المصدر: "موقع تيك دبكا"
" تسبب قائد الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي اللواء آيال آيزنبرغ، بعد شهر من توليه منصبه في صدمة أرقت السكينة المزعومة والسلبية للحكومة والمؤسسة العسكرية والجيش الاسرائيلي، حين قال أن الثورات في العالم العربي وتدهور العلاقات مع تركيا من شأنها أن تقود إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وفي مسيرة طويلة المدى (حيث أكد على ذلك) فإن فرصة إندلاع حرب شاملة تزايدت. وطبقا لآيزنبرغ، فإن ربيع الشعوب العربية يمكنه أن يتحول إلى شتاء إسلامي راديكالي يزيد من إحتمالات الحرب الشاملة، ومع إحتمال إستخدام أسلحة دمار شامل. وقال اللواء أيضا أن لدى الفلسطينيين في غزة نظم قتالية حديثة وصلتهم مؤخرا، ومن الأفضل أن يضيف سكان محيط غزة والمدن الإسرائيلية في الجنوب التي تتعرض للقصف الصاروخي المزيد من الطبقات الدفاعية. ولم يفسر الواء لماذا.وينبغي الإشارة إلى أن التقديرات بأن (الربيع العربي) يمكنه أن يصبح بسرعة خريف أو شتاء عربي، بدأت في الظهور منذ يوم الإثنين، قبل تصريحات اللواء آيزنبرغ، وذلك من خلال تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة الفريق بني جانتس خلال إجتماع هيئة الأركان.
وفي صباح اليوم 6/9 ظهر المستشار السياسي للمؤسسة العسكرية، اللواء إحتياط عاموس جلعاد في وسائل الإعلام، وقام بدوره بسكب "دُش بارد" على رأس قائد الجبهة الداخلية وقدم صورة مختلفة تماما. "لا توجد حاجة لزرع الهلع" - هذا ما قاله جلعاد.
بمعنى آخر، اللواء آيزنبرغ المكلف بالدفاع وتقليص مخاطر تتربص بالسكان الإسرائيليين، لا يعلم ماذا يقول، ولا يعرف "الوضع الحقيقي" - وهذا هو المصطلح الذي إستخدمه جلعاد وكرره أكثر من مرة خلال حديثه، كما قال أنه يزرع حالة من الهلع. وفي هذه المرحلة من حديثه، بدأ المستشار السياسي في عرض توقعات تثير المزيد من الذعر والقلق حتى بالمقارنة بما قاله آيزنبرغ.فقد قال أن الوضع الأمني لإسرائيل لم يكن جيدا من قبل مثلما هو الآن. ففي الجنوب هناك ردع أمام حماس، وفي الشمال هناك ردع أمام حزب الله. الأنظمة المحيطة بإسرائيل - على حد قوله - مستقرة، بما في ذلك في مصر، هناك حيث يسيطر المجلس العسكري على الأوضاع، ولا يوجد خطر ينذر بإندلاع حرب شاملة، وينبغي فقط الإنتباه إلى أن هذه الحالات لن تتطور لتصبح تهديد.وأكد جلعاد أن أمام إسرائيل وجيش الدفاع هناك مجال هائل من العمل، والكثير من الوقت للإستعداد تحسبا لحالات غير متوقعة. وطبقا له، ليس صحيحا أن يُقال أننا نقف أمام حرب شاملة. وحقيقا لا اللواء إحتياط عاموس جلعاد أو من حاوروه في وسائل الإعلام طرحوا نقطة كان قائد الجبهة الداخلية اللواء آيزنبرغ قد أكد عليها، وهي أن هناك خطر بأن تندلع حرب شاملة ضد إسرائيل بإستخدام أسلحة دمار شامل.
وعلى كال حال، في نهاية حديثه، قال عاموس جلعاد جملة تتناقض مع جميع تقديراته، وتعزز تقديرات اللواء آيال آيزنبرغ: "ينبغي التعامل مع الوضع مثل توقعات النشرة الجوية" - يقول جلعاد، ومثلما لا يستطيع راصدو الأحوال الجوية توقع ما يحدث بدقة، الأمر الذي يؤدي إلى أمطار وعواصف غير متوقعة، هكذا ينبغي التعامل مع التقديرات الوطنية الأمنية، بمعنى آخر، يحاول جلعاد أن يهدئ السكان الإسرائيليين، فأصدر لنفسه (شهادة تأمين) أو (قبة حديدية) شخصية.
وتشير مصادرنا العسكرية والإستخباراتية إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه توقعات وتصريحات اللواء آيزنبرغ هي الصحيحة، بشرط أن يكون الأمر على المدى الطويل وليس الفوري، مع التأكيد على حقيقة أن الوضع السائد اليوم في ليبيا وسوريا ومصر وسوريا والأردن، والذي سيتحقق على المدى الطويل أيضا، يتم تقليصه يوميا ليقترب من هذه اللحظة، وربما لا يزيد هذا الأمر عن أشهر قليلة، أي أن ما قاله وحدده عاموس جلعاد أمر معيب وذلك لسبعة حقائق أساسية تحدث على الأرض:
أولا: المجلس العسكري المصري لا يسيطر على مصر مثلما يصف جلعاد. فتقارير الإستخبارات الأمريكية الأخيرة، والتي إطلع عليها جلعاد بالطبع، تحمل نغمة من الصدمة، وتحدد أنه في أي إنتخابات ستتم للبرلمان أو الرئاسة،فإن الإخوان المسلمين والحركات السلفية التي تعتبر أكثر تطرفا من الإخوان المسلمين، سوف يحصلون على ثلثي أصوات الناخبين. سلطة المجلس العسكري في مصر ليست مضمونة، إلا إذا قام بإنقلاب عسكري (رقم 2)، واضعا لنفسه هدفا هو قمع الخطوات الديمقراطية - الليبرالية التي تنبثق عن (الربيع العربي) بالقوة. وفي الوقت نفسه، يتعاون المجلس العسكري مع الإخوان المسلمين والمجموعات السلفية، وهذه الحقيقة يخفيها عاموس جلعاد بداخله.
ثانيا: الوضع في سيناء مماثل، وتقول مصادرنا الإستخباراتية ومصادر مكافحة الإرهاب أن التعاون بين المجلس العسكري وبين الحركات السلفية إمتد إلى سيناء أيضا. ولا يوجد أي عمل عسكري مصري في سيناء ضد المصادر الإرهابية، ولا يوجد حتى تفجير لنفق واحد يُستخدم لتهريب السلاح إلى غزة مثلما يُنشر في إسرائيل.
ثالثا: الوضع ذاته قائم في الحدود الشمالية مع حزب الله.
رابعا: الوضع في سوريا يمكنه أن يتغير ليس فقط على المدى القصير، ولكن على المدى الفوري، ولا يتعلق الأمر بأيام، ولكن بحالات، من بينها ما يمكن أن يهدد إسرائيل عسكريا، وهذا أمر قد يحدث خلال ساعات.
خامسا: الوضع في الأردن أيضا غير مستقر، والأرضية السياسية والأمنية تهتز هناك. وصحيح أن الأمر يتعلق بزخم لا يحظى بتغطية، ولكن هناك زخم يحدث، ولا يستطيع أحد أن يعلم متى وكيف سيتفجر.
سادسا: ليبيا لم تكن ولو مرة أو أنها شاركت من قبل في الخط الأول في الجبهة العربية ضد إسرائيل، ولكن ليبيا الجديدة تتحول لمصدر مهم في الجبهة الجنوبية لإسرائيل. فهناك كميات كبيرة من السلاح تأتي من ليبيا إلى سيناء وغزة، ولكن ما هو أكثر خطرا هو الوضع الذي سيحدث فيه أن تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومن خلفهم حلف الناتو وتركيا، بتصعيد عناصر من تنظيم القاعدة السابقين إلى السلطة، بما في ذلك عناصر منظمات إسلامية متظرفة، على أمل أنهم سيسيطرون عليهم بعد ذلك، الأمر الذي سيضفي على أفعالهم طابعا معتدلا. هذا الأمر خطير جدا على أمن إسرائيل، خاصة لو قررت الدول الكبرى أن تكرره في كل من مصر وسوريا، ووقتها ستجد إسرائيل نفسها محاطة بأنظمة إسلامية متطرفة، على إستعداد للتعاون فيما بينهم في الحرب ضد إسرائيل.سابعا: السلاح النووي الإيراني.ويرى اللواء آيزنبرغ الأمور بأعين واعية، بينما اللواء إحتياط عاموس جلعاد يرفض أن يفتح عينيه المنغلقتين".