المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ الدكتور "عودد عميحي""
" تطرق رئيس الحكومة الاسرائيلية "بنيامين نتنياهو" من على منبر الجمعية
العامة للأمم المتحدة إلى الخطر الذي يتربص إسرائيل من الشرق ["معركة
الخطابات في الأمم المتحدة"، موقع هآرتس، 23-9-2011] قائلاً: "أُطلقت آلاف
الصواريخ نحو مناطقنا...ما الذي سيحول دون حدوث ذلك أيضاً في الضفة
الغربية؟... من دون الضفة الغربية، مساحة إسرائيل هي 15كلم ـ أي ثلثي مساحة
نيويورك". قبل ذلك بأسبوع كشف محرر هآرتس،"ألوف بن"، عن الخطر العسكري ضد
إسرائيل من الشرق ["اجلس ولا تعمل؟"، هآرتس، 16-9-2011]: " نتنياهو لا
يعتقد أن فلسطين المستقلة ستحافظ على الأمن، ومقتنع أنه في حال فقدت
إسرائيل زمام السيطرة على سلسلة جبال الضفة الغربية، ستتحول إلى مواقع
لإطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ نحو غوش دان ومطار بن غوريون ـ
وبالتالي ستزول إسرائيل".
في الواقع من الواضح أن التهديد الصاروخي على إسرائيل من الشرق سيكون غير
محتمل، والسؤال هو ـ ماذا تفعل المؤسسة الأمنية بغية تقليص هذا التهديد
المحتمل من الشرق؟
هل سيكون بمقدور منظومات الاعتراض الصاروخية الحالية إزالة هذا التهديد
الصاروخي من الشرق؟ اللواء (في الإحتياط) "غيورا أيلند"، رئيس مجلس الأمن
القومي السابق، تطرق الى ذلك [يديعوت أحرونوت، 31-5-2011]: " على سبيل
المثال، القبة الحديدية بدأت تصبح فعالة فقط على مدى يتراوح ما بين 5 إلى 8
كلم من نقطة الإطلاق الذي تتصدى له. في حال كان هناك من الشرق وبالقرب من
حدود الـ67' دولة معادية (تسيطر عليها حماس)، حينها لن يكون بالإمكان حماية
كفر سابا، رأس العين وبتاح تكفا، حتى وإن كان هناك العديد من بطاريات
القبة الحديدية"...
على الرغم من نجاحات منظومة القبة الحديدية باعتراض صواريخ غراد، التي
أُطلقت على بئر السبع وعسقلان خلال المواجهات الأخيرة في الجنوب (نيسان وآب
2011)، ستكون فعاليتها في الجبهة الشرقية، المجاورة للمراكز السكنية
الأكثر اكتظاظاً في إسرائيل، محدودة للأسباب التالية:
معظم غوش دان (بما في ذلك مطار بن غوريون) وأغلب هشارون، سيكون في نطاق
القطاع المناطقي، الذي لا يمكن الدفاع عنه من قبل "القبة الحديدية" كونه
يقع في مجال المدى الأدنى الذي لا يُتيح للقبة الحديدية إحكام الإغلاق على
صواريخ العدو.
التكلفة الباهظة لصواريخ القبة الحديدية (تبلغ تقريباً 100 ألف $ لكل صاروخ!) لن تسمح بالتزود بكميات كافية من صواريخ الاعتراض.
مساحة الحماية الصغيرة للقبة الحديدية (حوالي 100 كلم²) ستحتاج عدداً كبيراً من البطاريات (حالياً نمتلك بطاريتين فحسب!).
"موشيه أرنس"، الخبير في الصواريخ ومن كان وزيراً للدفاع، وصف إمكانية
حماية الجبهة الداخلية بواسطة صواريخ اعتراض، التي تفتقد الى القدرة على
تحقيق الإصابة في المسافات القريبة، كـ "حلم يقظة" ولخص[هآرتس، 28-12-2010]
قائلاً: "...من المستحسن أن يشغل كل من رئيس حكومتنا، وزير الدفاع،
السباعية، المجلس الوزاري المصغر، مجلس الأمن القومي، الجيش الإسرائيلي
ولجنة الخارجية التابعة للكنيست، أدمغتهم ويبدؤون العمل. فالعمل كثير وقد
يكون الوقت قصيراً. وإلا، ينبغي أن نبدأ بالاستعداد للجنة التحقيق
القادمة".
هل من المحتم أننا لن نتمكن من اعتراض الصواريخ في المجالات القريبة من مصدر إطلاقها؟
المنظومة الدفاعية، الفعالة والزهيدة، هي منظومة الليزر ناوتيلوس/ سكايغارد
(النموذج الأكثر تقدماً)، التي طُورت في الولايات المتحدة الأميركية
بمبادرة إسرائيلية، على الرغم من نجاحها المتميز في تجارب ضد قذائف الهاون،
قذائف المدفعية، القذائف الصاروخية والصواريخ على أنواعها (بما في ذلك
القدرة على اعتراض صواريخ كروز) جُمدت لدواعٍِ مختلفة وغريبة، بما في ذلك
اتهامات لا أساس لها بشأن "مصالح ـ إقتصادية".
كذلك ثمة لإعتراض الصواريخ والقذائف الصاروخية بواسطة الليزر أرجحية
بالفعالية، الكلفة والتوافر. وكتب عن ذلك اللواء (في الإحتياط) "يتسحاق بن
إسرائيل"، من كان رئيس إدارة تطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية في
وزارة الخارجية [المصدر الأول، 29-12-2006]: "لا مفر من استخدام سلاح
الليزر. إن سرعة الطلقة في ناوتيلوس هي سرعة الضوء. ويركّز الشعاع على
الهدف، يعترضه خلال ثانيتين إلى ثلاث ثواني، ثم يستعد فوراً لهدف آخر. كذلك
تختفي مشكلة المدى القصير وتتيح المنظومة استخدامات متواصلة الواحدة تلو
الأخرى. أما فيما يخص مسألة الثمن فتمتلك منظومة الليزر أفضلية واضحة، بما
يقارب الـ ألف $. كما أثبتت المنظومة نجاحها بنسبة 100% في التجارب التي
نُظمت في نيو مكسيكو.
ووفق تقدير المؤسسة الأمنية، من المتوقع أن تُهاجم إسرائيل خلال حرب شاملة
بألف صاروخ وقذيفة صاروخية في اليوم لمدة شهر. والحماية بواسطة صواريخ
اعتراض فحسب لن تتمكن من الدفاع عن كامل قطاعات المستوطنات، في مجال يصل
لغاية حوالي 10 كلم، الواقعة على امتداد الحدود مع مصادر إطلاق النيران،
وتشغيلها ضد إطلاق النيران المتوقع سيكلف ما يزيد عن الـ900 مليون $ في
اليوم، مقابل 2إلى 3 مليون دولار في اليوم بالتشابك مع منظومات ليزر برية
وجوية. هذا هو الفرق بين "حلم اليقظة" وحل ممكن تطبيقه.
إذاً لماذا تتغاضى المؤسسة الأمنية عن هذا الحل المتوفر، الفعال والزهيد؟
كتب عن ذلك اللواء (في الإحتياط) "يتسحاق مردخاي"، من كان وزيراً للدفاع
[معاريف، 18-5-2007]: "عندما كنت وزيراً للدفاع صادقت على مشروع ناوتيلوس
الذي يرتكز على الليزر للدفاع ضد صواريخ كاتيوشا وقسام...كانت هناك تجارب
ميدانية، وحينها قرر أحدهم هنا أنه لا حاجة له وأوقفوا المشروع. لو كانوا
يستثمرون في هذا الأمر الطاقات المناسبة، لكان بإمكان هذا أن يكون
عملانياً. قد قرر أحدهم أن هذا في ترتيب أولويات متدنٍ، أنه لا وجود
لصواريخ كاتيوشا ولن يكون هناك صواريخ قسام، ولا حاجة لهذا. فقط هذا فحسب
يستلزم لجنة تحقيق ... يوجد هنا منظومة ليزر أثبتت نفسها، ومن الواضح أن
المستقبل يعود إلى هذه التكنولوجيا، كما كانت معظم الميزانية أميركية
بمجملها. أنا لم أتمكن من فهم كيفية اتخاذهم لقرارات كهذه هنا".
المنظومة الدفاعية المشتركة لحماية الجبهة الداخلية التي تتضمن منظومات
ليزر (سكايغارد) إلى جانب منظومات صواريخ الاعتراض الأخرى ( القبة
الحديدية، العصا السحرية، باتريوت 3، حيتس-2، حيتس- 3) ستزيد بشكل يفوق كل
تقدير نوعية الدفاع عن الجبهة الداخلية، كل ذلك بتكاليف معقولة جداً. ودمج
منظومات الليزر سيحسن كثيراً القدرة الدفاعية ضد التهديد الصاروخي إزاء
مستوطنات الجنوب والشمال، كذلك سيُتيح حماية متقدمة لـ "غوش دان" و"هشارون"
من إطلاق قذائف صاروخية أيضاً من مناطق يهودا والسامرة، إن حدث ذلك لا قدر
الله".