جوارحهم وبكل ذرة من كيانهم.
في تلك الليلة كان من الصعب عليّ إغماض عيني. لم أنجح بطرد الفكرة المزعجة من دماغي, سؤال من المفترض أن أفواه الجماهير هي التي تعبّر عن أفكاري, هذه الصورة التي من المفترض أن تعكس صورتي, وفي الواقع أفكار وصور الأغلبية الحاسمة من الشعب.
عفريت استحوذ علينا, وليس هناك من يخرجه من داخلنا!".