المصدر: "موقع تيك دبكا"
"مصادر تيك دبكا العسكرية والإستخباراتية: يضع الرئيس السوري بشار
الأسد مدينة تل أبيب رهينة منذ ثلاثة أشهر، من دون أن يعلم 1,2 مليون من
مواطنيها ذلك، أمام إحتمال قيام الجيش التركي أو جيوش الناتو بمهاجمة
سوريا، كرد على القمع الوحشي للتمرد ضده. وقد قالت مصادر إستخباراتية غربية
وعربية يوم الثلاثاء 4/10 إن هذا الموقف لا يخص الأسد وحده، ولكنه أيضا
موقف إيران وحزب الله.
بمعنى آخر، لا يتعلق الأمر فقط باستعدادات لعملية عسكرية منسقة بين سوريا ـ
إيران ـ حزب الله ضد متروبولين ( المدينة الكبيرة) تل أبيب، والتي تعتبر
المركز الإقتصادي ـ المالي ـ الثقافي لإسرائيل، ولكن الأمر يتعلق
بإستراتيجية سياسية ـ عسكرية تحدد أن تل أبيب ستتعرض للدمار بواسطة آلاف
الصواريخ السورية والإيرانية وصواريخ حزب الله، وكذلك حماس والجهاد
الإسلامي في قطاع غزة، بحيث ستطلق هذه الصواريخ بالتزامن على تل أبيب.
القيادة السياسية ـ العسكرية الإسرائيلية لم تعترف ولو مرة علنا أن هذا
التهديد قائم، ولكن مصادر إستخباراتية غربية تقول إن إسرائيل أشارت لرئيس
سوريا عبر قنوات إستخباراتية سرية، أنه في حال سقط صاروخ سوري واحد على تل
أبيب، فإن أولى المدن السورية التي ستتدمر ستكون دمشق، وفي حال استمر القصف
السوري، سوف يتم تدمير باقي المدن المركزية السورية.
الرسالة الإسرائيلية شملت أيضا تطرقا لتصريحات سابقة أطلقها وزير الدفاع
إيهود باراك ووزراء كبار في الحكومة الإسرائيلية، والذين كرروا قولهم في
العام الماضي أكثر من مرة، بأنه في حال شن حزب الله هجوما صاروخيا على تل
أبيب، فإن بيروت لن تتعرض للدمار وحدها، ولكن لبنان بأسره. بمعنى آخر،
الرسالة الإسرائيلية للأسد قالت إن مصير سوريا لن يكون مختلفا عن مصير
لبنان في حال قامت سوريا بهجوم صاروخي من هذا النوع على تل أبيب.
مصادر عسكرية غربية قالت يوم الإثنين 3/10 إن هذه التسريبات التي تتعلق
بتهديدات سورية بمهاجمة تل أبيب، ترتبط بما قاله وزير الدفاع الأمريكي ليون
بانيتا يوم الإثنين للصحفيين وهو في طريقه لإسرائيل على متن الطائرة، حين
قال إن "الأمن الحقيقي يمكنه أن يتحقق بالجهود الدبلوماسية في مقابل جهود
قوية إنطلاقا من قوتك العسكرية".
هذه المصادر تقول إنه عدا الملف الإيراني والمصري والفلسطيني، كان بانيتا
يقصد بكلامه التمزق السياسي ـ العسكري القائم، والذي يتسع بين تركيا
وإسرائيل. ويعتقد وزير الدفاع الأمريكي أن هذا التمزق يلعب لصالح الأسد
وليس الأمر مجرد منحه القدرة على إطلاق تهديدات من هذا النوع ضد إسرائيل،
كما إنه يمنع تركيا ودول الناتو من العمل عسكريا ضد الأسد.
وطبقا للمصادر، يعتقد بانيتا بأن التمزق التركي ـ الإسرائيلي هو نموذج جيد
يوضح كيف أن إسرائيل لا تستخدم قوتها العسكرية لكي تحقق نتائج سياسية مريحة
لها وللغرب في التمرد العربي. ويعتقد وزير الدفاع الأمريكي أن التنسيق
العسكري بين جيش الدفاع والجيش التركي، هو شرط حاسم للعمل العسكري الغربي
ضد الأسد.
وما دام لا يوجد تعاون من هذا النوع بين تركيا وإسرائيل، فإن يدي الولايات
المتحدة الأمريكية ودول الناتو بما في ذلك تركيا مكبلتان، وعاجزتان عن
العمل ضد سوريا. وتعتقد المصادر الغربية أن بانيتا يظن ان كلامه موجه أيضا
لتركيا.
وأكدت المصادر أن المرة الأولى التي أطلقت فيها تهديدات سورية بتخريب تل
أبيب كرد على الهجوم التركي، أو هجوم قوات الناتو على سوريا، كانت قبل
ثلاثة أشهر، في التاسع من أغسطس، حين جلس وزير الخارجية التركي أحمد داوود
أوغلو في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد لمدة ست ساعات، وطلب منه باسم
تركيا والناتو التوقف عن مذابح الجيش وقوات الأمن السورية ضد المتظاهرين.
وهدد أوغلو الأسد وقال إن عليه التدقيق فيما يحدث في ليبيا، وأن يتوقف عن
المذابح، وإلا فإن مصيره سيكون مثل القذافي. أي أن سلطة الأسد ستتعرض
للهجوم من قبل حلف الناتو بما في ذلك تركيا. وكان رد الأسد على هذا التهديد
قاطعا وسريعا: "على الجميع (في الناتو) معرفة أنه منذ اللحظة التي ستطلق
فيها القذيفة الأولى على سوريا، بما في ذلك من تركيا، سوف تمر ست ساعات فقط
حتى تدمر سوريا تل أبيب، وتحرق الشرق الأوسط بأسره بالنيران".
وتشير مصادر تيك دبكا الى أنه قبل ستة أشهر، في العاشر من أيار، قالت إحدى
الشخصيات المقربة من الأسد، وهو رجل الأعمال الدولي رامي مخلوف إنه: "لو لم
يحدث هنا ـ أي في سوريا ـ إستقرار، فلا يوجد أي طريق لاستقرار إسرائيل"،
وأضاف مخلوف: "أستطيع أن أضمن ماذا سيحدث بعد ذلك ـ أي بعد أن تهاجم سوريا
إسرائيل ـ الله يستر لو حدث شيء لنظام الأسد".
وتشير مصادرنا إلى أنه في الأسبوع الماضي فقط، وفي يوم الإثنين 26/9، كرر
آية الله جعفر شوجوني، الذي يعتبر من الشخصيات المقربة للغاية من الزعيم
الإيراني آية الله علي خامنئي، كرر هذا التهديد حين قال خلال زيارته لزعيم
حزب الله (السيد) حسن نصر الله: "لو اقترب الإسرائيليون من طهران، سوف ندمر
تل أبيب".
وتشير المصادر الغربية إلى أن تصريحات رامي مخلوف ونصر الله أيضا، والتي
كانت بالتزامن في شهر مايو الماضي لم تكن بالصدفة، فيما يتعلق بمهاجمة
الغرب وإسرائيل لكل من إيران وسوريا. كما تشير مصادرنا العسكرية إلى أن
التوتر تزايد هذا الأسبوع بين سوريا وتركيا. ويتهم السوريون تركيا بتهريب
سلاح أوتوماتيكي ومضاد للدبابات للمتمردين. ويزعم السوريون أن شحنات السلاح
كُشفت في حمص. وقد بدأت تركيا في خطوات تجميد جميع الثروات والحسابات
البنكية لعائلة الأسد في تركيا، والتي تبلغ نصف مليار دولار.
وتبحث تركيا أيضا فرض عقوبات أحادية الجانب على سوريا، بعد أن فرضت عليها
الأسبوع الماضي حظرا على واردات السلاح، وذلك على الرغم من فشل مجلس الأمن
حتى الآن في اتخاذ قرار يدين نظام الأسد بسبب قمعه للتمرد ضده، حيث تمنع
موسكو أي قرار ضد الأسد في مجلس الأمن، لأنها تريد أن تعاقب الغرب على
تدخله العسكري في ليبيا، ولأنها تخشى أن تستغل الولايات المتحدة والناتو
صيغة القرار لتبرير تدخلهم العسكري ضد سوريا.
وقد حذرت سوريا تركيا في الأيام الأخيرة أكثر من مرة، لكي لا تتجرأ على
القيام بعمل من شأنه أن يطبق حظر الأسلحة من خلال تفتيش السفن والطائرات أو
أي وسيلة تمر عبر تركيا في طريقها إلى سوريا، وأنها سترد على أي عمل تركي
من هذا النوع. وتشير مصادر تيك دبكا إلى أنه في هذا الوضع المحموم، لا يمكن
معرفة متى يستطيع الأسد أن يقرر أن الرصاصة التركية الأولى أطلقت ضده".