المصدر: " هآرتس ـ أنشيل بيبر وعوديد يارون"
" الميزة الأولى والأكثر بروزا لاستخدام طائرات بدون طيار في
مناطق قتالية، هي أن عناصر الطاقم الجوي لا يتعرضون لمخاطر. فمشغلو
الطائرات التي تعمل بدون طيار أو كما يلقبونهم في سلاح الجو الأمريكي،
(الطيارين) يجلسون في غرف مكيفة الهواء على مسافات بعيدة من ميدان القتال.
والآن يتضح أن صورة التشغيل تلك تكشف النظم القتالية المتطورة وتعرضها
لمخاطر من نوع آخر تماما.
ففي الأسبوعين الماضيين، يحاول طاقم قاعدة سلاح الجو الأمريكي كريتش،
الواقعة في صحراء نيفادا، دون أن يحقق نجاحا، محاربة فيروس هاجم أجهزة
الحاسب المتواجدة في (كابينة الطيار) في الطائرات الأمريكية التي تعمل بدون
طيار في ساحات القتال في أفغانستان والعراق وباكستان واليمن والسودان
ومناطق أخرى. وطبقا لمجلة Wired التي نشرت التحقيق في موقعها على الإنترنت
في نهاية الأسبوع، فإن الفيروس من نوع keylogger, الذي يتعقب ويكرر كل دقة
على لوحة المفاتيح الخاصة بالحواسب.
وفي كل مرة ظن فيها الفنيون في القاعدة الأمريكية أنهم نجحوا في التغلب على
الفيروس ومحوه، يعود ويظهر من جديد. ومن غير الواضح إذا ما كان الفيروس
أيضا (يبث) إلى الخارج وينقل إلى مصدر معادي جميع ما يكتب من أوامر بواسطة
لوحة المفاتيح، ولكن هذا الإحتمال بصفة عامة يطير النوم من أعين قادة
القاعدة الأمريكية.
كما لم يتضح بعد بأي مستوى وكم حاسب آلي انتشر فيه الفيروس، ولكن خبراء أمن
المعلومات في سلاح الجو اكتشفوه أيضا في أجهزة حاسب (مفتوحة) وكذلك أجهزة
تعمل عبر شبكات داخلية سرية.
ويشار إلى أنه في العقد الأخير، ينفق سلاح الجو الأمريكي ووكالة
الإستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عشرات المليارات من الدولارات من أجل
تطوير نظم طائرات بدون طيار تتضمن مئات الطائرات من طراز (بريديتور)
و(ريفر)، وهي طائرات قادرة على التحليق ساعات طويلة بدون أن يتم كشفها،
ويمكنها مراقبة مناطق يعمل فيها الإرهابيون. وفي اللحظة التي يتم فيها
تحديد إرهابي كبير، لا توجد ضرورة لإرسال طائرات مقاتلة.
فالطائرات التي تعمل بدون طيار تحمل أيضا صواريخ جاهزة للإطلاق والتدمير
الفوري. ويرى المُشغل في نيفادا عبر منظومة إتصال بالأقمار الاصطناعية في
اللحظة المناسبة كل ما تم التقاطه بكاميرات الطائرات، ويشغلها طبقا للهدف.
وهكذا تم إغتيال مئات الأشخاص في السنوات الأخيرة، بسبب الشكوك في أنهم
أعضاء كبار في تنظيم القاعدة وأتباعه.
مركز السيطرة والتحكم في قاعدة كريتش يشغل في المقابل في كل لحظة ممكنة
عشرات الطائرات التي تحلق بالتزامن فوق دول مختلفة. وتنبع المخاوف الكبرى
من إحتمال أن يقوم مصدر معادي بالتسلل للحواسب وتشويش الإتصال بين مركز
التحكم والطائرات في الجو، أو أن يكتشف موقعها.
وفي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يقدرون أن هذا الوضع لا يمكنه أن يحدث في
منظومة الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، لأن هناك تعليمات صارمة
في الجيش، وكذلك نظم فنية تمنع ربط الحواسب التنفيذية بأي شبكة إنترنت أو
وسيلة إتصال خارجية. ولكن لدى الأمريكيين أيضا من يتحدث عن وسائل مماثلة..
والآن تبين أن الشكوك الأساسية هي أن الفيروس الذي لم يتم تحديده بعد،
أُدخل للحواسب عبر ديسكات تحمل تفاصيل الملاحة الجوية وأهداف تم إدخالها
للحاسب بواسطة الطيارين.
وهناك إختراق آخر في تأمين نظم الطائرات الأمريكية التي تعمل بدون طيار،
ظهر قبل عامين حين إتضح أن صور الإستخبارات التي يتم إرسالها أيضا لقادة
القوات الميدانية، من الممكن إلتقاطها بسهولة كبيرة بواسطة الأعداء
الإسلاميين. "نواصل العمل على مسح الفيروس ولكنه يواصل العودة" – هذا ما
قاله أحد ثلاثة أدلوا بحديث لمجلة Wired، وأضاف: "نعتقد أنه غير خطير،
ولكننا لا نعرف". وقد ورد من سلاح الجو الأمريكي انه لم يعتاد مناقشة
التهديدات الخاصة بمنظومة الحواسب بشكل علني.
وقال المصدر الامني أن رئيس الاركان خرج من جلسة الحكومة غاضب، ففي النهاية
اختبار النتائج يحدث عن نفسه. فلديه مسؤولية مقابل المجتمع واتجاه الجيش،
لكن الجيش الاسرائيلي لا يستطيع تحمل التقليص الذي تريده وزارة المالية".
وقدر المصدر بأن المباحثات بشأن التقليص ستستمر أشهر ومن المفترض أن تنتهي
في شهر كانون الثاني القادم. وتقول المصادر: لن يتنازل رئيس الاركان سريعا
وسيصر على التفاصيل الصغيرة. وقدرت مصادر أخرى في الجيش يوم أمس أنه رغم
الصراعات، لا مفر أيضا من التقليص في ميزانية وزارة (الحرب)، من أجل
التسهيل على قدرة الحكومة في تحويل موارد من الامن الى أماكن أخرى في
المجال الاجتماعي".