المصدر: "موقع NFC الاخباري على الانترنت"
" طلب عشرات الالاف من الاسرائيليين، في السنوات الأخيرة، وحصلوا
بالفعل، على جنسيات من دول أوروبية، مثل بولندا وألمانيا، وهي دول شكلت في
الماضي حقول قتل بالنسبة لليهود، وليس بعيدا، فقد حدث الأمر قبل بضع عشرات
من السنين.
وكالة الصحافة الفرنسية، التي استطلعت في تقرير لها هذه الظاهرة، تشير إلى
أن ما يحدث على الأرض هو: جواز سفر من دولة في الإتحاد الأوروبي، تمكنك من
الإنتقال والعمل بحرية في الإتحاد كله، والذي يضم 27 دولة، وإمكانية
للحصول على تعليم عالي نوعي.
موطي ألبرشتاين، طالب (36 عاما)، دكتوراه في البيوكيمياء، والذي حصل على
جنسية بولندية، أدلى بحوار نشر مع التقرير، وأشار إلى أنه "بسبب الوضع في
إسرائيل، من الأفضل أن يكون لك ممر للفرار. الحياة في الوطن محاطة بحالة من
عدم اليقين، أحتاج إلى بعض الأمان، وهذا هو السبب الذي يدفع المواطنين
لفعل ذلك".
لدى الإسرائيليين بصفة عامة إمكانية كبيرة للحصول على جوازات السفر
الأجنبية بالمقارنة بمعظم الأمم الأخرى، لأن معظمهم أو آبائهم بالتحديد،
أتوا إلى هنا من مكان آخر، والكثير منهم إحتفظوا بحقهم في جواز السفر من
الدول الأصلية. يؤكدون أنه لا يوجد ملاذ من إسرائيل نتيجة لحالة من الهلع،
فقد نجت عمليا من الأزمة المالية العالمية بصورة جيدة بالمقارنة بدول
العالم الأخرى.
وطبقا لمعطيات مكتب الإحصاء المركزي عام 2009، هناك أقل من 16 ألف إسرائيلي
غادروا البلاد وأقاموا في الخارج لمدة تزيد من عام، بينما هناك أحد عشر
إسرائيليا ممن عاشوا في الخارج أكثر من عام عادوا مجددا. الهجرة أيضا تسير
على خط تصاعدي بطئ، وإقتربت من 17 ألفا عام 2010.
ولا يشترط أن تعلم الدولة أن مواطنيها حصلوا أو أنهم يحملون جنسية أخرى.
فقد قدرت السفارة الأمريكية أن هناك بين 120 إلى 200 ألف أمريكي يعيشون في
إسرائيل. وتزعم الحكومة الإسرائيلية أنها لا تعلم كم عدد المهاجرين الجدد
الذين إحتفظوا بجنسيتهم السابقة.
وهناك ظاهرة جديدة نسبيا، وهي الإنضمام للإتحاد الأوروبي بين أعوام 2004 –
2007، خاصة لعد من دول شرق أوروبا، حيث توجد في هذه الدول أصول ملايين
الإسرائيليين. الأعداد الأكبر للغاية تأتي من بولندا، هناك حيث عاش 3
ملايين يهودي قبل الهولوكوست، ورومانيا، والتي عاش فيها قرابة المليون. وقد
حولت المعطيات عمليات الحصول على جوازات السفر من تلك الدول لأمر جذاب
بالقدر الكاف لكي يتغلب الإسرائيليون على الذكريات الأليمة.
وتقول بولندا أنها أصدرت 12800 جواز سفر لإسرائيليين عاشوا في مدينة وارسو
وحدها منذ عام 2004، حين إنضمت الدولة للإتحاد الأوروبي، ووقتها أصبح جواز
السفر البولندي عمليا جواز سفر أوروبي. وقالت سفارة بولندا في إسرائيل أن
إصدار جوازات السفر بلغ نسبة 2000 جواز سفر في العام الواحد. أما الأعداد
في رومانيا فتظل أقل، فقد قالت وزارة الداخلية أن 162 إسرائيليا فقط حصلوا
على جنسية رومانية منذ يناير 2009 – ولكن هناك معطيات تم تجاهلها تثير زخم
في المدونات الخاصة باليمين القومي في رومانيا، وهناك كتب "يون كويا"
الأمين العام السابق للحزب الشيوعي، أن ثمة "غزو يحدث في الخفاء".
أكثر الحالات تعقيدا ما يتعلق بألمانيا، والتي تسمح لليهود الناجين من
الهولوكوست بالعودة للجنسية الألمانية، وهناك أكثر من 25 ألف إسرائيلي
فعلوا ذلك بالفعل في العقد الأخير. غير أن هناك حالة أكثر شذوذا عن القاعدة
تتعلق العودة للجذور، وهي حالة من المتوقع أن تحدث في مكان غير أوروبا.
فمع إنهيار النظام الليبي، هناك توقعات بأن تأتي طلبات من جانب إسرائيليين
للحصول على الجنسية الليبية.
لو كانت هناك نزعة من قبل طالبي اللجوء الآمن، فهناك العديد من التفسيرات
لهذه الظاهرة. إسرائيل ترى في إيران خطرا وجوديا، بزعم أن البرنامج النووي
الإيراني يهدد إسرائيل، ويتحدث السياسيون عن خراب محتمل للدولة اليهودية.
وفي الداخل.. يخشى الكثير من الإسرائيليين التأثير المتزايد للحريديم، خاصة
مع تزايد عدد الذكور في هذا المجتمع المتدين اليهودي بسرعة هائلة، في
الوقت الذي يقضون فيه حياتهم في تعاليم التاناخ (كتاب العهد القديم)، ويتم
تمويلهم من مخصصات حكومية".