عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت أحرونوت":ـ تهدئة قيد الاختبار.. اسرائيل: اذا توقفت النار نحن ايضا نوقفها.
ـ نقاتل في سبيل الهدوء.
ـ حماس: انتصرنا.
ـ التهديدات والتجلد.
ـ مطلوب تعويضات.
ـ ارسال لواء في الجيش الاسرائيلي الى مصر.
ـ "آمل أن استيقظ من الكابوس".
ـ مواقع المعارك.
ـ الاسد: "اوباما؟ فليستقيل هو".
صحيفة "معاريف":
ـ نهاية عصر القذافي.
ـ تهدئة قيد الاختبار.. اسرائيل: "هذا الصباح سنعرف اذا كانت حماس جدية".
ـ توقف مشروط.
ـ عاصمة في حالة تأهب.
ـ سيولد دون أب.
ـ بئر السبع السفلى.
ـ السفير حزم أمتعته، طنطاوي تدخل.
ـ سقوط القذافي.
صحيفة "هآرتس":
ـ حماس تعلن عن تهدئة ولكن النار مستمرة.. اسرائيل ردت بهجوم جوي في غزة.
ـ معارك ضارية في وسط عاصمة ليبيا طرابلس.. قادة الثوار: أمسكنا بنجل القذافي.
ـ حماس تخشى اهتزاز حكمها نتيجة للتصعيد.
ـ 90 في المائة نجاح لـ "قية حديدية" في اعتراض الصواريخ.
ـ مصر لاسرائيل: لن نكتفي بالاعتذار.
ـ الملجأ في بئر السبع وحد سكان حي د.
ـ اسرائيل وتركيا ستستأنفان الاتصالات حول الاعتذار.
ـ ميدان التحرير ليس وزارة الخارجية.
ـ الاسد يرفض مطلب الاستقالة: "ما يقوله الغرب لا يعنيني".
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ تهدئة قيد الاختبار.
ـ عصر القذافي: نحو النهاية.
ـ يوقفون النار؟.
ـ مصر تعرض: بطل الكراهية.
أخبار وتقارير ومقالات
تهدئة قيد الاختبار..اسرائيل: "هذا الصباح سنعرف اذا كانت حماس جدية".. توقف مشروط..المصدر: "معاريف – عميت كوهين"
" مليون نسمة من سكان الجنوب انتظروا أمس بتوتر شديد الساعة 21:00، توقيت وقف النار. فبعد أن تعرضوا في الايام الاخيرة لما لا يقل عن 120 صاروخ اطلق من غزة، ارادوا فقط العودة الى الحياة العادية والكف عن العيش بين صافرة الانذار والاخرى. ولكن سرعان ما تبين لهم، ولمواطني الدولة بكاملها، بان التهدئة لا تزال بعيدة. بعد نحو نصف ساعة من الموعد المنشود سقطت ثلاث قذائف هاون في اراضي المجلس الاقليمي اشكول. بعدها اطلقت صواريخ على عسقلان، سديروت ومجلس شاعر هنيغف. ومع ذلك، في جهاز الامن يعتقدون بان هذه مبادرات لمنظمات لا تأتمر لامرة حماس. "نحن ننتظر لنرى ما يحصل في هذا ولسنا ملتزمين بشيء"، قال أمس مصدر سياسي، قبل دقائق من مهاجمة الجيش الاسرائيلي خلية اطلاق صواريخ في القطاع.
"لا تجري مفاوضات بين اسرائيل وحماس على وقف النار"، قال أمس المصدر السياسي، "هذا بيان احادي الجانب من المنظمة بان وقف النار ليس حصيلة للمفاوضات. في هذه الاثناء يتواصل اطلاق الصواريخ ولعل هذا يرتبط بانه توجد منظمات لا تقبل بوقف نار حماس. ومع ذلك، فان اسرائيل غير معنية بالتصعيد".
رغم الاعلان عن التهدئة، وبعد وقت قصير من الساعة التاسعة اطلق عدد من الصواريخ نحو بلدات الجنوب. وبالاجمال اطلق 17 صاروخا من اللحظة التي دخل فيها وقف النار حيز التنفيذ. ونجحت منظومة قبة حديدية في اعتراض صاروخ واحد اطلق نحو عسقلان.
لا توجد أي تهدئة
في جهاز الامن قالوا أمس ان الفلسطينيين، من خلال وسطاء، يريدون جدا وقف النار ويطلبونه، ولكن صحيح حتى ليلة أمس لم تتعهد اسرائيل بشيء: من ناحيتها لم تدخل أي تهدئة حيز التنفيذ ونحن نواصل كالمعتاد، وفي هذه الاثناء يستمر اطلاق النار ونحن لا نرى أي تهدئة".
في الجانب الفلسطيني أيضا بدت حالة يقظة استعدادا لساعة وقف النار ومع حلول الساعة التاسعة مساءاً انتقلت قناة "الاقصى"، محطة حماس الفضائية، للبث من المسجد العمري في مدينة غزة.
منذ بداية رمضان درجت القناة على نقل صلاة التراويح التي يؤمها على نحو شبه دائم اسماعيل هنية رئيس وزراء حماس. ولكن أمس، دون سبب بادٍ للعيان، غاب هنية عن الصلاة العلنية. رغم الاحاديث عن وقف النار كان يخيل أن مسؤول حماس يفضل الا يخاطر. وقال صحفيون غزيون ان "هنية غاب عن الصلاة بعد ان هددت اسرائيل باغتياله".
بعد عشرين دقيقة من ذلك، عندما كان يفترض بوقف النار الموهوم ان يدخل حيز التنفيذ، اطلقت صلية صواريخ نحو اسرائيل. فهل هنية وحماس كانا يعرفان مسبقا باطلاق النار المخطط له؟ من الصعب أن نقول. أغلب الظن أن لا. ولكن في حماس فهموا بان هناك احتمال طفيف لوقف نار حقيقي.
الان ايضا، اذا هدئت النار الفلسطينية تماما، فسيكون هذا وقف تكتيكي للنار فقط. فقد خرجت اسرائيل الى حملة رصاص مصبوب بعد أن قدرت منظمات الارهاب الفلسطينية بانها ضعيفة، مترددة في الرد. أما الايام الاخيرة فتدل بان هذا الاحساس يعود مرة اخرى.
الوعود بوقف النار لم تكن ثابتة في أي لحظة. فلم يدعي أي مصدر رسمي بانه تحقق اتفاق. كل ما زعم هو أن مصر تحاول التوسط لتهدئة الخواطر، ولكن هذه المساعي بدأت في نهاية الاسبوع، دون أي نجاح. على هذه الخلفية، قال السفير المصري في رام الله ياسر عثمان ان مصر واسرائيل توصلتا الى اتفاق مبدئي لاعادة الهدوء الى غزة. المبادرة المصرية استمرت أمس ايضا، وحسب تقرير في وسائل الاعلام العربية، قد استدعي رئيس الجهاد الاسلامي رمضان شلح الى القاهرة للبحث في التصعيد.
احمد المدلل من كبار رجالات المنظمة في غزة قال انه تجري في القاهرة اتصالات لوقف النار، ولكن هذا لن يعطى بالمجان. واشار المدلل الى أن روبرت سري المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى الشرق الاوسط هو الذي تقدم بمبادرة الوساطة التي تجري برعاية مصر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التهديدات والتجلد..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – شمعون شيفر"
" عندما خرج وزراء "الثمانية" من المشاورات لدى رئيس الوزراء نتنياهو، في الساعة الثالثة من فجر أمس، كان بوسعهم أن يسجلوا لانفسهم بان اسرائيل لا تعتزم الحاق الهزيمة بحكومة حماس في جولة العنف الحالية.
نتنياهو، بتأييد وزير الدفاع ايهود باراك، قرر بذل كل جهد مستطاع لمنع التصعيد. من جهة، ضرب مطلقي الصواريخ وعلى رأسهم لجان المقاومة، ومن جهة اخرى الاستجابة لكل مبادرة من مصر، من الامم المتحدة ومن محافل اخرى لانهاء الدائرة الدموية بسرعة.
في المشاورات التي بدأت في منتهى السبت أفاد قادة أسرة الاستخبارات للوزراء بالرسائل التي بعثت بها حماس الى اسرائيل، وبموجبها المنظمة معنية بتهدئة الوضع وتعمل على فرض إمرتها على المنظمات الصغيرة وعلى الجهاد الاسلامي لوقف اطلاق الصواريخ. حسب التقارير، التي تلقت تعزيزا أيضا من معلومات استخبارية مصداقة، فان حماس بالفعل تعمل ميدانيا خشية رد بري اسرائيلي وفي ضوء الضغوط التي مارستها عليها مصر.
ولكن بعد وقت قصير من بدء النقاش لدى نتنياهو وصل تقرير عن الاصابة القاتلة لصاروخ جراد في بئر السبع. بعض الوزراء قالوا بعد المشاورات ان الولايات المتحدة واوروبا لم تطلبا من اسرائيل التجلد على النار، وانه حاليا كل خطوة عسكرية ستستقبل بتفهم في ضوء الاصابة الخطيرة بالمواطنين الاسرائيليين.
مثلما في كل اشتباك بين اسرائيل وحماس، يطرح السؤال ما الذي سيبقى في الوعي لدى الفلسطينيين، ماذا سيقول الجمهور الاسرائيلي – ومن يخرج أفضل من هذه القصة. كبير في الثمانية يقول ان الضربات لقادة لجان المقاومة كانت قاسية للغاية. وبالنسبة لاحساس الاسرائيليين: لا توجد أجوبة لا لبس فيها. جولة التصعيد عرضت نتنياهو كمن يهدد حماس، ولكن يسعى الى انهاء الدائرة الدموية بسرعة. ولكن لدى الكثيرين، وليس بالذات في اوساط ناخبيه، كفيل هو أن يتخذ صورة من يدير الازمة بتفكر ولا يستجيب لمشورات الوزراء الذين لا يشاركون في عملية اتخاذ القرارات.
المسألة الاخرى التي بحثت في الثمانية ترتبط بالعلاقات مع مصر. فقد اتفق على أن تبدي اسرائيل مراعاة قصوى لازمات الحكم العسكري الذي يدير مصر. فحسب وزراء كبار، فان الدولتين تفهمان الحاجة الى التصرف بحذر الى ما بعد الانتخابات في مصر والامتناع عن التصريحات الحماسية في اسرائيل والتي ستشعل الشارع المصري المحرض".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السفير حزم أمتعته، طنطاوي تدخل..
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
" السفير المصري في اسرائيل، ياسر رضا، حزم امتعته استعدادا لعودته الى القاهرة على خلفية مقتل خمسة من أفراد الشرطة المصرية في الجنوب في اثناء الهجوم الارهابي يوم الخميس. ولكن عندها، في اللحظة الاخيرة تماما، تدخل في الازمة رئيس المجلس العسكري الاعلى في مصر، حسين طنطاوي. وحسب معلومات وصلت الى "معاريف" استدعى طنطاوي اليه رئيس الوزراء عصام شرف، وبخه بشدة، وفرض عليه الغاء القرار.
خلفية الازمة هي قرار مجلس الوزراء برئاسة شرف، اعادة السفير المصري اذا لم تعتذر اسرائيل عن مقتل افراد الشرطة. بل تطرق رئيس الوزراء الى الموضوع على الفيس بوك فقال: "الدم المصري غالٍ جدا من أن يسفك دون رد". وعصر السبت أعرب وزير الدفاع ايهود باراك عن أسفه على موت أفراد الشرطة. بعد وقت قصير من ذلك أعلنت مصر بان البيان عن اعادة السفير المصري – يعود الى مصدر خاطيء.
وشرحت محافل سياسية امس بان خلفية تدخل طنطاوي هي الرغبة في منع التدهور في العلاقات بين الدولتين، وذلك استمرارا لحديث أجراه أول أمس مع باراك. وحسب هذه المصادر، فان اسرائيل شرحت بانها ستضطر الى اعادة سفيرها في القاهرة ردا على اعادة السفير المصري. في مثل هذه الحالة، فهم المصريون بانه ستنشأ أزمة شديدة في العلاقات بين الدولتين سيكون من الصعب رأب صدعها.
"اذا غادر السفير الاسرائيلي القاهرة، فانه لا يمكن لاي حكومة في القاهرة، هذه القائمة او تلك التي ستقوم في المستقبل في أعقاب الانتخابات ان تسمح لنفسها السماح للسفير الاسرائيلي للعودة الى مصر بسبب الرأي العام المعادي"، قالت المصادر. "في مثل هذه الحالة، ستتدهور العلاقات بين الدولتين بشكل شديد، لا نحن ولا المصريين نريد الوصول الى وضع بائس وخطير كهذا".
والى ذلك، واصل مئات المواطنين المصريين التظاهر أمس لليوم الثالث على التوالي أمام مبنى السفارة الاسرائيلية في القاهرة احتجاجا على قتل افراد الشرطة المصريين. وأحرق المتظاهرون علم اسرائيل، والقوا بالاحذية على مبنى السفارة ودعوا الى طرد السفير الاسرائيلي. وحظي أحد المتظاهرين بالهتاف بعد أن نجح في الصعود الى سطح السفارة واستبدال العلم الاسرائيلي بالعلم المصري. في أعقاب المظاهرات كانت السفارة مغلقة والعمل الدبلوماسي جرى من بيت السفير.
وافادت وسائل الاعلام المصرية أمس بان مبعوثين اسرائيليين وصلا الى القاهرة أمس، كل واحد على حده، لاجراء مباحثات مع الجانب المصري ولتهدئة التوتر بين الدولتين. وحسب التقارير، فان زيارة المبعوث الاول تميزت بسرية شديدة. أربع سيارات مصرية دخلت الى مسار الهبوط، أخذت المبعوث ورجاله وأخرجتهم مباشرة الى المباحثات في مكان غير معروف، خارج المطار. بعد دقائق معدودة من ذلك من مغادرة المبعوث الاول، هبطت في المطار طائرة خاصة تقل مبعوثا آخر. يحتمل بان أحد المبعوثين اللذين تحدثت عنهما وسائل الاعلام المصرية هو رئيس قسم التخطيط، اللواء امير ايشل، الذي وصل الى القاهرة لعقد سلسلة من اللقاءات مع المصريين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ظل عدم وجود معارضة
المصدر: "هآرتس"
" التصعيد في الجنوب يتضمن كل العناصر التي تسمح لرئيس الوزراء بالعمل كما يحلو له دون معارضة ذات مغزى. استمرار نار الصواريخ على مدن اسرائيل، وهو عمل اجرامي جدير بالتنديد دون تحفظ، يجبي ثمنا باهظا من سكان الجنوب، بالاملاك والانفس، يشوش الحياة العادية في الدولة ويرفع مستوى الضغط على بنيامين نتنياهو لامطار غزة بذخيرة التدمير، لاعادة بناء "قدرة الردع" واحلال "تغيير في المعادلة".
الضغط ليس فقط من أحزاب اليمين، التي تفضل بشكل تقليدي الحلول المستندة الى القوة، او من أعضاء المجلس الوزاري والسباعية، الذين في معظمهم يمثلون مذاهب فكرية عدوانية. بل ان حزب المعارضة المركزي "كديما" الذي يفترض أن يشكل كابحا وحاجزا بين الحكومة وقرارات أجرها قد يضيع بخسارتها، يدفع نتنياهو نحو تحقيق التفوق العسكري لاسرائيل على حماس وباقي المنظمات في القطاع.
رئيس لجنة الخارجية والامن وعضو كديما، شاؤول موفاز، قال أمس ان "الدولة ملزمة بان توسع خطواتها حيال حماس وتدفع بالبنى التحتية الى الانهيار". يوحنان بلاسنر، القائم بأعمال رئيس كديما، وعد بان "اللجنة ستسند كل خطوة من الحكومة لاعادة ترميم الردع حيال حماس". بل ان رئيسة كديما، تسيبي لفني، ذهبت بعيدا فأعلنت أول أمس بانها ستسند حكومة نتنياهو اذا ما خرجت هذه الى حملة واسعة النطاق. وقالت: "الارهاب يجب قتاله بالقوة".
حقيقة أنه بين نتنياهو وبين اعادة تمثيل الحملة العسكرية العنيفة من العام 2008، "رصاص مصبوب"، لا يفصل أي محفل سياسي ذي مغزى، تدل على أن كديما، الذي يفترض به أن يقود المعارضة، يخون مهمته. ولكن الاهم من ذلك: هذا فراغ سياسي ينقل كامل المسؤولية الى شخص واحد فقط. بالذات لان كل الامكانيات مفتوحة امامه، ورغم ميله للخضوع لضغوط محافل سياسية، على رئيس وزراء اسرائيل أن يستخدم التفكر الاقصى وان يتصرف بضبط للنفس. مصلحة اسرائيل ليست في التطرف في جولة العنف الحالية بل في العمل بتوازن في ظل محاولة البحث والعثور عن نقاط التوافق التي ستحطم الدائرة الدموية التلقائية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقِم صدرك!
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ناحوم برنياع"
" إن حماس بخلاف الانطباع الذي نشأ ما زالت لم تستل سلاحها ليوم الدين: إن سلاح يوم الدين من وجهة نظر حماس هو صواريخ فجر القادرة على الوصول من غزة الى ظاهر تل ابيب. وبخلاف الانطباع الذي نشأ، لم يمض الجيش الاسرائيلي ايضا في خلال ذلك حتى النهاية فان أكثر طلعات سلاح الجو وجهت على خلايا اطلاق. لم تقصف بنى تحتية مدنية ولم تقصف مقرات قيادة لحكومة حماس.
صحيح حتى كتابة هذه السطور أنه لا دليل على أن خلايا من حماس كانت مشاركة في اطلاق صواريخ على اسرائيل. وإن النبأ المنشور عن حماس الذي نسب الى المنظمة اطلاق الصواريخ الاربعة التي أصابت اوفاكيم أول أمس كان كما يبدو غلطا. فحماس تراقب حتى الآن تبادل النار متنحية. فثم قواعد لعب غير مكتوبة في حرب القذائف الصاروخية يحاول الجميع الوفاء بها، حماس والجيش الاسرائيلي ايضا بل ومنظمة الجهاد الاسلامي التي تطلق القذائف الصاروخية على اسرائيل لكنها تحفظ صواريخ فجر لديها حتى الآن في المخازن.
أنا آخر من يدافع عن حماس، فهي في نظري منظمة ارهاب بغيضة سيكون العالم من غيرها أفضل. وأنا أعتقد ايضا أنه لم يكن مناص من رد عسكري شديد على سلسلة العمليات على حدود مصر في نهاية الاسبوع الماضي. لكن استطالة جولة العنف الحالية حتى تجاوزت نهاية الاسبوع تثير اسئلة صعبة. فما الذي يتحدثون فيه هناك، في اللقاءات الماراثونية للوزراء الثمانية، وما الذي يتباحثون فيه بعد أن يحصلون على المادة الاستخبارية السرية "السوداء" التي تُعرض عليهم. هل يسأل أحد منهم ما الذي نحاول احرازه هنا في الحقيقة. وهل قصف أهداف في غزة سيسقط خطة حماس؟ وهل سيجعل حماس تشدد قبضتها على المنظمات الارهابية الاخرى وتمنعها من العمل الموجه على اسرائيل؟.
اذا كان جواب هذه الاسئلة بالنفي فاننا لم نفعل شيئا سوى إطالة معاناة الاسرائيليين من سكان الجنوب.
إن الوزراء الذين يجلسون في اللجنة الثمانية ناس سياسيون. وهم مُصغون الى أهواء الجمهور. فحينما يصرخ مواطنون في بئر السبع وأسدود يندبون مواطنين غافلين ماتوا، وممتلكات ضاعت، وسكينة أصبحت رعبا، فانهم يُصغون. وحينما يغضب مواطنون على مصر التي لا تسارع لتجنيد نفسها لمحاربة الارهاب لكنها تسارع الى أن تطلب من اسرائيل اعتذارا وتعويضا فانهم يُصغون.
لكن وزراء الحكومة لا يستطيعون أن يسمحوا لأنفسهم بما يجوز لمواطنين هُدمت بيوتهم أو محللي تلفاز أدارت رؤوسهم أضواء قاعات التلفاز. إن عملهم هو أن يخططوا سياسة تمنح مواطني الدولة أكبر قدر من الحماية. وفي جميع المباحثات الطويلة التي يجرونها لم يستطيعوا بلورة سياسة كهذه، بل انه يجوز أن نرتاب فيهم أنهم حتى لم يحاولوا ذلك.
انهم بدل السياسة يطلقون تصريحات هدفها جعل ظهر الأمة منتصبا فهذه هي ايام الانتصاب.
إن مصر مثال يثير الاهتمام، فمنذ وقعت ثورة ميدان التحرير أصبحت العلاقات مع مصر هي الشأن الأكثر إقلاقا في برنامج العمل الأمني. وإن سلسلة العمليات في نهاية الاسبوع عرّضتها لامتحان جدي أول.
في اتفاق السلام مع مصر أصرت اسرائيل على ألا تُدخل مصر جنودا الى سيناء. ورجال الشرطة المُقامون هناك صيغة معدلة من حرس الحدود – فمستوى جنديتهم متدنٍ والوسائل التي في حوزتهم ضئيلة. تجول المخربون شهرين داخل سيناء من غير أن يشوش عليهم أحد، وقد نفذوا دخولهم من تحت أنوفهم. وفي اعمال التمشيط التي قاموا بها لم يكشفوا اعضاء الخلية. ومع ذلك حينما أدرك رجال الشرطة المصريون أنهم دُفعوا الى معركة أطلقوا النار لا على جنود الجيش الاسرائيلي بل على المخربين.
إن الطلب المصري للاعتذار سابق لأوانه جدا – فقد بدأ التحقيق الجدي أمس فقط – لكنه ليس داحضا تماما. فناس وزارة العدل مثلا يتناولونه بجدية. والى ذلك ايضا توجد في كفة الميزان قضية أهم كثيرا وهي كيف تستطيع اسرائيل مساعدة النظام المصري الجديد على صد الضغط في الشارع لالغاء اتفاق السلام مع اسرائيل.
الشارع المصري يحيا على انتصابه الوطني، ومن المؤسف أن نتبين أننا كذلك ايضا.
إن كراهية الجمهور المصري لاسرائيل شديدة، ومنكرة للجميل وغير نزيهة. وقد كفت الدولتان منذ زمن عن أن يُحب بعضهما بعضا، لكن لهما مصلحة مشتركة لا شيء أهم منها وهي إفشال جعل سيناء قاعدة ارهاب اسلامي. فاذا كان الوفاء في هذه المهمة مقرونا بالاعتذار، فلن يضر رئيس حكومتنا أن يبلع ريقه وأن يقول الكلمات المطلوبة. فماذا يُجدي علينا رئيس حكومة منتفخ الصدر حينما لا يوجد في صدره سوى الهواء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثمن "الردع"
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ افيعاد كلاينبرغ"
" في الثامن والعشرين من حزيران 1914 اغتال القومي البوسني غبريلو برنتسيب ولي العهد النمساوي – الهنغاري الأرشيدوق برانتس فرننادز، وما بقي فهو تاريخ. وقد أفضى القتل الى إنذار نمساوي للصرب. وقبل الصرب أكثر المطالب لكن ذلك لم يكن كافيا، فأعلنت النمسا حربا وبعد ذلك بزمن قصير جُرت اليها كل القوى الاوروبية المهمة، مؤدية باوروبا الى ما سمي بعد ذلك "الحرب العالمية الاولى".
إن المدهش في جميع هذه الأحداث (التي أفضت فيما أفضت اليه الى انهيار الدولة النمساوية – الهنغارية وحكم القياصرة في روسيا والقياصرة في المانيا وموت ملايين العسكريين والمدنيين) هو قدرة عمل ارهابي واحد على أن يتدهور الى اشتعال شامل لم يتوقع أحد نتائجه. إن متطرفا شابا في التاسعة عشرة من عمره يعمل صادرا عن غريزته، قد أملى بعمل وحيد مصير كثير من الناس، وجر امبراطوريات كبيرة الى سلسلة من اعمال الحماقة القصيرة النظر التي جلبت كارثة لا على متخذي القرارات فحسب بل على الكثيرين الذين نفذوا قراراتهم بالفعل.
يُبين التاريخ على أن الارهاب الفعال يمكن أن يستعمل ضغطا نفسيا عظيما على زعماء وأمم. فللوهلة الاولى تبدو الوقاحة الفاضحة في العمل الارهابي غير محتملة. ويُخيل اليهم لاول وهلة أن اصابة الأبرياء، وأكثر من ذلك اصابة الكرامة القومية، تُسوغ اعمال عنف أكثر كثيرا من الاصابة الاولى. ويبدو، حتى يبدأ الدم يُسفك، وحتى تبدأ مبانٍ سياسية ودبلوماسية أُنشئت بعمل كبير في الانهيار، يبدو أن التصعيد هو الرد الوحيد المقبول في الرأي، وبعد ذلك، على نحو عام، تصعب العودة الى الوراء. فردود المجازاة توجب على الطرف الآخر – الناشب في شركه السياسي – النفسي – أن يزيد القوى ويصبح التصعيد غير ممتنع في الحقيقة.
يختلف الوضع في الشرق الاوسط في بداية القرن الواحد والعشرين عن الوضع في اوروبا في بداية القرن العشرين، لكن توجد ايضا خطوط تشابه خطرة. فالحديث في الحالتين عن نظم سياسية مضعضعة، وعن توترات داخلية وخارجية شديدة، لا يُحتاج الى الكثير لجعلها تنفجر. وفي الحالتين كان يجب على متخذي القرارات أن يحذروا رؤية متفائلة جدا لقدرتهم على السيطرة على تسلسل الأحداث. وفي الحالتين لا يجوز أن يكون مصير الكثيرين الذين كل ارادتهم أن يعيشوا بسلام أداة رهينة بيد القلة الذين يرون حياتهم وحياة الآخرين مثل قشرة الثوم.
إن السؤال الذي يجب أن يرشد تقديرات متخذي القرارات هو ما الذي سيحدث في اسوأ سيناريو حيث لا يوجد لنا أي سيطرة على ردود العدو، لا في السيناريو المثالي الذي يرد فيه العدو بحسب المعايير التي تريحنا. إن المسألة الملحة اليوم في الشرق الاوسط هي امكانية انهيار السلام مع مصر، تدخل يائس – لاسباب داخلية في الأساس – من السلطة السورية وخُدامها اللبنانيين، وقطيعة ظاهرة مع تركيا، وعنف ايراني هدفه تثبيت مكانة ايران باعتبارها زعيمة الشارع الاسلامي.
صحيح، ربما لا ينفجر ايضا برميل البارود هذا في الشرق الاوسط الجديد. وربما نُعلم جهة ما درسا لكن ربما لا يحدث ذلك. والسؤال هل نحن قادرون على هذه المخاطرة. وماذا سنخسر اذا تحقق اسوأ سيناريو، وماذا سنكسب اذا تحقق الأفضل. اذا حدث كل شيء بحسب الخطة فسيتم الحفاظ على "الردع" والكرامة القومية وإلا فليحفظنا الله.
إن المصلحة القومية الاسرائيلية في هذه الايام هي تسكين النفوس. فالرأي العام في اسرائيل مستعد لقبول ضبط النفس. والجمهور في اسرائيل يطلب أن يُبحث ترتيب الأفضليات الوطني بحثا جديا ضروريا وألا نتورط في جولة عنف اخرى لن تأتينا بأي ميزة حقيقية سوى الشعور بأننا لم نتخلى عن أي مبدأ. المباديء اشياء مهمة ما لم تكن انعكاسا شرطيا. فلا تدعوا المبدأ يفجر برميل البارود الذي نجلس عليه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حماس تخشى على حكمها من التصعيد
المصدر: "هآرتس ـ آفي يسسخروف"
" خلافا للتصريحات الدراماتيكية من حكومة اسرائيل منذ بدء القتال، فان كلمة ضبط النفس بالذات هي التي يمكنها أن تصف النشاط العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة أمس. ورغم أقوال على نمط "من يعمل ضدنا فان فرصة أن يفصل رأسه عن جسده عالية جدا"، لايهود باراك، او "على السلطة مسؤولية كاملة عن الهجوم الارهابي الاجرامي" لوزير الخارجية افيغدور ليبرمان، واضح جهد اسرائيلي للتجلد ومنع التصعيد. عدد حالات القصف الاسرائيلي أمس كان قليلا بالقياس الى عدد سقوط الصواريخ، وتركزت على خلايا اطلاق الصواريخ. الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو امتنعا على نحو شبه مطلق عن مهاجمة أهداف لحماس، وفقط في ساعات ما بعد الظهر هوجم موقعان غير مأهولين لقوات أمن المنظمة. ومع ذلك، فانه في هذا القصف اصيب مواطنون فلسطينيون.
في جهاز الامن شددوا أمس المرة تلو الاخرى على انه في الايام الاخيرة لم تشارك حماس في اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وبقدر ما وقفوا في اسرائيل "دفاعا" عن حماس، وشرحوا بانه حتى البيان الصادر عن الذراع العسكري للمنظمة في منتهى السبت، بانه اطلق أربعة صواريخ نحو اوفكيم كان مثابة "خطأ". في الجانب الاسرائيلي لا توجد أي رغبة في مواصلة القتال او في توجيه ضربة بارزة لحماس، ربما على خلفية التخوف من التورط العسكري بالذات قبل النقاش في الجمعية العمومية في الامم المتحدة في أيلول. غارات سلاح الجو أمس كانت موضعية، دون قتلى، وتركت لحكومة حماس مجال واضح للمفاوضات مع باقي المنظمات حول وقف النار.
اما في حماس، فواضح أنه يوجد بين المجموعات المختلفة في المنظمة خلاف حول الانضمام الى القتال او الامتناع عن كل تصعيد. في منتهى السبت نشر بالفعل في موقع حماس بيان رسمي ادعى بان رجال عز الدين القسام أطلقوا أربعة صواريخ نحو اوفكيم. ولكن بعد بضع ساعات اختفى البيان، وفي المنظمة عادت لتنطلق الاصوات التي روت عن مساعي الوساطة المصرية. في حماس توجد أصوات تدعي بانه محظور خسارة المعركة للمنظمات الاصغر وتركها تأخذ الحظوة عن القتال ضد اسرائيل بينما تتخذ المنظمة المسيطرة في غزة صورة كصورة السلطة الفلسطينية من نوع جديد، تحرص على حماية امن اسرائيل.
ولكن يحتمل أن حتى في الذراع العسكري لحماس يفهمون الان بانه توجد اعتبارات تتجاوز الرأي العام الغزي. فقد نشرت وكالة "رويترز" للانباء امس تقريرا عن مصادر دبلوماسية، افادت بان ايران توقفت عن تحويل اموال للمنظمة منذ نحو شهرين على خلفية معارضة حماس المشاركة في ابداء التأييد للرئيس السوري، بشار الاسد. قرار طهران الجديد ليس السبب الوحيد للازمة الاقتصادية التي تلم بحكومة حماس، التي لم تدفع بعد رواتب شهر تموز لاربعين الفا من موظفي الحكم ورجال قوات الامن في غزة (لحكومة حماس توجد صعوبة موضوعية في جباية الضرائب على نحو دائم في القطاع). ولكن دون شك توجد للخطوة الايرانية آثار على قدرة حماس الايفاء بتعهداتها المالية لرجالها. القتال ضد اسرائيل وان كان يمكنه أن يشكل صرفا جيدا للانتباه عن الازمة المالية، الا ان المغامرة العسكرية الخطيرة مع اسرائيل من شأنها أن تنتهي ايضا بكارثة سياسية وعسكرية للمنظمة.
الخلاف داخل حماس قد يفسر سياسة التباكي التي تتبعها المنظمة في الاونة الاخيرة: الامتناع عن تصعيد شامل أو عن المشاركة النشطة جدا في اطلاق الصواريخ، وبالمقابل غض النظر عن نشاط لجان المقاومة الشعبية بل وأخذ المسؤولية عن عمليات تقوم بها منظمات اخرى. ولكن في السطر الاخير، رغم التصريحات الكفاية من جانب حكومة اسرائيل، فان حماس، دون ان يذكر ذلك في اسرائيل او في المنظمة على الملأ، تتحول رويدا رويدا الى شريك لدولة اسرائيل في الحفاظ على الهدوء في الجنوب. فهي تبدي بوادر سيطرة في القطاع ومع أنها سمحت للمنظمات الصغير "بالتنفيس"، الا أنها في نهاية المطاف، شجعتهم أساسا على وقف النار، في رسائل غير تهديدية.
ولا يزال التنفيس يثير قلقا شديدا في اسرائيل. منظمة لجان المقاومة الشعبية تعرضت يوم الخميس الى ضربة شديدة (تصفية كل كبار رجالاتها)، ولم تقبل أمس بوقف النار. نجاحات المنظمة الصغيرة، التي تعد نحو 1.000 مسلح، تمنحها وتمنح الجهاد الاسلامي الدافعية للاستمرار. سبب آخر للقلق هو قدرة هذه المنظمات الصغيرة، اللجان والجهاد على اطلاق صواريخ يمكن أن تصل الى يفنه، بئر السبع ومدن اخرى، دون أن يتمكن الجيش الاسرائيلي من وقف الظاهرة بعمليات من الجو فقط. خلايا اطلاق الصواريخ تصبح أكثر دقة، فتكا ومناعة ضد الاصابة. واذا كان في الماضي اطلاق صاروخ جراد شكل مهمة انتحارية لخلية تنفيذية، يبدو اليوم أن هذه الخلايا تبنت تقنيات جديدة تسمح لها باطلاق الصواريخ والاختفاء (في قسم من الحالات على الاقل) على نمط حزب الله. واذا كان هذا ما تستطيع فعله منظمات صغيرة نسبيا، فيمكن فقط التخيل ماذا سيكون ضرر التصعيد الشامل مع حماس".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرور وليس اعتبارا
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"
" يجب أن نأمل ألا يطلب رئيس الحكومة الى الوزير موشيه يعلون أن يُسوي الاختلاف مع مصر في أعقاب الحادثة في الجنوب. فعلى حسب نظرية العلاقات الدولية للقائم بأعمال رئيس الحكومة ومؤداها أن "جلالة الشأن ذخر استراتيجي"، ينبغي أن تمضي القاهرة الى الجحيم. وكما في مسألة رفض الاعتذار للاتراك، فان السير بانتصاب في الطريق الى خفض مستوى العلاقات بالدولة العربية الكبرى سيرفع بالتأكيد جلالة شأن اسرائيل في واشنطن وباريس ويردع دمشق وطهران. وحينما يعمل الجيران عن دوافع جلالة الشأن بخلاف مصالحهم نُسمي ذلك بصلف اسرائيلي "كرامة عربية".
إن اللقاء بين جلالة شأن المصريين وصلف القيادة الاسرائيلية قد أشعل الحريق الكبير في تشرين الاول 1973. فشعور مصر بالكرامة أراد أن يغطي على عار خسارتها لشبه جزيرة سيناء، وصلف غولدا مئير سد أذنيها عن استماع علامات السلام من أنور السادات. ولم تنجح آلاف الضحايا التي جبتها الحرب في شفاء الاسرائيليين من دُمل الصلف الخبيث. فهو يرفع أنفه حتى يسد المنظر الطبيعي وراء الركن وحتى الصدام العنيف التالي.
لم يولد احتجاج مئات المصريين الذين يحدقون بسفارة اسرائيل في القاهرة في الاسبوع الاخير. فهم منذ عشرات السنين يشاهدون مستوطنين يهودا يسلبون العرب اراضيهم باذن من حكومة اسرائيل ومباركتها. وطوال تلك السنين كلها والمحللون العرب يُذكرون قراء الصحف في الدول العربية بأن الاسرائيليين ضللوا مصر في كامب ديفيد بتجاهلهم الفصل الفلسطيني في الاتفاق. ويهدد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بالغاء اتفاق اوسلو ومن العجب أنه لا يهدد بالغاء معاهدة السلام مع مصر. قبل اسبوعين رأى مشاهدو "الجزيرة" نائب رئيس الكنيست، داني دنون، وهو من رجال الحزب الحاكم في اسرائيل، يعلن بحق الشعب اليهودي في ارض اسرائيل كلها وفي يهودا والسامرة خاصة. وقد أعلن دنون الذي عُرض بصفة رئيس الليكود العالمي، أن فكرة الدولتين غربي الاردن فكرة سخيفة.
عرف العرب في نهاية الاسبوع أن دنون وليبرمان وشركاءهما ليسوا وحدهم. فبعمل صلف منحت عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش التي تطلب التاج في حزب العمل المستوطنات وانتاجها شهادة حِل اشتراكية – ديمقراطية. ولا يُبدي الزملاء الشباب من ناس ثورة ميدان التحرير في جادة روتشيلد الذين يطالبون بالعدالة الاجتماعية، لا يُبدون اهماما بعدم العدالة الآثم مع الجيران الفلسطينيين.
وليس هذا كل شيء. فبعد غد سيشارك ناس من الحياة العامة الاسرائيلية في مظاهرة تأييد لاسرائيل بتوجيه من غالن باك، المذيع – الواعظ الامريكي الذي أعلن مؤخرا أن الاردن هو فلسطين. والحادثة، وكيف لا، ستجري على الملأ مع فرق تلفاز في شرقي القدس عند أسفل جبل الهيكل/ المسجد الاقصى. وقد وقف وزراء ومنهم القائم بأعمال رئيس الحكومة، يعلون، واعضاء كنيست وفيهم عنات وولف من حزب "الاستقلال"، الذي كان من العمل الى وقت قريب، الى جانب الكاهاني ميخائيل بن آري، في الصف لتلتقط لهم الصور بصحبة المذيع اليميني المتطرف الذي يُعد في كبار مُبغضي الرئيس اوباما.
عندهم من يتعلمون منه؛ فقبل زمن قصير فقط عرض بنيامين نتنياهو من فوق منصة الكونغرس عرض صلف موجها الى ساكن البيت الابيض (الذي لن تطول مدته في رأيه). إن اللقاء بين الصلف الاسرائيلي وسياسة الرئيس حسني مبارك ذات الوجهين في شأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، مكّن من اجراء العلاقات بمصر وكأنه لا احتلال في المناطق، ومن اجراء الاحتلال وكأنه لا اتفاق كامب ديفيد. بقيت القناة بين القاهرة والقدس مفتوحة حتى بعد أن عيّن نتنياهو بصلفه لوزارة الخارجية سياسيا سُجل باسمه اقتراح قصف سد أسوان. وإن خوف السلطة المصرية الجديدة من رد الولايات المتحدة أبقى السفير المصري في تل ابيب حتى الآن.
هذه المرة يُلاقي الصلف الاسرائيلي الشعور بجلالة الشأن عند شارع عربي يسعى الى تقويض النظام القديم. حينما سيشاهدون في التلفاز جنودا يهودا يصارعون اولادا عربا، من غد الاعلان في الامم المتحدة عن دولة فلسطينية، فان الثائرين في مصر وتونس والاردن وسوريا وليبيا لن يُفصصوا المكسرات قبالة التلفاز، وليتني أكون متوهما".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النظام السوري حيال الاحتجاج من الداخل والانتقاد من الخارج
المصدر: "نظرة عليا* ـ ليعاد فورات وغيلا ليندنشتراوس"
" مع حلول شهر رمضان تعمقت الازمة الداخلية في سوريا. التقارير عن القتل الجماعي للمواطنين والادعاءات بجرائم ضد الانسانية يرتكبها نظام بشار الاسد تتعاظم. بالتوازي، فان عدد المشاركين في المظاهرات في ايام الجمعة الاخيرة تجاوز، على ما يبدو، شفا المليون ويعكس ميلا مركزيا: تعاظم الاحتجاج واحتدام الازمة داخل سوريا. يحتمل جدا أن في اثناء رمضان، شهر الصيام في الاسلام، ستنشأ كتلة حرجة من المتظاهرين. معنى الامر هو أن ليس فقط نظام الاسد يعيش تهديدا وجوديا عقب الاضطرابات الدموية، بل كنتيجة لرد فعل متسلسل فان ايامه آخذة في النفاد.
في المظاهرات التي بدأت في مدينة درعا في اذار 2011 شارك غير قليل من بضعة الاف من المواطنين. بعد ذلك انتشرت المظاهرات الى باقي المدن السورية وعدد المتظاهرين ارتفع بشكل دائم، من الالاف الى عشرات الالاف ومن مئات الالاف الى المليون وربما أكثر. الارتفاع المتواصل في عدد المتظاهرين وكذا تعاظم الدافعية والجرأة لديهم لهزم النظام واسقاطه هو جزء من عملية متواصلة لنشوء كتلة حرجة من المتظاهرين.
وتشمل المظاهرات جملة متنوعة من السكان في سوريا، بينهم أقليات بدأوا مؤخرا فقط ينضمون بشكل نشط الى المظاهرات، كالاكراد والمسيحيين وكذا الاغلبية السكانية في سوريا، من المسلمين السنة. في ضوء ذلك، يتعاظم الضغط الذي يتعرض له العلويين، الذين يشكلون قاعدة التأييد للنظام، لادارة ظهرهم لعائلة الاسد والانضمام الى المظاهرات. وحسب التقديرات المختلفة في الغرب، يدور الحديث عن مسألة وقت الى أن ينتقل العلويون الى جانب المتظاهرين. اذا ما فعلوا ذلك حقا، فلعلهم ليس فقط سيمنعون الانتقام منهم مع حلول اليوم على تعاونهم مع نظام الاسد، بل ان مثل هذا التطور سيقصر الطريق لاسقاط النظام بشكل كبير.
المتظاهرون ومجموعات المعارضة يشددون الضغط على العلويين للمشاركة في المظاهرات ضد النظام، احيانا في ظل توجيه تهديدات لهم. رغم أن هناك ميل للتعاطي مع العلويين ككتلة واحدة، فان الامور أكثر تعقيدا بكثير. في اوساط العلويين يوجد الكثير من المؤيدين التلقائيين للنظام، ولكن يوجد آخرون كثر يعرفون طغيان وفساد النظام بل وتضرروا منه، ولهذا فانهم يعارضونه. في أوساط آخرين يمكن التوقع في مرحلة معينة أن ينتقلوا لتأييد المتظاهرين، ولكن بقدر أقل معقولية، ولا سيما في المدى الزمني القريب ان يشاركوا بشكل نشط في المظاهرات. الخوف لدى العلويين مزدوج، بمعنى أنهم لا يخافون فقط رد فعل نظام الاسد في حالة انضمامهم الى المظاهرات، بل انهم يخافون من اغلبية المواطنين السوريين المسلمين – السُنة حين يفكرون باليوم التالي لسقوط نظام الاسد. بؤرة الضغط التي يمارسها المتظاهرون وقوى المعارضة على العلويين ومؤيدي النظام تبدو ملموسة أساسا في اوساط الجيش وقوات الامن السورية وكذا في حزب السلطة، البعث. هذه المؤسسات هي أساس التأييد للنظام وللعلويين دور سائد للغاية فيها. منذ اندلاع المظاهرات، فان عدد الفارين من الجيش السوري ارتفع ببطء، ولكن باستمرار. بالتوازي، مطلب محافل المعارضة الغاء القانون الذي يعطي حصرية لحزب البعث اصبح أحد المطالب الاساس من النظام.
فضلا عن تعاظم الاحتجاج الداخلي في سوريا، فان ضغطا اضافيا يؤثر على مصير النظام هو مدى تدخل الدول والمحافل الدولية. محافل المعارضة السورية تعمل بمنهاجية في ساحات مختلفة في العالم لتجنيد التأييد لكفاحها ضد النظام. جهود في هذا الاتجاه تمارس على الولايات المتحدة وكذا على روسيا والصين. يخيل أن اساس نجاح المعارضة السورية في تجنيد التأييد لكفاحها في الشرق الاوسط هو في تركيا. فالاخيرة تستضيف مجموعات وجهات من المعارضة السورية وتسمح لهم بالعمل من اراضيها من خلال وسائل الاعلام ضد نظام الاسد.
خلافا للتعاون الوثيق الذي كان بين تركيا وسوريا في السنوات الاخيرة، فان اندلاع الاحتجاج والقمع العنيف الذي انتهجه نظام الاسد، أديا الى الابتعاد بين الدولتين. تركيا لا تزال لا تدعو الى رحيل الاسد عن الحكم، الا ان رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ندد باعمال الجيش واعتبرها "بربرية" ووزير الخارجية التركي، احمد داوداغلو لم يستبعد امكانية التدخل العسكري في سوريا. تركيا، مثل دول اخرى في الاسرة الدولية ايضا لا تتحمس لخيار التدخل العسكري، ولكنها تخشى تسلل الاحتجاج الى السكان الاكراد في اراضيها وكذا من موجة كبيرة من اللاجئين سيصعب عليها التعاطي معها.
الوضع في سوريا يدفع تركيا الى الوقوف في الطرف الاخر من المتراس حيال ايران. وخلافا لتركيا، تؤيد ايران بشكل نشط استمرار حكم الاسد وتساعده في قمع الاضطرابات. ورغم الارتباط غير الطبيعي بين نظام الاسد العلماني ونظام آيات الله في ايران، فان العلاقات الاستراتيجية بين سوريا وايران، تمنح منذ سنين طويلة فائدة متبادلة للدولتين. سقوط الاسد سيشكل ضربة للنظام الايراني. ومع أن تركيا ايضا استثمرت الكثير في العلاقات مع بشار الاسد، وبالتالي غير راضية عن التطورات في سوريا، الا ان تعاونها مع محافل المعارضة يعدها على نحو افضل "لليوم التالي". مشكوك أن يجر الوضع في سوريا تركيا وايران الى مواجهة مباشرة، ولكن عدم الاستقرار هناك يعرض منذ الان على هاتين الدولتين معاضل وسيواصل خلق نقاط خلاف بينهما اذا ما تعاظم عدم الاستقرار.
وخلاصة الامر، فان تعزز الاحتجاج في سوريا وقمعه العنيف يترافق وانتقاد دولي آخذ في التصاعد. قرار شجب سوريا في مجلس الامن في الامم المتحدة على الخروقات الكثيرة لحقوق الانسان والمس بالمواطنين، يدل على ان تعاظم الاحتجاج في الداخل سيترافق ايضا وتعاظم الضغط على النظام من الخارج. هذا الضغط الخارجي يشجع المعارضة على مواصلة العمل، يمس بنظام الاسد من حيث موقفه ويمكن أن يكون له أيضا معان عملية. في الشرق الاوسط، الدولتان الاساسيتان اللتان كانت لسوريا علاقات قريبة معهما في السنوات الاخيرة، تعملان بشكل متناقض – تركيا تضغط على الاسد لاتباع اصلاحات واسعة وتتعاون مع المعارضة، وايران تواصل التأييد النشط لنظام الاسد وقمع الاضطرابات. احتمالات نجاح سياسة تركيا تبدو أفضل من سياسة ايران، الامر الذي سيجلب معه مزيدا من النفوذ التركي في سوريا في "اليوم التالي" مع كل المعاني الاستراتيجية الناشئة عن ذلك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاشتراكية
المصدر: "هآرتس ـ أبيرما غولان"
" من المثير أن نعلم ما الذي حث شيلي يحيموفيتش على الكشف عن مواقفها قبل أن تحتل حزب العمل في عاصفة. فالى الآن عرفها العارفون في الخبايا فقط، وفيهم حليفها المعلِن جدعون ساعر من الليكود. ومن أراد أن يخطيء في توهم أن شيلي لا تعتقد هذا حقا – يتمتع بالشك. كيف يشعر الآن شباب اليسار الذين انتسبوا الى "العمل" بسببها، وسمعوا منها أن ليست المناطق والاحتلال هما المهمين الآن؟ قبل أن تُتخذ قرارات مصيرية، اقتبسوا، "يجب أن يوجد مجتمع". وكيف نصنع مجتمعا؟ بالاشتراكية الديمقراطية بالطبع. أي مزاوجة متقدمة وحسنة.
غير أنه مع قراءة كلام يحيموفيتش نشتهي فجأة أن نتحلل من هاتين الكلمتين. فهي للأسف تستعملهما استعمالا مبلبلا فلا توجد ثم لا اشتراكية ولا ديمقراطية. بل يمين اشتراكي. مثل يمين موشيه كحلون أو دافيد ليفي، وهما سياسيان يرفعان بفخر، بخلافها، انتماءهما الى اليمين. بل إن بني ألون وآريه الداد ويعقوب كاتس سيتفقون معها، فثلاثتهم (مثل كثيرين في اليمين الاستيطاني) اشتراكيون خالصون، وكارهون للخصخصة ومؤيدون لفرض ضرائب على الأثرياء وغير ذلك.
وسيتفقون ايضا مع وصفها للواقع ومؤداه أن هذه "حقيقة تاريخية" وأن المستوطنات التي أسستها حركة العمل كانت مُجمعا عليها. لندع لحظة سؤال هل يستحق كل شر مريض "كان مجمعا عليه" أن يتم تسويغه. إن "الحقيقة" مشوشة. لقد تمت سيطرة غوش ايمونيم العنيفة على السياسة الاسرائيلية في الحقيقة بتعاون حزب العمل "الاستخذائي" لكن الاجماع؟ ألم يعلن مناحيم بيغن إزاء مظاهرات يسار عاصفة أنه "سيوجد الكثير من ألون موريه"؟ ألم تُكتب عشرات مجلدات البحث والفكر بقلم أفضل الاخلاقيين والاجتماعيين والمفكرين في اسرائيل الذين برهنوا على أن المستوطنات والاحتلال مدمران ويُبعدان كل امكانية للتسوية؟ ألم يكن اسحق رابين موجودا؟.
أمنافسة في الليكود أم في العمل؟
تحدثوا عن هذا في الفيس بوك. ألم تكن يحيموفيتش هي التي قالت في 2005 في مقابلة صحفية مع صحيفة "هآرتس" انه "في الوقت الذي مُحيت فيه هنا دولة الرفاه، وفي الوقت الذي أوقفت فيه الاستثمارات في مدن التطوير، نشأت دولة رفاه بديلة وراء الخط الاخضر... من الواضح تماما أن مشروع الاحتلال الضخم أضر بالاقتصاد وبالشبكة الاشتراكية للدولة"؟.
إن رجال الدين العنصريين الذين يدعون الى رفض الخدمة العسكرية، والى العنف بجنود الجيش الاسرائيلي، والى الارهاب الديني من المتدينين القوميين؛ والى النضال لهدم جهاز القضاء؛ والى محو الاسرائيلية والهوية المدنية من اجل انطواء جلائي لـ "اليهود" في مواجهة "الأغيار" – ولم نقل حتى الآن كلمة واحدة عن الفلسطينيين – هل تختار يحيموفيتش من كل هذا أن تجادل الدعوى الشعبوية التي تشاجر "مال الأحياء" مع "مال المستوطنات".
قالت: "أنا لا اؤيد القطيعة". أحقا؟ فماذا عن القطيعة مع مزراحي – تفحوت بسبب أجور المسؤولين الكبار؟ أم أن القطيعة محرمة فجأة اذا وجهت الى المستوطنين فقط؟ وقد أجابت عن سؤال صحفي "هآرتس"، غيدي فايس، عن التوتر بين الصهيونية والاشتراكية قائلة "لا أعرف جدلا كهذا". يجدر بها أن تستجد علما من نشطائها المخلصين الذين تُحب أن تُعرفهم بأنهم "عقائديون". فهم يستطيعون أن يرددوا على مسامعها تاريخ هذا النضال الذي انشأ في الصهيونية الاشتراكية تيارات آسرة وائتلافات متعددة الاشكال، ولكن يحيموفيتش المخلصة لموقف اليمين تفضل أن تزن "الصهيونية" بميزان الوقوف في سكون لسماع النشيد الوطني والخدمة العسكرية.
هذا الميزان يقبله المتدينون القوميون ايضا، مُخربو الفكرة الصهيونية، التي تطمح الى سيادة والى وجود طبيعي أخلاقي. أليسوا منذ زمن لا تعنيهم المناطق في ذاتها بل تغيير عميق في اسرائيل. فهم يريدون أن يقوم المجتمع الاسرائيلي كله بالفصل الفظ المعوج بين "عدالة اجتماعية" منافقة وبين عدم العدالة الآثم الذي ينبع من استمرار الاحتلال والمستوطنات ويهوديتهم المتطرفة القومية التي ترفض كل قيمة مدنية. وهذا هو الأساس لحلم الدولة اليهودية الكبرى التي يكون الفلسطينيون والعرب الاسرائيليون رعاياها الدون.
إن "العمل" المتضائل أصبح خرقة بسبب كثرة الاستعمال السيء، والآن خاصة، حينما بدا انه قد لاحت فرصة لاقامة اليسار من رماده، تعرض عليه يحيموفيتش الواثقة كما يبدو بفوزها في الانتخابات التمهيدية، أن يصبح نتناً زائدا "اشتراكيا" يضاف الى الليكود. ليس عجبا أن نتنياهو يتمنى نجاحها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعضلة المصرية: ميدان التحرير ليس وزارة الخارجية
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"
" أفلام الفيديو القصيرة التي تنشر منذ أول أمس في الشبكات الاجتماعية، والتي يظهر فيها احمد شحاته، بطل "قصة العلم" وهو ينزع العلم الاسرائيلي من على مبنى السفارة في الجيزة؛ مطالبات أربعة مرشحين للرئاسة من المجلس العسكري الاعلى بطرد السفير الاسرائيلي واعادة السفير المصري الى القاهرة، منع ابحار السفن العسكرية الاسرائيلية في قناة السويس والغاء الاتفاقات التجارية؛ توجه قادة حركات الاحتجاج الى الحكومة المصرية "للقيام بما يلزم بتلقين درس لاسرائيل"؛ كل هذه يمكنها أن تخلق الانطباع بان العلاقات الاسرائيلية – المصرية توجد على شفا شرخ نهائي. الازمة بالفعل عميقة وهي تضع المجلس العسكري الاعلى والحكومة المصرية المؤقتة أمام ضغط هائل أبدت اسرائيل الرسمية تجاهه عدم حساسية هائلة. ولكن لا يدور الحديث عن شرخ، ليس حتى الان.
المعضلة المصرية ليست فقط في كيفية الرد على مقتل خمسة من رجال الجيش المصري بل ليس أقل من ذلك، من يقرر السياسة الخارجية لمصر. هل ميدان التحرير – كتعبير جماعي عن حركات الاحتجاج وجملة الاحزاب الجديدة التي نشأت في أعقاب الثورة – لن يكتفي بتغيير النظام وسيصيغ من الان فصاعدا المصالح الاستراتيجية والقومية للدولة، أم أنه سيسمح للنظام بان يقرر خطوطه الحمراء – القومية والاستراتيجية.
العملية في جنوب ايلات طرحت هذه المعضلة، التي انتظرت ظهورها في كل الاحوال، في مركز المسرح السياسي. البيانات المتضاربة للحكومة المصرية يوم السبت، والتي جاء في أول بيان لها قرار باعادة السفير المصري الى القاهرة وحسب البيانات اللاحقة تراجعت عن القرار، كانت المؤشرات الاولى للمعضلة.
أمس نشرت في صحف الحكومة، كـ "الاهرام" و "الاخبار" سلسلة من مقالات الرأي تلعب فيها جميعها بالطبع اسرائيل دور النجم كمجرمة مركزية يجب معاقبتها على قتل الجنود المصريين والمس بالسيادة المصرية. في جميعها تتهم اسرائيل كمن ترغب في استغلال "الضعف المصري" لتحقيق النقاط. ولكن أيا من هذه المقالات لا يدعو الى قطع العلاقات مع اسرائيل، الغاء اتفاقات كامب ديفيد، او اتخاذ اجراءات عسكرية. "هذا هو الوقت لتوحيد الصفوف، للتعالي عن الاعتبارات الحزبية للاتحاد خلف الجيش وقيادته كي نتمكن من صد مؤامرة العدو، ومحظور علينا السماح بشرخ بين الجيش والشعب... وبالاساس يجب ترميم وتطوير سيناء وطرح هذا المشروع على رأس سلم الاولويات"، كتب ياسر رزق في صحيفة "الاخبار".
الوحدة بين الشعب والجيش معناها في الخطاب الجديد ترك الجيش يقرر السياسة، على الاقل في هذه المرحلة، حتى اجراء انتخابات جديدة وعودة الجيش الى قواعده. جلال عارف، هو ايضا من صحيفة "الاخبار" يمنح الجيش تأييده لان "الجيش الذي حرر سيناء لن يترك لمصيرها السيادة الكاملة على أرض الأمة". أما محمد بركات فيطالب اسرائيل ليس فقط بالاعتذار، بل وبالاعلان بانها تتعهد الا يتكرر مثل هذا الحدث، وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع مصر واتهام المذنبين.
هذه المقالات تعكس موقف النظام الحالي، وبموجبها على الاقل يمكن الاستنتاج بان النظام لا يعتزم تحويل هذا الحدث الى اختبار قوة حيال اسرائيل أو الى ترك حركات الاحتجاج تملي عليه السياسة الخارجية.
ولكن الخط الاحمر الذي يحد حدود التدخل الجماهيري في السياسة الخارجية المصرية هو الخط الاحمر المهدد الذي يجب أن يحذر اسرائيل. إذ بين الحكم المصري وجمهوره يجري حوار جديد ينصت فيه النظام ولا يملي فقط. حتى الان أبدى النظام مرونة وسخاء شديد تجاه حركات الاحتجاج وهكذا يعتزم مواصلة التصرف، وذلك للحفاظ على التأييد الجماهيري للجيش. العملية في الطريق الى ايلات، وفي أعقابها تصريحات وزير الدفاع ومسؤولين كبار آخرين عن اهمال مصر، وضعت القيادة العسكرية على مفترض طرق خطير ولا داعي له، يتعين عليها أن تختار فيه، خلافا لارادتها، بين مطالب جمهورها وبين اسرائيل. الضغط الامريكي والتعقل المصري فعلا هذه المرة فعلهما. في المرة القادمة من شأن صوت الجمهور ان يكون أقوى وأعلى. إذ عندما يتعين على الجيش المصري او الحكومة المصرية ان يقررا اذا كانت مصلحتهما القومية توجد في السلام مع اسرائيل أم في السلام مع الجمهور، فان الجواب قد يكون مختلفا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حلف بين من يريدون العيش
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" تبدو عناوين الايام الاخيرة الصحفية وكأنها مأخوذة من عصر بعيد جدا غير ذي صلة. فالدم والقسوة والثكل، والقصص الشخصية صعبة والمفاجأة (التي لا تكتفي أبدا بشيء والتي تضرب دائما برغم المعلومات الاستخبارية) والتقديرات تملأ الافكار ووسائل الاعلام في جميع نشراتها. ولا مكان لأي شيء آخر. ماذا عن تريختنبرغ؟ ودافني؟ وتسنعاني؟ والخيام؟ والمظاهرات؟ ما الذي تتحدثون عنه؟ نحن نعود الى القصة الحقيقية الثابتة التي تلقي ظلا ثقيلا على كل ما يتحرك وعلى كل ساكن حولنا.
وماذا عن الردود؟ كالعادة. لن ننتقل الى حياة عادية. سنبني سورا آخر. سنضرب من يضربنا. وسنجري تحقيقات ونتعلم دروسا. أي درس بالضبط؟ أنه ستكون حاجة الى وحدة اخرى من حرس الحدود في الميدان؟ وأن الجيش الاسرائيلي في المرة القادمة التي سيتلقى فيها انذارا من "الشباك" سينقله الى مستوى أعلى؟ وأنه سيُزاد التنسيق بين أذرع الامن؟ وأنه ستُجرى دوريات استطلاع أكثر تواليا على حدود اسرائيل مع مصر الى أن يستكمل الجدار؟ وأن جهاز الامن سيحصل على ميزانية اخرى بدل التقليص منها؟ وأننا سنسارع الى انتاج قبب حديدية اخرى ونشرها في كل مكان ممكن؟.
من الصعب الاعتراض على ذلك. فقائمة الردود موجودة منذ 44 سنة أو 63 اذا شئتم، ويمكن أن نبلغ الى أبعد من ذلك، الى السنين التي سبقت انشاء الدولة. وهذا منطقي بقدر كبير ايضا. فماذا؟ أإذا أطلقوا النار على مواطنينا في الشارع المؤدي الى ايلات أفليس لنا حق وعلينا واجب أن نمس بمن خطط لهذه العملية الوحشية؟ بلى على التحقيق. فاذا كانت توجد لنا حدود دولية معترف بها مع دولة مجاورة، والحدود مخترقة يعبرها من يريد ضربنا، فلنا حق بل علينا واجب أن نبني جدارا عليها. من المحقق أن نعم، ومن الصحيح ايضا اجراء تحقيقات وتحسين الأمن. الشأن كله هو أنه حتى من يتخذ هذه القرارات ويحظى باجماع شامل، يعلم أن هذا لن يمنع العملية الارهابية التالية. فهذه وسائل تستعملها السلطة لانه يجب عليها فعل شيء ما. وهذه الوسائل هي بمثابة المقبول. وهذا كل شيء.
هل يوجد عند شخص ما حل سحري؟.
لا أقترح بدء تفاوض مع لجان المقاومة ولا مع حماس ما لم تكن مستعدة لمحادثتنا والاعتراف باتفاقات وقعنا عليها مع الممثلين الشرعيين للشعب الفلسطيني.
لكن ليس عندي شك في أننا نضيع فرصة محادثة ناس سليمي العقول يقودون اليوم م.ت.ف، ويلتزمون حلا غير عنيف، وهم بعيدون جدا عن تصورات المنظمات العنيفة في قطاع غزة، وهم مستعدون للتوصل الى سلام معنا.
الآن خاصة، في حين أخذ ينشأ عالم عربي مختلف لا يعلم أحد كيف سيبدو بالضبط، وفي الوقت الذي قد تخسر فيه "منظمات المقاومة" الفلسطينية سندها الرئيس، أي سوريا – فان هذا هو الوقت لبناء تحالف الغد. ان هذا التحالف قد يشمل اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عباس ومصر (اذا أرادت قيادتها الجديدة هذا) والاردن، بدعم من عدد من دول الخليج. وسيواجه التحالف منظمات المقاومة الفلسطينية التي تدعمها ايران.
إن المفتاح هو تحادث جدي بين اسرائيل وم.ت.ف بدل هدر جميع الطاقات في اللعبة العقيمة المتعلقة بالاعلان في الامم المتحدة.
اجل، ما يزال هذا ممكنا، فبيننا في نهاية المطاف حلف أنانيين، وأعني الناس الذين يريدون العيش عن جانبي المتراس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشتاء العربي: عصر عدم استقرار
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ أوري هايتنر"
" قبل نصف سنة فقط تطلعت عيون العالم الحر في أمل نحو ميدان التحرير في القاهرة. فما كان يستطيع أي انسان باحث عن الحرية ألا يتمنى انتصار الديمقراطية على سلطة الاستبداد في القاهرة وتحول أكبر الدول العربية الى ثاني ديمقراطية في الشرق الاوسط. وكان يبدو قبل نصف سنة فقط أن العالم العربي كله ينتفض، ويسقط النظم الاستبدادية وينشيء بدلا منها ديمقراطية ليبرالية تقدس حرية الانسان وحقوقه. وقد أسمينا الانتفاضة الشعبية "الربيع العربي" وهذا اسم كله أمل.
مر نصف سنة وبدا الواقع مختلفا شيئا ما. فالزعماء الذين أخلوا اماكنهم هم المستبدون المستنيرون نسبيا الذين هم أكثر انفتاحا من نظرائهم، أعني اولئك الذين تجرأوا خلال السنين على فتح نافذة صغيرة يتنفس منها أبناء شعوبهم. إن الزعيمين الوحيدين اللذين سقط حكمهما حتى الآن هما رئيسا تونس ومصر. أما مستبدون طغاة بقدر أكبر كالقذافي والاسد فما يزالون يجلسون على كراسيهم ويذبحون آلافا من أبناء شعوبهم. بل إن الشعب لا يتجرأ على الانتفاض تحت سلطة استبداد حماس.
انحصر جُل الآمال في مصر زعيمة العالم العربي. من الصحيح الى اليوم أن عصبة عسكرية انشأها مبارك ورعاها، تحكم مصر بالقوة ومن المشكوك فيه كثيرا أن تدفع بالديمقراطية الى الأمام، ومصر تراوح بين دلائل على الفوضى ودلائل على الحكم المستبد. وعلامات الديمقراطية نادرة، واذا كانت شبه لعبة ديمقراطية فمن المعقول جدا ان نفترض ان يكون الاخوان المسلمون هم الرابحين الرئيسين من ذلك وهم الذين يصعب شيئا ما أن نظن فيهم ميلهم الى ديمقراطية ما. وفي خلال ذلك أخذت مصر تفقد بالفعل سيطرتها على سيناء التي قد تصبح ارضا مشاعا من جهة الحكم. إن الفوضى هي جنة عدن الارهاب، وقد تزهر فيها منظمات الارهاب الفلسطينية والاسلامية. وكما شهدنا في الايام الاخيرة قد يصبح حد السلام مع مصر أكثر الحدود تهديدا وخطرا في حدود اسرائيل.
مات السلام مع مصر مع موت السادات في سنة 1981، فقد مالت العلاقات بين اسرائيل ومصر في حكم مبارك الى حرب باردة أكثر من ان تميل الى سلام بارد. لكن بخلاف المواد المدنية من اتفاق السلام عن التطبيع والامتناع عن التحريض، والتي استخف بها مبارك وداسها بقدم شديدة الوطء، حرص بشدة على العناصر الامنية في الاتفاق وهكذا تم الحفاظ على هدوء شبه مطلق على الحدود بين الدولتين. ولم يعد هذا الاستقرار الامني موجودا منذ سقط مبارك. وقد أنذرت خمسة تفجيرات لأنبوب الغاز المصري بالعصر الجديد، وبلغ به الهجوم الارهابي في منطقة ايلات الى ذروته. لم يحترم مبارك اتفاق السلام مع اسرائيل، لكن أخشى أن نشتاق بعدُ الى الحرب الباردة التي ميزت العلاقات بين الدولتين في مدة حكمه.
إن ما كان يبدو قبل بضعة اشهر أنه "الربيع العربي" أخذ يبدو مثل شتاء قاسٍ. وستتميز المدة القريبة للأسف الشديد بعدم استقرار، والصواريخ التي أُطلقت على الجنوب من غزة هي مثال على ذلك فقط. فبازاء عدم الاستقرار هذا، يجب على اسرائيل أن تقي نفسها من مغامرات سياسية.
في الايام التي قد يصبح فيها شبه جزيرة سيناء عاصمة الارهاب الاسلامي وقد تصبح حدودنا مع سيناء حدود اسرائيل الأسخن، فسيحسن هنا أن نجمد التفكير بانسحاب وتنازلات ومصالحات تميز كثيرين منا، فليست هذه سبيل العيش في الحي الذي نعيش فيه".