معادلة المنشآت النفطية تقلق "إسرائيل": محاولات إستعداد لـ"حرب الغاز" في المتوسط وبث رسائل طمأنة لشركات الإستثمار الع
في الوقت الذي لا يزال فيه ملف
ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني يشكّل مادة دسمة على
طاولة الأمم المتحدة، وفي آخر تطوراته رفض لبنان الإحداثيات الجغرافية التي
قدّمتها "إسرائيل" للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يظهر العدو
قلقاً واضحاً حيال هذا الملف، لا سيما بعد أن أطلق الأمين العام لحزب الله
سماحة السيد حسن نصرالله معادلة المنشآت النفطية، وهو يترجم قلقه بمحاولات
بث رسائل طمأنة الى داخل كيانه الغاصب والى منشآت النفط العالمية عبر زعم
إستعداده أمنياً وعسكرياً لمواجهة أي خطر قد تتعرض له المنشآت النفطية في
فلسطين المحتلة.
فقد أفادت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى في هذا السياق أن إكتشاف
"تل أبيب" مخزوناً غازياً كبيراً في عرض المتوسط "يحتّم على الجيش
الإسرائيلي توسيع نشاطاته الأمنية وإجراءاته الحمائية في البحر"، مشيرة في
حديث إلى صحيفة "غلوبس" الإقتصادية أمس إلى أن إحتمالات شنّ ما أسمته "هجوم
معادٍ" على منشآت الغاز الإسرائيلية هي إحتمالات معقولة وممكنة في
المستقبل.
وعدّدت المصادر نفسها مجموعة من السيناريوهات التي وصفتها بـ"العدائية"
والتي تقلق الجيش الإسرائيلي، وهي سيناريوهات مدرجة في لائحة تطول جداً ورد
فيها "إستهداف منصات التنقيب الإسرائيلية بصواريخ دقيقة وبعيدة المدى،
تفجير سفن وزوارق مفخخة إنتحارية، إستيلاء خلية تخريبية إرهابية مسلّحة على
إحدى المنشآت، زرع عبوات ناسفة شديدة القوة من تحت الماء، توجيه طائرة
مفخّخة باتجاه المنشآت وتفجيرها، وأيضاً إطلاق صواريخ طوربيد بواسطة غواصات
معادية"، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وبحسب معطيات "غلوبس"، فإن المؤسسة الأمنية في الكيان الصهيوني تحاول توفير
كل الأساليب والإمكانيات المتاحة أمامها لمواجهة التهديدات في المتوسط،
مشيرة إلى أن "الصناعات الأمنية تعمل حالياً على إنتاج وسائل غير مأهولة،
كطائرات استطلاع متطورة وغيرها، تهدف إلى حماية المصالح القومية
لـ"إسرائيل" في عرض البحر، وأهمها حقول الغاز والنفط".
ووفق ما ذكرت المصادر الأمنية الإسرائيلية نفسها، فإن من بين الوسائل التي
يستعد سلاح البحر الإسرائيلي لتلقّيها، سفناً حديثة وغير مأهولة من طراز
"بروتكتور"، تنتجها شركة "رافائيل" الصهيونية للصناعات الأمنية، والتي تؤكد
أنها وسيلة قادرة بالفعل على توفير حماية مضاعفة عن تلك التي توفرها سفن
سلاح البحرية الإسرائيلي في التصدي لأي نشاط قد تقدم عليه ما أسمته "منظمات
إرهابية معادية"، في محاولة منها لضرب منصات الغاز في البحر.
وكرسالة طمأنة للداخل والخارج، أشارت "غلوبس" إلى أن السفن غير المأهولة
التي من المقدر أن تصل إلى سلاح البحر الإسرائيلي قريباً "مزوّدة بمنظومات
رادار متطورة، وقادرة على إطلاق تحذير حيال أي حركة مشبوهة تقترب من منصات
التنقيب، كذلك هي مزوّدة بوسائل متطورة للرؤية الليلية، وبمنظومة إطلاق
صواريخ أوتوماتيكية"، مشيرة إلى أن "بروتكتور" توضع في الحالات الطبيعية
على متن قطع بحرية كبيرة، وتُرسل إلى عرض البحر وقت الحاجة والضرورة.
وفي محاولة منها لزيادة اطمئنان الإسرائيليين والمستثمرين الأجانب، وأيضاً
شركات التأمين العالمية، أشارت الصحيفة إلى أن "البروتكتور ليست الحل
الوحيد لمواجهة التهديدات"، متحدثة عن "وجود طائرات غير مأهولة تحلّق
باستمرار فوق منشآت الغاز، وهي مزوّدة بمنظومات كشف وتعقّب متطورة جداً،
إلا أن معظمها سريّ غير معلن، وهي قادرة على إرسال معلومات وصور في الوقت
الحقيقي، حيال كل ما يتعلق بأي نشاط استثنائي شاذ". (الأخبار)