استعدادات الجبهة الداخلية الاسرائيلية وفرص اندلاع الحرب الاقليمية
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ الدكتور عوديد عميحاي"
" عُقد المؤتمر الرابع لإعداد الجبهة الداخلية للحرب. في كل وسائل الإعلام
اقتبسوا بإسهاب كلام قائد المنطقة الداخلية، إيال أيزنبرغ حول الخطر
المتزايد من اندلاع حرب إقليمية. هناك تحذيرات مماثلة أُطلقت في السابق من
قبل مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنية. واضح للجميع أن
هذا سيناريو محتمل، الذي في حال تحقق، فإن سكان الدولة كلهم قد يكونون في
خضم الجبهة.
لسبب ما، لم تولَ محاضرة رائعة للعقيد (في الاحتياط) يوسي أرزي اهتماما،
والتي شرحت كيف يمكن حماية الجبهة المدنية بفعالية، وبكلفة مقبولة. حساب
بسيط يُظهر أن حماية فعالة بواسطة صواريخ اعتراضية التي خلال الحرب تُضطر
لاعتراض عدد كبير من الصواريخ قد يبلغ عددها ألفا، قذائف صاروخية وقذائف
هاون في اليوم، تكلّف نحو مليار دولار في اليوم، تقريبا! طوال عدة أسابيع
من قتال كهذا، دولة إسرائيل ستفلس في أفضل الأحوال، وقد تصاب بأضرار جسيمة
إثر بيع وسائل الحماية بالتصفية، في أسوأ الأحوال.
هناك حل ممكن وهو دمج مدافع ليزر. مجموعة أفلام فيديو صغيرة عُرضت في
المؤتمر أظهرت نجاحا مذهلا لاختبارات تمت قبل عدة سنوات، دمرت فيه
"نواتيلوس" ـ الصيغة الأولى لمدفع ليزر ـ عدة تهديدات، بدء من قذائف
مدفعية، قذائف هاون وانتهاء بصواريخ عديدة.
الأكثر دهشة من ذلك أن هذه المنظومة طُوّرت بمبادرة من إسرائيل، حيث شاركت
شركات إسرائيلية في تطويرها، وحُضّر لها مكان بالقرب من كريات شمونه لكن
لأسباب غير معلومة لم توضع في الموقع وبقيت مخزّنة في الولايات المتحدة
الأميركية. والأكثر دهشة أيضا أن هناك خطة مفصّلة عن التزود بمنظومات ليزر
أكثر تطورا، سكايغارد، بحيث أن كل المناطق السكنية والمواقع الإستراتيجية
تُدرج تحت حماية شبه محكمة ـ وكل هذا بتكلفات بنسب قليلة مقارنة باستخدام
صواريخ اعتراض مثل القبة الحديدية، العصا السحرية الباتريوت وحيتس ـ يوم
القتال سيكلف بضع ملايين الدولارات فقط!.
كما عُرض في المؤتمر أن بدمج صواريخ اعتراض يمكن تحقيق حماية فعالة أيضا في
الأيام الملبدة بالغيوم خصوصا التي يلاقي فيها الليزر في البر صعوبة في
العمل. يُشار أيضا إلى أن منظومات سلاح أخرى قيد الاستخدام الدائم في الجيش
الإسرائيلي تلاقي صعوبة في العمل في طقس كهذا. الليزر المنقول جوا
(أريئيل) لم يعانِي من مشكلة الغيوم الكثيفة كونه حلق فوق الغيوم، وهو
قادر على اعتراض كل تهديد يُطلق من مدى يبلغ نحو 30 كلم وما فوق. باعتبار
أن معظم سماء البلاد غير ملبدة بالغيوم، سيكون بالإمكان الاكتفاء بنسب
قليلة من عدد صواريخ الاعتراض، إزاء استخدام صواريخ اعتراض فقط.
إذن ما الذي يحدث هنا؟ لماذا الحل المذكور أعلاه لا يُدرس؟ لماذا لا
يُعلمون الجمهور به؟ هل المؤسسة الأمنية اتخذت قرارا بإهمال المراكز
السكانية؟ وأليس من الأفضل توفير مليارات الدولارات لتخصيصها لصالح مشاريع
العدالة الاجتماعية؟
طُرحت هذه المسألة في المؤتمر ولم تحظى بأي اهتمام ورد من كبار مسؤولي
المؤسسة الأمنية الذي كانوا هناك والمسؤولين عن أمننا جميعنا. حماية فعالة
بتكلفات مقبولة هي الحل لبقائنا لوقت طويل، وستتيح تحويل موارد أيضا لصالح
العدالة الاجتماعية التي تجعل حياتنا جميعا أسهل. الجمهور الصامت، الذي
يتقبل تصرف المؤسسة الأمنية بعيون مغلقة، مدعو للاستيقاظ كي يعوا هذه
المسألة، يدرسونها ويطبقونها في أسرع وقت ممكن، قبل أن تتحقق نبوءة سيد
رؤوساء المؤسسة الأمنية".