عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"القناة الأولى"ـ الرئيس السابق موشيه كاتساف متهم بمضايقة مطلوبين للمحاكمة في قضية الإغتصاب التي إرتكبها
ـ الكنيست يقر قانون الطوارئ بالرغم من الإنشقاقات والمواجهة تنتقل إلى المحكمة العليا
ـ شركة المياه في الجنوب تضطر إلى دفع تكلفة الصيانة وهذا لن يؤمن وصول المياه إلى الصنابير
ـ اللجنة الرباعية الدولية تدرس هذا المساء تجديد المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين
" القناة الثانية"
ـ موشيه كاتساف في المواجهة مجددا: إتهام بمضايقة مطلوبين في محاكمته
ـ نجل كاتساف وأخيه أيضا متهمين في نفس القضية
ـ بعد أخذ ورد: الكنيست يقر هذه الليلة قانون الطوارئ
ـ كيف يحاول الأتراك إقناع الإسرائيلين بالعودة, مراسلنا في تقرير خاص من تركيا
"القناة العاشرة"
ـ قضية كاتساف الجديدة: الرئيس السابق متهم بمضايقة مطلوبين للمحاكمة
ـ قانون الطوارئ سيطرح على التصويت في الكنيست هذه الليلة
ـ متظاهرين مؤيدين للأسد يحرقون مباني السفارات الغربية في دمشق
ـ إنفجار ضخم في قبرص: إرسالية السلاح الخاصة بإيران والتي أُوقفت قبل سنتين ألهبت المكان
ـ من هو غلن باك وما الذي يفعله في إسرائيل؟
عناوين الصحف
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ الحكومة هربت – قانون المقاطعة أُجيز.
ـ الهدف: اثبات قصة غرام – قصاب: بعثت محققين خاصين ولكنهم التزموا بالعمل قانونيا.
ـ قاطعوا المقاطعة.
ـ رفضت العرض في اريئيل؟ يمكن رفع دعوى ضدك.
ـ كل حديث مع شاهد يعتبر تحرش.
ـ "قصاب يكافح في سبيل اسمه، وكل شيء كان قانونيا".
ـ يترددون – قبل شهرين: الطلب الفلسطيني للاعتراف في الامم المتحدة يصطدم بالمصاعب.
ـ محظورات أيوب قرا – ليبرمان لنتنياهو: نائب الوزير يلحق ضررا باسرائيل.
ـ مبارك بالكاد يتنفس.
ـ السوريون على الجدران.
صحيفة "معاريف":
ـ بعد أن أُجيز في الكنيست: قانون المقاطعة في الطريق الى محكمة العدل العليا.
ـ يتورط مرة اخرى (الرئيس السابق قصاب).
ـ اخراج المقاطعة عن القانون.
ـ قُبيل النقاش في الرباعية – نتنياهو وافق: استئناف المفاوضات على أساس خطوط 1967.
ـ تحقيق مضاد.
ـ مباحث في الليل.
ـ محققون جنائيون.
ـ السوريون على الجدار.
ـ رعنان غيسين الناطق بلسان الخارجية – أُخرج من وزارة الخارجية.
صحيفة "هآرتس":
ـ الكنيست تُجيز قانون المقاطعة؛ الصراع سيصل قريبا الى محكمة العدل العليا.
ـ بعد خمس سنوات من حرب لبنان الثانية – الحدود الأهدأ لاسرائيل.
ـ أصحاب المصانع في الضفة غير قلقين من مبادرات المقاطعة.
ـ الولايات المتحدة تطالب بمنع التصويت للاعتراف بفلسطين في ايلول.
ـ المئات يهاجمون سفارتي فرنسا والولايات المتحدة في سوريا؛ اصابة ثلاثة فرنسيين.
ـ قصاب مشبوه باستئجار محققين تحرشوا بشهود في محاكمته.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ آخذ في التورط (قصاب).
ـ لم يتعلم شيئا.
ـ مرة اخرى في غرفة التحقيقات.
ـ "خدمات مكتب التحقيقات استُؤجر قانونيا".
ـ بعد العاصفة: أُجيز قانون المقاطعة.
ـ والآن: اختبار محكمة العدل العليا.
ـ كلينتون: "الاعلان في الامم المتحدة ليس بديلا عن حل متفق عليه".
ـ نتنياهو: من يريد أن يحرر غزة عليه أن يحررها من حماس.
ـ باراك: في مواجهة عسكرية سنتعرض لخمسين طن من القذائف في كل يوم.
أخبار وتقارير ومقالات
الطلب الفلسطيني للاعتراف في الامم المتحدة يصطدم بالمصاعبالمصدر: "يديعوت أحرونوت – شمعون شيفر"
" رغم التصريحات، يفكرون في السلطة الفلسطينية بتأجيل التوجه الى الامم المتحدة بطلب للاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967 في اثناء انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول.
مصدر دبلوماسي اوروبي يتابع المداولات التي تجريها القيادة الفلسطينية قدر أمس بأن الفلسطينيين يميلون الى تأجيل التوجه الى الامم المتحدة، بعد أن أوضح الأميركيون لهم بأن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض الفيتو على الطلب في مجلس الامن، الملزم بالبحث فيه قبل أن يصل الى الجمعية العمومية للامم المتحدة. وقال المصدر السياسي لـ "يديعوت احرونوت" ان الفلسطينيين غير معنيين بتكبد هزيمة في مجلس الامن. وبالتالي فانهم يفكرون بالطلب من الامم المتحدة رفع مستوى الاعتراف بممثليات السلطة الفلسطينية في أرجاء العالم الى المكانة الممنوحة للفاتيكان: درجة واحدة قبل الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية.
وبتقديره، فان التراجع عن النية للتوجه الى الامم المتحدة يعود مصدره ايضا الى الدرس الذي تعلمته القيادة الفلسطينية من الفيتو الأميركي الذي اعترض مشروع القرار الذي كان يفترض أن يطالب اسرائيل بالتجميد التام للبناء في المستوطنات.
وحسب أقوال مسؤولين كبار في مكتب رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن ايضا لا يزال لم يُتخذ القرار النهائي في رفع المشروع الى الامم المتحدة، والفلسطينيون لا يزالون يبحثون عن السبيل للخروج من العقدة التي نشأت واستئناف المحادثات مع اسرائيل. وحسب اقوالهم، على الأقل حتى 17 تموز لا يعتزم الفلسطينيون رفع طلب البحث في الموضوع.
في واشنطن اجتمع أمس ممثلو دول الرباعية التي يفترض أن تدعو الى استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس الصيغة التي تقررت في خطاب الرئيس اوباما: عودة اسرائيلية الى حدود 1967 مع تبادل للاراضي متفق عليه بين الطرفين. في السلطة الفلسطينية ينتظرون مبعوثي الرباعية الذين لن يصلوا إلا في 15 تموز الى القدس ورام الله لتقديم اقتراحات الحل الوسط لاستئناف المفاوضات. بعد ذلك سيلتقي أبو مازن مع اعضاء لجنة المتابعة في الجامعة العربية، ويطرح عليهم اقتراح الرباعية ويطلب مصادقتهم على خطواته التالية، بحيث أنه في كل الأحوال حتى يوم الثلاثاء القادم لن يكون توجه الى الامم المتحدة لاجراء نقاش في هذا الموضوع. "كل شيء منوط بالاقتراحات التي سنتلقاها من الرباعية"، قال أمس نمر حماد، المستشار السياسي لأبو مازن. "اذا تبنت لجنة المتابعة العليا قرارات الرباعية، سنوافق على استئناف المفاوضات ولن يكون توجه الى الامم المتحدة".
وحسب نظام الامم المتحدة، فانه اذا كان الفلسطينيون يرغبون في طلب البحث في الموضوع في مجلس الامن، فان عليهم أن يرفعوا الطلب حتى 15 تموز – قبل 35 يوما بالضبط من افتتاح الجمعية العمومية. ومع ذلك، عمليا الاجراءات أكثر مرونة بحيث يمكن رفع طلبات من هذا النوع حتى في موعد لاحق. اذا رغب الفلسطينيون باجراء النقاش في الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية دون نقاش مسبق في مجلس الامن، يكفي ايضا اخطار ليوم واحد. هذه الامكانية وإن كانت ستمنعهم من التعرض الى الفيتو الأميركي المرتقب، ولكن في هذه الحالة لن يكون ممكنا قبول الدولة الفلسطينية كعضو كامل في الامم المتحدة وذلك لأن إقرار مجلس الامن هو شرط ضروري للعضوية الكاملة في المنظمة.
ويعتزم الفلسطينيون رفع الاقتراح في الامم المتحدة فقط كامكانية أخيرة. محللون فلسطينيون كتبوا في الاسبوع الاخير أن التوجه الى مجلس الامن سيكون عملا وهميا لن يؤدي الى أي تغيير في وضع الفلسطينيين في المناطق. واقترحوا اعادة البحث في الخطوة، التي بدأت الخطوات نحوها على حد قولهم دون تفكير معمق. وأمس قالت مصادر في رام الله ان أبو مازن والقيادة الفلسطينية يفهمون بأنه عمليا لن تكون أي منفعة من الاعلان، والذي لن يكون مختلفا عن اعلان الاستقلال في تشرين الثاني 1988. وفي رام الله وجهوا إصبع اتهام للرئيس اوباما: بزعم المصادر، فان انعدام الوسيلة لديه وانعدام التصميم لتنفيذ سياسته هما اللذان أديا بالفلسطينيين الى الوضع الذي أجبرهم على التهديد للوصول الى الامم المتحدة، رغم أن ليس في هذا التهديد، على حد قولهم، أي منفعة سياسية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو وافق على استئناف المفاوضات على أساس خطوط 1967
المصدر: "معاريف ـ ايلي بردنشتاين"
" نقل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فجر أمس الى الولايات المتحدة الاقتراح الاسرائيلي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وذلك في ختام نقاش طويل في محفل الثمانية الذي عُقد أول أمس وامتد الى الليل، وعني بعدة مسائل وعلى رأسها المسألة الفلسطينية.ليس واضحا بعد اذا كانت الولايات المتحدة، الى جانب باقي اعضاء الرباعية الذين اجتمعوا قبل الفجر (التوقيت الاسرائيلي) ستقبل الاقتراح الاسرائيلي. ومع ذلك، يبدو أن الحديث يدور عن موافقة اسرائيلية على الصيغة التي عرضها الرئيس الأميركي باراك اوباما في خطابه في 19 أيار مع اضافات مختلفة.
وسيوافق نتنياهو أغلب الظن على استئناف المحادثات مع الفلسطينيين على أساس خطوط 1967، بما في ذلك تبادل الاراضي، شريطة أن يعترف الفلسطينيون في نهاية المسيرة بدولة يهودية. هذا الاسبوع من المتوقع أن يصل الى المنطقة مبعوثون من واشنطن للاستيضاح مع اسرائيل والفلسطينيين آلية استئناف المحادثات.
وترمي الخطوة الى منع الفلسطينيين من امكانية التوجه الى الامم المتحدة والشروع في خطوة للاعتراف بدولة فلسطينية. الجامعة العربية التي كان يفترض أن تنعقد اليوم في القاهرة لاعطاء شرعية للخطوة الفلسطينية، أجلت اجتماعها الى يوم السبت، وذلك للسماح للأميركيين بالوصول الى نتائج".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: من يريد أن يحرر غزة عليه أن يحررها من حماس
المصدر: "اسرائيل اليوم – شلومو تسيزنا"
" حظي رئيس اليونان، كارلوس بابوليوس أمس باستقبال حار في اسرائيل. فقد وصل الرئيس اليوناني مع وفد من الوزراء في حكومته والتقى بالرئيس شمعون بيرس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين ورئيسة المعارضة تسيبي لفني. وجميعهم شكروه على النشاط اليوناني الحازم لوقف الحملة البحرية الاخيرة الى غزة والمساعدة في المساعي لاطفاء الحريق في الكرمل.
"توجد صداقة عميقة لنا مع اليونان، ونحن سنعززها في الوجه الاقتصادي والسياحي بين الدولتين ايضا"، قال نتنياهو في ختام لقاء مع بابوليوس. بالنسبة للاسطول، أضاف رئيس الوزراء بأن النمو في قطاع غزة يبلغ نحو 25 في المائة، وأن كل بضائع الغذاء تدخل الى القطاع، "من يريد أن يحرر غزة عليه أن يعمل على تحريرها من حكم حماس، الذي يعمل بوحشية ضد محبي السلام في القطاع".
في لقائه مع الرئيس بيرس أشار الرئيس اليوناني الى أن دولته تعيش ازمة اقتصادية حادة وأنه سيسره تلقي النصائح من الرئيس بيرس الذي شغل منصب رئيس وزراء في ظل ازمة اقتصادية حادة مرت بها اسرائيل في الثمانينيات وخرجت منها معززة. وشكر بيرس للضيف دور اليونان في وقف الاسطول الى غزة: "لم تسمحوا لاولئك المعنيين بخرق القانون الدولي بالوصول دون رقابة الى غزة، التي تقودها مجموعة ارهابية".
في لقائه مع رئيس الكنيست ريفلين أثنى بابوليوس على القوة العقلية الاسرائيلية وقال: "اليونان ما كانت لتنجو من النزاعات الداخلية التي تتصدى اسرائيل لها بنجاح كبير".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكومة هربت – قانون المقاطعة أُجيز
المصدر: "يديعوت احرونوت – تسفيكا باروط"
"أُجيز أمس كما كان متوقعا بالقراءة الثانية والثالثة في الكنيست، قانون المقاطعة الذي يجعل كل دعوة الى مقاطعة اسرائيل أو المستوطنات "جنحة مدنية". ومع ذلك، وقعت مفاجأة كبيرة عند التصويت: رئيس الوزراء وبعض من كبار الوزراء تغيبوا عنه. "نتنياهو لم يشعر براحة تجاه القانون وفضل ألا يؤيده"، شرح مسؤولون كبار في الليكود.
في اثناء التصويت، الذي جرى في الساعة العاشرة والنصف، كان رئيس الوزراء في بيته. وحسب مقربين تحدثوا معه، قال نتنياهو ان "الحديث يدور عن كفاح هام وشرعي، ولكن هذا تشريع بعيد الأثر تقريبا". وادعى بأن هذه "خطوة واحدة أكثر مما ينبغي، رغم الرغبة في مكافحة الجهات التي تقاطع اسرائيل". لماذا اختار نتنياهو التغيب بدلا من رفع يده ضد القانون أو اسقاطه قبل وصوله الى الكنيست؟ هذا ما لم يشرحه.
الى جانب نتنياهو قرر عدم المشاركة أو التغيب عن التصويت ايضا مسؤولون كبار آخرون في الائتلاف يعارضون القانون، وعلى رأسهم رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين، وزير الدفاع اهود باراك، وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وآخرون. بالاجمال. تغيب تسعة وزراء عن التصويت.
قبل يوم من التصويت حاول نتنياهو تأجيله خشية أن يحرج اسرائيل في اجتماع الرباعية في واشنطن. بعد ذلك تراجع. في ساعات الظهيرة طلب نتنياهو من رجال مكتبه أن يحصلوا له على تغيب مزدوج (له ولأحد اعضاء المعارضة في نفس الوقت) – بمعنى أن يجدوا له نائبا من المعارضة يعارض القانون ومعني هو ايضا بالتغيب عن التصويت. على مدى ساعات طويلة عمل مستشاروه للبحث له عن هذا الامتناع المزدوج، ولكن معظم النواب رفضوا، وذلك لانهم في المعارضة فضلوا المشاركة في التصويت والاعتراض. وفي اللحظة الاخيرة عُثر على الامتناع المزدوج المنشود وتلقى نتنياهو "اعفاءا" من الوصول والمشاركة في التصويت – دون أن يخل بالانضباط الائتلافي. وكذا كل اعضاء كتلة الاستقلال، برئاسة وزير الدفاع اهود باراك لم يشاركوا في التصويت – فقد أعلنوا مسبقا بأنهم يعارضون القانون ولكنهم مضطرون الى عدم المشاركة بسبب الانضباط الائتلافي.
إقرار القانون من المتوقع أن يؤدي الآن الى سلسلة طويلة من الالتماسات الى محكمة العدل العليا. غير قليل من منظمات اليسار أعلنت بأنها سترفع التماسات لالغائه. المعركة القضائية ستتضمن المستشار القانوني للحكومة والمستشار القانوني للكنيست الذي فصل في الكنيست المشاكل التي في القانون حسب رأيه، ووصف القانون بأنه "على شفا عدم الدستورية" – ولكنه أشار الى أنه يمكن الدفاع عنه عند الحاجة في محكمة العدل العليا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليفني تلتقي رجال اعمال ليبيين
المصدر: "اسرائيل اليوم"
" وصلت مجموعة أشخاص الأسبوع الفائت من ليبيا وأجرت لقاءات مع رئيس حزب المعارضة تسيبي لفني ومع عضو الكنيست مئير شتريت، هذا ما أفادت به القناة الثانية. على ما يبدو أن الأمر يتعلق ببعض رجال الأعمال الذين وصلوا إلى إسرائيل عن طريق جواز سفر أجنبي وفي طائرة خاصّة في حين كانت ترافقهما شخصيتان إضافيتان يهوديتان من أصول ليبيّة تسكنان في ايطاليا وفرنسا.
وبحسب تعبير عضو الكنيست شتريت الذي التقى بهم يوم الخميس الفائت في فندق في تل أبيب، حاول الليبيون توضيح أن القذافي ليس رجلاً سيئاً كما يُظهره العالم ورغم وجود الكثير من المعارضين له هناك أيضاً داعمين كثر. وقال شتريت "وصلوا إلي عن طريق وسيط"، "هم هاجموا بشدة الناتو التي تقصف في ليبيا وعلى ما يبدو أنهم حاولوا الإستعانة بإسرائيل ضد الهجمات. ولا يتعلق الأمر بأشخاص لهم صلة بالنظام بل برجال أعمال. "وبحسب كلام مصدر إضافي له صلة بالتفاصيل حاول الليبيون تقديم صفقة وفقاً لها إسرائيل ستلتزم بايقاف الهجمات وفي المقابل تعيد ليبيا الممتلكات اليهوديّة التي بقيت فيها مع هجرة اليهود إلى البلاد. كما قال رئيس منظمة الأصول الليبيّة في إسرائيل "أور شالوم"، "فدعتسور بنعطيا" إنه وصل إليه طلب لاستقبال أشخاص البعثة الليبيّة لكن نتيجة لضيق الوقت لم يتحقق هذا الأمر.
كما قال مصدر ليبي رفيع: "إنها رواية واهمة. ليس لأي احد مصلحة في تصحيح العلاقات مع القذافي وبالتأكيد لم يلتق بالمبعوثين بغية تغيير صورته. انه مُبعد من كل العالم, وهو قاتل ارتكب المجازر بحق أبناء شعبه وهكذا يجب التعامل معه. أما الشخص الذي بالفعل يوافق على أن يكون على صلة بالليبيين فهي رئيسة حزب المعارضة ليفني. وهذا الأمر يثير موجة انتقاد كبيرة في المؤسسة السياسيّة الأمنية من بين سائر أمور إن لفني لم تبلغ عن العلاقة.
في موازاة ذلك قال مصدر سياسي رفيع إن: " لفني أظهرت تهورها الأمر الذي يتعاظم أيضاً أكثر نظراً لحقيقة أنها وزيرة وكان عليها أن تحرص على حساسيّة الأمر. لقد عملت بشكل متحزب ولم تُطلع أحداً على الأمر. من حسن الحظ أنّ وزراء الحكومة اظهروا مزيداً من المسؤوليّة ورفضوا الالتقاء بهؤلاء الشخصيات".
أعرضت تسيبي لفني عن الرد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمس سنوات على الحرب مع لبنان
المصدر: "جيروزاليم بوست – يعقوب كاتس"
" يوم الاثنين، استلم اللواء يائير غولان موقعه كقائد للقيادة الشمالية في احتفال في تل أبيب، ليحلّ مكان اللواء غادي إيزنكوت الذي بعد خمس سنوات في المنصب تخلى عنه قبل عام من توليه منصب نائب رئيس الأركان الفريق بني غانتس.
قبل شهر فقط، كان غولان قائد الجبهة الداخلية، تجربة قال عنها بعض الضباط رفيعي المستوى مؤخراً أنها ستكون مفيدة لرقيادة الجبهة الشمالية.
في قيادة الجبهة الداخلية، كانت مهمة غولان تهيئة البلاد لمواجهة الهجوم الصاروخي الذي ستواحهه في أي حرب مستقبلية مع حزب الله، الذي يُعتقد بأنه قارد على إطلاق مئات الصواريخ يومياً على إسرائسيل. وفي قيادة الجبهة الشمالية، هي مهمة غولان الآن منع هذا الأمر من الحدوث بتاتاً.
شرح أحد الضباط قائلاً: "معرفة بالخراب والدمار اللذين سينتجان عن حرب ضد إسرائيل يُطلب منك التخطيط لها وخوضها قبل أن تحدث هي تجربة مذلة".
بالنسبة للجيش الإسرائيلي، هناك طريقتان لتقييم الخمس سنوات التي مضت منذ انتهاء حرب لبنان الثانية. فمن جهة، هم كانوا هادئين جداًـ 10 صواريخ أُطلقت من لبنان على إسرائيل لكن أي منها لم يكن على يد حزب الله. ومن جهة أخرى، من المستحيل تجاهل تعزيز حزب الله لترسانته العسكرية الهائلة وغير المسبوقة التي تحتوي على حوالى 50000 صاروخ.
وفيما يوحي بعض السياسيين والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين ـ خصوصاً أولئك الذين كانوا في مناصب أساسية خلال الحرب في العام 2006ـ بأن الهدوء على هو نتيجة للحرب، تقول التقديرات الاستخبارية العسكرية بأن الأمور أكثر تعقيداً.
بلى، كان للحرب تأثير كبير على حزب الله الذي فقد الكثير من بنيته التحتية ومئات المقاتلين، لكن الهدوء الحالي على طول الحدود يُفهم على أنه على نحو أكبر نتيجة للسيطرة التي فرضتها إيران المنظمة الإرهابية، إضافة إلى تحوّله السياسي.
منذ الحرب، أعطت إيران لحزب الله ما بين 500 مليون ومليار دولار سنوياً. وأتى المال مقترناً بشروط وعززت إيران من تواجدها في لبنان وغرست مسؤولين أساسيين في أعلى مناصب المنظمة. فأضحى من المستحيل تقريباً بالنسبة للسيد حسن نصر الله شن أي من المغامرات العسكرية التي لا تلائم مصالح طهرانـ مغامرات كتلك التي نتج عنها اختطاف جنديي الاحتياط الداد رغف وايهود غولدفسر على الحدود في 12 تموز 2006.
إن عامل التقييد الآخر هو الاقتصاد في لبنان، الذي يأتي في المرتبة الثالثة في الشرق الأوسط بعغد إسرائيل والسعودية والذي شهد نمواً في الدخل القومي الاجمالي بنسبة 7% منذ الحرب في العام 2006. فإن وقعت حرب أخرى، من المحتمل أن يقع اللوم على حزب الله، وبنسبة أكبر الآن لأنه وحلفاءه يُشكلون الأغلبية في مجلس الوزراء اللبناني.
في السنوات الخمس بعد الحرب، زاد حزب الله ثلاثة أضعاف من حيث الحجم واستناداً إلى الاستخبارات الإسرائيلية فهو يملك اليوم قواعد ومنصات صاروخية في 100 قرية شيعية على الأقل منتشرة في كافة جنوبي لبنان. ويمتلك صواريخ ذات مدى أبعد في الوسط، في الغالب في بيروت وسهل البقاع ويُعتقد أيضاً أنه يحتفظ بقدرات استراتيجية في سوريا التي استناداً إلى تقارير اخبارية قد تكون في طريقها إلى لبنان نظراً للتخوف من أن تكون أيام الرئيس بشار الأسد معدودة.
تريد إيران من أن يبقى حزب الله سيفاً مسلطاً على رأس إسرائيل، لردعها من مهاجمة منشآتها النووية. في الواقع هناك بعض الجنرالات في الجيش الإسرائيلي يعتقدون في السنوات الأخيرة بأنه بدافع العمل الوقائي أو لاستغلال اطلاق صاروخ واحد من لبنان يجب شن هجوم واسع النطاق للاعتقاد بأن كلما أصبح حزب الله أقوى كلما أصبح من الصعب هزيمته.
أحرزت إسرائيل أيضاً التقدم. فقد زادت التدريب وعززت تطوير القدرات التقنية الجديدة التي من شأنها أن تمنحها التفوق في أي معركة مستقبلية واستثمرت كثيراً في تعزيز بنك الأهداف التي تستطيع فوراً مهاجمته في حال اندلعت الحرب.
توقيت الحرب وما إذا كانت ستقع أمران غير معروفين. ومع استمرار الاضطراب في الشرق الأوسط ومرور السنوات بشكل هادئ على إسرائيل، يتلاشى تأثير حرب العام 2006 ببطء على التوازن الإستراتيجي في المنطقة وتصبح مجرد مرحلة أخرى في التاريخ.
بالنسبة لإسرائيل، كانت الحرب بمثابة نداء التحذير وساعدت في إدراك أن الحرب في المستقبل عادة لا تشبه الحرب الماضية. وذاك الدرس من الضروري عدم نسيانه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باراك: نقلنا رسالة تحذير الى لبنان
المصدر: "الفضائية الاسرائيلية"
" قال وزير (الحرب) ايهود باراك ان اسرائيل تتابع عن كثب التطورات التي تجري على الحدود مع سوريا, يفيد مراسلنا للشؤون البرلمانية ايلي نيسان ان الوزير باراك اشار في جلسة كتلة الاستقلال البرلمانية برئاسته الى ان اسرائيل نقلت رسالة الى الحكومة اللبنانية مفادها, انها تتحمل كافة المسؤولية في حال تدهور الاوضاع مع حزب الله.
**وزير الدفاع ايهود باراك: نحن نتتبع كل ما يحدث في سورية.من الصعب جدا تقدير التطورات اليومية من الخارج, ولكن الاتجاه بقي على حاله, الاسد يصعد حدة الامور, الثمن الدامي في تزايد, لرجاله ولاعداء خصوم النظام, وقوات الامن التابعة له. وفي الوقت نفسه فان الاتجاه هو ان هذا التفاقم يوصله الى واقع لا يمكنه على المدى البعيد, ان يكون حاكما شرعيا في سوريا, سنرى كيف ستتطور الامور. في لبنان نرى حكومة جديدة لميقاتي, لكن الواقع في لبنان في ظل قرار المحكمة الدولية,المحكمة التي تبحث في المشبوهين بقتل الحريري. حزب الله يتحمل المسؤولية الكاملة عما يحدث في لبنان, ولكن لبنان يتحمل المسؤولية الكاملة, عما يفعل حزب الله. من المهم التأكيد على ذلك, لاننا نعود ونكرر القول لاصدقائنا في العالم, ولزعماء جيراننا: نحذر حزب الله من محاولة المس باسرائيل, ونحذر في حال تدهور الوضع, سنرى ليس في حزب الله فقط, وانما بالذخور والبنى الاساسية التابعة لدولة لبنان, الجهة المسؤولة عما يحدث بيننا وبين حزب الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باراك: لبنان يتحمل مسؤولية اعمال حزب الله
المصدر: "هآرتس"
" إعتبر وزير (الحرب) إيهود باراك في تصريح أدلى به أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست اليوم الإثنين أنه وبحسب تقديراته, وفق منشورات إحصائية سيهبط على إسرائيل حوالي خمسين طن من المواد المتفجرة كمتوسط في أي يوم من أيام الحرب. وأضاف باراك: في المقابل نحن بإستطاعتنا إطلاق أكثر من 1500 طن بشكل أكثر دقة".
وتابع باراك: ثمة جهود ملحوظة من الجيوش العربية لمحاولة النيل من قدرات الجيش الإسرائيلي عبر تطوير قدرات الدفاع الجوي. في حال أنهت إسرائيل خطة التزويد في كل طبقات الإعتراض, والمقدرة بإستثمار يوازي حوالي 7 مليار شيكل و بجدول إقتصادي لمدة 20 سنة, فإن هذا الأمر من الممكن أن يحدث تغيرات جوهرية لفرض التوازن الإستراتيجي لإسرائيل في المنطقة. ولذا من الضروري طلب زيادة إضافية في موازنة الأمن
باراك الذي هاجم إجراءات الحكومة بشأن النقاش في الأمم المتحدو حول إقامة دولة فلسطينية قال بأن الفلسطينيون يطالبون بإيصال طلبهم إلى الأمم المتحدة كي يتم قبولهم كدولة ذات سيادة, يعملون تحقيق أقل عدد من الإنتقادات للدول التي ستأيد إقامة الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 , ولكني أشك بأنهم سيصلون إلى مبتغاهم.
وشدد الوزير باراك على أنه من جهتنا" من الأفضل أن نجدد مسار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في الأشهر القادمة, ولكن إذا تبين بأنه لا مفر من إقرار الموضوع فسنطمح على الأقل للحصول على مساندة الدول المؤثرة في التصويت في الأمم المتحدة".
ودافع باراك عن الإستعدادات المتزايدة لمنع الرحلة الجوية التي سيقيمها مناصرو الفلسطينيون نهاية الأسبوع الحالي وقال" هذه الرحلة فشلت على ضوء عـِبَر الأحداث السابقة. بحسب معرفتي فإن إستعدادات الشرطة تحسبا لقدوم الرحلة الجوية ليست لم يكن مبالغا فيها.
وتطرق باراك إلى حركة الإحتجاجات الواسعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد حيث قال: النظام السوري في مأزق. من جهة أولى مطلوب منه تهدئة الشارع ومن جهة ثانية يساوره القلق على الشعور بالضعف. على المدى الطويل وحتى المتوسط سيكون من الصعب على نظام الأسد الإستمرار.
وحذر وزير الدفاع من أن الضعف المتزايد في نظام الأسد من الممكن أن يؤدي إلى مواصلة نقل رؤوس الأموال والوسائل القتالية إلى حزب الله" وفي هذه الحالة ثمة مسؤولية سياسية على عاتق الحكومة اللبنانية في حال حصول تدهور في الأوضاع مقابل حزب الله , وهذه الرسالة نحرص على نقلها إلى الحكومة اللبنانية
وتحدث رئيس لجنة الخارجية والأمن, عضو الكنيست شاؤول موفاز الذي قال : الذي يحدث هنا أمر خطير, لم نشهده مسبقا. فالأوساط السياسية تلقي المسؤولية إستعدادا لشهر أيلول على القيادة العسكرية في تخل واضح عن المسؤولية الأساسية.
وتوجه موفاز إلى باراك قائلا له: أي نوع من الكلمات تلك التي تقولها . شهر أيلول يعبر عن واقع لا بد منه, من غير الممكن تغيير الواقع. وحينئذ سنقول للجيش: إستعدوا. أنا أعتبر بأن يوجد هنا تقصير سياسي واضح وخطير جدا.
وأضاف موفاز: من الممكن أن نلقي بمسؤولية هذا التقصير على الأمن, على السباعية,أو على المجلس الوزاري المصغر كلهـ ولكن من ستكون عليه تحمل المسؤولية المباشرة والكاملة هو رئيس الحكومة. يتحدث عن تقصير قيادي, وعن تهور سياسي وعن أمور أخرى تذكرنا بالتقصير الذي حصل في العام 1973. هل سننظر إلى هذه الخطوات بعينيين مفتحتين.
رئيسة المعارضة تسيبي ليفني هاجمت هي أيضا الحكومة وقالت: "ليس لدى الحكومة الإسرائيلية إستراتيجية. هي تقوم بإجراءات صغيرة في مواجهة الأحداث الإستراتيجية الكبيرة. المحاولات لإبقاء الكرة في وسط الملعب دون الوصول إلى الهدف الذي تنشده الدولة. إن غياب الأجوبة السياسية من جانب الحكومة يضر بأمن إسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفد ليبي من معمر القذافي الى "اسرائيل"
المصدر: "القناة الثانية الاسرائيلية"
" بعثة من قبل الرئيس الليبي معمّر القذّافي, حتّى الآن رئيس ليبيا, زارت إسرائيل والتقت بمسؤولين إسرائيليين, القصّة التي ننشرها هذا المساء لأوّل مرّة تبدو لنا غريبة للوهلة الأولى, مراسلنا "روني دانيئيل" أنت تكشف القصّة, أسئلة كثيرة, نبدأ بماذا يريد هؤلاء الأشخاص ومن قابلوا؟
روني دانيئيل: في الأساس هم أرادوا, هدفهم تغيير صورة "معمّر القذّافي" في نظر الشعب في إسرائيل, لكن التعريف الأوّلي لرغبتهم هو اللقاء, وإذا أمكن بسرعة, بـ "تسيبي ليفني" لنقل رسالة شخصيّة اليها من "معمّر القذّافي".
بالمناسبة, كل هذا يحدث في الوقت الذي يواصل فيه الغرب حربه ضدّ القذّافي، يجب التذكير بهذا, ومن المثير للاهتمام معرفة إن كان الأميركيون قد اطلعوا على ذلك أم لا.
وصل الوفد إلى إسرائيل جوّاً بعد أن حصل على التأشيرات من السفارة الإسرائيليّة في باريس, حطّوا هنا وعلى الفور توجّهوا بطلب لقاء "تسيبي ليفني", وقد وصل هذا الطّلب بطريقة غير مباشرة الى "تسيبي ليفني". ومن اللحظة التي قبلت فيها رئيسة كديما هذا التوجّه، أوّل أمر قامت به هو إبلاغ الجهات الأمنيّة وجهات سياسيّة أخرى بهذا الموضوع, وبعد عدّة إستشارات تمّ الّلقاء. ماذا قدّموا لها؟ لقد أعطوها ما يشبه رسالة شخصيّة من القذّافي, ميديا رقميّة (وسيلة إعلام رقميّة), المادّة، التي نُقلت إليها، هي الآن موجودة لدى الجهات الأمنية للتحقّق منها, ولم يكتفوا بذلك, فقد إلتقوا أيضاً بعضو الكنيست "مئير شتريت" مرّة أخرى لإقناعه أنّه يتوجّب تغيير صورة القّذّافي في عيون الجمهور الإسرائيليّ. وبعد ذلك سافروا إلى نتانيا للقاء اللاجئين الليبيين على مدى يوم طويل من المحادثات مرّة اخرى, بهذه الّروحيّة من المحادثات, هكذا قضوا هنا تلك الأيام الأربعة، وإذا كان من الممكن تكوين انطباع عن زيارتهم لإسرائيل فإنّهم سروا كثيرا، وعادوا في طريقهم مجددا. ماذا يوجد في المادّة التي يريد القذّافي الى هذا الحدّ نقلها بالتحديد الى "تسيبي ليفني"؟ أنا لا أعلم ماذا يوجد هناك، لكنّه موجود, وكما ذكرنا سابقاً, في الفحص. مرّةً أخرى كلّ شيء بسبب أنّ "تسيبي ليفني"، في تصريح أوّلي في بداية الاحتجاجات، قالت أمراً كان بالإمكان تفسيره كأنّما هو دعم للمتمردين، لذلك يريد معمّر القذّافي نقل هذا الأمر, وكل الجهات السياسيّة في إسرائيل تعرف هذه القصّة, كذلك في القيادة السياسيّة. زيارة مستغربة من بعثة غريبة جاءت ورحلت, ولا يبدو لي بأنّها غيّرت كثيراً".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا للحلول السحرية العابثة
المصدر: "هآرتس "
" احتجاج الكوتج هو الاحتجاج الاستهلاكي الأنجح في اسرائيل منذ سنين. أخيرا استيقظ المستهلك الاسرائيلي من عدم اكتراثه، وبدأ يطالب بتخفيض أسعار الغذاء في اسرائيل، والتي هي أعلى بلا قياس من منتجات غذائية موازية في العالم.
ومع ذلك، فان نجاح الاحتجاج في جر الجمهور بأسره وراءه لا يجد تعبيره في اوساط أصحاب القرار. فهؤلاء – وزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة أساسا، ممن يتمتعون بريح إسناد من التزلف الشعبي للنواب في الكنيست – يفضلون ذر الرماد في عيون الجمهور بحلول هي مثابة حلول سحرية عابثة.
حلان سحريان عابثان أساسان هما اعادة الرقابة على أسعار سلسلة من المنتجات الغذائية الأساسية وتخفيض ضريبة القيمة المضافة على الغذاء. ومع أن هذا سيساهم في تخفيض موضعي، مؤقت لأسعار بعض من المنتجات الغذائية، ولكنه لن يحل المشكلة التي بسببها ارتفعت أسعار الغذاء الى السماء. المشكلة الأساس هي انعدام التنافس في فرع الغذاء بكل جوانبه، ابتداء من تحويل (الحكومة) للحظائر الى احتكارات، عبر انعدام المنافسة بين منتجي الغذاء الكبار (في حالة الحليب – ثلاثة معامل تنوفا، شتراوس وطيرة تملك معا 90 في المائة من السوق) وانتهاءا بالمنافسة المحدودة بين شبكات التسويق.
انعدام المنافسة هو لب المشكلة في مجال الغذاء. حتى لو خُفض سعر الكوتج الآن، فالامر لن يساعد في تخفيض أسعار الزيت (لا يمكن استيراد الزيت، ضمن امور اخرى، بسبب الجمارك العالية)، في تخفيض أسعار سمك التونا المعلب، سعر الحفاضات، والتي تنتج معظمها من منتجين أفراد – 44 في المائة من سوق الغذاء توجد في يد خمسة موردين.
الرقابة على الأسعار لا تخلق منافسة، بل العكس – تقلصها. تخفيض ضريبة القيمة المضافة لا يخلق منافسة، بل ولا يساعد الفقراء – فالحديث يدور عن تبذير للمداخيل من الضرائب بمبلغ 5 مليارات شيكل، معظمها ستُبذر بالذات على الطبقات العليا. ليس أي من هذه الخطوات تعالج لب المشكلة – انعدام المنافسة في سوق الغذاء. اذا كانت هذه هي الخطوات التي ستختار الحكومة تبنيها، فان مصير احتجاج المستهلكين الاول في اسرائيل مآله الفشل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مخطط الحرب القادمة مع لبنان
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ العميد (احتياط) ران بيكر"
" فقدت الحكومة – كل حكومة – رفاهة التردد والاعوجاج في ساعة امتحان حقيقية. ترددت حكومة أشكول ثلاثة أسابيع كاملة قبل حرب الايام الستة ولم يحدث شيء. لكن اذا ترددت حكومات اسرائيل في المستقبل في حالة طوارىء أو حرب حتى لمدة 36 ساعة فقط فقد يكون ذلك حاسما بالنسبة للدولة. بهذا يجب على جهاز الدفاع لا سيما قيادة الجيش الاسرائيلي أن يدرب "الحلقة السباعية" على الاقل على اجراء اتخاذ قرارات جريء مسؤول. ان الجيش الاسرائيلي اليوم على اختلاف اسلحته وعناصره أفضل وأحسن اداء مما كان قط. المشكلة الرئيسة في حال الحرب هي القيادة العليا القائدة لا قدرة التنفيذ للقوات المقاتلة في الميدان.
ينبغي بذل كل جهد في منع الحرب التي هي الخيار الاخير الذي لا مناص منه. لكنها اذا فرضت علينا فمن الواجب هذه المرة ان نحرز نصرا واضحا لا اعتراض عليه كما حدث في حرب الايام الستة. دافع عن دولة اسرائيل طوال السنين قوة ردع للجيش الاسرائيلي خاصة، فحينما اصيبت هذه رفع العدو رأسه وبادر واجترأ. إن السبب الرئيس الذي يجعل نصرالله لا يخرج من مخبئه كل بضع سنين هو الدقائق الاربع والثلاثون من بدء حرب لبنان الثانية، عندما هاجم سلاح الجو منشآت المنظمة الحيوية وبيوت قادتها الكبار في ضواحي بيروت.
من الخطأ ان نحارب الحرب السابقة. فالحرب القادمة اذا فرضت علينا يجب أن تقوم على المبادرة والجراءة والشجاعة والتمسك بالمهمة والمخاطرة المحسوبة والحرفية الممتازة والقيادة المتزنة والشجاعة وباردة الاعصاب في الاساس. لن يكون ثمّ مكان في المواجهة القادمة للتردد واضاعة الفرص.
من الواضح من كل ما اومأنا اليه اعلاه أن موضوع التخطيط بعيد الامد وبناء القوة واعدادها وتقسيم الموارد المحدودة وترتيب نظام الاوليات امور عظيمة الاهمية بل قد تكون حاسمة بالقياس لمنعة دولة اسرائيل ووجودها.
ان سلاح الجو اليوم على اختلاف وحداته المتنوعة الحساسة، هو الذراع الاستراتيجية البعيدة المدى المرنة الوحيدة لدولة اسرائيل. ومع كل الاحترام للاسلحة الاخرى، وعندي لها تقدير كبير، لم تنشأ حتى الان الدبابة او القطعة البحرية التي تستطيع ان تهاجم القاهرة في الصباح ودمشق في الظهيرة وبغداد في المساء. تغير الوضع فتخلى العدو عن المواجهة المباشرة في الجو والبحر والبر وتبنى في الاساس الهجوم بالصواريخ "وبعضها بعيد المدى"، وهذا أمر يؤثر تأثيرا حاسما في بنية خطة الجيش الاسرائيلي وصورة القتال ساعة الامتحان.
لم يزعم سلاح الجو قط أنه قادم على حتم حرب بنفسه لكن يبدو انه لا يمكن الحسم بغيره. كان لاسلحة البحر والمدرعات والمشاه وسيبقى دور عظيم الاهمية في كل مواجهة ستفرض علينا. لهذا من الصحيح والحكيم الاستمرار على الانفاق عليها وتطويرها بحسب ذلك لكن تقسيم الموارد العام يجب أن يقوم على مخطط الحرب القادمة واحتساب لا هوادة فيه لدور ومهام والقيمة النوعية لكل واحد من العناصر الرئيسة – في الجو والبحر والبر.
أكتب هذا الكلام على أثر حديث دار بيني وبين جنرال (احتياط) معروف ونظر في مقالة الجنرال (احتياط) ابراهام بوتسر، وأنا اعرفهما وأجلهما كليهما. الاول ممثل رفيع المستوى لاسلحة البر وكان الثاني قائد سلاح البحر. وحقيقة انهما هاجما كل واحد على حده وبشدة مفاجئة دور سلاح الجو في المستقبل في وضع حرب وانتقدا بشدة تخصيص الموارد لمتابعة تطويره وتقويته، قد اضاءت عندي "مصباحا اصفر متوهجا" – وكانت انذارا ممكنا بتزعزع وتحطم الفهم والمواضعات بشأن قيمة سلاح الجو ودوره في ساعة امتحان حقيقية لوجود دولة اسرائيل اذا فرضت علينا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللجنة التي لم تنشأ
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ يوعز هندل"
"مرت خمس سنين منذ نشبت حرب لبنان الثانية. جرى استيعاب كتب الدروس كاملة. وغير الجيش الاسرائيلي وجهه. من تصور الاستعمال والقيادة ورجال الاحتياط الى الجهاز الحربي للجندي البسيط ومن الدفاع عن الجبهة الداخلية الى اجراءات اتخاذ القرارات في الحكومة. خمس سنين القت فيها لجنة فينوغراد ظلها على متخذي القرارات ومصدري الاوامر العسكرية – والدروس منذ ذلك الحين كرمل البحر.
الواقع في ظاهر الامر يضمن حربا اخرى لا رغبة فيها في ظاهر الامر فقط. بقيت شأن واحد حاسم فقط خارج مجال النقد في اليوم الذي تلا الحرب – بلا لجان وبلا علامات سؤال بل بلا صحافة عضاضة. منطقة مجهولة لم تستخلص فيها الدروس ولم تجرِ تحسينات عليها وفق ذلك. وهي المجتمع الاسرائيلية. ما الصلة بين المجتمع وما حدث في ميدان القتال. كل شيء. الاخطاء في الحقيقة ترجع الى المستوى السياسي والعسكري لكن الريح التي حركت اشرعة هذه الحرب ترجع الينا نحن المواطنين.
بدأت حرب لبنان بتأييد عظيم من الجمهور وباجماع واسع عطوف. يسأل احد عن الاهداف التي عدها رئيس الحكومة آنذاك، ايهود اولمرت في الكنيست (حل حزب الله واعادة الجنود المختطفين). ان صيحته "هنا لا أكثر" لاءم بحسب استطلاعات الرأي رأي 86 في المائة من الاسرائيليين. وجميع هؤلاء رأوا الحرب عادلة والخروج اليها ضرورة. والى ذلك زعم 58 في المائة أنه ينبغي القتال الى أن يمحى حزب الله تماما.
ان النجاح العظيم لعملية "الوزن النوعي" للقضاء على قواعد اطلاق الصواريخ ذات المدى البعيد في أول يوم، وسائر النجاحات الجوية في اصابة اهداف حزب الله عظمت الشعور العام وانتهى الامر آنذاك. فقد صرخ المجتمع باجراء سريع تأييده للحرب، وضعف الاجماع حتى بقي الانتقاد فقط.
يمكن أن ننسب نقطة وقف الحرب، بأحسن او باسوأ، الى الريح التي هبت باتجاه متخذي القرارات. ليس من المراد ان يحدث هذا لكنه واقع. اسرائيل هي أول دولة أثر فيها المجتمع في متخذي القرارات لانهاء حرب. حدث هذا للفرنسيين في حرب الهند الصينية الاولى. وحدث للأميركيين في فيتنام. بل حدث للسوفييت في افغانستان. ان ضعف المجتمع المدني ظاهرة تصح في كل حرب تقريبا تختار فيها منظمة صغيرة ان تستنزف عدوها القوي، على علم.
مع كل هذا، تختلف الحرب الاسرائيلية برغم شبهها بحروب الأميركيين والفرنسيين والسوفييت. فلم يكن الخط 105 الذي اختطف منه الجنود منطقة محتلة او مختلفا فيها، بل هوجمت اسرائيل في أرضها. ومن كان يبحث عن منطق الحرب فسيجده هناك وهو تحقيق مصلحة سياسية والدفاع عن أرض سيادية.
وبعد أن وجدنا المنطق والتأييد الواسع في بدء الحرب، يجب علينا أن نسأل أنفسنا ما الذي جعل الاسرائيليين يغيرون رأيهم بسرعة خاطفة فيؤيدون ويعارضون بنفس القوة.
عندما أفحص عن استطلاعات الرأي نتبين حادثتين سجل بعدهما انخفاض حاد للتأييد العام: الاولى هي معركة مارون الراس الكثيرة المصابين، والثانية هي اصابة جنود الاحتياط في كفار جلعادي. بعبارة اخرى: غيرّ الاسرائيليون تصورهم الاستراتيجي بسبب حوادث تكتيكية وهي حوادث صعبة مؤلمة جدا لكنها ليست من تلك الحوادث التي يفترض أن تؤثر في معركة.
أمن الصحيح الخروج لحروب او انهاؤها بسبب عدد صغير من المصابين؟ من المحقق ألا يوافق على هذا حتى من يعارض الحرب من البدء. وهنا بالضبط مكان لجنة التحقيق التي لم تنشأ قط لتحقق في طول نفس جمهورنا والاستعداد للنظر الى الواقع بالرأس لا بالبطن. وفي مجتمع مدني خاصة نسمي الجنود الابناء ولا يدرك ان في الحروب ثمنا دائما حتى وان لم يوجد مناص".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برز بغيابه
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ سيما كدمون"
"كان مكان نتنياهو في جلسة الكنيست أمس فارغا. فقد غاب نتنياهو عن التصويت على واحد من أكثر القوانين اختلافا فيها. قال ناس مكتبه انه سافر لزيارة والد سارة في المشفى.
ليس هذه أول مرة يغيب فيها نتنياهو للسبب نفسه بالضبط. ففي الاسبوع الماضي وصل متأخرا لنقاش في قانون نهاية اسبوع طويلة لسلفان شالوم. لا يوجد ما نقول، هذا حسن من قبل نتنياهو. ان درجته عالية جدا في كل ما يتعلق بأدائه دور العريس. كم من الناس في مناصب رفيعة الى هذا الحد كانوا يتركون كل شيء في أوقات متقاربة كثيرا لزيارة حميهم في المشفى؟
تذكرنا هذه الغيابات بولاية رئيس الحكومة الاولى. فعندما كان نتنياهو يحس بالضغط من شيء ما كان يبقى في بيته ويصدر عن ديوانه اعلان بانه مريض. كتبت عدة تحاليل آنذاك عن هذا التمارد. ان والد سارة الان هو المريض ولا يستهين أحد بمرض هذا اليهودي العزيز ابن السادسة والتسعين. وهذه بالضبط هي المشكلة. فكيف يمكن انتقاد رئيس حكومة يقوم بعمل نبيل الى حد الحد؟ لكن مع كل الاحترام، توجد ههنا دولة مريضة ايضا يجب تدبير امورها. فلا يمكن حينما يوجد تصويت حاسم جدا أن يغيب نتنياهو.
بيّن فحص أجريناه على ساعات التصويت ذات الصلة ان نتنياهو كان في المشفى في الساعة السابعة مساء. وكان في البيت في ساعة التصويت في العاشرة والنصف ليلا فما الذي حدث لنتنياهو في الحقيقة؟ لماذا قرر رئيس الحكومة ـ الذي قرر قبل يوم واحد ان يؤجل التصويت على القانون اسبوعا وغير موقفه قبيل منتصف الليل فقرر ان يجرى التصويت كما خطط له – ان يغيب عن جلسة الكنيست آخر الامر؟
اهتم نتنياهو بساعات الظهر بتغيير البرنامج وهو ما يثبت انه خطط سلفا لمقاطعة التصويت. أيمكن أن يكون نتنياهو مدركا ان الحديث ههنا عن واحد من القوانين الاكثر معارضة للديمقراطية وسلبا لحقوق الفرد مما وصل الى جلسة الكنيست وانه ببساطة يستحي أن يكون حاضرا؟ أو ان يكون هو نفسه محجما عن قانون وجد فيه حتى المستشار القانوني للكنيست اشكالا كبيرا وليس واضحا اصلا هل سيثبت اصلا في امتحان محكمة العدل العليا؟
لانه اذا كان نتنياهو يعتقد ان هذا القانون مضر بدولة اسرائيل وبصورتها باعتبارها دولة ديمقراطية فاننا نتوقع من رئيس الحكومة ان يعارضه كالرجال. واذا كان مؤيدا له فينبغي الا يدع الاخرين يقومون بالعمل من أجله وان يحضر جلسة الكنيست ويصوت مؤيدا له برأس مرفوع.
ليس نتنياهو الوحيد الذي غاب عن التصويت. فقد أدار ريفلين الجلسة لكنه لم يصوت. وغاب باراك وحزب الاستقلال كله وكذلك الوزراء ساعر ومريدور وسلفان شالوم، واردان الذي غاب لاسباب شخصية، وميخائيل ايتان الموجود في الخارج وغيلا جمليئيل التي ضاق وقتها عن الحضور. لم يحضر الوزراء أتياس واهرنوفتش وليبرمان لكن الشعور بان هذا في هذه الحال لم يكن لمعارضتهم القانون بل عن ثقة واستخفاف وانه سيجوز مع غيابهم ايضا.
جاز القانون أمس في القراءة الثانية والثالثة، وهو قانون ظل حتى في صيغتة الملينة قامعا لحرية التعبير وحرية الاحتجاج في اسرائيل، وقد يفسد افسادا مفرطا الخطاب الاسرائيلي وهو يرمي في الاساس الى المس بالمبادرين الى المقاطعات مع المستوطنات.
كان المنتصر الاكبر أمس هو المبادر الى القانون، رئيس الائتلاف زئيف الكين. سألته هل يعتقد ان رئيس الحكومة راضٍ، فلم يعرف الكين ماذا يقول. قال لم تكن بيننا أحاديث عميقة في هذا، فقد أراد نتنياهو في حينه ان يسقط من اقتراح القانون مقطعا سياسيا وقد اسقط. وقال لم يشوش علينا اجازة القانون على كل حال".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يوجد للأميركيين سياسة جدية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ زلمان شوفال"
" يجري في الولايات المتحدة جدل في سؤال هل يوجد للرئيس اوباما مبدأ واضح في قضايا السياسة الخارجية: فاذا وجد فما هو؟ يزعم داغ بيت الذي شغل منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الأميركية في ولاية الرئيس جورج دبليو بوش في مقالة في صحيفة "كومانتري" أن تصور اوباما العام يقوم على اتجاه اليسار الأميركي ومؤداه أن أميركا خلال أكثر تاريخها، ولا سيما منذ الحرب العالمية الثانية، خطئت خطايا مع العالم الثالث ومع العالم الاسلامي والعربي قبل الجميع.
كان المثال الابرز على هذا الاتجاه "خطبة القاهرة" التي شمل فيها اوباما نوعتا "خلاقة" لبيان القيم التاريخية المشتركة بين الروح العام الأميركي والتاريخ العربي. فكاد ذلك يكون طلب غفران وعفو عما اقترفته أميركا خلال التاريخ. بحسب ما ترى بربارة سلفن، وهي محللة تؤيد انفتاح اوباما في العالم العربي والاسلامي، يجب على واشنطن ان تفرق بين "اعداء لُدّ" كالقاعدة وعناصر "لها مقام حقيقي عند الجمهور ومستقبل في العالم الاسلامي"، كحماس وحزب الله. وترى أنه ينبغي فتح صفحة جديدة في شأنهم "للبرهان على أن عداء أميركا لهذه المنظمات الارهابية يمكن تغييره". والاستنتاج أن أميركا يمكنها ان تنشيء علاقات جديدة في العالم العربي والاسلامي. "وستقوم العلاقات على مصالح مشتركة، وعلى احترام متبادل وعلى الاعتراف بان لأميركا والاسلام مبادىء متشابهة من العدل والتقدم والتسامح وكرامة الانسان".
بخلاف بيت، الذي يرى اجراءات الرئيس وتصريحاته مبدأ مصوغا يزعم آخرون أن ليس له "لا مبدأ ولا سياسة بل متوالية متصلة من البلبلة والاخطاء ولا سيما في الشرق الاوسط". وفي رأيهم أن الاحداث المختلفة، لا في الشأن الاسرائيلي – الفلسطيني وحده بل حول "الربيع العربي" خاصة، تبرهن على أن ليس لواشنطن سياسة واضحة متصلة، فهي لا تبادر بل تجرها الاحداث في حين لا تملك ردا حقيقيا على أوضاع أخذت تتطور في غير مصلحتها.
يلخص الاستاذ الجامعي ري تاكي، وهو زميل في مجلس السياسة الخارجية هذا الأمر على النحو الاتي: ليس لأميركا أي قدرة حقيقية على التأثير في سورية وايران. وتبرز المحاولات الفاشلة من الادارة لمحادثة نظام الاسد، والردود المتلعثمة على ما يحدث في سوريا في هذه الايام، بقدر كبير عدم جدوى سياسة اوباما في الشرق الاوسط. في ضوء هذا لن تضيع ايران أي فرصة لملء الفراغ الذي أحدثه سقوط حليفات أميركا في المنطقة والاضطراب الاقليمي بعامة. من هنا ننتقل الى العربية السعودية التي أقامت أمنها (وأمن حكامها) مدة ستين سنة على علاقاتها الوثيقة في الولايات المتحدة، لكنها بدأت في إثر المواقف التي أخذت بها الادارة، تشك في جدوى هذه العلاقات واستقرارها. وتبحث السعودية بسبب ذلك عن حليفات أُخر وسبل اخرى لضمان أمنها ومن ضمن ذلك إمكان خيار ذري خاص بها. كذلك فان الآمال التي تعلقها ادارة اوباما في احتمالات التحول الديمقراطي في مصر والعراق ضعيفة. لا بسبب ازدياد الاخوان المسلمين قوة في مصر وتغلغل ايران الدائم الذي يزداد الى مراكز التأثير في العراق فقط، بل بسبب حقيقة أن الريح التي تهب على الجماهير في هاتين الدولتين معادية لأميركا في أساسها. ويلخص تاكي أن ايران ومنظمة القاعدة في هذه المرحلة على الاقل هما الرابحتان الرئيستان من "الربيع العربي".
إن ابعاد أميركا على مراكز التأثير الرئيسة التي كانت لها في الشرق الاوسط، كما يعتقد محلل آخر، ومايكل سكوت دورن، نائب مساعد الامين العام للدفاع وأحد المسؤولين عن شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي للرئيس بوش، يثبت الوضع الجديد. يجب أن تكون مصالح أميركا الرئيسة ضمان تدفق النفط باسعار معقولة؛ وضمان أمن حليفاتها: اسرائيل والسعودية ومصر (على شرط الا تقع هذه في أيدي الاسلاميين)؛ ومنع انتشار سلاح ذري ومنع الارهاب. كان يجب ان يكون احباط جهود "كتلة المقاومة" برئاسة ايران لتحل محل أميركا باعتبارها الجهة المهيمنة على المنطقة، في مقدمة أهداف سياسة واشنطن. يمكن ان نلحظ ههنا انتقادا بالايماء من قبل دورن على توجه ادارة اوباما الى القضية الاسرائيلية الفلسطينية. "جعل اوباما القضية المذكورة آنفا المحور المركزي لسياسته في الشرق الاوسط"، يكتب دورن. ونتاج هذا أصبحت هذه القضية "أداة الفحص" عن نيات أميركا نحو العالم العربي والاسلامي عامة. لهذا، حتى لو لم تفضِ مسيرة السلام الى نتائج فان اوباما يعتقد ان عليه المتابعة لاظهار ارادة أميركا الخيرة نحو المذكور آنفا". اذا كان هذا التفسير صحيحا فان اوباما قد تبنى بالفعل وان لم يكن ذلك على نحو رسمي توجه بججنسكي وسكوت روفت الذي يقول ان السبيل الى حل مشكلات أميركا في الشرق الاوسط تمر في القدس. فاذا كان الامر هكذا فعلى أميركا أن تأخذ بوسائل عملية تشمل ضغوطا على اسرائيل في البرهان على نياتها نحو العالم العربي.
ثمة بالطبع آخرون يقولون انه لا يوجد مبدأ البتة. وحسن ان الامر كذلك لان أميركا لا تملك القدرة أصلا ولا يملك اوباما أيضا الرغبة في أن يكونا فعالين جدا وفي رأيهم ان توجه الادارة هو أن ترى كيف تتطور الامور وان تقفز بعد ذلك الى العجلة الغالبة. فعلى سبيل المثال اذا سقط مبارك فالولايات المتحدة مع المتظاهرين في ميدان التحرير؛ واذا ذبح الاسد لكن لم يسقط فان الموقف سيحدد بحسب التطورات؛ واذا ارسلت السعودية جيشا الى البحرين وقمعت المتمردين هناك فانهم ينظرون الى مكان آخر. وأميركا فعالة في الشأن الفلسطيني فقط لان هذا هو الذي ما زال يمنحنا مكانة على شرط الا تكون موالية لاسرائيل جدا.
كل هذا يثير أسئلة اخرى مثل: هل ستؤثر الشؤون الداخلية في أميركا في اجراءات الادارة في الشؤون الخارجية؟ وهل ستفضي توجهات أعداء أميركا آخر الامر الى تنبه سياسة واشنطن في الشرق الاوسط التي ستجعل مصالحها الاساسية والحيوية فوق أو بإزاء الاوهام والاخطاء التي ميزت اجراءاتها سواء أكانت ثمرة مبدأ مبلور أم مجرد عدم فهم للواقع؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الذي يردع "اسرائيل" عن لبنان
المصدر: "هآرتس ـ أمير اورن"
" ان اثنتين فقط من دول العالم جميعا لم تسلما حتى الان لوجود "اسرائيل" في حدود 67، مع تعديلات طفيفة متفق عليها هما ايران واسرائيل. هذا هو الواقع في الذكرى السنوية الخامسة لاختطاف الداد ريغف وايهود غولدفاسر. ان المشكلات الامنية الاصعب التي تواجه اسرائيل هي ايران، وهي نفسها. ستنحى هذه الحقيقة جانبا عند انعقاد القيادة العسكرية العليا قريبا للتباحث في "استراتيجية الجيش الاسرائيلي" ـ لانه لا توجد استراتيجية في المستوى السياسي، والجيش الاسرائيلي ممنوع من التساؤل عن نياته، لكن سيصعب عليه بغير صياغة فروض عمل، التخطيط لقوته وعملياته.
ان النظام الاسلامي الثوري في ايران هو آخر عائق عن اضطرار "اسرائيل" الى الاستيقاظ، لان حربه لها التي لا هوادة فيها مبدئية ولا تتعلق بسعة سيادتها. ما زال آية الله علي خامنئي لم يقرر هل يطور سلاحا ذريا. فهو يتقدم تقنيا وصناعيا وعسكريا من "منطقة حصانة"، بحسب المصطلح السائد في الغرب، يمكنه من أن يبت الامر ايجابيا، وان ينقض ويردم الفجوة الصغيرة بين القدرة وتحقيقها. سيفصل تقدير خمينئي فقط بين الاشتهاء والسلاح. والسؤال الكبير هو الى متى سيشتق هذا التقدير من تقديره أن "اسرائيل" لن تضبط النفس لاقترابه من "منطقة الحصانة" التي اذا وصلها ستحجم عن هجوم يسبب ضررا بيئيا ثقيلا.
ربما يوجد في الساحة الايرانية وزن ما للردع الاسرائيلي وان يكن من المعقول ان خامنئي تردعه القوة الأميركية اكثر التي قد يستعملها اوباما في ظروف ما أكثرها في السياق الاقليمي والعالمي العام والبعض منها فقط في السياق الاسرائيلي. وفي ساحات اخرى، وبخلاف التبجح المعتاد فان الردع الاسرائيلي ضعيف. اعتاد الجنرال التارك عمله في منطقة الشمال، غادي آيزنكوت ان يقول ان الهدف الاعلى في ميدانه هو "الردع لسنين والحفاظ على واقع أمني زمنا طويلا". وسيكون احراز هذا الهدف في رأيه مستحقا ان يسمى "نصرا". والى ذلك يعتقد آيزنكوت ان هذا الهدف لا يمكن احرازه وهو يتمسك باقتباس من كلام بن غوريون الذي قال: "لن نستطيع ان نغير الوضع في لبنان وسورية بعمل عسكري".
بيد أن وقف اطلاق النار على حدود لبنان منذ منتصف آب/ أغسطس 2006، بقرار من حزب الله، ليس ردعا في الحقيقة. هذا ابقاء على المبادرة عند حزب الله ايماءا الى أن "اسرائيل" ستدع المنظمة تقوى كما تشتهي – وتفرض عليها استعدادا دائما على اختلاف معانيه الامنية والاقتصادية – الى ان تنضج الظروف بحسب رأيه لهجوم من جديد.
وهذا بالضبط شأن حماس ايضا: فقرارها على أن تكف الان عن اطلاق الصواريخ على إثر الضربة التي تلقتها في عملية "الرصاص المصبوب" يسهل العيش في النقب لكنه يشحذ السيف المعلق فوق أكثر الاسرائيليين من تل أبيب جنوبا واستعماله مشروط بقرارات خارج سيطرة اسرائيل. هذه رفاهة مؤقتة من غير حل حقيقي.
ان توفير حياة الانسان مهم. وابعاد عروض في حجم معركة (لم تقع حرب حقيقية هنا منذ 1973) حيوي. لكن عبء التجنيد الالزامي والخدمة الاحتياطية وميزانية الامن يدل على مبلغ كون الردع باهظ الكلفة ومحدودا. بعد الانسحاب من جنوب لبنان ومن غزة أحجمت اسرائيل عن التغيير الواجب لسياسة استعمالها للنار. خشيت حكومات باراك وشارون واولمرت الاعتراف بالتناقض بين الاوهام التي صاحبت الانسحاب وبين الحاجة الى الحرص على منع الاخلال بالامن ولو كانت كلفة ذلك الغزو المستمر للاراضي المخلاة. لهذا – ويوجد في الجيش الاسرائيلي من يضيفون انه بسبب الجمود الذي وضع دبابة جلعاد شليت في كيرم شالوم وارسل ريغف وغولدفاسر في دورية استطلاع بدل ان يحل محلهم وسائل تكنولوجية حديثة – اختطف شليت، وردت اسرائيل بتردد وتشجع حسن نصرالله وخرج لعملية في 12 تموز.
ان اسرائيل نفسها في حدود وقف اطلاق النار اكتسحت إثر الامتحان المزدوج بحربي الايام الستة ويوم الغفران اعترافا عالميا في الحد الاقصى. أما اسرائيل الكبرى المشتملة على المناطق والمستوطنات فتعوق اسرائيل المصغرة عن بذل اكبر الجهد لاحراز السلام والامن. ان أقلية متطرفة فيها تردع المستوى السياسي الذي يتفق في الخفاء مع الاكثرية المعتدلة، لكنه يفضل حسابات الانتخابات. ان الطموح المتبجح الى ردع الاعداء الخارجيين هو فكاهة مرة في حين ان القيادة الاسرائيلية شلاء في الداخل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسيرة السلمية: بين استمرار "صيغة اوسلو" وطريقة العمل احادية الجانب
المصدر: "مركز دراسات الامن القومي ـ زكي شالوم"
" حسب تقارير مختلفة أفاد وزير الخارجية ليبرمان لوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، السيدة كاترين أشتون بانه اذا ما اتجه الفلسطينيون نحو خطوة احادية الجانب في الامم المتحدة، فان "اسرائيل" ستتنكر لكل الاتفاقات التي وقعت معهم، بما في ذلك اتفاقات اوسلو. فقالت وزيرة الخارجية معقبة انها لا تقبل هذا القول.
واضافت ان الغاء اتفاق اوسلو "سيكون عالما آخر". بعد نحو عقدين من التوقيع عليها بهالة واحتفال، لا تزال اتفاقات اوسلو تشكل مصدرا للخلافات حول المنفعة الكامنة فيها، من زاوية نظر دولة "اسرائيل" ومدى صلتها بالفترة الحالية.
في جانب الميزان الايجابي يمكن أن نشير الى عدة جوانب ايجابية في اتفاقات اوسلو، من زاوية نظر دولة "اسرائيل":
1. هذه الاتفاقات "حررت" دولة "ضاسرائيل" من المسؤولية عن رفاه الاغلبية الساحقة من الفلسطينيين في مناطق غزة، يهودا والسامرة. كل ذلك، فيما أن حرية المناورة العسكرية لاسرائيل في هذه المناطق لم تتضرر بشكل ذي مغزى.
2. اتفاقات اوسلو ساهمت في تعظيم الاجماع الداخلي في دولة اسرائيل في مسألة مستقبل التسوية السياسية. فصيغة "دولتين للشعبين" مقبولة اليوم على الاغلبية الساحقة من الاحزاب، التي تشكل الخريطة السياسية في اسرائيل في ظل ابقاء محافل متطرفة، من اليمين ومن اليسار في الهوامش.
3. اتفاقات اوسلو عمقت جدا الخلافات داخل العالم العربي وفي اوساط الحركة الوطنية الفلسطينية في مسألة التسوية. هذه الشروخ وسعت حرية مناورة اسرائيل.
4. اتفاقات اوسلو رسخت منظومة تعاون أمني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وان شهدت هذه ارتفاعا وهبوطا. اذا ما وعندما تقوم دولة فلسطينية يمكن لهذا التعاون ان يشكل أساس لعلاقات جيرة طيبة بين اسرائيل والفلسطينيين.
5. بطريق ملتوية، ورغم الخلافات الشديدة، خلقت اتفاقات اوسلو منظومات من التفاهم الاستراتيجي الهام بين اسرائيل والولايات المتحدة حول تسوية اسرائيلية فلسطينية. أهمها هي تحطيم العلاقة التي كانت قائمة على مدى السنين في الخلافات السياسية بين اسرائيل والولايات المتحدة والتعاون الاستراتيجي والامني بينهما.
فضلا عن ذلك، اليوم، وبالاساس على خلفية الجمود الحالي في المسيرة السياسية، والمتوقع أن يستمر على ما يبدو في المستقبل المنظور ايضا، يمكن أن نسأل باي قدر لا تزال فيه اتفاقات اوسلو ذات صلة بالنسبة لتحقيق تسوية سياسية تقوم على اساس مبدأ الدولتين للشعبين. اتفاقات اوسلو استندت الى صيغة المفاوضات الثنائية، برعاية دولية، لتؤدي الى تسوية دائمة بين اسرائيل والفلسطينيين. منذ سنين يبرز ميل، تعاظم جدا في السنتين الاخيرتين لهجر صيغة اوسلو والانغماس في خطوات احادية الجانب، بالتوازي مع المفاوضات وبدونها. هذا الميل ينبع بقدر كبير من تقدير الطرفين بان قدرتهما على تحقيق مصالحهما الوطنية في اطار مفاوضات ثنائية، تلوح كمحدودة للغاية وفي واقع الامر شبه صفر. فضلا عن الخلافات الموضوعية يقف بينهما ايضا سور عال جدا من الشك وعدم الثقة المتبادلة.
اضافة الى ذلك فان الطرفين يشككان برغبة و/او قدرة الطرف الاخر على قبول الشروط الاساسية بالحد الادنى للتسوية. حكومة اسرائيل الحالية تعمل على اساس فرضية أن الطرف الفلسطيني غير مستعد لقبول الشروط الاساس الثلاثة التي طرحها رئيس الوزراء نتنياهو عليهم:
1. الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة الشعب اليهود.
2. الاعتراف بنهائية النزاع وانعدام المطالب الاخرى من اسرائيل.
3. التخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
السلطة الفلسطينية من جهتها لا تؤمن بان حكومة اسرائيل الحالية ستكون مستعدة لقبول شروطها الاساسية للتسوية:
1. الانسحاب الى حدود 67 مع تعديلات طفيفة.
2. تقسيم القدس.
3. قبول المبدأ، وتطبيقه، جزئيا على الاقل، لحق العودة.
كل هذا في الوقت الذي في الخلفية يتواصل الطلب بالتجميد التام للبناء في المستوطنات، بما في ذلك في القدس، في اثناء المفاوضات.
على أساس هذا الفهم يعمل الفلسطينيون في الاشهر الاخيرة بشكل احادي الجانب كي ينالوا اعترافا دوليا بدولة فلسطينية في حدود 67. ذروة هذا الجهد ستكون في الجمعية العمومية للامم المتحدة التي ستنعقد في ايلول 2011. كل هذا بعد أن تبين لهم بان خطوة احادية الجانب سابقة لهم، الانتفاضة، لم تدفع الى الامام باهدافهم الوطنية. اسرائيل هي الاخرى أظهرت على مدى السنين ولا تزال تظهر، بافعالها وقصوراتها، تنكرا لصيغة اوسلو بواسطة خطوات احادية الجانب. خطوة فك الارتباط عن قطاع غزة (2005) كانت خطوة بارزة في هذا السياق. ما أن عملية البناء الحثيث في مناطق يهودا والسامرة يعطي تعبيرا عن خطوة احادية الجانب من اسرائيل، يقوض بقدر كبير صيغة ورؤيا اتفاقات اوسلو.
بالتوازي يتبين بان الطرف الثالث في الاتفاق، الادارة الأميركية، آخذ في فقدان ثقته بصيغة اوسلو، ويلقي بثقله على خطواته احادية الجانب ومن الرباعية ايضا، في أن "تقنع" الاطراف، اذا كان ممكنا بالوسائل اللطيفة، بان توافق عليها. هذه الصيغة تقوم ضمن امور اخرى على اساس المبادىء المركزية التالية:
1. قبول مبدأ ان حدود الدولة الفلسطينية ستقوم على اساس "خطوط 67" وتبادل للاراضي بين الطرفين.
2. مسائل اساسية اخرى في السياق الاسرائيلي – الفلسطيني، مكانة القدس ومسألة اللاجئين، تحسم بعد أن يتحقق اتفاق في مسألة الحدود والترتيبات الامنية.
وختاما، يمكن القول انه في الظروف الناشئة في المنطقة في السنوات الاخيرة آخذ في التعاظم لدى الاطراف الثلاثة لاتفاقات اوسلو – اسرائيل، الفلسطينيين والادارة الأميركية – الاعتراف بان فرص دفع مسيرة التسوية الى الامام بواسطة صيغة اوسلو، أي – الحوار بين الطرفين برعاية أميركية على مستويات مختلفة من الكثافة، آخذة في التبدد. بتعبير آخر، فضلا عن الفجوات الكبرى بين الطرفين حول مبادىء التسوية، آخذ في التبلور شك كبير حول طريقة العمل التي رسمتها اتفاقات اوسلو للوصول الى تسوية دائمة – طريق المفاوضات الثنائية بمساعدة دولية.
في الظروف الناشئة سيواصل، على نحو شبه مؤكد، الطرفان الصقريان، اسرائيل والفلسطينيين، الاعتماد على طريقة عمل احادية الجانب، في ظل دفع ضريبة شفوية لغرض التمسك بصيغة اوسلو، بالطبع على اساس شروط محددة لكل واحد منهما.
في الواقع الناشيء، اساس العبء سيقع بالضرورة على الادارة الأميركية. بقدر ما يمكن أخذ الانطباع فان الادارة على علم جيد في أنها تقترب من لحظة الحقيقة في مسألة طبيعة ومدى كثافة دورها في مسيرة التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية في المستقبل المنظور. وعلى فرض، معقول جدا، بان صيغة اوسلو لم يعد بوسعها ان تؤدي الى تسوية دائمة، وان الخيار الوحيد للوصول الى تسوية هو من خلال خطوة احادية الجانب ذات طابع تسوية مفروضة، فان السؤالين المركزيين اللذين ستقف امامهما الادارة الأميركية في هذا السياق هما اثنان:
1. هل ينبغي للادارة أن تخفف حدة دورها في مسيرة التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية حتى ايجاد حل ما للتهديد الايراني وحتى هدوء العاصفة التي ترافق العالم العربي اليوم واتضاح صورة الوضع في أعقاب "الربيع العربي"؟.
2. هل الحملة الانتخابية للرئاسة والتي تتعاظم في الولايات المتحدة والموقف العاطف لاسرائيل الذي أبداه الكونغرس في اثناء الزيارة الاخيرة لنتنياهو الى الولايات المتحدة، تكبل يدي الرئيس ولا تسمح له بان يلقي بكامل قوته كي يحقق رؤيا التسوية كما رسمها في خطابه في 19 ايار 2011.
الانطباع الناشيء هو أن ادارة الرئيس اوباما تميل الى أن تتبنى، لانعدام البديل، وانطلاقا من الاعتراف بقيودها، ميل البقاء في الظل في دورها في مسيرة التسوية على الاقل حتى اتضاح صورة الوضع الداخلي الأميركي. ولكن، الحسم في مثل هذه المسألة الاستراتيجية هو في نهاية المطاف بيد الرئيس وحده. منذ زمن غير بعيد أظهر قدرة على أن يتخذ خطوات غير متوقعة وخلافا لتقديرات الوضع "الدارجة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الاسود
المصدر: "معاريف ـ أمنون روبنشتاين"
" السؤال الاول الذي يطرح نفسه بالنسبة لقانون المقاطعة هو من سينفعه هذا القانون؟ والجواب هو: أعداء اسرائيل الذين يشددون في هذه الايام حملة نزع الشرعية عن اسرائيل في العالم.
هذا القانون سيستخدم سلاحا في يد اولئك الذين يدعون بان اسرائيل ليست ديمقراطية ولا تحافظ على حقوق الانسان وسيشدد عزلة اسرائيل سواء في العالم الاكاديمي أم في أوساط الديمقراطية الليبرالية في الغرب. وعلى نحو مفعم بالمفارقة فان هذا القانون يصعد خطر المقاطعة ضد اسرائيل وهو الامر المعاكس لما تحتاجه اسرائيل في هذه الايام.
على ماذا يدور الحديث؟ يدور الحديث عن أغلبية ساحقة توجد لليمين في الكنيست تستخدم قوتها كي تمس مسا فظا بحرية تعبير الاقلية. ويجدر بالذكر ان كل النظام الديمقراطي يقوم ايضا على اساس حماية الاقلية وحماية الفرد على حد سواء. موضوع المستوطنات موضع خلاف عام شديد في اسرائيل. القانون يقضي بان من يعرب عن معارضته للمستوطنات من خلال رفض العرض فيها – اذا كان الحديث يدور عن مسرح، فرقة موسيقية أو فرقة باليه – فيجب اتخاذ ضده الوسائل بما في ذلك حرمانه من الحقوق بل ورفع دعوى بجنحة مدنية ضده.
لا يوجد سابقة لمثل هذا النوع من التشريع لا في اسرائيل ولا في أي دولة ديمقراطية. المبادرون الى القانون استندوا الى القانون الأميركي، ولكن لا يوجد قانون أميركي مشابه، وذلك لانه ليس في الولايات المتحدة مناطق مدارة وليس هناك مستوطنات موضع خلاف. حرية التعبير مضمونة بشكل مباشر في اعلان الاستقلال وبشكل غير مباشر في القانون الاساس كرامة الانسان وحريته، ومن أيده صوت في واقع الامر ضد اعلان الاستقلال وضد مبادىء الصهيونية لهرتسل وجابوتنسكي.
كما يجدر بالذكر في هذا السياق أن المستوطنات اقيمت دون نقاش ودون قرار في الكنيست بل ومعظمها دون نقاش وقرار في الحكومة، ومسموح لمواطني اسرائيل أن يعربوا عن معارضتهم للمستوطنات وكل ما ينطوي عليه ذلك بكل وسيلة مقبولة في الدولة الديمقراطية. ولهذا السبب يخيل لي بان في الكنيست كان أمس يوم سيذكر لسنوات عديدة بانه اليوم الاسود للكنيست.
وأخيرا، عندي اقتراح صغير واحد: بعد أن قرأت المداولات في لجنة الدستور أقترح تغيير اسمها الى لجنة مناهضة الدستور، مناهضة القانون ومناهضة القضاء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمس سنوات على حرب لبنان الثانية: الحدود الأهدأ لاسرائيل
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" بضع مئات الأمتار تفصل بين استحكام المراقبة التابع للجيش الاسرائيلي، المحاذي للزاوية الشمالية لكيبوتس مسغاف عام، وبين الطريق الرئيس لبلدة العديسة اللبنانية، في الطرف الآخر من السياج الحدودي. هنا، في آب من العام الماضي، وقعت الحادثة الأصعب على الحدود منذ وقف النار الذي أنهى حرب لبنان الثانية. المقدم دوف هراري، قائد كتيبة الاحتياط، قُتل بنار قناص من الجيش اللبناني. رد الجيش الاسرائيلي يهجوم كثيف نسبيا على استحكامات الجيش اللبناني فقتل خمسة من جنوده.
اليوم، 12 تموز، هو يوم الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب. الحادثة التي قُتل فيها قائد الكتيبة هراري هي مثابة استثناء يدل على القاعدة. سبقها توتر محلي، حول إصرار اسرائيلي على تحقيق السيادة "حتى آخر سنتيمتر" كدرس من دروس الحرب. حتى ذلك الحين، تنازلت اسرائيل عمليا عن الوصول الى الجيوب الصغيرة التي كان يفترض بها أن تبقى تحت سيطرتها، ولكنها بقيت في الطرف الشمالي من السياج في أعقاب الانسحاب في العام 2000. حزب الله استغل ذلك، ضمن امور اخرى، كمنطلق ناجع للعمليات بما فيها اختطاف جنديي الاحتياط إلداد ريغف وأودي غولدفاسر، مما أشعل الحرب في 2006.
رأى اللبنانيون في عملية موضعية للجيش الاسرائيلي لاخلاء حرش حول السياج، تحديا لسيادتهم وإن كان عمليا يدور الحديث عن ارض سيادية اسرائيلية. ضابط استخبارات في الجيش اللبناني هيّج القوة التي عملت في المنطقة ورجالها فتحوا نار قناصة قُتل منها قائد الكتيبة.
ولكن منذ الحادثة يبذل الجيش اللبناني كل جهد مستطاع لتهدئة الجبهة. قائد لواء 9 الذي خدم فيه القناصة اللبنانيون، ضابط شيعي، أُحيل من منصبه. الجيش اللبناني وقوة اليونفيل التابعة للامم المتحدة يحافظان على تواجد معزز على طول السياج. في احتجاجات يوم النكبة، في منتصف أيار، أطلق اللبنانيون نارا حية لابعاد مئات المتظاهرين الفلسطينيين واللبنانيين الذين اقتربوا من السياج. عشرة منهم قُتلوا، بعضهم بنار لبنانية وبعضهم بنار الجيش الاسرائيلي.
في زيارة الى الحدود هذا الاسبوع بدا جنود الامم المتحدة قرب يافطة طرق وعليها صورة كبيرة للامين العام لحزب الله حسن نصر الله، على مسافة قصيرة من حاجز الجيش اللبناني. على التلة فوقهم وقفت سيارة سوداء فاخرة، تحمل لوحة ترخيص مدنية. وحسب كل المؤشرات، كان هؤلاء هم رجال استخبارات حزب الله تابعوا دورية الجيش الاسرائيلي من الجانب الاسرائيلي من الحدود.
ضابط كبير في فرقة 91، المسؤول عن الحدود، قال لـ "هآرتس" ان "ما يمكن أن يبدو كعناد تافه، في الدخول الى كل متر من السيادة الاسرائيلية، ينقل رسالة قاطعة الى الجانب الآخر. هذا تصميم يخلق ردعا ويسمح لمزارعي المطلة العودة الى فلاحة اراضيهم المحاذية للسياج. خدمت هنا قبل الحرب، وفي نظرة الى الوراء أجدني خجلا من الشكل الذي تصرفنا به. في تلك السنين قلنا للجنود ان الهدف هو خلق "صفر أهداف" للاختطاف من جانب حزب الله. منذئذ طرأ تغير ذهني هائل في عملنا على طول الحدود".
ما هو ربما أكثر تشويقا هو سلوك حزب الله. تدعي شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" بأنه لم يكن للمنظمة الشيعية أي صلة بنار القناصة في حادثة العام الماضي. فضلا عن ذلك، في السنوات الخمس الاخيرة لم يتخذ حزب الله أي خطوة هجومية ضد اسرائيل من لبنان. في الحالات الست التي أُطلقت فيها الكاتيوشا قصيرة المدى نحو الجليل (اجمالي الاصابات: جريحة واحدة)، كانت هذه منظمات سنية تعمل بالهام من القاعدة. فقد وضع حزب الله سلاحه. نصر الله يتواجد في الجنوب بروحه، ومن على اليافطات، ولكن ليس جسديا. الزعيم الكاريزماتي يكاد لا يخرج من القبو منذ نهاية الحرب.
بعد خمس سنوات من ذلك، الجبهة اللبنانية هي الحدود الأهدأ لاسرائيل، باستثناء الاردن. لأول مرة منذ نحو اربعين سنة، قال منذ وقت غير بعيد رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي، سيترفع الى الصف الاول في كريات شمونة في 1 ايلول وردية تلاميذ بالنسبة لهم صافرات الانذار والكاتيوشا هي تجربة غير معروفة. الجيش الاسرائيلي يُقدر بأن الاضرار التي تكبدها لبنان وحزب الله في الحرب، مثل التحولات الداخلية الاخيرة في العالم العربي، تقلص خطر اشتعال الجبهة في لبنان من جديد، على الأقل في الفترة القريبة القادمة.
الهدوء في الشمال هو الحجة الأساس للعصبة التي أدارت الحرب في لبنان (الثلاثي اهود اولمرت ـ عمير بيرتسـ دان حلوتس ومعهم بعض كبار الضباط، بعضهم لا يزال في الخدمة)، لتبرير سياستها وأفعالها بأثر رجعي. كلما طال الهدوء، يُعد الردع الاسرائيلي أقوى ويتعاظم الميل الى النظر بتسامح لأخطاء صيف 2006. ولكن الهدوء كما أسلفنا يرتبط ايضا بالواقع العربي: الرئيس السوري، بشار الاسد، منشغل بصراع البقاء أمام معارضي نظامه، أما حزب الله فغارق في الاحتكاكات الداخلية. صحيح أن خطواته ضمنت له سيطرة عملية على الحكومة الجديدة في بيروت، ولكن في نفس الوقت تشعر المنظمة بالتهديد في ضوء رفع لوائح اتهام ضد اربعة من رجالها الى المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. في مثل هذه الظروف نشأت ظاهرا مصلحة مشتركة للأطراف لمنع حرب جديدة مع اسرائيل.
هل يكفي ذلك لتسويغ، في نظرة الى الوراء، خطوات القيادة السياسية والجيش الاسرائيلي؟ اللواء احتياط غيورا آيلاند قال هذا الاسبوع لصحيفة "هآرتس" انه "ليس صحيحا تجميل الامور التي جرت بشكل سيء في حينه. فقد عكست الحرب ضعفا عميقا في الشكل الذي عمل فيه الجيش الاسرائيلي. علاقات القيادة السياسية والعسكرية كانت اشكالية ومثلها السلوك الاستراتيجي".
زميله، قائد سلاح الجو السابق، اللواء احتياط ايتان بن الياهو، كان حتى أكثر حدة. "هذه الحرب كانت فضيحة لا تغتفر، في الطريقة التي أُديرت فيها، بالذات لان مجرد شنها كان مبررا. يكمن خطر في استخدام الهدوء لتشويش الاستنتاجات من الحرب. هيا نفحص ما سعى حزب الله الى تحقيقه. نصر الله نفذ الاختطاف لغرض تبادل الأسرى وفي هذا نجح مائة في المائة. وقد أراد المس بصورة القوة الاسرائيلية، وفي هذا ايضا نجح. منذئذ تزود بعشرات آلاف الصواريخ وسيطر بشكل كامل على لبنان. لقد كانت الحرب نجاحا مدويا لنصر الله وفشلا أليما لنا".
في الجانب الايجابي النسبي، يمكن أن نرى في حرب 2006 دعوة يقظة للجيش الاسرائيلي، أدت الى عمل اعادة بناء واسعة: تحسينات في القوات البرية والاحتياط، في أداء قيادة المنطقة الشمالية، في التغطية الاستخبارية في لبنان وبالأساس في الاستعداد الواسع للجبهة الاسرائيلية الداخلية، التي تكمن في الفهم بأنه في كل مواجهة مستقبلية ستكون هذه هي الجبهة الأساس (وزير الدفاع، اهود باراك، اختار أمس تشجيع الجمهور في التشخيص في أنه في الحرب القادمة ستتلقى الجبهة الداخلية 50 طن من الذخيرة كل يوم). الردع يعمل في الطرفين: حزب الله لا يسارع الى استفزاز اسرائيل مرة اخرى، ولكن اسرائيل ايضا تعرف بأن شن حرب معناه سقوط صواريخ دقيقة جدا في غوش دان.
الحرب في لبنان، اذا، تبدو كفشل تكتيكي أدى في أعقابه الى نجاح استراتيجي جزئي، في شكل الهدوء (ومن يرغب، يمكنه أن يدعي بأنه في حالة "الرصاص المصبوب" في غزة، حصل بالضبط العكس). وضع حزب الله أكثر تعقيدا مما يصفه بن الياهو. صحيح أن المنظمة حسنت مدى ودقة الصواريخ التي في حوزتها، ولكن قرارها نقل مواقعها ومنظومات اطلاق صواريخها من الارض المفتوحة الى قلب القرى الشيعية في جنوب لبنان، كفيل أن يتبين كخطأ يُدخلها الى فخ. مع اندلاع الحرب، كفيل المعنى بأن يكون ايقاع الخراب على مراكز القوة السياسية للمنظمة. سلسلة موجهة من التسريبات حول استعدادات حزب الله في القرى، في الصحافة الاجنبية، تدل على أن المتابعة الاستخبارية الاسرائيلية لما يجري في المنظمة، يجب أن تقلق نصر الله.
في الصيف الخامس منذ الحرب، بقيت الحدود اللبنانية في هذه الاثناء هادئة (والامور، كما هي العادة في الشرق الاوسط، صحيحة بالضبط للصباح الذي تُكتب فيه). يبدو أن للطرفين في هذه اللحظة مصلحة في الحفاظ على الهدوء – وتشخيص اشكنازي عن التلاميذ في كريات شمونة هو القول الممكن الأكثر ايجابية، في الظروف الحالية. واذا كانت السنوات الاخيرة ساهمت في شيء في احتواء مستوى توقعات الجمهور الاسرائيلي من الجبهة الشمالية – بمعنى، الهدوء حتى المرة القادمة، بدون أوهام بحسم جارف – فان هذا هو ايضا ليس أمرا يُستهان به".