إسرائيل اليوم - المحامي ايلان بيكر*
يرمي توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة الى العلاقات العامة
فقط. سيكون التصويت في الامم المتحدة جيدا للفلسطينيين داخل مؤسسات الامم
المتحدة فقط. فالجميع يعلمون انه لن تنشأ دولة فلسطينية بعد يوم من التصويت
حتى لو اجتاز القرار في الجمعية العامة. سيحظى أبو مازن بتصفيق وينزل عن
المنصة مثل بطل. فهو لن يستمر في ولاية رئاسة السلطة وسيضطر من يرث مكانه
بعد ذلك الى العودة الى مائدة التفاوض.
ولا يمكن بقرار الامم المتحدة ايضا تحديد حدود بين كيانين سياسيين. ما
سيحدث هو ان الفلسطيني في الشارع سيستيقظ في الصباح ويريد الوصول الى القدس
فلا يستطيع. سيشعر بخيبة أمل وسيفضي هذا الى عنف. ستستغل حماس الوضع
لتحريض الشعب الفلسطيني على فتح. فحماس لا تحب الخطوة التي يخطوها أبو مازن
في الامم المتحدة لأن معناها الحقيقي هو منح دولة إسرائيل الحِل.
وفيما يتعلق بالساسة الإسرائيليين فانهم أصيبوا بالذعر وابتدعوا مصطلح
"تسونامي سياسي"، لكن من اجل اسباب سياسية داخلية كما يبدو فقط. يجب علينا
أن نُدخل موضوع القرار في الامم المتحدة في تناسب مثل القرارات الـ 25
بالضبط التي تُتخذ كل سنة في الجمعية العامة للامم المتحدة والمعارضة
لإسرائيل – وهي قرارات لا تفضي الى شيء.
مع افتراض ان الأميركيين لن ينجحوا في اقناع الفلسطينيين بالنزول عن
الشجرة، سيُجاز القرار في الامم المتحدة في نهاية المطاف من اجل تحسين
مكانة الفلسطينيين من مكانة مراقبة الى مكانة دولة غير عضو (مثل الفاتيكان)
وهذه محاولة اخرى من الفلسطينيين لتحسين مكانتهم بازاء سائر منظمات الامم
المتحدة كاليونسكو ومنظمة الصحة العالمية.
ستكون المرحلة التالية كما يبدو هي المحكمة الدولية في لاهاي. سيحاول
الفلسطينيون طلب عضوية باعتبارهم دولة في المحكمة الدولية ليقدموا دعاوى
قضائية على إسرائيل، لكن الدول الاعضاء فقط تستطيع تقديم طلب، ويُشك في أن
توافق المحكمة على الاعتراف بالفلسطينيين بأنهم دولة بناء على قرار غير
ملزم من الجمعية العامة للامم المتحدة.
* المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية