عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ استئناف التعليم في الجنوب في خطر.
ـ ما تمكنت من تحقيقه حتى سن 25 ولم يتمكن منه جلعاد.
ـ من مشبوهة الى متهمة (المغنية تسنعاني)
ـ تهدئة؟ 16 صاروخ في اليوم.
ـ جنس، دمى العاب وكونداليزا رايس.
ـ ثانوية الفرصة الثانية.
ـ عاصفة كاملة.
صحيفة "معاريف":
ـ باسم مليون إسرائيلي.
ـ رؤساء كل البلدات التي تعيش تحت النار يكتبون عن الضائقة والامل.
ـ تصفية في غزة.. في الجهاد الاسلامي يهددون: صواريخ على غوش دان.
ـ صوت الجنوب.
ـ في اعقاب قتل الشرطة اليوم في القاهرة: مظاهرة المليون ضد إسرائيل.
ـ الاتفاق والبشرى.. توقيع التسوية مع الاطباء.
ـ احتجاج قيد الاختبار.. في منتهى السبت: خمسة مهرجانات في ارجاء البلاد.
صحيفة "هآرتس":
ـ الجهاد الاسلامي ترفض التهدئة: نار الصواريخ على مدن الجنوب لا تتوقف.
ـ القاهرة تستعد لمظاهرة المليون ضد إسرائيل.
ـ "ويكيليكس": السفارة الأميركية في 2009: "نتنياهو سيدفع السلام الى الامام".
ـ تهريب السلاح اضاف الى تدهور العلاقات بين إسرائيل واريتيريا.
ـ قوات الناتو تساعد المقاتلين في مطاردة القذافي.
ـ موظف في الادارة المدنية حصل على 50 دونم في الضفة – مقابل شيكل في السنة فقط.
ـ عميدرور يتراجع: إسرائيل ومصر ستحققان على نحو مشترك في العملية في الجنوب.
صحيفة "إسرائيل اليوم":
ـ حالة تأهب في الجنوب.
ـ مطاردة للقذافي.
ـ اتفاق تاريخي مع الاطباء.
ـ الجهاد: "سنضرب أبعد".
ـ هنا تعيش بثراء عائلة القذافي.
أخبار وتقارير ومقالات
إسرائيل ملجومة، والفلسطينيون يدركون ذلك
المصدر: "القناة الثانية الإسرائيلية"
" تجدد إطلاق النار في غزة بعد عملية الاغتيال التي نفذها الجيش الإسرائيلي، ولا أعلم إذا ما يجب أن نعتاد على هذا الوضع، الذي سيرافقنا في الفترة القريبة.
اجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية، لمناقشة جديدة، ولاستكمال المناقشة التي بدأها بالأمس. ولدى إسرائيل مشكلة تكمن في عدم نيتها تصعيد الوضع، ويعود ذلك أيضاً بسبب العلاقات مع مصر والتي تتأرجح، وأيضاًً لا يريدون الوصول لشهر أيلول وشاشات التلفزة ممتلئة بصور أطفال فلسطينيين مصابين، ولذلك تحاول إسرائيل طيلة الوقت المحافظة على نوع من ضبط النفس.
من الجانب الفلسطيني يفهمون صورة الوضع التي أصفها هنا، ولذلك يواصلون بالتنقيط إطلاق الصواريخ، والخيار ليس سهلاً والقرار أيضاً ليس سهلاً، فإسرائيل تريد التهدئة ولا يبدو أن هذا هو بالضبط خيار الفلسطينيين.
مع ذلك، من جهة إسرائيل، إذا اكتشفت قنبلة تتكتك، أي هدف للإغتيال كان في طريقه لتنفيذ هجوم على إسرائيل، فإن هذا هدف سوف يُنسف حتى وإن كان الثمن استهداف المدن الإسرائيلية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القوات المصرية كانت على علم بعملية ايلات
المصدر: "القناة العاشرة الإسرائيلية"
" يقول مراسلنا للشؤون العسكرية، أور هيلر، ان هناك شيء جديد ومهم يتعلق بالتحقيق العسكري حول عملية إيلات، وهو أنه يزداد قوة التقدير في الجيش الإسرائيلي بأن قوات أمن مصرية كانت على علم بوجود مجموعات لجان المقاومة الشعبية في سيناء، قرب المواقع المصرية، ولم يقوموا بشيء أو يقولوا شيئا.
الشبهة تتعلق بموقع مصري معين يتواجد فيه حوالي 20 جنديا مصريا مقابل نقاط للجيش الإسرائيلي، وقد خرج منه عدد من المخربين، والتوقع الإسرائيلي هو أن يتم التحقيق بالأمر في مصر، ولكن هناك شك في أن يحدث هذا الأمر بسبب الأوضاع في القاهرة.
وفيما يخص الجنود الذين يعملون في سيناء، يسمونهم في الجيش جنود "السجن رقم 6"، لأنهم جنود قاموا بأعمال جنائية وتم إرسالهم الى الحدود الإسرائيلية كعقوبة، ولذلك لا يجب الإعتماد عليهم للقيام بشيء ما".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القناة: القناة الاولى الإسرائيلية
البرنامج: مساء جديد
تاريخ العرض : 15:08 2011/08/24
" ذكر محللنا للشؤون العسكرية، رون بن يشاي ، انه يمكن التعلم الكثير من التحقيق العسكري الذي اجراه الجيش الإسرائيلي في اعقاب عملية ايلات، لكن لا يسمح لنا قول الكثير عن نتائجه.
من وجه نظرنا، يمكننا ان نتعلم أمرين اثنين هما على الاقل مفاجئين، الاول هو ان قواتنا كانت متواجدة بالضبط في مكان حدوث العملية، وكانوا متواجدين في الليل على بعد عشرين متراً فقط، لكن المنفذين جاؤوا في النهار. التقدير الذي كان وفقا للإنذار، هو انهم سيأتون في الليل، ولكن ذلك حدث في وضح النهار، من تحت الموقع المصري، وهذا الامر الاول.
الامر الثاني هو أن الجزء الخاص بالمصريين، وهنا يجب تقسيمه الى قسمين: الاول هو انه في المجموعات التي نفذت العملية، كان يوجد مصريون بدو من سيناء، أي مواطنون مصريون كانوا اعضاء في منظمات سلفية.
المصريون الذين نفذوا العملية، كلهم بدو يحملون الجنسية المصرية، وكانوا موقوفين في السجون المصرية؛ ثم هربوا وانضموا الى الفلسطينيين، بل الأصح هو انهم شُغّلوا من قبل الفلسطينيين ولم يكونوا فقط مساندين بل منفذين، وقتل منهم على الاقل ثلاثة في هذه العملية في الاراضي الإسرائيلية.
والأمر الثاني هو الجنود المصريون، يوجد عند الجيش الإسرائيلي لحسن الحظ، وقد عرضهم على المصريين، افلام مصورة من مروحيات قتالية اشتركت في الحادثة، والتي ادعى المصريون أنها قتلت جنود مصريون. افلام المعركة تجعلنا نرى بوضوح كيف ان المروحيات منعت من إطلاق النار على "الجيبات" المصرية والموقع المصري...
وأمر آخر؛ كان هناك حادث تدخّل فيه المصريون بالتأكيد، أو حاولوا التدخل من اجل تنحية المخربين؛ هذا في مرحلة متأخرة عند المساء، ولذلك توجهوا نحو المخربين وتواجهوا معهم وهنا يمكن أن تكون حدثت الكارثة. انا لا اعلم اذا كانت هذه كارثة، حيث ان هؤلاء الجنود كانوا يستطيعون توقيف المخربين مسبقاً؛ نحن نتحدث عن ما اذا كان هذا الحادث قد بدأ في الساعة الثانية عشر وخمس دقائق عند الظهيرة، هذا حصل عند السادسة أو السابعة مساءً حسب ما ذكر
المشكلة ليست في إقناع المجلس العسكري في القاهرة؛ المشكلة هي الضعف الذي أظهره المجلس العسكري الاعلى والحكومة الحالية في القاهرة أمام ضغط الشارع، والضغط في الشارع ليس عرضياً بل ان من يقف وراءه هم الإخوان المسلمون في مصر وهذه علامة غير جيدة ولكن هذه الأزمة ستُجتاز".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نار الصواريخ على مدن الجنوب لا تتوقف
المصدر: "هآرتس – ينير يغنه"
" 16 صاروخا وقذيفة هاون اطلقت من قطاع غزة وسقطت أمس في الاراضي الإسرائيلية، ولا سيما في بلدات غلاف غزة. خمسة صواريخ قسام سقطت في اراضي المجلس الاقليمي شاعر هنيغف واربعة صواريخ اخرى انفجرت في اراضي المجلس الاقليمي أشكول. صاروخ غراد اطلق نحو عسقلان وسقط في ارض مفتوحة. ولم يبلغ في كل الحالات عن اصابات أو اضرار. قذيفة هاون اخرى انفجرت قرب معبر ايرز، ولحق ضرر بالمبنى ولكن لم تقع اصابات. وأدى الانفجار الى حشر امرأة فلسطينية وابنتها الرضيعة كانتا عائدتين من تلقي علاج طبي في مستشفى أسف هروفيه. ضباط ادارة التنسيق والارتباط لغزة انقذا الام وابنتها وساعدتاها على العودة الى غزة.
فجر أمس اعترضت منظومة قبة حديدية صاروخا أطلق نحو بئر السبع. سلاح الجو نفذ خمس غارات في قطاع غزة. ثلاثة أهداف ارهابية في شمال وجنوب القطاع قصفت وفي الصباح والمساء أصيبت خليتا اطلاق للصواريخ أطلقت قذائف هاون نحو الاراضي الإسرائيلية. ومعظم عمليات اطلاق الصواريخ قام بها رجال الجهاد الاسلامي. ولكن في الجيش الإسرائيلي يقدرون بأن حماس لا تبذل جهدا لوقف النار.
في غارات الجيش الإسرائيلي ليلة الخميس قتل سبعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة نشطاء من الجهاد الاسلامي واربعة فلسطينيين يعملون في حفر الانفاق في منطقة رفح. ومساء أمس قتل نشيطان آخران من الجهاد الاسلامي في غارة جوية بينما كانا يسافران على دراجة.
ناطق بلسان الجهاد الاسلامي، داود شهاب، قال أمس ان الجهاد ستوافق على وقف النار فقط اذا ما أوقفت إسرائيل هجماتها في القطاع. بعض قادة المنظمة لا يزالون في مصر ويجرون مباحثات مع قادة المخابرات المصرية هناك، من رجال وزير شؤون المخابرات مراد موافي. أمين عام الجهاد، رمضان شلح، عاد من القاهرة الى دمشق بعد جولة من المحادثات مع المخابرات المصرية.
التصعيد المتواصل حول قطاع غزة فاجأ الجيش الإسرائيلي الذي توقعت تقويماته للوضع صباح أمس هدوءا تدريجيا في الجنوب. وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية تعليمات الى رؤساء السلطات المحلية لمنع التجمهر ولالغاء كل المناسبات التي خُطط لها في المنطقة – المهرجان الفني في عسقلان وعروض الشارع في أسدود ومباريات كرة القدم في بئر السبع. وطلبت من سكان غلاف غزة البقاء قريبا من المجالات المحصنة.
في الجيش الإسرائيلي وصفوا سياسة الرد على نار الصواريخ بأنها "مقنونة". وشددوا على أن الجيش يُطيع قرارات القيادة السياسية في الامتناع عن هجمات ذات مغزى لغرض عدم تصعيد الوضع في القطاع والسماح للحكومة المصرية محاولة تحقيق تهدئة متجددة في الجنوب. محافل في مكتب رئيس الوزراء أشارت الى أن إسرائيل غير معنية بتصعيد القتال في قطاع غزة.
بعد ليلة غير هادئة مرت على سكان الجنوب، لا يزال التوتر واضحا لديهم، فالناس تقريبا لم يخرجوا من بيوتهم في أسدود وعسقلان وبقيت المطاعم والمقاهي قفراء. "يوجد خوف وتوتر، نحن ببساطة محبطون"، قال أودي، من سكان أسدود، "مع كل الاحترام فان للصبر حدودا، لا يحتمل ان يبقى نحو مليون نسمة مشلولين بسبب صواريخ، أحد ما يجب أن يعطي الرأي ويجد حلا بسرعة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القبة الحديدية لن تتمكن من مواجهة ترسانة الصواريخ في غزة
المصدر: "موقع NFC على الانترنت ـ عوديد عميحاي"
" حوادث الأيام الأخيرة في الجنوب رسّخت الوقائع، التي يجب أن تكون الآن علنية وواضحة:
1.القبة الحديدية غير قادرة على حماية مستوطنات غلاف غزة، ولذلك هي شكلياً متطورة.
2.منطقة الحماية للقبة الحديدية صغيرة ومن أجل حماية ناجعة من عمليات الإطلاق من قطاع غزة يجب الدفاع عن كل مدينة، صغيرة أو كبيرة، على حدا. البطارية المنصوبة في اشكالون غير قادرة على اعتراض صواريخ تُطلق على اشدود، وتلك المنصوبة في بئر السبع لن تستطيع حماية الآفاق وغير ذلك.
3.كلفة الإطلاق التابعة للقبة الحديدية عالية جداً. الاستثمار في القبة الحديدية بمعظمه مستهلك. الذخيرة ـ صواريخ الاعتراض ـ ليست متوفرة ووقت إنتاجها طويل. في مواجهة اكبر من تلك التي حصلت في هذه الأيام، إلى حين انتهاء احتياط صواريخ الاعتراض المحدود بسبب كلفته (القبة الحديدية) سيبقى الداخل معرّضا للخطر بدون أي حماية. لن تكون القبة الحديدية كافية أبدا لاعتراض مستودع صواريخ المنظمات الإرهابية.
4.عمليات الاعتراض الناجحة للقبة الحديدية في عسقلان وبئر السبع هي نقطة في بحر، فهي ربما تساعد على الغرور القومي وترويج بيع القبة الحديدية خارج البلاد، لكن هي لن تغير الوضع ـ كل مستوطنات النقب الغربي متروكة لمصيرها. هل سيكون هناك المزيد من بطاريات القبة الحديدية؟ تطلق على أهداف أخرى، أو ستدخل المنظومة في صليات كثيرة من الصواريخ، كما حصل. مستحيل الدفاع عن كل هدف. ذخيرتهم متوفرة ورخيصة. أما ذخيرتنا فهي غير متوفرة وباهظة الثمن. المبادرة هي بأيدي المنظمات الإرهابية.
5.في المواجهة القصيرة الأخيرة، حوالي مليون رجل اضطروا إلى المكوث في الملجأ، الحياة الطبيعية تعطلت، الأعمال تضررت، مصابين بصدمة ليسوا قلائل، ومساهمة عمليات الاعتراض الناجحة للقبة الحديدية في الأمن القومي وتهدئة نفس سكان الجنوب كانت هامشية.
6.مطلب عضو الكنيست آفي ديختر (19/8/2011، يومان في القناة الأولى) لصناعة المزيد من بطاريات القبة الحديدية لم يتحقق. لانه بالمساعدة الأميركية البالغة 205 مليون دولار، فان المؤسسة الأمنية تخطط صناعة أكثر من أربع بطاريات من القبة الحديدية، التي ستكون جاهزة بعد حوالي سنتين(!). وما هو الأمر المساعد؟ من أين ستأتي ميزانية البطاريات الأخرى؟ وعلى حساب ماذا؟ وكم هو عدد الذخيرة الذي من الممكن أن يخزّن؟.
7.تخيّلوا أنفسكم ماذا سيحصل في مواجهة شاملة، التي سيسقط فيها بتقدير خبراء أمنيين، من بينهم وزير حماية الداخل، سيسقط على كل أراض الدولة 1000 صاروخ في اليوم من كل الاتجاهات ومن كل الأمداء؟ قواعد سلاح الجو ستهاجم ولن تتمكن من العمل، محطات الطاقة ستهاجم، وكذلك البنى التحتية الإستراتيجية. ماذا سيحل بمستودعات المواد الخطرة؟ سيخلون المدن؟ سيقيمون مدن من الخيم في النقب؟ هل هذا هو حل؟ هذا ما هو قادر أن يقدمه الجيش القوي في الشرق الأوسط"؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ممنوع التجمع لأكثر من 500 شخص في جنوب إسرائيل
المصدر: "القناة السابعة الإسرائيلية"
" أنهت الجبهة الداخلية جلسة تقدير الوضع الأمني بعد أن سقط خلال الليل أكثر من 15 صاروخا بإتجاه إسرائيل. وفي نهاية الجلسة إعتبر قائد الجبهة الداخلية اللواء آيال أيزنبرغ بأن الدول التي تحمي مدنييها هي دولا "إنسانية" على حد وصفه, كما طلب اللواء بأن يكون العدد الأقصى المسموح بتواجده أثناء إقامة مناسبات عامة وشعبية هو 500 شخص فقط.
وأفيد أيضا بأنه عند إفتتاح الملاجئ يجب التواصل مع الجهات المسؤولة في الأماكن ذات الصلة, وبأن إفتتاح الملاجئ يقرر من قبل السلطات المعنية فقط. وأوعزت قيادة الجبهة الداخلية بعدم إقامة دروس في هذه المرحلة تحت مبان غير صلبة.
وستواصل قيادة الجبهة الداخلية بإقامة تقديرات للوضع في إحتفالات محددة, وكل توجيه جديد سيصدر بشكل منظم وستبلغ به وسائل الإعلام.قوات الجبهة الداخلية متواجدة في المدن الرئيسية في الجنوب وهي منتشرة في الميدان للقيام بتوجيه وإرشاد المواطنين وإخلائهم إذا دعت الحاجة لذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باراك: سنسمح لمصر بإخال دبابات ومروحيات الى سيناء
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" قال وزير (الحرب) إيهود باراك خلال مقابلة اجرتها معه أسبوعية "أوكونوميست" البريطانية، أن إسرائيل ستسمح لمصر بنشر آلاف الجنود في شبه جزيرة سيناء, خلافًا لإتفاق السلام معها. وقال باراك "سيكون لديهم مروحيات ومدرعات, لكن لن يكون هناك دبابات تتموضع هناك. مشددا على انه "أحيانًا علينا أن نخضع لإعتبارات إستراتيجية ولضروريات تكتيكية".وبحسب كلامه "من المتوقع أن يصادق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على هذا الإجراء".
وقدّرت الأسبوعية البريطانية أنه يبدو بأن القوة المصرية الجديدة لن تعاد الى الجهة الغربية من قناة السويس. وقرار نقلها الى الجانب الشرقي إتخذ بعد الهجوم الإرهابي في شمال إيلات قبل حوالي أسبوع، والذي قتل جراؤه ثمانية إسرائيليين.
كتبت "أوكونوميست" أن :"إسرائيل تواجه معضلة إستراتيجية كثيرة الإنعكاسات" وأوضحت أن باراك على علم بأخطار تعزيز القوة المصرية في سيناء. لكن باراك اضاف أن "السلام إرتكز مع مصر خلال الثلاثين السنة بشكل أساسي على عدم الإنتشار في سيناء, لكن إسرائيل بحاجة ماسة لأن تمسك مصر بزمام الأمن هناك".وقد إقتبس من أحد مساعدي رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله, "لا يمكننا فعل شيئ اليوم, نرى منظمات متطرفة تزيد من مكانتها وحضورها في سيناء". وفي رد على نية باراك الموافقة على إدخال قوات مصرية كبيرة الى سيناء, أمر رئيس الكنيست روبين ريفلين المستشار القضائي للكنيست, المحامي ايل يونن بدراسة المسألة ومعاينة إن كان من الواجب ان توافق الكنيست على الانتشار المصري الجديد". وقال ريفلين "يحتمل بان الموافقة التي أعطيت لإدخال قوات مصرية الى سيناء, والتي حددت كمنطقة منزوعة السلاح في إتفاق السلام, تسمح بموافقة الكنيست, وفي حال حصل ذلك حقًا, سأطلب تأمين موافقة الكنيست, فلا يكفي الإتفاق بين وزير الدفاع ورئيس الحكومة, ولا حتى بموافقة الحكومة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتشار مكثف للقوات الإسرائيلية على الحدود مع مصر
المصدر: "هآرتس – انشيل بيير"
" اصدر رئيس هيئة الاركان العامة في الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، اوامره بعد توجيه من المستوى السياسي في إسرائيل، بزيادة عديد القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية. علما ان توجيه المستوى السياسي صد قبل عام، من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، في اعقاب توصية لمجلس الامن القومي في إسرائيل، لكن الجيش الإسرائيلي قام بتعزيز قواته هناك بشكل جزئي.
المرة الأخيرة التي حصل فيها تغييرا مهما في انتشار الجيش الإسرائيلي على طول الحدود المصرية، كان قبل أربعة سنوات، عندما قرر قائد المنطقة الجنوبية السابق، اللواء (الاحتياط) "يوآف غالنت"، إقامة لواء "ساغي"، يعمل على حماية الحدود".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عميدرور يتراجع: إسرائيل ومصر ستحققان على نحو مشترك في العملية
المصدر: "هآرتس – باراك رافيد"
" بعد يومين من اعلانه في مقابلة مع "صوت الجيش" بأن ضباطا إسرائيليين ومصريين لن ينفذوا تحقيقا مشتركا لاحداث العملية في الجنوب، غيّر مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور روايته. في بيان خاص نشره بعد ظهر أمس أعلن بأنه بالذات سيُجرى تحقيق مشترك.
خلفية تذبذب عميدرور تنبع أغلب الظن من الغضب الذي أثارته اقواله في المقابلة مع "صوت الجيش" في اوساط كبار رجالات المجلس العسكري الأعلى في مصر. ففي مقابلة أجراها "صوت الجيش" صباح يوم الثلاثاء قال عميدرور انه لن يجرى تحقيق مشترك يشارك فيه ضباط إسرائيليون ومصريون معا في فحص الحدث، بل ان الطرفين سيجريان تحقيقين منفصلين وسيسويان نتائجهما معا فقط.
وكان عميدرور قال ذلك رغم حقيقة ان وزير الدفاع إيهود باراك اعلن منذ يوم السبت بأن إسرائيل معنية باجراء تحقيق مشترك مع مصر. في بداية الاسبوع أُرسل الى القاهرة رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، اللواء أمير ايشن، للبحث مع المصريين في سبل تنفيذ التحقيق المشترك.
في أعقاب تصريحات عميدرور نشر يوم الاربعاء تقرير في صحيفة "المصري اليوم" تضمن انتقادا حادا. فقد اقتبست الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الحكومة المصرية قوله ان "الطرف الإسرائيلي لم يستجب حتى الآن لطلبنا اجراء تحقيق مشترك ولم يعلن عن جدول زمني لانهاء التحقيق. اذا لم يجر تحقيق مشترك فسنعيد سفيرنا من تل ابيب".
وعصر أمس نشر مكتب رئيس الوزراء بيانا استثنائيا للصحافة باسم عميدرور. وشدد مستشار الامن القومي في البيان على أن "إسرائيل توافق على اجراء تحقيق مشترك مع مصر لأحداث الهجوم الارهابي في الطريق الى ايلات قبل اسبوع". وأضاف عميدرور بأن التفاصيل سيقررها جيشا الدولتين.
في مكتب رئيس الوزراء قالوا أمس معقبين أن سبب الروايتين المختلفتين اللتين قدمهما عميدرور هو أنه في اليوم الاخير فقط تقرر نهائيا بأنه سيجري تحقيق مشترك للجيشين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هدوء حيال عواصف
المصدر: "هآرتس"
" الواحد تلو الاخر يسقط رؤساء النظام لدى جيراننا العرب، الذين اعتادت إسرائيل على أن تراهم مستقرين ودائمين كجبال الجولان وصحراء سيناء: صدام حسين في العراق، زين العابدين بن علي في تونس، حسني مبارك في مصر، معمر القذافي في ليبيا وقريبا على ما يبدو بشار الاسد في سوريا أيضا. بفضل الانترنت والفيس بوك يحدث تغيير عميق يقف فيه عنصر سياسي غير معروف حتى الان في معظم هذه الانظمة: "الرجل في الشارع".
في إسرائيل، الانفعال والفرح في ضوء "روح التحرير" يترافقان وبعض الحزن وخيبة الامل؛ وذلك لانه ليس فقط لان عملية التحول الديمقراطي في الشارع العربي لا تترافق ونوايا السلام – بل وتترافق معها في مصر مثلا، موجة عداء مناهضة لإسرائيل بحدة شديدة يصعب على الحكام المؤقتون العسكريون الوقوف في وجهها. "رجل الشارع" اياه، الذي أسقط حكامه بموجة من الغضب وأراد الفتك بهم يوجه ميلا مشابها تجاه إسرائيل، حتى بأكثر الحجج خفة.
هذه التطورات تعزز ظاهرا الحجة القديمة لليمين ومعارضي الانسحابات والتنازلات في إسرائيل، وكأنه لم يكن منذ البداية معنى وجدوى لتوقيع الاتفاقات مع الطغاة. وقد اقترحوا انه كان ينبغي انتظار التحولات الديمقراطية في الدول العربية. ولكن مع حلول التحول الديمقراطي، فانهم لا يرون فيه الا دليلا على كراهية ثابتة في الشعوب العربية تجاه إسرائيل فيجدون في ذلك ذريعة متجددة للتصلب والجمود السياسي.
ولكن عندما يهتاج الشارع العربي وكل طيف سياسي عسكري أو اعلامي يلتقط فورا باجهزة وقلوب الشارع العربي، فان آخر أمر تحتاجه إسرائيل او ادارة ظهر المجن لامل السلام، مترافقا وتعال استفزازي ونزعة عدوانية توفر فقط الاسباب للموقف السلبي منها. وبالتالي: في هذه الايام على حكومة إسرائيل أن تبقى في الظل، وان تلتصق اكثر فأكثر برغبة السلام وتبرهن على أنها لا تتطلع الى التوسع. عليها ان تبث الهدوء، المصالحة والاعتدال قدر الامكان، وذلك انطلاقا من الامل في أنه مع خبو اللهيب سيفهم الشارع العربي ايضا بان السلام هو جزء جوهري من روح المساواة، الحرية والديمقراطية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لتعتذر تركيا من الارمن اولا
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"
" ما هذه القصة عن طلبات الاعتذار، التي اجتاحت شبكة العلاقات الاقليمية. تركيا تطرح انذارا: إما الاعتذار أو الحرد الى الابد. مصر تطلب منا الاعتذار على مقتل خمسة من افراد الشرطة المصريين بنارنا.
1. لا أذكر أن مصر طلبت اعتذارا من إسرائيل على حرب اكتوبر. لا أذكر أننا طلبنا الاعتذار على الفدائيين الذين اطلقوهم من قطاع غزة للقيام بالمذابح في قلب إسرائيل. لا أذكر أن المصريين اعتذروا على تمزيق علم إسرائيل من على مبنى السفارة في القاهرة. في طلبات الاعتذار يوجد عنصر من الضعف من جهة والغرور من جهة اخرى. بعد حرب الايام الستة درج زعماؤنا على التباهي: "عذرا اننا انتصرنا". فالعذر يكشف احيانا ضعفا واحيانا غضبا من جانب من يطلبه. في ايام التوتر الديني في اثناء الهجرة الكبرى من المغرب شهدت حادثة في باص، عندما داس مسافر بالخطأ على قدم المسافر خلفه. "عذرا"، قال الداهس بأدب. ولكن رد الفعل الغاضب كان مذهلا: "هكذا انتم ايها الاشكناز، بداية تدوسوننا وبعد ذلك تطلبون العذر، يخرب بيتكم!". وقد حصل لايهود باراك شيء كهذا بحجم كبير. في سباقه نحو رئاسة الوزراء طلب "بإسم العمل على اجياله العفو من الطوائف الشرقية على التمييز والظلم". هذا الاعتراف الغبي طارده على مدى كل ولايته الفاشلة. الموقع أدناه مع المصالحة مع تركيا. فقد نكون بالغنا في الهجوم على مرمرة. ولكن ارسال سفينة مع زعران لتحطيم الاغلاق على غزة كان بحد ذاته عمل قرصنة. لا يعقل أننا كنا سنفعل امرا كهذا لتركيا. هناك أحداث تقع في ظروف من سوء الفهم. وهذا أمر يرتبه الناس كالاطفال الكبار. اما النزول على الركبتين والاعتذار؟ فقط عندما تعتذر تركيا عن المذبحة الكبرى بحق الارمن.
2.أحد ما زار منزل باراك روى بان ثلاجاته فارغة من الغذاء. قد يكون هذا جزءا من حميته – في كل الاحوال، ظاهر للعيان أنه يحاول انزال الوزن، مما يدل على أنه يستعد للانتخابات القادمة. فناخبوه لا يحبون الزعماء السمينين. رجل قوي كباراك يعرف كيف يسيطر على شهيته ولكنه لا يسيطر على لسانه المغرور. وهو لم يكتفِ باعتذار قائد المنطقة الجنوبية، الرجل المستقيم والكفؤ عن خطأه في فتح طريق 12 مما سهل على المخربين تنفيذ مبتغاهم. "اللواء روسو اخطأ"، قال في المقابلة مع يونيت ليفي. عندما سُئل باراك اذا كان رد الجيش الإسرائيلي على قذائف الهاون مجديا، أجاب كالجراح: الخطر الذي يتخذه مطلق الصواريخ هو أن يفصل رأسه عن جسده في عملية دقيقة لسلاح الجو. الحقيقة هي انني لم أعرف ان سلاح الجو دقيق لهذه الدرجة بحيث يتمكن من فصل رأس المخرب عن جسده، ولكن حسب كمية النار هناك انطباع بان حماس وجدت اختراعا بموجبه الرؤوس تعرف بشكل مستقل كيف تطلق صواريخ غراد.
3.الدكتاتوريات الاسلامية حولنا تسقط الواحدة تلو الاخرى. الشباب الذين يرفعون علم الثورة ويسقطون الحكام الفاسدين ولدوا عندما كانت إسرائيل دولة وتربوا على الكراهية العميقة لها. مع تمزيق صور الحكام يحرقون ايضا أعلام إسرائيل. الدول حولنا لن تكون ديمقراطيات على نمط سويسرا، والكراهية تجاهنا لن تختفي قريبا. الدولة التي لا تسارع الى تصميم حدودها النهائية وتتملص من مسؤوليتها تجاه ابنائها تدخل نفسها في فيتو سياسي ومادي.
4.أراد أم لم يرد. فقد ازاحوا لبيبي الجبنة. سيناء هذه التي كانت مقصدا سياحيا كبيرا، بدت فجأة مختلفة. يعيش فيها 300 الف بدوي يعملون في التهريب من كل نوع. هذه منطقة تحاذي أربعة دول. من سيناء يمكن اطلاق الصواريخ على كل الدول المحيطة. من الارض الموعودة وصلنا الى الأرض المحروسة. هل معنى الامر ان الثورة الاجتماعية التي اندلعت من جادة روتشيلد تنهي الحياة المهنية؟
اذا حاول بيبي الانتقال الى مواضيع اخرى فان المظاهرات الناعمة الحالية من شأنها أن تتحول الى نموذج الفهود السود. سيكون تدهور الى اتجاه سياسي عنيف، يؤثر على تقديم موعد الانتخابات. بيبي ملزم بان يفعل ما يكرهه: ان يبادر. القبة الحديدية لن تمنحه حماية من الموضوع الاجتماعي. هذا لن ينتهي الى أن تنتهي السيدة السمينة، لجنة تريختنبرغ من الانشاد".
ــــــــــــــــــــــ
مظاهرة المليون" ضد إسرائيل
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"
" مظاهرة المليون ضد إسرائيل المتوقعة في ميدان التحرير اليوم ليست مظاهرة عادية اخرى من المظاهرات التي تهز مصر منذ شهر كانون الثاني. فهذه المرة سيصطدم ميدان التحرر بالسياسة الخارجية لمصر. عنوان المظاهرة هو "مظاهرة المليون بطرد السفير الإسرائيلي"، ومعظم حركات الاحتجاج أعلنت منذ الان بانها ستشارك فيها. ولا يتجه الغضب المصري فقط اتجاه إسرائيل، التي قتلت خمسة جنود مصريين في عملية على الطريق الى ايلات بل وأيضا ضد سلوك الحكومة المصرية مع إسرائيل.
منذ الحدث تجري مظاهرات عاصفة امام السفارة الإسرائيلية في حي الجيزة، مظاهرات ولدت حدثا وطنيا وبطلا وطنيا نزع علم إسرائيل عن المبنى. ومع أنه علم أمس بتقلص عدد المتظاهرين امام السفارة وان قوات الشرطة والجيش الذين يحرسون السفارة تقلصوا عقب ذلك الا ان القتال الجماهيري لا يزال حامي الوطيس. واعتمد المبادرون الى المظاهرة أمس ايضا على ما نشر في صحيفة "المصري اليوم" وجاء فيه أن إسرائيل لم تستجب بعد للطلب المصري لاجراء تحقيق مشترك وان مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور أوضح انه ليس في نية إسرائيل اجراء تحقيق مشترك. ومع أن عميدرور تراجع أمس عن التصريح ولكن يبدو ان الالتزام باجراء تحقيق مشترك لم ينجح بعد في تهدئة الخواطر. وافاد صحفيون مصريون امس لصحيفة "هآرتس" انهم علموا من مصادر سياسية مصرية بان رئيس الوزراء وممثلي المجلس العسكري الاعلى كانوا على اتصال مع قيادات حركات الاحتجاج وابلغوهم بموقف إسرائيل الجديد. ورغم ذلك، لا يزال ممثلو الحركات يصرون على رأيهم في عقب المظاهرة وذلك "للايضاح لحكومة إسرائيل بان مصر مبارك لم تعد قائمة وان الجمهور المصري سيقول قولته في الشؤون المتعلقة بأمن الدولة أيضا".
تقرير آخر يقتبس عن مصدر أمني افاد أمس بان اعادة السفير المصري من إسرائيل لا تزال قائمة على جدول الاعمال، وان الحكومة المصرية تنتظر لترى كيف ستدير إسرائيل التحقيق الى جانب المحققين المصريين.
في مصر انتشرت أمس تقارير عن أن إسرائيل تسعى الى نقل مقر السفارة من حي الجيزة الى موقع آخر أقل اكتظاظا بالسكان، حيث يكون ممكنا منع المظاهرات. وبالتوازي أفادت حركة 6 نيسان بان في نيتها نقل موقع المظاهرات من التحرير الى ساحة كبرى في حي الجيزة قرب حديقة الحيوانات مما يقرب المتظاهرون بذلك من مبنى السفارة.
المظاهرات ضد إسرائيل والتحقيق في العملية تثير ايضا خلافات سياسية بين حركات المعارضة، حيث تبين أمس بان حتى حركة الاخوان المسلمين منقسمة بين من يؤيد المشاركة في المظاهرة اليوم وبين من يعارضها. هكذا مثلا أعلن حزب الحرية والعدالة، الحزب الرسمي للاخوان المسلمين بان لن يشارك في المظاهرة ومقابله أعلن حزب النهضة، الذي انشق عن الاخوان المسلمين بانه سيشارك في المظاهرة الى جانب المنظمات الاخرى. لم يصدر تفسير على امتناع الحركة الام عن المشاركة في المظاهرة، ولا سيما على خلفية موقفها في أن على الحكومة المصرية "ان تعيد النظر" في اتفاق كامب ديفيد وتتخذ "خطوات ذات مغزى" ضد "الهجمة الإسرائيلية على السيادة المصرية وقتل الجنود المصريين". ولكن يبدو أن السبب الاساس لذلك هو تطلع قيادة الحركة الى تمييز نفسها عن الجناح الذي انشق عنها. بين شطري الحركة يوجد خلاف سياسي عسير، أولا في مسألة عرض مرشح للرئاسة، والذي تعارضه الحركة، مقابل حزب النهضة الذي أعلن منذ الان منذ سيكون ممثله في الانتخابات للرئاسة. كما ينقسم الشطران ايضا في مسألة موعد الانتخابات للبرلمان. حركات الاحتجاج تعتزم اجراء مظاهرة كبيرة في 9 ايلول مطالبة بتأجيل موعد الانتخابات التي تقررت لشهر تشرين الثاني خشية أن تجترف الحركات الاسلامية، المنظمة جيدا، انتصارا كبيرا. وحسب تفسير آخر، فان حركة الاخوان المسلمين توجد الان في فترة اتفاق وتفاهم مع المجلس العسكري الاعلى، الذي تنازل لها حتى الان في المواضيع السياسية. فقد تلقت الحركة تلميحات بان المجلس العسكري لن ينظر بارتياح الى المظاهرة اليوم، ومن هنا موقفها.
كائن ما يكون السبب، لا ريب أن إسرائيل أصبحت جزءا من حوار انزال الايادي الجاري بين حركات الاحتجاج واحزاب المعارضة وبين المجلس العسكري الاعلى. اذا كانت حركات الاحتجاج امتنعت حتى الان من التصدي للنظام في مسائل السياسة الخارجية، يبدو الان أنها "بفضل" إسرائيل، ستنقل هذا المجال ايضا الى الميدان. وعلى نحو منفصل عن الاحتجاج على العلاقة مع إسرائيل يقبل الخطاب الجماهيري في وسائل الاعلام المصرية تماما موقف النظام في أن منفذي العملية في ايلات هم نشطاء من منظمات متطرفة تعمل بالتعاون مع البدو. الحكومة المصرية والجيش يحظيان باسناد كامل من حركات الاحتجاج والاخوان المسلمين للعمل ضد هذه المنظمات التي تعتبر تهديدا على أمن الدولة.
في هذه الاثناء يتبين أن ليس فقط سيناء، بل والحرب الاهلية في ليبيا ايضا تعرض تهديدا جديدا على مصر. ويوم الاربعاء أعلنت قوات الامن المصرية بانها منعت تهريبا اضافيا، ثالثا في غضون اسبوع، لكميات كبيرة من السلاح، الذخيرة والصواريخ من ليبيا الى الاراضي المصرية. وتتجه ارساليات السلاح هذه حسب الاشتباه الى نشطاء المنظمات المتطرفة العاملة في سيناء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين طرابلس ودمشق
المصدر: "معاريف ـ نداف إيال"
".. وقبل مواضيع الساعة، مواضيع الاحتجاج. مع صواريخ غراد في الجنوب، هاجم هذا الاسبوع معارضو الاحتجاج الاجتماعي. فقد امتلأوا بروح متجددة من المزايدة الاخلاقية، إذ عرضوا على المحتجين الصمت المطبق حين تصخب المدافع. وكانت هناك نبرة ما من الحماسة في هذه المبررات وكأن المنتقدين انتظروا اللحظة الأمنية المناسبة كي يقولوا لنزلاء الخيام، أخيرا، سُدوا أفواهكم. موضوعيا، فقد اعتقدوا بأنه عندما تتعرض إسرائيل للهجوم، ليس مناسبا رفع المطالب الى الحكومة وبالتأكيد ليس توجيه الانتقاد.
على هذه الامور يجب الرد وبوضوح: لا يوجد شيء أكثر وطنية من محاولة تجديد التضامن الإسرائيلي، ولا يوجد شيء أكثر ضرورة منه للحصانة الوطنية. إسرائيل بحاجة الى عمود فقري قوي، وعمودها الفقري هو الطبقة الوسطى. الأزواج الشابة في الجنوب مكثوا هذا الاسبوع في الملاجيء. أيجدر بهم عندما يخرجون منها أن يعيشوا في مجتمع لا يسمح لهم بأن يشتروا شقة؟ فلماذا لا يتمتعون بأسعار تنافسية وحقيقية في المتاجر؟ بقدرة على التوفير من كد يومهم؟.
أول أمس نشر أن 70 في المائة من الدين الذي على الاقتصادات المنزلية هو لقروض السكن، ارتفاع بأكثر من 35 في المائة منذ بداية 2008. في غضون ثلاث سنوات ارتفع رهن السكن الإسرائيلي بعشرات مليارات الشواقل. سكان الجنوب عندنا، الذخر الاستراتيجي لإسرائيل، فقراء ومهملين أكثر مما في وسط البلاد. فهم يعانون من بنى تحتية اجتماعية مخلولة ومن قدرة محدودة على الوصول الى اماكن العمل. فهل يضعف سقوط صواريخ غراد هناك الحاجة الى تقليص الفوارق في المجتمع الإسرائيلي؟ العكس بالضبط.
الحاجة الى تعزيز الطبقة الوسطى ليست ترفا أو مطلبا سياسيا قطاعيا. هذه حاجة وطنية عميقة. لا خلاف في ذلك، من رئيس الوزراء وحتى الخيمة في روتشيلد. فإسرائيل ناضجة بما فيه الكفاية كي تقف تماما خلف الجيش الإسرائيلي والحكومة في مكافحة الارهاب، وبالتوازي مواصلة الكفاح الديمقراطي المتواصل لتغيير سلم الاولويات.
ليبيا ـ حملة فاخرة
في الوقت الذي ربت العالم لنفسه على الكتف في أعقاب التطورات في ليبيا، في سوريا تواصلت المذبحة دون عراقيل. حملة الناتو في ليبيا كانت احدى الحملات العسكرية الأكثر نجاحا لهذا الحلف في العقدين الاخيرين. فقد تميزت بسرعة نسبية (نصف سنة، لدولة قبلية مثل ليبيا، هو زمن محدود)، بكثافة دقيقة جدا وبالأساس في اختبار النتيجة – من جهة، الثوار هزموا معمر القذافي، ومن الجهة الاخرى لم يظهر وكأن الغرب هو الذي يتوجهم كمنفذين لكلمته.
هذا المظهر كان حرجا بالنسبة لاوروبا والولايات المتحدة، ولكن يجدر بنا ألا نقع في الخطأ: في ليبيا جرت حملة عسكرية غربية فاخرة. مع قوات برية سرية، مدربين عسكريين، مراقبي جو حددوا الأهداف، مسارات تزويد حرة بالسلاح، تفعيل مكثف لقدرات الاستخبارات والتجسس وغيرها هنا وهناك من القضايا التي سنعرف عنها قريبا أو بعد سنوات طويلة.
في مرحلة معينة قرر الغرب بأن القذافي يجب أن يرحل. ويبدو أن هذا كان بعد أن وعد بذبح أبناء شعبه. السبب المعلن كان يرتبط بالطبع بالحاجة الى الحرية، المساواة والديمقراطية في العالم العربي، أما السبب الحقيقي بقدر لا يقل فهو الفهم بأن معمر القذافي، بسلوكه الاجرامي، جعل نفسه شخصية منبوذة وغير مرغوب فيها. تعالوا نفترض أنه انتصر في ليبيا، فهل ايطاليا برلسكوني سيكون بوسعها عقد الصفقات معه؟ لم يعد ممكنا. هل بريطانيا كانت ستسمح لنفسها، ولا سيما بعد مهزلة تحرير المخرب من لوكربي بأن تشتري منها النفط؟ ليس في السنوات القريبة القادمة. والولايات المتحدة كانت ستقاطعه بعناد. السياسة الدولية هي ايضا (وربما أساسا) سياسة داخلية – الجمهور الأميركي والاوروبي ما كان ليسمح لسياسييه بعقد صفقات مع طاغية تاب، وبعدها عاد الى عادته وأعلن في التلفزيون عن أنه سيذبح المتظاهرين الذين يطالبون بالديمقراطية. مغفرته لمرة واحدة على العملية في لوكربي كان أمرا، أما منحه كتاب غفران دائم والوقوف الى جانبه الى الأبد، فهو أمر آخر تماما.
القذافي، بتعبير آخر، أصبح طاغية لم يعد ممكنا عقد الصفقات معه. هذا موضوع أليم جدا، ولا سيما عندما تكون ليبيا تمتلك احتياطات هائلة من الطاقة، من أكبر الاحتياطات غير المستغلة في العالم، ولا سيما عندما تضرب الصين عينيها نحو هذه الذخائر – وتعرب بالذات عن تفهم مرن للدكتاتوريين الافارقة. واذا أخذنا في الحسبان الطابع العام الهاذي للقذافي (من خلال تهديداته لاوروبا بأنها اذا لم تدفع له المليارات، فان "ملايين السود سيغرقون القارة")، وأخذنا في الحسبان الحاجة العميقة للغرب لتلك الاحتياطات من الغاز والنفط، فقد كان الخيار وحيدا: العمل على تصفية حكمه. وهذا ما جرى.
سوريا ـ انتهت الفرصة
وهنا نحن نصل الى القصة البشعة لسوريا. حجم المذبحة هناك ليس واضحا. كل أنواع الارقام تلقى في الهواء، من بضعة آلاف قتيل وحتى عشرات الآلاف. الحقيقة هي أن أحدا لا يعرف. سوريا، لشدة أسف الشعب السوري الثائر، لا تملك مقدرات طاقة هائلة. فضلا عن ذلك، فحكم سلالة الاسد كان يعتبر على مدى السنين حجرا أساس للاستقرار الاستراتيجي الاقليمي. اوروبا، تركيا والولايات المتحدة لا تعرف من سيحل محل الاسد، ولهذا فقد امتنعت لزمن طويل عن الدعوة لتغييره حقا. كان هذا طريقها لاعطائه فرصة. وهم سيقولون ان الحديث يدور عن اعطاء فرصة كي يغير طريقه ويتوجه الى الديمقراطية. هذا هراء مؤدب. زعماء الغرب يعرفون جيدا بأن طغاة كالاسد لا يكتشفون النور، ويفهمون بأن التغيير يبدأ من الداخل. عمليا، هذه الفرصة كانت موضوع تهكميا ووحشيا جدا – فقد سمحوا له بأن يقمع الاضطرابات بيد من حديد، ويعيد السيطرة على سوريا بكل ثمن ليحصل مرة اخرى على الشرعية المحدودة التي منحها العالم للحكم البعثي حتى الآن.
الاسد الشاب فوت هذه الفرصة. استمرار الثورة السورية – وهو موضوع شجاع جدا اذا أخذنا في الحسبان القتل الجماعي الذي يرتكبه النظام – أثبت للغرب بأنه يحتمل جدا ألا ينتصر الاسد، ولكن حتى لو بقي، فقد جعل نفسه منبوذا على نحو مطلق، اسوأ من القذافي. ومن هنا جاء البيان الأميركي والاوروبي الذي يطالبه بترك منصبه.
بعد نجاح الناتو في ليبيا، تجرى مداولات عنيدة الآن في واشنطن، في أنقرة، في باريس وفي لندن في موضوع امكانية تكرار حملة محدودة في سوريا. سوريا ليست ليبيا، وجيشها ليس القوة القديمة والضعيفة للقذافي. هجوم غربي في سوريا يمكن أن يؤدي الى رد فعل اقليمي متسلسل يتضمن ايران، لبنان وإسرائيل. من الاكثر حذرا وأمانا النظر الى الامور في ظل الوقوف جانبا، ترك الحرب الأهلية السورية تتطور بكامل شدتها، واتخاذ القرار لاحقا. ومع ذلك، من الصعب أن ننسى بأن هنا لا يوجد نفط ينتظر المنتصرين. الحد الاقصى هو الحمّص في دمشق".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاصفة في الصحراء
المصدر: "معاريف ـ شموئيل روزنر"
"حكم القذافي انتهى"، أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما. ليس لأن أحدا ما سأل، ليس لأن القذافي انتظر اشارة منه بالذات، ليس لأن بيانا ما من مكان اجازة الرئيس اللطيفة سيغير الواقع على هذا النحو أو ذاك. ومع ذلك، فالاعلان ضروري. ليعلم الناس.
"نحن نقاتل الآن في ثلاث حروب"، ذكّر جي لانو مشاهديه قبل بضعة اشهر عندما بعث اوباما بقوات الولايات المتحدة للمشاركة في حملة الناتو – ليبيا، افغانستان، العراق. "تصوروا كم حربا سنخوض لو أن اوباما لم يفز بجائزة نوبل للسلام". غير أن الرئيس لم يقبل أبدا الادعاء بأن الولايات المتحدة توجد في حرب في ليبيا. ما وافق على المشاركة فيه كان في البداية حملة انسانية لمنع مذبحة جماعية، ومن قاده الى ذلك لم يكن الأميركيون بل الدول الاوروبية الاعضاء في الحلف الاطلسي وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا. أما الآن حين يسقط القذافي، فهناك حاجة الى اقتسام الحظوة، ويتبين أن اوباما يريد بالذات نصيبه منها. وها هي الحجة التي أطلقها رجال حكمه هذا الاسبوع: عملنا بحكمة، وقفنا في الظل، ساعدنا الثوار دون أن نجعل أميركا بؤرة القصة. هكذا يتم إحداث ثورة، هكذا يتم اسقاط طاغية شرق أوسطي.
"هذا انجاز رائع"، امتدح هذا الاسبوع جيمس ستاينبرغ، الذي كان حتى قبل اسابيع قليلة مضت نائب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، "العامل الاكثر أهمية هو أننا لم نجعل أنفسنا مشكلة. الناس لا يقولون ان أميركا تحاول مرة اخرى اسقاط الانظمة" – مثلما قالوا في عهد ادارة جورج بوش. ولكن كما هو متوقع، لم يكن الجميع أسخياء تجاه اوباما. فليس الجميع يعتقدون بأن "القيادة من الخلف" – كالاسم الذي يعطى للسياسة الأميركية الحديثة – جديرة على الاطلاق بلقب "القيادة". ميت روماني، المرشح الرائد عن الحزب الجمهوري في انتخابات 2012 – أي الخصم المحتمل لاوباما – قضى "بأننا نسير خلف الفرنسيين الى داخل ليبيا". إذ لا يحتمل أن يكون هناك أمر اسوأ من السير "خلف الفرنسيين" الى حرب (وها هو سطر آخر من لانو: "هل رأيتم صور طائراتنا؟ فهي تبدو جديدة جدا وكأنها لم تستخدم أبدا").
منتقدو اوباما رحبوا هذا الاسبوع برحيل الحاكم الليبي، ولكنهم رفضوا أن يعزو الحظوة لرئيسهم. "الأميركيون يمكنهم أن يكونوا فخورين بالدور الذي لعبته دولتنا في المساعدة لهزيمة القذافي"، كتب السناتوران الجمهوريان جون مكين ولنديسي غرام في بيان مشترك. "ولكننا نأسف أنه استغرق هذا النجاح زمن طويل للتحقق، بسبب فشل الولايات المتحدة في القاء كامل ثقل وزن قدراتنا الجوية في المعركة".
بين ليبيا والعراق
الظل الثقيل للحرب في العراق أثقل ولا يزال يثقل على كل قرار يتخذه الرئيس اوباما، والذي ينطوي على استخدام القوة. في اليمين الجمهوري وفي اليسار الليبرالي – كلاهما في ظل صدمة العراق، هاجما اوباما حين اختار المشاركة في المعارك في ليبيا في أنه لم يتلق "إذنا بالعمل من الكونغرس". بل انهما هددا بتقييده بالتشريع. بمعنى، وضعا سقفا يفترض به أن يمنع ظاهرا العودة الى عهود التورط في العراق. كان هذا اندلاع زائد للمخاوف. فاوباما لم يعتزم الاجتياح أبدا، ولن يخاطر في مثل هذا السيناريو. بالمقابل، فانه لم يوافق أيضا على الوقوف جانبا دون ان يعمل على الاطلاق. يمكن لنا ان نواصل الجدال اذا كان استخدم ما يكفي من القوة أم لا، ولكن واضح أنه اتخذ قرارا مبدئيا الى جانب التدخل. فقد خاف من الانعزال. خلف قراره وقفت عدة نساء حازمات في الادارة رفضن السماح للادارة بالتدهور في الطريق السريع لانعدام الصلة – وزيرة الخارجية كلينتون، المستشارة سمانتا باور والسفيرة في الامم المتحدة سوزان رايس.
ولعلنا يمكن أن نضيف الى هؤلاء النساء الثلاثة ايضا صوت امرأة اخرى، آن ماري سلوتر، اليوم بروفيسورة في برنستون ولكنها خدمت هي ايضا في ادارة كلينتون على مدى سنتين كمديرة قسم التخطيط السياسي. صوت سلوتر انطلق واضحا وجليا حين حذرت من رد فعل زائد من اليسار الأميركي على سنوات حكم بوش. فقد خشيت سلوتر من حركة بندول تعيد الولايات المتحدة الى عهود يملي فيها المعسكر "الواقعي" في واشنطن سياسة "النظام والاستقرار على حساب الايديولوجيا والقيم". وقد حرصت هي ورفاقها على عدم السماح لاوباما بالسير في مثل هذا الاتجاه. فهن تردن "الاستقرار" ولكن ايضا "القيم".
على أي حال، حين حان الوقت لاتخاذ القرار في مسائل الحرب، دار صراع داخل الادارة بين مؤيدي نهج "كله إلا بوش الابن"، وبين من اعتقدوا "كله إلا بوش الأب". هكذا حين كان الرئيس مطالبا بأن يقرر كيف سيدير استمرار الدور الأميركي في افغانستان (فقد قرر تعزيز القوات لفترة محدودة)، وبقوة أكبر عندما وقفت في بوابته حرب جديدة، في اقليم بعيد، ليس لها هدف محدد تماما.
بين التصدر والمشاركة
اوباما قرر منذ بداية الطريق بأن ليبيا ليست مشكلته. ليست "البيبي الذي نحتاج لأن نقدم له حلا"، مثلما وصف ذلك مستشاره السابق بروس رايدل. نفط وغاز ليبيا يباعان في اوروبا، وعليه، فان "ايطاليا وفرنسا هما اللتان لهما المصلحة الاكثر وضوحا في استقرار المنطقة". أميركا يمكنها أن تساعد، ولكن ليس لها ما يدعوها الى أن تجر وحدها العربة.
مبعوثو اوباما وجدوا في اوروبا آذانا صاغية لهذه الرسالة، ولا سيما لدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فهو لم يرغب في أن يقود من الخلف. أراد أن يتصدر الامور. أن يركض الى الامام، بل واحيانا بسرعة فاجأت حتى رفاقه الاوروبيون، وكذا رفاقه الفرنسيون، بل وربما حتى نفسه. كان هناك من عزا ذلك للطموح السياسي، وكان هناك من قالوا ان ساركوزي يريد ان يثبت لاوباما – لا يوجد بين الرجلين مودة شديدة – من هو الزعيم الحقيقي. مهما يكن من أمر، فان الاوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا وبريطانيا، قرروا أن يأخذوا المهمة على عاتقهم. وحصلت واشنطن على ما أرادت. الطائرات بلا طيار التي انطلقت الى المعركة هي رمز مناسب للدور الذي اختاروه هذه المرة: بلا لمسة بشر، بمشاركة دنيا.
اذا كانت المعركة على ليبيا انتهت هذا الاسبوع، فان القصة تكون انتهت هكذا. حظوة كاملة للزعيمين الاوروبيين، وفقط بعد ذلك للرئيس الأميركي. اوباما يمكنه ان يتعايش مع هذا – الحرب في ليبيا لن تكون هي التي ستقرر مستقبله، غير أن المعركة على ليبيا بدأت فقط، وأميركا، التي وافقت على أن تنجر الى التدخل غير المباشر في مرحلة القتال، سيتعين عليها أن تتصدى من جديد لذات المعضلة في مرحلة الاستقرار مثلما في افغانستان والعراق. هذه هي المرحلة التي تدفع فيها القوات الاجنبية الثمن الدموي الباهظ على دورها، هذه هي المرحلة التي ستبدأ في الاسبوع القادم بقرارات تُتخذ في باريس، في لندن وفي واشنطن عن مدى التدخل وعن التضحية التي سيوافقون على أخذها على أنفسهم، في محاولة ليس فقط لتدمير العالم القديم حتى الأساس بل لبناء عالم جديد على حطامه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موظف في الادارة المدنية: 50 دونم في الضفة مقابل شيكل في السنة
المصدر: "هآرتس ـ عميره هاس"
" دائرة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية أفرزت لضابط في الادارة المدنية ومن سكان مستوطنة ريحان 50 دونما في شمالي الضفة الغربية، مقابل شيكل واحد في السنة، لفترة 25 سنة. هذا ما تبين في مداولات المحكمة العليا في التماس رفعه فلسطيني يدعي الملكية على نحو 16 دونم من الارض. الـ 50 دونم تأتي ضمن مساحة آلاف الدونمات التي سلمها المسؤول عن الاملاك المتروكة والحكومية في الادارة المدنية للهستدروت الصهيونية، والتي من جهتها أعطت ريحان تخويلا باستخدامها. ويدور الحديث عن احتياطات من الاراضي لقرى فلسطينية في منطقة برطعة، أم ريحان وغيرها. النيابة العامة للدولة كان يفترض أن ترد هذا الاسبوع على المحكمة العليا لماذا أُفرزت الارض للضابط، دون عطاء، ولكن ردها لم يصدر بعد.
الضابط – في حديث مع "هآرتس"، ومحاميه – في رده على الالتماس يدعي بأن سكانا آخرين في ريحان وفي مستوطنات اخرى في المنطقة حصلوا على مخصصات مشابهة، في اطار التفويض الذي منحته إسرائيل لدائرة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية لتخصيص الاراضي للاستيطان القروي. الإسرائيليون الذين يبحثون في سياسة الاراضي الإسرائيلية، يتفقون على أن التخصيصات موضع الحديث والعملية التي انكشفت من خلفها ليست شاذة.
في آذار 2010 وقع "اتفاق خاص لتخصيص ارض" لاغراض الغرس، بين الهستدروت الصهيونية العالمية، من خلال دائرة الاستيطان وبين اسحق بوحنيك، من سكان مستوطنة ريحان. وتندرج الـ 50 دونم هذه في مساحة 3500 دونم سلمها المسؤول عن الاملاك المتروكة والحكومية في الادارة المدنية للهستدروت الصهيونية في العام 1994، لفترة 49 سنة "لغرض تخطيط، تنمية وتثبيت البلدة" (هذه ارض تتطابق مع أمر الاستيلاء على الاراضي من العام 1977). في العام 1995 منحت دائرة الاستيطان اتحاد مستوطني ريحان الحق في استخدام الارض. وكما يفيد مخزون المعطيات لدى باروخ شبيغل (رجل وزارة الدفاع سابقا) عن تخصيصات الاراضي للمستوطنات، فقد خُصص لريحان بالاجمال نحو 7 آلاف دونم، في اطار ثلاثة "عقود تخويل".
"مفهوم تخطيطي تمييزي"
المخطط الهيكلي التفصيلي المقر لمستوطنة ريحان يشمل 1.209 دونم ويقوم كله في نطاق محمية طبيعية انتدابية. نحو مائة دونم في المخطط خصصت للسكن، لـ 159 وحدة سكن لنحو 200 من سكان البلدة. أكثر من 400 دونم في المخطط مخصصة لمباني الاقتصاد الزراعي. للنواة الأصلية في ريحان توجد اراضي زراعية مفلوحة داخل الخط الاخضر.
لغرض المقارنة، القرية الفلسطينية أم الريحان، التي تأسست في نهاية القرن التاسع عشر، من سكان يعبد كقرية زراعية موسمية، أصبحت قرية دائمة في 1922. بملكيتها 930 دونم، منها 630 مسجلة في الطابو على أسماء مالكيها الخاصين. منذ 1967 رفضت إسرائيل اعطاء هذه القرية تراخيص بناء بدعوى أن البناء في المكان يتعارض ووجهة استخدام الارض كمحمية حرشية – ذات المحمية التي بُنيت عليها ريحان. في 2008، بعد صراع طويل خاضه السكان، بمساعدة جمعية "بمكوم – مخططون من اجل حقوق التخطيط"، تقدمت الادارة المدنية بمخطط هيكلي بحجم 56 دونم (باستثناء بضعة دونمات، هذه اراض خاصة للسكان). 39 دونم منها خُصصت لـ 200 وحدة سكن – بمعنى اكتظاظ سكن عال بعدة أضعاف عنه في ريحان. بسبب اعتراض السكان (نحو 420 في عددهم) وسعت الادارة المدنية المخطط الهيكلي الى 122 دونم، منها نحو 85 دونم مخصصة لنحو 200 وحدة سكن. ومع ذلك، اعترض السكان مرة اخرى – لأن المخطط لم يستجب بعد لاحتياجاتهم. نير شليف، من جمعية "بمكوم" يقول ان هذه المعطيات تدل جيدا على الفهم التخطيطي التمييزي لإسرائيل، "وذلك دون تناول حقيقة أن سكان أم الريحان لا يمكنهم أن يحصلوا على مخصصات من اراضي الدولة مثلما يحصل عليه سكان ريحان".
بوحنيك انتقل للسكن في ريحان في العام 2000، وفي العام 2002 توجه الى الهستدروت الصهيونية بطلب لتخصيص ارض له للغرس. لاسباب شخصية وبيروقراطية، وقع الاتفاق في آذار 2010 فقط، بعد أن بدأ العمل في الادارة المدنية في تشرين الثاني 2007 كرئيس شعبة التنصت. في الرد على الالتماس كتب وكيل بوحنيك، المحامي عمير فيشر، يقول ان "الهستدروت الصهيونية خصصت اراض واسعة اخرى لسكان آخرين من مستوطنة ريحان ومن مستوطنات مجاورة"، وأنه لا يوجد لهذا التخصيص صلة بحقيقة عمل موكله في الادارة المدنية. ويمثل فيشر جمعية "رغافيم"، التي تعمل على حد تعريفها، من اجل الحفاظ "على اراضي وأملاك الشعب اليهودي في بلاد إسرائيل". في هذا الاطار ترفع الجمعية وفيشر التماسات ضد الادارة المدنية ايضا، مطالبين بهدم مبان فلسطينية في المنطقة ج.
في 25 تموز عقدت المحكمة العليا مداولات في التماس لمدعي ملكية الارض، عبد القادر كبها. المحامي توفيق جبارين طلب من المحكمة ان تأمر بوقف اعمال تهيئة التربة والغرس في الارض التي يدعي موكله ملكيتها، حتى استيضاح المسألة. وطلبت المحكمة من جبارين شطب الالتماس لأنها لا تقرر في نزاعات الاراضي، ولكنها قبل ذلك طلبت من الدولة أن تجيب في غضون ثلاثين يوما لماذا لم تصدر عطاءا لتخصيص الارض.
على أساس سجل من الذاكرة وضعه جبارين بعد المداولات، فقد أعرب قضاة محكمة العدل العليا عن عجبهم لتخصيص الارض لرجل الادارة المدنية. القاضي حنان ملتسار، مثلا، سأل ممثل النيابة العامة، المحامي اسحق برط، "هل سليم في نظرك أن يحصل ضابط يتلقى راتبه من الجيش على ارض زراعية من الدولة؟"، وكيل الهستدروت الصهيونية، المحامي يوسف لاوفر، عاد وقال ان هذه ارض بملكية الدولة وأشار الى "نحن لا نفحص اذا كان هو ضابط أم لا".
القاضي ملتسار واصل وسأل "ألا ترى معنى للخلل في أن اراضي الدولة تُنقل الى ضابط؟"، فأجاب المحامي لاوفر "أنا لا أعرف الاجابة على هذا السؤال. دائرة الاستيطان نقلت الى بوحنيك الارض بصفته من سكان ريحان ولا تفحص أين يعمل". وفي السياق قال القاضي ملتسار "نحن نرى بعين الخطورة الشديدة هذه الحالة، التي يسيطر فيها ظاهرا ضابط في الجيش على ارض للدولة". الملتمس كبها، من مواليد العام 1924، يسكن في قرية خربة عبد الله يونس. والى أن تحسم مسألة الملكية، فان كبها، أبناءه وأبناء أخيه يقولون انه في قسم من الارض موضع الحديث درجوا في الماضي على انتاج الفحم، كما تدل الارض السوداء، وفي قسم آخر زرعوا القمح والشعير. وفي اوقات اخرى كانت الارض تترك لرعي الماشية.
على حسب ادعاء المحامي فيشر، في العقد الاخير على الأقل لا توجد مؤشرات على أن الملتمس أو أحد من جانبه فلحوا، زرعوا أو تركوا الارض للرعي. أبناء عائلة كبها يدعون بأنه مع اندلاع الانتفاضة الثانية، لم يسمح الجيش والمستوطنون لاصحاب الاراضي بالوصول اليها. في العام 2002 أو 2003 احتُل درب واسع في الوادي الذي توجد فيه القطعة، ودرجت مركبات الجيش والمستوطنين على السفر فيه في ظل منع وصول الفلسطينيين الى الاراضي. في مناطق عديدة اخرى في الضفة الغربية وثقت عملية مشابهة لاستبعاد الفلسطينيين عن اراضيهم في ظل استغلال الوضع الامني.
مؤخرا عمل جبارين على الحصول على وثائق من الاردن واستنفاد الاجراءات لتسجيل الملكية. وعلى حد قول المحامي فيشر، يعتمد الالتماس على وثائق مزيفة. "المحكمة لا ينبغي أن تساعد مثل هؤلاء الملتمسين. فغدا سيأتي ملتمس ويدعي بأن الارض التي بُنيت عليها المحكمة العليا هي ارضه"، قال، مثلما يُفهم من سجل المداولات الذي وضعه جبارين. وأضاف فيشر ايضا بأن "موضوع الغاء التخصيص واجراء عطاء يجب أن يبحث في التماس آخر يكون مبدئيا". أما القاضي ملتسار بالمقابل فقال "ان هذه الحالة المحددة بالذات مناسبة للبحث في هذه المواضيع".
درور أتكس، باحث مستقل في سياسة الاراضي لإسرائيل في الضفة، قال لصحيفة "هآرتس" انه عبر هذا الاتفاق الذي اكتشف بالصدفة بسبب الالتماس، تنكشف المنهاجية التي تسيطر من خلالها إسرائيل على الاراضي الفلسطينية.
في حديث هاتفي مع "هآرتس" قال أول أمس بوحنيك انه توجه الى رئيس الادارة المدنية، العميد موتي الموز، للفحص اذا كان الحديث يدور عن تضارب للمصالح. ولم يتم التوجه في اثناء المفاوضات النهائية على التخصيص، بل عندما بدأ الملتمسون بالاجراءات القانونية. حسب بوحنيك قال له الموز، استنادا الى التشاور مع المستشار القانوني للادارة المدنية، انه ليس في تخصيص الارض تضارب للمصالح.
في تقرير مراقب الدولة في العام 2005 تقرر بأنه "ليس لدى الدولة معطيات كاملة عن التخصيصات للهستدروت الصهيونية، رغم أن الحديث يدور عن مئات آلاف الدونمات". رد مكتب رئيس الوزراء على الانتقاد كان أن "المعطيات الكاملة عن حجم الاراضي للهستدروت الصهيونية توجد لدى الادارة المدنية وقد نقلت مؤخرا الى اللجنة الوزارية".
أما من الادارة المدنية فجاء التعقيب التالي: "بعد فحص أُجري تبين انه لا خوف من تضارب مصالح، وذلك في ضوء حقيقة أن الحديث يدور عن اجراء شخصي ليس له أي صلة بالنشاط العسكري للرائد بوحنيك بالادارة المدنية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اللحظة الأخيرة
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ اليكس فيشمان"
" عندما وصل وزير الدفاع في السبت الماضي، عند ساعات الظهيرة، الى غرفة المداولات في وزارة الدفاع، كان ينتظر على طاولته، لاقراره، كتاب حربي سميك حمل عنوان: "حملة الجنوب". إسرائيل وقفت في تلك الساعات على مسافة شعرة من الخروج الى حرب في قطاع غزة.
الكتاب لم يعنى بحملة محدودة. الأهداف التي تحددت كانت ستشعل بيقين المنطقة، بما في ذلك من آثار اقليمية غير بسيطة. القيادة السياسية أكدت – مثلما حصل في "رصاص مصبوب" – على أن ليس لأحد في القطاع حصانة، وليس مهما ما هي مكانته ومنصبه.
الخطط التفصيلية – الأهداف، المرامي، الحجم، القوة والزمن – ما كانت لتسمح لحماس بمساحة تنفس للتردد في شكل ردها. فقد كانت ستراهن، على الفور، على كل الصندوق. وبالفعل، تضمنت خطة الحرب استعدادا لنار كثيفة من الصواريخ من غزة، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى نحو غوش دان بشكل عام وتل ابيب بشكل خاص.
بدت هيئة الاركان في نهاية الاسبوع الماضي وكأنها عشية حرب. يعملون على مدار الساعة وينامون في المكاتب. عندما بلوروا الخطط وكتبوا الامر كان للضابطية العليا فوق الرأس، مثل السيف المسلط، نقمة حرب لبنان الثانية، في حينه اتخذ قرار الخروج الى الحرب دون اعداد كاف. القيادة العسكرية والسياسية قررتا معا أن تضربا، وعلى الفور، دون أن تأخذا بالحسبان الآثار، رد العدو، وضع الجبهة الداخلية والقدرة على الرد على وابل الصواريخ. هذه المرة صيغت خطة كاملة، مفصلة، تتضمن ايضا استعداد قيادة الجبهة الداخلية، وفقط عندها عُرضت على القيادة السياسية.
درس آخر استُخلص من المواجهة البائسة مع حزب الله، وطُبق عمليا في "رصاص مصبوب" يقضي بأن: نبدأ بقوة عالية، لكي نقصر قدر الامكان معاناة السكان في الجبهة الداخلية. أو بتعبير آخر: القوة التي استخدمت في "رصاص مصبوب" ستشكل نقطة بدء للحملة التالية.
القسم الاكبر من الجيش النظامي كان سيُجند، في هذه المرحلة أو تلك، في صالح الحملة. وعليه فمنذ يوم السبت وضعت كل الوحدات النظامية في مستويات مختلفة من التأهب. في أسراب سلاح الجو جرت الاستعدادات الأخيرة. المساحة الزمنية التي أعطيت للجيش سمحت ايضا للقوات الدولية – مصر، الولايات المتحدة – فحص البدائل للحرب. من الاصعب البحث في تخفيض التوتر الاقليمي وتحسين العلاقات مع مصر عندما تكون رؤوس رجال قيادة حماس "منقطعة عن اجسادهم" على حد وصف وزير الدفاع.
يوم الخميس عصرا، بعد بضع ساعات من العملية على الطريق الى ايلات، بدأت تتبلور الفكرة العملياتية، وبدأت تتدحرج. الأهداف في هذه المرحلة هي فقط الجهاد الاسلامي واللجان الشعبية. حماس ليست هدفا صرفا بعد، باستثناء اصابات رمزية ترمي الى التلميح للمنظمة بأن عليها المسؤولية عما يخرج من القطاع وتشجيعها على منع استمرار اطلاق النار.
بعد وقت قصير من تصفية قيادة اللجان الشعبية، في منزل أحد مقربي عائلة رئيس جهاز الانتاج في المنظمة (الذي قضى هو ايضا نحبه في ذات الهجوم)، اختفت كل قيادة حماس، العسكرية والسياسية، في اماكن اختباء. فقد فهموا بسرعة شديدة الى أين يتطور الرد الإسرائيلي. أما للكاميرات فقد أُرسل ناطقون صغار.
التتمة، حين اتخذت القرارات عصر السبت، تضمنت توسيع العملية لتشمل حماس ايضا. فقد قالت فرضية العمل انه لا يحتمل ألا يكون قادتها على علم بخلية اللجان الشعبية إياها، التي خرجت الى سيناء كي تنفذ العمليات من هناك. قبل اسبوع من الهجوم في ايلات نفذت اللجان الشعبية اطلاقا لصواريخ غراد نحو كريات غات، وأجرت حماس اعتقالات في اوساط مطلقي الصواريخ. دليل آخر على أنها تعرف جيدا ما يجري في "المنظمات المارقة"، وكذا في اللجان الشعبية. وهذه هي احدى فروع الذراع العسكري الحماس.
في نظرة الى الوراء يتبين أن ليس كل شيء يعمل حسب الكتاب. لشدة العجب لدى الخبراء في إسرائيل، في حماس فوجئوا حقا بالعملية في طريق 12. وعندنا ايضا، حتى قبل بضعة ايام من العملية، كان هناك فارق بين اخطارات المخابرات والاخطارات التي اصدرتها شعبة الاستخبارات العسكرية. المخابرات كانت اكثر دقة بكثير. شعبة الاستخبارات عرضت عددا من الاماكن المحتملة للعملية. جرى الحديث ضمن امور اخرى عن اختطاف جندي من داخل نفق على حدود غزة.
اعضاء الخلية حاولوا الاقتراب من الاستحكامات المختلفة المنتشرة على طول الحدود. ويبدو انهم فحصوا أيا من الاستحكامات سيكون اكثر راحة لهم التسلل اليه. التحقيق المشترك، من الجيش الإسرائيلي والمصري يتعين عليه ان يسأل لماذا اختاروا بالذات نقطة الرقابة المعينة التي اختاروها. لدى إسرائيل براهين على ان الجنود المصريين شاهدوا مخربين يزرعون العبوات، ولم يفعلوا شيئا.
موضوع عزَّة
لحظة الصفر للمرحلة الكبيرة والشاملة للعملية – تقررت. والعد التنازلي بدأ. القوى البشرية في بعض الوحدات استكملت برجال الاحتياط. بقي أقل من يوم على اندلاع الحرب. وعندها، في منتهى السبت، برزت الفرصة السياسية لانهاء الحادثة. حماس بادرت الى وقف النار.
وبسرعة تبين انه يسود هناك حرج في ضوء حقيقة أن أحدا ما في المنظمة أخذ المسؤولية عن وقف التهدئة وعن نار الصواريخ نحو اوفكيم وبئر السبع التي أدت الى خسائر في الارواح. حماس، كما تبين، لم تكن هي التي أطلقت النار، وفي ساعات المساء بعثت حتى بأفراد الشرطة في محاولة لمنع مطلقي النار. قادة حماس توجهوا مباشرة، سواء للأميركيين أم للمصريين، وطلبوا وقف النار. وعرفت إسرائيل عن هذه التوجهات في الزمن الحقيقي تقريبا.
قادة حماس لم يخططوا ولم يرغبوا في هذه المواجهة. ليس الآن. فهم يخشون من أن يتهموا بأنهم يسحبون البساط من تحت أقدام أبو مازن قُبيل ايلول. ناهيك عن ان الوضع الاقتصادي في غزة آخذ في التفاقم. الحكم يجد صعوبة في دفع الرواتب لرجاله، حيث أن كميات الاموال التي تدخل الى القطاع اليوم هي نسبة مئوية قليلة من التدفقات التي كانت في الماضي.
في القطاع يحتاجون الآن الى التهدئة والى الدعم من القاهرة، بما في ذلك في الاتصالات على جلعاد شليط، وتخشى حماس من أن يغلق المصريون لها معبر رفح. ولكن أكثر من ذلك: في غزة عرفوا بأن ما وصف في إسرائيل كـ "رد غير مناسب" على نار الصواريخ هو فقط اعداد للحملة الكبيرة.
رئيس الوزراء اسماعيل هنية تجرأ على الخروج من مخبئه يوم الثلاثاء فقط، بعد 24 ساعة من وقف النار. قيادات حماس والجهاد لا تزال ملتصقة بالملاجيء، وعن حق أغلب الظن. فيوم الاربعاء صفي رجل الجهاد الاسلامي اسماعيل الاسمر. نشيط آخر صفي من الجو ليلة الخميس. وهكذا سيستمر الامر. الرسالة في أعقاب العملية في الطريق الى ايلات هي رسالة لا لبس فيها: التصفيات تعود، حتى لو كان ثمن كل تصفية كهذه هو ليلة من قذائف الهاون والغراد.
في منتهى السبت طلب المصريون والأميركيون من إسرائيل الاستجابة لوقف النار وعدم البدء في معركة. بالتوازي بذل المجلس العسكري الاعلى في مصر جهودا لوقف الموجة المناهضة لإسرائيل التي ارتفعت في الشوارع. كقاعدة، الشارع المصري مفعم بالاجواء الوطنية المتطرفة، المتزمتة، المتعالية، التي يجد النظام صعوبة في التصدي لها. اعضاء الحكومة، الذين تغيروا حتى الآن ثلاث مرات، يفهمون بأن زمنهم محدود، وهم لن يتجرأوا على عمل أي شيء غير شعبي. الوزراء يعرفون بأنه بعد بضعة اشهر، بعد الانتخابات، سيعودون ليكونوا مواطنين عاديين، والشارع سيحاسبهم.
المجلس العسكري هو الآخر تحركه الرغبة في ارضاء الشارع. من جهة اخرى، فانهم لن يسمحوا لأحد بأن يدهور العلاقات مع إسرائيل لدرجة توقف المساعدات من واشنطن. بالمقابل، فان الجيش مصمم على عدم اختبار قوته حيال الجيش الإسرائيلي. لا أحد – لا حماس، لا الاخوان المسلمين ولا الجهاد العالمي – سيجرهم الى هناك.
النتيجة: المجلس العسكري الاعلى بذل كل جهد مستطاع لتهدئة العلاقات بين إسرائيل ومصر واحلال وقف النار. اذا عملتم بشكل عدواني، قال المصريون لإسرائيل، فلن نتمكن من التوسط مع حماس، وليس مؤكدا أن ننجح في السيطرة على الجماهير الذين سيطالبون بالمس بالرموز الإسرائيلية في القاهرة.
الجنرالات الذين قادوا الحوار باسم الجنرال طنطاوي كانوا رئيس المخابرات العامة الجنرال معافي، المساعد الشخصي واليد اليمنى لطنطاوي الجنرال الياسر (في إسرائيل يعرفون بأن الاتفاق معه مثله كمثل الاتفاق مع طنطاوي)، والمسؤول في المخابرات العامة عن غزة والفلسطينيين الجنرال ابراهيم.
ليس صدفة أن أبرزت الصحافة المصرية يوم الاثنين تصريحات شمعون بيرس. فقد أعرب الرئيس عن أسفه لموت الجنود المصريين، ولكن المجلس العسكري أمر بجعل اقواله عناوين رئيسة تعتذر فيها إسرائيل. كما سرب النظام، خلافا للماضي، أمر زيارة رئيس قسم التخطيط، اللواء أمير ايشل الى مصر وحقيقة أن نتائج التحقيق الاولي الإسرائيلي – الذي جلبه ايشل معه، تُبين أن أحد المهاجمين كان مجرما مصريا فر من السجن.
في مداولات نهاية الاسبوع الماضي، في الثمانية ايضا، لم يتحدثوا فقط عن الخوف من انهيار العلاقات مع مصر. تحدثوا هناك ايضا عن الخوف من أن تؤدي عملية عسكرية بإسرائيل الى ايلول وهي في وضع دون، ومن أن الدول التي تجلس على الجدار ستنزل عنه وستنضم الى تأييد الفلسطينيين. كما تحدثوا عن النظام المتهالك في الاردن، الذي من شأنه ان يتضعضع أكثر فأكثر بسبب الهزات الكبيرة جدا مع الفلسطينيين في القطاع. وتحدثوا عن تدهور آخر في العلاقات مع تركيا، التي أصبحت السيد في غزة.
في الجيش جرى نقاش منفصل، مرتب وشامل: هل عدم تنفيذ العملية العسكرية سيجعل الردع الإسرائيلي يتآكل؟ واذا لم تخرج العملية الكبيرة الى حيز التنفيذ، فكيف سيتعزز الردع؟ هل الاحباطات المركزة بعد كل عملية هي الرد الوحيد أم أنه ينبغي اتخاذ خطوات اخرى.
توافق الرأي لم يكن قائما في الغرفة. المخابرات، مثلا، تحدثت في صالح العملية العسكرية، رغم كل الاعتبارات السياسية، ووعدت بتوفير الأهداف. بالمقابل، فان قسما من رجال الجيش أشاروا الى أنه في كل أيام النار من غزة حماس لم تطلق النار. هذه هي المرة الاولى التي تصاب فيها منشآت المنظمة، ويقتل رجالها، أما هي فلا تطلق النار. من ناحية بعض الضباط، هذا برهان أكيد على أن ردعنا مستقر.
الورقة المظفرة
وقف النار دخل الى حيز التنفيذ يوم الاثنين، ولكن خلف الكواليس تتواصل معركة خفية. حرب العقول بين محافل الاستخبارات في إسرائيل والموازين لهم في القطاع، عن جمع المعلومات أو تشويش الأدلة عن منفذي العملية التي خرجت من سيناء. فالغزيون يحاولون بكل قوتهم، بمساعدة المصريين، اخفاء هوية المنفذين. الفكرة هي لتضخيم المسؤولية الإسرائيلية عن مقتل الجنود المصريين (بالمناسبة، في اليوم الاول لم يكن لدى المصريين أي فكرة عن كم جندي فقدوا. في البداية تحدثوا عن ثلاثة، بعد ذلك عن خمسة).
المصريون، لمصلحتهم، يساعدون حماس على التنكر لمسؤولية الغزيين عن العملية، فهم يسربون أنباءا عن سجناء فروا من السجون في مصر في زمن الثورة، من رجال الجهاد العالمي، المجرمين وما شابه، كمن عملوا ضد إسرائيل. أما حماس فلا تنفي فقط أن يكون المنفذين خرجوا من القطاع، بل انها منعت بعضا من العائلات من فتح خيام عزاء. عائلات اخرى للقتلى لا تعرف على الاطلاق بأن أبناءها قتلوا، بقايا الخلية، الذين فروا اغلب الظن الى داخل سيناء، لم يصلوا الى غزة كي يرووا ما حدث. من غير المستبعد أن يكونوا لا يزالون يتجولون على طول الحدود، مسلحين، يبحثون عن هدف.
عندنا توجد الشهادات في ثلاجات معهد التشريح في أبو كبير. ست جثث، بعضها غير قابلة للتشخيص لأن مخربين اثنين تفجرا بعد تفعيلهما حزامين ناسفين. آخرون سُحقوا بنار من مروحية. ولكن أسماء معظم الاشخاص معروفة. أحد المواضيع التي لا بد ستفحص بالتحقيق الذي سيجرى في الجيش الإسرائيلي وفي المخابرات هو لماذا لم يصفوا قبل أن ينفذوا العملية.
الآن تدور لعبة بوكر لرجال الاستخبارات: إسرائيل لن تحرر أسماء القتلى اذا لم تتراجع حماس أولا وتعترف بأنهم غزيون. الى أن يحصل هذا، أو الى أن تكتشف العائلات الحقيقة المريرة، يُترك قادة حماس يتصببون عرقا، يتلوون ويُغذون المصريين بالاكاذيب. الاوراق ستُفتح في التحقيق المشترك.
الاسماء هي ورقة مظفرة في هذه اللعبة، إذ واضح للجميع بأن التقرير الحقيقي عن الاحداث لن يكون ممكنا نشره. اذا ما وجدت لإسرائيل ملابسات مخففة، فان الشارع المصري على أي حال لن يصدق. واذا تبين بأن لإسرائيل صلة بقتل الجنود المصريين، فالمجلس العسكري سيجد صعوبة في نشر الرواية الكاملة كي لا يشعل الشارع مرة اخرى.
المصريون يريدون الآن تحقيق المكاسب في شكل تحسين الملحق العسكري لمعاهدة السلام. أحد بنود الاتفاق يقضي بأنه بعد 15 سنة يمكن لكل طرف أن يطرح مطالب للتغيير. المرشحون البارزون للرئاسة يطالبون بذلك، الجموع في ميدان التحرير يريدون ذلك، والمجلس العسكري الاعلى معني بأن يوفر هذا الانجاز الوطني.
بشكل عام، "الانجازات الوطنية" هي اسم اللعبة في القاهرة. هذا الاسبوع، مثلا، وافق الاردنيون على أن يدفعوا ثلاثة اضعاف لقاء الغاز المصري. إسرائيل هي الاخرى ستكون مطالبة بأن تدفع ثلاثة اضعاف الثمن. والملحق العسكري، الذي يحصر حجم القوات التي يُسمح لهم بادخالها الى سيناء، هو حقا مس بالعزة الوطنية. فضلا عن ذلك، فانهم حقا يريدون فرض إمرتهم على البدو في سيناء. منذ الثورة سعى المصريون الى ان يدخلوا الى هناك 9 كتائب، بعضها مع مجنزرات. وصادقت إسرائيل على الطلب دون ان تفتح المعاهدة، ولكن المصريين يريدون أن يثبتوا الوضع.
في المداولات التي أجريت قبل عدة اشهر، في وزارة الخارجية في القدس، تم تناول فكرة فتح الاتفاق وذلك للسماح للمصريين بفرض سيادتهم على سيناء كفكرة عبقرية يمكنها ان تؤدي الى حوار في مواضيع استراتيجية ايضا، ولكن في جهاز الامن لا يتحمسون.
المكسب الذي ترغب حكومة إسرائيل في تحقيقه هو اعتراف مصري بحقيقة أن حماس مسؤولة، بشكل جارف، عن كل عملية ضد إسرائيل من سيناء. ولكن حماس هي الاخرى ترغب في ان تخرج رابحة، وتتوقع تحسين مكانتها حيال المنظمات المارقة واستئناف تدفق الاموال النقدية والمؤن الى القطاع.
عندها في منتصف الاسبوع خفض الجيش مستوى التأهب، ولكنه سرعان ما رُفع مرة اخرى. ما أن انتهى اخطار واحد حتى جاء آخر. وصباح يوم الاربعاء صرف المراقبون المستجمين من شاطيء أسدود. مرة اخرى تظهر اخطارات بوجود مخربين انتحاريين. من جهة اخرى، في بداية الاسبوع اعتقلت المخابرات الإسرائيلية 150 عضوا من حماس، بمن فيهم نشطاء سياسيون واعضاء برلمان، في منطقة الخليل. في المنظمة وصفوا ذلك بأنه الاعتقال الاكبر، في ليلة واحدة، منذ ذروة الانتفاضة الثانية، في 2002.
قُبيل ايلول يتوتر الجيش الإسرائيلي الى ما يتجاوز قدراته، ولن يكون على ما يبدو مفر من تجنيد الاحتياط. القيادة تقود الدولة في حقل ألغام. ومثلما وقفنا في منتهى السبت على شفا حرب فيما أن ليس لمعظم الجمهور فكرة عن الدراما المتبلورة، يمكن لهذا أن يحصل صباح غد ايضا. كتاب الحرب بات مكتوبا منذ الآن".