المصدر: " اسرائيل ديفنس ـ إفرات كوهين"
"وقف مقاتلو سرب المظليين الذين أوشكوا على الدخول للعمل في لبنان، في
دائرة، واستمعوا إلى آخر التعليمات من القادة. وقد كانت تلك الفترة هي فترة
حرب لبنان الثانية، صيف 2006. ومن بين الجنود الذين وقفوا في حالة صمت تام
كان عدد من حيوانات (اللاما) المنضبطة، وعلى ظهر كل واحدة منها لجام
وسترة. وحملت كل لاما سلاحا ومعدات لوجيستية تزن بضع عشرات من
الكيلوجرامات. واعتبر إندماج اللاما في عمليات قتالية بالجيش الإسرائيلي
أمرا محل خلاف في حرب لبنان الثانية، واعتبر كذلك حتى اليوم، ولكن لا تعتبر
تلك هي المرة الأولى التي يجند فيها الجيش حيوانات من أي نوع في صفوفه.
الحيوانات الأولى التي خدمت بالجيش كانت البغال والجمال والحمير، وذلك منذ
حرب التحرير عام 1948. وقد كانت هذه الحيوانات بمثابة قوة لوجيستية في
عمليات كبرى للغاية من الحرب. وبعد الحرب قام الجيش بتسريح معظم المواشي من
الخدمة العسكرية، ولكنه حافظ سرا على "نواة" من البغال التي كانت ستساعد
القوات الخاصة في تسلق جبل الشيخ وجبال هضبة الجولان شمالا، ومناطق لا
تستطيع المركبات أن تسير فيها. وفي عام 1956 تم تسريح آخر البغال، وأيضا
هذه "النواة" قُتلت.
وقد عادت الحيوانات للمانشيتات في الليلة بين الثامن والتاسع من ديسمبر
1988، خلال عملية (أزرق ـ بني) ضد خنادق منظمة أحمد جبريل الإرهابية، جنوبي
بلدة الناعمة في لبنان، وفي تلك العملية، والتي شهدت مقتل قرابة 30
إرهابيا، وكذلك قائد كتيبة في لواء جولاني، المقدم أمير ميطال، حاول الجيش
أن يستخدم (كلابا مفخخة)، ولم تنجح الفكرة. فقد قتلت الكلاب خلال القتال
بنيران الجيش أو الإرهابيين، من دون أن تنفجر في الخنادق التي توجد بها
الأسلحة مثلما كان مخططا له.
واليوم، تعتبر الكلاب هي الحيونات الأهم للغاية في خدمة الجيش، وبعد الكلاب
هناك اللاما التي تلعب دورا هاما للغاية. اللاما هي حيوان من عائلة
الجمال، وأصلها في جبال الإنديز الشاهقة في أمريكا الجنوبية. جسدها مغطى
بالصوف، وتعتبر ذات طبيعة بسيطة للغاية. إرتفاع اللاما 1.2 متر تقريبا،
ولديها كفاءة على حمل أثقال كبيرة. كما أنها حيوانات قوية، هادئة، قادرة
على التحرك في ظروف صعبة، بما في ذلك المناطق الجبلية أو الثلجية. كما
تستطيع اللاما التكيف مع الضوضاء، ولا تخاف من أصوات الإنفجارات أو الطلقات
النارية، لذا فهي تناسب مرافقة المقاتلين في الوحدات المختلفة.
"لو تم ترويضها جيدا، فإن اللاما ترافق المقاتلين الذين يرعونها بشكل لا
يمكن الفصل بينهم"، يقول الرائد عوفير كوهين، الذي كان في الماضي مقاتلا في
سرب (شلداج) بسلاح الجو، وكان مسؤولا في السنوات الأخيرة عن جزء كبير من
الحيوانات التي تخدم بالجيش، بما في ذلك اللاما. ويشار إلى أن اللاما شاركت
بنجاح في عدد من المناورات التي أجراها مقاتلو قوات خاصة قبيل مهام في
مناطق جبلية عند الحدود الشمالية وعدد آخر من العمليات...
"مزايا اللاما هائلة، وبفضل حقيقة أن جسدها مغطى بصوف، فهي قادرة على إخفاء
المقاتلين التابعين للجيش أمام وسائل المراقبة التابعة للعدو، والتي تعتمد
على تحديد مصدر الحرارة. وتحمل اللاما معدات ثقيلة في مناطق لا يمكن
التحرك بها بسيارة، وتتيح عمليات التسلل لمنطقة ما من أماكن لا يتوقعها أي
أحد" ـ يقول كوهين. وأضاف: "في الكمائن، تستطيع اللاما أن تنام مع الجنود
لمدة يومين أو ثلاثة بدون أي حركة. وتوفر للجنود دفاعا حراريا، وتحمل معدات
يتطلبها البقاء في الكمين، لدرجة أنها تساعد الجنود في الدفء في الشتاء.
وقد درس قادة من الجيش الأمريكي التعاون بين مقاتلي الجيش وبين اللاما، لكي
يفحصوا إمكانية دمج الحيوانات في القتال في جبال أفغانستان أيضا".
واليوم يخدم بالجيش أيضا حيوانات غريبة أخرى، ومعظمها إنضمت للخدمة من فائض
السفاري في "رامات جان" أو من حدائق الحيوانات الأخرى. وفي إطار خطة بدأت
قبل بضع سنوات، شهد عدد من القواعد العسكرية إدخال كباش أصلها يعيش في جبال
الأطلس بالمغرب. ودور هذه الكباش العدائية هو أكل الأعشاب كبديل عن عمليات
الرش، وذلك لتقليص مخاطر الحرائق. ولكن هذه الكباش تشارك أيضا في الدفاع
عن مخازن الذخيرة.
"لديها حساسية كبيرة في الدفاع عن منطقتها" ـ يقول الرائد كوهين واصفا
الكباش المغربية. وأضاف: "كما انها ماكرة جدا، وتستطيع أن تختبئ وراء منطقة
شجرية، وأن تهاجم من يتسلل إلى منطقتها تماما في اللحظة المناسبة من
الناحية التكتيكية. وقد كانت هناك حالات قامت خلالها بالتسبب في مهاجمة
عناصر غير مرغوب بها حين حاولت الإقتراب من مخازن سلاح في قواعد كبيرة،
والتي كان من الصعب حماية كل متر فيها".
وهناك حيوان آخر نال إعجابا كبيرا بسبب مساهماته في الجيش وهو البقر
الوحشي. فقد تم جلب سبع بقرات بعد حرب لبنان الثانية من السفاري مباشرة إلى
داخل كتلة نباتية كثيفة عبر السياج الأمني في لبنان عند منطقة تسمى
"قطمون". وقامت البقرات بأكل الشجيرات وخلقت لنفسها مسارات، بذلك ساعدت
الجيش في كشف عدد من الخنادق التابعة لحزب الله، والتي كانت تلاصق السياج.
وما زالت تلك البقرات حتى الآن تمشط المنطقة، ولكن داخل الأراضي
الإسرائيلية".