المصدر: "موقع walla الإخباري"
" العمل الجاري والوثيق بيننا وبين المصريين فيما يتعلق بصفقة إطلاق سراح شليط يلعب دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات بين الدولتين.
هذا ما قاله أمس الأحد السفير الإسرائيلي في مصر يتسحاق لبنون,الموجود في
إسرائيل منذ حادثة إقتحام مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة في مطلع شهر
أيلول.وفي حديث مع أخبار والاه أضاف لبنون أن "الإتصالات المكثفة التي
حصلت في موضوع شليط هي غير إعتيادية,وأنا آمل بأن نستطيع العودة بسرعة الى
مستوى التقرب الذي كان بيننا قبل الحادثة".وأعرب عن آمله بأن يتمكن من
العودة قريبًا الى مبنى السفارة في القاهرة.
وقال السفير أن "الحادثة في السفارة كانت قاسية وخطيرة,لكن أنا آمل ,بأن
نتمكن في المستقبل القريب بالعودة الى مزاولة النشاط الديبلوماسي
الإعتيادي,وللعمل كالمعتاد".وأضاف السفير وأكد أنه بالرغم من عدم وجوده في
القاهرة,فإن مستوى العلاقات بين إسرائيل ومصر لن يضر بمستوى التمثيل أو
بالعلاقات الديبلوماسية.وبحسب كلامه فإن رئيس الحكومة ووزير الخارجية
أوعزوا بأن إعادته للقاهرة ستتم بأسرع وقت ممكن,لكنه أشار الى أنه هناك عدة
شروط أساسية والتي معها فقط يمكنه أن يعود."أنا جاهز للعودة,لكنني أنتظر
الظروف الإيجابية لحمايتي وحماية الطاقم الديبلوماسي الذي يعمل معي,نحن
نعمل على ذلك في هذه المرحلة".
وتطرق في حديثه أيضًا الى العلاقة الخاصة بين كلا الدولتين.وقال "العلاقات
بين إسرائيل ومصر مهمة جدًا لكلا الطرفين.يتحدث عن دولتين مجاورتين في
الشرق الأوسط المتقلب,وإسرائيل ستبذل ما بوسعها لتقوية هذه العلاقة.على
الأقل من ناحية السياسية الخارجية".
وأشار السفير أن "المجلس العسكري الأعلى يحمي الدولة والقانون,ومصر متعهدة بكل الإتفاقات التي وقعت عليها".
لكن لا شك لدى لبنون أن مصر موجودة وسط فترة ليست سهلة,بدون أي تواصل لعلاقاتها مع إسرائيل بعد سقوط مبارك.
كل شيء تغيـّر, يجب إعطاء الوقت لمصر كي تستقر سياسيا وداخليا, ويفضـّل
السفير إنتظار الأشهر القادمة بحذر, فحينها يبدأ مسار الإنتخابات المصرية (
رؤساء الكتل في البرلمان, والمتوقعة نهاية شهر تشرين الثاني المقبل). وهذا
الأمر سيكون مؤشرا على التوجه المصري المستقبلي".
التفاؤل الحذر الذي عبـّر عنه" لبنون" إزاء التدخل المصري في صفقة شاليط,
يشاركه به سفراء سابقين في مصر. وليس واضحا لكم من الوقت ولا بأي قوة
ساعدت القاهرة في الصفقة, ولكن بحسب التقديرات فإن الواقع الأساسي هو أن
القاهرة تتعزز وتعود لتكون جهة هامة جدا في المنطقة, كما أن لها تأثيرات
إيجابية بالنسبة لإسرائيل, في الفترة الأخيرة على الأقل. "هذه الإستراتيجية
هامة لإسرائيل, حيث أنها تؤشر على عودة القاهرة كي تكون جهة مؤثرة في
المنطقة". والكلام لإيلي شيكد السفير الإسرائيلي السابق في مصر بين عامي
2003-2005
وسارعوا في القدس إلى نشر كلمة الشكر الهاتفية التي أدلى بها رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو لرئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر الجنرال محمد حسين
طنطاوي, ولكن قبل نحو أقل من شهر, لم يرد نفس الجنرال طنطاوي نفسه على
هواتف الإسرائيليين الذي حاولوا الحصول على مساعدته في حادثة إقتحام
السفارة الإسرائيلية في القاهرة. وقال السفير السابق "شيكد" لا أحد يعلم
لماذا لم يجب طنطاوي على الهاتف في تلك الليلة, العلاقات الأمنية المباشرة
بين إسرائيل ومصر كانت القناة الوحيدة التي ظلت تعمل بين الدولتين بعد سقوط
نظام مبارك, فيما تعطـّلت أغلبية القنوات ولم تواصل العمل, وعلى رأسها
القناة الدبلوماسية, والتي لم تعمل بشكل كامل في تلك الليلة, ولكن بشكل عام
بقي التواصل قائما في جميع الأوقات بواسطة الهاتف الأحمر- كما أن المساهمة
المصرية أثبتت قدراتها في نهاية المطاف خلال حادثة إقتحام السفارة وفي
الإتصالات بشأن تحرير شاليط".
وأشار السفير الإسرائيلي" تسابي مزال" والذي شغل المنصب في مصر بين عامي
1996و2001 إلى أن العلاقات اليوم مع مصر شائكة كثيرا. وتابع مزال "حاليا من
يقود الدولة هم الجنرالات, الذين أدركوا بأن إستهداف السلام سيضر
بالعلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة اللتان تعتبران دول ذات أهمية قصوى
على الصعيد الدولي بالنسبة لمصر, ولكن الشارع المصري الذي من المتوقع أن
يدلي بصوته في الأشهر القليلة القادمة يواصل في نهجه المعادي لإسرائيل ولا
يعتبر بأن المصلحة الدولية أمر ذو أهمية. وأضاف : أيضا خلال حكم مبارك, تم
الحفاظ على السلام بفضل العلاقات المستقرة بين الحكومات والجيوش ولم يتوغل
السلام في الأمور الداخلية
لم يعلّم مبارك شعبه على السلام وكان من الممكن للسلام البارد أن يتطور.
"إن إثارة الكراهية الداخلية في مصر تأخذ منحى تصاعديا مع سيطرة الجماعات
الإسلامية ومن الممكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية وإلى تعزيز المناهضة
لإسرائيل. وأضاف " مزال" الجيش هو الذي يسيطر فعليا على مقاليد الحكم ولكن
الشارع هو الذي يحدد القرار وبشكل خاص في المسائل السياسية, وإسرائيل تعتبر
حالة خاصة في هذا الصدد".
ويأخذ شيكد ومزال بوجهة نظر "لبنون" حيث يقدّران بأنه مع بداية مسار
الإنتخابات في مصر, ستدخل العلاقات الإسرائيلية المصرية في مرحلة من
التوتر. ويقول شيكد : طالما أن الجنرالات في السلطة, فأنا واثق بأنهم
ينظرون إلى حماس بريبة ومن غير الممكن التقرب بشكل مفرط إلى الإخوان
المسلمين ولكن عندما في حالة الإنتخابات ووفق التقديرات فإن الإخوان
سيسيطرون على أغلبية مقاعد البرلمان, وعندها ستظهر مشكلة لإسرائيل
وللجنرالات الذين يدركون جيدا المصلحة الحقيقية لمصر على الصعيد الدولي.
أما مزال فحذر من أن "مرحلة الإنتخابات في مصر من المرتقب أن تشهد خلافات
واسعة جدا, وسيكون لإسرائيل نصيب منها من خلال البيانات التي ستنشر في
أوساط الشارع المصري. لم تشهد مصر مسارات ديمقراطية ليبرالية, وفي الواقع
سادت فترة حكم مبارك إضمحلال سياسي كبير, بشكل خاص للأخوان المسلمين الذي
تمكنوا هنا من الخروج بربح كبير بسبب القاعدة السياسية الموسعة التي نجحوا
في تأسيسها خلال السنوات الماضية من خلال تقديم خدمات دينية, تعليمية,
رفاهية وغيرها". أضاف مزال: "يجب الإنتباه لخيبة أمل الجمهور المصري من
نتائج ثورة "25 يناير". إن غياب المبادرة من جانب القيادة العسكرية
للإنتقال بسرعة إلى إنتخابات تجديدية للمؤسسات الشعبية أضرّ بالثورة.
الجمهور المصري خائب جدا وجزء من الغضب والإحباط موجه ضد إسرائيل".