صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ اختبار قوة.. هل مواطنو اسرائيل سيخرجون مرة اخرى الى الشوارع؟.
ـ نافذة لمستقبل جديد (دافيد غروسمان).
ـ "الشرطة لا ينجحون في انهاء الشهر".
ـ مظاهرة القوة لعوفر عيني.
ـ في أعقاب الاحتجاج: الجيش الاسرائيلي يجمد الخطة متعددة السنوات.
ـالمختصون حطموا كل الأواني.
ـ العائلات الثكلى راضية عن صيغة "يذكر" الرسمية التي أُقرت في الجيش – "رئيس الاركان أنصت لنا".
ـ ورقة المساومة تحرر (حسن يوسف) – جلعاد بقي في الأسر.
صحيفة "معاريف":
ـ عيني قاد 10 آلاف عضو في الهستدروت الى مهرجان الاحتجاج.. في منتهى السبت: مظاهرة كبرى في تل ابيب.
ـ لحظة الاختبار.
ـ رئيس الاركان حسم في الخلاف المشحون: "يذكر شعب اسرائيل".
ـ منتهى السبت الكبير.
ـ مظاهرة القوة لعيني.
ـ المتمردون (المختصون).
ـ يصلون حتى منازل الوزراء.
ـ مواجهة في الخيمة: كهانيون أمام فوضويين.
ـ افراج مبكر.
ـ قاضي عليا في غرفة التحقيق.
صحيفة "هآرتس":
ـ قادة الاحتجاج الاجتماعي يدعون الى مظاهرة كبرى مساء غد أمام دار الحكومة في تل ابيب.
ـ شهادات نادرة على وجود ماء متدفق على سطح المريخ.
ـ أكثر من 300 طبيب مختص قدموا استقالاتهم.
ـ عوفر عيني في استعراض للقوة: "يا نتنياهو، أنصت للشعب".
ـ الآلاف يتظاهرون في عشرات المواقع في أرجاء البلاد؛ الاختبار الكبير للاحتجاج – مهرجان ضخم يوم السبت.
ـ في السلطة يفتخرون: الاحتجاج تأثر بالعالم العربي.
ـ حالة رضى في مصر بعد بدء محاكمة مبارك: "هذا هو النجاح الاول للثورة".
ـ المعارضة في سوريا عديمة الوسيلة أمام حرب المدن للاسد.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ احتجاج.. على مفترق طرق.
ـ تعيين قائد للبحرية سبق أن وجه له توبيخ بسبب "البارجة حنيت".
ـ رئيس الاركان يقرر: "يذكر شعب اسرائيل".
ـ نتنياهو: "سأغير سلم الأولويات الوطني".
ـ الاستطلاعات: كديما تضرر من موجة الاحتجاج.
ـ الاطباء يستخدمون سلاح يوم الدين.
ـ الافراج عن سجناء أمنيين بسبب الاكتظاظ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"القناة الأولى"
ـ حركة إحتجاجات الأطباء المتخصصين تتواصل, تهديد جديد بتقديم الإستقالات
ـ سائقي السيارات العمومية ينضمون لحركة الإحتجاجات, والنقابات العماليّة تحشد أقصى طاقتها
ـ رئيس هيئة الأركان العامة يردد توصية اللجنة "ليحيا شعب إسرائيل"
ـ إطلاق سراح 220 أسيرا أمنيا بسبب الإكتظاظ في السجون
"القناة الثانية"
ـ مظاهرة النقابات العمالية الأولى تحشد عشرات آلاف المشاركين
ـ تعويضات بقيمة حوالي 70 ألف شيكل على التلاميذ السفارديم الذين إستهدفتهم حركة التمييز في عمانويل
ـ من سيحمي الرياضيين؟ الشاباك يعلن أنه سيوقف حمايته لمجموعات اللعب خارج البلاد
ـ السنة الدارسية سوف تفتتح بعد أقل من سنة, كيف يمكن التوفير في اللوازم المدرسية
ـ الرئيس الأميركي باراك أوباما يحتفل بذكرى ميلاده الخمسين
"القناة العاشرة"
ـ ثلاثة أسابيع على المظاهرات: المنظمين يحضّـرون لمظاهرة ضخمة يوم السبت
ـ حلول بلدية تل أبيب للضائقة الإقتصادية: منح مدرسية مجانية للتلاميذ الذين يقررون الإنتقال إلى جنوب المدينة
أخبار وتقارير ومقالات
المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تبلور خطة لتحويل قاعدة التدريب 1 إلى مدينة لاجئين
المصدر: "موقع اسرائيل ديفينس"
" تتبلور في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية خطة ستتحول وفقها قاعدة
التدريب 1 في حالة الحرب إلى "مدينة لاجئين" ستكون جزءاً من خطة إخلاء
المجتمع الكبير في الجبهة الداخلية.
يتم إعداد خطة لإخلاء عشرات آلاف السكان في هذه الأيام بالتعاون بين سلطة
الطوارئ القومية, وزارة حماية الجبهة الداخلية, الجيش الإسرائيلي وسلطات
محلية. الفرضية الأساس في هذه الخطة هي أنه في حالة نشوب حرب أخرى ستُهاجم
كافة البلاد بالصورايخ, بما في ذلك المناطق المأهولة بالسكان في وسط
البلاد, وسيكون هناك ضرورة لإخلاء سكان على الأقل لضرورة "الإنعاش". بغية
الحؤول دون مدن الخيم التي يتم التبرع بها على شاكلة مدينة الخيم التي
أنشأها "أركادي غايدمك" خلال حرب لبنان الثانية, تستعد الدولة لبناء مراكز
إخلاء جماعية مثلها. قد تكون معظم المناطق التي يتم إخلاؤها جنوبي البلاد.
هكذا, ستبنى مدن الخيم في العربا من أجل السكان الذين يتم إخلاؤهم من مناطق
مأهولة وسط البلاد أو شمالها, ومن المتوقع أن تضم 30 ألف شخص. من بين جملة
الأمور ستُبنى خيم مركزية في مناطق المجلس الإقليمي العربا الوسطى, في
مستوطنات عيدن, حتسفا, عين ياهف وغيرها, وكذلك في المنطقة الموجودة في أقصى
الجنوب, في المجلس الإقليمي أيالوت, حيث من المتوقع أن يتم استيعاب 24000
شخص هناك في بارك تمناع, حي بار, منطقة مركاز هموعتسا, في فندق الـ 101
ومناطق أخرى ضمن نطاق المجلس. كما من المتوقع أن تضم المدينة الصحراوية
متسفا رامون آلاف المخليين. هذا كله في نطاق خطة استعداد الجبهة الداخلية
التي وافقت عليها اللجنة الوزارية في شهر أيار من هذا العام, وجاءت لتنظيم
عملية الاهتمام بمن يتم إخلاؤهم والذين يقومون بالإخلاء ذاتياً, بدءاً من
قرار تنفيذ الإخلاء وصولاً إلى العودة إلى أماكان سكنهم.
ووفق خطة كاملة, من المفترض أن تكون قواعد الجيش الإسرائيلي في الجنوب
أيضاً جزءاً من خطة الإخلاء, وخصوصاً قاعدة كلية الضباط قاعدة التدريب 1
قرب متسبه رامون, التي من المفترض أن يقوم طلابها بإخلائها من تلقاء نفسهم
وفق الخطط التنفيذية, بغية المشاركة في الحرب. ووفق الخطة المشار إليها,
لن يمكث في قاعدة التدريب 1 مخليين لكنها ستستخدم قاعدة لآلاف المهنيين,
خصوصاً أطباء ومعلمون, الذين سيأتون إلى الجنوب بشكل منظّم بغية مساعدة
الشريحة السكانية الكبيرة التي تم إخلاؤها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائد جديد لسلاح البحرية: الضابط الذي تم توبيخه بسبب البارجة "حانيت"
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ حنان غرينبرغ"
" مفاجئة في هيئة الأركان العامة: قائد سلاح البحرية الجديد هو
رام روتبرج، الذي تم توبيخه في عهد رئيس الأركان دان حالوتس بعد تعرض سفينة
سلاح البحر "حانيت" للإصابة في حرب لبنان الثانية. وقد صدق وزير الدفاع
إيهود باراك مساء الخميس على تعيينه في إطار سلسلة التعيينات الجديدة خلال
منتدى هيئة الأركان العامة بالجيش، وهي التعيينات التي قرر رئيس الأركان
الفريق بني غانتس التصديق عليها.
رام روتبرج، وهو اليوم يحمل رتبة عميد، سوف يترقى لرتبة لواء، وسيحل محل
اللواء إليعازر (تشايني) ماروم، الذي ينهي خدمته بالجيش بعد 37 عاما من
الخدمة. وقد كان المرشح الأبرز للمنصب هو رئيس أركان سلاح البحر، العميد
"ريني بن يهودا، والذي تمت إعادته من الحياة المدنية بعد بضع سنوات، في
إطار الإصلاحات التي قام بها قائد سلاح البحر الحالي، اللواء ماروم.
اللواء المُكلف، رام روتبرج، قاد في الماضي السرب 13 خلال إحدى العمليات
الشهيرة للسرب وللجيش بصفة عامة، وهي العملية التي تمت في العقد الماضي ـ
ضبط سفينة السلاح (كارين ـ إيه) في يناير 2002. وخلال حرب لبنان الثانية،
تولى رئاسة شعبة إستخبارات البحر وتحمل جزء من المسئولية العامة عن حادثة
سفينة سلاح البحر "حانيت" ـ وهي الحادثة التي لُصقت به. ورغم توبيخه، فقد
ترقى ليتولى قيادة قاعدة حيفا ويحصل على رتبة العميد. والآن، سوف يترقى
درجة أخرى ليتولى قيادة سلاح البحر.
يشار إلى أنه في الرابع عشر من يوليو 2006، بعد يومين من إندلاع حرب لبنان
الثانية، أصاب صاروخ إيراني أطلقه حزب الله البارجة حانيت، الأمر الذي تسبب
في مقتل أربعة جنود ـ الملازم طال أيمجر من أسدود، الرقيب يانيف
هيرشكوفيتس من حيفا، الرقيب شاي إتياس من ريشون ليتسيون، والرائد دوف
شترنشوس من كرمئيل.
وفي إطار جولة التعيينات التي تم التصديق عليها، سوف يتولى العميد "كوبي
باراك" منصب رئيس شعبة التكنولوجيا والدعم اللوجيستي، وذلك بعد أن يترقى
لرتبة لواء، ليحل محل اللواء داني بيتون، الذي ينهي خدمته بالجيش بعد 32
عاما من الخدمة. وسوف يتولى العميد "يوسي بايدتس" منصب قائد الأكاديمية.
وسوف تتم ترقية بايدتس لرتبة لواء، ليحل محل اللواء جرشون هاكوهين. وسوف
يستمر اللواء جرشون بالجيش ليقود الفيلق الشمالي.
العميد "عوزي موسكوفيتش" سوف يتولى قيادة شعبة الإشارة، وسوف تتم ترقيته
لرتبة لواء، ليحل محل اللواء "عامي شافران" الذي ينهي خدمته بالجيش بعد 30
عاما من الخدمة. ومن بين اللواءات الثلاثة الجدد الذين سينضمون لهيئة
الأركان العامة، هناك إثنان هما العميد باراك والعميد موسكوفيتش بعد
ترقيتهما، وقد أتيا من سلاح المدرعات وتوليا سلسلة من المناصب الميدانية
والإدارية.
ويشكل تعيين العميد بايدتس، والذي كان حتى الفترة الأخيرة رئيس لواء
الأبحاث بشعبة الإستخبارات العسكرية مفاجئة من نوع ما، ولكن هناك مصادر
بالجيش تشير إلى أنه تقرر ترقيته على ضوء تقدير خدمته في شعبة الإستخبارات
العسكرية (أمان)".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاحتجاج الذي قد يُسقط نتنياهو
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ صوفيا ران موريه"
" من الناحية السياسية وضع نتنياهو متين. والحزبان اللذان لديهما
قوة تقويض الائتلاف, إسرائيل بيتنا وشاس, ليسا مهتمان بإجراء انتخابات
مبكرة. لكن من الناحية الشعبية, وضع رئيس الحكومة سيء. وإلى حين الوصول إلى
الحملة الانتخابية, الصراعات الاجتماعية من شأنها, كما في السابق, نقل
أصوات يمين إلى المعسكر اليساري.
في كانون الأول من العام 2003 انضممت إلى رحلة البعثة التي خرجت برئاسة
يوسي بيلين إلى مؤتمر توقيع اتفاقية جنيف. كانت الرحلة الجوية في الليل
وقصيرة. وبينما أفكر بوجود داع للنوم, لاحظت في المقعد المجاور إمرأة بدت
لي معروفة. تفحصتها وتذكرت بأنني رأيتها قبل نصف سنة, في المخيم الاحتجاجي
الذي قامت به مجموعة من الأمهات العزباوات أمام وزارة المالية.
كانت المرأة فيكي كانفو, وبدل قميص التريكو والبنطال الضيق رأيتها تلبس
فستان سهرة أسود اللون براقا, وتضع على وجهها الكثير من مساحيق التجميل.
لماذا أنت مبتهجة إلى هذا الحد, تساءلت, وحصلت على الرد: " لأن فيكي سافرت
إلى أوروبا ". تحدثت زعيمة النضال الاجتماعي عن نفسها بضمير الغائب.
في المخيم ذاته أيضا التقيت بالصدفة بمن كانت المستشارة السياسية لكانفو,
شلوميت أوشري. اجتازت أوشري المنطقة بخطوات سريعة بينما هي تُصدر الأوامر.
كلا, لم تدفع لها فيكي كانفو مرتبا ـ أوشري عملت مع الصندوق الجديد.
وسألتها هل نظم الصندوق مظاهرات احتجاج أيضا في السنوات التي كان فيها شوحط
وزيرا للمالية وليس نتنياهو. ردت أوشري بأنها لا تذكر لكن الحملة ليس
سياسيا بالتأكيد.
نتنياهو وتحت ضغط الاحتجاج عقد مؤتمرا صحافيا قدّم فيه حلول. شملت الخطة
تشجيع أرباب عمل الأمهات العزباوات, دعم السفر في المواصلات العامة للأمهات
اللواتي يسكن في الضاحية, تقديم منح للنساء المهتمات بفتح مشاريع وغيرها.
رفض رؤساء النضال هذه العروض. فهم لم يرغبوا بحل, لقد طالبوا برأس وزير
المالية.
بعد ثماني سنوات تكرر السيناريو. المخرجون هم نفسهم, واللاعب الرئيسي نفسه,
وتسلسل الأحداث أيضا: نتنياهو يُدرك متأخرا الاحتجاج المتنامي ضده ويحاول
تهدئة النفوس بطرحه تغييرات في مؤتمر صحفي عاجل, لكن رؤساء النضال يرفضون
لأنهم يطالبون برأسه. الآن فقط لأن نتنياهو في منصب رئاسة الحكومة وليس
وزيرا للمالية, المشهد مختلف: فبدل مواطنة من ضاحية شعبية بسيطة تصعد على
متن الطائرة وهي تلبس فستان سهرة من سوق الكرمل, هناك على مقدمة المسرح
ممثلون عن موقف وسطي, يتكلمون اللغة العبرية الفصيحة ومظاهرهم لائقة.
هناك احتجاج وهناك احتجاج
لكي لا يكون هناك شك ـ كل عاقل يعرف في الحقيقة أن مشكلة السكن هي مشكلة
حقيقية. قبل عدة أسابيع أراد ناشطان من الليكود نتان أنغلسمان ويهودا فوا
رفع صوت الاحتجاج. فقد قرأ الاثنان التحذير المبكر. فوا, متزوج وأب لولدين,
ينتقل حاليا من سكن في عفرة إلى سكن في العفولة. هو وزوجته, يعملان في
مجال التدريس, وليس باستطاعتهما شراء شقة كما الباقين. لقد رفضوا فوا
مرتين. أول مرة بصرف النظر عنه بكياسة, والمرة الثانية بعنف. وعندما حاول
إيصال صوته قبل عدة أسابيع, في قيادة الليكود تجاهلوه.
نهار الأحد الماضي أراد فوا مع مجموعة أخرى من المتظاهرين الانضمام إلى
المسيرة الاحتجاجية التي تقدمت من ساحة الجيش الإسرائيلي إلى المؤتمر. حمل
وأصدقاءه لافتات كتب عليها: " الحل ـ بناء في غرب السامرة ". فانقض عليهم
نشطاء من أوساط المتظاهرين, وانهالوا عليهم بالشتائم قائلين لهم "فاشيون",
مزقوا اللافتات وأسقطوا على الأرض يوني شطبون, رئيس منظمة " رعننيم ". على
ما يبدو, من هو مهتم بشقة سعرها مقبول فحسب سيفرح لكل دعم إضافي من كافة
أطراف المجموعة السياسية, ليس هذا فقط بل أن كل بناء بقرب المدن الكبيرة
يخفض من أسعار الشقق في المدن. يتضح العكس.
نهار الثلاثاء الفائت طلب رونان شوفال من "إم ترتسو" (إذا إردتم) الانضمام
إلى المخيم الاحتجاجي في جادة روتشليد. تعالوا نجلس ونصوغ المطالب لسكن ذو
كلفة ممكنة, اقترح على زعماء المتظاهرين, لنعرضها للحكومة. رُفض عرضه.
واللافتات التي لوّح بها المتظاهرون كانت " الشعب ضد الحكومة ". إذا هذا
صحيح, المشكلة حقيقية. كان السؤال ما الهدف من النضال. فقد خرجت فيكي كانفو
في يوم مشرق في مسيرة من متسبه رامون إلى القدس وحظيت بتغطية فورية.
المخيم الاحتجاجي في روتشليد لاقى أصداء واسعة على الفور. في حين كان يهودا
فوا ينصب مخيما, كان عابرو سبيل فقط من عرفوا به. أيضا أم عزباء أو مطلّقة
كانت تخرج في مسيرة من تلقاء نفسها كانت في أفضل الحالات تحظى بعدد من
أبواق سائقين غاضبين كانوا يشاهدونها تمشي على جانب الطريق. هناك احتجاج
وهناك احتجاج.
شتاينتس لن يُقال
ما هي التداعيات السياسية لهذا الاحتجاج المتفاقم؟ هل وزير المالية هو من
سيدفع الثمن؟ هل الحكومة تترنّح؟ هل في نهاية المطاف أثبتت تسيبي ليفني
نفسها كرئيسة للمعارضة وبيديها إمكانية تقديم موعد الانتخابات؟ وهل المسيرة
الاحتجاجية ستُقدم إمكانية شراء شقة في القدس أو تل أبيب ليست بسعر سقيفة
في منهاتن ؟
في أحاديث غير ذات صلة لم يوفر زعماء الليكود وزير المالية ورئيس الحكومة
من سوطهم. ومع ذلك, يعتقدون في الائتلاف بأنه ليس هناك من خطر على الحكومة
في المدى القريب ووزير المالية لن يُقال ولن يُستبدل.
في جلسة الكتلة نهار الاثنين الماضي أسبغ وزراء وأعضاء كنيست من الليكود,
معظمهم باستثناء الدون كيشوت الأزلي مايكل ايتان ـ بمديحهم على وزير
المالية. خارج الغرفة, أظهروا العكس. " شتاينيس استحق هذا بصراحة ", قال
أحد أعضاء الكتلة. " لقد انجر خلف موظفي المالية ولم يصغي لأحد ما عداهم ".
عضو آخر في الكتلة أثنى في الواقع على ولاء وزير المالية لرئيس الحكومة,
لكنه نبّه من أن الولاء ليس مفيدا دائما, وأنه لا رحمة لدى رؤساء الحكومة
بشكل عام ونتنياهو بشكل خاص. فهم لا يتذكرون جيدا.
قال وزير من الليكود بأن شتاينتس لا يتصرف على نحو صحيح, ولا يتكلم بشكل
صحيح. فهو يكثر من الكلام عن الانجازات الكبيرة دون التطرق إلى مشاكل
المواطن الصغير, وفي الحقيقة لقد اكتسب صورة المغرور والمتملص من الأسئلة.
كما قال وزير آخر أنه قبل عدة أشهر, وفي منتصف الحركة الاحتجاجية على رفع
أسعار الوقود, سمع نتنياهو بآذانه عن تصرف وزير المالية. "انه مغفل", تذمر
نتنياهو, "لا يفهم, ولا يستمع".
ومع ذلك, كما أسلفنا, في الليكود اتفاق شامل: الإشاعات عن إقالة وزير
المالية باطلة من أصلها بالتأكيد, وهذا لعدة أسباب. أولا, نتنياهو هو وزير
للشؤون الاقتصادية. وفي حال ادعى بأن شتاينتس قد فشل, سيكون كما لو أنه
يعترف بفشله. ثانيا, من ولايته الأولى غيّر نتنياهو سلوكه. فعندما عيّن في
الولاية السابقة خصومه في المناصب الرفيعة كي لا يخرجوا ضده ـ كما أريئيل
شارون, الذي لم يكن الوحيد ـ توصل حينها إلى استنتاج أنه ليس هناك من داع
لترويض أسد مفترس, فمن الأفضل تربية كلب وفي. الآن هو يُرّقي ويكافئ
المقربين منه كي يفهم محيطه بأن الولاء مفيد. حينها يستطيع التخلص من وزير
المالية فقط بركلة من فوق ـ ولا وجود لخيار كهذا. فهو لن يتنحى عن منصب
وزارة الدفاع.
صحيح أن موشيه كحالون مقرب أيضا منه وموقفه في الليكود أفضل بكثير من
شتاينتس, لكن على الأرجح أن كحالون ـ الذي قد أشار في مقابلة مع " ماكور
ريشون " في عيد الفصح إلى وزارة المالية كهدف مطلوب ـ يدرك بأن التعديلات
الوزارية ليست ممكنة في الوقت الحالي. لكن ظهور الاحتمال يظهره كخيار
اجتماعي لوزير مالية أصم و " برجوازي " على ما يبدو.
الحقيقة تتعاظم
بخصوص سقوط الحكومة, الاحتجاج في الواقع حسّن من موقف تسيبي ليفني وساعد في
إظهارها كخيار, لكن وضعها مشابه حاليا لوضع نتنياهو أيام مؤتمر أنابوليس.
ذهب أولمرت وخسر دعم الشعب وأجروا له انتخابات في الفترة ذاتها التي كان
يشكل نتنياهو فيها الحكومة بطمأنينة, لكن عدم الرضا عن أداء رئيس الحكومة
لا يكفي لإجراء انتخابات مبكرة. وفي تلك الأيام تجوّل تننياهو كمن يملك في
يديه شيكا دسما, لكن كل البنوك مغلقة وليس هناك أي إمكانية لتحريره. البنك
فتح فقط في أعقاب قضية تلنسكي.
من الناحية الشعبية, وضع رئيس الحكومة سيء, لقد استجاب متأخرا, يقول
الوزراء, فهو لم يرَ الإنذار المسبق. صحيح أنه قد أدرك مسبقا مشكلة السكن
وأعد قبل ذلك قانون, لكن هذا ليس سكن فحسب. بالإضافة إلى ذلك, هو يظهر
الضغط الذي يتعرض له عندما يعقد مؤتمرا صحفيا عاجلا. لكن من الناحية
السياسية لا يبدو أن هناك خطر على الحكومة. ليس هناك من سيحل الائتلاف.
بمقدرة الكتلتين إجراء انتخابات مبكرة ـ إسرائيل بيتنا وشاس. ولا مصلحة
لإسرائيل بيتنا في إسقاط الحكومة. العكس هو الصحيح: حملة الاحتجاج هذه
قلّصت من ارتفاع الاحتدام الذي بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية. أظهر
ليبرمان ولاءه المطلق ـ الذي بالمناسبة أصبح المنهج الرسمي للحزب الذي
بحسبه في الائتلاف يتصرفون في الحكومة ـ وقد وجه انتقاداً للحشود في
الشوارع. رئيس لجنة الدستور نيابة عن الحزب, دافيد روتم, قال لـ "مكور
ريشون " أن من يبحث عن إسقاط الحكومة يبعد عن الحل فقط, لأنه في حال سقطت
الحكومة, فقط بعد حوالي السنة ستبدأ حكومة جديدة بالعمل.
ليس لدى شاس مصلحة بإجراء انتخابات مبكرة. صحيح أن أريه درعي متربص بالحزب
الذي كان ذات مرة بيته وعلى إلي يشاي الذهاب إلى انتخابات طالما أن الحاخام
عوفاديا يوسف بصحة سليمة، لكنه لن يقوم بمجازفة ولن يحل الحكومة في الوقت
الراهن يذهب الكنيست في عطلة.
بخصوص تسيبي ليفني, الصورة التي تتسم بها ليست جلية. بحسب استطلاعي الرأي
اللذان أجريا في مطلع الأسبوع الفائت, استطلاع صحيفة " هآرتس " واستطلاع
قناة الكنيست, لم ينجح كاديما في قطف ثمار الاحتجاج. فبحسب استطلاع صحيفة "
هآرتس " انخفضت حصته إلى 27 مقعدا, الليكود يحافظ على قوته, وانخفضت مقاعد
حزب العمل إلى 12, وشاس إلى 13. في استطلاع قناة الكنيست يظهر لاعب جديد ـ
حزب اجتماعي لم تحدّد هويته بعد. حصد الحزب 15 مقعدا. تدنت حصة الليكود
إلى 26, وكاديما إلى 24.
الاحتجاج الاجتماعي, الذي يحمل شعارا ذو طابع سياسي للأسف, قد يفضى إلى
نتائج مفاجئة من وجهة نظر كاديما: فهو على وشك تغيير الخلافات في معسكر
اليسار. حزب العمل وأحزاب أخرى ستقوى على حساب كاديما الذي يعتبر حزبا
يساريا سياسيا ويمينيا اقتصاديا. في تعليق عرضي قيل أن الاحتجاج قضى أيضا
على ما يبدو على فرص بوجي هرتسوغ. كما أنه في هذا السياق نشرت قبل حوالي
شهر ونصف, أسماء المرشحين المؤكدين للدورة الثانية من الانتخابات في حزب
العمل هم شلي يحيموفيتس وعمير بيرتس, لأن الأجندة الأساسية هي أجندة
اجتماعية.
يمكن أن يخسر كاديما من قوته لكن لا يعني هذا أنه لن يشكّل الحكومة
المقبلة. حزب اجتماعي جديد, سواء سيكون حزبا سياسيا وسواء سينافس بغطاء حزب
وسطي, سينقل الأصوات من اليمين إلى اليسار. لم يخسر الليكود في أي حملة
انتخابية لأسباب سياسية. هو يخسر السلطة بسبب حملات ذات طابع اقتصادي ـ
اجتماعي, يرافقها أحيانا ـ كما في العام 1999 ـ اهتماما موسعا في القضايا
الدينية والسياسية. في هذه الحالة, في حال سيكون حزب كاديما أصغر من
الليكود, من غير المستبعد أنه سيكون باستطاعته تشكيل حكومة لأنه يستند على
الحزب الاجتماعي الجديد ـ في حال وجد ـ وعلى كتلة أريه درعي. أبو مازن لن
يُسقط نتنياهو. الاحتجاج الاقتصادي, في النهاية, ربما أجل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطاب بار إيلان حتى الخطاب في الكونغرس: البقاء السياسي هو الذي يحدِّد
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ عيرن عودد"
" متوسط العمر للحكومات في إسرائيل هو سنتان. لنتنياهو، الذي
اجتاز هذه العقبة، ثمة فرصة منطقية لإيجاد كامل فترة الخدمة والوصول كرئيس
حكومة لانتخاباتٍ في تشرين الثاني 2013. فرضية الخروج بتحليل خطابات
نتنياهو يجب أن تكون، بأن البقاء السياسي هو هدفُ أساسي في اعتباراته.
خطاب رئيس الحكومة أمام الجلسة المشتركة للهيئتين التشريعيتين
الأمريكيتين (24 ايار 2011) هو الثالث في السلسلة، الذي عرض فيه نظريَّته
حول الشأن الفلسطيني. الأول، في جامعة بار إيلان، ألقى خطاباً في حزيران
والثاني ألقاه في الكنيست في السادس عشر من أيار 2011. الفروقات، قليلة بعض
الشيء، في الخطابات الثلاثة الأساسية يشيرون إلى تطوراتٍ واضحةٍ وقياسية
وإلى محاولة مواجهة نوعين من الضغوطاتـ سواء في الداخل أو في المجتمع
الدولي. في الساحة الداخلية على رئيس الحكومة نتنياهو مواجهة ضغوطات الشريك
الصغير من جهة لكن الأهم في نظام التوازن الصامت إيهود باراك وشركائه من
اليمين، كإسرائيل بيتنا والمعسكر الأكثر قومية في الليكود نفسه.
متوسط العمر للحكومات في إٍسرائيل هو سنتان. لنتنياهو، الذي اجتاز هذه
العقبة، ثمة فرصة منطقية لإيجاد كامل فترة الولاية والوصول كرئيس حكومة
لانتخاباتٍ في تشرين الثاني2013. الفرضية الأساس في تحليل خطابات نتنياهو
يجب أن تكون، بأن بقاءه السياسي هو هدفُ أساسي في اعتباراته.
كذلك تصرفات نتنياهو الأسبوع الأخير حيال الرئيس أوباما يجب تفسيرها نتيجةً
لإيجاد تسوية والتوازن بين الضغوطات السياسية الداخلية والاحتياجات
الخارجية. الجواب السريع المتذمر على مقولة اوباما، بأن الحل الإقليمي
للنزاع الإسرائيليـفلسطيني يرتكز على خطوط العام 1967 وتبادل مناطقٍ
متَّفقٍ عليها، يهدف بشكلٍ خاص لحاجاتٍ داخلية. في خطابه أمام الكونغرس بذل
نتنياهو جهداً ملحوظاً لتصليح الضرر الذي مسَّ بعلاقاته مع اوباما، وهو
يغدق عليه المدائح ويستشهد بكلامه، على الرغم من أنه بالتأكيد لا يتعلَّق
بمسألة خطوط العام 1967.
ويبقى السؤال مفتوحاً هل في خطابه في الكونغرس منح نتنياهو أساليباً
للحؤول دون المناقشة في الأمم المتحدة في أيلول. خطاب نتنياهو أمام
الكونغرس يجب أن يقرأ أيضاً على خلفية الميل الطبيعي لسياسيين لتشجيع
أسلوب الانتظار على أمل أن تتضح الخارطة السياسية. التطورات في العالم
العربي لا توضح حيرة نتنياهو في السابق. مع هذا يجب أخذها في الحسبان
بتحليل مواقفه الحالية هذه. يمكن تفسير التردد في أسلوب نتنياهو الحالي
بشكلٍ جزئي على خلفية عدم الوضوح والاستقرار في المؤسسة السياسية الشرق
أوسطية، على الرغم أيضاً من أن نتنياهو كان في هذا الوضع قادراً على إضافة
عناصر في خطابه دون أن يعرِّض بقاءه السياسي للخطر.
ومن جهةٍ أخرى في الساحة الدولية فإنَّ رئيس الحكومة نتنياهو بحاجة لدعم
الرئيس أوباما وزعماء أساسيين في الكتلة الغربية وهؤلاء يضغطون عليه لتقديم
نظرية معتدلة، لمساعدتهم للحؤول دون المناقشة والقرار في الجمعية
العمومية للأمم المتحدة التي ستنعقد سنوياً في أيلول المقبل وتناقش، على ما
يبدو، اقتراح القرار الذي يدعو للاعتراف بدولةٍ فلسطينية بحدود العام 1967
وعاصمتها شرق القدس.
وفي خطابه في بار في حزيران 2009 اشترط نتنياهو حضوره بقبول مبدأ الدولتين
للشعبين باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، بكونها الدولة
الفلسطينية المنزوعة السلاح بما في ذلك عدم سيطرتهم على المجال الجوي.
وفي الخطاب في الكنيست(16 أيار 2011) أسهب نتنياهو وأضاف لمعادلة بار
إيلان، أن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين سيكون من خارج حدود إسرائيل وأن
كتل الاستيطان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية. في مسألة الأمن جدد نتنياهو
المعادلة في خطابه في بار إيلان في كلامه حول حضورٍ طويل المدى لـ الجيش
الإسرائيلي على طول نهر الأردن.
كذلك في الخطاب في الكونغرس أضيفت تجديدات على الرغم من احتجاجات داعميه من
اليمين بعد الخطاب في الكنيست. تراجع في كلامه هذا، أمام الهيئتين
التشريعيتين الأمريكيتين عن صيغته في موضوع المستوطنات وأضاف، أن بعض
المستوطنات ستبقى بعد الاتفاق ما وراء الحدود الإسرائيلية. نتنياهو كذلك
اقترب من الصيغة التي اقتُرحت عليه من قبل عناصر في حزب العمل(قبل
الانشقاق) وكاديما، والتي بموجبها حجم منطقة الدولة الفلسطينية سيكون
مطابقاً للحجم الذي كان قبل الحرب في العام 1967.وفي خطابه في الكونغرس قال
نتنياهو: "سنكون نبلاء بشأن حجم الدولة الفلسطينية المستقبلية".
أما في خطابه أمام الهيئتين التشريعيتين فقد أضيف تجديد هام بشأن القدس
يطرح أسئلة وطلبات للتوضيح. بعد أن تراجع عن الموقف الإسرائيلي التقليدي،
أضاف نتنياهو الجملة " أنا أعرف أن هذا أمر صعبُ على الفلسطينيين لكنني
أثق، أنه مع إبداع ورغبة جيدة يمكن إيجاد حل". لا يمكن تفسير كلامه هذا
كاعتراف بأقسام في شرق القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية لكن يجب تسمية هذا
مكافأة الاعتراف بحساسية الموضوع والاستعداد للبحث عن حلول إبداعية. هذه
بشكلٍ مطلقٍ إضافة حديثة للموقف المقتضب السابق لنتنياهو بشأن القدس.
وأثبت بنيامين نتنياهو مجدداً أنه سياسي ينشد البقاء السياسي والصيغ التي
يستخدمها في أسلوبه أمام الهيئة التشريعية في الولايات المتحدة ستمكنه من
البقاء أكثر من متوسط عمر الحكوماتٍ في إسرائيل. تجربة اليمين في حزبه
الموجود خارج قبضته فشلت. في مقالٍ في "نيو يورك تايمز" عشية زيارة
نتنياهو، اقترح عضو حزبه داني دنون أن إسرائيل ستضم يهودا والسامرة إذا
توجه الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة. لا شك أن دنون ومشاركيه في الرأي قد
خابت آمالهم بشكلٍ كبيرٍ من خطاب نتنياهو، الذي أوضح فيه، أن إسرائيل
والفلسطينيين يقسمون البلاد رغم أنها أرض الآباء للشعب اليهودي".
اليسار في إسرائيل كذلك هو خائب الآمال لأن نتنياهو في الحقيقة امتنع عن
التحدث بشأن كون خطوط العام1967 القاعدة الأساسية للمفاوضات أو بشأن الحاجة
لتقسيم القدس. لكن لا لهؤلاء ولا لأولئك وجه نتنياهو كلامه وليسوا هم من
يسقطونه في الفترة الثانية لولايته. من يجب أن تكون منزعجة هي رئيس حزب
كاديما والمعارضة في الكنيست. منذ خطاب بار إيلان يسعى نتنياهو لتبني
أساليب الإجماع الإسرائيلي وهو يهدّد بقضم موقفها كممثلة للأغلبية الصامتة،
المستعدة لإقامة دولةٍ فلسطينيةٍ ولتسوياتٍ تشمل نزع المستوطنات لكنها
تثير شكاً بصدق نوايا الفلسطينيين.
إلى ذلك سيبحث رؤساء الدول في لقاء الـ جي ثمانية في فرنسا بمسائل أكبر من
الأزمة في المفاوضات الإسرائيليةـفلسطينية. رئيس حكومة إسرائيل لم يؤمن لهم
صيغة سحرية لمنع المناقشة في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة. التي
ستنعقد في أيلول المقبل. ربما أمَّن لهم ذريعة كي لا يدعم اقتراح القرار
الذي سيقدّم. لا يمكن الاستنتاج من هذا أن نتنياهو ليس قلقاً مما قد يحدث
في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في أيلول المقبل وحول القرار الذي
تمَّ اتِّخاذه. هذا يعني أن نتنياهو يرى ثلاثة أشهر أيلول أمام عينيه
كسياسي أيضاً, هذين في العام 2012 والـ2013، حيث يمكن فيهما أيضاً أن
يتولى منصب رئيس حكومة إٍسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحرك يا بيبي، هيا تحرك
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"
" في نهاية المظاهرة المثيرة للانطباع في منتهى السبت الماضي،
كانت العودة الى القاعدة في جادة روتشيلد صعبة على المتظاهرين. فقد كان
واضحا أن النجاح أدار رؤوسهم فأرادوا استنفاده حتى النهاية. للحظة رأيت في
التلفزيون أفراد شرطة طلبوا من المتظاهرين ألا يزعجوا حركة السير. وأنا
أعترف أن قلبي نقصته دقة. فمواجهة عنيفة فقط تنقصنا، قلت لنفسي.
ولكن كان هناك أمل في ألا يحصل هذا، للسبب البسيط في أن متظاهري الخيام لم
يرغبوا في فقدان جمهور عاطفيهم الغفير. فهم لم يطرحوا أنفسهم كفوضويين بل
كملح الارض، يمثلون ازمات معظم الجمهور. وكشف المتظاهرون النقاب عن الاحساس
بالظلم في توزيع العبء الامني والاقتصادي، ومن هنا الضغط لاحداث تغيير في
سلم الاولويات.
كلما ازداد عدد المتظاهرين، يتبين أن الهدف ليس العصيان بل الصرخة من القلب
باسم كل الشعب. تخفيض الضرائب غير المباشرة يمكن القيام به بين ليلة
وضحاها، ولكن في عالم العولمة لا يوجد للدول مرونة كاملة تسمح لها باقرار
أجندتها الخاصة. حكمة سكرتير الهستدروت كانت في أنه عرف دوما حدود كفاحه في
اطار الممكن.
مظاهرة جادة روتشيلد أصيلة. 3.5 مليون شخص مسجلون في الفيس بوك في اسرائيل –
نسبيا، المكان الاول في العالم. وكل آيفون هو زعيم. مع كل الاحترام، نحن
مع ذلك مرتبطون بنهج العولمة القائم ومتعلقون بالاستثمارات العالمية. نحن
لسنا قوة عظمى يمكنها أن تفعل كل ما يطرأ على بالها. علينا أن نحذر ألا
نلقي بماء الحمام وبالوليد ايضا، يقول رجل اعمال.
التخوف من أن تتحول مظاهرة الخيام الى انتفاضة عنيفة على نمط ميدان التحرير
ليس معقولا. ليس من جانب زعمائها ولا من جانب الحكومة. ولكن الفكرة هي أن
الحكومة لا يمكنها أن تنتظر بصفر فعل، الى أن تمر هذه الموجة والاكتفاء
بخطوات تصريحية فقط. حاجز الظلم العام يخلق، على نحو مختلف، وضعا تتميز به
تحقيقات جرائم الجنس، حين يزحف التحقيق الى الماضي السحيق للاثبات بأنه كان
هناك نهج في منظومة الظلم الاجتماعي والاقتصادي. وليست هذه صدفة في أنه في
كل بضعة ايام ينضم المزيد فالمزيد من الاشخاص من قطاعات مظلومة اخرى. وحتى
ممثلي المستوطنات جاءوا الى جادة روتشيلد وقربوا الانفجار الذي يلوح في
الأفق.
هل يوجد فقدان ثقة بنتنياهو؟ اذا كان كذلك، فهذا أساسا لأن هذه المظاهرة
اندلعت في ورديته. ولكنها تعتمل منذ سنوات عديدة تحت الارض. ليس لدى بيبي
بدأ هذا، وليس لديه سينتهي. النائب نحمان شاي يقول ان العالم اليوم مسطح،
ليس مراتبيا، بينما الحكومات تعرف كيف تعالج العالم الذي هو أناني – مراتبي
وممركز. جراء ذلك نشأ هنا حوار طرشان. الوسائل التي اتبعتها الحكومة مع
الفلسطينيين لن تتبع في جادة روتشيلد. التفريق بالقوة للمتظاهرين العنيفين
ليس خيارا لا لدى المتظاهرين ولا لدى الحكومة، في اسوأ أحلامها.
لن تجدي بيبي أي حيلة، وهو سيضطر الى توديع الكثير من المال بل وربما قول
وداعا لشتاينيتس. ولكن ثورة روتشيلد لن تسقط بيبي. حتى لو سقط، ليس مؤكدا
ألا يُنتخب للمرة الثالثة. التقدير في هذه اللحظة هو أن معظم مطالب متظاهري
روتشيلد لن تستجاب. قانون تعليم مجاني من عمر صفر لن يكون. "قلب الموضوع"،
كما شرحت كيرن مرتسيانو في القناة الثانية، هو أن "بيبي غير مستعد لتغيير
فكره الاجتماعي والرأسمالي". معظم المطالب، حسب تقريرها، لن تستجاب، رغم
أنه من يوم الى يوم ينضم الى الاحتجاج أناس من قطاعات مختلفة.
ولكن سذاجة المتظاهرين تلاحقهم. فبمطالبهم يُذكروننا بمريض يشكو أمام
الطبيب من جوانب لا ترتبط معا لتصل الى تحديد المرض وعلاجه. سذاجة مبادري
الثورة وجدت تعبيرها ايضا في مطلبهم في أن تُصور المفاوضات مع رئيس الوزراء
في الزمن الحقيقي. ومع ذلك، فالمتظاهرين الأغرار بدأوا يتبلورون، فهم
يطالبون بتخفيض الضرائب، ولا سيما ضريبة القيمة المضافة، يطالبون بالرقابة
على ايجار الشقة بالتشريع، يطالبون باحلال قانون التعليم الالزامي المجاني
من عمر ثلاثة اشهر.
بيبي، الذي يقترب من المواجهة في ايلول مع الفلسطينيين وحلفائهم في العالم،
ملزم أولا وقبل كل شيء في أن يحصل على الثقة والاسناد من أبناء شعبه قبل
أن يصدقه العالم.
ليس لك كل الزمن الذي في العالم. تحرك يا بيبي، هيا تحرك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يوجد بيننا نفس عازمة على تحقيق انتصار استراتيجي للأجيال القادمة
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ موشيه حسداي"
" يشير تقدير الوضع بوضوح إلى تطلع الفلسطينيين لإقامة دولة 'بدم
ونار'. في قافلة "مرمرة" وفي "النكبة" وفي "النكسة" هذا العام، أطلقت طلقات
بداية الصراع الفلسطيني المسلح لإقامة دولة فلسطينية بالدم والنار. في
الجيش الإسرائيلي وفي القوات الأمنية هذه فترة استعداد أكثر تركيزاً على
ضوء عبر هذه الأحداث العنيفة وتمهيداً لشهر أيلول.
وسط الفلسطينيين غرست الانتفاضات المسلحة التي أدت إلى انسحاب إسرائيلي من
لبنان وغزة وسقوط الأنظمة العربية في أعقاب الثورات الشعبية، مفهوم نجاح
النضال الشعبي المسلح. النضالات الإسلامية المسلحة ناجحة ضد الاتحاد
السوفياتي في أفغانستان، وحالياً ضد الولايات المتحدة الأميركية في
أفغانستان والعراق وترستان الإيرانية وكوريا الشمالية، إضافة إلى السيطرة
العربية على الأراضي الأوروبية،هي الرياح الخلفية للإرهاب الإسلامي.
الشعب اليهودي فقط مازال لا يرى وجه التهديد كما ينبغي. الطابور الخامس في
داخله يضلله ويصرف نظره بأي ثمن وبدهاء غادر عن لباس الحركة الاجتماعية
ومنظمات حقوق الإنسان.
في أيلول، ستبدأ معركة إقامة الدولة الفلسطينية على أطلال دولة إسرائيل،
بمرحلة جديدة. فمنذ وقت طويل أخفقت وجهة التسويات السياسية في توجيه ما
يجري، وجدول الأعمال سيمليه العنف المتزايد، الإرهاب السياسي والمسلح.
والمقاتل الذي خاض معارك وشاهد مناظر مروعة يجد صعوبة في عدم اعتبار حادثة
ذبح عائلة "فوغل"، شخصية. الكراهية الفلسطينية يتم تصويرها وتوثيقها من
خلال أشكال جثث عائلة "فوغل" الممزقة إرباً. هذه فظاعة. فالعائلة قُتلت
بوحشية كبيرة. أعمال ذبح وقتل "بن يوسف لفنت" والاستعدادات التي يقوم بها
الفلسطينيون قبل محاربتنا، تتلخص باستنتاج محتم: لا يوجد شريك في الجانب
الثاني.
نحن ندرك وبشكل قاطع أنه يوجد هنا ثغرة ثقافية وكراهية يصعب تعريفها
بكلمات، وأنه علينا أن نكون أقوياء، عازمين وثابتين. هذا كل شيء، بصفوة
الكلام. هذا لن ينتهي في عهدنا. مصطلح 'حل' لا صلة له بالأمر. ببساطة يجب
اكتساب الوقت بنطاقات كبيرة. ويمكن إدارة المفاوضات لكن دون أن نتوه في
الأوهام. ثمة شك كبير ولذلك ممنوع تضيع أي لحظة ـ يجب بناء، تشكيل، تعزيز
وترسيخ التمسك ببلدنا. نقطة.
كي تكون الأمور واضحة ـ ثمة حل عسكري لتهديد الإرهاب العربي! بالتأكيد نحن
قادرون على التصدي لهذا التهديد، لكن الأمر مرتبط بقرار الحكومة القاضي
بإحراز سيطرة كاملة في الميدان. وتتعلق المسألة بسيطرة استخباراتية
وعملانية من النوع المسمى باللغة العاميّة المهنية "تحكم". الإدعاء الذي
وفقه "يستحيل التغلب على الإرهاب" ليس صحيحاً. يمكن التغلب على الإرهاب
وهزيمته هزيمة إستراتيجية لكن ثمة شرط لذلك وفيه، انطلاقاً من خاصية نظرية
راسخة، دولة إسرائيل ليست مستعدة لتحقيق: سيطرة استخباراتية وعملانية في
الميدان ضمن تصفية الإرهابيين وقيادتهم.
يخلق الإسلام المتطرف حالة عدم استقرار عالمي، وليس إقليمياً فحسب. جذور
المشكلة، تعود للجهة التي تؤلف الصيغة الخطيرة لصراع الدم العربي
الإسرائيلي: هذه سياسة الحكومة الإسرائيلية. إيران تعزز حزب الله، حزب الله
يتمركز على خطوط حدودية حقيقية، كذلك تستعد كل حماس والسلطة الفلسطينية
تمهيداً لحرب قادمة ضدنا، والسياسة هي الحفاظ على الهدوء. نقطة. إضفاء
الطابع السياسي على القوات الأمنية يسبب العقم للتفكير السياسي ـ الأمني
البريء. هذه خاصية نظرية راسخة قد تكلفنا غالياً، لأنه ليس لدينا ولن يكون
لدينا خيار آخر. على ضوء هذه المعطيات الحرب ستأتي لا محالة. علينا
الانتصار بها، لكن قبل ذلك علينا التغلب على روح الكذب وكراهية الإخوة.
أنصتوا إلى الضجة الخفيفة لكن قوية التي تعلو من صلاة السبت. أنصتوا إلى
العاطفة التي تخرج من المصلين، وأتمنى لكم أن تجدوا أنفسكم منفعلين بشكل لا
يمكنكم تفسيره. تدمع العيون. شيء ما قديم، سري، جوهري يضربنا. كما في صلاة
رأس السنة في الكنيس، وفي الدعوات إلى تراتيل الغفران في بيت الجد.
قوة الدين اليهودي، في السكون وفي الصلاة تصل إلى القلب. احرصوا على
الاهتمام بالمكتبة اليهودية في منزلكم، للحفاظ على التقليد كوصية و'قلت
لابنك'. سيحمل الجيل الشاب معه تراثه قدماً. فقط من 'باب التقدير'و
'التهذيب' النابع من ينابيع الدين اليهودي الأبدية سيأتي الخلاص لدولة
إسرائيل، أي دولة اليهود.
تعالوا نبحر في دروب إسرائيل والتوراة في أيدينا، اشعروا به، اقرأوا فيه
وانفعلوا. من الهضبة المجاورة أنظروا إلى ممر يضمحل، تخيلوا كيف تسلقه
"يونتان" وهو يحمل أدواته، يتسللون كمقاتلي كوماندوس إلى مخيم فلسطيني.
استقروا على سطح قرب "صموئيل النبي"، انظروا إلى جبعون، المكان الذي قيل
عنه 'دعوا الشبان يلهون أمامنا'، أذكروا معارك "يهوشع بن نون"، تمعنوا بقصص
القدس. اقرأوا في "بيت إيل" قصة حلم "يعقوب" وسيروا باتجاه "تال شيلا".
انظروا إلى الجبال التي من حوله، انظروا إلى كافة الشعب الإسرائيلي المجتمع
أثناء الحج. يصعب وصف الشعور العميق عند قبر راحيل، في أنفاق حائط المبكى
وفي خنادق مدينة دافيد. شاركوا في التنقيب عن الآثار في مختلف أنحاء
إسرائيل والقدس.
افتحوا أيديكم وامشوا بأقدام حافية على الأرض وانظروا إلى النبات الذي ينمو
منها ويعيش عليها. من قمة التلة انظروا إلى العمق في الأسفل، إلى الطريق
الذي مرّ فيه تابوت العهد. هكذا، بدءاً من دان ووصولاً إلى إيلات، أرضنا
مليئة بالأدلة على قصة الشعب اليهودي، وهي موجودة في الأودية والجبال، بين
المنحدرات والشقوق الصخرية, ينبغي تعلم، حمل التناح والبدء بالمسير.
فلنتذكر؛ نفكر و"لنقل لابنك" ـ ولننقل من جيل إلى جيل.
في الحرب، خلال النيران؛ الدخان؛ دوي القذائف وأزيز مدافع الهاون، صوت
الصلاة اليهودية مرتفع ويملأ القلب. ذلك يرتبط بشيء ما أكبر منكم، لتقليد
دام لسنوات. إننا جنود يهود.
المجتمع الإسرائيلي ملزم بأن يحل في داخله الفشل القيميـ القيادي. رجال
إعلام إسرائيليون؛ فنون مجندون من أجل العدو، بروفيسورات ودكاترة معادون،
ودبلوماسيون غدّارون، جميعهم تواقون للرشوة وما فيه الكفاية من السلطة،
يزرعون وسط شعبنا ومقاتلينا بذور فاسدة، إحساس عميق ومشوه بالفشل العام.
يستوعب المقاتلون رسائل من الإعلام ومن مجموعة المُبعدين والمنبوذين طوال
الحرب ضد الاسلمة، وهذه الرسائل تكون رأيهم ووعيهم. وتساهم في الوعي المضلل
إجراءات عديمة المسؤولية من قبل يسار متطرف، ملوك مال ذوو مصالح ومجموعة
انهزاميين يأسوا من القدر اليهودي ومن احتمال التغلب على العدو، الذين
يغذون الصحف ويقوضون أسس الديمقراطية، الصهيونية والثقافة اليهودية.
لم نهزم في أي حرب، العكس هو الصحيح. وحدات كثيرة، معظم هذه الوحدات، حققت
انتصارات مؤثرة، النظامية والاحتياط معاً. هذه الحقيقة حُجبت عن المعلومات
التي أُبلغ بها الجمهور و/أو الإعلام العالمي. تغلبنا على حزب الله، تغلبنا
على حماس، تغلبنا على السلطة الفلسطينية، وتغلبنا على الدول العربية.
القيادة الفاشلة لم تعرف كيف تصدر الأوامر وتوصلنا إلى انتصار حاسم. ضعفنا
هو بالنفس. لا يوجد بيننا نفس عازمة على تحقيق انتصار استراتيجي للأجيال
القادمة. نحن نخشى أن ننتصر. نخاف أن نحسم الصراع بين الخير والشر بشكل
نهائي وحاسم.
في دولة إسرائيل يمنع ملوك المال النقاش العام، ويخلقون هستيريا عدوانية،
أنانية ونصيرة للبلبلة، استغلال ساخر للوضع من قبل ساسة في 'باللباس
المدني' والعسكري، وأكثر من هذا: بناء ذاتي (على حساب الغير) لرجال إعلام
وآخرين، يبحثون عن أي طريقة للتعبير عن نفسهم. وقدر الإمكان خطير، شديد
الطعن، جائر وفتاك.
علينا مواجهة سؤال صعب حول التراث، القيم، القيادة والدعم، وفي حال كانت
هذه القيم لا تزال في داخلنا، كمجتمع وعائلة مقاتلة. هم هناك حقاً، في
الوحدات المقاتلة. إنما يوجد في مجتمعنا قلة خطيرة، تتصرف كمن يسيطر عليه
انحطاط أخلاقي قيمي. يوجد في داخلنا 'نيران صديقة' هادفة، ماكرة، لا يوجد
فيه مودة أو محبة، كبح أو رحمة!.
ممنوع أن نوافق على الشر بدل الصداقة. تقع على عاتق وسائل الإعلام في
إسرائيل، مسؤولية كبيرة ـ جوهرية إزاء انتشار الشر ووعي الفشل. العلاقة
التي تفتقر إلى الوطنية الإسرائيلية، معنوياتها الصارخة والبعض فيها الذين
لا يقومون بأعمالهم المقدسة من خلال إمساكهم قلم أو ميكروفون، هي مساوئ
خطيرة جداً أثناء الحرب. ونحن في حالة حرب.
علينا التلاحم والتوحد وتصويب مبرر الإصلاح في المجتمع الإسرائيلي، وفقط
بهذا الشكل لن تحدث لنا الحوادث الخطيرة من قبل شخص ضد أشقائه، الرقابة
وإحساس الخيانة الذي لا مثيل له بخطورته وأضراره وبالألم الذي يسببه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي: قرار نقل منظومة القبة الحديدية الى الجنوب هو قرار سياسي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ليلاخ شوفال"
" بالرغم من إطلاق الصواريخ بإتجاه إسرائيل في الأيام الأخيرة لم
تنصب منظومة القبة الحديدية في الجنوب. وتمر المنظومة حاليا بفترة تجربة
إستعدادا للإعلان عنها كمنظومة عملياتية, كما أنها تخضع لمسارات ملاءمة
لشروط الأماكن المختلفة. وأشاروا في الجيش الإسرائيلي بالأمس بأن قرار نقل
المنظومة إلى الجنوب هو قرار سياسي وفي اللحظة التي يُسمح فيها بالأمر سيتم
نقلها في غضون ساعات معدودة".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بدء مناورة بحرية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل
المصدر: "جيروزاليم بوست – يعقوب كاتس"
" بدأت إسرائيل والولايات المتحدة مناوراتهما البحرية المشتركة
السنوية في البحر الأبيض المتوسط هذا الأسبوع مرة أخرة بدون مشاركة البحرية
التركية، في إشارة أخرى على علاقات القدس المتدهورة مع أنقرة.
كانت المناورة السنوية، المسماة "حورية البحر الواثقة"، قد بدأت منذ قبل
عقد وتضمنت مشاركة البحرية الإسرائيلية والتركية والأمريكية. والهدف من
المناورة إجراء عمليات البحث والانقاذ والمآلفة بين كل بحرية والشركاء
الدوليين الذين يعملون أيضاً في البحر المتوسط.
أُجريت المناورة للمرة الأخيرة بين الشركاء الثلاث في صيف العام 2009 لكن
بعد أن نفذت البحرية الإسرائيلية الهجوم على قافلة مرمرة في أيار الماضي،
انسحبت تركيا من مناورة العام 2010.
ويتوقع الجيش الإسرائيلي عدم مشاركة تركيا هذا العام أيضاً. لكن إسرائيل
وجدت شريكاً جديداً في اليونان، التي حلّت مكان تركيا كشريك أساسي لمناروات
الجيش الإسرائيلي. ففي الأسبوع الماضي، أجرت البحريتان الإسرائيلية
واليونانية مناورة مشتركة في بحر إيجة وشاركتا في إنقاذ ضحايا من سفينة
متضررة وهمية.
كما شاركت اليونان في مناورات إسرائيليةـ أمريكية مشتركة. وفي نيسان
الماضي، شاركت اليونان في مناورة حربية ضد الغواصات مع البحرية الإسرائيلية
وسفن من الأسطول الأمريكي السادس. وفي الشهر الماضي، شارك سلاح الجو
الإسرائيلي والهيليني في مناورات مشتركة، وقد زار قائد سلاح الجو
الإسرائيلي إسرائيل في أيار لإجراء محادثات مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي
اللواء عيدو نهوشتان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أعقاب الاحتجاج: الجيش الاسرائيلي يجمد الخطة متعددة السنوات
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اليكس فيشمان"
" على خلفية الاحتجاج الاجتماعي وامكانية تغيير سلم الاولويات في
ميزانية الدولة، تقرر في جهاز الأمن التجميد، حاليا، لاستمرار الاستعدادات
لخطة "حلميش" – خطة العمل متعددة السنين للجيش الاسرائيلي التي كان أعدها
رئيس الاركان الوافد بني غانتس، وكان يفترض أن تبدأ في 2012 وتنتهي في
2018.
وسبق لمبادىء الخطة أن أقرها وزير (الدفاع) وعُرضت على المجلس الوزاري. في
ورشة عمل عقدها رئيس الاركان قبل نحو اسبوعين حول الخطة – قبل أن يدور
الحديث عن تجميدها – تبين أن تحقيقها يستدعي زيادة ما لا يقل عن 6 مليارات
شيكل، المبلغ الذي سيوزع على مدى ست سنوات. كما تبين ايضا بأنه في ضوء
المصاعب التي يواجهها الاقتصاد الامريكي والتقليصات في ميزانيات المساعدة
الخارجية الامريكية، لا يمكن التعويل على امكانية زيادة المساعدات.
الخطة السداسية تشمل ميزانية لأكثر من 300 مليار شيكل، بحيث أن الزيادة،
التي تمثل خروجا بمعدل نحو 2 في المائة، ليست دراماتيكية لميزانية الدفاع.
ومع ذلك، منذ اندلاع الاحتجاج الاجتماعي أعربت اوساط في الجيش الاسرائيلي
عن تخوفها من أن تكون هناك صعوبة في عرض الخطة في هذه الايام على الحكومة
في ظل المطالبة بزيادة الميزانية المطلوبة.
في جهاز الامن تقرر بأن تعرض في الايام القريبة القادمة على الحكومة
المعاني التي ينطوي عليها عدم تطبيق خطة العمل. في هذه الاثناء – الى أن
تقرر الحكومة ماذا سيكون مصير خطة "حلميش" – تقرر في جهاز الامن تخطيط
ميزانية عمل الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن للعام 2012 فقط. ومع ذلك، فان
خطط العمل لدى الجيش الاسرائيلي هي خطط بعيدة المدى، والاستثمارات توزع على
مدى سنوات طويلة، بحيث أن خطة عمل لسنة واحدة فقط قد يكون بوسعها الحفاظ
على القدرات القائمة – ولكن ليس فيها ما يجعل ممكنا الاستعداد لتهديدات
مستقبلية في مجال التطوير والمشتريات. القرار بتجميد الخطة متعددة السنوات
من شأنه اذا أن يلحق ضررا مباشرا في استعدادات الجيش الاسرائيلي في ضوء
التغييرات السياسية والدراماتيكية الجارية في الشرق الاوسط".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا يختبئ خلف الإعلان السوري المفاجئ عن الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67؟
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ بازيت رافينا "
" تقول إحدى الروايات حول الكلام اليومي للصحافة العبرية في
إسرائيل إنه في إحدى أمسيات إسرائيل المنتدبة حصلت أحداث كثيرة, حتى أن
المحرر الليلي في صحيفة "دفار"
لم يعرف نفسه. في صباح الغد, هكذا تقول الرواية, العنوان الرئيسي في الصحيفة كان: "العالم في فوضى".
لاحقاً بدا أن العالم في فوضى مجدداً. إلى هذا الحد, إعلان الحكومة السورية
الأسبوع الماضي الذي تعترف وفقه بدولة فلسطينية بحدود 67 عاصمتها إسرائيلـ
مر بدقيقة صمت. صديقي, عضو المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة,
المستشرق بنحاس عنبري, لفت انتباهي إلى أنه في الأيام العادية كان الخبر
يهز الأمم. لكن الأيام ليست كعادتها, ووراء الإعلان السوري تختبئ في الواقع
رواية مشوّقة.
منذ ما يقارب الستين عاماً ودمشق محكومة في سوريا من قبل حزب البعث.
المفهوم الأساسي لحزب البعث السوري هو أن منطقة الشرق الأوسط لا يمكن
تقسيمها, والحدود الحالية ليست حدوداً شرعية إنما رأسمالية إمبريالية فرضها
الغرب على الشعوب العربية في نطاق اتفاقية سايكس بيكو.
مفهوم هذه المنطقة هنا عميق, فأيديولوجية حزب البحث لم تعترف مطلقاً بحدود
"فلسطين" فحسب, إنما أيضاً بحدود سوريا نفسها. الاسم الرسمي لسوريا حتى هذا
اليوم هو "القطر السوري", وفي اللغة العربية: "القطر السوري".
في هذه الحال, هل يشير الإعلان السوري عن الاعتراف بفلسطين بحدود 67
عاصمتها القدس واقعاً إلى استعداد سوريا لوضع إيديولوجية حزب البعث جانباً
رداً على الطلب الغربي بالإصلاح؟ يقول عنبري إن الخبر شاع هذا الأسبوع وسط
صفوف حماس. ورد في المقال الذي ظهر في منتدى المنظمة أن الإعلان السوري
يعكس رغبة النظام في دمشق بعزل نفسه عن منظمات الرفض الفلسطينية وحماس
عموماً, لأنه برأي دمشق المنظمات فشلت بدعم النظام في أصعب أوقاته وفضّلت
التعبير بآراء فاترة وحتى حيادية.
في الواقع, زاد الاضطراب في سوريا بعد أن عبّر الشيخ يوسف القرضاوي, زعيم
الإخوان المسلمين, الحركة الأم لحماس, في خطبته عن مواقف متطرفة مناهضة
لسوريا. حين سئل زعيم حماس عن هذه القضية أوضح خالد مشغل أن موقف المنظمة
حول هذه القضية مختلف عن موقف القرضاوي, لكن بعد فوات الأوان كان في كلامه
وفاء كبير للنظام السوري. كما تبدو الأمور حالياًـ تبلور في قيادة النظام
السوري شعور بأنه في ساعة الاختبار لم تقف قيادة حماس إلى جانبهم كما
توقعوا.
كذلك وسط القطاع الموالي لسوريا في لبنان تم تقبل الإعلان السوري باستغراب
وعدم راحة. عبّر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سليم الحص, عن مواقفه
الموالية لسوريا, تساءل عن أهمية هذا الإعلان السوري حيال الاعتراف بحق
عودة اللاجئين الفلسطينيين.
المكان الوحيد الذي تم تقبل فيه هذا التصريح السوري بإيجابية هو السلطة
الفلسطينية, لكن هذا الإجراء لا يعني أنه تلميح للسلطة إنما تلميح لإسرائيل
في الواقع, حيث أن الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 67 عاصمتها القدس هو
كالاعتراف بحدود دولة إسرائيل على طريقتهم. ووفق التحليلات الفلسطينية
الأمر يتعلق بإشارة واضحة إلى واشنطن وإسرائيل هدفها توجيه رسالة إيجابية
حيال استمرار نظام بشار الأسد.
هنا دخل منعطف آخر في القصة. في الأسبوع الماضي اجتمعت لجنة المتابعة
العربية, في الدوحة عاصمة قطر, للمناقشة بطلب السلطة الفلسطينية تقديم طلب
في الأمم المتحدة من قبل دولة جامعة الدولة العربية للاعتراف بالدولة
الفلسطينية. وافق العرب على ذلك, لكن الجو العام كان سلبياً. لقد ساد شعور
بأن القادة العرب يبحثون عن طريقة تُنزل أبو مازن عن الشجرة.
وبحسب كلام مصادر في السلطة الفلسطينية, أحد الأسئلة الأساسية التي طرحها
الممثلين العرب على مسمع الفلسطينيين كان على الشكل التالي: في حال فشلت
هذه العملية, هل ستوافقون على صيغتنا لتجديد المفاوضات مع إسرائيل؟ أبو
مازن, وفق ما قالته المصادر, تراجع عن شروطه: حدود 67 ومبادئ خطاب أوباما.
لكن حين طُرح أمام الممثلين العرب سؤال مضاد: هل على الأقل أنتم, ممثلي
الدول العربية, ستعترفون بدولة فلسطينية بحدود 67؟
ووفق المصادر في السلطة, ظهر عدم الانسجام حول هذه النقطة : حتى الآن, لم
تتبنَ أية دولة عربية المواقف الأساسية التي المطلوبة قبيل أيلول, وفي
طليعتها الاعتراف بدولة فلسطين بحدود 67. هذا, وفق ما تقوله المصادر, السبب
الذي منح السوريين فرصة لإرباك الدول العربية في الصميمـ وفي الطليعة
الدولة المستضيفة, قطر. هكذا كانت سوريا الدولة العربية الأولى ولكن
الوحيدة التي تعترف بدولة فلسطين في حدود 67.
دفار: "الناس الأحرار في اليرموك"
إلى أي حد العلاقات معقدة ومزعزعة بين السوريين والفلسطينيين, يمكن فهم ذلك
ليس فقط من التانغو المتواصل مع حركة حماس إنما من التصريح الذي نشره هذا
الأسبوع عناصر مخيم اليرموك للاجئين, القريب من دمشق. أصدرت منظمة تسمى
"الناس الأحرار من اليرموك" يوم الأحد منشوراً يطلب من بشار الأسد إطلاق
سراح كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون السورية وحذرته لئلا يمس شعرة من
رؤوسهم.
كما ذكرنا, في مخيم اليرموك للاجئين هبت عاصفة من الغضب بعد أن اتضح أنه
كان من بين القتلى في الهجوم على السياج الحدودي في هضبة الجولان في يوم
النكبة شبان من مخيم اللاجئين الذين تم إغوائهم من قبل منظمة أحمد جبريل,
التي تعمل تحت رعاية النظام السوري, للمجيء إلى هضبة الجولان.
ورد في افتتاحية المنشور: "نحن نطالب بإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين
الموجودين في سجون النظام السوري. في 19 تموز شن النظام حملة عنيفة اعتُقل
خلالها مجموعة من الفلسطينيين بعد موقفهم غير الودي, حيث وفقه لن يسمحوا
لأي أحد من الأطراف المتخاصمة في سوريا استغلال الوضع الفلسطيني لصالحه ـ
وعموماً هذه محاولة من النظام السوري في دمشق لاستخدام اللاجئين كسلاح سري
في قضية هضبة الجولان أو عرضهم كحلفاء للنظام. "نحن نرى أن النظام السوري
مسؤول بشكل حصري عن حياة المعتقلين وسلامتهم. لقد تعاملنا حتى الآن مع
الأحداث في سوريا كمسألة داخلية, على الرغم من أننا أشخاص نحب الحرية
القومية وندعم ثورة الشعوب العربية التي تطمح للحرية والكرامة التي تقربهم
منا. الموقف الحيادي الذي أظهرناه حتى الآن في الصراع السوري لن يستمر إن
واصلوا اعتقال شبابنا. لن يقف أي معسكر فلسطيني على الحياد إن استمرت
الظروف الراهنة.
رد سوري على الجزيرة؟
يبدو أنه ليس هناك أحد يختلف على الدور المركزي للمحطات الفضائية في
التطور الدراماتيكي في الشرق الأوسط. "ربيع الشعوب العربية" لما كان ما هو
عليه دونها. لذلك كان ذلك مسألة وقت حتى تتبنى المعارضة السورية أيضاً
وسيلة إعلامية عبر الأقمار الصناعية مثلها. أفادت صحيفة الشرق الأوسط هذا
الأسبوع عن بدء قناة الثورة "سوريا ـ الشعب" بالبث. بدأ البث يوم الجمعة
الماضي, ومن المتوقع في السياق زيادة عدد الترددات. هذا هو على ما يبدو
الرد على مشاريع أخرى في المنطقة كقناة "البردة" التي تبث من لندن, والتي
تموّلها جزئياً في السنتين الأخيرتين منظمات مدنية أميركية ورجال أعمال
سوريون.
حصل الإعلان عن بدء البث في هوامش جلسة رجال الدين الذين اجتمعوا للإعراب
عن دعمهم للشعب السوري. عُرّفت القناة الجديدة كـ "محطة فضائية متخصصة
بالشؤون السورية وتدعم ثورة الشعب السوري ضد العبودية والظلم".
تعرض المحطة نفسها كقناة لمقاتلي الحرية في سوريا، صوت المعذبين الذين
أُريقت دمائهم على أرض سوريا في سبيل الله ـ الأمر الذي يعرّفها كمحطة
الأخوان المسلمين السوريين. ليس من المؤكد فيما إذا كانت سائر الأقليات
السورية ـ الأكراد؛ الأرمن؛ النصارى وغير ذلك ـ منضمة إلى التعريف.
لدى المحطة الجديدة أيضاً موقع على الانترنت تحاول من خلاله تشجيع شرائح
كبيرة جداً في المجتمع السوري عبر تعزيز هدفها كـ "دفع لأهداف الشعب السوري
القومية قُدماً دون ميول انفصالية؛ عنصرية؛ فساد؛ طغيان وتقرير ميداني،
ضمن التوجه إلى كل الطوائف والجماعات في سوريا بتطلع نحو العدل؛ التحرّر؛
الاحترام ومستقبل أفضل للجميع". إنهم يؤكدون إن السلاح الذي بحوزة القناة
هو الكلمات، والأخبار ستكون الأخبار أخباراً حقيقية والمعلومات قيّمة
وناضجة.
كفانا كلمات احتفالية. السؤال الأساسي هو بالتأكيد: مَنْ يقف خلف القناة
الجديدة. من أين تُموّل. كل ما يمكن أن تقوله قناة "سوريا الشعب" في هذا
الشأن هو أن المسألة تتعلق بـ "مجموعة مواطنين يحاولون دفع أهداف الشعب
قُدماً عبر مساعدة السوريين والعرب الذين يمتلكون الإمكانيات". بعيداً عن
الشفافية والحقيقة التي قد تكون الخط الموجّه للقناة الجديدة.
منذ ظهور المحطة الجديدة على الهواء وهي تتعرض لتشويش كبير. وعملية البث
محدودة حالياً بأربع برامج يومية تتضمن بث "أخبار الثورة"، برنامج استضافي
وتحليلات سياسية عبر بث حي. ولغاية الآن، استُضيف في البرنامج صحفيون؛
مشايخ؛ شخصيات دينية وشخصية عسكرية سورية سابقة. هذا وتترافق عمليات البث
بموسيقى عربية حماسية من النوع المعروف لدى القنوات الأخرى.
يمكن الكشف عن مقدار نجاح وتوجهات المحطة الجديدة خلال شهر رمضان المُقبل
علينا بالخير. حينها أيضاً ربما نرى حجم تأثيرها داخل سوريا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبارك إلى المحاكمة: في العالم العربي يحاكمون الولايات المتحدة الأمريكية أيضا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ابيال مغنيزي"
" مبارك هو من يخضع للمحاكمة، ولكن في أنحاء العالم العربي يوجهون
الإتهام للولايات المتحدة الأمريكية. صور محاكمة الرجل الذي كان في الماضي
الأقوى في مصر، وحاليا يستلقي على نقالة داخل قفص الإتهام، أدهشت يوم
الأربعاء الكثيرين حول العالم. ولكن أكثر من ذلك، تترك تداعيات سلبية على
علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع زعماء الدول العربية، والذين يعلمون
أن القوة العظمى الغربية لن تنجح في منع مصير مماثل لهم لو تزايدت
الإحتجاجات في بلادهم.
"لو قمت بإلقاء صديق مثل حسني مبارك للكلاب، فإنك بذلك تبدو كشخص لا يمكن
الإعتماد عليك" ـ هذا ما يحدده بروفيسور إيتان جلبواع، الخبير في الشأن
الأمريكي بجامعة بار إيلان، والذي كان في الماضي مستشارا في مكتب رئيس
الحكومة ووزارة الدفاع. وأضاف: "القوة العظمى التي لا تعمل تعتبر ضعيفة في
هذا الجزء من العالم، ولو فعل المصريون ما يريدون على خلاف موقفك، رغم الـ
1,2 مليار دولار التي ترسلها إليهم كل عام، فأنت بهذه الطريقة لست على
الخارطة".
لو كان موقف الولايات المتحدة الأمريكية أقوى ـ يزعم جلبواع ـ فمن المعقول
أنها كانت ستنجح في منع محاكمة حليفها: "من المحتمل أنها مارست ضغوطا ولكن
الأمر لم يفيد". كما أضاف: "وهذا يدل على أن السلطة في مصر تخشى الشارع
والإحتجاج الذي كان سيحدث لو لم تتم محاكمة مبارك أكثر".
ولكن تأثير المحاكمة التي بدأت الأربعاء لا يقف عند مصر وحدها. وطبقا
لبروفيسور يورام ميتال، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بن جوريون:
"زعماء سوريا، ليبيا، اليمن، ومن هم على شاكلتهم ـ الدول التي تشهد
إنتفاضات نشطة ـ لا يتوقعون بالطبع خلاصا أمريكيا".
"على مقربة منهم يتزايد مفهوم أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقف إلى
جوارهم دائما، خاصة لو توجهت الأصوات في الشارع صوب الزعماء" ـ يواصل
ميتال، وأضاف: "الرسالة التي تنبثق عن محاكمة مبارك هي أنه لو كنت زعيم
يسيطر بيد من حديد طيلة عشرات السنوات، رئيس بهذه الطريقة مثل مبارك، فإن
أحدا ليس فوق القانون. هذا الأمر قد ينتهي بمحاكمتك علنا وأنت ذليل".
وبدافع هذا التأثير، قامت الدول العربية بخطوات مختلفة: "فقد وزعت السعودية
عشرات المليارات بهدف وقف الإحتجاج الذي كان قد بدأ" ـ يقول بروفيسور
ميتال. وأضاف: "ولكن الأردن مثلا والتي تعتبر بشكل قاطع حليفة للولايات
المتحدة الأمريكية لا تمتلك الأموال للعمل بشكل مماثل للسعودية،
والإنتقادات ضد أمريكا تزايد. وللأسف.. تتضرر من هذه السياسة دول حليفة
للغرب نسبيا، مثل دول الخليج والسعودية، وهي دول تخشى الإعتماد على
الولايات المتحدة الأمريكية".
الإمبراطورية أفلست
بروفيسور جلبواع أيضا ينتقد الخط الذي يربط بين المحاكمة في مصر وبين تراجع
وضع الإمبراطورية الغربية في أعين الشرق الأوسط بأسره: "الموقف الأمريكي،
أو بمعنى أدق، عدم بلورة مسيرة للأحداث في مصر، يدل على ضعف بالغ ومتواصل،
وبسببه تنظر الدول العربية أيضا إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أنها
خسرت ثرواتها في المنطقة بأسرها" ـ يشير جلبواع.
جلبواع الذي عاد مؤخرا من جولة من اللقاءات مع شخصيات كبيرة في الإدارة
الأمريكية، يشهد: "سمعت من الكثيرين في الولايات المتحدة الأمريكية أن
واشنطن لا تجد ما تفعله في الشرق الأوسط. دولة عظمى لا تجد ما تفعل ـ أي
أنها ضعيفة". ويعزز هذه الرؤية أيضا الأداء الأمريكي في الشأن السوري
والليبي: "إنهم يؤيدون المتمردين في ليبيا ولا يعلمون من هم، وماذا يفعلون
لكي يتولون السلطة.. كذلك الحال في سوريا ومصر".
"الوضع الحالي يعتبر ضربة للأمل بأن يأتي نظام جديد وديمقراطي" ـ يزعم
جلبواع، كما أشار: "في هذه اللحظات المجلس العسكري يحكم في مصر، والدولة
تعود لحقبة جمال عبد الناصر. طنطاوي رجل النظام القديم يحاول أن يلقي جثة
مبارك للشعب لكي ينجو. وضع مبارك حليف الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد فقط
على أنها تفلس في الشرق الأوسط".
ومثل بروفيسور ميتال، يحدد بروفيسور جلبواع أيضا أن الظاهرة تؤثر بشكل خاص
على دول عربية موالية لأمريكا: "تلك الدول تقول: مبارك يدفع ثمنا باهظا
بسبب علاقته بالغرب، وبالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".
الوضع القائم طبقا له يلزم دول العالم العربي بالبحث عن قوة عظمى إقليمية
جديدة: "والآن هذه القوة هي إيران النووية" ـ يقول جلبواع، وأضاف: "إن مصر
نفسها تحاول أن تخلق إطار من العلاقات مع العناصر الإسلامية ـ إيران
وحماس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أعقاب الاحتجاج: الجيش الاسرائيلي يجمد الخطة متعددة السنوات..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اليكس فيشمان"
"على خلفية الاحتجاج الاجتماعي وامكانية تغيير سلم الاولويات في
ميزانية الدولة، تقرر في جهاز الأمن التجميد، حاليا، لاستمرار الاستعدادات
لخطة "حلميش" – خطة العمل متعددة السنين للجيش الاسرائيلي التي كان أعدها
رئيس الاركان الوافد بني غانتس، وكان يفترض أن تبدأ في 2012 وتنتهي في
2018.
وسبق لمباديء الخطة أن أقرها وزير الدفاع وعُرضت على المجلس الوزاري. في
ورشة عمل عقدها رئيس الاركان قبل نحو اسبوعين حول الخطة – قبل أن يدور
الحديث عن تجميدها – تبين أن تحقيقها يستدعي زيادة ما لا يقل عن 6 مليارات
شيكل، المبلغ الذي سيوزع على مدى ست سنوات. كما تبين ايضا بأنه في ضوء
المصاعب التي يواجهها الاقتصاد الامريكي والتقليصات في ميزانيات المساعدة
الخارجية الامريكية، لا يمكن التعويل على امكانية زيادة المساعدات.
الخطة السداسية تشمل ميزانية لأكثر من 300 مليار شيكل، بحيث أن الزيادة،
التي تمثل خروجا بمعدل نحو 2 في المائة، ليست دراماتيكية لميزانية الدفاع.
ومع ذلك، منذ اندلاع الاحتجاج الاجتماعي أعربت اوساط في الجيش الاسرائيلي
عن تخوفها من أن تكون هناك صعوبة في عرض الخطة في هذه الايام على الحكومة
في ظل المطالبة بزيادة الميزانية المطلوبة.
في جهاز الامن تقرر بأن تعرض في الايام القريبة القادمة على الحكومة
المعاني التي ينطوي عليها عدم تطبيق خطة العمل. في هذه الاثناء – الى أن
تقرر الحكومة ماذا سيكون مصير خطة "حلميش" – تقرر في جهاز الامن تخطيط
ميزانية عمل الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن للعام 2012 فقط. ومع ذلك، فان
خطط العمل لدى الجيش الاسرائيلي هي خطط بعيدة المدى، والاستثمارات توزع على
مدى سنوات طويلة، بحيث أن خطة عمل لسنة واحدة فقط قد يكون بوسعها الحفاظ
على القدرات القائمة – ولكن ليس فيها ما يجعل ممكنا الاستعداد لتهديدات
مستقبلية في مجال التطوير والمشتريات. القرار بتجميد الخطة متعددة السنوات
من شأنه اذا أن يلحق ضررا مباشرا في استعدادات الجيش الاسرائيلي في ضوء
التغييرات السياسية والدراماتيكية الجارية في الشرق الاوسط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحظة الاختبار: منتهى السبت الكبير..
المصدر: "معاريف – نتيف نحماني"
المهرجان الذي عُقد في منتهى السبت الماضي في تل ابيب وفي ارجاء
البلاد أصبح مظاهرة قوة مثيرة للانطباع وأعطت ريح اسناد قوية للكفاح
الاجتماعي. قادة الكفاح يأملون بتكرار الانجاز بل وأكثر من ذلك في المظاهرة
التي ستجرى غدا في شارع كابلان، بل ان بعضهم يأمل في أن ينجحوا في الوصول
الى "مظاهرة النصف مليون". وهكذا فهم مصممون على الاثبات بأنه حتى بعد نحو
شهر من الكفاح – لا تزال الجماهير مستعدة للخروج الى الشوارع من اجل
التغيير الاجتماعي.
كجزء من اعلان النوايا لدى المنظمين، تقرر هذه المرة عدم عقد المهرجان،
الذي كان مخططا بأن يبدأ في 21:30 في ساعة متحف تل ابيب، حيث جرت في
السبتين الاخيرين. فالنشطاء يعتقدون بأن الساحة صغيرة من أن تتمكن من
استيعاب الجماهير المرتقب وصولها للتظاهر غدا. وعليه، فقد تقرر نقل المكان
الى شارع كابلان، حيث ستنصب المنصة، التي ستعرض عليها يهوديت ربيتس ويحتمل
ايضا ريتا وفنانون آخرون، في حدائق شارونة أمام معسكر وزارة الدفاع.
في اطار استخلاص العبر من المهرجان السابق، ستنصب شاشات ضخمة في الشارع
بحيث يتمكن كل من يأتي من مشاهدة ما يجري على منصة الحدث. الكثير من
المشاركين في المهرجان سيصلون اليه في ختام مسيرة تنطلق من منطقة الخيمة في
جادة روتشيلد.
خلافا للاسبوع الماضي، لن تعقد مهرجانات اخرى في أرجاء البلاد، باستثناء
القدس، وذلك لان هدف المنظمين هو خلق "كتلة حرجة" من المشاركين في مكان
واحد وذلك لخلق استعراض للقوة أمام الحكومة، بعد إقرار قانون لجان السكن
الوطنية. المبادرون للاحتجاج ينظمون باصات تخرج من الخيام المركزية في
أرجاء البلاد نحو تل ابيب، واعضاء اتحاد الطلبة، المجندون لذات الغاية،
ينظمون عشرات الباصات التي ستخرج من مؤسسات التعليم المختلفة في أرجاء
البلاد.
المظاهرة في القدس ستعقد هذه المرة ايضا امام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ميدان باريس.
في ختام المهرجانين السابقين وقعت صدامات عنيفة بين بعض المتظاهرين
والشرطة، التي بعثت برجال حرس الحدود للوقوف في الخط الأمامي. في هاتين
المرتين هتف المتظاهرون: "سيدي الشرطي، أنت ايضا تساوي أكثر". للشرطة
أنفسهم محظور التظاهر، ولكن نساءهم وأبناء عائلاتهم سيأتون لتأييد الاحتجاج
الاجتماعي. ومن منظمة نساء الشرطة جاء أنهن يأتين حاملات مطلب وقف الظلم
المتواصل للشرطة والسجانين ومتقاعدي الشرطة ومصلحة السجون، مقابل الموازين
لهم من صفوف الخدمة الدائمة في الجيش الاسرائيلي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الافراج عن سجناء أمنيين بسبب الاكتظاظ..
المصدر: "اسرائيل اليوم – ايتسيك سبان"
" نحو 770 سجينا، بينهم 200 سجين أمني، أُفرج عنهم أمس من السجون
في اسرائيل "بقرار اداري" كنتيجة لازمة الملاكات في مصلحة السجون. البارز
بين المفرج عنهم هو الشيخ حسن يوسف، من قادة حماس في الضفة الغربية.
وكان الشيخ يوسف قضى اربع سنوات في السجن، وبعد نصف سنة من الافراج عنه
اعتقل مرة اخرى. وانتهت فترة محكوميته قبل شهر، ولكن جهاز الامن مدده بشهر
ونصف لاسباب ادارية. ابن الشيخ يوسف هو مصعب حسن يوسف – العميل الأكبر
لاسرائيل في صفوف حماس في اثناء انتفاضة الاقصى، والذي كان فر قبل بضع
سنوات الى الولايات المتحدة.
في استقبال عقد على شرفه في رام الله قال يوسف انه سينضم الى مباحثات
المصالحة الفلسطينية الداخلية، واضاف بأنه يدعو "كل الفصائل الفلسطينية الى
التعاون في ضوء التهديد الصهيوني". في مقابلة مع وكالة "معا" الفلسطينية
للانباء، نفى يوسف التقارير التي قالت ان سجناء حماس في السجون هم الذين
عرقلوا صفقة تحرير جلعاد شليط. وقال ان "من أفشل المفاوضات هو نتنياهو الذي
رفض قبول مطالب حماس".
وردا على الافراج عن السجناء قال أمس نوعام شليط: "اليوم نسمع للمرة الاولى
بأن السجناء الامنيين يُفرج عنهم لأن ليس لمصلحة السجون قدرة على
احتجازهم. من جهة اخرى، رئيس الوزراء ومكتبه يخيفون الجمهور من أن الافراج
عن السجناء مقابل الافراج عن جندي الجيش الاسرائيلي سيؤدي الى موجات من
الارهاب. اذا كانت هناك اسباب للارهاب كي يعمل فهو سيحاول العمل دون صلة
بالظروف التي أُفرج فيها عنهم هؤلاء السجناء أو غيرهم".
عدد استيعاب السجناء في مصلحة السجون يبلغ اليوم 17.700 سجين، ولكن حتى
الافراج عن السجناء بلغ العدد 18.442 سجين. قانون الافراج الاداري يقضي
بأنه اذا كان عدد السجناء فوق عدد الاستيعاب الرسمي، فيجب الافراج الفوري
عمن بقي من محكوميته مدة هي في نطاق الافراج الاداري. فترة الافراج الاداري
عن كل سجين مشروطة بطول محكوميته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شمس صيفية ورأس هادىء
المصدر: "هآرتس"
تكن المفارقة التاريخية على ما يبدو محبة خاصة لرؤساء الوزراء في
اسرائيل. فهؤلاء يضطرون في احيان كثيرة الى تحقيق سياسة تتناقض ومذاهبهم
والعمل بخلاف الشعارات التي رفعتهم الى الحكم. هذا المصير لا يتعدى بنيامين
نتنياهو، الذي في المجال السياسي اقتيد رغم أنفه نحو الاعتراف (التصريحي
على الأقل) بالحاجة الى تقسيم البلاد، والآن تقف أمامه معارضة شعبية غير
مسبوقة في قوتها، تطالب بكل ما هو العكس التام لمفهومه الاقتصادي، الذي بنى
عليه فخاره.
والامر مفعم بالمفارقة على نحو خاص في أن مطلب متظاهري الخيام لانتهاج
سياسة "دولة الرفاه" على الفور والذي لم يسبق له مثيل، موجه بالذات للمؤيد
الأكبر لفكرة المنافسة والسوق الحرة. ولكن يحتمل أن يكون هذا المطلب أقل
هجومية وشمولا، لو لم يظهر نتنياهو في ولايته تضاربا بهذا العمق بين التمسك
اللفظي بالايديولوجيا وبين تذبذبات الارضاء والانثناء على المستوى العملي –
السياسي.
بعد نحو اسبوعين من اندلاع الاحتجاج كان نتنياهو مطالبا بالتالي بالانصات
الى بواطن قلب الجمهور وارضاء المتظاهرين، وفي نفس الوقت الحفاظ على
استقامته وانجازاته المؤكدة في السياسة الاقتصادية وكذا الاعتراف بالحاجة
لاعادة توجيهها من اجل العدالة الاجتماعية، والتسامي فوق خطي السلوك
الشخصي: من جهة هستيريا فزعة ومن جهة اخرى انعدام فعل وتسويف عضال. وبقدر
ما تبدو هذه المناورة متعذرة – فان بديلها هو الفوضى السياسية والاقتصادية،
أو الاستقالة والتوجه الى الانتخابات.
مناورة لا تقل تعقيدا مطلوبة من حركة الاحتجاج: من جهة محظور أن تفقد هذه
الزخم والريح المنعشة، ومن جهة اخرى، محظور أن تتباهى بنفسها، فتتمترس وراء
افكارها الثورية لذاتها وبشعارات الكدّية الجارفة (مثل معارضة قانون لجان
السكن الوطنية). من الافضل أن تبادر الى ترجمة أمانيها الى لغة سياسية
واقعية، تراعي الاضطرارات الموضوعية ايضا.
صيف انعدام الراحة، الذي اندلع هذه السنة بقوة مفاجئة، كفيل بأن يُحسن
الحياة في اسرائيل اذا ما تمكن المحتجون ورئيس الوزراء على حد سواء من
الحفاظ على رأس هادىء حتى عندما تحتدم رياح التغيير".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نافذة لمستقبل جديد
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ دافيد غروسمان"
" مع خروج السبت الاخير، في المظاهرة في القدس، نظرت حولي ورأيت
نهرا من الناس يجري في الشوارع. كان هناك الاف الناس ممن لم يُسمعوا
اصواتهم منذ السنين. وفقدوا كل أمل بالتغيير وانطووا داخل مشكلاتهم ويأسهم.
لم يكن سهلا أن انضموا الى الصرخات الموقعة للشباب ذوي مكبرات الصوت. فربما
كان هذا حرج من لم يعتد أن يجهر بصوته، ويخشى الصراخ ويحجم عن الصراخ في
جماعة. شعرت للحظات أننا، سائرين في المسيرة، ننظر الى أنفسنا في دهشة وشك
طفيف، وأننا لا نؤمن بأنفسنا تماما وبما يصدر عنا: فهل نحن في الحقيقة
"جمهور" كهذا، جمهور غاضب يلوح بقبضات أيديه، كما رأينا في مظاهرات مشابهة
في تونس ومصر وسوريا ولبنان؟ هل نريد أن نكون جمهورا كهذا؟ وهل نعني بجدية
ما نصرخ به ههنا بايقاع أي "الثورة؟" وماذا سيحدث اذا نجحنا "فوق الحاجة"،
وانهارت دعائم هذه الدولة الهشة؟ وماذا سيحدث اذا أصبح الاحتجاج والحماسة
فوضى؟
لكن بعد عدة خطوات يحدث شيء ما ويدخل الدم. الايقاع والزخم والمشاركة. انها
ليست مشاركة مهددة ممحوة الوجه بل هي مشاركة غير متجانسة وفسيفسائية
ومختلطة وعائلية ومع شعور قوي بأننا نفعل الشيء الصحيح، نفعل الشيء الصحيح
آخر الأمر. وآنئذ يثور التساؤل أيضا: أين كنا الى اليوم؟ وكيف سمحنا لهذا
بان يحدث؟
كيف سلمنا لان تجعل الحكومات التي اخترناها صحتنا وتربية أبنائنا ترفا؟
وكيف لم نهب عندما سحق موظفو المالية العاملين الاجتماعيين وقبلهم المعوقين
والناجين من المحرقة والشيوخ والمتقاعدين؟ وكيف دفعنا طوال سنين الجائعين
والفقراء الى بيوت الصدقة وجمعيات التفضل وحياة الذل الطويلة، وكيف تخلينا
عن العمال الاجانب لتنكيل مطارديهم وصياديهم، وتجارة عبيد وتجارة نساء؟
وكيف سلمنا بعروض الخصخصة الساحقة وفي خلال ذلك فتتنا كل شيء عزيز علينا –
التكافل والمسؤولية والمساعدة المتبادلة والشعور بالانتماء الى شعب واحد؟
كانت لعدم الاكتراث هذا كما تعلمون أسباب كثيرة، لكن الخلاف العميق حول
مسألة الاحتلال هو في نظري الامر الذي شوش أكثر من كل شيء على أجهزة رقابة
وانذار المجتمع الاسرائيلي. طفت فوق السطح الجوانب السيئة المريضة في
مجتمعنا ونحن – ربما بسبب الخوف من الوقوف بعيون مفتوحة في مواجهة واقع
حياتنا كاملا – استسلمنا بحماسة لمختلف من جعلوا أحاسيسنا غبية والى
المشوشين على الواقع. وقد نظرنا أحيانا في أنفسنا: ان فريقا منا أحب جدا ما
رأى، وفريقا اشمئز وصد، لكن من صد أيضا قال هذا هو الموجود وتنهد وسماه
"الوضع" وكأنه قضاء وقدر؛ فالى ذلك أيضا تركنا لقنوات التلفاز التجارية أن
تملأ أكثر فراغ وعينا الجماعي وان تصوغ أنفسنا بمفاهيم صراعات البقاء
والافتراس، وان تغري بعضنا ببعض، وان نحتقر كل من هو أضعف منا ومن هو مختلف
و "غير جميل" ولا لوذعي ولا غني. وقد كف بعضنا عن ان يتحدث الى بعض منذ
سنين كثيرة ومن المؤكد اننا كففنا عن الاصغاء، لانه كيف يمكن – في هذا الجو
جو "خُذ قدر استطاعتك" – الا ينقض بعضنا على بعض وينهب بعضنا بعضا. أليسوا
يقولون لنا هذا ويبينونه بكل سبيل ممكنة – وان كل إنسان لنفسه ولمصيره.
وكلما أرهقنا أنفسنا بالمشاجرات التي لا تنقطع أصبحنا مادة أسهل للسيطرة
والتحكم وجعل الذهن غبيا، وأصبحنا ضحايا "فرق تسد" خفية وناجعة. وهكذا، من
المال الى المال ومن المال الى السلطة والى الصحيفة أصبح تناول القضايا
المصيرية ضحلا وأصبح صراعا على أنه "من يحب الدولة ومن يكرهها" و "من يخلص
لها ومن يخونها" ومن هو "اليهودي الجيد" ومن "نسي أنه يهودي"؛ فكل نقاش
عقلاني غُمس في تقيع شجار انفعالي، شجار الوطنية والقومانية، وشجار ادعاء
البر وانك الضحية، ورويدا رويدا حُسم إمكان نقد واعٍ لما يحدث ههنا ووجدت
اسرائيل نفسها آخر الامر تعمل وتتصرف - نحو مواطنيها – بخلاف تام للقيم
والتصورات العامة التي كانت ذات مرة روحها وخاصيتها.
لكن فجأة وبخلاف جميع التوقعات، حدث شيء ما، واستيقظ الناس وانفتحوا الى
شيء ما لم يزل غير واضح في الحقيقة والى أين يتجه وما زالت لا توجد كلما
لوصفه بدقة أو لفهمه حتى النهاية. لكنه أخذ يتضح وينصاغ مع الصراخ بهذه
الشعارات التي تتخلص فجأة من قشرة الكليشيه وتصبح شعورا حيا، "الشعب يريد
عدالة اجتماعية!"، و "نريد عدالة ولا نريد صدقة!" وكلمات اخرى كهذه وصيحات
من أزمان أخرى وأصبح يوجد أحيانا اشارات الى طريق ممكن للشفاء والاصلاح،
ويعود الينا هذا الشيء المنسي، أعني كرامتنا الذاتية، كرامة الاسرائيلي
الفرد واسرائيل كلها.
توجد قوة ضخمة، ومتعتعة ومسكرة شيئا ما ايضا في هذه اليقطة. فمن المغري أن
تجرك النشوة – وتجدد الشباب – التي يبثها المسار الجديد. ومن السهل ان
تخطيء في وهم اننا نخرب مرة اخرى عالما قديما ونسويه بالارض. بيد أن الامر
ليس على هذا النحو بالضبط: فالعالم القديم لم يكن كله سيئا، كانت له ايضا
انجازات عظيمة ستمكن الان فيما تمكن من تحقيق جزء من مطامح حركة الاحتجاج
والحرية التي يمكن بها التعبير عن هذه المطامح. لهذا يجب ان يتحدث هذا
النضال بلغة تختلف تماما عن لغة النضالات التي كانت هنا حتى الان. ويجب ان
يقوم فوق كل شيء على الحوار وان يكون اشراكيا لا مقصيا؛ وان يكون مبدئيا لا
انتهازيا وفئويا. فهذه هي الطريقة التي يستطيع فيها هذا العمل ان يحافظ
على التأييد الجماهيري الكبير الذي يحظى به. وإن الغموض في حركة الاحتجاج
يمكن كل جماعة فيها من التمسك باراء سياسية واعتقادات يخالف ويناقض بعضها
بعضا، والتعرف مع كل ذلك - لاول مرة منذ عقود – لبرنامج عمل مشترك مدني
وانساني، ومن الشعور حتى في الفخر للانتماء الى هذه الجماعة. فمن في
اسرائيل يستطيع أن يسمح لنفسه التخلي عن هذه الموارد النادرة؟
إن حركة الاحتجاج هذه وامواجها الارتدادية تقترح علينا إمكان محادثة بين من
لم يحادث بعضهم بعضا منذ عشرات السنين. وبين طبقات اجتماعية مختلفة
ومتباعدة. وبين المتدينين والعلمانيين، وبين العرب واليهود. وفي هذا
المسار، مسار تعرف المشترك وما يمكن احرازه يمكن أن ينشأ أيضا بين اليمين
واليسار تحادث واقعي وأكثر تعاطفا – في عدم إكتراث اليسار مثلا باولئك
الذين اقتلعوا من غوش قطيف، وجرح المستوطنين المفتوح – وهو تحادث ربما
يستطيع أن ينقذ ما يمكن انقاذه من شعور التكافل الذي لا يحق لدولة في وضعنا
التخلي عنه. بعبارة اخرى اذا كانت روح الحركة تلائم بيت شعر أمير جلبوع
الذي يقول "استيقظ انسان في الصباح فجأة يشعر بأنه شعب وبدأ السير"، فيجب
عليها ان تستمر الان وأن تنشد، "وهو يقول لكل من يلقاه في طريقه "سلام"".
يسهل انتقاد خطوات الحركة الشابة والشك فيها. فعلى العموم أسهل دائما ان
تجد أسبابا لماذا لا تفعل فعلا حازما وشجاعا. لكن من يصغِ الى ما يصدر عن
المتظاهرين – لا في روتشيلد فقط بل في جنوب تل أبيب وفي أحياء القدس
واسدود وحيفا ومعلوت – ترشيحا ايضا – يدرك أنه ربما فتحت لنا ههنا نافذة
الى مستقبل مختلف. فالزمان ناضج لهذا المسار وله آخر الامر، وهذا ما يثير
الدهشة، طوابير. ربما يكون هذا ما عنته امرأة شابة تقدمت اليّ في المظاهرة
في القدس وقالت: انظر، ما تزال القيادة جوفاء لكن الشعب لم يعد كذلك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحرك يا بيبي، هيا تحرك
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"
" في نهاية المظاهرة المثيرة للانطباع في منتهى السبت الماضي،
كانت العودة الى القاعدة في جادة روتشيلد صعبة على المتظاهرين. فقد كان
واضحا أن النجاح أدار رؤوسهم فأرادوا استنفاده حتى النهاية. للحظة رأيت في
التلفزيون أفراد شرطة طلبوا من المتظاهرين ألا يزعجوا حركة السير. وأنا
أعترف أن قلبي نقصته دقة. فمواجهة عنيفة فقط تنقصنا، قلت لنفسي.
ولكن كان هناك أمل في ألا يحصل هذا، للسبب البسيط في أن متظاهري الخيام لم
يرغبوا في فقدان جمهور عاطفيهم الغفير. فهم لم يطرحوا أنفسهم كفوضويين بل
كملح الارض، يمثلون ازمات معظم الجمهور. وكشف المتظاهرون النقاب عن الاحساس
بالظلم في توزيع العبء الامني والاقتصادي، ومن هنا الضغط لاحداث تغيير في
سلم الاولويات.
كلما ازداد عدد المتظاهرين، يتبين أن الهدف ليس العصيان بل الصرخة من القلب
باسم كل الشعب. تخفيض الضرائب غير المباشرة يمكن القيام به بين ليلة
وضحاها، ولكن في عالم العولمة لا يوجد للدول مرونة كاملة تسمح لها باقرار
أجندتها الخاصة. حكمة سكرتير الهستدروت كانت في أنه عرف دوما حدود كفاحه في
اطار الممكن.
مظاهرة جادة روتشيلد أصيلة. 3.5 مليون شخص مسجلون في الفيس بوك في اسرائيل –
نسبيا، المكان الاول في العالم. وكل آيفون هو زعيم. مع كل الاحترام، نحن
مع ذلك مرتبطون بنهج العولمة القائم ومتعلقون بالاستثمارات العالمية. نحن
لسنا قوة عظمى يمكنها أن تفعل كل ما يطرأ على بالها. علينا أن نحذر ألا
نلقي بماء الحمام وبالوليد ايضا، يقول رجل اعمال.
التخوف من أن تتحول مظاهرة الخيام الى انتفاضة عنيفة على نمط ميدان التحرير
ليس معقولا. ليس من جانب زعمائها ولا من جانب الحكومة. ولكن الفكرة هي أن
الحكومة لا يمكنها أن تنتظر بصفر فعل، الى أن تمر هذه الموجة والاكتفاء
بخطوات تصريحية فقط. حاجز الظلم العام يخلق، على نحو مختلف، وضعا تتميز به
تحقيقات جرائم الجنس، حين يزحف التحقيق الى الماضي السحيق للاثبات بأنه كان
هناك نهج في منظومة الظلم الاجتماعي والاقتصادي. وليست هذه صدفة في أنه في
كل بضعة ايام ينضم المزيد فالمزيد من الاشخاص من قطاعات مظلومة اخرى. وحتى
ممثلي المستوطنات جاءوا الى جادة روتشيلد وقربوا الانفجار الذي يلوح في
الأفق.
هل يوجد فقدان ثقة بنتنياهو؟ اذا كان كذلك، فهذا أساسا لأن هذه المظاهرة
اندلعت في ورديته. ولكنها تعتمل منذ سنوات عديدة تحت الارض. ليس لدى بيبي
بدأ هذا، وليس لديه سينتهي. النائب نحمان شاي يقول ان العالم اليوم مسطح،
ليس مراتبيا، بينما الحكومات تعرف كيف تعالج العالم الذي هو أناني – مراتبي
وممركز. جراء ذلك نشأ هنا حوار طرشان. الوسائل التي اتبعتها الحكومة مع
الفلسطينيين لن تتبع في جادة روتشيلد. التفريق بالقوة للمتظاهرين العنيفين
ليس خيارا لا لدى المتظاهرين ولا لدى الحكومة، في اسوأ أحلامها.
لن تجدي بيبي أي حيلة، وهو سيضطر الى توديع الكثير من المال بل وربما قول
وداعا لشتاينيتس. ولكن ثورة روتشيلد لن تسقط بيبي. حتى لو سقط، ليس مؤكدا
ألا يُنتخب للمرة الثالثة. التقدير في هذه اللحظة هو أن معظم مطالب متظاهري
روتشيلد لن تستجاب. قانون تعليم مجاني من عمر صفر لن يكون. "قلب الموضوع"،
كما شرحت كيرن مرتسيانو في القناة الثانية، هو أن "بيبي غير مستعد لتغيير
فكره الاجتماعي والرأسمالي". معظم المطالب، حسب تقريرها، لن تستجاب، رغم
أنه من يوم الى يوم ينضم الى الاحتجاج أناس من قطاعات مختلفة.
ولكن سذاجة المتظاهرين تلاحقهم. فبمطالبهم يُذكروننا بمريض يشكو أمام
الطبيب من جوانب لا ترتبط معا لتصل الى تحديد المرض وعلاجه. سذاجة مبادري
الثورة وجدت تعبيرها ايضا في مطلبهم في أن تُصور المفاوضات مع رئيس الوزراء
في الزمن الحقيقي. ومع ذلك، فالمتظاهرين الأغرار بدأوا يتبلورون، فهم
يطالبون بتخفيض الضرائب، ولا سيما ضريبة القيمة المضافة، يطالبون بالرقابة
على ايجار الشقة بالتشريع، يطالبون باحلال قانون التعليم الالزامي المجاني
من عمر ثلاثة اشهر.
بيبي، الذي يقترب من المواجهة في ايلول مع الفلسطينيين وحلفائهم في العالم،
ملزم أولا وقبل كل شيء في أن يحصل على الثقة والاسناد من أبناء شعبه قبل
أن يصدقه العالم.
ليس لك كل الزمن الذي في العالم. تحرك يا بيبي، هيا تحرك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علاقة ايران بالارهاب: التحدي الاسرائيلي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" إن هذه الايام، التي توشك الولايات المتحدة فيها أن تتذكر مرور
عشر سنين منذ الحادي عشر من ايلول 2001، هي وقت مناسب لقرار واشنطن في
الاسبوع الماضي على الكشف عن العلاقات القريبة بين منظمة القاعدة وايران.
ذكر تقرير لجنة تحقيق أحداث الحادي عشر من ايلول عدة مرات التعاون بين
الاثنتين لكنه لم يقدم تفصيلات كثيرة وراء ذلك. وذكر في التقرير أنه توجد
"ادلة قوية على أن ايران ساعدت على نقل" عشرة من التسعة عشر مختطِفا من
العربية السعودية الى معسكرات تدريب اسامة بن لادن في افغانستان.
ترك كُتاب التقرير العلاقة بين القاعدة وايران موضوعا غير محلول حينما
كتبوا: "نعتقد أن هذا الامر يحتاج الى تحقيق أعمق على يد حكومة الولايات
المتحدة".
جرى تلقي فكرة ان لايران علاقات بالقاعدة، في الولايات المتحدة بشك كبير من
جزء من الدوائر التي تشتغل بسياسة الخارجية. فهؤلاء الباحثون والمحللون
يصعبون الامور في احيان كثيرة بقولهم: كيف يمكن نظاما شيعيا عسكريا ان
يتغلب على الفروق العقائدية بينه وبين منظمة سُنية متطرفة وان يعمل معها؟
وهم يشيرون الى حقيقة ان التصور التقليدي عند القاعدة لا يرى الشيعة مسلمين
حقيقيين بل كفارا. ويذكرون ان فرع القاعدة في العراق قتل الاف الشيعة في
عمليات انتحارية بل دمر مساجدهم.
كان بلينت لابرت الذي كان في الماضي باحثا في منظمة وكالة الاستخبارات
الامريكية وأصبح بعد ذلك من أفراد مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة
هو الذي عبر عن هذا التحليل. فقد كتب لابرت ان ايران في 2001 كانت عدو
منظمة القاعدة وكانت مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة على محاربة اسامة بن
لادن.
وكتب بروس ريدل وهو زميل للابرت في وكالة الاستخبارات المركزية في 2010:
"في الصورة العامة، فان الشواهد على علاقات عداء اكثر اقناعا من الشواهد
على تعاون". فقد كان يصعب التفكير في حلم حقيقي بين ايران والقاعدة.
في الثامن والعشرين من تموز نشرت ادارة اوباما معلومات محددة عن علاقات
وثيقة بين الاثنتين. وكشفت وزارة مالية في الولايات المتحدة في وثيقة جديدة
عن وجود شبكة ارهاب من ستة اشخاص من القاعدة يرأسها مفوض في ايران.
تستخدم شبكة الارهاب هذه "انبوب تحويل رئيسا" تنقل به منظمة القاعدة اموالا
ودعما بلوجستيا وناس عمليات من دول عربية في الخليج الفارسي الى جبهات
القتال في افغانستان وباكستان.
وبيّنت وزارة المالية الامريكية التي يشمل مجال مسؤوليتها جمع معلومات عن
مصادر تمويل الارهاب الدولي أن الشبكة التي كشف النقاب عنها عملت بحسب
اتفاق سري بين القاعدة والحكومة الايرانية. وخلصت الولايات المتحدة الى
استنتاج أن ايران كانت تستخدم "نقطة انتقال حاسمة" للقاعدة. وان رئيس
الشبكة بدأ العمل في 2005. وذكر صحيفة "وول ستريت جورنال" ان هذه اول مرة
تعرف فيها حكومة الولايات المتحدة على نحو رسمي العلاقة بين ايران
والقاعدة.
ملاذ في ايران
قبل هذا الكشف كانت توجد معلومات جزئية فقط عن التعاون بين منظمة القاعدة
وايران. فعلى سبيل المثال اعترف علي محمد وهو نشيط كبير في القاعدة بحضرة
محكمة فيدرالية في نيويورك في تشرين الاول 2000 بانه أتم لقاءا بين ابن
لادن والقائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية في السودان. وبيّن أن ايران
استعملت حزب الله لامداد القاعدة بالسلاح.
وكانت ثمّ تقارير ايضا عن أن وفودا من المنظمة سافرت الى ايران والى البقاع
اللبناني لاجراء تدريبات. وتم الابلاغ ايضا ان نائب ابن لادن ومواصل طريقه
ايمن الظواهري أنشأ علاقات عمل قريبة لاحمد وحيدي وزير الدفاع الحالي
لايران. وبعد 2001 لجأ فريق من قيادة القاعدة الى ايران.
برغم المعلومات التي اجتمعت عن التعاون بين القاعدة وايران بقيت الجماعة
الاستخبارية الجديدة مختلفة في شأن عمق العلاقات. يعترف رئيس وكالة
الاستخبارات الامريكية السابق، جورج تينت في مذكراته بان قيادة القاعدة في
ايران كانت مهيمنة جدا الى درجة ان فروعا اخرى من المنظمة شاورتها في إمكان
شراء ثلاث قنابل ذرية يبدو أنها سرقت من روسيا.
في 2003 استطاعت الاستخبارات الامريكية ان تلتقط محادثات اظهرت أن القاعدة
في ايران مسؤولية عن التخطيط لعملية انتحارية ثلاثية في الرياض، عاصمة
السعودية، قتل فيها 34 شخصا، منهم 8 امريكين. وزعم تقرير نشرته "ويكيليكس"
من سنة 2008 أن فريقا مشتركا من القاعدة ووحدة استخبارات تابعة للحرس
الثوري الايراني عمل في افغانستان وخطط لعمليات انتحارية موجهة على قوات
حلف شمال الاطلسي.
إن الكشوف الجديدة من الاسبوع الماضي المتعلقة بشبكة القاعدة في ايران ذات
صدق كبير ولا سيما عند الفحص عنها على خلفية التقرير الكثيرة الاخرى التي
اجتمعت في العقد الاخير.
لماذا تكشف الولايات المتحدة عن هذه المعلومات الان بعد هذه السنة الكثيرة
جدا؟ ان ادارة اوباما تحصر عنايتها اليوم في انها التدخل العسكري الامريكي
في افغانستان. ولم تعد واشنطن توهم نفسها بخطأ التوجه الى ايران كي تكون
شريكة وتساعد على انسحاب الولايات المتحدة. فالمساعدة الايراني للقاعدة
وطالبان تهدد حياة جنود امريكيين، تهديدا مباشرا.
للتعاون بين ايران ومنظمة القاعدة آثار على اسرائيل ايضا. فعندما يكون
الحديث عن الساحة الفلسطينية، فان جهاز الامن الاسرائيلي عالم جيدا منذ زمن
بعيد بحقيقة أن طهران مستعدة للعمل مع منظمات سُنية متطرفة كحماس والجهاد
الاسلامي.
يبدو الان أن الاستعداد الايراني للعمل مع عناصر سُنية متطرفة يفشو. فقد مدت ايران يدها الى الاخوان المسلمين في مصر.
قبل بضعة أيام حكمت محكمة في الاردن على المرشد الروحي لابي مصعب الزرقاوي
الذي كان قائد القاعدة في العراق والذي بدأ حياته ضيفا للحرس الثوري في
ايران. وقد نفذ عمليات في عمان وحاول تجنيد فلسطينيين من الضفة الغربية.
إذا رسخت أسس فروع اخرى للقاعدة في هذه المنطقة، فستضطر اسرائيل الى
الانطلاق من فرض أن ايران ستعرف كيف تشترك معها لتعريض اسرائيل لتحديات
جديدة على طول الجبهة الشرقية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدفع الخلفي
المصدر: "معاريف ـ شموئيل روزنر"
" في شهر آذار 2009، قبل سنتين ونصف السنة تقريبا، سافر موظفان
امريكيان كبيران جدا الى دمشق. أحدهما كان رجل وزارة الخارجية جفري بالتمن،
الآخر وجه من المجدي الاعتياد عليه، دان شبيرو، ابتداءا من هذا الاسبوع
سفير الولايات المتحدة في اسرائيل. وقد أدارا ما وصف في حينه بأنه "محادثات
بنّاءة" مع الموظفين السوريين، بعد اربع سنوات لم تطأ فيها قدم موظف كبير
سوريا. الرئيس جورج بوش قرر مقاطعة السوريين، خليفته براك اوباما قرر رفع
المقاطعة. "وجدنا أن هناك الكثير من الامور المشتركة"، قال في حينه بالتمن،
ولم يفسر. بل وأضاف بأن هذه محاولة "لتحقيق نتائج من خلال الاتصالات".
يمكن للمؤرخين أن يتجادلوا في المستقبل في مسألة اذا كانت هذه الـ "نتائج"
التي استهدفتها الـ "الاتصالات". سنتان ونيف من الاتصالات خلفت أساسا
احساسا بخيبة الأمل في الادارة الامريكية. وعندها جاء السوريون وشرعوا بنوع
آخر من الاتصالات – وكأن نتائجها يمكن أن تُقاس بالجثث، بالدم. الاسئلة
لادارة اوباما بقيت مفتوحة، مهجورة. هذا الاسبوع وقف السفير روبرت فورد
لمواصلة الاستماع الذي تقرر له في مجلس الشيوخ. هذا هو الرجل الذي بعثه
الرئيس الى دمشق كاشارة لجدية نواياه في عدم مواصلة سياسة القطيعة التي
انتهجها سلفه. غير أن اوباما لم يعين فورد كسفير دائم. فقد استخدم صلاحيته
لارساله الى العاصمة السورية كتعيين مؤقت. وهذا "المؤقت" سينتهي في نهاية
السنة بحيث أنه في هذه الاثناء ينبغي للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ اجراء
مقابلة مع السفير، وتعيينه سفيرا دائما – أو لا.
كان يمكن التوقع بأن تعيين سفير في سوريا سيثير اهتماما هائلا في العاصمة
الامريكية، في الوقت الذي يذبح فيه بشار الاسد أبناء شعبه ويتردد مجلس
الامن في مسألة اذا ما وحتى ما سيسير في محاولة ضبط سلوك الرئيس السوري.
غير أن مثل هذا الاهتمام لم يثر. فبعد يوم من الوصول الى الحل الوسط
المخلص لازمة سقف الدين الامريكي، كان المشرعون على ما يبدو تعبين من أن
يهتموا بما يحصل في أزقة حماة. للاستجواب المتوقع لفورد جاء ولي آخر،
السناتور بوب كيسي من بنسلفانيا.
رفاق كيسي في مجلس الشيوخ ثلاثة في عددهم – بالمناسبة، من البارزين بين
الشيوخ المؤيدين لاسرائيل – رفعوا هذا الاسبوع مشروع قانون جديد يحظر على
الولايات المتحدة المتاجرة مع أي شركة تتاجر مع سوريا في اقتصاد الطاقة.
ولم يجد فورد معنى كبيرا في هذا القانون، ولكن الشيوخ جو ليبرمان، كريستان
غليبرند ومارك كيرك، لم يأتوا لمجادلته. "الشركات الكبرى التي تعمل في
اقتصاد الطاقة السورية هي من اوروبا أو جيران سوريا"، شرح فورد. وعقوبات
امريكية من النوع الذي اقتُرح في مجلس الشيوخ لن تؤثر عليها بشكل حقيقي،
كما ادعى. فما الذي سيؤثر اذا؟ كانت هناك أجوبة، ليست مرضية بالضرورة. لقد
شددت الادارة ضغط العقوبات من جهتها على مسؤولين سوريين كبار، بل واللغة
ايضا كانت أكثر حدة. فقد قال اوباما في بداية الاسبوع انه "اشمئز" مما
يفعله الرئيس السوري، فهل هذا يعني أن على الاسد أن يرحل؟ في استماع فورد
الجواب لم يكن بعد لا لبس فيه. فهو "فقد الشرعية، ولا يمكنه أو لا يريد أن
يقود الانتقال الى الديمقراطية، الذي يطالب به مواطنو سوريا"، قال فورد.
ولكنه لم يقل: حان الوقت للرحيل.
سؤال جيد
يوم الثلاثاء، في مجلة المحافظين الجدد الاسبوعية "ويكلي ستاندرد"، نشر
اليوت ابرامز، المستشار السابق للرئيس بوش، "عشرة الاسئلة" التي كان ينبغي
لاعضاء مجلس الشيوخ أن يسألوها لفورد في الاستماع – ولم يسألوها. فاذا كانت
الولايات المتحدة تحتاج الى سفير في دمشق، كتب ابرامز، فان "فورد هو رجل
ممتاز للمنصب". سؤال اول من أصل العشرة: "لماذا لا تدعو الولايات المتحدة
الى رحيل الاسد، اذا أخذنا بالحسبان حقيقة أنها دعت بالفعل الى رحيل حليفها
القديم مبارك؟".
طرحت السؤال هذا الاسبوع على أحد معارفي الذي يعرف جيدا السلك الدبلوماسي
الامريكي. وقد فهم بالطبع بأن هذا ليس سؤالا، بل انتقادا. ولكن مع ذلك عرض
جوابا – من نوع الاجوبة التي تبدو مثيرة للاهتمام على نحو خاص في الاسبوع
الذي اقتيد فيه الرئيس المصري السابق الى محاكمة تظاهرية، من وراء قفص:
"لعلنا بسبب ما حصل بعد أن دعونا مبارك الى الرحيل، نحن لا نريد أن نرتكب
ذات الخطأ مرة اخرى؟"، سأل – أجاب.
الامكانية التي من الاكثر قبولا طرحها تشير الى الدور الامريكي في ليبيا،
الامر الذي يردع الآن الادارة من مزيد من التورط في تدخل نهايته ليست مؤكدة
مسبقا. في مصر الحاكم تغير على الاقل بحيث أنه حتى لو لم تكن النتيجة
ناجحة على نحو خاص، فان الامريكيين على الأقل لم يراهنوا على الحصان غير
الصحيح. في ليبيا الوضع أكثر تعقيدا: الامريكيون راهنوا، استثمروا، وعدوا،
بلا نتائج. معمر القذافي سيعود الى كرسيه – حتى لو كان هذا كرسي متهالك –
ووعود اوباما بعملية قصيرة الايام تبددت في رياح الخماسين.
حذر أم انهزامية
"القيادة من الخلف هي اسلوب، وليست ديمقراطية"، شخص بحدة قبل بضعة اشهر
كاتب الرأي تشارلز كورتهايمر. هكذا رد على زعم أحد كتاب مجلة "نيو يوركر"
الذي وصف القيادة "من الخلف" كـ "شيء يُذكر" بالعقيدة – العقيدة التي هي
المفتاح لفهم السياسة الخارجية للرئيس اوباما.
القيادة من الخلف معناها أن الولايات المتحدة لا تقف على رأس الحربة بل
تؤيد أحدا آخر. مثلا، قوات الناتو الاوروبية التي تخوض الحملة الحربية في
ليبيا. مثلا، المعارضة السورية التي التقى بعض قادتها هذا الاسبوع بفورد
ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كي يسمعوا منهما بأن سوريا هي "دولتكم"،
بمعنى أنكم أنتم تقررون اذا كان الاسد سيسقط أم لا. أفعالكم ستقرر وجه
سوريا نحو استمرار الدكتاتورية، الحرب الأهلية أو الديمقراطية الجديدة.
أنتم – بمعنى ليس نحن. اوباما مستعد لأن يؤيد القوى العاملة على تحسين حياة
المواطنين في أرجاء العالم، ولكنه لم يعد مستعدا لأن يضع امريكا في رأس
الطابور الشرطي الذي يفترض به أن يفرض نظاما ديمقراطيا على العالم. على أي
حال، فان الجدال ليس فقط على مسألة اذا كان الحديث يدور عن "عقيدة" أم عن
"اسلوب" بل وايضا عن مسألة اذا كان الحديث يدور عن سياسة حذرة ومدروسة أم
ربما انهزامية جبانة.
في ادارة اوباما يقولون انه ليس معقولا أن تخرج امريكا بالذات سوريا من
الوحل. لديها جيران عرب يمكنهم أن يتجندوا، توجد دول غنية وقوية في اوروبا
يمكنها أن تؤثر، يوجد جبابرة يستيقظون في آسيا. عندما تفرض امريكا النظام،
فانها تبذر مقدراتها الحيوية بل وتعطي باقي العالم الذريعة للاستياء
ولكراهيتها. أما عندما "تقود من الخلف" – هكذا يؤمن اوباما – فسيكون بوسعها
الوصول الى نتائج مشابهة ولكن دون ترك أثر مُدين، ودون اعطاء ذخيرة
لمعارضي التغيير.
اوباما "ملزم بأن يكون حذرا"، شرح هذا الاسبوع محرر مجلة "فورين بوليسي".
أحد "لا يشعر بالارتياح لرؤية دبابات سورية تصيد متظاهرين في شوارع حماة،
ولكن اصحاب الرأي يميلون دوما الى المبالغة في قوة الولايات المتحدة في
تصميم الاحداث كما تشاء". وها هي حادثة لن يُمسك بالرئيس اوباما فيها:
فلعله يميل الى المبالغة الشديدة بقوته في اعادة تصميم الساحة الداخلية
الامريكية ولكنه منذ بداية الطريق أخذ جانب التواضع في مسألة قدرة الولايات
المتحدة على التأثير على باقي العالم. فهل هكذا صحيح أن يفعله؟ مؤيدوه
يقولون إن نعم، ويشيرون الى الجلبة التي أثارها سلفه. خصومه يقولون إن لا،
ويذكرون انه اذا لم يكن رئيس الولايات المتحدة يؤمن بقوة دولته في تصميم
العالم – فستكون هذه نبوءة من شأنها حتى لو لم تكن صحيحة أن تجسد نفسها.
بتعبير آخر: الحظوة على تحرير سوريا، اذا ما وعندما سيأتي، لن يكون بوسع
اوباما أن يعزوها لنفسه. ويبدو أنه لا يريد ايضا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من احتجاج الى قوة سياسية
المصدر: "هآرتس ـ زئيف شترينهل"
" في هذه الايام خاصة، أيام الأمل والتوقع حيال تقدم المجتمع
المدني الى مقدمة المنصة، يصعب الا نفكر في الصورة التي كان قد يلبسها
الاحتجاج والنتائج التي يحققها لو كان يوجد ههنا حزب اشتراكي – ديمقراطي
كبير صادق والى جانبه اتحاد مهني يستحق اسمه. أجل ان هبة عفوية لا تجد
سريعا جدا تعبيرا حزبيا ولا تهدد من يمسكون بزمام السلطة، تكون انجازاتها
بالضرورة محدودة جدا.
يفهم حتى بنيامين نتنياهو انه مع عدم وجود معارضة تحمل عقيدة التغيير
الاجتماعي البنيوي وتكون قادرة على الحصول على تأييد الناخب لبرنامج عام
لصياغة الاقتصاد الوطني، فان الخطر الذي يتهدده هو وحزبه صغير. وفي حقيقة
الامر، مد المتظاهرون انفسهم اليه خشبة الانقاذ: فممثلوه سيمسحون قادة
الهبة بزيت صافٍ، وينشئون فرقا ويعرضون افكارا ويطرحون بعض العظام وينتقلون
الى منطقة لا يوجد أخبر من نتنياهو بها وهي التسويف والوعد بوعود لا ينوي
تحقيقها.
لكن المشكلة الحقيقية ليست الحكومة بل النخبة السياسية. فاذا استثنينا ساسة
قليلين في المركز – اليسار، مثل عضو الكنيست شيلي يحيموفتش، فان القيادة
السياسية في أكثرها تشارك في الايمان الاعمى بمزايا السوق الحرة. وقد وجد
في الحقيقة من زعموا، من خارج الساحة السياسية منذ عشرات السنين ان السوق
الحرة قد تنشيء من الفقر والبؤس اكثر مما تنشيء من الغنى والرفاهة، ووجد من
اعتقدوا دائما ان الفقر ليس ظاهرة طبيعية بل هو صنع يد الانسان لكن هؤلاء
جميعا اعتبروا "غوغائيين". ووجد من رأوا الدولة أداة لاصلاح المفاسد
ولتقديم خدمات رخيصة جيدة للسكان جميعا لكن عيبوا بانهم يريدون العودة الى
الخمسينيات.
لهذا سيحسن المتظاهرون الشباب الصنع اذا تذكروا ايار 1968 في اوروبا. فوراء
الاختلاف البارز، يوجد قاسم مشترك: فالاحتجاج الذي لا يجد تعبيرا سياسيا
عنه في الحال ينتهي الى الانتقاض. وهنا الدور الكبير الذي ينتظر قوى شبابية
لم تكن حتى الان مشاركة في السياسة، تحطم الاجماع الليبرالي الجديد وتكون
القوة الدافعة لانشاء جبهة معارضة واسعة من جميع الاسس التي تعترف بضرورة
مجابهة الامراض المزمنة في المجتمع الاسرائيلي لا مجابهة شركات احتكار
الحليب فقط.
سيكون في هذه الجبهة مكان لكل من يشمئز من "اقتصاد الشفقة" المحافظ الجديد
الذي هو الاساس للحلف الدنس بين الحكومة والهستدروت وناس المال الضخم.
أجل، ان الاحتجاج على الافق الاجتماعي المسدود للطبقة الوسطى ليس مفصولا عن
سائر المشكلات الاخرى لانه يُحتاج لانشاء مجتمع اكثر مساواة وعدلا الى
تغيير علاقات القوى السياسية. ويستطيع المتظاهرون التوصل الى نتائج حقيقة
باتصالهم فقط بجميع قوى معارضة الحكومة الحالية، لا باتصالهم بالمستوطنين
الذين هم دعائمها. لن تكون المظاهرات والمسيرات كافية، والى ذلك فان
السائرين في المسيرات سيتعبون قبل الساسة وقبل مجلس "يشع" بكثير.
لهذا ينبغي بعد النجاح الاولي التحول الى مسار عمل سياسي رمادي وبناء قوة
تستطيع المنافسة في الانتخابات القادمة قد يستطيع ساكنو الخيام تقديم جزء
من القيادة ونعش الصفوف. وكي لا يذوي الامل الذي ولد في خيام روتشيلد، لا
يحل ان يغرق في جدل في حساب ضريبة القيمة المضافة. واذا لم تنشأ اليوم قوة
عقائدية واخلاقية تكون بديلة من الليبرالية الجديدة المدمرة فستكون مدة
حياة هذا الاحتجاج المبارك كمدة الصيف الاسرائيلي".