صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ الولايات المتحدة: اعتذروا
– ضغط امريكي كبير على اسرائيل لمصالحة تركيا.
ـ مغنية في السجن.
ـ نجمة تتورط.
ـ كل الليلة قضتها في محطة الشرطة.
ـ دراما في البرنامج الفني "مولد نجم".
ـ الولايات المتحدة تطلب الاعتذار.
ـ بسبب البناء في المناطق – الرباعية تندد باسرائيل.
ـ لنخفض التوقعات (قضية شليط).
ـ المالية: "لنقلص 2 مليار في الامن".
ـ القذافي مع الظهر الى الحائط.
صحيفة "معاريف":
ـ حماس: اسرائيل تخفف من حدة موقفها – المفاوضات لتحرير شليط.
ـ سارة نتنياهو ضغطت، طرد الطفلة أُلغي.
ـ ملف مرغول.
ـ نجمة تسقط.
ـ حماس عن صفقة شليط: "الاسرائيليون يخففون حدة موقفهم".
ـ قبل لحظة من الابعاد.
ـ الاعصاب تضعف – مظاهر أولية لفقدان السيطرة بين المتظاهرين أمام الكنيست أمس.
صحيفة "هآرتس":
ـ كبير في حماس: اسرائيل مستعدة لتخفيف حدة موقفها في الاتصالات لتحرير شليط.
ـ مواجهة بين الجيش الاسرائيلي والمالية حول تقليص ميزانية الدفاع.
ـ مرغليت تسنعاني معتقلة للاشتباه بتوجهها الى أصحاب السوابق لابتزاز مدير أعمالها.
ـ مسيرة في القدس تطورت الى مواجهة أمام الكنيست؛ جدال في القيادة حول عقد مهرجان في تل ابيب يوم السبت.
ـ صفقة شليط: اتُفق على تقليص عدد السجناء الذين سيُبعدون.
ـ صحفي من "الجزيرة" معتقل منذ اسبوع في اسرائيل بتهمة الانتماء لحماس.
ـ كبير فلسطيني: الرئيس السوري نفذ جرائم ضد الانسانية.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ خلف القضبان.
ـ "اسرائيل خففت حدة مواقفها؛ تقدم – وليس اختراقا".
ـ الرئيس بيرس يحتفل بيوم ميلاده الـ 88.
ـ نجم يسقط؟.
ـ الربع الثاني من العام 2011: الاقتصاد ينمو، ولكن أقل.
أخبار وتقارير ومقالات
الولايات المتحدة: اعتذرواضغط امريكي كبير على اسرائيل لمصالحة تركيا.. الولايات المتحدة تطلب الاعتذار..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اليكس فيشمان"
" تمارس الادارة الامريكية على اسرائيل ضغطا شديدا للاعتذار للحكومة التركية عن قضية "مرمرة" فتعيد بذلك في أقرب وقت ممكن استقرار العلاقات الاسرائيلية التركية.
ونقلت مصادر دبلوماسية اسرائيلية في الولايات المتحدة مؤخرا رسالة الى القدس تتضمن مواقف واضحة من وزارة الخارجية الامريكية – بما في ذلك رسائل مباشرة من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون – جاء فيها ان استمرار التدهور في العلاقات الاسرائيلية التركية يمس بالمصالح الامريكية في المنطقة.
للتصدي للازمة في سوريا، تسعى هذه الايام الادارة الامريكية الى توثيق علاقاتها مع الحكم التركي. وسواء للولايات المتحدة أم لتركيا يوجد هدف مشترك: انهاء حكم الاسد، واستبداله بشخص أكثر اعتدالا، اعادة الاستقرار للدولة ومنع تفككها. المهر الذي تطلب الولايات المتحدة دفعه للاتراك في اطار توثيق العلاقات هو موافقة اسرائيلية على الاعتذار لهم عن أحداث الاسطول التركي.
هذه الرسائل من وزيرة الخارجية كلينتون سبق أن سمعها وزير الدفاع اهود باراك عندما زار قبل نحو ثلاثة اسابيع واشنطن. ومنذ ذلك الحين كان الطلب من اسرائيل عمل كل ما في وسعها – بما في ذلك الاعتذار – كي تشطب من جدول الاعمال الازمة الاسرائيلية – التركية، التي تمس مباشرة بالمصالح الامريكية الاقليمية.
والآن، قبل ثلاثة ايام من رفع تقرير بالمر عن أحداث الاسطول، بات الضغط الامريكي يتصاعد أكثر فأكثر. فقد أفاد دبلوماسيون اسرائيليون في واشنطن بأن محافل في وزارة الخارجية لمحت حتى، بشكل غير رسمي، بأن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في اقناع دول صديقة في الجمعية العمومية للامم المتحدة لتغيير تصويتها في المسألة الفلسطينية في ايلول القريب القادم اذا "وجدت اسرائيل صعوبة" في الاستجابة للطلب الامريكي والمصالحة مع الاتراك.
وفي هذه الاثناء تركيا – التي تعلم بالضغط الامريكي الذي تمارسه الولايات المتحدة على اسرائيل – تمارس بذاتها ضغطا على لجنة بالمر لسحب أو تأجيل نشر التقرير الى أن يأتي الاعتذار الاسرائيلي. في مداولات أجراها وزراء الثمانية في نهاية الاسبوع الماضي في موضوع تقرير بالمر والطلب التركي بالاعتذار، لم يُتخذ أي قرار، الامر الذي من شأنه ان يشير الى أن رئيس الوزراء يفضل أن ينشر التقرير دون أي موقف اسرائيلي مسبق، وفقط بعد نشره تنظر اسرائيل في خطواتها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كبير في حماس: "اسرائيل" مستعدة لتخفيف حدة موقفها في الاتصالات لتحرير شليط..
المصدر: "هآرتس – آفي يسسخروف"
" غادر رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، غادر أمس القاهرة بعد أن أدار فيها محادثات مع وزير المخابرات المصري، وأغلب الظن ايضا مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية. وصول مشعل الى القاهرة يرتبط بجولات المحادثات غير المباشرة التي تُجرى في مصر بين ممثلي حماس، اسرائيل ومصر حول صفقة جلعاد شليط.
قناة "الجزيرة" التلفزيونية أفادت بأن مشعل وصل الى العاصمة المصرية في ساعات الصباح المبكر مع مسؤولين آخرين من حماس كنائبه موسى أبو مرزوق. وادعت بأن هذه محادثات تتعلق ضمن امور اخرى بجهود المصالحة الفلسطينية الداخلية، والقرار بتحرير سجناء فتح من سجون حماس وبالعكس.
وأفادت صحيفة "الحياة" اللندنية أمس بأن مشعل وصل الى القاهرة كي يبدأ جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل. وهذه زيارة استثنائية كفيلة بأن تدل على تقدم ما في الاتصالات، بل وربما الى الحاجة لاتخاذ قرارات حاسمة بالنسبة للصفقة. حتى الآن أدار المفاوضات عن حماس، احمد الجعبري، الذي يعتبر رئيس اركان حماس. وقالت مصادر فلسطينية للصحيفة اللندنية ان الطرف الاسرائيلي يبدي بوادر مرونة في موضوع الموافقة على تحرير سجناء من شرقي القدس وسجناء "عرب الداخل" (عرب اسرائيل)، وذلك بعد أن عارضت ذلك حتى الآن. كما أفادت المصادر بأن اتفق على تقليص عدد السجناء الذين سيُبعدون من الضفة بعد تحريرهم.
ومن جهة اخرى، قال مسؤول حماس، اسامة حمدان، لصحيفة "الحياة" ان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ليس مستعدا بعد لدفع الثمن اللازم لانهاء الصفقة، رغم أن هذا "ثمن معقول" على حد قوله. ذات حمدان قال في مقابلة مع صحيفة اخرى "فلسطين"، التي تعتبر الناطقة بلسان حماس، انه في الآونة الاخيرة تبدي اسرائيل مرونة كبيرة بالنسبة لمطالب حماس في المفاوضات على صفقة شليط. واضاف بانه لا يمكن القول بعد ان الطرفين يتقدمان نحو الاتفاق.
واضافت صحيفة "الحياة" بان الخلاف بين اسرائيل وحماس في موضوع شليط يحوم أساسا حول عدد السجناء الذين تطلب اسرائيل ابعادهم (على ما يبدو، نحو نصف الـ 450 سجينا تطالب حماس بتحريرهم)، تحرير "مطلوبين ثقيلين" ترأسوا الذراع العسكري وتحرير سجناء يعتبرون زعماء، مثل مروان البرغوثي.
الجولتان الاولى والثانية من المحادثات كما علم دارتا بين وفد حماس برئاسة احمد الجعبري، رئيس الذراع العسكري لحماس وبين دافيد ميدان، المنسق الاسرائيلي الخاص المكلف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وممثلي المخابرات المصرية. وافاد مصدر مصري رفيع المستوى امس صحيفة "الحياة" بانه لا مجال للحديث عن اختراق في المحادثات، ولكنه أعرب عن أمله بان تتقدم. وحسب اقواله، اتخذت حماس قرارا بانهاء الصفقة في أقرب وقت ممكن.
وزير الدفاع ايهود باراك قال امس انه "توجد نواة حقيقة خلف الشائعات" في التقارير عن استئناف المفاوضات في القاهرة في موضوع تحرير جلعاد شليت. وقال باراك في مقابلة مع "راديو بلا توقف" انه "لمرتين سابقتين كانت المحادثات حقيقية في السنوات الخمسة الاخيرة، ولم تنجح في الانتهاء. لا أريد أن اقول أكثر لان هذا لا ينفع. علينا أن نحافظ على ضبط النفس والامل الكبير. كلنا نريد أن نرى جلعاد شليط في الديار".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحفي من "الجزيرة" معتقل منذ اسبوع في اسرائيل بتهمة الانتماء لحماس..
المصدر: "هآرتس – غيلي ايزيكوفتس"
" الصحفي في شبكة "الجزيرة" سامر علوي يوجد منذ اسبوع قيد الاعتقال في اسرائيل. علوي، رئيس مكتب الشركة في كابول في افغانستان، اعتقل في ختام زيارة عائلية لثلاثة اسابيع في الضفة الغربية واقتيد أمس لعرضه أمام قاضٍ عسكري، وبزعم محاميه، عندها فقط تليت عليه الجرائم التي يتهم بها: الانتماء لحركة حماس واجراء اتصال مع جهات في الجناح العسكري في الحركة. وأنكر علوي التهمة وادعى بان هدف الاتهام هو ابقاؤه قيد المعتقل. النقاش في تمديد اعتقاله اجري في جلسة سرية وفي نهايتها تم تمديد اعتقاله لاسبوع آخر.
موضوع اعتقال علوي نشرته "الجزيرة" الاسبوع الماضي، وقبل يومين في رسالة علنية نشرتها اللجنة العالمية لحماية الصحفيين (CPJ). وحسب اللجنة، فقد اعتقل علوي في 10 آب عندما خرج من قرية سبسطية، حيث تسكن عائلته، ليعود الى الاردن.
علوي، ابن 46، يحمل جواز سفر اردني وهوية فلسطينية، اعتقل في معبر اللنبي، حيث دخل الى الاراضي الاسرائيلية قبل ثلاثة اسابيع من ذلك. وقد اقتيد من هناك الى سجن كيشون، حيث انه حسب تفاصيل تقدم بها لـ "هآرتس" رئيس مكتب "الجزيرة" في اسرائيل وليد العمري، تم التحقيق معه على مدى 96 ساعة على عمله وعلاقاته الشخصية.
وبعد الاعتقال نشرت "الجزيرة" خبرا عن القضية شرح فيه شقيق علوي بان شقيقه كان يقصد العودة الى عمله في كابول. في بيان اللجنة لحماية الصحفيين جاء ان قوات الامن الاسرائيلية أبلغت عائلته بانه اقتيد للاعتقال لاربعة أيام "لغرض استجواب امني"، وفي بداية الاسبوع علم أن اعتقاله مدد باربعة أيام اخرى. اما امس كما أسلفنا فقد مدد اعتقاله باسبوع آخر.
محامي علوي، سليم واكيم، قال امس لـ "هآرتس" ان هذا "اعتقال تعسفي ومؤسف. وقد تم التحقيق مع علوي بشكل عمومي وبعد أن نفى كل الاتهامات ضده حاولوا اقناعه ان يصبح عميلا. وشدد في التحقيق معه على أنه صحفي يعمل في هذا المجال في عدة شبكات ووسائل اعلامية وليس له أي علاقة بهذه المنظمة او تلك".
ونشرت لجنة حماية الصحفيين في بيانها تفسيرا قدمه ماجد قادر، المسؤول في الشبكة بموجبه قال علوي لمحاميه انه سيتهم ببنود مختلفة اذا ما رفض ان يصبح مخبرا لاسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوادر تقلص
المصدر: "هآرتس"
" في جلسة عقدها أول أمس مع أعضاء لجنة المالية في الكنيست، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أنه رغم "تعاطيه بجدية كبيرة" مع لجنة تغيير الاقتصاد الاجتماعي برئاسة البروفيسور مانويل تريختنبرغ، فانه لا يتعهد بتبني توصياته. وحسب أقواله، فان الحكومة مطالبة بان تحافظ على التوازن السليم بين توصيات اللجنة وبين الحاجة الى الاستقرار الاقتصادي.
وهكذا يشكك نتنياهو بتفكر اعضاء الفريق وفهمهم المصلحة الاقتصادية العامة لاسرائيلن ويمهد التربة لوصف توصيات اللجنة عن الحاجة لتغيير جوهري في السياسة الاجتماعية للحكومة كتهديد على الاستقرار الاقتصادي للدولة.
أقوال نتنياهو هذه تلمح بتقلص في تعهده لتريختنبرغ بتغيير موقفه الاساس بكل ما يتعلق بسلم الاولويات في المجال الاقتصادي – الاجتماعي. وهكذا يبرر رئيس الوزراء قرار قادة الاحتجاج تعيين فريق خبراء خاص بهم، يوصي باعادة توزيع الكعكة الوطنية. ومثلما قال البروفيسور افيا سفيبك، من قادة الفريق المستقل، فان زيادة نفقات الحكومة لغرض تحسين وضع الطبقة الوسطى لا تفترض زيادة العجز. يمكن تحقيق ذلك من خلال تغيير في السياسة المالية وسلم الاولويات في توزيع الميزانية.
قادة الاحتجاج يستحقون الثناء لاختيارهم خبراء من الصف الاول ولجملة القطاعات في المجتمع والتنوعات الفكرية في الفريق البديل. ينبغي الثناء على الاكاديميين وباقي الخبراء لقرارهم المساهمة في خدمة المجتمع بعلمهم ووقتهم.
البروفيسور تريختنبرغ تصرف بحكمة حين رحب بتشكيل الفريق المستقل، التقى بمبادرته بقادة الاحتجاج ودعا الجمهور من خلال اليو تيوب الى مساعدته في بلورة حلول للمسائل المختلفة، التي يطرحها الاحتجاج الشعبي.
اذا كان رئيس الوزراء مستعدا بالفعل للانقطاع عن مبادىء الليبرالية الجديدة في صالح اعادة بناء دولة الرفاه، فان عليه أن يعرب عن الثقة الكاملة بمسؤولية أعضاء اللجنة، التي عينها هو نفسه، عن الاستقرار الاقتصادي لاسرائيل. تصريحات تشكك بالتزامه بتوصيات اللجنة تضعضع مصداقيته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التاسع والعشرون من ايلول
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ايتان هابر"
" يجب أن تكون غبيا غير صغير كي تصدق أن يعيد محمود عباس في الزمن القريب الفلسطينيين الى مائدة المباحثات للمصالحة والسلام مع اسرائيل. ما الذي يدعوه الى ذلك؟ فهو في غضون زمن قصير يتوقع أن يصبح "ملك العالم". ان عشرات الدول – والجزء الاكبر منها لم يؤيد اسرائيل في السنين الاخيرة – ستصفق له بمساعدة الامم المتحدة. والقوى العظمى والدول التي احترمت اسرائيل دائما ستسقط أو تغيب عن الابصار. وسيكون من يهمسون على مسامع رون بروشاور ممثلنا في الامم المتحدة قوله: قلنا لكم.
اذا انتهى أمر التصويت والاعتراف في ايلول بالتصفيق والاعلام والجلاجل ومسيرات الفرح فقط، فسنسمع من الهند الى اثيوبيا تنفس الصعداء الذي سيصدر عن رئتي نتنياهو وباراك ووزراء آخرين في الحكومة. لم يعتقدوا قط أن يرث أبو مازن مقعد بنيامين زئيف هرتسل، ولم يعتقد أبو مازن ايضا ذلك، على نحو لا يصدق.
لكن وليتنا نكون واهمين، قد يصبح العشرون من ايلول 2011 – بالنسبة الينا بالطبع – التاسع والعشرين من تشرين الثاني أو الخامس عشر من أيار بالنسبة للفلسطينيين. واذا حدث هذا فسيبدأ العد من جديد، ونقول مرة اخرى ليتنا نكون واهمين.
لانه اذا اعترفت 150 دولة في العالم بدولة فلسطينية فسينهض أبو مازن ورفاقه بعد دقيقة من الاعلان والاعتراف ليقولوا لنا: الآن يا سادة لا نسألكم أي شيء. قد وافقنا على دولة منزوعة السلاح لكننا منذ الآن دولة مستقلة يحق لها أن تفعل ما يخطر ببالها: سنستورد صواريخ وقذائف صاروخية ومدافع وكل ما نشاء.
سيبقى فيما سيعرفه الفلسطينيون بأنه دولتهم، سيبقى الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. ولن يفعل ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية (هكذا سموا هذه المنطقة قبل ان تسمى يهودا والسامرة) وفي قطاع غزة شيئا ولا نصف شيء لمواجهة دولة اسرائيل. ولماذا يفعلون؟ سيبدأون فقط "نضالا شعبيا" للجيش الاسرائيلي والمستوطنات الواقعة في رأيهم داخل الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها 150 دولة. وسيستمد الفلسطينيون التشجيع على نجاح "النضال الشعبي" من مصر وتونس، بل من ليبيا وسوريا حيث ما يزال هذا النضال متعثرا حتى الآن. وسيشارك في "النضال الشعبي" جمهور النساء والاولاد الذين سيبدأون السير فقط نحو وحدات الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. وحماس تريد أكثر من هذا فلا يكاد يوجد شك في أن حماس تريد حمام دم.
في هذه النقطة بالضبط يمكن أن يأتي الى اسرائيل مكسب وانقاذ: ففي يهودا والسامرة على الأقل لا يريدون دولة حماس. يخافون منها. وهذا هو وقت التنسيق الامني الوثيق مع قادة السلطة الفلسطينية الذين يرتجفون من خوفهم من حماس أكثر مما يرتجفون من خوفهم من اسرائيل، وليست الصورة أحادية. وليست سيئة بالنسبة الينا فقط.
يجب على دولة اسرائيل، وهكذا حقا، أن تحاول جعل نتائج التصويت المتوقعة في الامم المتحدة عقيمة. كيف؟ يجب عليها قبل كل شيء "أن تقيم الدنيا وتقعدها" لتجديد المحادثات مع الفلسطينيين، بحيث يحسن هذا الاجراء مكانتهم ووضعهم ويُسوغ في نظرهم هذا التجديد. وامكانية اخرى هي الاعلان بنيتها الغاء اتفاقات باريس في المجال الاقتصادي. هناك من يقولون ان السكان المحليين وقادتهم لن يصمدوا من غيرها. ويوجد امكانية اخرى هي ان تعمل الولايات المتحدة (وهي ما تزال الى جانبنا) وعدد من الدول المركزية في اوروبا على مواجهة الاعتراف وأن تفعل كل شيء لجعل معنى النجاح والتصويت في الامم المتحدة عقيما.
بيد أن كل شيء في حلبتنا قابل للانفجار ولا يمكن منع كل فكرة باطلة. فكل سخيف من غزة يفجر قنبلة يدوية ويقتل ستة اسرائيليين أو أكثر في شوارع القدس أو عسقلان، وكل نشاط ارهابي كبير آخر، سيحرق جميع الخطط الجيدة ونوايا المصالحة والسلام حتى لو كان ذلك مخالفا لرأي أكثرية حاسمة من الفلسطينيين. ففي الشرق الاوسط؛ كل غبي هو سياسي للحظة، وكل قنبلة يدوية أو شحنة ناسفة هما سياسة. وأهم شيء في حلبتنا ألا نفقد السيطرة لا نحن ولا هم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنخفض التوقعات
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكس فيشمان"
" حماس، أغلب الظن، لم تغير شيئا في مطالبها في قضية شليط، وخالد مشعل لا يصل الى القاهرة لانه اكتشف الضوء فجأة. مشعل يصل الى القاهرة، قبل كل شيء، كي يعالج الموضوع المركزي الذي يشغل بال قيادة حماس: بسبب الازمة في سوريا تسعى قيادة المنظمة الى نقل مقرها من دمشق الى القاهرة.
قبل أكثر من شهرين رفضت السلطات المصرية أن تستوعب لديها مقر المنظمة ووافقت على البحث فقط في نقل مقرات شخصية قليلة لقيادات حماس من دمشق الى القاهرة. ولكن الجواب المصري لم يدفع حماس الى التراجع. فصعود قوة الاخوان المسلمين في مصر بعد سقوط مبارك شجع رجال المنظمة للعودة الى الطلب للانتقال الى القاهرة. وبالفعل، يبدي الحكم العسكري المصري اليوم استعدادا للحديث مع حماس في هذا الموضوع. ولكنه يطرح عليه عدة شروط بينها: اعطاء مضمون حقيقي للمصالحة بين حماس وفتح والعودة الى المباحثات على صفقة شليط، بشكل تقوم به مصر بدور الوسيط السائد.
اسرائيليون هم أيضا يتجولون في القاهرة. رغم سقوك مبارك ورجاله، رغم موجات العداء الشعبية التي تأتي من القاهرة باتجاه اسرائيل، لا تزال هناك علاقات عمل جيدة، في المجالات الامنية، بين اسرائيل ومصر. وتجري اتصالات العمل مع المصريين من خلال رئيس القسم السياسي – الامني عاموس جلعاد. مبعوثون اسرائيليون يدخلون ويخرجون من والى مصر، وتوجد مصالح مشتركة.
وأفادت صحيفة "روز اليوسف" المصرية قبل نحو اسبوعين بزيارة قام بها عاموس جلعاد الى القاهرة. وهذه ليست زيارته الاولى هذا الشهر. والمواضيع واسعة: ابتداء من الهجمة الشيطانية على "رجال الموساد" المزعومين، بما في ذلك اعتقال الشاب الاسرائيلي – الامريكي ايلان غرفل، الذي اذا لم تنجح اسرائيل والولايات المتحدة الى منع وصوله الى المحاكمة فانه سيرسل الى السجن لـ 15 سنة دون ذنب اقترفه، وانتهاءا بمنح موافقة اسرائيلية لقوات مدرعة مصرية بالدخول الى سيناء – خلافا لاتفاقات السلام – للتصدي لاولئك البدو من مؤيدي الجهاد العالمي الذين قتلوا قبل نحو اسبوعين ثمانية ضباط وجنود مصريين في العريش، اعلنوا عن خلافة اسلامية في سيناء وفجروا محطة الغاز.
إذن فهم يلتقون، يتحدثون ويشخصون المصالح – سواء في حماس، ام في مصر، أم في اسرائيل. وفي الطريق تنكشف أيضا الفرص لممارسة الضغط على حماس في المواضيع القريبة من اسرائيل ومن مصر، مثل صفقة شليط. اسرائيل، من خلال الوسيط دافيد ميدان، تحسن "الرزمة" الاسرائيلية، التي وصفها في حينه الوسيط الالماني بانها عرض نزيه ولكنه رفض في حينه. بشكل عام، في اسرائيل هناك غير قليل من الاشخاص المهنيين الذين عالجوا القضية ويعتقدون بان ليس لحماس حقا مصلحة في انهاء الصفقة. فرجال المنظمة يرون في احتجاج شليت رافعة لاهانة دولة اسرائيل وللحفاظ على مكانتهم الشخصية في قيادة المنظمة. وعليه، فليس لديهم أي حافز لتلطيف حدة مواقفهم.
ولكن اذا كانت حماس تريد جدا شيئا من المصريين، فلعله يوجد هنا زخم محظور تفويته. لعل هذه هي الفرصة لانتزاع انهاء الصفقة من حماس.
وعليه، فعندما اعترف وزير الدفاع باراك امس لاول مرة علنا بان شيئا ما يحصل في القاهرة فقد وصف ذلك بانه "نواة حقيقة". محظور أن نضخم التوقعات. على حماس أن تكون في ضائقة حقيقية كي تتطور المحادثات في موضوع شليت وصولا الى صفقة. اما عندنا فمثلما هو الحال دوما: احد لا يمنع نشوء الانطباع بان أشياءا تحصل في موضوع شليط. هذه الايام عندما تسيطر العدالة الاجتماعية على العناوين الرئيسة لا ضير في تلقي عناوين متفائلة عن شليط".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درس في علم الآثار والتفاوض في باب العامود
المصدر: "هآرتس ـ نير حسون"
" بقرب باب الخليل في القدس توجد قطعة ارض صغيرة وفيها قبران. ان موقعها الجذاب – في مدخل البلدة القديمة – والاسطورة المقرونة بها جعلاها محطة الزامية لكل جماعة سياح. فالجميع يقفون للاستماع الى القصة المأساوية لبُناة سور البلدة القديمة. فعلى حسب الرواية الشعبية التي تبناها بحرارة مرشدو السياحة في القدس، القبران هما للمهندسين اللذين خططا وانشآ سور القدس من اجل الحاكم العثماني السلطان سليمان الذي ضرب عنقي الاثنين ايضا. تتغير الشروحات لمصيرهما المرير من مرشد الى مرشد: فقد كان ذلك مرة لان الاثنين لم يشملا جبل صهيون داخل السور، ومرة لان السور كان ناجحا جدا حتى ان السلطان اهتم بألا يوجد من يعرف بناء سور مشابه.
يشك المؤرخون وعلماء الآثار بأصالة القصص وكون هذين القبرين قبري المهندسين. لكن رمزا دقيقا ظهر في الآونة الاخيرة في باب العامود خاصة ربما يُثبت الحكاية الشعبية. وهذا الرمز هو نقش على صورة زهور منقوش في الصفيح الصديء الذي يغطي الباب الضخم، لباب العامود. ان باب العامود هو الباب الأصلي الذي بني زمن بناء الأسوار والنقش فيه يُذكر جدا بالنقش في القبرين المجهولين. وهذا النقش معروف جيدا على صروح عثمانية في تركيا لكن من النادر جدا ان يوجد في ارض اسرائيل. والى الآن لا يوجد فيه ما يكفي لحل لغز القبرين تماما، لكن فيه ما يعزز الفرض الذي يقول انه ربما توجد صلة بينهما وبين السور مع كل ذلك.
فخم ومبالغ فيه
ما كانت الزهور المنقوشة في الباب لتظهر لولا أن انتهى في هذه الايام مشروع ترميم باب العامود الذي هو أفخم أبواب البلدة القديمة في القدس، وعلى رأسه التاج الفخم جدا الذي أضرت به حرب الايام الستة، وهذا المشروع جزء من مشروع أكبر لتوثيق وترميم جميع أسوار البلدة القديمة، الذي يوشك أن ينتهي بعد اربع سنين. توجد الازهار في الجزء الاعلى من الباب الذي عمره 500 سنة وارتفاعه خمسة أمتار. ولا يمكن رؤيتها عن الارض، ولا يُمكّن من ملاحظتها سوى الوقوف على السقائل التي بنيت داخل فجوة الباب. ان ناس سلطة الآثار هم الذين استكتشفوا الازهار وهم الذين ينفذون المشروع بالاشتراك مع سلطة تطوير القدس وبنفقة من ديوان رئيس الحكومة.
على حسب النقش الذي يبدو في الجانب الخارجي من الباب فانه بني في 1538م باعتباره واحدا من البابين الأولين اللذين بُنيا في أسوار القدس (والثاني هو باب الخليل). لكن البنائين العثمانيين بنوه فوق باب أقدم كثيرا بني في العهد الروماني. كان هذا الباب الذي ما يزال جزء منه قائما تحت الباب الحالي، كان في حينه باب الدخول الرئيس الى القدس القديمة. وكان المخطط للباب هو ميمار سنان مهندس عمارة بلاط السلطان. وقد بني الباب في فخامة كبيرة غير متناسب ألبتة مع الأبواب الاخرى في السور، ويشتمل على زركشات حجرية وخطوط منقوشة وباب فخم وغير ذلك. ولم تحدث فيه تغييرات منذ بني تقريبا. ومع ذلك فان موقع الباب في قلب منطقة مدنية مكتظة وعلى حدود، عنيفة احيانا، بين شعبين أدى الى ان تكون علامات التعب ملحوظة عليه جيدا: فالرصاص من الحروب المختلفة غرز في الحجارة، وانهدم بعض الزركشات الحجرية، وأرسلت النباتات جذورا وسعت الصدوع وعرضت للخطر الحجارة والجص ولوث وسخ ثخين كل ركن.
استمر مشروع الترميم المتحدي للباب عشرة اشهر: فهذا الباب ليس هو الأكثر زركشة وفخامة بل هو الباب الأكثر اكتظاظا بالنشاط البشري وهو الوحيد الذي تجري داخله حياة تجارية صاخبة. وأثار موقعه في قلب البلدة القديمة ايضا توترات قومية وموجة اشاعات عن اليهود الذين يريدون محو النقوش الاسلامية من الباب وأن تستبدل بها نجمة داود، ولهذا لم يستوجب ترميم الباب تطوير مهارة ترميم الحجارة والاستعادة التاريخية بحسب صور شاحبة فقط بل اقتضى تفاوضا لا ينقطع مع السكان والتجار الذين يُعد هذا الباب بيتهم.
"قصة تضعف الاخرى"
كانت المعضلة الرئيسة في المشروع كيف يُرمم الباب "ترميما صحيحا". هل تنبغي محاولة اعادته الى ايامه الاولى قبل 500 سنة مع زيادة عناصر حديثة تستعيد الأصلية وإزالة عناصر أضيفت خطأ على مر السنين؟ أم أن هذه الزيادات قد كسبت باستحقاق مكانها على الباب خلال السنين؟ فعلى سبيل المثال أضاف البريطانيون الذين رمموا هم ايضا الباب في مطلع عشرينيات القرن الماضي، أضافوا نقوشا حجرية تبين في الاعمال أنها لا تناسب بالابعاد ولم توضع في المكان الصحيح ايضا. وكان السؤال: هل حقيقة أن هذه النقوش موجودة في رأس الباب منذ ثمانين سنة لا تجعلها جزءا من الحكاية التاريخية للمكان يجب ان يحفظ للاجيال التالية ايضا؟ "يوجد هنا أمران. فهذا من جهة هو الباب الأفخم والأكثر زركشة ومن جهة ثانية تلاحظ فيه ايضا علامات الترميم والتغيير التي جرت عليه خلال السنين. وفي كل مرة تقوي واحدا من الأمرين تضعف الآخر، وكان هذا معضلة. وقررنا في نهاية الامر أنه ينبغي عدم الاحتفاظ بالاخطاء وأنه تنبغي محاولة اعادة الباب الى سنة انشائه في 1538"، يقول مهندس العمارة آفي مشيح من سلطة الآثار الذي أدار المشروع مع مهندسي العمارة تمار نتيف ويوفال ابراهام.
اقتضى هذا القرار "انتاج" عناصر من الحجارة تستعيد العناصر الأصلية. ومن اجل ذلك أُجري ما يشبه "ورشة عمل" لعدد من الفنانين، وكان الفائز نقاش فلسطيني من حزما نجح في استنساخ الأصل العثماني. لكن وكي يُفرق مرممو السور في المستقبل بين النقش الجديد والأصلي غُطي الجديد بختم رصاصي وعليه رمز سلطة الآثار.
مباحثات مرهقة في الترميم
أحدثت طبقات الوسخ ايضا معضلات. "احترنا كيف ننظف لأن الوسخ كان متماثلا مع تاريخ الباب شيئا ما. وخشينا أن يُحدث التنظيف تأثيرا قويا فوريا وأن يزعموا أننا صنعنا بابا جديدا. لكننا حينما بدأنا أدركنا أننا إما أن ننظف وإما لا"، يقول مشيح. ومع ذلك فان التنظيف غير كامل لأن التنظيف العميق اقتضى استعمال مواد كيماوية لا يمكن استعمالها بسبب وجود التجار داخل فجوة الباب. يتميز باب العامود ايضا بأنه الباب الوحيد الذي يوجد داخله سوق صغيرة. وكل عمل اقتضى تفاوضا مرهقا مع التجار. بل كانت مباحثات مرهقة حول مسألة أين تقف أرجل السقائل. وبحسب مطلب التجار ايضا تم أكثر العمل داخل الباب في ساعات الليل.
كانت المشكلة الاصعب على المرممين هي "بيت المحارب" – وهو حجرة حجرية صغيرة معلقة فوق الباب وكانت ترمي لأن تكون مقاما لجندي فرد شجاع في حالة هجوم على الباب، ومع السنين أخذت الحجرة تنفصل عن السور، وكان هناك خوف حقيقي من أن تنهار فوق رؤوس المارة في الباب. في نطاق اعمال الترميم أُدخل في الحجرة 11 قضيبا فولاذيا طويلا يثبتانها في مكانها. هُدمت النقوش الحجرية فوق حجرة المحارب في حرب التحرير وحرب الايام الستة، وأثار ترميمها موجة احتجاج في الصحف الفلسطينية وبين سكان الحي الاسلامي. وكان الزعم أن سلطة الآثار تنشيء زركشات جديدة و"صهيونية" لم تكن موجودة قط. ولدحض المزاعم أعدت سلطة الآثار لافتة وملصقات بالعربية فيها صور تاريخية للباب من العهد العثماني مع حجرة المحارب الكاملة. "لا يتذكر الناس كيف كانت تبدو من قبل، بل ان الشيوخ الذين كان يفترض أن يتذكروا لم يتذكروا. يبدو أننا نتعود على كل شيء. حينما ننظر الآن نرى أن الباب كامل"، يقول مشيح.
أجرى المرممون نضالا مستقلا مريرا مع النباتات المتسلقة التي أرسلت جذورها الى أعماق السور. سُمح لنباتات موسمية بلا جذور قوية ولأعشاش طيور ان تبقى بلا تشويش بين الصدوع.
نُقض قُبيل رمضان أكثر السقائل وتابع الباب الفخم استضافة الحياة اليومية كما قصد الى ذلك المهندسان المدفونان أو غير المدفونين في باب الخليل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الازدواجية
المصدر: "معاريف ـ ايتان شفارتس"
" 1. على مدى ثلاثة سبوت متتالية سرت مع نشطاء الخيام، والى جانب الاحساس بالنشوة عن عدالة الطريق شعرت ايضا بنوع من السمو الروحي لانتمائي الى الطبقة الوسطى الثائرة ولكن في قلبي عرفت بان الطبقة الوسطى الاسرائيلية – جماعة عديمة الوجه أنتمي لها أنا أيضا – بعيدة عن أن تكون رمزا للتضامن. وذلك لانه اذا كان "السلوك الخنزيري" معناه تفضيل المصلحة الاقتصادية الشخصية على الرؤية الوطنية الاوسع، فان الطبقة الوسطى الاسرائيلية هي قطاع خنزيري لا يقل عن كل أرباب المال – حتى لو كانت الخنزيرية تتم بحجوم أكثر تواضعا.
هذا يبدأ بالنشاطات الاقتصادية البسيطة واليومية. فأنا أعرف غير قليل من الاشخاص الذين يهتفون "عدالة اجتماعية" بصوت عالٍ ولكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء فرز مخصص التأمين الوطني لشيخ ينظف لهم الدرج في المبنى. كما أن ليس لديهم أي مشكلة في أن يحجزوا اسبوع استجمام في تركيا بدلا من النزول الى ايلات، فالمهم هو توفير بضع مئات من الدولارات. ففي ماذا تهمهم صناعة السياسة المحلية، التي تعيل مئات الالاف – معظمهم من الطبقة الدنيا؟ يسمى هذا تفضيل الربح الشخصي على المصلحة الوطنية، ويتبين انه لا حاجة للمرء لان يكون رب مال كي يتصرف على هذا النحو.
2. السلوك الاناني لافراد الطبقة الوسطى الاسرائيلية يجد تعبيره ليس فقط في أفعاله بل وايضا في عدم أفعاله. هذا مؤسف، ولكن الاحتجاج الاخير اثبت بان الامر الوحيد الذي يحرك الطبقة الوسطى هو عندما يلمسون لها الجيوب. خذوا العناق الحار الذي منحه المحتجين لافراد شرطة اسرائيل بصفتهم يختنقون هم ايضا تحت العبء الاقتصادي العام. لقد كانت هذه لحظة مثيرة للانفعال بلا شك، ولكن لماذا لم تحصل الا الان فقط؟ اين كنا نحن، الذين نعيش حياة برجوازية آمنة بفضل الشرطة، عندما نشرت في كل مرة قسيمة راتب محرجة للشرطي؟ الكثيرون من معارضي الاحتجاج حاولوا تصويره في الاسابيع الاخيرة كيساري – اشكنازي واشاروا الى قلة المشاركين من القطاعات الاخرى. لو كنت اثيوبيا او اصوليا لما كنت أنا أيضا جئت هذا الشهر الى روتشيلد، إذ أين كنا نحن، الطبقة الوسطى الاسرائيلية، عندما بعث الناس في بيتح تكفا الاطفال الاثيوبيين الى مدارس السود فقط؟ ماذا منعنا، نحن فرسان حقوق الانسان من شينكين (شارع البرجوازيين في تل أبيب)، من أن نحتج في عمانويل ضد العزل البشع بين الشرقيات والاشكنازيات؟ هل حقيقة أننا خرجنا الى الشوارع بسبب غلاء المعيشة هي شهادة شرف للبرجوازية الاسرائيلية أم دليل على انبطاحها؟
3. وكلمة اخرى عن الوعي الاجتماعي للطبقة الاوسطى: في عالم العولمة الطبقة الوسطى ليست فقط العمود الفقري للدولة التي تعيش فيها بل وايضا ضميرها الاجتماعي. الحروب التي أعلنتها دول الغرب ضد قتل الشعب في دار فور، تجارة النساء في شرقي اوروبا او عبودية الاطفال في آسيا – كلها وليدة ضغوط الطبقة الوسطى المحلية، التي تبناها السياسيون كجزء من السياسة الخارجية الرسمية للدول. أحد الصراعات الناجحة (والمؤسفة) جدا للطبقة الوسطى في اوروبا هذه الايام هو المقاطعة على اسرائيل. هذا الكفاح ينجح لانه يتمتع بائتلاف واسع من ممثلي الطبقة الوسطى: اتحادات مهنية، منظمات طلابية، مجموعات حقوق انسان ومتفرغين سياسيين.
أيبدو لكم معروفا؟ في الدول الغربية تعرف الطبقة الوسطى كي تتجند كي تدافع عن اللاجئين. أما عندنا فالى أن يقام مخيم لاجئين في "هبيما" (المسرح الوطني في تل ابيب)، يبدو أننا سنواصل الغفو".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أين الولايات المتحدة؟
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" كم من الوقت سينتظر المتظاهرون السوريون الى أن تتفضل الولايات المتحدة وحليفاتها في الغرب بالتدخل في المجزرة البطيئة؟ ما هي تلك الكتلة الحرجة من القتلى التي ستقرر "الجماعة الدولية" بعدها العمل؟ حينما يكون الحديث عن زلزال، تُدفع كل دولة الى مقدمة الصف لتسجل لنفسها أن قواتها ساعدت في انقاذ مصابين؛ وحينما كان الحديث عن آلاف قتلوا في دارفور دخلت تلك "الجماعة" في سبات عميق الى أن هبت للمساعدة.
وفي سوريا ما يزال مقياس الدم لا يثير الاهتمام. إن التنديد والتوبيخ والقليل من العقوبات الضعيفة – كل ذلك يُبين لبشار الاسد انه ما يزال بعيدا عن الخطر. سارعت واشنطن الى تجنيد تحالف عسكري على معمر القذافي، ودعت حسني مبارك الى ترك كرسيه، وهي تُدبر في اليمن لمنع عودة علي عبد الله صالح الى صنعاء. وماذا في سوريا؟ ما تزال الجملة الرئيسة "يجب على الاسد أن يمضي" ناشبة في حلقها.
ليست التفسيرات العقلانية لضبط النفس الامريكي وهي: الخوف من رد ايران، والطموح الى الامتناع عن منح ثورة شعبية مظلة غربية لئلا تُمس شرعية الثوار، والاهتمام بمكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط اذا دُفعت الى جبهة جديدة بعد العراق وافغانستان – ليست بلا قيمة. لانه يجب على واشنطن في الحقيقة أن تفكر ايضا في "اليوم التالي". لكن تفهم تقديرات "اليوم التالي" يُحل "يوم الحاضر" الفتاك.
ليس السوريون وحدهم هم الذين أدركوا جيدا أن واشنطن تفضل موقف المراقب. فاعلان محمود عباس بأنه ينوي أن يقدم في العشرين من ايلول طلبا رسميا الى الامم المتحدة للاعتراف بفلسطين على انها دولة مستقلة، يشهد مثل ألف شاهد بأن الفلسطينيين يئسوا من تدخل امريكي فعال ينقل اسرائيل عن مواقفها. ولم ينجح الفلسطينيون في أن يستخلصوا أي خطوة عملية من خطب رؤيا براك اوباما – لا تجميد المستوطنات ولا رسم حدود حتى ولا دعوة الى البيت الابيض، فيبدو أن عباس يدرك مثل سوريا أن واشنطن ستترك للواقع أن يفعل فعله في حين تنتظر "اليوم التالي".
قرر عباس وبحق أن يتجه الى الامم المتحدة. فقد أدرك ان التصرف الأحادي لا يمكن ان يبقى حكرا على اسرائيل. وهذه الخطوة قد تضطر واشنطن الى اتخاذ قرارات نجحت في التهرب منها حتى الآن، فضلا عن أنه لا يوجد لديه ما يخسره. فعلى سبيل المثال هل تستطيع أن تواجه قرار أكثرية كبيرة من اعضاء الامم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية؟ وكيف ستُفسر ادعاءها أن دولة بالتفاوض أفضل من دولة بمبادرة من طرف واحد؟ وماذا فعلت الولايات المتحدة حتى الآن كي يُجرى هذا التفاوض؟.
ولنفرض أن الولايات المتحدة استمرت في التمسك بتوجه يناقض سياستها – تلك التي ترفع علم "دولتين للشعبين" – وعارضت الاعتراف بدولة فلسطينية. فهل ستؤيد ايضا عقوبات تفرضها اسرائيل على تلك الدولة؟ وهل ستستطيع في المقابل ايضا أن تحمي اسرائيل من عقوبات تُفرض عليها؟ هذا هو "اليوم التالي" المتوقع لواشنطن اذا لم تعترف بدولة فلسطينية، ولم نقل شيئا حتى الآن عن الانتفاضة المتوقعة في فلسطين اذا رُفض الاستقلال.
ان واشنطن، التي جُرت حتى الآن وراء اسرائيل، غيرت وجهها وهي تجد نفسها ملزمة أن ترد على مبادرة فلسطينية ترمي الى سلب الولايات المتحدة تفردها في علاج الصراع الاسرائيلي العربي. وفي نفس الوقت تتلقى الامم المتحدة التي لم تلعب قط دورا ذا شأن في حل الصراع حبة بطاطا ملتهبة، وهي بالقرار الذي ستتخذه ستلزم الولايات المتحدة سواء أرادت ذلك أم لم تُرد.
إن اسرائيل، التي لا ترى إزاء ناظريها سوى سيناريو يقوم به الفلسطينيون بانتفاضة ثالثة، تستعد لذلك كما يتم الاستعداد لمظاهرات جماعية. والجيش الاسرائيلي، لا الساسة، مستعد كالعادة لكل امكانية. لكن الانتفاضة التي يُشك في ان تحدث ستكون أقل اهتمامات اسرائيل فقط. فمجرد قدرة سلطة فلسطينية، ليست دولة على الالتفاف على القوة العظمى وأن تفرض عليها "اليوم التالي" ستحدد في نهاية الامر ايضا مكانة اسرائيل من الولايات المتحدة ومكانة واشنطن في المنطقة. إن العملاق الامريكي الذي يرفض علاج سوريا، والذي يبدي عدم اكتراث لما يحدث في المناطق، أخذ يفقد حديقته".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انها الثقافة لا الاشتراكية
المصدر: "هآرتس ـ ستيفان بلؤوت"
" ان "الطريقة الاسكندنافية" صارت موضة الصيف. فالمتظاهرون الأفراد على طول جادة روتشيلد الذين لا يؤيدون الاشتراكية الاسكندنافية هم اولئك الذين يؤيدون شيوعية خنزيرية. وتُسمع مرة بعد اخرى دعوات الى انشاء حزب اشتراكي ديمقراطي كما في اسكندنافيا.
ينبغي أن نخمن ان المتظاهرين لا يقصدون آيسلندة التي جعلتها الاشتراكية الاسكندنافية عاجزة عن قضاء الدين وأحدثت فقرا لم يسبق له مثيل. ونقول بالمناسبة ان أحد اسباب مستوى العيش المرتفع في السويد هو حقيقة ان الاقتصاد السويدي بسبب الموقف "المحايد" الذي التزمت به السويد في الحرب العالمية الثانية، وبفضل التعاون مع المانيا النازية ـ استمر على انتاج مواد خام لهتلر وربح.
يوجد اذا مكان لسؤال: هل الطريقة الاقتصادية – الاجتماعية في البلاد الاسكندنافية تمنع الفقر وعدم المساواة حقا؟.
نُبين أولا أن الدول الاسكندنافية "اشتراكية" حقا في كل ما يتعلق بنسب ضريبة عالية جدا، ينفقون منها على نظام رفاهة سخي "من المهد الى اللحد". لكنه، وبمعان اخرى، وكما أكد نحميا شترسلر في مقالته "لو كنا السويد" ("هآرتس"، 9/8) توجد في السويد وأخواتها اسواق حرة جدا وتنافسية مع قدر قليل من الرقابة التنظيمية والتأميم ومن غير حماية تقريبا لمواجهة الاستيراد – بخلاف اسرائيل التي يُتذكر فيها الدور الحاسم للاستيراد باعتباره أداة في مواجهة المركزية حينما ترتفع اسعار الكوتج فقط.
هل حلت الطريقة الاسكندنافية مشكلة الفقر حقا؟ يصعب جدا قياس مقادير الفقر لأن تعريفه واشكال قياسه تختلف من دولة الى اخرى.
اذا أخذنا مقاييس الفقر الموجودة كما هي فسيكون الاستنتاج الاول انه يوجد فقر في الدول الاسكندنافية وإن يكن بمقادير أقل مما هو عليه في أكثر الدول الاخرى. بحسب أحد المصادر، تبلغ نسبة الفقر في السويد والنرويج وفنلندة 6 في المائة وإن يكن مصدر فنلندي يقدر ان النسبة في فنلندة هي 14 في المائة. ويقول مصدر آخر ان نسبة الفقر في الدانمارك 12 في المائة كنسبته في الولايات المتحدة. ووجد ايضا أن النسبة في الدانمارك ارتفعت منذ 1997 ارتفاعا حادا. ونقول بالمناسبة انه توجد دول غير اشتراكية ايضا ذوات نسب فقر منخفضة، مثل سويسرا الرأسمالية حيث نسبة الفقر أدنى من نسبته في اسكندنافيا.
السؤال المهم هو لماذا نسب الفقر في الدول الاسكندنافية منخفضة نسبيا. أحد الامكانات هو ان الاشتراكية الاسكندنافية ناجحة حقا. والامكان الثاني هو ان الاسكندنافيين يعملون. وللفحص عن الجوابين تعالوا نفحص عما يحدث للاسكندنافيين حينما يعيشون خارج الاشتراكية المثالية. ففي الولايات المتحدة الرأسمالية التي لا مساواة فيها، والأنانية والمادية تعيش طائفة اسكندنافية كبيرة. وتبلغ نسبة الفقر، بحسب بحث لخبيري الاقتصاد غراندا نوتن وكريس دي – نويبرغ، 6.7 في المائة، أي نحوا من نصف نسبة الفقر لسائر الامريكيين، وعندما نستعمل التعريفات نفسها، تقف نسبة الفقر في السويد نفسها ايضا على 6.7 في المائة (وإن كانت تبلغ 10 في المائة بحسب قياس آخر). أي أن نسب الفقر بين الاسكندنافيين منخفضة دونما صلة بـ "الطريقة الاجتماعية" المستعملة في الدولة التي يعيشون فيها، فالاسكندنافيون ببساطة ناس نشطاء ومطيعون وتنافسيون وموفرون.
هناك سبب آخر لنسبة الفقر المنخفضة في البلدان الاسكندنافية وهو عدد المهاجرين المنخفض الذي هو أقل كثيرا من عددهم في دول ذات نسب فقر أعلى كبريطانيا وفرنسا واستراليا. إن نسب الفقر في أكثر الدول بين المهاجرين أعلى كثيرا مما هي عليه بين أبناء البلاد (ويصح هذا على اسرائيل ايضا)، لكنه يوجد القليل جدا من المهاجرين في اسكندنافيا (ما عدا السويد حيث يوجد عدد أكثر قليلا).
اذا كانت الاشتراكية الاسكندنافية هي التي تضائل مقادير الفقر لا الثقافة الاسكندنافية – فقد كان يجب أن نجد نسب فقر منخفضة بين طوائف المهاجرين ايضا في تلك الدول. ولكن نسبة الفقر بين المهاجرين الذين يعيشون في الدول الاسكندنافية عالية جدا. في 2008 عاش 5 في المائة فقط من الاولاد السويديين الذين ولدوا في السويد في فقر، أما بين المهاجرين الذين يسكنون السويد فقد عاش 39 في المائة من الاولاد في فقر. وكانت نسب الفقر بين اولاد أبناء البلاد في جميع الدول الاسكندنافية أقل من 10 في المائة، أما بين اولاد المهاجرين فبلغت الى 38 – 59 في المائة.
الاستنتاج لا لبس فيه وهو ان الاشتراكية الاسكندنافية لا تحل مشكلات الفقر. إن النشاط الاسكندنافي والاقتصاد التنافسي هما اللذان يضائلان نسب الفقر في اسكندنافيا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الذي تريد تركيا احرازه
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" قضى رئيس تركيا عبد الله غول السبت الاخير في رحلة الى السعودية ومحادثات مع الملك الشيخ فيما يحدث في سوريا. وأبلغه ما تم في لقاء وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مع رئيس سوريا بشار الاسد، والانذار الذي مدته اسبوعان الذي وجهته تركيا الى الاسد، وعن اللواءين اللذين ارسلتهما تركيا الى الحدود بين الدولتين. وهذه اشارة تثير العناية في وضع ينظر فيه العالم من بعيد الى العنف الذي يستعمله الاسد على مواطنيه، وتقوم الولايات المتحدة بألاعيب لغوية لتندد وتنتقد لكن لا لتدعو الاسد الى التنحي عن منصبه.
أعترف بأنه ليس من السهل فهم تركيا الطيب اردوغان، لكن لا يمكن ألا نعترف بمركزيتها الجديدة في الشرق الاوسط. بدأ ذلك مع زعيم في السجن مثله زميله في منصب رئيس الحكومة، الى أن تم الافراج عن اردوغان وجعل غول وزيرا للخارجية ورئيسا بعد ذلك. واستمر في جهد للبرهان على ان رئيس حزب ديني يستطيع ايضا ان يكون شخصا عصريا يطور بلاده، ويقدم اقتراب بلاده من المجتمعات في الاتحاد الاوروبي. وتغير هذا مع الشعور برفض اوروبا، ومع توجه جديد الى العالم الاسلامي ومع دفع الجيش الى الهامش ومع زيادة الانتقاد على اسرائيل.
كانت الصورة التالية هي انشاء صورة السلطان الجديد الذي يريد اعادة بناء أنقاض المملكة العثمانية وشفاء "الرجل المريض على البوسفور"، مع وزير خارجية غريب الاطوار شيئا ما، ومفكر متبجح يريد أن يمنع كل احتكاك مع كل جار، ويجد نفسه برغم ذلك متورطا حتى عنقه. وكل ذلك الى جانب مواجهة سياسية شديدة مع اسرائيل أخذت تزداد حدة منذ "الرصاص المصبوب" حتى "مرمرة" قبيل الانتخابات الاخيرة في مجلس الشعب في أنقرة.
الآن وبعد الفوز في الانتخابات غير الكافي لتغيير الدستور، لكن مع تأييد عام كبير يكفي لمجابهة قادة الجيش، يقف اردوغان في وضع جديد متحدٍ: فهو سيضطر من اجل اجراء التغييرات في الدستور التي تُمكّنه من المنافسة في فترتي ولاية بصفة رئيس، سيضطر الى التوصل الى مصالحات مع الأقلية العلمانية في مجلس الشعب، وسيكون من الواجب عليه الاعتدال في مجالات مختلفة.
وقد أصبح يدرك ازاء التطورات في البلدان العربية أن الحلم بصفر من الاحتكاكات الدولية كان حلما صبيانيا، ومن ضمن ذلك قصة الحب مع سوريا وايران.
وقد تبين له فجأة انه بقي الناضج المسؤول في محيط تركيا: فقد اختفى حسني مبارك وزين الدين ابن علي، وعبد الله ملك الاردن ضعيف جدا، وعبد الله ملك السعودية طاعن في السن جدا، أما بشار الاسد السوري فيحارب عن حياته. ان اردوغان وهو في أفضل سنيه، وهو يرأس دولة مسلمة يبلغ عدد سكانها 73 مليونا، ويستطيع أن يشير الى نمو اقتصادي سريع يمنحه امكانية التأثير الاقتصادي ايضا خارج حدود بلاده – وهو الذي يؤلف بين تصور عقائدي ديني وبراغماتية شبه فاخرة من جهة سياسية، قد يصبح عامل استقرار للامور ومؤثرا جدا في المنطقة.
ويتصل هذا بنا شيئا ما ايضا.
اذا تبنت حكومة اسرائيل، في الجانب التركي ايضا، موقف دبلوماسينا رقم واحد، الفخور والقومي، فقد ندفع عن ذلك ثمنا باهظا لا داعي له".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا تخيفني دولة الرفاه
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ عمانوئيل نفون"
" منذ نشب احتجاج الخيام لم يكد يوجد اعتراض في وسائل الاعلام على دعوى انه ينبغي ان تنشأ في اسرائيل "دولة رفاه" لتحسين وضعنا الاقتصادي، والسؤال هو: كيف بالضبط. حتى إن أمواج العنف في بريطانيا في الاسبوع الماضي ولدت دعوى غريبة بين صحفيين اسرائيليين كثيرين: فالتخريب الذي حدث هناك هو على العموم تاج السياسة التاتشرية (برغم ان حزب العمال حكم في السنين 1997 – 2010).
الحقيقة معاكسة وهي ان دولة الرفاه سببت انهيار الاقتصادات الاوروبية، فلولا اصلاحات مارغريت تاتشر في الثمانينيات لكانت بريطانيا اليوم في وضع اليونان.
أنقذت تاتشر الاقتصاد البريطاني. كان الاقتصاد في بريطانيا في السبعينيات فاشلا وعانى نموا منخفضا، وبطالة مرتفعة واضرابات لا تحصى. وكان الوضع خطرا الى حد أن بريطانيا العظمى توجهت في 1976 الى صندوق النقد الدولي، مثل دول العالم الثالث، ليساعدها. وقد عاودت بريطانيا النمو الاقتصادي لأن مارغليت تاتشر حررت الاقتصاد البريطاني من الاشتراكية الخانقة.
حدثت في اسرائيل ايضا يقظة اقتصادية في الثمانينيات، بيد أن حزب العمل هو الذي كان يطبق التاتشرية في دولة اسرائيل (بتعاون من الليكود في اطار حكومة الوحدة الوطنية) مع الخطة الاقتصادية في 1985 وهي خطة قادها شمعون بيرس الذي كان آنذاك رئيس الحكومة بشجاعة ونجاح.
هل تتذكرون التضخم ذي ثلاثة الارقام، وازمة المصارف في 1983 واقتصاد الهستدروت؟ فاذا كانت اسرائيل قد أصبحت قصة نجاح اقتصادي كما هي اليوم فذلك بفضل سياسة الليبرالية الاقتصادية والانضباط الميزاني اللذين قادهما شمعون بيرس في 1985 وبنيامين نتنياهو في 2003.
وفيما يتعلق بـ "دولة الرفاه" و"الاقتصاد الاشتراكي" ينبغي أن نفهم أنهما اللذان سببا انهيار الاقتصادات الاوروبية إزاء أعيننا. تم بناء دولة الرفاه الاوروبية بعد الحرب العالمية الثانية حينما لم تكن الاقتصادات الاوروبية معرضة لمنافسة دولية حقيقية، وحينما كان السكان الاوروبيون شبابا نسبيا. في خلال ذلك شاخ السكان الاوروبيون وأصبح الاقتصاد الاوروبي يخضع اليوم لقسريات العولمة. لهذا أفلست اليونان، ولهذا تتعرض دول اوروبية مثل ايطاليا واسبانيا والبرتغال لهجوم الاسواق المالية. سيُمكّن الدعم المالي من الاتحاد الاوروبي ومن صندوق النقد الدولي، اليونان من الثبات لنفقاتها في الشهور القادمة، لكنهما لن يحلا جذر المشكلة وهي ان اليونان مثل دول اوروبية اخرى تعيش بأكثر من وسائلها. لا تستطيع دولة ذات سكان يشيخون لعب دور في اقتصاد عولمي وتنافسي ومفتوح في حين تظل الحكومة تدعم بالمال شركات فاشلة وحينما يخرج الناس للتقاعد في سن الخامسة والخمسين.
ستظل الاسواق المالية تَضْرِب ما لم يتصرف الساسة الاوروبيون كالساسة. منذ ازمة 2008 كان رد الحكومات في اوروبا على دين الدولة ردا غير صحيح. فبدل تنفيذ اصلاحات بنيوية ضرورية، وبدل كف جماح دولة الرفاه، زادت الحكومات الدين ببساطة.
أصبحت "دولة الرفاه" و"الاقتصاد الاشتراكي" الكلمات السحرية لاحتجاج الخيام. لكن يحسن بنا أن نتذكر أن عدم ملاءمة دولة الرفاه الاوروبية للواقع السكاني في العالم، ولقسريات الاقتصاد العولمي هو الذي يسبب اليوم انهيار الاقتصادات الاوروبية وازمة مالية تهدد دولا تعيش على أكثر من وسائلها. فهل هذا ما يتمناه ناس الخيام ومؤيدوهم في الاكاديميا لدولة اسرائيل؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثلث التهديد على اسرائيل
المصدر: " نظرة عليا ـ جلعاد شتيرن، عيناب يوغاف ويورام شفايتسر"
" مؤخرا وقع هجوم آخر على محطة نهل الغاز في منطقة العريش في شمالي سيناء، الخامس على التوالي في النصف سنة الاخيرة. وحسب التقارير في الصحافة المصرية، تسلل أربعة مسلحين ملثمين الى محطة الغاز، فجروها وفروا في جيبات دون أن تنكشف هوياتهم. وأحدث الانفجار اضرارا جسيمة بانبوب الغاز، أخطر حتى من الاخطار التي لحقت بالانبوب في الهجوم الذي وقع قبل اسبوع من ذلك.
رغم أنه لم تتبنى أي منظمة المسؤولية عن سلسلة الهجمات التي نفذت جميعها، في صيغة مماثلة، فان محافل عديدة في مصر وجهت اصبع الاتهام لمنظمات ارهابية مصدرها في قطاع غزة – التوحيد والجهاد وجيش الاسلام. ومع ذلك، في هذه المرحلة ليس واضحا اذا كانت بالفعل جهات فلسطينية سلفية من غزة هي التي تقف خلف الهجمات ام ربما تكون هذه محافل معارضة مصرية. تواصل الهجمات، اختيار الهدف وموعده، وكذا نجاح المنفدين في الفرار دون ان يقعوا، تشير الى أن مخططي العمليات استغلوا الفراغ السلطوي الناشيء في مصر في اثناء تغيير حكم مبارك وضعف قوات الامن المصرية التي تركز جهودها على المدن المركزية في ارجاء الدولة. كما أنه واضح أن هدف الهجوم تم اختياره بسبب الدور الهام والحيوي في العلاقات الاقتصادية الثنائية بين اسرائيل ومصر.
هذه الاحداث، الى جانب الارتفاع الحاد في تهريب الوسائل القتالية المتطورة عبر سيناء الى قطاع غزة، تضع سيناء كتحد أمني ومصدر للقلق في اسرائيل بسبب الاثار الاستراتيجية التي قد تقع عقب وهن سيطرة النظام المصري الجديد في ارجاء شبه الجزيرة. فضلا عن ذلك فان اتفاقات الغاز الخاصة التي وقعت بين النظام السابق في مصر وبين اسرائيل حظيت في الاونة الاخيرة بانتقاد شديد في مصر: في وسائل الاعلام المختلفة جرى الحديث عن النية للتقديم الى المحاكمة وزير النفط السابق، الذي كان قائما على عقد اتفاقات الغاز بتهمة "تبذير الاموال العامة" بمبلغ 714 مليون دولار، وكذا على خطة تنفيذ "اعادة نظر" من الحكم الحالي لاتفاقات تصدير الغاز مع اسرائيل، بنية زيادة ارباح الدولة. منذ بداية الشهر أعلن وزير المالية المصري بان في نيته رفع سعر الغاز لاسرائيل بنحو 2.5 مليار شيكل، ومسؤول مصري آخر قدر بان الهجمات على انبوب الغاز "ستستمر اذا لم يتوقف تطبيق اتفاق الغاز في صيغته الحالية". من المهم الاشارة الى أنه حتى بدون التعديلات المقترحة على الاتفاقات، فان الضرر الفوري من هذه الهجمات يبدو ملموسا منذ الان في اسرائيل، وذلك كنتيجة للتشويشات ولاستخدام الوقود الاغلى مثل المازوت والسولار، قدر وزير البنى التحتية عوزي لنداو بان اسعار الكهرباء سترتفع بنحو 20 في المائة، وشركة الكهرباء صرحت بان كلفة هذه التغييرات على الاقتصاد الاسرائيلي قد تصل الى نحو 3 – 3.5 مليار شيكل.
فضلا عن الاضرار الاقتصادية الفورية، فان سلسلة الهجمات تدل على المخاطر الامنية الاخرى النابعة من الوضع الجديد في مصر – فشبه جزيرة سيناء قد تتحول الى ارض سائبة أمنيا، تنشأ فيها ساحة عمل اكثر راحة لنشاطات منظمات الارهاب. رئيس شعبة الاستخبارات اللواء كوخافي، اعرب مؤخرا عن رأيه بقوله ان قوات الامن المصرية "تفقد السيطرة على منطقة سيناء"، واعرب بذلك عن قلق محافل الامن في اسرائيل من الارتفاع الحاد في التقارير عن الاعمال الارهابية في سيناء، والتي تشكل في معظمها تحديا مباشرا للسيطرة المصرية في المنطقة: وهكذا مثلا في بداية كانون الثاني 2011 هاجم بدو مسلحون بصواريخ مضادة للدبابات محطة الشرطة في الشيخ زويد قرب الحدود مع غزة، بعد أربعة ايام من ذلك هوجمت واحرقت تماما قيادة أمن الدولة في رفح، وفي ايار علم أن عشرات المسلحين البدو سيطروا على ميناء نويبه ومنعوا عبور المسافرين والبضائع. تقرير آخر تناول دور 400 نشيط من القاعدة في التخطيط لعمليات ارهابية في مصر وفي سيناء. وبالفعل، يبدو ان الوضع الامني المتردي في سيناء بات يؤثر على اسرائيل: في تقرير نشرته المخابرات الاسرائيلية في ايار 2011 جاء ان منظمات الارهاب تستغل الفوضى السلطوية في سيناء كي تهرب السلاح بحجم كبير الى داخل قطاع غزة، اما محافل في شعبة الاستخبارات العسكرية فقد أفادت بان مصر توقفت مؤخرا عن بناء العائق المادي لمنع التهريب في محور فيلادلفيا، وذلك خلافا للاتفاق الذي كان لها مع اسرائيل في هذا الشأن. اضافة الى ذلك، علم أنه في النصف سنة الاخيرة استغل المهربون البدو حدود رفح السائبة وغياب قوات الامن المصرية عن أرجاء سيناء من اجل تهريب الصواريخ الى غزة وبذلك زيادة عددها في أيدي محافل الارهاب هناك الى نحو 10 الاف مقابل 5 الاف صاروخ كانت لديها في نهاية 2010. والى ذلك يتبين أيضا انه تم التهريب الى قطاع غزة في النصف سنة الاخيرة لكميات من المتفجرات ذات المواصفات بكميات كبيرة اكثر بثلاثة اضعاف من كميات المواد المتفجرة التي تم تهريبا في كل العام 2010.
التطورات الاخيرة تؤكد فقط الحاجة الى فحص معمق للوضع لدى المحافل السياسية والامنية في اسرائيل، وذلك في ضوء امكانية انعطافة استراتيجية في العلاقات بين اسرائيل ومصر، من شأنها أن تستدعي اعادة تقويم عسكري وامني تجاه الجبهة الجنوبية، التي كانت هادئة منذ نحو 30 سنة. ومع ذلك، فحاليا على الاقل، التقدير السائد في اسرائيل هو أنه حتى لو لم تكن العلاقات بين الطرفين وثيقة مثل تلك التي كانت على مدى معظم فترة حكم مبارك، فان النظام الجديد في مصر سيواصل التمسك باتفاقات السلام. اما بالنسبة للتصدي للارهاب والتهديدات الامنية على اسرائيل، فيمكن الافتراض بانه الى ان يثبت في مصر النظام الجديد، وطالما تنشغل اجهزة الامن في مصر أولا وقبل كل شيء في التصدي لنتائج الانتفاضة الشعبية في مراكز المدن الكبرى، ولا تنجح في أن تسد بنجاعة سبل التهريب في شبه الجزيرة، فانه ينبغي الاستعداد لان تواصل منطقة الحدود المشتركة بين مصر، اسرائيل وغزة كونها بؤرة نشاط متصاعد لمنظمات الارهاب ضد أهداف اسرائيلية".