"القناة الأولى"
ـ تقدم كبير يرافق عملية الإتفاق بين وزارة المالية والأطباء
ـ جامعة الدول العربية تشجّع أبو مازن, وتطلب من الأمم المتحدة الإعتراف بالدولة الفلسطينية
ـ تفاصيل العملية الوحشية في بروكلين, الشاب الذي خنق الطفل" ليفي" حتى الموت ثم قطـّع جثته
ـ هل ستتبخر الوعود بثورة في عالم الهاتف الجوال, صعوبات تواجه الإعلان عن الشركة الجديدة
"القناة الثانية"
ـ تقدم واضح في التواصل مع الأطباء, وتوقع الحل في الأسبوع المقبل
ـ إستطلاع رأي شامل في أوساط الفلسطينيين: مع خطف الجنود, وضد إعلان أحادي الجانب عن الدولة في الأمم المتحدة
ـ القدس وتل أبيب تشهدان تحركات شبابية إحتجاجاية ضد إرتفاع أسعار الوحدات السكنية
ـ أسرار عين طيبا تُكشف:الجيش الإسرائيلي أنصف المشاركين والقادة في العملية
"القناة العاشرة"
ـ بنك إسرائيل يحذّر: أسعار العقارات التجارية إلى إرتفاع, وحركة الإحتجاج في القدس وتل أبيب تسبق التحذير كتاب إتهام حول تزوير الإنتخابات التمهيدية في حزب العملـ ماذا سيحصل للزعيم الحالي للحزب؟
ـ في أعقاب جريمة قتل عائلة "فوغل", مكتب رئيس الحكومة يسرّع بناء عشرات الوحدات السكنية في"إيتمار"
ـ قتل الولد في بروكلين, الشرطة تحقق فيما إذار كان القاتل متورط بعمليات خطف أخرى
ـ خاص: الحاخام الرئيسي في حيفا يتكلم عن تهديدات تلقاها
ـ السلاح الجديد للشرطة ضد السائق القاصرين: دراجات نارية مخفيّة.
عناوين الصحف:
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ سعر الكهرباء يرتفع.
ـ 51 في المائة مع قانون المقاطعة، 34 في المائة ضد.
ـ ضربة كهرباء.
ـ عاصفة المقاطعة: الدعاوى في الطريق.
ـ ليبرمان يخطط للانتقام من نتنياهو.
ـ الاطباء يتجهون الى الاتفاق.
ـ 10 آلاف استبيان عضوية مرفوض (حزب العمل).
ـ حرب السبت تعود.
ـ الجامعة العربية ستطلب الاعتراف بدولة فلسطينية.
صحيفة "معاريف":
ـ لجنة التحقيق لليسار: نتنياهو ضد ليبرمان.
ـ السيناريو المتطرف لقائد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة.
ـ باراك قرر: أنظمة طواريء لحماية قائد الفرقة الذي يتعرض للاعتداء.
ـ يكسر يسارا (نتنياهو).
ـ رغم التقدم في المفاوضات، اجراءات عرقلة العمل للاطباء مستمرة.
ـ خيمة روتشيلد.
ـ الكنيست ضد حنين الزعبي.
ـ فعنونو لا يريد أن يكون اسرائيليا.
صحيفة "هآرتس":
ـ تحقيق "هآرتس": وزارة الصحة تمنع اعادة التأهيل وتكسب الملايين.
ـ تحليل جهاز الامن: اربعة اشهر على الاحتجاج في سوريا: فرار ألفي جندي، وتعاظم المظاهرات باستمرار.
ـ 125 مليون شيكل في السنة تفصل بين مطالب الاطباء وموقف وزارة المالية.
ـ نتنياهو يعارض لجان التحقيق مع منظمات حقوق الانسان.
ـ فلسطينيون واسرائيليون يسيرون اليوم على خط التماس في القدس.
ـ مطلوبو نابلس السابقون: "الشباب سيتظاهرون في ايلول، ولكن لن تكون انتفاضة".
ـ الجامعة العربية: سنتوجه الى الامم المتحدة للاعتراف بفلسطين في حدود الرابع من حزيران.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الفلسطينيون: الى الامم المتحدة.. اسرائيل: مفاوضات فقط.
ـ نتنياهو: لا للتحقيق مع منظمات اليسار.
ـ حزب العمل: 10 آلاف صوت لمنتسبين تُشطب.
ـ الجنوب يسخن.
ـ باراك ضد نشطاء اليمين الذين يتحرشون بقائد فرقة المناطق: "لنفحص استخدام أنظمة الطواريء لوقف خارقي القانون".
ـ النائبة الزعبي تعتذر لموظفة النظام التي دفعتها.
أخبار وتقارير ومقالات
تطور جوهري في برنامج الصواريخ الإيرانيةالمصدر: "صحيفة غلوبس ـ يوفال أزولاي"
رئيس إدارة "حوما" سابقا، في وزارة الدفاع، والتي تدير برنامج تطوير منظومات الحماية من الصواريخ في الوزارة، عوزي روبين، يشير إلى سلسلة من التحسينات والإنجازات في تشكيل الصواريخ لإيران. قال اليوم (الأربعاء) قبيل مؤتمرٍ شاملٍ للحماية من الصواريخ تنظمه مجموعة "تكنولوجيا" ومجموعة "عيط" (نسر) في الأسبوع المقبل، ان :"إيران عملت بشكلٍ كبير على تطوير صواريخ الأرضـأرض خاصة بها، ونجحت بالوصول إلى إنجازات مؤثرة في مجال منظومات التوجيه الخاصة".
بحسب كلام روبين، إيران تطور منظومات صواريخ خاصة، واحدة منها تشمل تحويل صواريخ بالستية موجودة إلى سلاحٍ ضد السفن. تشكيلات هجوم كهذه، بحسب كلامه، قادرة على تشكيل تهديدٍ كبيرٍ على قواتٍ بحرية وعلى سفن الولايات المتحدة، العاملة في المنطقة. قال: "الإيرانيون أخذوا صاروخ ثقيل من طراز فاتح 110 الذي يبدو أنه موجود أيضاً بأيدي حزب الله، أرفقوه بمنظومة توجيهٍ جديدة وحولوه إلى سلاحٍ ضد السفن. بخلاف منظومات السلاح الأخرى ضد السفنـهذا السلاح يصل من الأعلى بمسارٍ بالستي ويولد تهديداً خطيراً على القطع البحرية وبشكلٍ أساسي، على سفن الأسطول الاميركي الذي يبحر بالقرب من إيران".
وبحسب كلامه، فإن إيران قد تجاوزت شمال كوريا في مجال تطوير منظومات تحريك الصواريخ عبر وقودٍ سائل وكما قيل، في مجال منظومات التوجيه لصواريخ طويلة المدى. تطوير برنامج صواريخها، يشمل من بين جملة أمور تحسيناً واسعاً للقدرة في صواريخ سكود سي، ضمن تحسينٍ ملحوظٍ لقدرات الدقة. وقال: "برنامج الصواريخ الإيراني سار قدماً في كل مجالٍ محتمل".
نشاطات إيران في مجال الصواريخ والقذائف الصاروخية ضمن تحسين متواصلٍ لقدرات مداها ودقتها، تتم في مقابل مواصلة تطوير مشروع الطاقة النووية لهاـ الإجراءات التي تعزز الخوف في دول الغرب لأهدافها الحقيقية بشأن الطاقة النووية. وبحسب كلام روبين "عندما يصبح لديهم قنبلة، سيكون لديهم أيضاً معرفة كيف يطلقونها لمدياتٍ بعيدة، بالتأكيد مثل هذه التي تصل إلى إسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انها حرب الاسلام ضد الغرب
المصدر: "موقع NFC ـ نوريت غرينجر"
" نحن، أفراد العالم الغربي، في حالة حرب عالمية منذ وقت طويل لا يود أحد منا أن يعترف بها! هذه الحرب هي حرب الإسلام ضد الغرب التي تتصاعد كل يوم. هذه حرب تدور ضدنا من قبل الدول الإسلامية المارقة، الإسلاميين على أصنافهم، المسلمين المتطرفين وما شابه، كل ذلك باسم دينهم الإسلام. هذه حرب ينفذها أفراد قابعون تحت ظل ايديولوجية متخلفة وبغيضة، ايديولوجية فاشية تماما كريهة وبربرية ضد الديموقراطية في أوروبا، وضد الولايات المتحدة وكل أمة أخرى غير إسلامية. هذه حرب يخاف منها الغرب؛ حرب، لأسباب غير معروفة، لن يسمح الغرب لنفسه بالانتصار فيها، كما يجب عليه وكما يستطيع.
نحن نقاتل في الحرب العالمية الثالثة منذ زمن طويل، بيد أن ليس لدى أحد منا الجرأة على قول ذلك من أصله، بشكل واضح وبصوت عال. الحرب العالمية الثالثة هذه، هدفها السيطرة على العالم كله، مثلما يبتدعها، محمد، والقرآن والوصايا الموجهة للمؤمن المسلم ليطبقها. حرب ضد من يقف ويعارض الإسلام. هذه حرب بطيئة، وهي تستخدم سلاحا تقليديا، لكن ليس إلا.
هي تُشغَّل من قبل المسلمين الذين يستخدمون وسائل سياسية وإعلامية فتاكة المتوفرة لخدمتهم. والسلاح الأسوأ من كل ذلك هو ضعف الأنظمة غير الإسلامية ورعونة الجماهير في الشارع التي يستغلها الإسلام ويثيرها لصالحه للانتصار في حربه، وفي النهاية للسيطرة على العالم.
إحدى أفضل الوسائل القتالية التي يستخدمها الإسلام لدفع محاربته للعالم الحر قدما، هي المعارك الديموقراطية والقوانين. الإسلام يستخدمها ويسئ استخدامها لصالحه وضد الناس الذين يعيشون في ديموقراطيات العالم الحر هذه، التي ينظر إليها الإسلام كعدو. في الحروب، الديموقراطية ومراعاة مشاعر الآخرين لا تفيد. إما أن تنتصر في الحرب أو تخسرها، لا يوجد حل وسط.
على مدى السنوات، صراع الدول العربية مع إسرائيل وطلب العالم للنفط العربي الإسلامي أصبحا السلاحين الأساسيين اللذين يستخدمهما الإسلام لمحاربة الغرب. ونضيف إلى ذلك الهجرة الإسلامية إلى أوروربا والولايات المتحدة وعدم رغبة المسلمين بالاستيعاب، بل الرغبة بالسيطرة. علاوة على ذلك، أذرع الإسلام تسللت بالعمق إلى داخل المجتمع الغربي عبر منظمات مثل مجلس علاقات اميركا والإسلام الذي يدعم، من تحت الرادار، منظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس، وحتى الأخوان المسلمون.
الإسلام هو الآن في كل مكان، هو في حكومتنا، في مؤسستنا القضائية، في الجيش، في الشرطة، في الشارع وهو يسير من جندي إلى آخر. الإسلام هو ايديولوجية سياسية حيث ذهنيتها هي استخدام القوة، مع كثير من الصبر الذي لا يملكه الغرب. هذا يعني تنفيذ كل ما هو لراحته. ومطلوب كي ينتصر. وهم ينتصرون.
هدف المسلمين هو سحق وإسقاط الدستور الأميركي، والدستور أو ميثاق كل أمة حرّة أخرى. منذ عام 1979 والجمهورية الإسلامية في إيران في حالة حرب مع الولايات المتحدة الأميركية لكن، لم يكن بإمكان أحد في حكومة الجمهورية الأميركية بذل الجهد لمواجهة ذلك، أن يلعب هذا الدور. النظام الإيراني الإسلامي المتطرف يموّل الإرهاب في كل أنحاء العالم الذي قُتل ويُقتل فيه الكثير من الأميركيين ولم يعارض احد عبر مهاجمة هذا النظام المشاكس. لدى إيران تأثير عميق في جنوب أميركا وتعاونا قويا مع فنزويلا، الدولة التي تقع بالقرب من الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، مما قد يسبّب أزمة تشبه أزمة الصواريخ مع كوبا، وفي المستقبل القريب، لكن لا احد يتذكر ذلك. كما تموّل إيران وتوفر سلاحا فتاكا لحزب الله وحماس، اللذان هما في حالة تأهب لمهاجمة إسرائيل بتحذير هادئ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فوتنا فرصة في حرب عام 2006
المصدر: "القناة الثانية ـ روني دانيال"
" بدأت حرب لبنان الثانية عند وقوع حادثة خطيرة على الحدود. بحسب نتائجها واستمرارها، حدث تدهور جراء هذه الحادثة مما أدّى الى معركة إلى حد أنها لم تُعرّف كحربـوهذه إحدى المشاكل.
أعتقد أن الأساس والحاجة الى عملية عسكرية كهذه من هذا النوع، التي كما ذكرنا سالفا تعريفها كان إشكالياً بنظري، كان ضرورياً في هذه المرحلة. فحزب الله في نفس المرحلة لتذكير من نسي، كان يتواجد حقيقة على السياج. ومن سار على الطريق الشمالية القديمةـ يرى حزب الله فوقه. ببساطة أملت المنظمة مسار الأمور على طول الحدود الشمالية، كما يحلو لها، تخطف جنود في مزارع شبعا واليوم عند الخط الحدودي 105. وهذا أمرا كان يجب ايقافه، ولذلك من منطلق هذا المفهوم كان من الصواب القيام بعملية عسكرية واسعة وكبيرة.
من هنا بدأت الشكوك حول إذا ما كان من الصواب الإستمرار بهذه العملية كما واصلوها. بشكل عام هذه الحرب، في نهاية المطاف كانت تفويت فرصة. فقد كان هناك فرصة حقيقية لضرب حزب الله بشكل أقوى بكثير مما خططنا له، وقد تلقى ضربة ليست سهلة. في الواقع، رئيس الحكومة "ايهود اولمرت" قد أعطى إسرائيل وجيشها الوقت الكافي لتنفيذ المهمة، لكن الوقت لم يُستغل كما يجب في ميدان المعركة.
ترددوا من القيام بعملية برية واسعة
كان جيشاً مضطربا بعض الشيء، نوعاً ما لا يعلم وغير منجانس مع خططه. فقد نفذ سلاح الجو في المنطقة البعيدة عملية نوعية مختلفة منذ اليوم الأول أو الثاني لاندلاع الحرب. لكن في الحقيقة، بالقرب من الخط الحدودي كان هناك ارتباك فظيع، تردّدوا من القيام بعملية برية كبيرةـ وهذا كان ما يجب القيام به.
ترددوا في مرحلة التجنيد الاحتياطي، ولذلك بالمفهوم العسكري، كل هذه المعركة كانت مبهمة جدا. لم أتقبل النقص الذي كان في وحدات مخازن الطوارئ وكل هذه الإدعاءات المولولة. لم يكن لدى حزب الله الكثير من الأسلحة، وبالتأكيد لم يكن لديه أيام تدريبات كثيرة. ببساطة هذه كانت معركة لم تُدار بالمستوى المقبول، خصوصا في المنطقة القريبة من الحدود. فهناك حصل نوع من فشل مؤلم، أسفر عن خسائر فادحة بأرواح الجنود وبالأخص تفويت فرصة كبيرة.
جنود أعدّوا للدفاع عن مدنيين
المعلومات حول كمين وجنديين يبدو أنهما خُطفا شغلتني عندما كنت في الجنوب، وكنا منشغلين بخطف جلعاد شاليط. وهذا لم يحصل جراء حرب كبيرة، بل جراء اشتباكات. يطلقون النار هنا وهناك، والمواطنون في أفيفيم يهربون، وصواريخ الكاتيوشا تتساقط كالمطر.
هذا لم يكن حصنا. هذا كان سلسلة اشتباكات، للأسف الشديد غير متوازنة وغير هادفة. الأسف على مقاتلي لواء المظليين الذين قُتلوا بجانب مقبرة كفر غلعادي وعلى المدنيين الذين قُتلوا عند موقف القطار. والمدهش في هذه الحرب، أن المجتمع الإسرائيلي اضطرب عندما أُصيب الجنود أكثر من إصابة مدنيين. على الصعيد العام، إن خبر الإعلان عن إصابة عمال محطة القطار مر علينا بشكل عابر. على الأرجح أننا ارتبكنا. فقد تم تخصيص جنود للقتال والدفاع عن المدنيين، ما من حل، هذا الواقع الذي نعايشه.
جزء من السلوك الإعلامي وإصلاحاته تجسد في عملية الرصاص المسكوب. حتى اننا قمنا بحساب نفسي، كما ان الجيش تعلّم العمل معنا بشكل صحيح، في هذا المفهوم لانه لم يكن مكشوفا مباشرة، وهذا صحيحا لان جزء من الامور ستكون سرية. اذا قمتم بحرب جيدة الإعلام سيكون جيد، واذا قمتم بحرب سيئة، من دون مجاملة، حينها الإعلام لن يكون مطلع على ما يجري.
يجب فهم كل الحروب من الآن فصاعدا، دائما يجب ان يكون معي كاميرات، ما من حل. سواء في غزة، لبنان او من أرض إسرائيلية، ما من شيء يستدعي مكافحة ذلك، يجب معرفة كيف يتم استغلال هذا وكيفية التعايش مع هذا الوضع. يبدو لي ان الرصاص المسكوب كانت حالة حيث تعامل معها الجيش بشكل صحيح مع الإعلام، حتى ان الاخير حصل تقريباً على ما أراد، رغم أنه دائما يرغب بالمزيد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علينا ان نلحق بايران ونعدد الخطط متعددة السنوات
المصدر: "صحيفة ذا ماركير – آسف غمون"
" بدأوا في القيادة العامّة للجيش الإسرائيلي بمناقشة خطة متعددة السنوات (توش) منذ أيّار. ولغاية آب من المفترض في الجيش الإسرائيلي أن يبلوروا إحدى الخطط المتعددة السنوات والمصيريّة في تاريخه، والتي من شأنها أن تطبق ما بين العام 2012ـ2016.
في الفترة التي ستتابع فيها إيران خطواتها تمهيداً لقدرة نووية عسكريّة، ومع عدم الاستقرار المتزايد في منطقتنا ـ فان أهمية الخطة متعددة السنوات للجيش الإسرائيلي مصيريّة . هذه الخطة التي من المفترض أن تحدد في أي اتجاهات سيتقدم الجيش الإسرائيلي من ناحية بناء قوته، تركيبة حجم قواته، خطة التدريبات والتشديدات العملاتيّة ـ هي الأداة الأساسية التي ستحدد قوة الحصانة الوطنية لإسرائيل.
ولكن بدل أن تنتصب مقابل هذا التحدي قيادة عامّة تعمل ضمن ثورة أدمغة، تآزر وتعاون، نحن نُعلن عن "حرب عالميّة" بين الأذرع في الجيش الإسرائيلي، في حين أنّ كل ذراع مهتم في تطبيق مخطط استقوائه لوحده.
ويبدو أن المبدأ الذي يقول أنه في حال أخذت مجموعة من الأشخاص الرفيعي الشأن ووضعتهم في صف واحد سيتصرفون كتلاميذ في الثانويّة، هذا المبدأ ينطبق أيضاً عندما تتواجد في وضع حقاً مصيري تكون فيه بحاجة لتوزيع موازنات. كل واحد من هؤلاء المسؤولين المحليين لتقديم الموازنة داخل نفس المؤسسة يشعر أن من واجبه إحراز الحد الأقصى للذراع الذي يمثله، وحتى لو أن هذا سيقلل من القدرة على زيادة فائدة التنظيم. وأكثر من ذلك، في غضون وقت قصير قائد الذراع سيبدأ بتصديق عن حق بان أعذاره محقّة، وانه يعمل فقط لصالح الدولة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا خيار إسرائيلي عسكري لتحرير شاليط
المصدر: "إسرائيل ديفنس"
" حتى أيلول هناك وقت للاهتمام بمواضيع أخرى، وهكذا يظهر مرة أخرى موضوع غلعاد شاليط في العناوين. هذه المرة الأخبار هي عن قرار رئيس الأركان، الجنرال بني غانتس، بتعيين طاقم برئاسة العقيد ( في الاحتياط ) ليؤر لوتن ودراسة المعلومات الاستخبارية التي تراكمت حول الجندي المحتجز في غزة منذ ما يزيد عن خمس سنوات.
اختيار ليؤر لوتن ذو شأن، ويمكن أن يشير، للوهلة الأولى إلى زيادة الجهود لتحرير شاليط بعملية عسكرية بطولية، لأن لوتن هو عضو في فصيلة هيئة الأركان العامة في رئاسة قسم أبراف (أعضاءه), حتى أنه هو من سحب بيديه مصطفى الديراني من سريره, الذي كان معروفا أنه من ألقى القبض على الطيار الأسير رون آراد ( خطف الديراني في العام 1994 ونقل إلى إسرائيل ). كما شارك لوتن في محاولة إنقاذ الجندي نحشون وكسمان المتوفى, التي ألقت حماس القبض عليه في بير ناب الله بالقرب من القدس ( هذه العملية حصلت أيضا في العام 1994).
ولكن, سيرة حياة لوتن في الواقع تظهر بوضوح أنه ليس لإسرائيل حاليا خيار عسكري حقيقي لتحرير غلعاد شاليط: سواء كانت العملية الباهرة لخطف الديراني وسواء كانت عملية انقاذ وكسمان, الاثنتان لم تحققان النتائج المرجوة (عاد الديراني إلى لبنان دون أن يكون خطفه نافعا في مسألة رون آراد, حتى أنه في عملية إنقاذ وكسمان قتل الجندي المخطوف نفسه إضافة إلى ضابط سييرت متكال, نير بورز المتوفى. أصيب لوتن إصابة خطيرة في المعركة وتسلّم بعد الحادث وسام تقدير هيئة الأركان العامة). مقارنة مع ذلك, نجاح لوتن الكبير كان في الواقع عندما ترأس طاقم المفاوضات الخاص بهيئة الأركان العامة في فترة حصار عشرات المطلوبين الذين تحصّنوا في كنيسة المهد في بيت لحم في العام 2002, وانتهت القضية باتفاقية. التي في نطاقها, أبعد عشرات المطلوبين إلى أوروبا وانتهى الحصار.
في الأساس, لم يعد ممكنا حاليا إنقاذ غلعاد شاليط من قطاع غزة بالقوة. لذلك, أهمية تعيين طاقم لوتن هي أولا وأخيرا أيدولوجية: غانتس يُشير بذلك إلى أن الجيش الإسرائيلي عاد وتحمل المسؤولية الكاملة حول مصير الجندي الأسير. سيعيد هذا الطاقم دراسة كل المعلومات الاستخباراتية التي تراكمت فيما يخص مكان تواجد شاليط, بعد أن كانت المسؤولية الاستخباراتية, في السنوات الخمس الأخيرة, في هذه القضية تخص الشاباك حصريا. وحقيقة أن رئيس الأركان ورئيس الشاباك يورام كوهين, جديدان في منصبهما, هي من سهّلت العملية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون الى الامم المتحدة واسرائيل: مفاوضات فقط
المصدر: "اسرائيل اليوم – دانييل سيريوتي"
" تقف الجامعة العربية خلف أبو مازن. فقد أعلن أمس الامين العام للجامعة العربية، د. نبيل العربي بان لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية صادقت لدول الجامعة العربية بالتوجه باسم الفلسطينيين الى دول الجمعية العمومية للامم المتحدة، والطلب منها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في حدود 67، عاصمتها القدس الشرقية.
وأطلق العربي تصريحه في أثناء انعقاد وزراء الخارجية العرب في الدوحة عاصمة قطر وقال انه يأمل في أن تساوي الامم المتحدة مكانة الفلسطينيين مع مكانة باقي الاعضاء في المنظمة. واضاف العربي بان الجامعة العربية تؤيد الطلب الفلسطيني احادي الجانب الى الجمعية العمومية "كون المفاوضات مع اسرائيل فشلت المرة تلو الاخرى ووصلت عمليا الى طريق مسدود. وعليه فان التوجه الى الجمعية العمومية هو الحل الوحيد".
ولم يعقب رئيس الوزراء وكبار وزرائه أمس بشكل رسمي على التطورات السياسية التي جاءت من الدوحة، ولكن في أحاديث مغلقة قال نتنياهو ان "دولة فلسطينية حقيقية لن تقوم الا بعد مفاوضات مباشرة مع اسرائيل في أثنائها يتعين على الفلسطينيين التنازل عن عودة اللاجئين والاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية. أنا مستعد منذ الان للجلوس في مفاوضات لدفع السلام الى الامام، غير أنه لشدة الاسف الفلسطينيون هم الرافضون". في ذات الاحاديث اضاف نتنياهو بان "توجد فقط حقيقة واحدة. نحن نقول الحقيقة ونتمسك بها. في الولايات المتحدة يعرفون هذا وهكذا ايضا في الرباعية".
طوني بلير ممثل الرباعية في اسرائيل شرح أمس بان جلسة الرباعية الدولية في واشنطن لن تنتهي باعلان كونه تقرر عدم اصدار اعلان دون اجماع. وأكد بلير موقف اسرائيل في أن الفلسطينيين لا يوافقون على التنازل عن حق العودة للاجئين ومن ناحيتهم هذا أحد مواضيع المفاوضات.
الهدف: 21 ايلول
وحسب أنظمة الامم المتحدة، فان الانضمام كدول جديدة وكعضو عادي في الامم المتحدة يجب ان يتم من خلال رفع صيغة يصوت عليها في الجمعية قبل شهرين. انعقاد الجمعية السنوي سيبدأ في منتصف ايلول. مصدر كبير في مكتب ابو مازن في رام الله قال أمس لـ "اسرائيل اليوم" ان الطلب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة سيبحث، اغلب الظن، في 21 ايلول لدى انعقاد الجمعية العمومية، ولكن دول الجامعة العربية سترفع الطلب الفلسطيني للبحث قبل ذلك في اطار اجتماع دول مجلس الامن في 26 تموز. وحسب ذات المصدر، يحتاج الفلسطينيون الى قرار من مجلس الامن لرفع طلبهم الى الجمعية العمومية للامم المتحدة ولهذا فقد قرروا في الجامعة العربية أن ينفذوا نيابة عنهم التوجه الى دول مجلس الامن.
رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن وصل هو ايضا امس الى الدوحة وشارك في المباحثات التي أجراها اعضاء لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية. مصادر في حاشية رئيس السلطة افادت بان ابو مازن اطلع اعضاء لجنة المتابعة على كل الاتصالات التي جرت مؤخرا في اطار محاولات استئناف المفاوضات مع اسرائيل بل وعرض عليهم مبادىء قسم من المبادرات الجديدة لاستئناف المسيرة السلمية، والتي لم تؤدي حتى الان الى تحريك المفاوضات العالقة في جمود.
وحسب المصادر في الوفد الفلسطيني الى الدوحة، فان "ابو مازن شدد امام اعضاء اللجنة على فشل اعضاء الرباعية في اصدار بيان ختامي مشترك في شأن مسألة المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية وقال ان "التوجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة هو المخرج الاخير للفلسطينيين لتحقيق حلمهم في دولة مستقلة وفي تقرير المصير.
وشددت أوساط الوفد على أن ابو مازن وباقي اعضاء حاشيته، وكذا كبار رجالات القيادة الفلسطينية الذين تبقوا في رام الله راضون عن التأييد والاسناد التام من دول الجامعة العربية ومن أمينها العام العربي. ومع ذلك أضافوا بان ابو مازن لا يزال متمسكا في رأيه في التخلي عن الخطوة احادية الجانب اذا ما استؤنفت المفاوضات مع اسرائيل على اساس حدود 67 وفقا لخطاب الرئيس اوباما.
والى ذلك، قالت مصادر في الوفد الفلسطيني ان ابو مازن بحث مع رؤساء الدول العربية ليس فقط في مسألة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بل وحثهم على تحويل أموال التبرعات والمساعدات الى السلطة الفلسطينية التي وعدوا بها. وحسب هذه المصادر شدد ابو مازن امام وزراء خارجية الجامعة العربية بانه تم حتى الان تحويل 50 في المائة من الاموال الموعودة للفلسطينيين واضاف بان اذا لم يحول الباقي فقد تعلق السلطة في أزمة مالية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحليل المؤسسة الأمنية: إسقاط نظام الاسد
المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل"
" تحليل الاحتجاج في سوريا والذي كان أجراه مؤخرا جهاز الامن في اسرائيل يبين ان الرئيس بشار الاسد فشل في مساعيه لكبح جماح موجة الاعتراض على نظامه، وانه آخذ في الضعف. في الاشهر الثلاثة الاخيرة فر من الجيش السوري اكثر من الفي جندي لم يوافقوا على المشاركة في قمع المظاهرات، والجيش يظهر تعبا شديدا جراء المواجهة المستمرة مع معارضي الرئيس.
في المظاهرات في مدينة حماة في الاسبوع الماضي شارك على ما يبدو مئات الالاف من الناس. وتلقت قوات الامن السورية تعليمات بالوقوف جانبا وعدم الصدام مع جموع المتظاهرين الامر الذي زاد ثقة معارضي النظام في المدينة بأنفسهم، المدينة التي ذبح فيها أبو الاسد، حافظ، عشرات الاف النشطاء من الاخوان المسلمين قبل نحو 30 عاما.
وفي ضواحي دمشق أيضا تعاظمت المظاهرات مؤخرا، وان كان النظام نجح حاليا في وقف الاحتجاج العلني في وسط العاصمة السورية. ويلاحظ هنا في اسرائيل ارتفاعا في عدد المشاركين في المظاهرات في كل ارجاء سوريا واستعدادا متعاظما للمتظاهرين بدفع ثمن شخصي كجزء من المسعى لاسقاط النظام. مظاهرات نهاية الاسبوع الاخير كانت الاكبر التي سجلت في سوريا منذ بدء الاحتجاج.
وحسب منظمات حقوق الانسان، قتل النظام السوري حتى الان اكثر من 1.500 مواطن، واعتقل نحو 12 ألف شخصا. ومع ذلك، في هذه المرحلة يبدو أن معارضي النظام لم ينجحوا في تشكيل قيادة مشتركة وموحدة توجه الكفاح.
في مراحل مختلفة من المواجهة حاول الاسد تخفيض حدة المعارضة من خلال بادرات طيبة مختلفة، اصلاحات دستورية واقتصادية، عبر منح هويات سورية لابناء الاقلية الكردية وحتى زيادة الدعم الحكومي للمنتجات الاساسية. خطوة استثنائية للنظام العلوي، العلماني في أساسه، كانت منح الاذن للطالبات المسلمات بالتعلم في الجامعات وهن يعتمرن الحجاب.
وزير الدفاع، ايهود باراك، قال في الاسبوع الماضي لصحيفة "هآرتس" ان بتقديره نظام الاسد سيسقط في غضون أشهر. في المداولات الاخيرة انضمت محافل استخبارية لهذا التقدير وقالت ان المسألة الان ليست اذا كان النظام سيسقط، بل متى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل تؤيدون القانون؟
المصدر: "يديعوت احرونوت – مينا تسيمح"
ـ هل تؤيد القانون الذي يسمح برفع دعوى ضد من يدعو الى مقاطعة المستوطنات أو منتجاتها؟
في اوساط اليهود في عموم العينات
اؤيد 51 في المائة 47 في المائة
أعارض 43 في المائة 47 في المائة
ـ ما هو موقفك من تشريع قانون المقاطعة؟
القانون غير محق وليس جديرا سنه.30 في المائة
القانون محق، ولكن كان يفضل ألا يُسن26 في المائة
القانون محق، وكان جديرا سنه41 في المائة
ـ هل تخاف على مستقبل الديمقراطية في اسرائيل؟
أخاف45 في المائة
لا أخاف54 في المائة
ـ هل برأيك القوانين موضع الخلاف بمبادرة اليمين تعزز أم تضعف دولة اسرائيل؟
تعزز46 في المائة
تضعف42 في المائة
ـ من برأيك المسؤول الأساس عن الاستقطاب في المجتمع الاسرائيلي، التوترات والعاصفة الجارية في أعقاب القوانين؟
بنيامين نتنياهو15 في المائة
تسيبي لفني5 في المائة
اعضاء الكنيست في اليمين17 في المائة
منظمات اليسار35 في المائة
ـ هل أنت مع أم ضد رفع سن التقاعد للنساء الى 67؟
مع18 في المائة
ضد77 في المائة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسيرة القدس الاخرى
المصدر: "هآرتس"
" في يوم القدس الاخير سار عشرات الاف الشباب، نشطاء الصهيونية الدينية، من حي الشيخ جراح في القدس الى ساحة المبكى، في ما سمي "مسيرة الاعلام". بعضهم جعل المسيرة استعراضا مفزعا للقومية المتطرفة، العنصرية والعنف. اليوم تمر في مسار معاكس مسيرة اخرى هي النقيض لمسيرة اليمين. وبدلا من هتافات الموت (للعرب) – ستطلق اليوم هتافات مشتركة للحياة، لانهاء الاحتلال وللاعتراف بالاستقلال الفلسطيني.
تنظم المسيرة على نحو مشترك حركة التضامن الاسرائيلية، التي نشأت عن المظاهرات الاسبوعية ضد المستوطنين في الشيخ جراح واللجان الشعبية للاحياء الفلسطينية في شرقي القدس. لا يفترض بهذه أن تكون مظاهرة فلسطينية ينضم اليها الاسرائيليون بل مظاهرة اسرائيلية ينضم اليها الفلسطينيون. هذه ستكون مظاهرة مشتركة لمحبي السلام في أوساط الشعبين.
لمسيرة القدس هذه توجد أهمية خاصة بسبب توقيتها. فحين تسن الكنيست المزيد فالمزيد من القوانين الرامية الى تقييد حرية الاحتجاج تشكل المسيرة وقفة هامة ضد هذه القوانين. وحين تصر الحكومة على اعتراف فلسطيني باسرائيل كدولة القومية اليهودية، وتفشل بذلك كل احتمال لوجود مفاوضات للسلام، فان هذه المظاهرة تقف ضد الجمود. فبعد أن اثبت المواطنون في الدول العربية كم محق وناجع يمكن للكفاح غير العنيف أن يكون – ستحاول المسيرة اليوم تطبيق هذه القاعدة أيضا في الكفاح من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. في الايام التي تنغلق فيها اسرائيل منعزلة عن العالم، الذي يندد أكثر فأكثر بسلوكها، يمكن لهذه المسيرة ان تظهر بانه رغم كل شيء لا تزال هناك أيضا اسرائيل اخرى، تصدر عنها أصوات اخرى غير تلك الاصوات القومية المتطرفة والمناهضة للديمقراطية، التي تصدر عنها في الزمن الاخير في جوقة صاخبة وشبه موحدة.
ينبغي الامل في أن تمر هذه المسيرة بسلام، والا تحاول محافل اليمين تخريبها. المسؤولة عن ذلك ملقاة على الشرطة، وينبغي الامل في أن تشكل بالفعل اشارة على الطريق لمحبي السلام والاحتجاج غير العنيف، اسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكماء قطيعة
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ سيما كدمون"
" 1ـ ليس جبانا فقط
متى حدث لنا هذا آخر مرة بحيث استيقظنا ذات صباح وشعرنا أن غيمة ثقيلة تغشانا، وتهدد بجعل عالمنا مظلما. وأن أرواحا شريرة تهدد بهدم أسسنا. ومتى حدث أن أدركنا أن شيئا ما غير جيد يحدث هنا. وأن شعرنا بعجز كهذا لا بسبب التهديدات الامنية أو الوضع الاقتصادي.
ومتى حدث أن تغلغلت معرفة أن هذه الدولة ليست هي التي عرفنا، داخلنا بقوة كهذه وشوشت على حياتنا المعتادة وضعضعت سكون نفوسنا. ومتى تحدثنا في أسى ويأس كهذين عما نُخلفه لأبنائنا.
يبدو أنه لم يكن شعور سيء كهذا هنا منذ همس نتنياهو في أذن الحاخام كدوري أن "اليساريين نسوا معنى أن تكون يهوديا". أو عندما قال "انهم يخافون" في وسائل الاعلام. أو عندما استوضح هل يوجد في الجمهور ناس من غير الليكوديين ثم نزع عنه الدرع الواقية متنفسا الصعداء.
حدث ذلك في أواخر ولايته السابقة، ويحدث الان مرة اخرى. انه الشعور بالتطرف والاستقطاب. وهذه دولة ممزقة منشقة. برئيس حكومة يقود الى الشقاق فضلا عن أنه لا يُليّن ولا يوحد، إن لم يكن بعمل يديه فبموافقته الصامتة. ومن كنتنياهو يعلم مبلغ كون هذا المنزلق حادا، ومبلغ كونه دحضا ومضللا. عبر هو نفسه أكثر من مرة عن أسف لسلوكه في الولاية الاولى. وتلك الأحداث والجمل التي تثير الخلاف والتي هزت الدولة. هذا اذا ما يحدث هنا الآن يا سيدي رئيس الحكومة. نحن على شفا جرف هار. اذا كان قد اجتاز في الكنيست قبل يومين قانون القطيعة الذي هيأ له رئيس ائتلافك، وأعلنت أنت أمس أنك أيدته فليس واضحا ما هو أفضل: أغيابك عن جلسة الكنيست وقت التصويت أم اعلانك المتحدي بأنك أيدته. كنا قد أوهمنا أنفسنا حتى اعترافك هذا أنك جبان فقط. أما نذير السوء فهو أنك معاد للديمقراطية ايضا.
فما العجب اذا أن تثير بعد هذا القانون في الاسبوع القادم للبت فيه اقتراح انشاء لجنة تحقيق برلمانية في نشاط المنظمات اليسارية وأن يتجرأ اعضاء كنيست من الليكود على اقتراح أن تكون الكنيست قادرة على الاعتراض على انتخاب قضاة للمحكمة العليا. إن اعضاء الكنيست ياريف لفين أو زئيف ألكن أو أوفير اكونيس هم الذين سيقررون هل يلائم قاض أن يعمل في المحكمة العليا. والامر الفظيع كما يبدو اليوم داحضا سيُكتب غدا في سفر القوانين.
هذا لا يُصدق لكن هذه قوانين لا تصدر عن اليمين المتطرف بل عن الليكود.
أين كنا حينما حدث كل هذا. وماذا حدث هنا في الوقت الذي كنا نائمين فيه. كيف أصبح حزب جابوتنسكي ومناحيم بيغن حزبا معاديا للديمقراطية يُمكّن بفعل قانون من قمع الحق في الاحتجاج ويلغي فاعلية الخطاب العام. حزب يعتقد فيه اعضاء كنيست منتشيين من القوة أن مكانتهم في السلطة التشريعية تمنحهم السلطة والتأثير في السلطة القضائية ايضا.
والامر الأشد ادهاشا هو كيف نجح عضو كنيست واحد كان في الماضي من رجال كديما وأصبح اليوم رئيس الائتلاف في تحكيم ناس مثل بني بيغن. وكيف لم ينهض ليحتج وزراء شباب في الليكود هم بطاقة هوية الحزب ووجهه في المستقبل. كيف لم يقولوا: لن ندعك تُجيز هذا القانون.
2ـ الليكود الوطني
ليس سرا أن الليكود أخذ يزداد تطرفا. بدأ هذا بمنتسبي الليكود وعلا من هناك الى اعضاء الكنيست والوزراء. فكل واحد من اعضاء كتلة الليكود يعلم أن انتخابه للكنيست القادمة متعلق باولئك المنتسبين. كانوا ذات مرة أشياع فايغلين الذين كان يتطلع اليهم المرشحون للكنيست. واليمين المتطرف في الليكود اليوم غير منسوب لأشياع فايغلين فقط. فهم خاصة ليسوا نشطاء كما كانوا وكفوا عن جهدهم في اصدار الأوامر.
جرى في السنتين الاخيرتين حملة انتساب كثيفة لليكود المتدين القومي في أنحاء البلاد وفي يهودا والسامرة. هذا الجمهور اليوم هو ثاني أكبر جماعة في الليكود بعد جماعة عضو الكنيست حاييم كاتس من الصناعة الجوية. لكن في حين كان هدف فايغلين أن يحل محل نتنياهو ويتجه الى القيادة – أصبح الامر هذه المرة مختلفا تماما، وأصبح الهدف الاندماج والتأثير كما يريد منتسبو الليكود الجدد. وهذا هو السبب ايضا الذي يجعل الوزراء واعضاء الكنيست يرون العمل معهم أسهل لأنهم لا يتآمرون عليهم بل يحاولون أن يفرضوا رأيهم عليهم.
رويدا رويدا وعلى نحو خفي، يلائم اعضاء كتلة الليكود تصورهم العام ووجهات نظرهم لما عند المنتسبين أو لا يحجمون على الأقل عن الكشف عنها. اذا وجد ذات مرة ناس واجهوا اليمين الليكودي بشجاعة ولم يدعوا التهديدات تنفذ عليهم درعهم الاخلاقية، فانهم فضلوا هذا الاسبوع ألا يكونوا في جلسة الكنيست العامة زمن التصويت على قانون القطيعة كي لا يصوروهم وهم يصوتون على قانون سينال العار الأبدي – لكنهم اهتموا ايضا بألا ينتقم المنتسبون منهم في يوم الناخب. هذا اليوم في الصباح، أعني يوم الجمعة، ستنشر الصحيفة الاسبوعية "مكور ريشون" (مصدر أول) بافتخار أن الوزراء جدعون ساعر وجلعاد أردان وسلفان شالوم يؤيدون قانون القطيعة ايضا.
إليكم اذا الجواب عما حدث لليكود: كبر الجانب العقائدي في الليكود نسبيا، وغيرت نسبة حملة انتساب النشطاء الى حملة عقائدية، غيرت الميزان. ففضلا عن أن المنتسبين في يهودا والسامرة وغزة وفي الخط الاخضر صاروا أكثر عقائدية، صارت نسب تصويت العقائديين أعلى ايضا. فالمنتسب العقائدي يحضر التصويت دائما ولا سيما عندما يكون الحديث عن تصويت على قائمة الكتلة الحزبية للكنيست.
إن عقد صفقات بين المنتسبين العقائديين أصعب فهم ليسوا رجالا آليين. سيمتحنون اعضاء الكنيست زمنا طويلا ليروا أيهم أكثر قيما وأيهم أكثر ملاءمة لتصورهم العام. يجب على اعضاء الكنيست من جهة سياسية أن يقصدوهم وأن يرضوهم. من يعلم ربما تكون السنة القادمة سنة انتخابات، وليست حرب عضو الكنيست اليوم من اجل مكانته عند الجمهور بل على قلب من يستطيع أن يدخله في القائمة للكنيست.
3ـ حال اليسار
أسرعوا في حلقات اليسار هذا الاسبوع الى نزع القفاز. الشعور هناك هو أن المبادرين الى القانون أطلقوا النار على أرجلهم. يقولون في "سلام الآن" انهم يحاولون منذ سنين صرف الانتباه الى ضرر المستوطنات وأنه نشأ الآن بمرة واحدة وعي لمناضلتها. إن "سلام الآن" التي ناضلت قانون القطيعة حتى سنه ردت فورا بعد اجازته في الكنيست وافتتحت موقعا على الفيس بوك يسمى "إرفعوا دعوى علي فأنا أقطع مع منتوجات المستوطنات".
في غضون يومين انضم الى الدعوة اكثر من سبعة آلاف شخص. إن خطة "سلام الآن" هي زيادة النضال حدة وأن تعمل على اعلام المنتوجات من المناطق وأن تسبب رفع دعاوى قضائية مدنية يتبين بها قانونية قانون القطيعة. ويخططون ايضا لنشر أسماء الشركات المنتجة في المناطق كي يمنحوا المعلومات للجمهور غير المعني بشراء منتوجاتها. وهم على ثقة ايضا من أنهم لو سألوا الشركات المنتجة في المناطق هل تريد قانون القطيعة لكان الجواب النفي على نحو لا لبس فيه.
يزعمون في "سلام الآن" أن هذا القانون والرد العام عليه سيحدثان للناس وعيا وتمييزا بين منتوجات من المناطق ومنتوجات اخرى. فهم يرون أن قانون القطيعة يعمل كما عمل رفع أسعار جبن الكوتج: ففي الحالتين مضى شخص ما بعيدا جدا وعاد الرد عليه كعصا مرتدة.
ليست هذه الدعوى داحضة تماما. فقانون القطيعة هو أكثر الدعوات الى القطيعة فاعلية كما قال لي هذا الاسبوع محام من تل ابيب. وحاله كالحال مع الاولاد إذ في اللحظة التي نقول لهم فيها انه لا يجوز اللعب بالنوافذ الكهربائية في السيارة فانهم يبدأون اللعب بجنون. أصبح كل يساري فجأة يشعر بحاجة الى القطيعة مع منتوجات المستوطنات. وقال لم أصرف حتى هذا الاسبوع انتباها الى فكرة القطيعة لانها لم تبدو لي مهمة. أمس احتفلت مع عائلتي في مطعم وسألتنا النادلة أول المساء أيوجد شيء لا نأكله كفواكه البحر ولحم الخنزير فأجبتها: "المنتوجات من المستوطنات".
يستعدون في احزاب اليسار والمنظمات خارج البرلمان ايضا لاجراء مظاهرة كبيرة مع خروج السبت القريب في تل ابيب. فالمنظمون يرون أنه قد بلغ السيل الزبى، وأن شعور الطواريء بين مؤيدي اليسار سيفضي في نهاية الامر الى خروج الجموع الى الشوارع. إن الاقتراحات الجديدة للمس بالمحكمة العليا، والتحقيق مع منظمات اليسار ومنع تمويلها ومقترحات القانون الاخرى تُحدث شعورا بأنه نشأ هنا خطر حقيقي على الديمقراطية. يقولون في اليسار ربما يترك الجمهور هذه المرة عدم اكتراثه.
4ـ من ثمار القطيعة
لكنهم في يهودا والسامرة ايضا لا يستريحون فوق أوراق الغار. فلقانون القطيعة تأثير شديد فيما يحدث هناك قبل كل شيء. تحدث المدير العام لـ "يشع"، نفتالي بانت، بالهاتف عن أنه قد جاءه هذا الاسبوع مئير هيرش، المدير العام لقطاع "أحِيا"، وهو مصنع زيت زيتون من أكبر المصانع في البلاد موجود في السامرة. قال هيرش انه يتلقى مكالمات هاتفية من البلاد كلها تريد طلب زيته. والطلب كما يقول مجنون ببساطة.
انشأت حوانيت جماعة فيس بوك تحت عنوان: "يا سلام الآن، اقطعوا معنا ايضا"، والرسالة واضحة هي ان المنتوجات المقطوع معها تحظى بطلب عظيم. وقال بانت ان القائمة التي تقطع معها "سلام الآن" تنشر في البلاد كلها وأن الناس يأخذون القائمة ببساطة ويمضون لشراء المنتوجات. ويقول أن هناك ارتفاعا حقيقيا لمبيعات المصانع في يهودا والسامرة.
حدث يوم الاربعاء ضغط من سكان يهودا والسامرة للقطيعة مع "ماكدونالدز" التي لا تفتح فروعا في يهودا والسامرة. إن رئيس ومالك شبكة "ماكدونالدز" في اسرائيل هو عمري فدان من منشئي "سلام الآن". عارضوا هذا في مجلس "يشع". يقول بانت خربت القدس بسبب هذه الامور. وهو مستعد لأن يتكلم بتفصيل على رأيه الشخصي في قانون القطيعة:
يقول: في القانون ثلاثة مركبات. يتحدث الاول عن شركة وقعت بالفعل على عقد للقطيعة مع اسرائيل ولهذا لن تشتمل عليها مناقصات حكومية. يبدو لي أن لا جدل في هذا. ويتناول الثاني اسرائيليا يخرج الى الخارج ويشجع هناك على القطيعة مع اسرائيل. ويبدو لي ايضا أنه يوجد اجماع على هذا. والجدل هو في اسرائيليين يدعون الى القطيعة مع منتوجات من المستوطنات.
يقول بانت في رأيي أن ليس الموقعان على اقتراح القانون هذا هما ألكن وميلر بل رامي هويبرغر ورفاقه. فهم يستطيعون أن يتجولوا اليوم في فخر وأن يقولوا إن الامر حدث بسببهم. جرت طوال عمر الدولة جدالات لا تقل حدة لكن لم يقطع أي جمهور قط مع جمهور آخر. لكن عندما يقطع فنانون مع أناس بسبب مكان سكنهم ويحاولون بتر مصدر عيشهم فانهم قد فتحوا صندوق العجائب. اليوم مع المستوطنين واعمالهم وغدا ستكون قطيعة مع كل اعضاء "سلام الآن" واماكن عملهم.
يقول بانت ان قانون ألكن يسمى خطأ قانون القطيعة لكنه قانون يرمي الى صد القطيعات. إن من بدأ موجة القطيعات لا يستطيع أن يلوم سوى نفسه. كان يجب علينا أن نقول في دولة سليمة: لنتجادل ما شئنا لكن ينبغي ألا نبدأ القطيعة بعضنا مع بعض. وقد ولد كل هذا في زعمه حول القطيعة مع قصر الثقافة في اريئيل.
لكن يجب أن ندقق ونقول ان القانون لم يولد حول قطيعة الفنانين مع اريئيل بل بسبب شركات اسرائيلية استعملها الفلسطينيون لبناء المدينة الفلسطينية الجديدة "روابي"، والتزمت مقابل العقد ألا تشتري منتوجات من الضفة الغربية وشرقي القدس وهضبة الجولان. كان ثمة وزراء من كديما خاصة بينهم روني بار أون وداليا ايتسيك وقعوا على عريضة دعت وزراء الحكومة الى عدم التعاون مع هذه الشركات الاسرائيلية. جرت على القانون في هذه الاثناء تغييرات كثيرة، وخرج كديما من الصورة وما بقي سيكتب في صفحات التاريخ.
سألت بانت ماذا سيحدث منذ اليوم فصاعدا. ما الذي يخططون لفعله في يهودا والسامرة في أعقاب الحرب التي أعلنتها عليهم منظمات اليسار.
يقول بانت: لا يجب أن يفعلوا شيئا، يجب الآن تسكين كل شيء. هذا الامر يبلغ أبعادا صعبة. لست أنوي أن ابدأ القطيعة مع ناس واعمال وآمل أن يعاودوا في اليسار ايضا سلامة العقل فيكفوا عن القطيعة. يجدر أن يختفي كل هذا الامر من العالم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل والامم المتحدة: ليست قفراء جدا
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" قبل 14 سنة، في 16 تموز 1967، في الجمعية العمومية للامم المتحدة اتخذ قرار دعا اسرائيل الى وقف البناء في المستوطنات. المحاولة الاسرائيلية للهزيمة بكرامة لم تنجح. الى جانبنا، صوتت فقط دولتان عظميان، الولايات المتحدة وميكرونيزيا، ضد القرار، بينما أيدته 131 دولة. رئيس الوزراء (في حينه ايضا) بنيامين نتنياهو، عقب قائلا: "الامم المتحدة عادت لتكون قفراء.
ولكن الامم المتحدة، مع كل نواقصها التي استعرضت هنا في هذه الصفحة أيضا، لم تكن أبدا "قفراء"، حتى عندما انفلت هذا الهراء من على لسان دافيد بن غوريون. فلو لم تكن هكذا، لما ارسل اناس كنتنياهو ليتولوا منصب سفيرنا في هذه المؤسسة، وما كانوا سيكرسون لها افضل سنوات حياتهم. الجهد الهائل الموظف في الاشهر الاخيرة من المحافل السياسية الاسرائيلية، من رئيس الوزراء عبر الدبلوماسي رقم واحد عندنا، وانتهاء بدبلوماسيين آخرين، لحشد بضعة اصوات لانقاذ شرفنا في هذه المنظمة، يثبت فقط كم هي هامة الامم المتحدة لاسرائيل.
فبعد كل شيء، لو كان الحديث يدور عن "قفراء" لكان بوسع حكومة اسرائيل، ولا سيما الحكومة اليمينية الصرفة، ان تقول ان لا اهتمام لها في أن تشارك في هذه المباراة المباعة، وان الفلسطينيين يحق لهم ان يرفعوا الى الجمعية العمومية حتى قرار بموجبه بلاد اسرائيل كلها وعدهم بها الباري عز وجل. اسرائيل، من جهتها، ستشاهد هذه المهزلة على التلفزيون. السفريات الى شرقي اوروبا، الاستثمار في اميركا اللاتينية وغيرها وغيرها، تتم بسبب اهمية الامم المتحدة، وبسبب الفهم في أن في قراراتها ما يخلق معايير دولة وما يربي. على الاقل.
ولكن ليس هذا فقط. لدى الامم المتحدة ما تعرضه، ومع كل المصاعب، حلت مشاكل في شرقي تيمور، في ناميبيا، وقبل بضعة ايام – في جنوب السودان. فهذه ليست فقط منظمة معقدة تعرف كيف تأخذ قرارات نظرية، بل وايضا جهة قادرة على أن تنقذ لاجئين من الجوع، تشفي الناس الضعفاء في محيط العالم وكذا تحل مشاكل سياسية.
الكثير كتب هذه الايام عن السودانيتين. عن الوحشية، عن الحروب الداخلية، عن الفقر وعن انعدام البنى التحتية حيال مقدرات النفط. العلاقات بين الجنوب والشمال بدت حتى قبل بضع سنوات كأمر واجب الواقع. مرتبطون الواحد بالاخر، مسلمو الشمال ومسيحيو الجنوب، كارهون، مقاتلون، فيما أن لدى الجنوب يوجد النفط، فلدى الشمال توجد مصافي البترول، والتعلق المتبادل يمنع تقسيم هذه البلاد الضخمة. كما يستدعي مبناها الديمغرافي. والاساس: أين ينتهي الجنوب وأين يبدأ الشمال؟ فلم يسبق أن فصلت بينهما حدود في التاريخ والحدود المستقبلية ستكون دوما مصطنعة.
الاتفاق المتحقق كان هشا، وهو أيضا ترافق والعنف. فقبل سنتين فقط قال لي مصدر كبير جدا في الساحة الدولية انه لا يؤمن بان الشمال سيسمح للجنوب بان يجري استطلاعا شعبيا نتائجه معروفة مسبقا: اغلبية هائلة ستؤيد الاستقلال. بعد ان اجري الاستطلاع الشعبي قال آخرون ان الشمال لن يسمح بتحققه.
وبالفعل كانت معارك، وبالفعل السؤال كان بالضبط أين ستمر الحدود، وكيف بالضبط سينفذ التقسيم، إذ ان في الشمال يوجد اناس هم من الجنوب في أصلهم وهويتهم وفي الجنوب اناس ينتمون الى الشمال، ويوجد في الجيش السوداني جنوبيون، لن يكونوا هناك بعد اليوم. جوبا هي المكان الاخير في العالم الذي يمكن تشخيصه كعاصمة، ولجعلها عاصمة حقا ولجعل جنوب السودان دولة حقا – ستكون حاجة الى جهود هائلة، مال كثير وغير قليل من الوقت.
الخريطة تغيرت
كانت هي الامم المتحدة التي غيرت الوضع على الارض. الاستفتاء الشعبي اجري رغم كل المصاعب، فيما انه في حدث الاعلان عن دولة الجنوب حضر رئيس شمال السودان، الذي يودع الجنوب. الخلافات بينهما يتعين على الطرفين ان يحلاها، ولكن هذه الخلافات لم تمنع الخطوة الكبيرة. الخريطة تغيرت. منذ يوم السبت الماضي يحق للامم المتحدة أن تتباهى بانجاز لا بأس به. فقد اقيمت دولة جديدة، اضيف عضو جديد الى المنظمة (وهذا العضو الجديد كفيل أيضا بان يفتح سفارة في تل ابيب)، وهذه الدولة ما كانت لتقوم لولا الامم المتحدة. يوجد للامم المتحدة عدد لا حصر له من النواقص، ولكن ليس لديها، ولن يكون لها أي بديل. بالتأكيد ليس في المدى المنظور. اسرائيل قادرة على أن تؤدي دورا هاما بلا قياس في هذه المنظمة باستثناء محاولة تحقيق أغلبية "نوعية" أو تمزيق قرارات الامم المتحدة، مثلما فعل حاييم هيرتسوغ للقرار الذي شبه الصهيونية بالعنصرية في 1975.
نحن يمكننا أن ننخرط أكثر في طاقم الامم المتحدة، فنؤثر على خطواتها، نشارك في قوات السلام، نوفر قدرا أكبر من المنتجات للمنظومات الكبرى. نحن نستغل فقط نسبة صغيرة من الطاقة الكامنة للتعاون، وخسارة.
حتى لو لم تقم الامم المتحدة الدولة بل اعلان بن غوريون وحرب التحرير هما من فعل ذلك، فللامم المتحدة دور لا بأس به في ولادة اسرائيل، وثمة لدولة اليهود مصلحة لا بأس بها في أن بعد الحرب العالمية الثانية وفظائعها ان تكون منظمة دولية تكون فيها كل دول العالم أعضاء، ويمكنها أن تحاول منع تكرار الاحداث المخيفة اياها. المنظمة الدولية التي ساهمت لاسرائيل ليس فقط بقرار التقسيم 181 بل وأيضا بقراري مجلس الامن الشهيرين والهامين 242 و338، كفيلة بان تساهم في قرار آخر، في ايلول القريب القادم، لا يتجاوز الاتفاقات بين اسرائيل والفلسطينيين بل يساعد المفاوضات التي انقطعت تماما بين الطرفين.
بدلا من القتال في حرب عديمة الاحتمال ضد قرار الامم المتحدة سيكون من الاسلم بكثير محاولة تصدر قرار يأخذ بالحسبان مصالح الطرفين. هكذا، مثلا، يمكن للجمعية العمومية للامم المتحدة ان تدعو اسرائيل والفلسطينيين الى استئناف المفاوضات بينهما لتحقيق تسوية دائمة تتضمن تحقيقا للاحتياجات الامنية لاسرائيل، دولة فلسطينية تقوم حدودها على اساس الخط الاخضر مع تعديلات متبادلة، فيما تحل مشكلة اللاجئين في الدولة الفلسطينية (الى جانب تعويضات وحلول انسانية)، فيما تكون القدس الشرقية العاصمة الفلسطينية وفي الاجزاء الاخرى من القدس تكون العاصمة الاسرائيلية، والسفارات تنقل، كلها، من تل أبيب الى القدس.
دعوة كهذه ستمنح اسرائيل لاول مرة اعترافا بعاصمتها وستزيل التهديد الديمغرافي الذي ينطوي عليه المطلب الفلسطيني بعودة اللاجئين الى اسرائيل. من ناحية اسرائيل سيكون في هذا انجاز تاريخي، الى جانب الانجاز الكبير الذي سيكون للفلسطينيين. الطرفان سيخرجان كاسبين.
عندما افكر بالطاقات الهائلة المستثمرة في صد الاساطيل البحرية والجوية، الحملات الدولية، غير الناجحة في معظمها، لاقناع بعض من اعضاء الامم المتحدة للامتناع او التصويت ضد المبادرة الفلسطينية، فاني اسأل لنفسي لماذا لا توجه هذه الطاقة باتجاه صيغة القرار نفسه، القرار الذي لا يمكنه بعد ان يقيم الدولة الفلسطينية أو أن يكون بديلا عن المفاوضات، ولكن يمكنه أن يسمح لنا وللفلسطينيين بالشروع فورا بالحوار نحو الاتفاق.
بدلا من الاساطيل البحرية والجوية ومحاولات التسلل البرية يمكننا أن نجد أنفسنا، في غضون وقت قصير، في وضع ألطف بكثير اذا ما وظفنا الطاقات في تغيير القرار بدلا من منعه. اطار الامم المتحدة كفيل بان يكون بالنسبة لنا فرصة بدلا من عائق. من نجح في تقسيم السودان يمكنه، ربما أن يساعدنا في الانفصال عن الفلسطينيين، ونحن نحتاجه جدا ونجد صعوبة جدا في تحقيقه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا مناص من حماس
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ اليكس فيشمان"
"ليس واضحا لنا ما الذي ينوي الفلسطينيون فعله حقا في ايلول. سمعنا تصريحات علنية كثيرة لكنني أعتقد أنهم ما زالوا يُقدرون خطواتهم. نتلقى من القيادة الفلسطينية رسائل تقول ان هدفهم الوحيد هو بلوغ حل الدولتين بتفاوض مباشر".
يُعرف المتحدث بأنه "موظف رفيع المستوى" في الادارة الاميركية، وهذا الاقتباس مأخوذ من توجيه، في مكالمة مؤتمر هاتفية، الى مجموعة من الصحفيين في واشنطن. الحديث عن واحد من مساعدي هيلاري كلينتون الكبار، ونشعر بأنه يريد أن ينقل أنه لا يوجد أي ضغط في الادارة حيال التهديد الفلسطيني بالتوجه الى الامم المتحدة. فكل شيء قابل لأن يُعكس.
وقت المكالمة: يوم الاثنين من هذا الاسبوع في التاسعة مساء بعد دقائق معدودة من خروجه من عشاء رؤساء الرباعية. كان يفترض أن ينتهي العشاء بتصريح علني واحتفالي يعيد الاسرائيليين والفلسطينيين الى مفاوضة مباشرة عرفوها في الصحف الاسرائيلية بأنها الفرصة الاخيرة لصد اجراء ايلول. لكن الاميركيين فشلوا فشلا ذريعا فانتهى اللقاء بلا لا شيء. لم ينجحوا في الحصول من نتنياهو على التزام أن يقبل صيغة الرباعية، تلك الصيغة التي كانت ستُنزل الفلسطينيين كما يبدو عن الشجرة. لم يعد اوباما ينوي مناوءة نتنياهو حتى 2012 التي هي سنة الانتخابات في الولايات المتحدة.
نشأ قبل شهر شعور في الادارة فجأة بأنه حدث تغيير في اسرائيل وأن نتنياهو مستعد للحديث عن حدود 1967 – لا باعتبارها خط انسحاب بل أساسا للتباحث في الحدود الدائمة. تأثر الاميركيون بالنغمة الجديدة. خُيل إليهم لحظة أنه حدث صدع في الموقف الاسرائيلي. بل انهم أرسلوا الى هنا دنيس روس الذي سمع من باراك أنه يُجري مع نتنياهو محادثات طويلة ويحاول أن يقنعه بالخروج بمبادرة.
جاء ايضا المبعوث الدائم للمحادثات، ديفيد هيلي، ودُعي الى هنا ايضا مساعده في شؤون سوريا ولبنان، بيرد هوف. وفي موازاة ذلك دُعي المندوب الفلسطيني صائب عريقات الى واشنطن ليعرض عليه آخر ما جد في موقف بيبي.
في مطلع تموز فقط أدركوا في واشنطن أنه وقع سوء فهم، فدُفن عمل عدة اسابيع، واجتمعت خيبة أمل اخرى.
آنذاك جاءت مبادرة الرباعية، لكنها خيبت الآمال ايضا فجاء صمت ضاجّ بدل اعلان احتفالي. إن المسؤول الاميركي الكبير الذي تحدث فعل ما طُلب اليه، فقد نجح خلال عشرين دقيقة في ألا يقول شيئا وفي ألا يُبين كيف أفشلنا نحن (اوباما وكلينتون وشركاؤهما) الامر.
مع ذلك صدر استنتاج واحد ايجابي عن الرباعية وهو أنه لا يوجد موعد "عدم عودة" فلسطيني. لم يكن الحادي عشر من تموز هذا الموعد. وسيسحب الفلسطينيون طلبهم بعقد الجمعية العامة للامم المتحدة في اللحظة الاخيرة ايضا. مع ذلك كما قال الموظف الكبير، كلما اقتربنا من ايلول سيصبح الثمن الذي يطلبونه أعلى لأن عارهم لانطوائهم سيكون أكبر.
واليوم أصبح الفلسطينيون يُجرون مع الاميركيين اتصالات تتعلق بصيغة جديدة. تثار هناك في الأساس أفكار بالاسلوب المعروف: حدود 1967 باعتبارها أساس التفاوض، وأن تحرر اسرائيل بضع مئات من السجناء تفضلا على الضفة، وأن تتبرع الدول المانحة وما أشبه. والفكرة المفاجئة الوحيدة التي ثارت هي أن تدخل اسرائيل مسيرة دبلوماسية سرية مع حماس، برعاية الادارة، من اجل هدنة طويلة.
نشر في المدة الاخيرة صدفة أو بغيرها في معهد جليل الشأن في الولايات المتحدة بحث يتناول حلولا ممكنة بين اسرائيل وغزة. وأشد من هذا مفاجأة أن أحد كُتاب البحث هو ج. الذي كان سنين طويلة قائد المنطقة الجنوبية في "الشباك" وعرض ترشحه ليحل محل الرئيس السابق يوفال ديسكين. كتبه مع استاذ جامعي اميركي بعيد الصيت في مجال الدراسات الامنية.
قبل أقل من نصف سنة دُعي ج. الى ديوان رئيس الحكومة، لمحادثة في الاستمرار في خدمته وترشحه لرئاسة المنظمة. لم يكن ج. مرشح ديسكين. فقد رأى أن ج. أنهى خدمته قبل سنتين عندما انقضت مدة ولايته كرئيس للمنطقة الجنوبية. وبرغم ذلك دعاه نتنياهو الى لقاء ولم يكن ذلك صدفة. ترأس ج. أكثر من اربع سنين جهاز جمع المعلومات الاستخبارية في "الشباك" في القطاع الذي هو في الحقيقة جهاز التجميع المركزي الذي يعمل في أحشاء حماس.
لحرب الأدمغة هذه مع غزة وجه الى هنا وآخر لهناك. فقد فشلت من جهة في انشاء معلومات استخبارية لاطلاق سراح جلعاد شليط وجمعت من الجهة الاخرى طائفة من النجاحات جعلت حماس منظمة شفافة قُبيل عملية "الرصاص المصبوب".
عندما أنهى ج. عمله في الجنوب "لم يوجد عمل يناسبه". انتظر خارج المنظمة في الدراسة، وعندما تبين أنه لن يرث ديسكين ولن يحظى ايضا بمنصب نائب يورام كوهين، عزم على المضي الى بيته، وهو اليوم في اجراءات ترك العمل الاخيرة.
قضى ج. واحدا من فصول الانتظار باحثا ضيفا في مركز "سبان" لابحاث الشرق الاوسط في واشنطن، وكتب البحث الذي نشره معهد "بروكنغز" بالتعاون مع البروفيسور دانيال بايمان، مدير البحث في مركز "سبان" ومحاضر في برنامج الدراسات الامنية في جامعة جورج تاون.
إن استنتاج الباحثين الواضح أنه لن يوجد أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية بلا تسوية – تُحرز بطرق عنيفة أو بطرق سياسية – مع حماس في غزة. وكل محاولة لتأخير النهاية أو تجاهل الحاجة الى حل مع حماس تُعرض مصالح اسرائيل والولايات المتحدة للخطر.
يعرض الاثنان ويحللان ثمانية نماذج ممكنة لتسوية بين اسرائيل وحماس. وليس واحد منها مثاليا، وهناك امكانية التأليف بين عدة نماذج ايضا، لكن يجب النظر في الصورة نظرا واعيا، يكتبان.
1ـ هدنة. تبدأ اسرائيل بضمان ومساعدة اميركيين محادثات رسمية مع حماس للتوصل الى هدنة دائمة. تمنح هذه الهدنة حماس الشرعية وتزيل عنها الضغط الاسرائيلي وتهب لها فرصة أن تُبين للعالم أن عندها قدرة على الحكم. ومن جهة اسرائيل، ستُمكّن الهدنة الدائمة من وجود حياة سليمة على طول الحدود وتزيل الانتقاد الدولي عن سلوكها إزاء القطاع.
يقول الباحثان إن أخطار هذا النموذج لا يستهان بها. فحماس قد تستغل الهدنة لتعزيز قدراتها العسكرية. وسيصعب على اسرائيل في المقابل أن تعرض فرقا كبيرا بين ما يحدث في غزة وبين انجازات السلطة في الضفة الغربية. وستشوش الهدنة ايضا على صوغ تصور دولتين للشعبين لأنها ستؤكد هوية غزة الذاتية وتفضي الى فصلها عن الضفة.
يرى قادة حماس أن اتفاقا ما مع اسرائيل هو مصالحة تعرضهم في موقف ضعف إزاء خصومهم – في جبهة الرفض وداخل المنظمة. فهي في الحقيقة ستعزز جانب المعتدلين لكنها ستضر بشيفرة حماس الجينية وتضائل الاستثمارات الايرانية في المنظمة.
لا يرتب الباحثان في الحقيقة الخيارات في سلم أفضليات، لكن جعل التفاوض المباشر مع حماس هو الاول في القائمة ليس صدفة كما يبدو. كذلك التعليلات المضادة للهدنة في الجانبين هي في الأساس تعليلات زائفة بحيث يمكن أن نفترض أن هذا هو الحل المراد في نظر ج. وبايمان.
2ـ احتلال القطاع من جديد. الحديث في واقع الامر عن عكس النموذج الاول: عن استيلاء على جزء من القطاع أو كله، يُمكّن الجيش الاسرائيلي من وقف القذائف الصاروخية قبل أن تطلق، ومن وقف وقتل نشطاء عسكريين وهدم البنية التحتية العسكرية لحماس والمنظمات الاخرى.
يقول الباحثان سلفا ان احتلالا من جديد سيكلف اسرائيل ثمنا باهظا، ولا سيما من القتلى والجرحى. ستطول الحرب كثيرا وستستعمل حماس رجالها في الضفة ايضا مع محاولة إسقاط أبو مازن. في وضع كهذا لن يكون للسلطة أي امكانية لاجراء تفاوض وسيحل باسرائيل ضرر سياسي في صعيد علاقاتها مع الولايات المتحدة والجماعة الدولية.
3ـ ضربة عسكرية محدودة. يرمي هذا البديل الى تدمير قدرة حماس الصاروخية واصابة القادة والنشطاء العسكريين، لكنه في زعم الباحثين لن يُسهم بشيء لان حماس قادرة على تحسين قدراتها تحت الهجمات الاسرائيلية ايضا.
والى ذلك سيوجب الهجوم على حماس أن ترد باطلاق النار من اجل البقاء السياسي. وستتهم اسرائيل في المقابل باصابة مدنيين وتتضرر من جهة صورتها وضررا سياسيا.
4ـ عزل القطاع. هذا في الحقيقة هو الوضع الراهن تقريبا، مع نموذج ضربات عسكرية محدودة، فالحصار الجزئي الذي تفرضه اسرائيل على القطاع في الجو والبحر والقيود على المعابر البرية تخفض قدرة حماس العسكرية ولا تُمكّن الاقتصاد في غزة من النمو وتضر بشعبية حماس في الشارع الغزي.
ومن جهة ثانية، كما يرى الباحثان، توجد للحصار ايضا جوانب سلبية من جهة اسرائيل: فهو يعزز مكانة حماس إزاء خصومها في المجتمع الفلسطيني، ويزيد من تعلق المنظمة بطهران، ويتهمون نتنياهو في القطاع لا اسماعيل هنية بوضعهم الاقتصادي البائس. والى ذلك يزيد الحصار النقد الدولي على اسرائيل في الشأن الانساني.
يقول الباحثان إن الاصرار على سياسة العزل يصبح أكثر تعقيدا بالنسبة لاسرائيل في ضوء تغير النظام في مصر. فلم يعد الضغط الذي استعمله نظام مبارك على غزة مقبولا اليوم في الشارع المصري. والى ذلك ستقوى الصلة بين حماس والاخوان المسلمين وتضر بالحصار.
5ـ ثلاث دول لشعبين. من هنا فصاعدا يعرض الباحثان اربعة "نماذج خارج الصندوق". أي أنها أفكار غير تقليدية في التفكير المأخوذ به اليوم في مراكز اتخاذ القرارات في واشنطن والقدس وبروكسل وموسكو ورام الله.
فهناك على سبيل المثال ثلاث دول لشعبين. تجري اسرائيل تفاوضا مع حماس ومع أبو مازن في انشاء فعلي لدولتين فلسطينيتين في حين أن مزايا هذا الحل ونقائصه تشبه ما لهدنة طويلة.
غير أن هذا الحل غير ممكن تقريبا في الظروف الحالية: فحماس وأبو مازن لن يبدآ تفاوضا خشية أن يتم اتهامهما باهمال فكرة فلسطين الموحدة. والتجربة الاخيرة لتوحيد الصفوف تكاد تقضي تماما على احتمال تنفيذ هذا النموذج.
6ـ الاستبدال بحماس. تستطيع اسرائيل بمساعدة اميركية أن تبذل جهدا وأن تفضي الى انهاء حكم حماس باجراء عسكري، لكنه لن يكون لقيادة فلسطينية تتولى الحكم "فوق حراب" اسرائيلية شرعية على الارض وسيعيد اجراء ديمقراطي بالانتخابات حماس الى السلطة.
حتى ذلك الحين سيكون هذا النظام عسكريا مستبدا مخالفا للاجراءات التي تحدث في المحيط، وليس له أي احتمال أن يبقى. ستكون تلك دعوة الى الاضطراب وستزداد العمليات المضادة لاسرائيل حدة.
7ـ مسؤولية دولية. الفكرة هي أن تتولى الامم المتحدة أو حلف شمال الاطلسي مسؤولية ادارية عن غزة، لكن الباحثين يقولان فورا إن حماس وجماعات اخرى ستعارض قوة من هذا القبيل، وتعمل في مواجهتها بنفس الوسائل التي عملت بها في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. وستهاجم في المقابل اسرائيل لا من اجل أن تبرهن على الجهد الوطني المعادي للمحتل بل كي تورط اسرائيل مع الجهات الدولية.
ستكون قوة من الامم المتحدة مريبة في نظر اسرائيل إلا اذا شُكلت في الأساس من جنود اميركيين وكانت تحت قيادة اميركية وستكون أقل فاعلية ايضا من قوة حلف شمال الاطلسي. لكن في فترة يريد فيها الاوروبيون مضاءلة تدخلهم في مراكز صراع مثل العراق وافغانستان وليبيا، وفي الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي في القارة الاوروبية، ليس من المحتمل أن يكون لأحد هناك اهتمام بهذه الفكرة. وواشنطن من جهتها ستخشى أن تعرض للخطر جنودا في مكان مشحون سياسيا كهذا ولا سيما بعد أن تم اتخاذ قرار واضح، في الولايات المتحدة واوروبا ايضا، على عدم التدخل في صراعات الحركات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا (إلا اذا كان الحديث عن ظروف خاصة كما في ليبيا).
8ـ الرزمة الاقتصادية. تغرق الجماعة الدولية غزة بمساعدة اقتصادية تجبر حماس على أن تدرك ماذا ستخسر اذا استمرت في العمل المضاد لاسرائيل. لكنه يصعب اليوم تجنيد كمية موارد كبيرة لغزة. يحجم القطاع الخاص عن الاستثمار هناك، والدول العربية لا تفي أصلا بالتزاماتها المالية للقطاع، والازمة الاقتصادية العالمية لا تساعد ايضا.
والى ذلك أثبتت العلاقة بين النمو الاقتصادي والسياسة المعتدلة نفسها.
التجاهل ليس خيارا
يقول البحث ملخصا: جميع الخيارات التي عرضت اشكالية، وبرغم انه لا تبدو واحدة منها واعدة فانه لا توجد خيارات اخرى. إن مسيرة السلام وأمن اسرائيل واستقرار المنطقة ايضا متعلقة بعلاج التهديدات من قبل نظام حماس. فتجاهل القطاع ليس خيارا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جنوب السودان: تشبيه بلا مُشبه به
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" يوجد احيانا إغراء بالفحص عن تطورات مهمة في الساحة الدولية، مثل استقلال جنوب السودان، من خلال منشور الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. فعلى سبيل المثال ورد في مقالة أسرة التحرير في صحيفة "هآرتس" يوم الاحد الماضي أن اسرائيل يجب أن تستدخل أن التقسيم الى دولتين بتأييد من الجماعة الدولية هو الطريقة الوحيدة لحل ازمة دامية كالتي بين اسرائيل والفلسطينيين.
مع ذلك يتم في العالم العربي الفحص عن استقلال جنوب السودان في سياق مختلف تماما، فلا يوجد في الصحف العربية ذلك القدر الكبير من المقالات التي تقارن بين جنوب السودان والفلسطينيين. منذ حدث استفتاء الشعب في جنوب السودان في مطلع السنة، ينحصر النقاش في العالم العربي في تأثيرات هذا الامر في انقسام دول عربية في المستقبل.
يمكن أن نجد أمثلة كثيرة على ذلك هذه السنة نتاج الانتفاضات الشعبية في العالم العربي. فليبيا نفسها مرشحة للانقسام بين تيرينايكا في الشرق وطرابلس في الغرب بحسب خطوط هيكلية قبلية. وأخذ يتضح أن احياء اليمن الجنوبي من جديد هو امكانية حقيقية في المستقبل. كذلك يوضع على المائدة ايضا تقسيم العراق الى دول كردية وشيعية وسنية منذ بدأت الحرب في العراق في 2003.
ينسى كثيرون أنه قد استُعمل في سوريا زمن الانتداب الفرنسي سياسة "فرّق تسد". وأفضى ذلك الى انشاء دويلات للعلويين في منطقة النصيرة وللدروز في جبل الدروز في جنوب غرب سوريا. لكن ما بقي العلويون وعائلة الاسد في الحكم فان احتمال الانقسام غير حقيقي. واذا أُقصي العلويون فينبغي ألا ننفي امكانية "لبننة" سوريا. إن استقلال جنوب السودان تذكير للدول العربية بأن الأقليات غير المستريحة تشكل احتمال انحلال.
عبرت منظمة الاخوان المسلمين هي ايضا عن معارضة استقلال جنوب السودان. فقد كتبت صحيفة "الايكونوميست" تقريرا في كانون الثاني عن أن قادة المنظمة يرون نشوء جنوب السودان مؤامرة "لسد أبواب افريقيا في وجه الاسلام"، حيث توجد منافسة بين المبشرين المسلمين والنصارى. قال الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للاخوان المسلمين، ان استقلال جنوب السودان تذكير بأن "العرب والمسلمين ما يزالون في مسار انقسام مُعجل".
إن الاحتفالات في العالم العربي باستقلال جنوب السودان باعتباره عاملا سيعمل في مصلحة اعلان دولة فلسطينية في ايلول هي من نصيب قلة فقط. اعترفت اسرائيل بجنوب السودان مثل سائر الدول الغربية ويجب عليها أن تعرض مساعدتها على الدولة الجديدة. وعليها أن تُبين في نفس الوقت للعالم العربي أن لا مصلحة لها في انتقاض عُراه.
سيكون فقدان الحكومات العربية للسيطرة على أقاليمها في مصلحة القاعدة في الأساس التي تحاول دخول دول فاشلة، وسيعمل ضعف العالم العربي في مصلحة ايران ايضا.
هل في استقلال جنوب السودان ما يشهد على اتجاه؟ من الواضح أن ليس الحديث عن الستينيات عندما اكتسحت ظاهرة مقاومة الاستعمار آسيا وافريقيا. ينبغي أن نرى ولادة جنوب السودان في سياق تاريخي مختلف تماما تواجه فيه دول متعددة الأعراق أنشأتها في الأساس بريطانيا وفرنسا قبل أكثر من خمسين سنة، اتجاهات انتقاض. إن ضعف حكومات مركزية نتيجة "الربيع العربي" زاد فقط الضغوط على اجهزة الحكم تلك. وبهذا فان للقضية الفلسطينية القليل جدا من المشترك مع الاتجاهات التاريخية التي نشهدها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا حدود مقدسة
المصدر: "هآرتس ـ شلومو أفنري"
" استقلال جنوب السودان هو علامة هامة على الطريق في كفاح الشعوب الصغيرة للتحرر الوطني، والذي بدأ في بداية القرن التاسع عشر، مع حرب الاستقلال اليونانية ضد الامبراطورية العثمانية. استقلال اسرائيل كدولة القومية اليهودية، استقلال كوسوفو والاستقلال المستقبلي للفلسطينيين، كلها جزء من هذه الخطة. الان، بعد عشرات سنوات الكفاح ضد القمع المضرج بالدماء من جانب القيادة السودانية العربية والاسلامية في الشمال، حقق الجنوب الذي معظم سكانه السود مسيحيون او وثنيون، ما كان يجدر أن يتحقق دون سفك دماء في العالم السليم، مع اسرة دولية أكثر ولاءا لمبادئها.
من هذه الناحية، دولة جنوب السودان هي حلقة اخرى في سلسلة الدول التي حظيت بالاستقلال في ظل ظروف معقدة. اليونان الحديثة نالت الاستقلال ليس فقط بفضل الرأي العام في اوروبا، الذي أيد المسيحيين في كفاحهم للتحرر من ظلم اسلامي، بل وأيضا لان هذه كانت مصلحة قوى عظمى، لبريطانيا وروسيا، في اضعاف الامبراطورية العثمانية. تأييد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لمشروع التقسيم واقامة دولة يهودية في بلاد اسرائيل نبع ليس فقط من الصدمة في ضوء رعب الكارثة، بل وأيضا من اعتبارات معقدة للسياسة الخارجية والسياسة الداخلية للقوتين العظميين.
هكذا ايضا في جنوب السودان: حقيقة أن قسما هاما من سكانها مسيحيون دفعت نحو ضغط جماعات بروتستانتية على حكومة الولايات المتحدة لالقاء ثقلها في حق تقرير المصير للجنوب. وكما يمكن ان نرى في احيان قريبة في العلاقات الدولية، لا تكفي الاعتبارات الانسانية لتحقيق النتيجة المنشودة من ناحية اخلاقية. اعتبارات السياسة والقوة ضرورية لان يتحقق في العالم الواقعي الامر المناسب من ناحية المعايير الاخلاقية.
في تاريخ الصهيونية كان هذا هرتسل هو الذي فهم بانه بدون دعم القوى العظمى لن تقوم قائمة للصهيونية، وعليه فقد غازل القياصرة، الملوك وذوي النفوذ، السياسة التي اثبتت نفسها مع الايام في تصريح بلفور وفي قرار التقسيم. لا يكفي أن تكون محقا: يجب أن يكون لك دعم من القوى العظمى. هذا صحيح على نحو خاص للشعوب الصغيرة والضعيفة مثل اليونانيين، اليهود، الاكراد – والان جنوب السودانيين ايضا.
لاستقلال جنوب السودان يوجد جانب آخر: حدود السودان، الذي نال الاستقلال من الحكم الانجليزي – المصري المشترك (الذي كان عمليا حكما انجليزيا) في 1956، تقررت بعد سيطرة بريطانيا على المنطقة في اواخر القرن التاسع عشر. وهي لم تتوافق مع أي اطار جغرافي أو تاريخي، وكانت فقط تعبيرا عن قدرة التوسع للامبراطورية البريطانية.
وفي ذلك لم يكن السودان مختلفا عن دول اخرى في المنطقة، حدودها ومجرد قيامها تقررا بشكل تعسفي من قبل الامبريالية البريطانية والفرنسية، بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى. وهذا صحيح بالنسبة لكل دول المنطقة، باستثناء مصر – الدولة العتيقة وعريقة التاريخ. بريطانيا وفرنسا رسمتا الحدود ووزعتا مناطق النفوذ بينهما، دون أي حساب لاحتياجات، تركيبة او طبيعة السكان.
كل الدول التي اقيمت في المنطقة بعد أن تحررت من الظلم الاستعماري كانت مخلوقات مصطنعة، هندست حدودها دون مراعاة التاريخ المحلي، المبنى العرقي اوالديني او المؤسسات السلطوية القائمة: سوريا، العراق، لبنان، الاردن، ليبيا والسودان في حدودها القائمة هي مخلوقات حديثة، ثمة قرارات امبريالية اوروبية.
المفارقة هي أنه عندما نالت هذه الدول الاستقلال، كانت من مصلحة حكامها المحليين – سواء كانوا من سلالة ملكية أم دكتاتوريون لجمهوريات عسكرية – الحفاظ على تلك الحدود، من مغبة أي تغيير كان كفيلا بان يجرها الى حروب ونزاعات لم يكن ممكنا أن يحمد عقباها. هكذا أصبحت سوريا أو العراق – اللذان لم يكونا قائمين كوحدتين سياسيتين في حدودها الحالية، وبالتأكيد ليس في عهد الحكم العربي الاسلامي في المنطقة – دولتين منفصلتين.
اداة قمع
حقيقة أنه في كل هذه الدول كانت أقليات قومية ودينية عديدة (مسلمون سنة وشيعة، مسيحيون من طوائف مختلفة، اكراد، دروز وعلويون)، أدت ضمن امور اخرى الى نشوء أنظمة دكتاتورية. فأنظمة الطغيان وحدها مثل تلك التي في سوريا وفي العراق كان يمكنها ان تبقي معا فسيفساء متنوعة هذه من الطوائف، الاديان والقبائل.
أي من هذه الدول – باستثناء مصر – لم تكن دولة قومية بالمعنى الحديث للكلمة. ايديولوجيا القومية العربية، التي عرضت هذه الدول الجديدة كجزء لا يتجزأ من العالم العربي وشكلت نسغا مكتلا منحها الشرعية كانت صحيحة في جزء منها فقط. لكن على مدى عشرات السنين شكلت اداة مثالية شديدة القوة لقمع الاقليات – الاكراد في العراق وفي سوريا، غير العرب في السودان. كما أن الضغط المتواصل على لبنان، للسير في الخط العربي العام على حساب تميزه كمجتمع متعدد الاعراق ومتعدد الاديان، هو جزء من محاولة فرض هوية قومية عربية على مجتمع تعددي هو أكثر تعقيدا بكثير.
استقلال جنوب السودان هو اشارة الى انحلال الاطر ما بعد الاستعمار هذه التي باسم الايديولوجيا القومية العربية، سعت الى فرض التكتل والوحدة في اماكن سادت فيها عمليا كثرة الالوان. سبق ذلك تبلور حكم ذاتي بحكم الامر الواقع للاكراد في شمالي العراق، بعد سقوط صدام حسين، فيما أن استمرار وجود العراق، الممزق بين اغلبية شيعية واقلية سنية، لا يزال غير مضمون.
المظاهرات ضد النظام العلوي لعائلة الاسد في سوريا تقودها اجزاء واسعة من الاغلبية السنية، مع آثار على مستقبل لبنان. في ليبيا ايضا يتبين أن سيطرة الثوار في بنغازي وفي شرق الدولة، بينما ينجح القذافي حاليا في السيطرة في طرابلس وغربي الدولة، تعبر عن شرخ تاريخي بين كرينيكا الشرقية وطرابلس الغربية، اللتين وحدتا في كيان ليبي واحد تحكم الحكم الاستعماري الايطالي فقط. الصراع الداخلي المتلوي في اليمن يمثل هو ايضا اساسات سبارتية تاريخية في جنوب الدولة، على مدى عشرات السنين كانت دولة مستقلة.
15 دولة
فهل معنى الامر أن بعضا من الدول الغربية قريبة من الانحلال؟ من الصعب أن نعرف، ولكن واضح ان للتحولات التي تجتازها المنطقة يوجد ايضا جانب من تحرر الاقليات وضعضعة الحدود القائمة.
في الاشهر الاخيرة وان كانت تركزت المظاهرات على معارضة الانظمة الدكتاتورية، ولكن ما أن اهتز الوضع الراهن للقوة، حتى علت الى السطح الجوانب المرتبطة بالتعددية العرقية والدينية التي تميز دولا حتى الان اعتبرت ذات طابع قومي عربي موحد. هذا الجانب مهم بقدر لا يقل عن الرغبة في استقاط انظمة الطغيان.
يبدو أن بالذات في قناة "الجزيرة" التي تمثل اليوم ما تبقى من الايديولوجيا العربية الموحدة، فهموا ذلك أكثر من غيرهم. فخلافا للتقارير العاطفة في وسائل الاعلام العالمية على استقلال جنوب السودان، تميزت تقارير "الجزيرة" بامتعاض ظاهر.
وكما يمكن ان نرى من تجربة شرق اوروبا، فان انحلال الانظمة الشيوعية لم يؤدِ فقط الى صعود انظمة ديمقراطية الى الحكم بل ايضا ادى الى اعادة التشكيك بالحركات القومية التي قمعت تحت الايديولوجيا الشيوعية سواء في صيغتها السوفييتية المتصلبة أم في صيغتها اليوغسلافية الاكثر رقة.
ليست كل الانظمة ما بعد الشيوعية هي ديمقراطية (بالتأكيد ليس في روسيا وجمهوريات وسط آسيا)، ولكن المبدأ الذي يوجهها جممعها منغرس في الوعي القومي: على خرائب الاتحاد السوفييتي قامت 15 دولة قومية، يوغسلافيا انحلت بالدم وبالنار الى عناصرها القومية، وحتى تشيكوسلوفاكيا انحلت بطريقة الطلاق السلس.
وعليه، فان لما حصل في جنوب السودان ثمة معنى يتجاوز مصير الدولة الجديدة، التي لا بد ان مستقبلها لن يكون سهلا، في ضوء هزالها، وحقيقة أن ترسيم حدودها مع السودان لا يزال مفتوحا وكفيل بان يتدهور الى عنف جديد. ما هو واضح هو أن أي حدود ليست مقدسة أو خالدة: وبالتأكيد ليست الحدود التي قررها تعسفيا حكام امبرياليون لم يراعوا الواقع التاريخي والقومي على الارض".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغوغائية تحتفل
المصدر: "هآرتس ـ نحاميا شترسلر"
" يبدو ان الانتخابات القادمة ستجرى بعد سنتين فقط، لكن المعركة على قلب الناخب أصبحت في ذروتها. من سيفوز؟ أسلفان شالوم أم داليا ايتسيك أم شالوم سمحون أم شلومو بوحبوط؟ لكل واحد منهم اقتراحات رائعة لتحسين حياتنا.
يريد شالوم أن يكون لنا "نهاية اسبوع حقيقية". فهو يقترح أن يصبح يوم الاحد يوم عطلة وأن نعود في يوم الجمعة لنعمل نصف يوم بحيث نستمتع بعطلة اسبوعية يومين ونصفا. صحيح أنهم في الولايات المتحدة يعملون خمسة ايام كاملة وكذلك في أكثر دول العالم. لكن ماذا تكون الولايات المتحدة الفقيرة قياسا بالقوة الاسرائيلية الغنية؟ يكفينا اربعة ايام ونصف.
ويقول شالوم إن مجموع ساعات العمل الاسبوعية لن يقل لانهم سيزيدون نصف ساعة عمل على كل يوم في الاسبوع، ولكن شالوم يعرف جيدا "قانون الانتاج الهامشي المتناقص"، ولهذا يعلم أن الانتاج في نصف الساعة الاخير سيكون منخفضا جدا. ومن الواضح ايضا أن كثيرا من العمال لن يبقوا للعمل ست ساعات كاملة يوم الجمعة لانه توجد "استعدادات للسبت". وستكون النتيجة غيابات وتقصيرات وتهربات بحيث يصبح يوم الجمعة يوم عمل غير ناجع وغير انتاجي وسيقل الحاصل العام من الانتاج في الجهاز الاقتصادي.
لكن في استفتاء أُجري في أكثر الصحف انتشارا في الدولة حظي اقتراح شالوم بأكثرية ساحقة بلغت 73 في المائة، فالجمهور يحب فكرة أن يعمل أقل. لو أن أحدا اقترح إطالة العطلة الى يوم الاثنين ايضا لحصد موافقة تبلغ 100 في المائة.
عند ايتسيك ايضا اقتراحات لتحسين حياة المواطنين أو المواطنات في الحقيقة. فقد نجحت أول أمس في أن تُجيز في الكنيست بقراءة اولى اقتراح قانون لالغاء رفع سن تقاعد النساء الى 64. بحسب اقتراحها الذي حظي بتأييد كاسح من جميع الاحزاب، من تسيبي حوطوبلي الى زهافا غلئون، تستطيع النساء التقاعد في سن الـ 62.
صحيح أن ايتسيك وحوطوبلي وغلئون يتحدثن في فرص مختلفة عن أهمية المساواة بين النساء والرجال لكنهن يقصدن المساواة في الحقوق فقط، لا في الواجبات. فهن يرين أن تتقاعد النساء في سن الـ 62 ويستمر الرجال في العمل خمس سنين اخرى للانفاق على تقاعدهن. كل هذا يزيد الغضب إزاء حقيقة أن النساء يحيين أكثر من الرجال بأربع سنين ولهذا يجب أن يتقاعدن في سن أعلى من الرجال.
لا يهم ايتسيك وحوطوبلي وغلئون أن "التعديل" يضر بالنساء في الحقيقة. لان أرباب العمل لن يكون من صالحهم أن يجهدوا في تقديم النساء الى رتب ادارة أو أن يقبلوا للعمل نساء كبيرات السن بسبب أفق العمل الضيق. يهمهن فقط صورة أنهن كأنما عملن لمصلحة النساء، ولهذا يجب أن يعرفن لهن الفضل في صناديق الاقتراع.
يبحث شالوم سمحون ايضا، وزير الصناعة، عن حب الجمهور. فهو يعارض باعتباره الممثل الأبرز لجماعة الضغط الزراعية، بكامل قوته، خفض ضرائب الجمارك العالية المفروضة على استيراد منتوجات الحليب. يعلم سمحون أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها خفض أسعار الجبن واللبن على نحو دائم، لكنه يريد الاستمرار في الافضال على جمهور مصوتيه التقليدي، أعني المزارعين.
لكن سمحون يريد ايضا أن ينال اعجاب الجمهور العريض، لهذا يقترح رقابة على الاسعار، بيد أننا جميعا نعلم أن الرقابة الحكومية جيدة للمنتجين لكنها سيئة للمستهلكين. أولا من السهل جدا الالتفاف على هذه الرقابة، وثانيا لو فُرضت اليوم رقابة على سعر جبن الكوتج لكان سعره 6.3 شيكل للعلبة في حين أن سعره الحالي على أثر الضغط العام انخفض الى 5.9 شيكل فقط. ومن الحقائق ايضا انه عندما نشبت في الآونة الاخيرة "حرب الحفاضات" بدأت "ميغا" تستورد حفاضات من تركيا وهو اجراء أفضى الى انخفاض اسعارها في السوق. أي أن المنافسة تنجح لكن الرقابة لا تنجح.
وتوجد في الكنيست اقتراحات كثيرة اخرى "للاحسان الى الشعب"، مثل اقتراح خفض ضريبة القيمة المضافة على منتوجات الغذاء وعلى الشقق. أو ذاك الذي يدعو الى خفض الضريبة على المحروقات. ويدعو شلومو بوحبوط رئيس مركز السلطة المحلية "رئيس الحكومة الى الغاء ضريبة القيمة المضافة على الماء".
كلهم أخيار، وكلهم يريدون خفض الضرائب، وكلهم يريدون أن نعمل أقل. فتخيلوا اذا ماذا سيحدث هنا عندما يقترب يوم الانتخابات".