عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ رئيسة "تنوفا" زهفيت كوهين تحطم الصمت: "لن نرفع الاسعار هذه السنة".
ـ خمس سنوات، 365 يوم في السنة، 24 ساعة في اليوم – سيما كدمون في زنزانة جلعاد.
ـ درعي يُغير الخريطة السياسية – آريه درعي يحصل على تسعة مقاعد.
ـ تامي أراد – لا تتركوه هو ايضا.
ـ إسمعوا صوتي، إسمعوا صوته.
ـ الأب نسي الرضيعة في السيارة ثلاث ساعات.
ـ في اوروبا ضريبة القيمة المضافة أكثر راحة.
ـ معدل البطالة في اسرائيل – الأدنى في أي وقت مضى.
ـ أمي جنرال.
ـ الاتصالات الخلوية هي الأغلى في العالم.
صحيفة "معاريف":
ـ خمس سنوات بدون جلعاد.
ـ الحاخام العسكري يفحص أناشيد النساء في الجيش الاسرائيلي.
ـ بطالة أقل، فقر أكثر.
ـ والايام تمر.
ـ نتنياهو: احتفال السجناء انتهى.
ـ اسرائيل 2011: شعب عامل.
ـ المهمة العاجلة للعمل – اعادة الشيطان الطائفي الى القمقم.
صحيفة "هآرتس":
ـ رئيس الوزراء: انتهى احتفال الارهابيين في السجون في اسرائيل.
ـ خمس سنوات على الاختطاف، يبدو أن الفجوة في المفاوضات أبعد من أن تُجسر.
ـ الشرطة: الاشتباه بأن مالك هبوعيل بيتح تكفا تلقى مليون شيكل.
ـ موقع أثري في القدس في قلب جدال حول وجود مملكة شلومو.
ـ في قرية دير قديس الفلسطينية لا ينتظرون ايلول.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ نتنياهو: احتفال سجناء حماس انتهى.
ـ البطالة في أسفل درك تاريخي لها.
ـ "سنضع حدا للسخافة".
ـ الأب: "ببساطة نسيت ربيعتي".
ـ درعي يعود؟ في شاس لا يتأثرون.
اخبار وتقارير ومقالات
الاسد يدرك حدود استخدام القوة العسكرية المصدر: "موقع NFC الإخباري"
" يأمل النظام السوري بالبقاء في الأيام المقبلة، وذلك عبر العصا (القمع العسكري) والجزرة (وعود بالدمقرطة) بهدف انتاج انشقاقات في المعارضة وفقا لسياسة فرّق تسُد وشق قناة للتحاور. من المتوقع أن يواجه اليوم تحديا إضافيا يتمثل بالتظاهرات التي حازت على تأييد علني من قِبل الشيخ يوسف القرضاوي.
يجسّد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في جامعة دمشق (20. 6. 2011) الاستراتيجيا الجديدة للنظام العلوي في مواجهته للتمرد الشعبي، الذي امتد في الشهور الأخيرة الى مدن وقرى كثيرة في الدولة، والذي تبنى شعار "الشعب يريد اسقاط النظام". على أن الخطوط الرئيسية في هذه الإستراتيجيا هي:
التظاهُر بالإستعداد لإجراء اصلاح سياسي ـ لقد تعهّد الأسد بدفع سوريا نحو الديمقراطية، بما في ذلك السماح بنشاط أحزاب وإجراء انتخابات عامة في شهر أيلول المقبل. مسودة قانون الأحزاب الجديد تم عرضها غداة الخطاب من أجل تأكيد جدية نوايا النظام.
فتح حوار وطني ـ يحاول الأسد تغيير معادلة المواجهة القائمة، التي تقضم بموجبها التظاهرات الشعبية والصدامات مع قوات الأمن بشكل تدريجي من شرعية النظام على الساحة الداخلية والدولية، ويخلق بشكل خاص شقوقا في صفوف الجيش. والفرار الذي يُحكى عنه وسط ضباط وجنود مؤيدين للمتمردين يشكل إشارة تحذير في حال استمر التمرد. فالأسد يحاول فتح حوار مع ممثلين عن المعارضة والثوار، ومن خلال ذلك تشكيل هيئة تمثيلية شرعية تنقل ساحة المواجهة الى القنوات السياسية. والثمن الرئيسي والفوري سيُقدم عبر إعلان عفو عام (يشمل قتلة أيدهم ملوثة بالدم) والإغراء بتعهدات بالدمقرطة.
صراع في الشارع وفي الإعلام ـ تُدار المعركة أيضا على الساحة الإعلامية ـ عبر الأنترنت. فالثوار، عبر استخدام مدروس للشبكات الإجتماعية وتغذية الوسائل الإعلامية بالمعلومات، نجحوا بالتأثير على القطاع الإعلامي، جذب مناطق أخرى لتبني أنماط احتجاج ومواجهة مماثلة وتحريك، عبر هذه الوسائل، إجراءات سياسية على الساحة الدولية ضد النظام. وقد رد الأسد عبر تنظيم تظاهرات تأييد عديدة مشتركة في دمشق وفي مدن إضافية وعبر مؤسسة إعلامية، تشدد على تورط الثوار في أعمال قتل رجال الأمن وبشأن المنظمات الإرهابية واتهام وسائل الإعلام العربية، خصوصا الجزيرة، بمواكبات الإضطرابات.
اعتراف بمحدودية القوة العسكرية ـ الأسد يعترف عمليا في خطابه وفي سياسته، بأن القوة العسكرية ليست جديرة بضمان إعادة الوضع الى ما كان عليه. وقد نجح الجيش بقوة كبيرة في منع نقل الإحتجاج ضد النظام الى داخل البيت الدمشقي وقمع، بشكل مؤقت ومحلي، حالات خرق للقانون. ومع ذلك، فإن ثمن القمع غالٍ، لأنه في الحقيقة يفتت تدريجيا الخيوط الرفيعة التي ربطت المجتمع السوري وأتاحت سلطة الأقلية العلوية، وينتج صورة نظام في نطاق حتمية النزول عن المنصة التاريخية، صورة تغذي إجراءات معادية من وجهة نظر النظام على الساحة الإقليمية (تركيا) والدولية تمهيدا لليوم التالي.
استراتيجية الـ "لا خيار" ـ إن التعهد بالدمقرطة تم توجيهه أيضا نحو الغرب بهدف الحصول على تأييد ودعم للطريق الجديد، يمنحه وقتا غاليا ضروريا في مرحلة كبح التمرد الشعبي. الرسالة واضحة. الأسد مستعد للدفع بعملة الدمقطرة في مقابل اعتراف الغرب (وتركيا) بشرعية النظام الحالي الذي يحافظ على وحدة سوريا، والذي أي بديل له يعني غضبا وفوضى.
تحديد الأعداء في الداخل والخارج ـ يحدد نظام الأسد عدوين رئيسيين يحركان التمرد الشعبي: اسرائيل والمنظمات الإسلامية المتطرفة. فكلاهما، كما يُدّعى، يسعيان الى انتاج خلفية طائفية دينية داخل المجتمع السوري وفي الشرق الأوسط عموما. وبالرغم من أن الإدعاءات عن تورط اسرائيلي مفنّد من الأساس، وبالتأكيد الربط بين اسرائيل والمنظمات الإسلامية المتطرفة، فهي تكشف عن الخشية الحقيقية لدى النظام، التي هي الانشقاق بين السُّنّة، الذين يشكلون الأغلبية المطلقة في المجتمع (أكثر من سبعين بالمائة) وبين الأقلية العلوية (نحو سبعة بالمائة) الحاكمة في الدولة. وطريقة النظام في إثارة هذه القضية الحساسة، نُفذت على كل حال بشكل غير مباشر عبر "العدو الصهيوني" والمنظمات الإسلامية المتطرفة.
خشية من الإخوان المسلمين ـ لقد حظيت الثورات الشعبية بدعم حركة الإخوان المسلمين العالمية، وفرع الإخوان المسلمين في سوريا. فالإخوان المسلمون يشجعون على مواصلة التظاهرات وخرق القانون، الفرار من الخدمة العسكرية وإسقاط النظام. وفي التظاهرات يمكن ملاحظة الكثير من الرسائل الإسلامية التي تصدر عبر المتظاهرين وكثير منها تقام بعد صلاة الجمعة في المساجد. وثمة حساب طويل للإخوان المسلمين مع النظام العلوي، الذي قمعهم بيد من حديد في الثمانينيات على يد حافظ الأسد، وبنظرهم "الربيع العربي" خلق ظروفا جيدا للثورة/الإنقلاب. فنظام الأسد يرى بالإخوان المسلمين (السّنّنة) العدو الرئيسي الذي يضمر العداء للعلويين، وحلفائهم إيران ومنظمة حزب الله الشيعيين. وفي مسودة قانون الإنتخابات الجديد مُنعت الأحزاب من تأسيس حملاتها على أساس الدين، في إشارة الى الإخوان المسلمين.
نفس طويل ـ يدرك الأسد ألا حلول ساحرة بعد كما أن خطابه لن يغير بلحظة الواقع الراهن. فردود الفعل وسط الإخوان المسلمين وفي أوساط الثوار حيال خطابه كانت كما هو متوقع انتقادية وعدائية. وقد نُظمت تظاهرات احتجاج شعبية فور سماع خطابه في مدن مختلفة، وجميعها مستعدة ليوم الجمعة (24. 6. 2011) لاختبار اضافي، وهذا المرة أيضا بتأييد علني من الإتحاد العالمي لعلماء الدين المسلمين، وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي. هذا ويأمل النظام بالبقاء في الأيام المقبلة، وذلك عبر العصا (القمع العسكري) والجزرة (وعود بالدمقرطة) في محاولة لخلق شروخ وسط المعارضة وفقا لسياسة فرّق تسُد وشق قناة للتحاور".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ايران واسرائيل يتصارعان في افريقيا
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" جبهة استراتيجية جديدة لإسرائيل. لا شك بأنّ التغييرات الدراماتيكية التي مرّت بها المنطقة في الأشهر الأخيرة، قد أثّرت كثيراً على دولة إسرائيل وجيرانها. فمن جملة أمور، يحاولون في القدس فحص كيفية تأثير الثورات الشعبية في ليبيا ومصر على مواقع القوّة في المنطقة. وتبدو قارّة أفريقيا، التي أصبحت ساحة صراع إضافية بين إسرائيل وإيران، قبلة الأنظار.
للمرّة الأولى منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في العالم العربي، سيعقد الاتحاد الإفريقي مؤتمره الذي يقام كلّ عامين، هذا الأسبوع للمرّة السابعة عشرة في العاصمة الغينية "ملابو". ورغم أنّ المؤتمر يهتم عموماً بتطوير مصالح الدول الأفريقية في العالم، فإنّ التغييرات التي طرأت في أقوى دولتين عربيتين، مصر وليبيا، ستلقي بظلالها عليه.
وبالإضافة إلى الانعاكسات الإقليمية الواضحة، فالأحداث تنطوي أيضاً على وجهات أمنية عامّة. وأفريقيا مثال حيّ لهذا الأمر، طالما أنّها ما زالت تشكّل ساحة صراع بين إيران، التي تحاول إيفاد أذرعها إلى أنحاء تلك القارّة، وبين إسرائيل وحليفاتها، التي تحاول تقييد خطواتها تلك. هكذا وعلى خلفية أفول نجم مصر وليبيا، انطلقت سرّا في الأشهر الأخيرة، معركة إقليمية جديدة على موطئ القدم في أفريقيا.
وكان بدأ التدخّل الإيراني في هذه القارّة قبل "الربيع العربي"، مع سعيها لتعزيز العلاقات مع هيئات ودول أفريقية. وفي تشرين الأوّل الأخير، استولت "نيجريا" على حمولة كبيرة من الوسائل الفتالية المتوجّهة إلى "غامبيا". وبعد ذلك بوقت قصير، قطعت تلك الدول علاقاتها مع إيران. وبعد محاولة لانتهاك سيادتها، قامت المغرب أيضاً بقطع علاقاتها مع إيران في العام 2009، في حين أعلنت السنغال عن خطوة مماثلة قبل أربعة أشهر، بعد عثورها على تجهيزات عسكرية إيرانية مخصصة للمتمرّدين داخلها.
وتقرّ مصادر أمنية أنّ إيران تحاول، منذ اندلاع الثورات، استغلال عدم الاستقرار وتعزيز وجودها في المنطقة. وتنحصر الخشية الأساسية لدى إٍسرائيل في مصير مخازن الذخيرة في ليبيا، التي قد تصل إلى الأيدي غير الصحيحة. يقولون في القدس" الثوار يسيطرون على المنطقة وهناك معلومات بأنّهم استولوا على صواريخ كتف مضادّة للطائرات" ويضيفون محذّرين بأنّ مخازن المواد الكيماوية التي تخضع لحراسة حالياً، قد تصل إلى جهات معادية وتؤكّد أنّه "ليس خياليا الاعتقاد بأنّ أمورا من هذا النوع تبدأ بالتسرّب وتجاوز الحدود نحو مصر ومن هناك إلى غزّة".
إسرائيل وأفريقيا: علاقات مدّ وجزر
شهدت منظومة العلاقات الإسرائيلية الأفريقية طلعات ونزلات على امتداد السنين. وفي منتصف القرن الماضي، بدأت إسرائيل بناء أواصرها في تلك القارّة، بمساعدة كبيرة من مركز التعاون الدولي، الذي عمل على إقامة مشاريع هناك في مجالات زراعية، طبية وتعليمية. وفي العام 1963، مع استقلال معظم الدول الأفريقية، أنشئت منظّمة اتحاد أفريقيا، التي عملت على تطوير مصالحها في العالم. في العام 2002 تحوّلت المنظّمة إلى الاتحاد الأفريقي، محاكاة لنموذج الاتحاد الأوروبي. وحينها بدأت الانعطافة.
في هذا السياق يقول "جاك ريفاح"، نائب مدير عام ورئيس شعبة أفريقيا في وزارة الخارجية:"حتى العام 2002 كانت علاقاتنا جيّدة مع المنظّمة، الدول العربية تسبّبت لنا بأزمة، لكنّنا حتماً كنّا ضيفاً مقبولا في قمم المنظّمة، وقد سُمح لنا بلعب "طابات" وتقديم قرارت تتعلّق بالشرق الأوسط. كانت لدينا فرصة للوصول إلى شفافية وقواعد لعب معيّنة". لكن مع إنشاء الاتحاد الأفريقي، تغيّرت قوانين اللعبة للأسوأ بالنسبة إلى إسرائيل.
اليوم تضمّ المنظّمة 53 دولة. يقول "ريفاح" إنّ "لدى إسرائيل علاقات دبلوماسية مع 39 من أصل 47 دولة جنوبيّ الصحراء، في حين أنّ الدول العربية في الاتحاد تكمّل الـ 53. بشكل متناقض، في وقت تبدو فيه العلاقات مع معظم الدول جيّدة، بل ممتازة، فإنّ العلاقات مع المنظّمة القارّية سيّئة عموماً"، وهو يشير إلى أنّ المنظّمة ليست معادية لإسرائيل ولكن ضغط الجامعة العربية وانضمام دول إلى الكتلة "غير الموالية"، التي تسلك وجهة تقديم مصالح العالم الثالث المشتركة، "لا تلعب لصالحنا"، بحسب ريفاح.
ويمكن رؤية تعبير صريح عن مشكلة شقّ إسرائيل عن الاتحاد في المعركة على الرأي العام حول الصراع الإسرائيلي_ الفلسطيني. وقد أشار رئيس شعبة أفريقيا، على خلفية التصويت المنتظر في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة بشأن إعلان دولة فلسطينية قائلاً:" دائماً وأبداً كانت تتمّ دعوة الفلسطينيين إلى قمم خاصة بالمنظّمة كضيوف شرف، حتى أنّهم يلقون خطابات افتتاحية".
لتدبير الأمور دون مال القذافي
في العقد الأخير، أثّرت مصر وليبيا على الاتحاد بشكل بارز، خصوصا بسبب المنعة الداخلية العالية التي كانت تميّزهما. يقول ريفاح:"معمّر القذافي، الذي اُدّعي بأنّه كان يدفع رسوم عضوية دول عاجزة عن ذلك، بادر إلى قرارات تدين إسرائيل، وقد اعتبر الرئيس الليبي المنظّمة مرحلةً على طريق إقامة الولايات المتحدة الأفريقية، فاستثمر أموالاً طائلة، وأصبح بالفعل وصيّا على بعض الدول الأفريقية. الدول الضعيفة خضعت لضغوطه، لكنها درجت على السخرية منه من وراء ظهره وكانت حتى تقرّع سياساته، خلف الأبواب المغلقة". والآن مع الصراع العسكري على أرض ليبيا، يأملون في وزارة الخارجية أن تتصرّف المنظّمة بأكثر حرّية، من دون أموال القذافي ومن دون تأثيره.
خلافاً للقطعية والحسم الليبي، عملت مصر في أفريقيا بطريقة مزدوجة بالنسبة لإسرائيل، فمن جهة، عارضت تدخّل إسرائيل بالقارّة، ومن جهة ثانية، تصرّفت كـ"حاجب" على حدود غزة، وقامت بحملة صدّ للتمدّد الإيراني. حالياً، في ظلّ التغييرات الاستراتيجية في المنطقة، إسرائيل قلقة من دخول إيران إلى الفراغ القائم.
منذ الثورة المصرية، تتركّز الموارد المصرية الأساسية في تحريك عجلة الاقتصاد. مع ذلك، يقدّرون في القدس أنّ الحديث يدور عن تراجع مؤقت فقط. ويشكّل انفصال السودان، الذي سيتجلّى حقيقة واقعة في تصويت الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في العاشر من تموز، "خطوة استراتيجية مصيرية بالنسبة لمصر، خصوصا بسبب مصدر المياه الأساسي_ النيل، ولذا هي لا تغادر الساحة، بل على العكس، تريد التحكّم أكثر"، بحسب مصادر القدس.
ولا شكّ بأنّ تقسيم السودان إلى دولتين، اعتبر خطوة إقليمية دراماتيكة. في السنوات الأخيرة، كانت السودان لاعبة ناشطة في "محور الشرّ"، وأمّنت مسار تهريب مركزي للسلاح، سلك طريقه باتجاه تشكيلات إرهابية على تخوم إسرائيل. وقد نسبت مصادر أجنبية الهجومين على قوافل سلاح داخل السودان، مطلع العام 2009، إلى إسرائيل رغم نفي القدس. وفي الوقت الراهن، يعتبر الانفصال إشارة إيجابية بالنسبة لإسرائيل التي ستعترف بجنوب السودان وستعمل على تطوير علاقات دبلوماسية معها.
ما من شكّ بأنّ الشهر المقبل سيكون الأكثر أهميّة إزاء صراع إسرائيل الاستراتيجي في أفريقيا. مؤتمر الاتحاد، انفصال السودان وإقامة موعودة لسفارة جديدة في "أكارا"، عاصمة غانا، كلّ ذلك يحمل حظّا للعلاقات الإسرائيلية في المنطقة، وقد أوضحوا في القدس أنّ" إيران ترى في تلك التغييرات سانحة، وعليه إنّ التواجد الإسرائيلي مهمّ على الساحة، فالتغييرات الجديدة تشكّل أفقاً جديداً لإسرائيل ومن يدري، ربّما يكون لدينا ممثّلاً في الاتحاد الأفريقي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل لن تعتذر من تركيا
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ أتيلا شومفلبي"
" في إطار المحاولات لحل الأزمة بين الدولتين، التقى الوزير يعلون الأسبوع الفائت عناصر في وزارة الخارجية التركية. أوضح أن إسرائيل لن تعتذر عن نشاطها في القافلة البحرية، لكنها مستعدة للتعويض على عائلات القتلى.
رغم المواجهات العلنية، إسرائيل وتركيا تواصلان المساعي لتحسين العلاقات التي فترت: بعد أن هنأ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نظيره التركي، رجب طيّب أردوغان بمناسبة فوزه في الانتخابات، أفيد هذا المساء (الخميس) أن الوزير موشيه يعلون كان قد التقى قبل نحو أسبوع رؤوساء في وزارة الخارجية التركية ـ وهذا نشر في القناة الثانية.
اللقاء، الذي تمَّ في إحدى دول أوروبا، خصص للتوصل إلى تفاهماتٍ تزيل الأزمة التي تولّدت في أعقاب قافلة المرمرة. مصادر في القدس قالت لـ ynet إن" الموضوع ليس متعلقاً باتصالات مدتها شهور، وإنما بشيء ما يحدث في الآونة الأخيرة. الأسبوع الفائت حصلت سلسلة لقاءات مع الأتراك، لكن في الوقت الحاضر، ليس أكثر من هذا".
تم في اللقاءات البحث في عددٍ من المواضيع قيد النزاع، لكن إسرائيل أوضحت أنه ليس في نيتها الاعتذار عن عملية الجيش الإسرائيلي في الحادثة، التي قتل فيها تسعة مدنيين أتراك. مع هذا، الوزير يعلون أعرب عن استعداد الحكومة للمشاركة في التعويضات التي ستمنح لعائلات المسافرين الذين قتلوا. قال مصدرُ المقرّب من هذا الموضوع في إسرائيل: "إسرائيل مستعدة للإعراب عن أسفٍ حول خسارة أشخاص، لكنها لن تعتذر. الموضوع ما زال لم ينضج بعد, وأبداً ليس مؤكداً أن تفاهماتٍ بين إسرائيل والأتراك قد تحصل".
وقالت مصادر سياسية هذا الأسبوع ليديعوت احرونوت إنهم في القدس مهتمون بتهدئة النفوس، وبعقد لقاءٍ لعناصر إسرائيلية وتركية بمستوياتٍ عالية ـ حيث أن القصد هو رئيس الدولة، وزير الدفاع ورئيس الحكومة. مع هذا، ما زال غير واضحٍ إن كان لقاءُ كهذا سيتم، ومتى.
وأضاف مصدر سياسي قائلاً: "الأتراك كانوا في محور إيران وسوريا، وهذا المحور لا يبدُ جيداً في هذه الأيام. كذلك في تركيا يخشون من تقرير لجنة فالمر( اللجنة التي عينتها الأمم المتحدة للتحقيق في القافلة ـ أتيلا شومفبلي)، ولذلك فإنَّ الشعور هو أن أردوغان سيحاول العمل على تخفيف اللهب في العلاقات مع إسرائيل".
وفي الرسالة التي أرسلها هذا الأسبوع، كتب رئيس الحكومة نتنياهو إنه يأمل أن تتحسّن العلاقات بين الدولتين. وأضاف: "إنَّ حكومتي ستفرح بالعمل مع الحكومة التركية الجديدة، بهدف إيجاد حلٍ لكل المشاكل المتعلقة بالدولتين. هذا، بغية تجديد التعاون وروح الصداقة، التي ميزت العلاقات بين الشعبين خلال أجيالٍ كثيرة". في القدس أشاروا في أعقاب ذلك، إلى أنَّ العملية تمّت بمواصلة الإشارات الإيجابية التي كانت أعطتها الدولتان في الشهور الأخيرة، والتي شملت تخفيف النبرات في النزاع فيما بينهما".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الايرانيون اكثر تطورا مما نعتقد
المصدر: مجلة "اسرائيل ديفنس"
" اتضح أن الصناعة العسكرية الإيرانية أكثر تطوراً مما يقدرّه الغرب. فقد عرض الإيرانيون أول أمس، للمرة الأولى، رادار متعدد الوظائف. الأمر الذي يبرهن قدرة تكنولوجية مؤثرة من الدرجة الأولى.
نظم يوم الثلاثاء، في إيران معرض للوسائل القتالية من إنتاج الصناعات الأمنية المحلّية. وقد نظّم هذا المعرض بحضور آية الله علي خامنائي، المرشد الأعلى لإيران. وتضمنت جملة المعروضات، صواريخ، آليات، مدرّعات، ذخائر وآليّات غير مأهولة، وشوهد_ للمرة الأولى في إيران_ رادار متعدد الوظائف.
ويذكر بأن أول من ميّز الرادار ونشر الصورة في البلاد هو "طال عنبر" من معهد فيشر للبحوث الإستراتيجية الجوية والفضاء. ويعتبر الرادار المتعدد الوظائف، الرادار الأكثر تطوّراً، حيث الأشعة التي يبثها تتحرّك بصورة ألكترونية، دون الحاجة إلى انحراف أو استدارة الرادار نفسه. وفي إسرائيل رادارات ذات وظائف متعددة لمنظومات السلاح مثل: "أورن يروك"، رادار منظومة السلاح حتس، و "راز" الذي يخدم منظومة "القبة الحديدية".
وفي محادثة مع "اسرائيل ديفنس" قال عنبر هذا المساء إن "هناك معلومات عن تطوير رادار متقدم في إيران نشر عنه في وسائل الإعلام الإيرانية منذ العام 2007، لكنه قوبل باستخفاف وبالكثير من الشك في العالم". وأضاف بأنه "خلال استعراض يوم الجيش الإيراني في العام 2010، عُرض كما أذكر، نماذج لمنظومة بدت كمنظومة الدفاع الجوية Sـ300، وكذلك مركبة تحمل راداراً بدا كنموذج فقط. أما المنظومة التي عُرضت أمام الخامنئي بدت كمنظومة حقيقية".
ويؤكّد، بأن دولاً قليلة في العالم عملت على تطوير وإنتاج رادارات متقدمة كهذه، قادرة على تعقّب أهداف كثيرة في وقت واحد وحتى أنها توجّه نحوها تسليح".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: احتفال السجناء انتهى
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
" الشروط المحسنة للارهابيين الذين قتلوا مواطنين أبرياء ممن يمكثون في السجن ستتوقف"، هكذا أعلن أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأضاف "لن يكون أصحاب ماجستير في القتل وأصحاب دكتوراة في الارهاب بعد اليوم".
قبل نحو اسبوع كشفت "معاريف" عن الشروط الاعتقالية المريحة والامتيازات المبالغ فيها التي يحظى بها السجناء الأمنيون في السجن الاسرائيلي، والموثقة في الشبكات الاجتماعية على نحو شبه حر بفضل قدرة الوصول غير المحدودة تقريبا للانترنت لدى السجناء. وهكذا مثلا، في صفحة الفيس بوك لسائد عمر، نشيط الجبهة الشعبية من نابلس الذي يقضي محكومية 19 سنة، يظهر ألبوم صور وفيه موائد عقدها السجناء. فهم يحشون الدجاج بالأرز، يوزعون صحون السلطة على الطاولة ويأكلون مستمتعين. وتتوفر الانترنت للسجناء عبر الهواتف الخلوية.
وقد أعلن نتنياهو أمس قائلا: "نحن نتخذ سلسلة خطوات لتغيير شروط الاعتقال في السجن". وأضاف "مثلا، أوقفت النظام السخيف الذي بموجبه يُسجل الارهابيون في السجن للدراسات الاكاديمية. هذا الاحتفال انتهى".
وواصل نتنياهو يقول "بودي أن أهنيء زعماء في اوروبا ممن طالبوا بتحرير جلعاد شليط وطرحوا مطلبا فوريا يقضي بالسماح للصليب الاحمر بزيارته. اذا ما وحدنا القوى جميعا وواصلنا ممارسة الضغط على حماس، الضغط الاخلاقي، السياسي والاعلامي، فسندفع تحرير شليط الى الأمام حتى عودته الى الديار".
في الكنيست أُقر هذا العام بالقراءة العاجلة عدة مشاريع قوانين ترمي الى تشديد الشروط الاعتقالية لسجناء حماس، ولكن بسبب معارضة الحكومة استمرار عملية التشريع بدعوى ان الأمر من شأنه أن يمس بالصفقة لتحرير جلعاد شليط، تجمدت.
النائبة ميري ريغف من الليكود التي رفعت مع النائب داني دنون مشروع القانون لوقف زيارات العائلات لدى سجناء حماس، رحبت أمس ببيان رئيس الوزراء وقالت: "لقد عمل على نحو سليم حين الغى كل خدمات الشخصيات الهامة جدا للسجناء الامنيين. فهم حيوانات بشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلك، آمل أن يؤثر الغاء الامتيازات على عائلات السجناء وحماس للسماح بزيارة الصليب الاحمر لجلعاد".
وحسب ريغف، فان احمد الجعبري، رئيس الذراع العسكرية لحماس في غزة "ينكل بعائلات السجناء ويستغلها في صالح أغراضه وليس أغراض السجناء حقا، وذلك لانه لو كان يأبه بهم لسار منذ زمن بعيد نحو الصفقة التي عرضها رئيس الوزراء".
النائب يوريف لفين من الليكود الذي كان مشروع قانونه أكثر اتساعا وتضمن حرمان الزيارات، سحب التلفزيون، الغاء امكانية الدراسة، منع وصول الصحف والكتب عن سجناء حماس وكذا الحبس الانعزالي دون قيد زمني، هو الآخر رحب ببيان رئيس الوزراء. وتوجه لرئيس لجنة الداخلية امنون كوهين من شاس الذي يوجد على طاولته مشروع القانون، بطلب لاجراء نقاش عاجل منذ بداية هذا الاسبوع وذلك للسماح باقرار القانون بالقراءة الاولى".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درعي يُغير الخريطة السياسية: آريه درعي يحصل على تسعة مقاعد
المصدر: "يديعوت احرونوت – عكيفا نوفيكك"
" في اليوم التالي لتصريح آريه درعي بان في نيته العودة الى السياسة، فان هذا لا يزال حديث اليوم في شاس – وحسب استطلاع مينا تسيمح ويديعوت احرونوت فان لديهم ما يخشون: درعي سيجترف تسعة مقاعد – بعضها على حساب شاس التي تتقلص من 11 مقعدا اليوم الى 8 مقاعد.
وفي الليكود أيضا أعربوا أمس عن تخوفهم من عودة درعي الى السياسة، وذلك لان التقدير هو أن درعي كفيل بان يرتبط بكديما بعد الانتخابات. استطلاع "يديعوت احرونوت" الذي ينشر هنا يؤكد هذا التخوف، وذلك لان درعي على رأس حزب مستقل يمكنه أن يمنع كديما الاغلبية.
مسألة المسائل هي ماذا سيقول الحاخام عوفاديا. زعيم الحزب ابن 91 سنة قرب منه درعي في الماضي ولكن بعد أن دخل الاخير الى السجن فضل عليه بالذات ايلي يشاي. درعي ويشاي يعتبران خصمين مريرين. رجال يشاي يتهمون درعي بانه لا يسمع كلمة الحاخام عوفاديا، وفي معسكر درعي يردون هذا الادعاء ويشرحون بانه على صلة وثيقة مع الحاخام ويعمل حسب تعليماته.
في شاس يتعاظم التقدير بان درعي سيطلب في مرحلة ما العودة الى الحزب، الذي سبق أن قاده في الماضي. ولا ينفي رجال درعي هذه الامكانية ولكنهم يشترطون ذلك بوقوفه على رأس القائمة. وحسب الاستطلاع، في حالة كهذه، فان شاس ستزيد قوتها الى 14 مقعدا.
في معسكر يشاي يردون بالطبع ردا باتا هذه الامكانية ويعلنون بان يشاي سيكون أيضا رئيس شاس التالي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع أثري في القدس في قلب جدال حول وجود مملكة شلومو
المصدر: "هآرتس – نير حسون"
دشنت سلطة الاثار هذا الاسبوع موقعا أثريا جديدا، بمحاذاة أسوار البلدة القديمة في القدس. والان، بفضل شبكة متفرعة من الدروب والسبل، سيكون بوسع الجمهور الغفير أيضا أن يأخذ الانطباع من عمق الجدال بين النهجين اللذين ينقسم اليهما عالم الاثار الاسرائيلي.
الموقع الجديد فتح في حديقة عوفل، بمحاذاة الحائط الشرقي للحرم، بجوار حي سلوان. د. اييلت مزار، عالمة اثار من الجامعة العبرية كانت ادارت الحفريات في الموقع، تدعي بانه كشف في المكان سور يمكن اعتباره من التحصينات التي أقامها الملك شلومو في القدس في القرن العاشر قبل الميلاد. وهي تأمل في أن يكون في استكمال الحفريات وفتح الموقع امام الجمهور نقطة انعطافة حاسمة في الجدال بين علماء الاثار حول وجود أو عدم وجود مملكة داود وشلومو.
الحفريات في الموقع جرت في أوقات مختلفة في عشرات السنين الاخيرة. من بدأ الحفريات كان جد مزار، عالم الاثار البروفيسو بنيامين مزار. في السنة الماضية انتهت الاعمال وبمساعدة تبرعات تم تنظيف المنطقة واقيمت فيها معابر وسبل، تسمح للجمهور الغفير بمشاهدة مكتشفات الاثار عن كثب. وتشير مزار الى جملة تحصينات على طول 70 مترا، تتضمن سورا، بيت بوابة وبرجا. كما عثر في المكان على مبنى اعتبرته مزار مبنى رسميا. بيت البوابة، حسب مزار تشبه مبان اخرى عثر عليها في المواقع من ذات العهد – في مجدو، في بئر السبع وفي اسدود.
وحسب أواني فخارية عثر عليها في الحفريات، تعيد مزار المكتشفات الى القرن العاشر قبل الميلاد – أي الى عهد المملكة الموحدة لداود وشلومو. قرب البوابة وجدت مبنى كبيرا دمر بحريق. وهي تقترح امكانية أن يكون البابليون خربوا المبنى في عهد خراب البيت الاول. كما عثر في المكان ايضا على أواني فخارية ظهر على احداها مكتوبا: "للوزير الخـ ...". ومن السهل التخمين بان محتوى الآنية كان مخصصا لـ "وزير الخبازين".
ولاستكمال صورة عاصمة قوة عظمى اقليمية يضاف مكتشف آخر ظهر في الحفريات – لوح من الطين صغير عليه بضعة كلمات بالاكادية: "كنت"، "بعد ذلك"، "عمل" و "هم". مقارنة اللوح مع الواح اكادية عثر عليها في مصر تطرح التقدير بان الحديث يدور عن نسخة من رسالة رسمية بعث بها من ملك القدس الى ملك مصر وحفظ في الارشيف. اللوح الذي هو الرسالة الاقدم التي وجدت في القدس، سيعرض في الحديقة الاثرية مركز دافيدسون المجاور لساحة المبكى.
من ناحية مزار، انهاء الحفريات في حديقة عوفل وفتحها امام الجمهور الغفير هو مرحلة هامة في صراع علماء الاثار على مسألة وجود المملكة الموحدة. المعارضون لمزار والنهج الاثري التوراتي يعتقدون بان القدس، كعاصمة كبيرة وفاخرة في القرن العاشر، هي اختراع كُتّاب الكتاب المقدس – بعد مئات السنين من ذلك. واعادة المكتشفات الى القرن العاشر واعتبارها مكتشفات لمملكة كبيرة وقوية موضع خلاف شديد. وتقوم مزار انه "سيكون سهلا جدا تجاهل المكتشفات لان المنطقة كانت مغطاة وكان من غير الممكن رؤيتها. هذا الوضع ساعد من اراد الادعاء بانه لا يوجد أي شيء هام (...). عندما يكون لنا مكتشف كهذا من الفخار يعود تاريخه الى القرن العاشر او التاسع فهو لا ينسجم مع كل اولئك الباحثين الذين ادعوا بان كل الفخار والعظمة للقدس هو في واقع الامر اختراع القرن السابع. فاذا لم يكن هذا شلومو، فسيكون شخصا آخر". ولكن مزار لا تتوقع عن القرن العاشر او العصر الحديدي. فهي تتوجه مباشرة الى النص التوراتي وتربط بين مكتشفاتها وبين ما هو مكتوب. فالتحصينات في عوفل تعتبرها تتماثل مع آية من سفر الملوك أ، حيث كتب: "بناء بيته وبيت يهوا وسور القدس حوله".
هذه الصورة التي تعرضها مزار ليست مقبولة من الكثير من علماء الاثار الاسرائيليين الذين يرون في الربط بين النص التوراتي والمكتشفات السياسية ربطا تعسفيا. الجدال الاساس هو حول تأريخ المكتشفات. البروفيسور يسرائيل فينكلشتاين من جامعة تل أبيب، المعروف كممثل واضح للنهج الذي يقلل من أهمية التوراة في فهم الاثار، يعتقد بان تأريخ المكتشفات حسب مزار مغلوط. وهو يقول انه "لحسن فهمي، فاذا كان الحديث يدور بالفعل عن تحصينات، فان المكتشفات تشهد على أنها بنيت في مرحلة متأخرة من عصر الملكية، بعد عهد شلومو.
ويشكك علماء اثار آخرون في التشخيص الفوري للمباني التي اكتشفت كمبان رسمية. عالم الاثار يوني مزراحي من جمعية "عميق شفيه"، التي تكافح ضد الاستخدام السياسي الذي يجري لعلم الاثار، يهاجم المشروع من اتجاه آخر. وهو يقول ان "حفريات عوفل كشفت موقعا متعدد الطبقات يكاد يكون لا يوجد عصر لا يتمثل فيه. ولاسفنا نشهد مرة اخرى تشديد عصر معين للقدس التوراتية. خسارة أنه بدلا من تقديم موقع متعدد الطبقات يروي قصة الثقافات المختلفة التي هي جزء من الماضي والحاضر للمدينة، يتم التركيز مرة اخرى على الصلة الاسرائيلية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكرة ليست مدورة
المصدر: "هآرتس"
" ثلاثة كليشيهات دارجة على لسان محبي كرة القدم ومقدميها الاذاعيين: الكرة مدورة، كرة القدم مباراة من تسعين دقيقة واصل الحكم من طبقة اجتماعية – اقتصادية متدنية على نحو خاص. الكليشيه الاخير يعكس خيبة أمل وشك من جانب المستائين من القرارات المضادة لفريقهم. الكليشيهان الاولان يدلان على السذاجة. الكرة ليست مدورة؛ يمكن تغيير صورتها، واخراج الهواء منها وتوجيه طيرانها في صفقة سرية مع المالكين والمدربين، اللاعبين والحكام. وليس لتسعين دقيقة مباراة كرة القدم، بل أكثر بكثير، في كل ساعات مناورات المساومة قبل المبارة وبعدها، حين تترتب النتيجة حسب أماني المجرمين.
وعليه، فلا توجد مفاجأة صاخبة من مجرد التحقيق الشرطي، في القضية المسماة "الكرة المركزية". كرة القدم الاسرائيلية كانت منذ بدايتها في وسط فضائح اكثر مما كانت في وسط نجاحات. والفساد كان يرتدي فقط شكلا آخر. مثلما في السياسة، حيث حلت محل اللجنة التنظيمية لقوائم الاحزاب الانتخابات الاولية، ومركز القوة انتقل فقط من المتفرغين الكبار الى مقاولي الاصوات – هكذا أيضا في كرة القدم. في الخمسينيات عملت مراكز حركية تماثلت مع الاحزاب – هبوعيل ومكابي، بيتار والتسور. وكانت هذه قادرة على أن تنهي على فريق ضعيف من أحد المراكز ان يخسر لفريق آخر من ذات المركز، بصفته مرشحا للبطولة، والعكس ايضا – الامر لفريق أقوى بان يخسر لفريق أدنى، لمنع نزوله الى مستوى أدنى. منتخب اسرائيل تشكل احيانا حسب مفتاح حركي، الى أن اخترع منصب المحكم، الذي يشكل المنتخب، وسلم لضابط من الجيش الاسرائيلي، العقيد شموئيل سوحير.
في حينه لم يكن بعد لاعبون محترفون، وللدقة مأجورون يدعون كونهم أصحاب حرفة، والمراهنات لم تكن أصبحت بعد وباءا في الدولة. مع المال الكبير تسللت الجريمة الى كرة القدم. حرف وجهة المباريات كان مجديا جدا للمجرمين الذين تطلعوا الى الثراء من المراهنات وفي ذات الفرصة تبييض اموالهم التي حققوها بطريق الجريمة في نفس الوقت.
ما يميز "الكرة المركزية" هو الاشتباه تجاه رئيس اتحاد كرة القدم آفي لوزون. يشبه الامر دولة يقدم فيها الى المحاكمة رئيس ورئيس وزراء، وهذا، كما يقول الكليشيه، "لا يعقل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منظر من فوق الجسر
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ ناحوم برنياع"
" لجبل الهيكل أبواب كثيرة لكن واحدا منها فقط مفتوح لغير المسلمين وهو باب المغاربة في الزاوية الجنوبية الغربية للجبل، فوق الحائط الغربي. للباب أهمية عظيمة وهو يُمكن اسرائيل من تحقيق سيادتها على جبل الهيكل في الايام العادية ونقل قوات شرطة وحرس حدود الى الداخل في ايام الاضطرابات. يستطيع السياح، والسياح الاسرائيليون ايضا زيارة الجبل. وعيون مئات الملايين في العالم الاسلامي تتطلع الى هذا المكان. وتتطلع اليه ايضا عيون ملايين اليهود.
وضعت على مائدة نتنياهو في المدة الاخيرة معضلة تستوجب قرارا. وبحثها سري. والجدل حاسم. وهي تقارب الاستعدادات للنقاش في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول.
في شباط 2007 نُقض الجسر الترابي الذي ربط باحة الحائط الغربي بباب المغاربة. كان هذا النقض نابعا في جزء منه من حالة الجو وفي جزئه الآخر من مصالح جهات يهودية مختلفة مشاركة في شؤون باحة الحائط الغربي – علماء آثار وحاخامين وساسة. كانت الخطة ان يُستبدل بهذا الممر الترابي جسر ضخم هو ثمرة تخطيط مهندسة العمارة عيدا كارمي. ورد الفلسطينيون بأعمال شغب شديد. أثارت مقاييس الجسر وتشكيله خلافا في الطرف اليهودي ايضا. وفي النهاية أحجمت السلطات ولم ينشأ الجسر. ويتم دخول باب المغاربة اليوم عن طريق جسر مؤقت مصنوع من الخشب، تُذكر صورته بجسر في فيلم "الجسر على نهر كواي".
في هذا الوقت تضغط جهات مختلفة من اجل التوجه الى بناء جسر ثابت. فهم يخشون أن ينهار الجسر. قد يحدث هذا في ذروة اعمال شغب عنيفة في جبل الهيكل عندما يصعد مئات رجال الشرطة دفعة واحدة فوق الجسر ويحدث ما حدث في جسر المكابية. سقوط الجسر قد يُحدث كارثة بقسم النساء الذي يمتد أسفله.
ليست الخشية من كارثة فقط هي التي تدفع أنصار البناء قُدما بل الطموح الى التوسع ايضا. إن إبعاد الجسر الخشبي سيُطيل باحة الحائط الغربي. ستزيد منطقة التماس بين المصلين (أو المصليات) وحجارة الحائط الغربي. ويتضاءل الاكتظاظ. يؤيد صندوق ميراث الحائط الغربي وحاخام الحائط الغربي شموئيل رابينوفيتش البناء بكامل القوة. إن الحاخام رابينوفيتش مبادر كبير وسمسار خبير. زرت قبل بضعة اشهر مملكته فوق الارض وتحتها، العمل الذي قام به مدهش. في مباحثات تمت قدّر "الشباك" أنه يمكن البناء واحتجاج المسلمين لن يخرج عن السيطرة. قد يكون هذا هو الوقت المثالي، فالعالم العربي مشغول بحروب داخلية. والشارع الفلسطيني لا يخرج عن طوره.
عرض اللواء نيسو شاحم، القائد الجديد لشرطة منطقة القدس، موقفا مخالفا: ففي الاول من آب سيبدأ شهر رمضان، قال في المباحثات. وفي رمضان يأتي الى جبل الهيكل مئات الآلاف من المسلمين، والتوتر الديني يكبر. اذا بدأنا الاعمال الآن فسيبلغنا رمضان ونحن في منتصفها. وعندما ينتهي رمضان ستبدأ أحداث ايلول.
قال انه يجب بناء جسر جديد، لكن لم العجلة. في هذه الحال ليست العجلة من الشيطان بل هي أم الشيطان. فلننتظر زمنا محايدا لا يكون ملوثا بأحداث اجنبية.
اخطأ "الشباك" في الماضي تقدير مقدار تأثير أحداث في جبل الهيكل. ففي واقعة افتتاح نفق الحائط الغربي في ايلول 1996 كان تقدير "الشباك" أنه لن يحدث شيء؛ وفي أحداث الشغب التي انتشرت الى داخل اسرائيل قُتل 16 شخصا من قوات الامن و60 فلسطينيا؛ وعشية صعود اريئيل شارون الى جبل الهيكل في ايلول 2000 قدّر "الشباك" أن الامر سيكون على ما يرام. ووعد جبريل الرجوب بأنه اذا لم يدخل شارون الى المساجد فلن تكون أحداث شغب. حصلنا على انتفاضة الاقصى، مع 1115 قتيلا في الجانب الاسرائيلي و3300 قتيل في الجانب الفلسطيني. قد يولد بناء الجسر احتجاجا ليوم واحد وربما يولد انتفاضة. لا يستطيع أحد أن يعلم حتى ولا الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الاسلامية، والسؤال هل من الصواب أن نخاطر الآن. يقول "الشباك" نعم. ويقول قائد المنطقة لا.
يعرف اللواء شاحم أكثر من كل شخص آخر في أذرع الأمن عرب شرقي القدس والحساسيات حول جبل الهيكل. نبه أحد المشاركين في المباحثات الى أنه لا مكان للخوف، فكما يُسلم الفلسطينيون لبناء أحياء يهودية في شرقي القدس سيُسلمون لبناء الجسر. قال شاحم لا تشبه رأس العامود جبل الهيكل وأخشى أن يكون صادقا.
اقترح على زملائه أن يتكفل شخصيا بثبات الجسر المؤقت. سيصمد الجسر. فاذا انهار فسأتحمل المسؤولية، قال لهم.
لا أعلم الى أين يميل نتنياهو. أستطيع أن أُخمن فقط، فكل رئيس حكومة يحيا صدماته. لُذع نتنياهو تلذيعا شديدا بأحداث نفق الحائط الغربي في بداية ولايته الاولى. فقد اتُهم بالعجلة والاهمال والذعر. وطاردته الصفة التي ألصقها بذلك النفق وهي "صخرة وجودنا" سنين. فلن يبادر الى المخاطرة مرة اخرى. فهو لا يريد أن يقولوا عنه أنه يطبق النكتة البولندية تلك عن اربعة قُتلوا اثنين في حادثة واثنين في استعادة الحادثة.
بيّن لي أحد الوزراء المقربين من نتنياهو على النحو نفسه لماذا اكفهر وجه نتنياهو عندما دُعي الى اجازة اعمال اغتيال عرضها عليه رئيس الموساد مئير دغان، قال ذلك الوزير: كل شيء يبدأ بصدمات. نتنياهو يتذكر من ولايته الاولى التحقير الذي أصابه بسبب فشل اغتيال خالد مشعل؛ ويتذكر ايضا ما حدث في الولاية الحالية في دبي. إن من أحرقه الماء الساخن يحذر الماء الفاتر.
الشعور على نحو طبيعي
إن من حضر هذا الاسبوع مؤتمر "الواق واق" لبيرس رأى الكثير من الوجوه القلقة. كان القلق مشتركا بين الساسة والدبلوماسيين ونشطاء المنظمات اليهودية وأرباب المال. يبدو أنه لم يكن منذ زمن فرق كبير الى هذه الدرجة بين اللذة الحالية والمخاوف من الغد. والنتيجة هي اكتئاب – اكتئاب يهودي كبير. الدولة مليئة بمكتئبي صالون يُحذرون من الكارثة التي توشك أن تقع لكنهم يعلمون أنه لا سبيل لهم لمنعها. اكتئابهم سلوتهم.
نتنياهو في مركز هذا التناقض. نجحت له في الاسابيع الاخيرة ورقة لعب تُدير الرؤوس. فقد عاد من واشنطن متوجا بأكاليل النصر. والانطباع الذي بقي في الجهاز السياسي في امريكا وفي الرأي العام في الداخل أن نتنياهو أصر على ما لديه إزاء اوباما وأن اوباما كان أول من خضع. تدخل امريكا سنة انتخابات. سيقنع المرشح اوباما الرئيس اوباما بتأجيل الشجار مع اسرائيل لأزمنة اخرى.
يبدو ايلول الآن أقل فتكا مما كان يبدو قبل بضعة اسابيع، عندما تحدث باراك عن تسونامي. اذا صوتت الولايات المتحدة والمانيا وكندا وايطاليا واستراليا معارضة القرار في الجمعية العامة للامم المتحدة فسيضيع زخمه. هدد الفلسطينيون بمسيرات تشتمل على مئات الآلاف من المدنيين غير المسلحين الى الأسوار الحدودية والى المستوطنات. لم يحدث هذا حتى الآن. وغرقت الأحداث في مجدل شمس بالحرب الأهلية السورية. وغاضت الأحداث في قلندية لعدم الاهتمام. توقعوا آلافا. وجاء بين مئة الى مئتين.
عُلق ايضا تهديد القافلة البحرية، فقد أدركوا هناك حتى قبل الانتخابات في تركيا أن كومة جثث فوق سفينة تركية قد تضر باسرائيل لكنها ستضر ايضا بفخر تركيا.
بدأ أبو مازن بواسطة مبعوثه صائب عريقات حملة دعائية جديدة يفترض أن تصاحب التصويت في الامم المتحدة وتجيء بعده. تعتمد الحملة الدعائية على دعوة اوباما الى تفاوض على أساس خطوط 1967. يقول عريقات نحن موافقون. ونتنياهو هو الرافض. الحملة الدعائية ذكية لكنها لن تجعل الادارة الامريكية تتقبل حكومة فلسطينية بمشاركة حماس.
ائتلاف نتنياهو أكثر استقرارا مما كان. وخمسة من اعضائه – كتلة باراك الحزبية – مكبلون اليه في مقاعدهم. فهم سيكونون عاطلين عن العمل بغيره. يتلقى اليمين في الليكود كل يوم مكافآت هي: إزالة ممانعة وزير الدفاع للبناء في المستوطنات، وتأييد تشريع قومي بل حتى خطبة منافقة عن قضية "ألتلينا". وينضم ليبرمان ايضا الى جماعة المُجلين. فمن مثله يعرف كيف تُركب موجة ومن مثله يعرف كيف ينزل عنها. الدولة في فترة طبيعية، فترة مدنية. كانت هذه الفترات في تاريخ اسرائيل المُعذب نادرة. كان فيها شيء ما غير طبيعي، شيء مريب: لأنه كيف يمكن أن نشعر بحياة طبيعية في حين أن 50 ألف قذيفة صاروخية مستعدة للقضاء على الجبهة الاسرائيلية الداخلية بأمر عسكري واحد. وايران تسرع الخطى لانتاج قنبلة ذرية. وكيف يمكن أن نشعر بالحياة العادية في حين أخذت اسرائيل تفقد شرعيتها في العالم.
بعد قليل سيتبين لنتنياهو ان للحياة الطبيعية ثمن: بدل الحديث عن صواريخ القسام نتحدث عن جلعاد شليط؛ وعن سعر جبن الكوتج؛ وعن حاويات الغاز؛ وعن مخالفي القانون في الرياضة؛ وعن فساد الحكم. تنشب اضرابات ويُنظم عصيان جماعي في الفيس بوك. لم يخسر اسحق شمير الحكم في 1992 لانه كان رئيس حكومة سيئا بل لانه كان يُرى أنه يعيش في ملجأ مقطوعا عن الواقع أسيرا للشعارات بلا رغبة في القرار.
ستكون الانتخابات كما يبدو خلال 2012، ويتحدث وزراء في الليكود عن نيسان أو أيار. ويتحدث آخرون عن تشرين الاول أو تشرين الثاني. وفرضهم أن نتنياهو يفضل المضي الى انتخابات قبل موعد الانتخابات في امريكا. فاوباما في فترة ولاية ثانية عندما يكون فمه مفتوحا ويداه حرتين قد يسبب له ضررا كبيرا في صناديق الاقتراع.
بسبب مسمار
في مصنع طوب أبو عيسى، في منحدر الطريق من بيت جالا الى شارع الأنفاق، وقف عمل الآلات. نزل سبعة صحفيين من تركيا منهم خمس صحفيات من الحافلة الصغيرة التي استأجرتها لهم وزارة الخارجية ونُقلوا الى المكتب بصحبة ضباط الادارة المدنية. كان المكتب صغيرا مكتظا. في وسط جداره فوق كرسي صاحب البيت، اهتزت صورة ملونة صغيرة. تقدمت لأنظر. في وسط الصورة قام متحدث الجيش الاسرائيلي العميد يوآف (بولي) مردخاي الذي كان حتى المدة الاخيرة رئيس الادارة المدنية في يهودا والسامرة، ووقف الى جانبه أبو عيسى وأخوه. صُور العميد مردخاي قبل سنة عندما قص الشريط عند مدخل المصنع الجديد. كان بقرب الصورة المعلقة مسمار آخر بقي فارغا. لوحظت على الجدار علامات الصورة التي أُزيلت. وكأن صاحب المصنع أراد أن يقول انه لا بأس بأنكم جعلتموني فلسطينيا مدجنا. حصلت على هدية هي مصنع جديد وأعلم أنه لا توجد عندكم هدايا بالمجان. لهذا أزلت من اجلكم الصور المعلقة عندي، عرفات أو أبو مازن أو أبو جهاد أو قبة الصخرة وعلقت بولي. ولهذا أطرفت الاتراك بالعنب والمشمش والبقلاوة وبخطبة بينت لهم كم أنتم على ما يرام. لكن لا تتوقعوا مني أن أُزيل من اجلكم المسامير من الحائط. فثم حد.
لو ان أبو عيسى سألني رأيي لقلت له إن سلاما حقيقيا سينشأ اذا نشأ، في اليوم الذي تُعلق فيه في جدران مصانع الطوب في الضفة صور بار رفائيلي (عارضة أزياء) لا الحاكم العسكري ولا عرفات. لكنه لم يسأل.
رفعت الصحفيات التركيات صوت احتجاج. فقد ارتبن أنهم يخدعونهن. "دعتنا وزارة الخارجية الاسرائيلية على حسابها"، قالت لي زينب غوركنلي، وهي محررة في موقع انترنت الصحيفة اليومية "هورايت". "من حقها أن ترينا ما تشاء. أوافق على الاستماع لكل اسرائيلي لكن ينبغي ألا يأتوني بفلسطينيين مُمسرحين يتحدثون الينا بحضور ضباط جيش بالبزة العسكرية".
هذه هي زيارتها السادسة لاسرائيل. انها تعرف البلد جيدا. وهي تعرف جيدا ايضا قُراءها في تركيا: فهم لن يقبلوا مدائح لاسرائيل.
في يوم الاثنين زار اعضاء المجموعة كيرم شالوم ورأوا بأم عينهم نقل السلع الى غزة. المعطيات أثرت فيهم. منحهم اللواء ايتان دانغوت، منسق العمليات في المناطق، توجيها. لكن وزارة الخارجية لم تسمح لهم بالانتقال الى مناطق الضفة فضلا عن غزة وبقوا مع نصف قصة.
سافرنا الى فندق "إفرست" الواقع في المنطقة (ج) في ظل سور الفصل بين بيت جالا وجبل غيلو.
انتظرهم وفد مستقبلي سياح من بيت لحم في ساحة الفندق. "لا تُصدقوا كل ما تسمعونه عن الوضع هنا"، قال مدير مكتب السياحة المحلي. "وسائل الاعلام تصنع من كل حادثة صغيرة قصة. أصبح هذا نكتة كبيرة في بيت لحم".
"لا تهمنا اسرائيل أو فلسطين"، قال كريم عبد الهادي، مدير شبكة "انتركونتننتال" و"موفنبيك" في الضفة. "نحن نحاول أن نروج للسياح الارض المقدسة. هذه فكرة عظيمة من ناحية أعمالية. وكذلك نفكر بشركائنا الاسرائيليين. وهم يروجون اسرائيل بين اليهود فقط. أما الآخرون جميعا فيروجون بينهم الهولي لاند.
"برغم أنه توجد لنا علاقات منقطعة النظير بجميع الجهات الاسرائيلية، توجد مشكلة. فمصلحة اسرائيل هي أن تملأ قبل كل شيء غرف الفنادق في اسرائيل. بيت لحم مضروبة: زار المدينة في السنة الماضية 1.6 مليون سائح، لكن 160 ألفا فقط ناموا فيها. تُمكّن اسرائيل من دخول الجماعات فقط في حافلات بحيث نخسر السياحة الثابتة. وأكثر مرشدي السياحة اسرائيليون. وهم يروون روايتهم وهذا أمر لا بأس به. لكنه في النهاية مال ومصدر عيش".
"اذا أردتم مساعدة الفلسطينيين"، قال مدير مكتب السياحة، "فاعرضوا على اصدقائنا في مكتب السياحة التركي أن يلغوا الحاجة الى تأشيرات دخول. يجب على كل فلسطيني أن ينتظر ما بين 12 – 14 يوما الى أن يحصل على تأشيرة دخول من القنصلية التركية في القدس".
أضاءت عيون زملائنا الاتراك: فقد عرضت لهم فرصة أن يفعلوا شيئا ما من اجل فلسطين دون ان يبتلوا بالماء.
انهم يحبون حكومتهم كما يحب صحفيون في اسرائيل حكومتهم بالضبط وربما أقل. لكن انتقادهم على اردوغان في جهة وقضية القافلة البحرية في جهة اخرى. "جيشكم هو الأكثر تقدما في الشرق الاوسط"، قالت واحدة منهم. "كيف قتلتم تسعة مدنيين؟".
طلبوا في نهاية الزيارة أن تلتقط لهم صور مع ضباط الادارة المدنية الذين صحبوهم. تقدمت الصحفيات الى الضباط كل واحدة عندما حان دورها. وسُجلت احتضانات دافئة بل قُبل. فالصحفيون يسخنون سريعا ويبردون سريعا. وهذه الحرارة ستتلاشى في الطريق الى اسطنبول".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الربيع الاسرائيلي
المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"
" قبل نحو سنتين زار دمشق شخصية رفيعة المستوى من دولة غربية كبرى للبحث في تحسين العلاقات. في نهاية القسم الرسمي من الزيارة دعا الرئيس السوري، بشار الاسد، الضيف الى وليمة عشاء حميمة مع الزوجتين. جلسوا وتحدثوا حتى وقت متأخر في الليل بسترات مفتوحة، بلا ربطات عنق وبلا مستشارين ومسجلي محاضر. وكشف الاسد عن مكامن قلبه فقال: "مشكلتي هي أنه في كل سنة يصل نصل مليون سوري الى سن 18، وليس لهم أمل أو عمل".
الاسد يعرف، إذن، بان تحت كرسيه تعتمل قنبلة موقوته اجتماعية تعرض للخطر الاستقرار الداخلي في سوريا. ولكنه لم يفعل ما يكفي كي يغير هذا الوضع ويعطي أملا لشباب بلاده. وبدلا من ان يعرض عليهم مستقبلا وفرصا واطلاق لجام الدكتاتورية قريبا، ركز الاسد على الرتوش التجميلية. فقد أدار حملة دولية لاعادة تصنيف سوريا كدولة علمانية وغربية اعتمادا على صورة زوجته أسماء الملاصقة له.
الحملة وصلت ذروتها في تقرير مشوق عن الزوجين الرئاسيين نشر في مجلة الموضة "فوغ" في بداية السنة الحالية. وبدا كل شيء كاملا، باستثناء التوقيت: ما أن نشرت المقابلة حتى ثار الشباب عديمو المستقبل والراحة ضد السلطة. صورة الاسد يلعب مع أطفاله بالدمى تبدو في نظرة الى الوراء كنكتة بائسة حين يقترب عدد الجنازات لمعارضي النظام في سوريا من 1.500 وأكثر من عشرات الاف اللاجئين اجتازوا الحدود الى تركيا. واكتشف محررو "فوغ" لمفاجأتهم بان الاب المحبوب هو في واقع الامر طاغية وحشي ومجرم، فشطبوا التقرير المحرج من موقع الانترنت للمجلة. وفي القصر الرئاسي في دمشق أيضا أوقفوا الحملة؛ صفحة الفيس بوك لاسماء الاسد ، والتي وثقت فيها رحلات الزوجين تم تحديثها آخر مرة قبل شهر.
الاسد الشاب خيب أمل مؤيديه في الغرب الذين رأوا فيه "اصلاحي" وعلقوا عليه أملا عابثا. في لحظة الاختبار تصرف بالضبط مثل أبيه ومثل حلفائه الايرانيين ودفع قوات أمنه ضد المتظاهرين. في خطابه هذا الاسبوع أوضح الاسد بانه لن يتنازل ولم يقترح سوى "حوارا وطنيا" فارغا من المحتوى كي يرفع عنه بعض الضغط.
الاسد باقٍ في هذه الاثناء في الحكم لثلاثة أسباب: خصومه لم ينجحوا في جمع قوة كافية ولم يصلوا بعد الى قلب المدن الكبرى؛ الجيش يحافظ على تراص صفوفه وعلى ولائه للرئيس؛ روسيا وايران تعطياه اسنادا من الخارج والادارة الامريكية تمتنع عن الدعوة الصريحة لتنحيته وتكتفي بهذر عابث عن "الاصلاح". المتظاهرون في مصر جلبوا مئات الاف الاشخاص الى الميدان المركزي في القاهرة، واسقطوا الرئيس حسني مبارك. الثورة في سوريا تجري في المدن الفرعية، التي من السهل محاصرتها وابعاد وسائل الاعلام الدولية عنها وذبح سكانها. هذه هي الاستراتيجية التي تعلمها بشار من ابيه، حافظ الاسد: "حاصر واقتل".
النجاح جزئي. رغم تصميمه على الحكم ووحشية جنوده، فان الاسد لا ينجح في الحاق الهزيمة بالانتفاضة. فالثوار على وعي بدونية موقفهم حيال قوة النار وقدرة الحركة لدى الجيش، الذي يسيطر على محاور السير المركزية، ولهذا فقد اختاروا استراتيجية الاستنزاف. من ناحيتهم، الاهم هو اظهار التمسك بالهدف وعدم الاستسلام. وكبديل عن تجميع قوتهم في دمشق، يتظاهرون في نفس الوقت في مدن مختلفة لتشتيت قوات الاسد وابقاء نار الثورة مشتعلة.
الثوار يأملون بالتأكيد بانهم اذا ما واظبوا، ستثور في الجيش موجة فرار والاسد سيسقط. خلافا لنظرائهم في ليبيا، لا يمكنهم ان يعتمدوا على دعم دولي. أحد لن يأتي من أمريكا أو اوروبا كي يقصف نيابة عنهم قصر الاسد وعلى أي حال فان هذا الاختراع لم يجدِ نفعا حتى الان ضد معمر القذافي أيضا.
ارجوحة
ولكن حتى لو كانت الانتفاضة في سوريا لا تزال بعيدة عن الحسم، فقد أحدثت منذ الان تغييرا في ميزان القوى في الشرق الاوسط. فالريح انقلبت: ايران في حالة تراجع، واسرائيل تتعزز من جديد. المخاوف التي أثارتها في اسرائيل الموجة الاولى من "الربيع العربي" تهدأ بالتدريج، والتحولات في الدول المجاورة تتخذ الان صورة الفرصة الاستراتيجية.
نقطة الانعطافة السابقة في المنطقة سجلت قبل نحو خمس سنوات، في حرب لبنان الثانية. فالفشل العسكري في المواجهة مع حزب الله كشف ضعفا اسرائيليا وادى الى تعزز ايران، الراعية لحسن نصرالله. ووثق الاسد تحالفه العسكري، السياسي والاقتصادي مع حكام طهران. حزب الله سيطر على لبنان وحماس على قطاع غزة، وتركيا ابتعدت عن اسرائيل واقتربت من ايران، سوريا وحماس.
من ناحية اسرائيل، الوضع احتدم فقط في السنة الاخيرة. قضية الاسطول التركي الى غزة أحدثت شرخا علنيا بين القدس وأنقرة، ومع سقوط مبارك فقدت اسرائيل ايضا الحلف الاستراتيجي مع مصر وبقيت معزولة وخائفة. البديل الذي وجده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو في التقرب من اليونان أفلس، لا يمكنه أن يحل محل أنقرة والقاهرة.
هذا الاسبوع يبدو ان الارجوحة الاستراتيجية تميل في الاتجاه المعاكس. ايران، الممزقة في صراعات داخلية في قيادتها، تحاول انقاذ كرسي الاسد. اذا سقط، سيفقد الايرانيون الحليف الاهم لهم، نقطة الاستناد لنفوذهم الاقليمي. في اسرائيل استغلوا الوضع لتغذية وسائل الاعلام الدولية بالتقارير عن الدور الايراني العميق في قمع المتظاهرين في سوريا، وكأن الاسد يحتاج الى دفعة من الخارج كي يكافح في سبيل حياته.
تركيا لم تنتظر سقوط الاسد ورئيس وزرائها، رجب طيب اردوغان، وقف في رأس معارضيه العلنيين. اردوغان شجب اعمال الذبح في سوريا وطلب من الاسد اتباع الاصلاحات. ورد الاتراك بخيبة امل على خطاب الاسد يوم الاثنين والذي رد فيه انذارهم. الرسالة واضحة: الهدوء في العلاقة بين دمشق وأنقرة وصل الى نهايته، ومعه أيضا سياسة "صفر نزاعات مع الجيران" التي قادها وزير الخارجية التركي احمد داوداغلو. انتهت القصة. الان يعودون الى صراعات القوى والنزاعات المعروفة من قبل. "ايران وتركيا تتصارعان على السيطرة والنفوذ في سوريا"، يحلل خبير اسرائيلي لشؤون الشرق الاوسط.
عندما تتصارع تركيا مع ايران، فانها تقترب من جديد من اسرائيل ومن الولايات المتحدة، الخصمان الاكبران للايرانيين في المعركة على السيطرة والنفوذ في الشرق الاوسط. في يوم الاثنين تحدث اردوغان هاتفيا مع الرئيس براك اوباما، بعد بضع ساعات من خطاب الاسد. وحسب البيان التركي، فقد ركز حديثهما على سوريا وليبيا وتناول أيضا المسيرة السلمية "كعامل هام في استقرار المنطقة". واعرب الرجلان عن تأييدهما "للمطالب المشروعة" للمتظاهرين السوريين واتفقا على أن "يتابعا عن كثب" الوضع في سوريا. وفي الغداة نشر الاتراك برقية بعث بها نتنياهو الى اردوغان هنأه فيها بانتصاره الساحق في الانتخابات واقترح حل كل المشاكل المفتوحة بين الدولتين.
كلما طال حكمه، يتبين أردوغان بانه الدبلوماسي الافضل في المنطقة، ان لم يكن في الاسرة الدولية بأسرها. لا يوجد مثله في التذبذب والمناورات بين القوى العظمى والدول، على أن تتعاظم تركيا ويتعزز حكمه. خيانته الحالية للاسد، صديقه الطيب من يوم امس، تذكر بالضبط بالتقلبات في علاقاته مع زعماء اسرائيل.
فهو يمكنه أن يسمح لنفسه: بسيطرتها على مضائق البحر الاسود والحوض الشرقي من البحر المتوسط، تتمتع تركيا من مكانة جغرافية سياسية مميزة. اردوغان ببساطة يواصل تقاليد بدأت في عهد الحثيين والبيزنطيين واستمرت لدى العثمانيين. في كتابه "استراتيجية شاملة للامبراطورية البيزنطية"، الذي صدر في السنة الماضي، اظهر الباحث الامريكين ادوارد لوتفاك كيف امتنع قياصرة القسطنطينية عن الحروب واعتمدوا على الاتصالات الدبلوماسية والتحالفات المتبدلة لوجود امبراطوريتهم، التي طالت ايامها اكثر من أي امبراطورية اخرى في التاريخ.
بدون عزلة
نتنياهو يعمل بشكل مشابه. هو ايضا يفضل الاقوال على الحروب. برقيته الى اردوغان ومحاولات المصالحة بينهما تدل على أنه يريد استئناف الحلف مع تركيا، الشريك الطبيعي لاسرائيل حيال العالم العربي وايران. هذا الاسبوع ستقف هذه المحاولة في اختبار الاسطول الجديد الى غزة. فهل الاتراك سيمتنعون ويلغون الاسطول؟ هل سينطلق في دربه، هل مقاتلو الوحدة البحرية سينفذون اعمال السيطرة التي عرضوها على وسائل الاعلام ومرة اخرى يصاب مسافرو السفن؟ أم أن الاعمال التمهيدية والكي من المواجهة الفتاكة في السنة الماضية ستؤدي الى تهدئة الخواطر؟
اذا ما الغي الاسطول، أو مر بهدوء، نتنياهو واردوغان يمكنهما أن يتقدما نحو ترميم العلاقات من آثار الاشتعالات السابقة. المصلحة المتبادلة موجودة. ولكن اذا ما كررت قصة الصيف الماضي نفسها، فان العلاقات ستكون عرضة للخطر. انقاذها هو الاختبار المشترك لنتنياهو واردوغان.
الاحساس بتنفس الصعداء في اسرائيل من تحطيم العزلة، انهيار النظام السوري وضعف العدو الايراني واضح هذا الاسبوع في نبوءات وزير الدفاع ايهود باراك العلنية في أن الاسد سيسقط من الحكم في غضون نصف سنة. رئيس الموساد السابق، مئير دغان تخيل استبدال العلويين في الحكم بالاغلبية السنية في سوريا. مسؤولون كبار في المؤسسة السياسية والامنية يتحدثون في مدح الديمقراطية في الدول العربية، وليس فقط يحذرون من خطر التحول الاسلامي وتفكك النظام القائم، مثلما فعلوا في النصف سنة السابقة.
في ذروته مثلما في أفوله، الاسد يثبت مركزية سوريا في منظومة القوى الاقليمية، وقدرتها على ترجيح ميزان القوى في المحيط. اذا ما حل محله نظام سني مؤيد لامريكا، يمكن لاسرائيل أن تسوي النزاع الحدود في الجولان والاعتماد على "الطيف الشمالي" – سوريا وتركيا – في الصراع ضد ايران وكبديل، او استكمال، للحلف الذي ضعف مع مصر. يبدو أن المصريين ايضا يفهمون التحولات الاستراتيجية: الاحاديث عن استئناف علاقاتهم مع طهران خبت، وقد استضافوا هذا الاسبوع اسحق مولكو، مبعوث نتنياهو. لا احد يريد أن يبقى وحيدا في الشرق الاوسط".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرك تبادل الاراضي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" في 19 أيار 2011 عندما تناول الرئيس الامريكي براك اوباما خطوط 1967 باعتبارها أساس التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني في المستقبل، لاول مرة، أبرز على نحو خاص فكرة "تبادل اراض" متفق عليه بين الطرفين.
وذكر اوباما علاوة على ذلك أن الطرفين ذوا حق في "حدود آمنة معترف بها"، لكن تبادل الاراضي أسر خيال اولئك الذين حاولوا تحليل المعنى الكامل لكلام اوباما. وقد أثار قوله ايضا تساؤلات كثيرة: هل حديثه عن تبادل الاراضي يُعوض عن اعلانه خطوط 1967 أو يوازنه.
تذكرون أنه بعد حرب الايام الستة ببضعة اشهر اتُخذ قرار مجلس الامن 242 الذي أصبح على مر السنين حجر الزاوية لجميع الاتفاقات بين اسرائيل والجانب العربي، لا يجب على اسرائيل بحسب هذا القرار أن تنسحب من جميع الاراضي التي استولت عليها نتيجة الحرب، أي أن القرار لم يطلب الى اسرائيل أن تنسحب من مائة في المائة من الضفة الغربية.
أكد هذه النقطة مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الامريكية طوال السنين. إن مساحة الاراضي التي تستطيع اسرائيل التمسك بها لاحراز ما يُعرفه القرار بأنه "حدود آمنة معترف بها" كانت مختلفا فيها. لكن القرار 242 نفسه لم يتطرق الى مصطلح "تبادل اراض".
والى ذلك فان جميع الاتفاقات التي جرى التوقيع عليها بعد ذلك مع الفلسطينيين لم تذكر أن اسرائيل يجب عليها أن تُسلم اراضيها السيادية مقابل كل منطقة في الضفة الغربية تستمر في التمسك بها.
كيف بدأ كل شيء؟
كيف ولدت الفكرة اذا؟ أُثير اقتراح تبادل الاراضي في منتصف التسعينيات اثناء اتصالات تمت في قنوات غير رسمية وسرية بقصد أن يُرى هل يمكن التوصل الى تسوية دائمة بين اسرائيل والفلسطينيين.
تناول الفلسطينيون الذين شاركوا في تلك المحادثات حقيقة ان اتفاق سلام اسرائيل مع مصر اشتمل على انسحاب من مائة في المائة من اراضي شبه جزيرة سيناء. وزعموا أن رئيس م.ت.ف ياسر عرفات لن يستطيع الاكتفاء بأقل مما حصل عليه الرئيس المصري أنور السادات. كان من نتيجة ذلك أن الاسرائيليين الذين شاركوا في تلك المحادثات قبلوا مبدأ أن يحصل الفلسطينيون على مائة في المائة من الارض كالمصريين تماما برغم أن هذا الطلب لا يستوجبه القرار 242.
لكنه كي تستطيع اسرائيل الاحتفاظ بمناطق حيوية من الضفة الغربية اقترحوا أن تُعوض اسرائيل الفلسطينيين باراض اسرائيلية سيادية.
من المفهوم أن الفرق بين مصر والفلسطينيين عظيم. فقد كانت مصر أول دولة عربية تصنع سلاما مع اسرائيل، واعترافا بهذه الحقيقة أعطى رئيس الحكومة مناحيم بيغن السادات سيناء كلها. وفضلا عن ذلك جرى الاعتراف بحدود اسرائيل – مصر على أنها حدود دولية منذ عهد الدولة العثمانية. لم يكن لخطوط 1967 على طول الضفة الغربية نفس الوضع القانوني، فالحديث في واقع الامر عن خط وقف اطلاق نار كان علامة على المكان الذي وقفت فيه الجيوش العربية عندما غزت البلاد في 1948 لا غير.
في مؤتمر كامب ديفيد في تموز 2000 تبنت ادارة كلينتون فكرة تبادل الاراضي، لكن هذا المؤتمر كالمفاوضات في طابا ايضا فشل برغم تنازلات اسرائيل التي لم يسبق لها مثيل. اعترف من كان وزير الخارجية الاسرائيلي اثناء كامب ديفيد وطابا، شلومو بن عامي، في مقابلة صحفية مع آري شبيط من صحيفة "هآرتس" في 14 ايلول 2001 قائلا: "لست على ثقة بأن كل فكرة تبادل الاراضي قابلة للتنفيذ".
أي أنه عندما امتُحنت فكرة تبادل الاراضي في واقع تفاوض حقيقي لا في حلقات عمل اكاديميين تبين أنها ليست فكرة قابلة للتحقيق. من المهم أن نذكر أن الرئيس كلينتون بيّن أن الأفكار التي أثارها ستُزال عن طاولة المباحثات مع انقضاء ولايته. وفي الحقيقة لم تظهر فكرة تبادل الاراضي في خريطة الطريق في 2003 أو في رسالة بوش في 2004.
كان رئيس الحكومة السابق اهود اولمرت هو الذي أحيا فكرة تبادل الاراضي في 2008. اعتمد اقتراح اولمرت الذي لم يُعلم مجلسه الوزاري المصغر على طلب 6.3 في المائة من الضفة الغربية، لكن محمود عباس كان مستعدا للحديث عن تبادل اراض يقوم على 1.9 في المائة من الارض فقط. تناولت هذه الأرقام اراضي الاستيطان اليهودي ولم تتناول حتى احتياجات اسرائيل الامنية.
والى ذلك حذّر البروفيسور جدعون بايغر من قسم الجغرافيا في جامعة تل ابيب في مقالة نشرها في المدة الاخيرة في صحيفة "هآرتس" في 9 أيار 2011 من أن اسرائيل لا تستطيع الموافقة على تبادل اراض تزيد على 2.5 في المائة من الضفة الغربية وقطاع غزة. على حسب تحليله سيؤثر تبادل اراض كبير جدا في الحال في اراضي بنى تحتية حيوية مدنية وعسكرية. وعلى هذا ومع الأخذ في الحسبان الموقف الفلسطيني المتعلق بتبادل الاراضي والعوامل الجغرافية القسرية لاسرائيل نفسها، فان تبادل الاراضي ليس ردا على الخوف الاسرائيلي من الانسحاب الى خطوط 1967.
تجارب ماضٍ فاشلة
تشير مسألة تبادل الاراضي الى معضلة أعمق في علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة. ما هو المعنى المتراكم لتجارب تفاوض ماضية فاشلة؟.
في خطبة في "ايباك" في 24 أيار اقترح فيها الرئيس اوباما خطوط 1967 مع تبادل اراض قال: "هذا الاطار الأساسي للتفاوض كان منذ زمن بعيد أساس المباحثات بين الأطراف التي تشتمل على ادارات امريكية سابقة".
هل مجرد حقيقة أنه تم بحث هذه الفكرة في الماضي تحت حكومة اسرائيلية اخرى يجعلها جزءا من برنامج العمل الدبلوماسي في المستقبل؟.
مع ذلك قال الرئيس اوباما في خطبته في "ايباك" ايضا كلاما آخر عن التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني يمكن أن يُبعد التفاوض عن خطوط 1967. فقد تحدث اوباما عن "الواقع السكاني الجديد على الارض"، يوميء الى أن الكتل الاستيطانية الكبيرة ستكون جزءا من اسرائيل في نهاية الامر.
واستعمل اوباما ايضا صيغة القرار 242 في تناوله لـ "حدود آمنة ومعترف بها" وأضاف ايضا أنه "يجب أن تكون اسرائيل قادرة على حماية نفسها – بقواها الذاتية – من كل تهديد".
ليس البديل الحقيقي من خطوط 1967 هو تبادل الاراضي بل حدودا قابلة للدفاع عنها يجب أن تنشأ اذا كنا نريد احراز سلام ذي بقاء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنتحدث مع حماس
المصدر: "معاريف ـ سارة ليفوفتش"
"الاعتراف بوجود دولة اسرائيل لا ينبغي أن يكون شرطا للمفاوضات والا فلن تكون مفاوضات أبدا. يمكن ادارة مفاوضات مع حماس دون أن يعترفوا بوجود دولة اسرائيل، وفقط قبل التوقيع على الاتفاق النهائي، يأتي الاعتراف المتبادل. لدينا حق وجود حتى دون أن تعترف حماس بحقنا هذا. نحن نعطيهم وزنا كبيرا، اذا ما اصرينا على أن يعترفوا بنا. فقط الاعتراف باتفاقات السلام السابقة ووقف الاعمال العدائية هما شرطان مسبقان للمفاوضات مع حماس. الاعتراف بحقنا هو خطوة ايديولوجية لا نحتاج لها".
أفرايم هليفي، رئيس الموساد الاسبق، يحاول منذ خمس سنوات ان يقنع هنا أحد ما بان الحديث مع حماس هو استراتيجية عاقلة، وهكذا ربما يعود حتى جلعاد شليت الى الديار.
منذ 2007، في مقابلة مع الشبكة الاذاعية الثانية، ادعى هليفي بانه لا يمكن الحديث مع الفلسطينيين دون الحديث مع حماس. في مقابلة مع "غلوب آند ميل" الكندية في ايلول الاول 2009 قرر بان "قادة حماس شيطانيين ولكنهم مصداقون". هليفي يعتقد هكذا اليوم ايضا. "لحماس يوجد تأثير كبير على الشارع الفلسطيني"، يقول لـ "معاريف". "اذا كنا نريد التوصل مع الفلسطينيين الى اتفاق دائم، فهناك حاجة الى عناصر قوة تنفذ ما اتفق عليه. فتح نفسها بدأت تتعاون مع حماس. يبدو أنهم في فتح فهموا بان ليس لديهم قوة كافية لفرض ارادتهم، وهم يحتاجون لحماس، ونحن لسنا خبراء أكثر من ابو مازن في ما يجري عنده في البيت.
ادارة مفاوضات مع حماس هي أمر واقعي أم أن هذه فكرة لن تتحقق ابدا؟
"من غير الواقعي أن يدير مفاوضات مع فتح لانه لا يوجد أي معنى لمثل هذا الاتفاق، وذلك لان ليس لفتح ما يكفي من القوة لتنفيذه. في فتح نفسها يقولون انه لا يمكن الوصول الى اتفاق سلام بدون حماس".
هل يوجد مع من يمكن الحديث؟
هذا الاسبوع اعلن براك اوباما بانه بعد عشر سنوات في الوحل الافغاني تبدأ الولايات المتحدة باخراج مائة الف جندي لها من افغانستان، وليس قبل ان تبدأ ايضا قناة رسمية مع طالبان – المنظمة الاسلامية المتطرفة التي تتبنى الجهاد ضد كل ما تمثله امريكا، وسيطرت على الدولة حتى دخول القوات الامريكية. وعليه فاذا كان الامريكيون يستطيعون، اولئك الذين قسموا العالم الى أسود وأبيض، أخيار وأشرار، أبناء نور وأبناء ظلام، فلماذا نحن لا نستطيع؟
"حماس هي حركة ذات ايديولوجيا لا تطاق"، يقول شلومو بن عامي، وزير الخارجية الاسبق في حكومة باراك. "ولكن في نهاية المطاف سيتعين علينا ادارة مفاوضات معهم". في الاسبوع الماضي انضم بن عامي الى 24 وزير خارجية، رئيس وزراء ووزير دفاع سابق كتبوا الى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون بان تسوية سلمية بين اسرائيل والفلسطينيين يجب أن تتضمن أيضا المنظمة الارهابية لخالد مشعل واسماعيل هنية.
"السلام الدائم يستوجب اجماع واسع"، ادعى الكُتّاب فأشعلوا نار الخلاف بين رافضي المفاوضات مع حماس ومؤيديها. "لسنوات ونحن نتحدث عن ذلك"، يدعي بن عامي، "يجب اشراك حماس في المسيرة السلمية".
ليس مؤكدا أنهم معنيون بالمشاركة.
"ما حصل في ايرلندا وفي جنوب افريقيا سيحصل ايضا لحماس. عندما تدخل مثل هذه الحركة الى السياسة وتتوجه الى الانتخابات، فانها ملزمة في نهاية المطاف بالوصول الى حل وسط".
في هذه الاثناء هم لا يتنازلون، ويتمسكون بافعال وخطاب القتل.
"اتفاقات السلام وقعت مع القتلة الاكبر. فتح بالذات نفذت العمليات الاكبر في الانتفاضة الثانية. حماس هي حركة مع تداعيات سلبية جدا وعناصر لاسامية، ولكن في نهاية المطاف أنا انظر الى هدفنا كدولة، وأسأل نفسي كيف سنتخلص من وضع الاحتلال والنبذ الدولي".
كيف؟
"بالمفاوضات فقط. وأنا لست الوحيد الذي يعتقد بان هذا هو السبيل الافضل. الاستطلاعات تقرر بان اكثر من 45 في المائة من الاسرائيليين يعتقدون بانه يجب ادارة مفاوضات مع الفلسطينيين. والجميع يفهمون بان بديل المفاوضات هو الحرب الخالدة".
يعقوب بيري، رئيس المخابرات الاسبق هو الاخر يعتقد بان من المرغوب فيه اجراء مفاوضات مع حماس. بيري عضو في مجموعة "اسرائيل تبالغ". 40 عضوا في المجموعة، بمن فيهم رجال أمن سابقون، رجال أعمال مثل عيدان عوفر ويوفال رابين، وسياسيون سابقون وحاليون مثل المحامي موشيه شاحل وعمرام متسناع يدعون الى اقامة دولتين للشعبين على اساس حدود 67. بيري يعتقد بان المفاوضات مع حماس لا تختلف عن المفاوضات مع فتح "التي كانت منظمة ارهابية ومع ذلك تحدثنا معها. اذا اعترفت حماس بحق وجود دولة اسرائيل وهجرت الارهاب، فثمة مجال للحديث معها".
بشكل مفاجىء نجد أن رئيس الاركان ووزير الدفاع الاسبق شاؤول موفاز، الذي يعتبر صقرا في كديما، يؤيد المفاوضات مع حماس. في تشرين الثاني 2009 عقد مؤتمرا صحفيا دراماتيكيا عرض فيه الخطوط الرئيسة في مشروعه السياسي. حماس شريك في المفاوضات كما اعلن، "شريطة أن ترغب في الجلوس الى طاولة المباحثات. الزعيم المسؤول يجلس مع حماس اذا ما غيرت جدول أعمالها". في محيط شاؤول موفاز قالوا هذا الاسبوع انه اذا قبلت حماس شروط الرباعية الثلاثة فسيوافق موفاز على ادارة مفاوضات معهم.
"على ماذا يريد موفاز الحديث مع حماس؟" يسأل عامي ايالون، قائد سلاح البحرية ورئيس المخابرات الاسبق، والعضو في مجموعة "اسرائيل تبادر". "على ماذا نتحدث معهم؟ هم يقولون ان ليس لاسرائيل حق وجود. الامر المحتلة في نظرهم هي كل اراضي فلسطين. على ماذا يمكن الحديث معهم؟"
هل يمكن تجاهل حماس التي تسيطر على غزة؟ ابو مازن نفسه يقيم معهم حكومة
ادارة مفاوضات مع حماس هو مثل أن يقرر ابو مازن ادارة مفاوضات مع ايفات ليبرمان، لان نتنياهو ضعيف. ابو مازن انتخب باغلبية 67 في المائة، هو الزعيم الاصيل للفلسطينيين ومعه يجب ادارة المفاوضات. فقد نجح في استقرار الاقتصاد الفلسطيني وخلق الامن، وهو يكافح ضد رجال حماس ويدخلهم الى السجن. ايهود باراك خلف رواية لا يوجد مع من يمكن الحديث ولكن هذا ليس صحيحا. يوجد مع من يمكن الحديث. اذا لم نتحدث مع الزعماء البرغماتيين مثل ابو مازن فاننا سنعزز الكفاحيين. من لا يكون مستعدا للحديث مع ابو مازن سيجد نفسه يتحدث مع حماس، وهذا سيكون خطأ فتاكا".
ليس هكذا يفكر زعماء اوروبيون كتبوا الرسالة لهيلاري كلينتون
"العالم مليء بكل أنواع المسؤولين السابقين، ممن لم يكن أي منهم قريبا من سياقات السلام. ولعلهم وصلوا الى ذلك انطلاقا من اليأس. اذا لم نجري مفاوضات مع ابو مازن على خطوط 67، فالمزيد والمزيد من الناس في العالم سيصلون الى اليأس وسيحاولون دفعنا في اتجاه حماس".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام والكوتج وطبيب الأسنان
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"
" للاسرائيليين والفلسطينيين المخاوف غير المعللة أنفسها من طبيب الاسنان. فهم يؤجلون دورا بعد دور بهذه التعلة أو تلك عالمين في سويداوات قلوبهم أن اوضاع اسنانهم لن تتحسن. بل بالعكس، فكلما امتنعوا عن الجراحة المؤلمة كانت قدرتهم على تأجيلها أقل. وفي النهاية سيحدث الامر المحتوم الذي سيكون مؤلما وباهظ الكلفة ايضا. إن الزبونين يعرفان الحقيقة والنتائج الخطيرة للتهرب لكنهما لا ينجحان في جلب أنفسهما الى كرسي الطبيب المخيف. إن بيبي اذا بقينا ضمن هذا التشبيه يؤدي دور البطل المليء بالثقة بالنفس، في حين يصف اهود باراك الوضع بأنه تسونامي يقترب. يُكمل الاثنان بعضهما بعضا في شبه ثقة ذاتية مؤداها أن كل شيء سيكون على ما يرام. ألا تعرفون ما قال الأحدب؟ عن انه كيف أصبح أحدب؟ ربت الجميع على ظهري قائلين أن كل شيء سيكون على ما يرام.
تقول تسيبي لفني انه توجد لحظات في التاريخ يكون فيها الاخفاق المستقبل منقوشا في الجدار: إننا نوشك أن نصادم العالم. ولا يهم هل يحدث هذا في ايلول أو في تشرين الاول لأن الحديث عن مسار قد بدأ. أصبح تفهم سلوك اسرائيل أقل، فهي توصف بأنها دولة استعمارية. تقول لفني: "في السياسة كما في القانون الجنائي عدم منع الجريمة حكمه حكم الاخفاق".
ما يزال الامر غير متأخر في هذه المرحلة، فما زلنا لم نبلغ ايلول، وليس من المحقق بعد أن الفلسطينيين قد استقر رأيهم على أنهم يرغبون في تحقيق تهديد اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية. أُبلغ في جلسة لجنة الخارجية والامن هذا الاسبوع أن لقادة الفلسطينيين تفكيرا ثانيا هل يتمسكون بـ "لفتة عطف" اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة. لا بسبب خطر أن الامم المتحدة قد تعتمد على قرار التقسيم في 1947 الذي قُسمت البلاد بحسبه الى دولة يهودية ودولة عربية. قد يتبين أن قرار الامم المتحدة نكتة. في حين سيتم الاعتراف باسرائيل بأنها دولة يهودية يعارضها الفلسطينيون جدا فان واجب البرهان على أن العرب في القرار هم فلسطينيون في الحقيقة، سيقع عليهم كمطرقة على الرأس.
لم يصبح ايلول شهرا مهما بسبب المباحثة التي ستكون أو لا تكون في الاعتراف بفلسطين المقسمة بأنها دولة، بل لانه سيحدث فيه شيء آخر أهم كثيرا من القرار الفارغ في الامم المتحدة ألا وهو الانتخابات في مصر. فهي مهمة بالنسبة الينا، وبالنسبة لاتفاق السلام الذي صمد ثلاثين سنة، لكنها مهمة فوق كل شيء بالنسبة لسؤال أي مصر ستصاغ بعد انتفاضة ميدان التحرير. هل ستنتج الانتخابات حكومة يكون حكامها الاخوان المسلمين؟ هل ستظل مصر دولة ذات مسؤولية ومستقرة وباحثة عن السلام؟ وهل ستستطيع امريكا واوروبا ودول المنطقة المعتدلة أن تراها جزيرة سلامة عقل ومسؤولية؟.
إخراج اسرائيل من الحوار في حرب الانتخابات في مصر حيوي. من المهم ان تكون اسرائيل اثناء الانتخابات في تفاوض متقدم في تسوية مع الفلسطينيين لا في جمود. من اجل هذا ينبغي الانتقال عن الدعاية والتحرش الى السياسة المعتدلة. نحن نعمل وقتا كثيرا جدا في ميدان الدعاية ووقتا قليلا جدا في سياسة ايجابية عملية. يجب أن يكون الانتقال الى المحادثة والاعتراف ثمرة مبادرة اسرائيلية.
يقول محللون امريكيون إن اوباما ليست عنده انفجارات غضب أو ميل الى إهانة ناس مسوا به على رؤوس الأشهاد، لكنه لا ينسى. إن ما فعله به بيبي في واشنطن هو من نوع الاشياء التي لا تنسى، إلا اذا أدركنا أين اخطأنا وكيف نساعد الادارة في امتحاني ايلول – بمبادرة الى تجديد التفاوض في خطوط 1967 وعدم عرض شروط إنذار.
يتحدث بيبي عن تفاوض بلا شروط لكنه يعرض على الفلسطينيين شرط أن يعترفوا باسرائيل أنها دولة يهودية. ولنفرض أنهم اعترفوا ووقعوا فماذا سيكون آنذاك؟ ألسنا قد تعلمنا تجربة فترة "خريطة الطريق" عندما كان الشرط الاول وقف الارهاب؟ جميع هذه النزوات من الطرفين لا تفضي الى الجوهر. نحن نُحدث المشكلة ونأكل النتائج. تكاد تكون هذه آخر لحظة لنتناول بجدية الدعوات الى طبيب الاسنان. من غير الاسنان سنضطر الى أكل جبن الكوتج وهذا ثمن باهظ جدا للتخلي عن السلام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل تقسم الشعب اليهودي
المصدر: "هآرتس ت كارلو شترنغر"
في حزيران الماضي أثار بيتر باينرت عاصفة هوجاء عندما نشر مقالة أشارت الى الاغتراب الكبير عن دولة اسرائيل الذي يشعر به الجيل الشاب من يهود الولايات المتحدة. مرت سنة وحان وقت الفحص من جديد، ومن سوء الحظ ان الوضع أصبح اسوأ بكثير.
في رحلاتي الى اوروبا أتحدث كثيرا أمام جمهور يهودي، لكنني أتحدث ايضا أمام غير يهود، يشعرون بعطف عميق على اسرائيل. وهم يعبرون علنا عن ألمهم وضيقهم ويريدون أن يفهموا ما الذي حدث لاسرائيل. انهم يريدون الوقوف الى جانبها بقوة لكن ذلك أخذ يزداد صعوبة.
اسئلتهم سهلة، هم يعلمون أن اسرائيل في أحد الأحياء الأكثر اشكالا في العالم. ليست عندهم أوهام بالنسبة للنظام الايراني أو حزب الله وهم يعرفون ميثاق حماس. لكنهم لا يفهمون كيف يتصل كل هذا بسياسة الاستيطان الاسرائيلية ومصادرة أملاك فلسطينية في القدس والخطاب العنصري ليهود القدس. وهم يشعرون بأنه لم تعد عندهم دعاوى للدفاع عن اسرائيل.
لم تكن في اسرائيل قط حكومة عملت على هذا النحو من الفظاظة مخالفة قيم الديمقراطية الليبرالية الأساسية. ولم تُجز الكنيست قط قوانين عنصرية فظة الى هذه الدرجة كهذه الكنيست الحالية. كان في اسرائيل وزراء خارجية لم يعرفوا اللغة الانجليزية لكن لم يكن فيها قط وزير خارجية هدفه الوحيد أن يرضي ناخبيه اليمينيين بالاستخفاف بالقانون الدولي وبفكرة حقوق الانسان مع الاستمتاع الشديد بذلك. ولم تكن قط كذلك حكومة عمياء الى هذه الدرجة عن علاقتها بيهود العالم. فهذه الحكومة تُجيز قوانين تزيد في قوة القبضة الخانقة للمؤسسة الارثوذكسية على المؤسسات الدينية وعلى الحياة الشخصية، وتتجاهل أن 85 في المائة من يهود العالم ليسوا من الارثوذكس، وتلغي هويتهم اليهودية ومؤسساتهم. ومن نتيجة ذلك أن أكثر اليهود في العالم يشعرون بأن اسرائيل غير مكترثة بقيمهم وهويتهم.
تزعم المؤسسة الارثوذكسية في اسرائيل بأن احتكارها للتهويد وقوانين الزواج يمنع الانقسام في الشعب اليهودي. لكن العكس الكامل هو الصحيح. فهذه عنصرية تزداد في اسرائيل لا توجه على مواطنيها العرب فقط بل على شباب اثيوبيين لا يُقبلون للدراسة في مدارس في بيتح تكفا وفتيات من اليهود الشرقيين لا يُسمح لهن بالدراسة في مدارس حريدية في عمانوئيل. هذه عنصرية يرفض أكثر اليهود أن يُماهوها. هذا هو الحلف الدنِس بين القومية والارثوذكسية الذي يقسم الشعب اليهودي.
تلتزم الكثرة الغالبة من يهود امريكا واوروبا قيما كونية. وليس هذا الالتزام جنونا عابرا أو محاولة الظهور بمظهر الموضة أو السلامة السياسية. هذا هو الاستنتاج الأساسي الذي يستنتجه أكثر اليهود من التاريخ اليهودي لانه بعد كل ما حدث لنا لا يجوز لنا نحن اليهود أن نُمكّن من اخلال ما لحقوق الانسان العامة. لهذا كان ليهود الولايات المتحدة جزء مركزي في حركة حقوق المواطن ولهذا لن ينسى يهود اوروبا أبدا أن ليبراليين كونيين وقفوا الى جانب الفريد درايفوس.
لا يفهم أكثر اليهود في العالم ببساطة كيف نستطيع نحن الذين عانينا تمييزا عنصريا ودينيا أن نتحدث بلغة ونؤمن بأفكار – كما قال الفائز بجائزة اسرائيل ومؤرخ الفاشية زئيف شترنهل – ظهرت في الغرب آخر مرة في اسبانيا فرانكو. يرى أكثر اليهود في العالم انه لا يجوز لليهود المس بالمساواة بين أبناء البشر جميعا أمام القانون وبحقوقهم المقدسة. اذا كان الامر كذلك فكيف يستطيعون تأييد دولة تدفع أجورا لحاخامين يزعمون أن قداسة حياة اليهود تزيد على قداسة حياة الأغيار، وأنه لا يجوز ايجار العرب أملاكا؟.
أحاول أن أتذكر في لحظات اليأس أن انحراف اسرائيل نحو اليمين يبعثه الخوف والبلبلة اللذان يشجعان ساسة يتعلق تمسكهم بالحكم بخوف مواطني اسرائيل. لانه لا يمكن ببساطة أن تتدهور الدولة التي كان يفترض ألا تكون فقط وطن اليهود بل منارة اخلاقية، الى هذه الظلامية. أحاول ان أتذكر أن هذه الفترات المظلمة لا تُعبر عن النوعية البشرية للأمة كلها. تخلصت دول كاسبانيا والبرتغال واليونان من عصور مظلمة وانضمت الى العالم الحر وما تزال اسرائيل ديمقراطية برغم رياح القومية التي تسوق اسرائيل.
أشعر احيانا مثل أكثر اليهود كما يبدو الذين يلتزمون الليبرالية والقيم الكونية بأنني أعيش في كابوس وأنني عندما استيقظ ستصبح رؤيا هرتسل عن دولة يهودية تلتزم قيم الليبرالية الجوهرية، ستصبح واقعا".