الجيش الإسرائيلي سيجمّد خطة "حلميش" المتعددة السنوات
المصدر: "معاريف ـ أحيكام موشيه دايفيد"
"صدمة في صفوف القيادة المسؤولة في الجيش الإسرائيلي: في أعقاب التقليص المتوقّع في ميزانية المؤسسة الأمنيّة أمام نتائج لجنة ترختنبرغ ووفقها يجب تقليص نحو 6،6 مليارات شيكل، أصبح الموضوع حديث الساعة بين المستويات الميدانيّة. ويسود الجيش الإسرائيلي جمود تام في كل ما يتعلّق بالاستعداد للعام المقبل وللخطة المتعددة السنوات التي من المفترض خروجها إلى حيّز التنفيذ".
ويبدو أن هناك انزعاجاً وسط كبار الضبّاط الذين يقولون إنّ توجيه رئيس هيئة الأركان، الفريق بني غانتس، بأنّ المسّ بجهاز التدريبات يجب أن يكون في حدّه الأدنى بغية عدم العودة إلى وضع ما قبل حرب لبنان الثانية ـ هو تقريباً غير قابل للتطبيق.
وفي الجيش حدّدوا عام 2010 كعام انتقال إلى الخطة المتعددة السنوات الجديدة، خطة حلميش. لكن الاحتجاج الأخير والتقليص في الميزانية، خلط الأوراق إلى حدّ أنّه في أماكن عديدة في الجيش لا يعرفون إذا ما كانت القوّات ستتدرّب في العام المقبل وكيف سيحصل ذلك.
واليوم قال ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي إنّ "الخطة المتعددة السنوات التي أُعدّت على مدى فترة طويلة مقابل التهديدات وكان من المفترض أن تنفّذ في العام المقبل تقريبا غير ذات صلة، إن دلالة التقليص أكثر خطورة وأهمية من التقليص الذي حصل قبل حرب لبنان الثانية، والذي أدّى إلى توقيف التدريبات، وأنا أخشى أن يؤدي ذلك إلى وضع أسوأ مما حصل في لبنان".
الضابط، الذي شارك بشكل فعّال باعتباره قائد لواء في الحرب ويُعتبر أحد الضباط المقدّرين في الجيش، استعاد اليوم ذاكرة الحرب حين صُدم على الأرض اللبنانية، من اكتشاف قادة كتائب وسرايا تحت قيادته لم تجرِ تدريبات ذات صلة مهمة بسبب التقليص القاسي في الميزانية الأمنية في العام 2004 الذي أدّى إلى التخفيض وصولاً إلى الإلغاء.
واستذكر الضابط قائلا "انه من غير الممتع الخروج إلى الحرب مع جنود غير مدرّبين، التقليص الآن أكثر أهمية من حينها ويستدعي ذلك تغيير خطة عمل العام 2012 بكاملها. التغيير كبير جدا. ليس الأمر تقليصا وإنّما اقتطاعاً".
وكان الجنرال بني غاتس عرض بيانات التقليص أمام ضباط في ذراع البر وأرقام التقليص، فأبقت نحو 6،6 مليارات شيكل، قادة الميدان مذهولين. واليوم، ينفّذ قائد لواء سلاح المشاة مناورة لوائية واحدة خلال سنتين، وهذا أيضا لأسباب مرتبطة بالميزانية. حاليا، بعد التقليص، يقولون في الجيش الإسرائيلي إنّهم سيضطرون للتخلّي عن هذه المناورة.
وهناك ضرر متوقع أيضاً في مخططات تدريبات التأهيل الأساسية، في تدريبات الكتائب وبالتأكيد في تدريبات الاحتياط التي من المتوقع أن تعاود إلغاء التدريب الذي تجريه لمدّة أسبوع من كلّ عام في إطار استخلاص العِبَر من حرب لبنان الثانية.
وقال المصدر"نحن لا نستطيع القول اليوم إنّه سيكون هناك تدريبات في العام 2012 أو لا"، وتابع إنّ مستوى المخاطر الأمنية قد ارتفع في الحقيقة، كما إعادة الانتشار المهمّ عند الحدود المصرية عقب الحوادث التي وقعت.
وأضاف "أنا لا أحسد رئيس الحكومة الذي يتوجب عليه اتخاذ قرارات تنطوي على مخاطر من هذا النوع، كلّ شيء مرتبط بالمخاطر، أنا لست أرغب في الوصول إلى وضع المفاجأة الأساسية مثل العام 2006".
مع الإشارة إلى أنّ الجنرال بني غانتس قرّر قبل اتخاذ القرار الحكومي بشأن التقليص، قرّر الفريق إجراء تقليص في بطولة الجيش للقادة التي ستجري اليوم. فبعد أن كان جميع قادة الجيش يشاركون في البطولة تقرّر هذه المرّة مشاركة ضباط برتبة مقدّم وما فوق فقط، ويقدّرون في الجيش أن هذا الأمر سيؤدي إلى توفير نحو مئات آلاف الشواكل".