عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ اليوم: ندخل الى المجال المحصن.
ـ المناورة الوطنية – الساعة 11:00 صباحا، وفي 19:00 مساء: ستطلق صافرة انذار في كل البلاد.
ـ بوسة من شاكيرا (لشمعون بيرس).
ـ الولايات المتحدة: لايران ستكون قنبلة نووية في غضون سنة – سنتين.
ـ مسودة تقرير مراقب الدولة عن الاسطول نُقلت الى الوزراء – "نتائج شديدة".
ـ في افريقيا لا حاجة الى الاضراب.
ـ غانتس: لجنة تقرر صيغة "يذكر".
ـ تعليم على العنصرية – اطفال أبناء ستة ينشدون "الموت للعرب".
ـ ليس فقط في بيتار – عقدان من العنصرية.
صحيفة "معاريف":
ـ تقرير الاسطول: انتقاد شديد على باراك ونتنياهو.
ـ اليوم: مناورة الجبهة الداخلية الكبرى في تاريخ الدولة – ننزل الى الملاجيء.
ـ بين صافرتين.
ـ على بؤرة الاستهداف: نتنياهو وباراك.
ـ اسرائيل وتركيا: مؤشرات مصالحة.
ـ ثورة في الجيش الاسرائيلي: تسريح متأخر.
صحيفة "هآرتس":
ـ كبار في العمل يطالبون بفحص قانونية الانتساب خشية التزوير.
ـ اليهود يواصلون دعم اوباما: تبرعوا بنحو مليون دولار في وجبة عشاء.
ـ مصدر أمني كبير: ايران نظمت المواجهات على الحدود.
ـ نتنياهو لاردوغان: علينا أن نجد حلا للخلافات.
ـ اولمرت يُغير روايته عن "الصندوق السري" لميسر.
ـ عشية الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة، سبعة سفراء كبار سينهون مهامهم.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ لاول مرة: المجلس الوزاري في "الخندق السري".
ـ الأم بكت: كنت سعيدة بعد أن فشل ليئور في اختبار السياقة.
ـ يوم من صافرات الانذار.
ـ عودة "انتساب الصناديق".
ـ شاكيرا سرقت العرض.
ـ نتنياهو لاردوغان: هيا نُحسن العلاقات.
أخبار وتقارير ومقالات
القناة الاولى: القيادة الاسرائيلية غير جاهزة للحربالمصدر: "القناة الاولى ـ يؤاف ليمور"
" فكرة المناورة هي فحص المدنيين، لكن كل المناورة حتى الآن معدة لفحص المنظومات، فلو فرضنا الحرب بدأت بعد يوم أو يومين فالتقدير أن قيادة الجبهة الداخلية تعمل فقط من اجل انقاذ حياة، لكن سيكون الوضع مضطرب في كل الدولة، من سيهتم على سبيل المثال بشركة الكهرباء وشركة المياه والبلديات وكل تلك الاجهزة التي ستعمل وقت الطوارئ، يقيموا الحراسة، ويبقوا الأشخاص في العمل ولا يذهبوا لمعالجة اولادهم وغيرها من الامور ....
استطيع ان انشر هنا كل السيناريوهات بالحرب من النهاية يوجد عشرات الآف الصواريخ بحوزة حزب الله وحماس الموجهة تقريباً لكل نقطة في اسرائيل، سواء من جهة حماس عندها من تل ابيب من الجنوب من منطقة بئر السبع، اشدود، رأينا ونحن نعرف المناطق، وحزب الله اليوم يصل لايلات مع صواريخ سكود التي حظي بها.
الموضوع هو موضوع ايام طويلة، الهدف هو تقصير مدة الحرب بسبب كميات المصابين والاصابات الكبيرة المتوقعة في الجبهة الداخلية، ولذلك واضح انه يجب القيام بحرب قصيرة .
لا حقاً لا، ايضاً حزب الله الآن غير مرتبط بأيلول بكل امر وموضوع، لكن هذا هو الشرق الاوسط في حال قرر الاسد ان يغير وجهته ويحول غضبه الى إسرائيل وإذا حزب الله تشوش فكره وفي حال ايران بسبب الخطة النووية قررت أو في حال حصل شيئ ما في الجانب الفلسطيني فإنهم مستعدون للحرب. هذه نقطة تحول 5، في المرة الخامسة منذ حرب لبنان الثانية ونقاط فشلها ولذلك هذا الامر يجري، لكن اعود واقول لنترك الجانب الثاني ويجب علينا ان ننظر لأنفسنا. في حال اندلعت حرب غداًَ فإن قيادة الجبهة الداخلية ليست محصنة كفاية وليست مستعدة كفاية وفي النهاية النهاية النهاية الفجوة الاساسية هي ليست في التحصين بل هي في الاستعداد وفي القيادة، وبهذه الحكومة أو رئيس الحكومة، و آمل ايضاً ان حكومة اسرائيل تتعلم كيف تقوم بذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داغان: الوضع في سوريا يضر بحزب الله
المصدر: "معاريف ـ ليتال غروسمن"
" ألقى رئيس الموساد السابق, "مائير دغان", كلمة في حفل تقديم شهادات فخرية في كلية نتانيا الأكاديمية. في بداية الكلام تناول خبر طلب استعادة جواز سفره الدبلوماسي بطريقة مازحة وقال: "أنا مسرور لأنني هذه المرة على الأقل لست بحاجة للحصول على جواز سفر للوصول إلى هنا".
للمرّة الأولى منذ إعلان خبر طلب استعادة جواز سفر رئيس الموساد السابق بسبب تصريحاته ضد رئيس الحكومة ووزير الدفاع ـ دغان يردّ هذه الليلة على القضية. وبلهجة قارصة ساخرة عبّر بها دغان هذه الليلة عن الموضوع خلال حفل في الكلية الأكاديمية في نتانيا حين قال إنّه على الأقل في هذه الحالة هو ليس بحاجة لجواز سفر من اجل أن يصل إليه.
وفي سياق كلامه إنتقل إلى مواضيع جدّية, حيث استعرض التحديات الإستراتيجية التي تواجه إسرائيل. فتناول أوّلاً التهديد الإيراني قائلاً:""ليس لدي شك أنّ التهديد الإيراني ليس فقط مشكلة إسرائيل...هذه فرصة غير اعتيادية للدول المجاورة وللمجتمع الدولي للردّ على التحدي الذي تضعه إيران أمام العالم الحرّ".
عن المفاوضات مع الفلسطينيين:""ليس هناك وصفة عجيبة".
وفي السياق أيضاً تطرّق دغان إلى قضية الإسلام المتطرّف, التي بحسب أقواله ليست مشكلة محلية أو إقليمية, بل ظاهرة تؤثر على العالم كله.
وبالنسبة للتحدي الفلسطيني قال دغان إنّ على إسرائيل تحرّي أي سبيل وصولاً إلى إنهاء هذا الصراع. وأضاف: "أعترف أن ليس هناك وصفة عجيبة. يجب البحث في كل قناة بغية التغلّب على هذا التحدّي وحلّه".
أما حديثه الأهمّ فكان عن الأحداث في العالم العربي, سيّما ما يحصل في سوريا. حيث قال, "في حال خسر العلويون الرئاسة, هناك فرصة للسنّة للوصول إلى السلطة", ويبدو أنّهم لن يصبحوا أعضاء في جمعية "محبي صهيون" لكن ما من شكّ بأنّ هذا الأمر سيضرّ بحزب الله والدعم الاستراتيجي الذي يحصل عليه من سوريا ـ وسوف يقلّص التأثير الإيراني في المنطقة". وفي النهاية قال دغان إنّ العبرة يجب أن تكون "في كل مخاطرة هناك فرصة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صعوبات في مناورة اسرائيل الكبرى: كيف نقنع السكان بوجوب الدخول الى الملاجيء
المصدر: "معاريف"
" إحدى التحديات الأكثر صعوبة التي ستواجه قيادة الجبهة الداخلية سيكون كيفية التعامل مع سكان تل أبيب المعروف عن قسم منه بـ الامبلاته في المشاركة بالمناورة والإنتقال إلى الأماكن المحصنة مع سماع أصوات الصافرات
وإستثمرت قيادة الجبهة الداخلية أموالا جمة, ومصادر كثيرة في الفترة الأخيرة بشكل خاص في مدينة تل أبيب وذلك عبر إفتتاح محطات لتوزيع الأقنعة الواقية بيد أن لا مبالاة سكان تل أبيب تظهر صعوبة كبيرة للتغيير.
فقط 39 % من سكان المدينة الكبيرة توجهوا إلى المحطات للحصول على أقنعة واقية في مقابل 72% من السكان في نس تسيونا و65 % في أشدود على سبيل المثال. وأشاروا في إقليم دان التابع لقيادة الجبهة الداخلية بأن التعاون من قبل البلدية هو في الواقع ناجح وتم التخطيط له برؤى متزامنة ولكنهم يعتقدون بأن تفسير الأمر قد يكون بأن أغلبية سكان تل أبيب ربما سيسمعون صافرات الإنذار اليوم ولكن هذا لم يمنعهم من متابعة أعمالهم والخروج إلى المقاهي أو التوجه إلى شاطئ البحر أو على الأقل مواصلة أعمالهم بشكل طبيعي
وأوضح قائد إقليم دان في قيادة الجبهة الداخلية العقيد " أدم زومسان" عن تقديره بأن اليوم عند الساعة 11:00 سيكون هناك مواطنين من تل أبيب يواصلون تناول القهوة ولن يدخلوا إلى الملاجئ. نحن نحاول أن نجد تفسيرا, وأنا أقدر بأنه سيكون هناك نسبة متوسطة من السكان لن يلتزموا. ولكن لا يسعنا فعل أي شيء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استعدادا لليوم الذي يلي ايلول
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" في المؤسسة الأمنية يستعدون لليوم الذي يأتي بعد إعلان دولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة: حول هذه المسألة ماذا سيحصل بعد الإعلان، حتى الآن يجدون صعوبة بالإجابة في الجيش الإسرائيلي. حالياً تجري تدريبات، خطط مستحدثة وأحياناً تم الاستقصاء عن الرأي العام في الفيسبوك. بالإضافة إلى ذلك يجهزون في الجيش وسائل هندسية، يشترون ويوسعون وسائل لتفريق المتظاهرين وبشكل خاص يستعدون لأي احتمال، من البسيط وحتى المتطرف. تقدم Ynet نظرة أولية في خطة "مغدال عوز"، التي تفصّل كيف يحاول الجيش الحفاظ على النظام في يهودا والسامرة في اليوم التالي، إلى جانب المهام الجارية.
في جلسات النقاش التي جرت في الأسابيع الأخيرة بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى في قيادة المنطقة الوسطى، أثير تساؤل حيال موقف ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي بعد أن تُعلن ـ كما يخططون في السلطة ـ دولة فلسطينية: هل من الممكن أن يدخل ضابط إلى نابلس أو إلى رام الله من اجل اعتقال مطلوب، سيطلب منه شرطي محلي اظهار باسبور أو فيزا؟ وكيف هو بشكل عام من المفترض أن يعمل في وضع كهذا؟
لم يكن لدى أحد من الموجودين جواباً في هذه المرحلة، الأمر الذي يشهد ربما عن فترة عدم ثقة دخلت فيها المؤسسة الأمنية في الأشهر الماضية في يهودا والسامرة. ليس واضحا ماذا سيجري مع التنسيق الأمني والمدني، أي نوع مظاهرات متوقعة وأي جهة ستختار السلطة الفلسطينية أن تكون. كذلك واضح للجميع، ان لعمليات الشغب أحيانا تأثير ملتصق وعدد كبير من الجهات قد تستغل الوضع من اجل إشعال النار في القطاعات الأخرى.
ومع ذلك، في تقويم المؤسسة الأمنية لا يوجد إشارة واضحة ـ في أحداث شهر أيلول أو في تغييرات جوهرية متوقعة في المنطقة. تعتقد جهات عسكرية بأنه سيؤخذ وقت حتى يدرس المواطنون الفلسطينيون موقفهم الجديد حيال التغييرات في المنطقة. فرضية عمل أخرى تؤكد انه إذا وصل المدنيون الفلسطينيون إلى وضع إحباط أو خيبة أمل، هذا الأمر قد يؤدي إلى "إصدار تذمر". من بين السيناريوهات المغالية: عمليات شغب وحتى الوصول إلى مناطق احتكاك، مثل مستوطنات أو قواعد الجيش الإسرائيلي.
فرضية عمل ثالثة تؤكد أن مهمة الجيش الإسرائيلي الأساسية هي الاستعداد لحرب وممنوع تحويل عمليات الشغب المتوقعة إلى المهمة الأساسية للجنود. وقد أوضح قائد إحدى الفرق قائلا "أنا لا انوي إيقاف تدريبات بأي ثمن. يجب أن نتذكر بان هذه أحداث تكتيكية غير كبيرة".
كيف يواجهون تظاهرات ضخمة؟
على الرغم من علامات الاستفهام حول "أحداث أيلول" والرغبة بعدم تحويل انتباه الجيش عن مهمته الأساسية، في الجيش الإسرائيلي لا يتركون فراغاً في الموضوع. منذ شهر آذار بدأ الاستعداد حول أحداث أيلول، التي من الممكن أن تحصل بعد عدة أشهر.
هذا وقد أوصى قائد المنطقة الوسطى آفي مزرحاي، الذي يتابع الاستعداد عن كثب، أوصى رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غنتس، بتوسيع دائرة القوات التي ستكافح عمليات الشغب، حتى في القطاعات الأخرى. في نهاية الشهر سيقام في قاعدة التدريبات القيادية لكيش ورشة أركانية، التي ستوجّه أفراد ذراع البر وقادة من الألوية المناطقية في قيادة المنطقة الوسطى. في غضون يومين سيسمع القادة، من وحدات عملياتية من منصب قائد سرية وأعلى، سلسلة محاضرات وعرض نماذج حيال الاستخدام وسائل تفريق المظاهرات. لكن بشكل خاص هم سيتعلمون العقيدة القتالية، التي خصصت لمواجهة عمليات الشغب الشعبية، بالتشديد على منع، تقليص وإصابة دقيقة بمن يريدون.
بالإضافة إلى ذلك في الورشة الأركانية، تمر كل الكتائب في قيادة المنطقة الوسطى بتدريبات هادفة ـ تشمل جنود الاحتياط. قال مصدر عسكري "من الممكن خلق وضع، تُستدعى فيه الكتائب النظامية إلى قطاع آخر، وأفراد الاحتياط يكونون هنا. لذلك يجب ان يكونوا مستعدين".
جزء معروف من خطة "مغدال عوز" يُعنى بشراء وتوسيع وسائل لتفريق المتظاهرين. في قيادة المنطقة الوسطى اشتروا في الآونة الأخيرة وسائل عديدة أخرى، عدد مضاعف يغير المعتاد. الأمر يتعلق بقنابل صوتية وغازية وكذلك مئات القاذفات ـ المستخدمة لإطلاق قنابل غازية مسيلة للدموع. في القائمة يوجد سيارات لرش المياه ومواد تنشر رائحة كريهة ("ظربان "حيوان من اللواحم في حجم القط رائحته كريهة منتنة"). في الآونة الأخيرة، هكذا يقولون في الجيش الإسرائيلي، استخدام خراطيم مياه في التظاهرات في بلعين، اثبت نفسه كوسيلة ناجعة لإبعاد المتظاهرين.
كذلك الجهاز السمعي "صرخة"، التي تنتج ضجة قوية جداً، ستساعد على تفريق التظاهرات. بالإضافة إلى ذلك سيستخدم جهاز "مكلوش" الذي يفرق عشرات القنابل الدخانية في منطقة التجمع وكذلك مسدسات صوتية، للتغلّب على محرضين أساسيين. في مقابل ذلك، تم شراء عدة حماية تناسب عمليات الشغب، حماية الوجه مرورا بالخلف وحتى منطقة الصدر. ووفقا للخطة، ستصل التجهيزات إلى الجيش الإسرائيلي حتى نهاية شهر آب.
أشياء هامشية نقالة ستمنع التقدم
إضافة إلى ذلك ينفذون نشاط في مكونات البنية التحتية. على سبيل المثال، رفع مواقع الجيش الإسرائيلي. كذلك، جمعت قيادة المنطقة الوسطى مجموعة عقبات هندسية، ستوضع وفق الحاجة بهدف إيقاف الموكب الشعبي. الأمر يتعلق بمكعبات باطون، الذي من الممكن أن يفرق في نقاط حساسة ويمنع المتظاهرين من التقدم. في المقابل، يجهزون أماكن لاستيعاب قوات إضافية، ستضطر إلى المكوث في القطاعات المختلفة.
من وراء الوسائل غير القاتلة والبنية التحتية، التي أساسها إيقاف متظاهرين، يوضحون في الجيش انهم يجرون تدريبات للقنص والرماية. فقد أوضح مصدر عسكري "الرسالة الأساسية ستكون إيقاف متظاهرين بشكل يقلص الإصابات، لكن عندما لا يكون هناك مفر ـ نفتح النار الحي" ، من الناحية العسكرية اذا اجتاز الفلسطينيون السياج الذي يحيط بيت آل أو يتسهار، الأمر سينتشر كما اجتازوا حدود إسرائيل ـ سوريا. قال المصدر العسكري "هم سيخطفون عناصر مشاة في حالة كهذه".
في إطار التقديرات قبل عمليات الشغب، اختبروا في هيئة الأركان العامة نطاق تعزيز القوات في منطقة يهودا والسامرة. في قيادة المنطقة الوسطى طلبوا المزيد من القوات، لكن قرار نهائي لم يسقط بعد، بسبب عدم الثقة لما هو متوقع والرغبة ان لا تضر بتدريبات عبثاً.
يبدو ان عدد من الكتائب "ستشير" سلفاً كأولئك الذين سيكونون تعزيز، وسيصلون إلى القطاع وفقا لتقدير الوضع. في الجيش الإسرائيلي يقولون انهم من الممكن ان يقدروا متى الفلسطينيين "سيفقدون الخوف"، كما تعريفهم ويخرجون إلى الشوارع.
في إطار التهديدات والتقديرات يأخذون بالحسبان سيناريوهين أساسيين مع انعكاسات واسعة: تظاهرات شعبية بدون هدف للسلطة وحتى نشاط منع أجهزة الأمن أو حتى انتفاضة واسعة، لان السلطة الفلسطينية ستنظم مع أفراد أمنها.
الاحتمال الأول مريح أكثر لمواجهة عسكرية. ومع ذلك، سيتمكنون في الجيش من إصابة كل بنية تحتية للدولة الجديدة، بما في ذلك منشآت أمنية، وذلك لنقل رسالة صارمة جداً. بنك الأهداف في يهودا والسامرة يستحدث رويدا رويدا، كذلك في هذه الأيام. لا احد يرغب استخدامه، لكن هذا الخيار موجود على الطاولة.
لن يسارع الفلسطينيون إلى تعريض البنى التحتية للخطر ولذلك من الصعب التقدير ان التظاهرات ستكون في تنظيم الدولة الجديدة. على العكس، التظاهرات الشعبية واقعا قد تخرج عن السيطرة، لكن في الجيش الإسرائيلي يقدرون انه من الممكن مواجهتها. إذا تواصل التنسيق الأمني، عندئذ من الممكن التأمل بأحداث محدودة. التنسيق الأمني أثبت نفسه في الأسابيع الماضية. من نتائج "يوم النكبة" و"يوم النكسة" يظهر أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفت بتعهداتها. هي شكلت خط الدفاع ومنعت تطور المسيرة والتظاهرات الشعبية.
تجدر الإشارة إلى انه يجب إضافة متغير آخر إلى مجموع التقديرات ـ منظمة حماس ـ التي على ضوء اتفاقية المصالحة مع فتح، هي ظاهرة كثيرا في أرجاء الضفة وقد تكون عنصرا مثيرا. ولخص ضابط رفيع "نحن أمام فترة ضبابية تخفي عدد كبير من المخاطر. كجيش نحن يجب ان نخطط لكل سيناريو. من الممكن ان نقف أمام وضع معقد، الذي يغير الوضع المعروف في السنوات الماضية في أرجاء يهودا والسامرة. لذلك نحن نستعد".
في السياسة الإسرائيلية، التي ستحدد في القدس، سيكون تأثير خطير على المستقبل. وقد أوضح رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين عشية نهاية توليه للمنصب ان إسرائيل، بغياب اعتراف الدولة الجديدة، قد تدخل في مواجهة المجتمع الدولي، الأمر الذي سيؤدي إلى الضرر بموقفها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتفاقات بمئات الملايين من الدولارات لصالح الصناعات الامنية
المصدر: "جيروزاليم بوست"
" وقّعت صناعات إسرائيل الجوية وايربس العسكرية ـمقرها مدريدـ اتفاقية مشتركة يوم الثلاثاء لتطوير أنظمة تحكم وانذار مبكر صغيرة ومتعددة الاستعمالات.
وقالت المصادر إنه يُتوقع أن تدر الصفقة على صناعات إسرائيل الجوية عدة مئات ملايين الدولارات في السنوات الخمسة القادمة.
تعرض صناعات إسرائيل الجوية لزبائنها رادار AEW&C في الطائرات التجارية Gulfstream G550 الموجودة في لدى سلاح الجو الإسرائيلي. إن النظام الجديد سيُقدم لطائرة النقل التكتيكية إيربس C295 المخصصة للاقلاع والهبوط على المدارج القصيرة. وقال المصد إن طائرة C295 أرخص من طائرة Gulfstream وأصغر من حيث الحجم.
يوم الثلاثاء، وقّع رئيس إلتا، فرع من صناعات إسرائيل الجوية، نيسيم حاداس مذكرة تفاهم مع المدير التنفيذي لايربس العسكرية دومينغو أورا في معرض باريس الجوي.
إنC295 مصممة لتقديم نوعية عالية من المراقبة 360 درجة والحصول على وعي موقعي متكامل وبحري. وتُجري طائرة C295 المجهزة بقبة للرادار تجارب طيران حالياً في منشأة لايربس العسكرية في اسبانيا. وقالت المصادر إن الاختبارات الأولية تظهر أن الطائرة مناسبة من الناحية الديناميكيةـالجوية لتكون قادرة على انجاز مهمة السيطرة والانذار المبكر.
وقال حاداس: "إن قدرات ايربس العسكرية وإلتا المتفوقة في طائرات المهمات الخاصة وأجهزة التحسس ودمج الأنظمة تسمح لنا بتقديم حل فعال ومُجرّب لجميع الاحتياجات المتزايدة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التدرب على إخلاء مئات الالاف كسيناريو حرب مع حزب الله
المصدر: "اذاعة الجيش الاسرائيلي"
" سيناريو سقوط صواريخ كيميائية على وسط البلاد سوف يتم التدرب عليه هذا المساء، في إطار مناورة نقطة تحول خمسة، التي دخلت يومها الثالث هذا الصباح, في الجيش يقدرون انه في مثل هذه الحالة سوف يضطر حوالي نصف مليون شخص لترك منازلهم والانتقال إلى مخيمات تقام لهذا الغرض في الجنوب, رجال الجبهة الداخلية بدؤوا العمل على إعداد الأراضي في الجنوب بالتعاون مع السلطات المحلية هناك، ويفيد مراسلنا ان المسألة تتعلق باليوم العاشر على بدء الحرب, على الجبهة الشمالية الجيش يقاتل مقابل سوريا وحزب الله وفي غزة مقابل حماس, اكثر من ستة ألاف صاروخ سقطت على الأراضي الإسرائيلية, ويقول متان فلنائي, وزير الجبهة الداخلية, انه على دولة إسرائيل القيام بكل شيء من اجل منع حصول هذا, مشيرا إلى انه لا يمكن تحمل هذا الوضع, يجب عليهم وهذا اقتراح قدمه الى المجلس المصغر انه يجب ان توجه ضربة قوية لهم لا تمكنهم من الاستمرار في اطلاق الصواريخ.
في الجيش يقدرون ان اكثر من أربعة مائة ألف شخص سوف يضطرون إلى ترك منازلهم عند الجبهة الشمالية في أثناء الحرب, جزء منهم بشكل شخصي وفقط المحتاجين يتم نقلهم بواسطة الدولة, في قيادة الجبهة الداخلية يخططون إلى إقامة اربع معسكرات من الخيم في الجنوب قادرة على استقبال عشرات الالاف من المواطنين وتقديم الخدمات الأساسية لهم كما اشار رئيس اركان الجبهة الداخلية تسيفي تستر, الذي قال انه في قيادة الجبهة الداخلية يفهمون انه مع كل حالة طورائ سوف تضطر الدولة إلى عملية نقل للسكان وان هذه الظاهرة قائمة, لذلك هم يعملون على معرفة إلى اين على السكان الذهاب وايضا من خلال توجيه السكان إلى الأماكن الأكثر امنا بالنسبة لنا وأيضا القيام بتقديم الإجابات والمساعدات لهم في الاماكن التي سوف يأتون اليها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باراك: على حماس ان تعترف باسرائيل
المصدر: "القناة السابعة الاسرائيلية"
التقى وزير (الحرب) ايهود باراك، اليوم (الاثنين) بوزير الدفاع الفرنسي، في وزارة الدفاع الفرنسية.
خلال المحادثة، التي أجريت بعد زيارة وزير الدفاع باراك في الصالون الجوي في لا بورجه، أشار الوزير باراك إلى العلاقات الخاصة بين الدولتين والروابط الأمنية الشاملة بين فرنسا وإسرائيل. تبادل وزير الدفاع باراك ونظيره الفرنسي الآراء والأفكار فيما يتعلق بالتغييرات التي تحدث في الشرق الأوسط وأهميتها. وأكد وزير الدفاع أمام نظيره الفرنسي على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.
أضاف وزير الدفاع وقال إنّ "إيران تعمل بشكل بارع ومحنّك، تخدع العالم وتستمر بتطوير الصواريخ بعيدة المدى وتحاول امتلاك السلاح النووي. السلاح النووي بيديّ إيران هو مشكلة لكل العالم".
أثار وزير الدفاع خلال المحادثة موضوع الجندي المخطوف جلعاد شاليط وقال إنّ "في هذه الأيام تتم السنوات الخمس على اختطاف الجندي جلعاد شاليط. لا يمكن أن نسلم بأن حماس تمنع زيارته في كل هذه السنوات من قبل الهيئات الدولية بما فيها الصليب الأحمر. نحن نبحث عن أي طريقة لإطلاق سراح شاليط ونطلب مساعدة فرنسا في ذلك".
بِشأن القافلة البحرية المخططة لغزة قال وزير الدفاع باراك لوزير الدفاع الفرنسي: "لا يوجد أي حاجة لقافلة إلى غزة لأنه لا يوجد هناك أزمة إنسانية. إن يريدون نقل البضائع إلى غزة من الممكن نقلها عن طريق مرفأ أشدود أو عن طريق العريش. القافلة المخططة هي استفزاز ليس إلا".
بخصوص حكومة الوحدة الفلسطينية قال وزير الدفاع: "إن كانت تريد حماس أن تشارك في الحكومة الفلسطينية، عليها أن تعترف بمبادئ الرباعية، أن تزيل البنى التحتية الإرهابية وأن تتنصّل من الإرهاب. هذه منظمة إرهابية. رئيس حكومة إسرائيل الماضي، أريال شارون، تراجع حتى السنتيمتر الأخير من قطاع غزة، ورغم ذلك أطلقوا من القطاع باتجاه إسرائيل في السنوات الأخيرة أكثر من عشرة آلاف صاروخاً وقذيفة".
في نهاية اللقاء، دعا وزير الدفاع باراك نظيره الفرنسي لزيارة إسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا مبالاة لدى الاسرائيليين.. انهم لا يتجابون مع مناورة الجبهة الداخلية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يؤاف ليمور"
" من الممكن اعتبار بانه حتى اليوم لم يتأثر معظمنا من مناورة الداخل القومية. عندما ستُطلق صفارات الإنذار في 11 صباحاً وعند السابعة مساءً، قسم محسوم من السكان لن يتذكر ان هناك مناورة، ومن يتذكر ـ ينتظر ان تصمت. فقط عدد قليل يتجه إلى الملجأ أو إلى منطقة محصنة، قليلا ما نجد دولة داخلها مهدد دائماً.
من الممكن أن نرى في لا مبالاة الشارع نقطة جيدة: الجمهور الإسرائيلي يريد العيش. لا تزعجوه بمناورات وصفارات إنذار، استدعوه فقط في حال صفارة حقيقية. وقتها هو يعرف ماذا عليه أن يفعل، أو على الأقل سيسأل.
كذلك من الممكن أن نرى نقطة جيدة أخرى: الجمهور يعيش في فقاعة. هو ينفصل عن تهديدات المحيط ولا يخفي أن عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف الصاروخية موجهة في كل الوقت إلى كل نقطة في إسرائيل. في اللحظة الحقيقية لن يكون لديه وقت لطرح أسئلة. تدريب من دون نيران حية الآن سينقذ الحياة عندما ستسقط صواريخ من حوله.
يوجد ما يكفي من المنطق السليم في الحجتين. على أي حال يحق للمواطن الاختيار ـ بإرادته سيستعد، بإرادته تجاهل الخطر.
حق الخيار هذا محفوظ لكل واحد منا، وهو غير ممنوح للسلطات: هي ملزمة بان تكون مستعدة حتى لا يتكرر التقصير الذي حصل في معالجة الداخل خلال حرب لبنان الثانية. عدد كبير من عِبر 2006 استُخلصت واستوعبت، خصوصا من الناحية الأمنية ـ قيادة المنطقة الداخلية حسّنت في الخمس سنوات الأخيرة قدرتها بشكل كبير.
المشكلة بقيت من الناحية المدنية. في المهمة الشاقة لقسم من الوزارات، بتعدد القوانين، بغياب سلطة الوزارة الجديدة لحماية الداخل لتوجيه وزارات أخرى حيال كيفية العمل في الطوارئ. على كل حال ليس واضحا كم من الوقت ستصمد هذه الوزارة، كونها تعتمد على طاولة وزارة الدفاع، حيث عدد من مسؤوليها الكبار (وليس هم فقط) يحاولون عرقلة ولادة الهيئة التي من المفترض أن تنقد الحياة، بكل معنى الكلمة.
من الممكن توقع أن يستغل رئيس الحكومة اليوم جلسة الكبينت الخاصة، التي ستعقد في "بور" القيادة الحكومية الجديدة في جبال القدس، من اجل تنظيم مواقد الاشتعال التي بقيت. من مثله يعلم أن ما لا يُنفّذ الآن، في الأيام الروتينية، سيتضح مع الأيام في مكتب مراقب الدولة.
نتائج الحرب المقبلة ستُقتطع بشكل كبير من قدرة صمود الجمهور في الداخل. عدم اكتراثه اليوم ربما يجب أن يزعج، الثغرات في استعداد السلطات ـ في الخطط، الصلاحيات، الموازنات ـ مقلقة جدا. من الجدير معالجتها قبل حصول الصفارة الحقيقية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحد امام المناورة: كيف نقنع الاسرائيليين بالتوجه الى الملاجيء
المصدر: "معاريف"
" إحدى التحديات الأكثر صعوبة التي ستواجه قيادة الجبهة الداخلية سيكون كيفية التعامل مع سكان تل أبيب المعروف عن قسم منه بـ الامبلاته في المشاركة بالمناورة والإنتقال إلى الأماكن المحصنة مع سماع أصوات الصافرات
وإستثمرت قيادة الجبهة الداخلية أموالا جمة, ومصادر كثيرة في الفترة الأخيرة بشكل خاص في مدينة تل أبيب وذلك عبر إفتتاح محطات لتوزيع الأقنعة الواقية بيد أن لا مبالاة سكان تل أبيب تظهر صعوبة كبيرة للتغيير.
فقط 39 % من سكان المدينة الكبيرة توجهوا إلى المحطات للحصول على أقنعة واقية في مقابل 72% من السكان في نس تسيونا و65 % في أشدود على سبيل المثال. وأشاروا في إقليم دان التابع لقيادة الجبهة الداخلية بأن التعاون من قبل البلدية هو في الواقع ناجح وتم التخطيط له برؤى متزامنة ولكنهم يعتقدون بأن تفسير الأمر قد يكون بأن أغلبية سكان تل أبيب ربما سيسمعون صافرات الإنذار اليوم ولكن هذا لم يمنعهم من متابعة أعمالهم والخروج إلى المقاهي أو التوجه إلى شاطئ البحر أو على الأقل مواصلة أعمالهم بشكل طبيعي
وأوضح قائد إقليم دان في قيادة الجبهة الداخلية العقيد " أدم زومسان" عن تقديره بأن اليوم عند الساعة 11:00 سيكون هناك مواطنين من تل أبيب يواصلون تناول القهوة ولن يدخلوا إلى الملاجئ. نحن نحاول أن نجد تفسيرا, وأنا أقدر بأنه سيكون هناك نسبة متوسطة من السكان لن يلتزموا. ولكن لا يسعنا فعل أي شيء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير مراقب الدولة عن الاسطول: انتقاد شديد لرئيس الحكومة
المصدر" يديعوت أحرونوت – شمعون شيفر"
" مراقب الدولة سينتقد بشدة أداء رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والخارجية في قضية السيطرة على الاسطول التركي الى غزة. هذا ما تكشف عنه النقاب محافل مقربة من التحقيق الذي يجريه مراقب الدولة.
في تموز 2010 فاجأ المراقب ميخا ليندنشتراوس حين أعلن بانه قرر التحقيق هو ايضا في قضية مرمرة اضافة الى لجنة الفحص التي عينتها الحكومة برئاسة القاضي المتقاعد يعقوب تيركل.
في الايام الاخيرة رفع مكتب المراقب مسودة التقرير للوزراء المذكورين فيه. وحسب مصادر مقربة من التحقيق، يتركز الانتقاد على عملية اتخاذ القرارات من جانب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والتي سبقت عملية السيطرة على مرمرة. وتقدر المحافل بان المراقب سيقرر بان بنيامين نتنياهو وايهود باراك لم يجريا مداولات مرتبة في المجلس الوزاري السياسي – الامني مثلما يفترض القانون. وهكذا مثلا سيشير المراقب الى أن رئيس الوزراء عقد لقاءات منفردة مع باراك ومع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان للبحث معهما في الاستعداد لاستقبال الاسطول – ولم يحرص على اطلاع المجلس الوزاري، المسؤول حسب القانون عن اقرار القرارات على المستوى الوطني في كل مسألة سياسية وأمنية.
وحسب هذه المحافل، سيقول المراقب ان نتنياهو وباراك كررا الاخطاء التي ارتكبها رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت ووزير الدفاع السابق عمير بيرتس في اثناء حرب لبنان الثانية – ذات نقاط الخلل التي حذرت منها لجنة فينوغراد عن الحرب.
وتشير هذه المحافل الى ان ليندنشتراوس سيوجه انتقادا لكون باراك لم يسمح لممثلي جهاز الامن بالمشاركة في المداولات التمهيدية التي عقدت في مجلس الامن القومي في ديوان رئيس الوزراء. وقد طرحت في هذه المداولات سيناريوهات مختلفة عن تعقيدات محتملة بعضها حصل بالفعل في نهاية المطاف. وسيقول المراقب ان اصحاب القرار على المستوى السياسي – الامني لم يعملوا بشكل مرتب على المستوى الدبلوماسي لمنع انطلاق الاسطول. نتنياهو، باراك وليبرمان سيردون في الايام القريبة على الادعاءات المطروحة في مسودة التقرير من خلال محاميهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليم على العنصرية – اطفال ينشدون: الموت للعرب
يديعوت احرونوت ـ غيدي ليبكن
شتائم، كراهية وعنصرية ليست مشاهد نادرة في مدرجات الجمهور في ملاعب كرة القدم في البلاد وبالتأكيد ليست مزايا خاصة لفريق بيتار القدس. ومع ذلك فانه عندما يرى المرء الافلام التي التقطت في تدريب الفريق هذا الاسبوع يصعب عليه الا يصاب بالصدمة. اطفال أبناء ستة وسبعة يطلقون هتافات عنصرية في غاية الشدة – بتشجيع المؤيدين الكبار.
الاشرطة الثلاثة الباعثة على الصدمة التقتت في تدريب جرى في بداية الموسم للفريق، يوم الاحد في استاد بيت فجان. الاطفال الذين ينشدون الاناشيد العنصرية هم على ما يبدو أصغر من أن يفهموا معنى تعابيرهم، ولكن الكبار المؤيدين للفريق لا يهمهم الامر. فهم فخورون بالاطفال الشاتمين، يرشدونهم ويربتون على اكتافهم.
في أحد الاشرطة بدا مؤيد يتوجه الى أحد الاطفال الذي يجلس على كتفي مؤيد آخر. انتم تهتفون "هوبا" ونحن ننشد "سخنين زانية". وفي قسم آخر من الشريط يبدو الاطفال لم يعودوا بحاجة الى الارشاد الدائم من الكبار. فهم يبادرون الى الاناشيد بأنفسهم ويعرفون الكلمات جيدا. وبدا أحد الاطفال يهتف: "اليهودي هو الروح والعربي ابن الزانية". وهتافات مثل " القطار تو تو والعرب يموتوا".
وكان حضر التدريب نحو 850 مؤيدا للفريق. الظاهرة ليست جديدة وهذه ليست حالة شاذة. وقال أحد الحاضرين انه "كان هناك اطفال صغار وكلهم يؤيدون بيتار".
أحد أعضاء الفريق، روى لـ "يديعوت احرونوت" بان الاطفال يشاركون في الاناشيد بتشجيع من أهاليهم. فهم اطفال صغار جدا ومشكوك أن يكونوا يفهمون معنى الكلمات التي يهتفونها. فهم يرون الكبار ويقلدونهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر أمني كبير: ايران نظمت المواجهات على الحدود
المصدر: "هآرتس – آفي يسسخروف"
" يقول مصدر اسرائيلي كبير انه واضح دور ايراني في قمع المظاهرات في سوريا. وحسب هذا المسؤول، فان الحرس الثوري الايراني وجيش القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني يعملان في ارجاء الدولة.
وقال المصدر لـ "هآرتس" ان هناك نبأ واضحا عن هذا الدور للحرس الثوري، الى جانب نشطاء في حزب الله، في قمع المظاهرات. ولا يتلخص النشاط باطلاق النار من النشطاء في المنطقة نحو المتظاهرين بل وبتوفير معدات للجيش السوري من ايران مثل بنادق القنص واستخدام أجهزة تشويش للانترنت في الدولة.
سكان في سوريا، وكذا وسائل الاعلام، يروون عن رجال جيش بالبزات العسكرية يتحدثون العربية الركيكة أو الفارسية. "في الجيش السوري يوجد حظر على اطلاق اللحى. وعندما يلتقي الناس بعسكريين ملتحين فيمكن الفهم بانهم ليسوا جزءا من الجيش السوري النظامي"، يقول المسؤول.
الدور الايراني بلغ ذروته، حسب هذا المصدر، عندما نظم الحرس الثوري المظاهرات ضد اسرائيل على الحدود في هضبة الجولان في اطار أحداث "يوم النكبة"، في 15 ايار ومظاهرات "يوم النكسة" في 5 حزيران. وهو يقول ان "التقارير الاولية عن التواجد الايراني في قمع المظاهرات وان كانت في بلدة درعا حيث بدأت المظاهرات الجماهيرية، ولكن منذئذ يمكن ان نرى ذلك في أماكن عديدة اخرى".
في يومي الذكرى الفلسطينيين، "نظم الحرس الثوري الباصات كي ينقل المتظاهرين الى الحدود. ولم يأتِ الامر بمبادرة من سوريا، ولكن الجيش السوري صادق على عبور الباصات نحو الحدود بنفسه. وفي يوم النكبة وقفوا أيضا خلف المظاهرات في لبنان، دون التشاور مع حزب الله وفي ظل معارضة الجيش اللبناني. وهذا هو السبب الذي جعل انه في لبنان لم تسجل أي مواجهات ومظاهرات في يوم النكسة".
في يوم النكسة، كان الحرس الثوري هم الذين اشركوا منظمة أحمد جبريل الفلسطينية – الجبهة الشعبية – القيادة العامة في عملية ارسال مئات المتظاهرين الى الحدود. وحسب هذا لمصدر، فان "الخلفية للاضطرابات التي نشبت في مخيم اليرموك للاجئين في اليوم التالي للمظاهرات في الجولان كانت بالاساس عدم دفع الاموال التي وعد المشاركون بها مسبقا: الف دولار لكل مشارك وعشرة الاف دولار لعائلة كل شهيد قتل في المظاهرة".
عائلات القتلى غضبوا من أحمد جبريل بدعوى أنه جر ابناءهم للمواجهة مع الاسرائيليين. عندما بدأت الاضطرابات، انضم مئات المشاركين في المظاهرات ممن لم يتلقوا أموالهم حتى اليوم. حراس جبريل، الذين خشوا من ان يصاب رجالهم بأذى، فتحوا النار فقتل 14 من السكان. في المخيم كان في ذات الوقت نشطاء كبار من حماس ايضا.
وقدر المصدر الكبير بان احتمالات وقوع مظاهرات مشابهة على الحدود بين اسرائيل وسوريا في الفترة القريبة ليست عالية بسبب الظروف الناشئة. وانضم الى تقدير وزير الدفاع ايهود باراك، في حديث مع "هآرتس" قبل نحو اسبوعين وادعى بان السياق الذي سيؤدي الى نهاية نظام الاسد في سوريا لم يعد له مرد.
"شرعية نظامه انتهت. كلما ضرب بقوة أكبر، خرج المزيد فالمزيد من الناس الى الشوارع"، قال. بتقديره، في نهاية المطاف فان قسما من كبار الضباط في الجيش السوري، من ابناء الطائفة السنية، سيتوصلون الى اتفاق مع كبار الضباط العلويين يتضمن اعطاء حماية مناسبة للعلويين ويصلون معا الى حل سياسي يخرج الدولة من الازمة ويخلي الرئيس بشار الاسد من الحكم.
ومع ذلك، فان الفرار من صفوف الجيش السوري بدا واضحا حاليا في المستويات الدنيا وليس في أوساط رتب قادة الكتائب فما فوق. وحسب المصدر، يوجد استياء ما في الجيش على اطلاق قوات نظامية وقوات "الامن العسكري" لمهمات مثل قمع الاضطرابات. واضاف يقول "ان السلاح يوجد في أماكن كثيرة في سوريا، مثلما في كل الشرق الاوسط. وحتى الان اصيب غير قليل من الجنود ومن رجال قوات الامن بنار مسلحين من مؤيدي المعارضة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل وتركيا: مؤشرات مصالحة
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
" بعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل بضعة ايام في برقية الى رئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان فهنأه على انتصاره في الانتخابات وأعلن عن رغبته في العمل لايجاد حل للازمة في الدولتين.
العلاقات بين اسرائيل وتركيا علقت في ازمة حادة في أعقاب موت تسعة مدنيين أتراك في اثناء عملية السيطرة على مرمرة التي كانت في طريقها لكسر الحصار على غزة.
اجزاء من البرقية التي بعث بها نتنياهو لاردوغان نشرت امس في موقع صحيفة "زمان" التركية. "حكومتي سيسعدها العمل مع الحكومة التركية الجديدة لايجاد حل لكل المسائل موضع الخلاف بين الدولتين"، كتب نتنياهو. "آمل أن نتمكن من اعادة تثبيت التعاون وتجديد روح الصداقة التي ميزت العلاقات بين شعبينا على مدى أجيال عديدة".
"رئيس الوزراء بالفعل بعث برسالة تهنئة الى رئيس الوزراء التركي في أعقاب انتخابه لولاية اخرى"، جاء أمس من مكتب نتنياهو. "هذه خطوة دارجة بين زعماء الدول بعد الانتخابات. هذه خطوة اخرى في سلسلة الاشارات المتبادلة بين القدس وأنقرة بنية تحسين العلاقات"، افادت محافل سياسية في القدس.
الخطوة الاولى كانت من ناحية تركيا، التي بعثت بطائرات اطفاء للمساعدة في مكافحة الحريق في الكرمل. ردا على ذلك اتصل نتنياهو باردوغان وشكره على المساعدات. وكانت هذه أول مكالمة لهما بعد اشهر من القطيعة.
خطوة تشجيعية اخرى كانت قبل عدة ايام عندما أعلنت منظمة IHH التركية عن الغاء ابحار مرمرة كجزء من اسطول اضافي الى غزة. والتقدير هو أن لاردوغان دور هام في هذا القرار. واعترف موظفون في القدس بان هذه خطوات اولى ليس معروفا الى أين ستؤدي.
في هذه الاثناء يتبين أن لجنة الفحص من الامم المتحدة في أحداث الاسطول سترفع استنتاجاتها في غضون عدة ايام، أغلب الظن في بداية تموز. الرغبة المشتركة من الطرفين هي ان يكون التقرير وثيقة تسمح للطرفين بالنزول عن الشجرة، وانهاء الازمة والبدء بالعودة الى علاقات طبيعية.
ولا تزال على حالها خلافات بين الطرفين بشأن عدة مسائل مركزية: الاتراك يطالبون باعتذار اسرائيلي على موت مواطنيهم على مرمرة، فيما ان اسرائيل مستعدة فقط لان تعرب عن اسفها. مسألة اخرى بقيت موضع خلاف هي حول تعويض عائلات القتلى، وهل يمكن للعائلات أن ترفع دعاوى بشكل منفصل على اسرائيل على موت اعزائها.
وكان ممثلا اسرائيل وتركيا الى لجنة الفحص من الامم المتحدة، يوسف تشخنوفار ونظيره التركي، ادارا مباحثات في هذه المسائل في لقاءات عقداها قبل عدة اشهر في جنيف، دون أن يتوصلا الى اتفاق. كما أن رئيس القيادة السياسية الامنية في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس جلعاد زار مؤخرا أنقرة في محاولة للمساعدة في ايجاد صيغة تسمح باعادة العلاقات بين الدولتين الى مسارها السليم.
وفي الاسابيع الاخيرة عين رئيس الوزراء نتنياهو ممثلا عنه لادارة الاتصالات المباشرة مع ممثل الحكومة التركية، مدير عام وزارة الخارجية فريدون سنرلولو، الذي يعتبر مؤيدا كبيرا لاعادة العلاقات مع اسرائيل الى وضعها السليم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استيطان بلا أقنعة
المصدر: "هآرتس"
" بعد بضعة أيام من الكشف عن رأيه في أن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني لا يكمن في الخلاف الاقليمي، وبالتالي ليس قابلا للحل، قرر رئيس الوزراء تحقيق رؤيا الرعب الناشئة عن مذهبه الفكري. فقد قرر بنيامين نتنياهو تسريع السباق لاحتلال اراض اضافية في مناطق الخلاف، من خلال التخفيف مما بقي من وسائل الرقابة للسلطات على المشروع الاستيطاني. فيوم الاحد قررت الحكومة بان دائرة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية – الذراع الطويل لشؤون البناء في الضفة – لن تلزم بعد اليوم بالتزود بإذن مسبق من وزير الدفاع. من الان فصاعدا لن تحتاج الدائرة الا الى "تنسيق" نشاطها مع الوزير المسؤول عن المناطق.
قرار حكومة نتنياهو هذا يسخر من قرار حكومة شارون في 2003 (التي كان نتنياهو شريكا فيها) لتجميد عام للبناء في المستوطنات وحل البؤر الاستيطانية كما تستوجب "خريطة الطريق". المبادرة لتقليص صلاحيات وزير الدفاع بالنسبة للبناء في الضفة، تتعارض على نحو ظاهر وقرار حكومة شارون في 2005 (التي كان نتنياهو شريكا فيها) لتبني تقرير البؤر الاستيطانية للمحامية تاليا ساسون.
في التقرير جاء ان دائرة الاستيطان اقامت عشرات البؤر الاستيطانية دون مصادقة القيادة السياسية المخولة. وفي ضوء النتائج الخطيرة أوصت ساسون بتقليص نشاط الدائرة خلف الخط الاخضر بحيث تعمل كهيئة توطينية فقط لغرض اقامة بلدة أو توسيع بلدة تقرر الحكومة اقامتها او توسيعها. وأوصت ايضا أن تلائم وزارة المالية ميزانية الدائرة مع تلك التوصية. القرار الان بتوسيع حرية عمل دائرة الاستيطان في المناطق يكمل قرار حكومي قبل نحو سنتين قضى بان اكثر من ثلث ميزانية نشاط الدائرة يخصص للمستوطنات. في ذاك القرار الزمت الدائرة بان تطلب إذن وزير الدفاع بكل نشاط بناء وتطوير لبنى تحتية في المناطق، وعند الحاجة إذن رئيس الوزراء. القرار الان بنزع حتى هذا المظهر السطحي للرقابة على مشروع الاستيطان، يدق مسمارا آخر في تابوت دفن حل الدولتين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسد لم يقتل بعد ما يكفي
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ سمدار بيري"
" هل هو ضعيف وفزع، أم هو كذاب كبير لا يعتزم الايفاء بأي من كومة الوعود التي نثرها أول امس أمام الكاميرات؟
منذ أربعة أشهر والرئيس السوري، بشار الاسد، يغرق ابناء شعبه في بحر من اللجان: هناك لجنة انتخابات للبرلمان، لجنة تغيير الدستور، لجنة شؤون الديمقراطية وحقوق الانسان، لجنة حل الازمة الاقتصادية، اللجنة الفرعية لشؤون البطالة، ولجنة اخرى لحرية الصحافة، وكذا لجنة هامة للتعليم. وفوقها جميعها، اللجنة للحوار الوطني. هذا الاقتراح الجديد من معمل الاسد، الذي يكذب دون خجل عن "حوار" يديره (من رأى؟ لمن توجد أدلة؟) مع "آلاف" من كل شرائح الشعب السوري، ممن يسكبون امامه قلوبهم بالطبع، ويروون له، دون ان يرتعدوا خوفا، من يزعج ومن يضغط. "الرئيس" يتعلم أخيرا كيف يتعرف على شعبه.
كله، يا بشار، قصص الجدة. لا أحد يصدقك. لم نرَ منذ اندلاع المظاهرات ضدك، حتى ولا مواطن سوري واحد ووحيد خرج ليعلن امام الكاميرات، مثلما تحب انت، بانه كان محظوظا في أن ينفس على مسمعك. بالمقابل، اكتشفت في هذه اللقاءات، كما تدعي، كم أنت زعيما محبوبا ومعجبا بك. أحقا.
عصر أول أمس عندما أدخلك الانذار الذي وجهه رئيس وزراء تركيا اردوغان في حالة ضغط حقا، خرجت لتدعو اللاجئين الى العودة الى الديار، الى سوريا. وعدت بالا ينكل بالجيش بهم. والعجب هو أنهم يفضلون الجفاف في الخيام البيضاء على الحدود على أن يصطدموا بزعرانك. لو انك قصدت اعادتهم حقا، يا بشار، لتركت القاعة المكيفة في جامعة دمشق، والتي كان فيها حراس اكثر مما كان طلاب، وقفزت الى خيمة في تركيا – أقل من ساعة سفر في السيارات المحصنة – لتقول لـ 11 الف مواطن فروا منك من شدة الخوف، عودوا، اعطيكم كلمتي، سيكون الامر على ما يرام.
انت ضعيف ومنقطع، يا بشار. بعد 11 سنة في القصر لم نجد لديك حتى اليوم كاريزما، تصميم، زعامة وسياق حقيقي لاتخاذ القرارات. انت الطبيب الذي لم يعمل أبدا في ممارسة الطب، ولكنك تثبت كل يوم من جديد بانك تخون قسم الاطباء. كيف قلت أول امس في خطابك المشوش؟ توجد مؤامرة ضد سوريا، عصابات مسلحة تقتل المواطنين وتسمم الشباب بمرض بشع، ينتشر مثل الجراثيم الخطيرة. لا أحد يشتري هذه القصص، يا بشار.
لحظك، العالم المتنور قرر وضع رجل على رجل وعدم التدخل. يبدو أنهم لم يقتلوا عندك بعد ما يكفي من المواطنين، ولا أحد يعرف كم بالضبط اختفوا في الطريق الى السجون. أول أمس القي بعدد، 64 الف "ارهابي" يتجولون في سيارات جيب داخل سوريا، مع سلاح اتوماتيكي ومعدات اتصال متطورة. لعلنا نفحص اذا كانوا يتحدثون، بالصدفة، الفارسية؟ أم ربما هؤلاء هم زعران شرطة البسيج ومقاتلي الحرس الثوري من طهران، ممن تلقوا الامر بانقاذ نظامك.
كم بائس تكتيف اليدين من جانب العالم المتنور، الذي يكتفي بالتهديدات بعقوبات اقتصادية. بعد خطاب أول امس يعرفون بانك لا تنوي اجراء التحول، وأخيك ماهر سيواصل الرقص على دماء البؤساء الذين لم يتمكنوا من الفرار. أنت تبقى حاليا في الحكم، مثل القذافي. مثلما هو مريح لايات الله في طهران: اذا سقطت، ستتعزز عزلة ايران. هكذا، مع اللجان، ومع التصفيق الذي نظم لك، الجيش والزعران سيديرون سوريا الى أن ينتصر السأم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تهدر المدافع وكديما يسكت
المصدر: "معاريف ـ ميخال اهرون"
" قبل نحو اسبوع وضعت النائب رونيت تيروش كأس كوتج على طاولة رئيس الوزراء نتنياهو. الاحتجاج الاديب والابداعي لتيروش هو، بلا ريب، احد ذرى الكفاحات التي يديرها حزب كديما في السنوات الاخيرة من المعارضة. وهو ينضم الى الحملة الفاخرة لتخفيض أسعار المياه والتي اطلقت في الكنيست بصوت عال، وتلخصت بقبعتين مطبوعتين وخطاب ملتهب من النائبة داليا ايتسيك. لا ريب انها تشبه الاقوال الشديدة واللاذعة التي تطلقها رئيسة المعارضة، النائبة تسيبي لفني، كل يوم في موضوع تجميد المستوطنات، مثلا.
اليكم الحقيقة المؤسفة: في دولة اسرائيل لا توجد معارضة. ليس لان الائتلاف يدار بشكل كامل، وليس أيضا لان رئيس الوزراء يفعل كل ما هو سليم وينبغي فعله. هذا ببساطة لان الحزب الاكبر في الكنيست غير قادر على ان يشن كفاحا طبيعيا واحدا له أثر على جودة حياة المواطنين هنا.
يحتمل أن يدور الحديث عن استراتيجية. هدف لفني ومستشاريها هو ان يكون هنا سيء جدا بحيث أنه في اللحظة التي تجرى فيها الانتخابات نكون نحن متعبين، منهكين ومستائين فنصوت بجموعنا للامل والبديل الذي يلبياه اسم تسيبي. في كديما على ما يبدو واثقون من أن جمع المواد لحملة الانتخابات أهم من الكفاح في سبيل ان تكون مواد أقل قدر الامكان. أحد ما علمهم بان الناس لا يصوتون ابدا مع بل دوما ضد وعليه فانهم يتصرفون بصمت وبانبطاح مثير للانطباع امام كل مشكلة توجد هنا.
لفني هي أميرة الصحافة. هي حبيبة العديد من الصحفيين. هي البلورة المثالية. لو أن رئيس معارضة آخر كان تصرف مثلما تتصرف، لعذبته وسائل الاعلام. ولكن لفني ومستشاريها يعرفون بان على الاقل من على صفحات الصحف ومن على موجات الاثير فانها هي وحزبها يحظيان بالحصانة. وسيكون هناك من يقول ان لفني لا تفعل أي خطأ. بالتأكيد، لا تفعل.
يحبون القول ان لفني تمثل طريق ارئيل شارون. فكروا بشارون كمعارض وستفهمون بانه لا توجد أي صلة بين الاثنين. وهكذا، في اعقاب زعامتها، فان حزبا كاملا يبقى صامتا في مواضيع مثل ارتفاع اسعار السكن واضراب الاطباء. وفد من نواب كديما يمكنه أن ينطلق الى لقاءات مع النشطاء ولكنكم لن تروهم في أي مستشفى أو في لقاء مغطى اعلاميا مع قادة الهستدروت الطبية. كحزب ليس لدى كديما أي قول وأي اجندة. الكوتج الوحيدة التي يكافحون في سبيلها هي الكوتج التي تحصل على عنوان رئيس في صحيفة.
المعارضة الحقيقية الوحيدة لمواطني اسرائيل اليوم هو الفيس بوك. على اكتافهم تلقى المسؤولية عن ادارة كل الكفاحات وذلك لانه لا يوجد احد يفعل ذلك في الساحة السياسية. عدم الثقة معناه نقر أو عدم نقر "لايك" على الفيس بوك. هناك الكثير من الناس الذين يتعين عليهم ويمكنهم أن يكافحوا من أجلكم ولكن يبدو أن هذا لا تلتقط صوره على نحو جيد بما فيه الكفاية أو أن هذا عمل صعب بالنسبة لكم. محظور الاعتماد على الحزب الاكبر في الكنيست كي يكافح من أجلنا. عندما تصدع المدافع كديما يسكت. في اقصى الاحوال ستحصلون على علبة كوتج على طاولة نتنياهو. اما الكبد العليل، الغضروف المنزلق او الماء الزرقاء فلا يضع ايا منها أحد على الطاولة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخطار النجاح في ايلول
المصدر: "هآرتس ـ آلوف بن"
" يمكن أن نحب أو أن نكره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكن لا يمكن أن نجادل في نجاحاته. فمنذ عاد الى تولي حكم اسرائيل تتمتع بهدوء أمني ونماء اقتصادي واستقرار سياسي لم تسجل في الجيل الاخير. يفضل الجمهور الجمود السياسي والضبط الامني لنتنياهو على سياسة سلفه اهود اولمرت التي ألفت بين الجرأة السياسية والمغامرة العسكرية. يعشق الاسرائيليون الوضع الراهن ولا يريدون أن يشوشوا عليهم بمبادرات سلام أو بحروب. إن سلبية نتنياهو تلائمهم تماما.
تبين أن نتنياهو بسياسته الخارجية دبلوماسي ناجح يعرف كيف يستغل لصالحه ازمات فيجعلها فرصا. فقد استغل صعاب رئيس الولايات المتحدة براك اوباما، السياسية كي يتحلل من تجميد الاستيطان وكي يدفع عنه مبادرة السلام الامريكية. وتبين أن تقديره أنه يستطيع أن يُخضع الرئيس بمساعدة مجلس النواب والجماعة اليهودية في امريكا، تبين أنه صحيح. يصارع اوباما من اجل انتخابه لولاية ثانية وينثر تصريحات الحب لاسرائيل برغم أنه لا يطيق نتنياهو وسياسته.
عندما نازعت تركيا اسرائيل في ازمة القافلة البحرية بادر نتنياهو الى انشاء حلف استراتيجي مع اليونان. وعندما تضعضعت علاقات أنقرة بدمشق، ودُفعت اليونان الى انهيار اقتصادي، اقترب نتنياهو مرة اخرى من رجب طيب اردوغان. وقد استغل اتفاق المصالحة بين فتح وحماس للتحلل من الضغط الدولي من اجل تنازلات للفلسطينيين وليحافظ لنفسه على حرية العمل. وهو يناضل الآن مبادرة محمود عباس الى احراز اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية. ما تزال الجمعية العامة في ايلول بعيدة لكن عباس أصبح يُظهر علامات الضعف وتنصدع تصميمه.
إن الثورة في العالم العربي قوّت فقط مكانة اسرائيل الاستراتيجية. فلم يعد للولايات المتحدة وشركائها الاوروبيين حلفاء آخرون في المنطقة. النظم العربية تنحل أو تناضل عن بقائها وبقيت اسرائيل وحدها كجزيرة استقرار وتأييد لا تحفظ معه للغرب. وايران تتابع البرنامج الذري لكن تمزقها الصراعات الداخلية ويصعب عليها الحفاظ على نظام مرعيها السوري بشار الاسد. لا يوجد ضغط حقيقي على نتنياهو للخروج في حرب ردع سريعة على ايران لكن لا يوجد ايضا من يوقفه اذا استقر رأيه على ارسال سلاح الجو الى نتانز وبوشهر وقُم.
لا عجب في هذا الوضع أن يوحي نتنياهو بالرضى عن الذات وأن يتجاهل تحذيرات اهود باراك وشمعون بيرس، مؤيديه المتحمسين من أمس اللذين يُحذران الآن من "تسونامي سياسي" و"مصادمة الجدار". فبدل أن يصغي اليهما يحتفل مع رفاقه من اليمين المتطرف بـ "انتصاره على اوباما" ويستل الاطراء من افيغدور ليبرمان.
المشكلة هي أن مواقف نتنياهو أخذت تبتعد عن ائتلافه الذي يجذب نحو اليمين بوحشية. فتصريحاته التي تؤيد دولة فلسطينية لا يقبلها شركاؤه الذين يدعون الى ضم الضفة الغربية الى اسرائيل. وكلامه في جلسة الحكومة هذا الاسبوع، الذي كشف عنه براك ربيد أمس في صحيفة "هآرتس"، على ارادته الانفصال عن الفلسطينيين والحفاظ على أكثرية يهودية صلبة في حدود اسرائيل المستقبلية، أقرب الى مواقف اولمرت من مواقف عوزي لنداو وليمور لفنات اللذين جادلا رئيس الحكومة في "التهديد السكاني".
اذا كان نتنياهو يؤمن بتقاسم البلاد كما أعلن في مجلس النواب الامريكي وفي الكنيست وفي جلسة الحكومة فعليه أن يُبدل شركاءه السياسيين. فلا سبيل اخرى لتحقيق رؤياه التي تتمتع بتأييد أكثر الجمهور. يجب أن تدخل تسيبي لفني الى وزارة الخارجية بدل ليبرمان كي يتم تجديد التفاوض مع الفلسطينيين ويؤمن العالم بأن اسرائيل جدية لا تختلق التعلاّت لاستمرار في الاحتلال وتوسيع المستوطنات.
لا يوجد خطر أكبر على السياسة الجيدة من نشوة النجاح. فهي التي أسقطت كبار القادة والزعماء في التاريخ، وهي التي تهدد نتنياهو الآن. اذا استمر في رقصه مع ليبرمان وحاخامي المستوطنين فسيدفع الفلسطينيين الى انتفاضة ثالثة ويفضي الى تحقق تنبؤات وزير الدفاع ورئيس الدولة القاتمة. يجب على نتنياهو كي يظهر وهم باراك وبيرس أن ينشيء ائتلافا مختلفا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاحتلال من اجل مخالِف القانون
المصدر: "هآرتس ـ عميره هاس"
" في العيزرية خاصة، شرقي القدس يتعلمون كيف يُقدرون نشاط سلطات القانون الفلسطينية في مدن كرام الله ونابلس. لا يتم الشعور بأن اجهزة الامن الفلسطينية فيها مجرد مقاول ثانوي للجيش الاسرائيلي و"الشباك" أو أذرع لفتح بل بأنها جهات تجهد في حماية المواطن الفلسطيني وخدمته.
مقابل تلك الجيوب في الفئة (أ)، حُبست العيزرية وجارتاها السواحرة وأبوديس في جيب من الفئة (ب). فالجيش الاسرائيلي هناك لا يسمح للشرطة الفلسطينية بالعمل كما ينبغي. يقضي الاتفاق البيني (اوسلو ب) بأن المسؤولية عن النظام العام في مناطق (ب) ستكون في يد السلطة الفلسطينية، لكنه في الآن نفسه يحدد سلطاتها ووسائل الحماية من التنكيل بسلام الجمهور. فكل نشاط للشرطة الفلسطينية في المناطق (ب) تقريبا يوجب إذنا من الجيش الاسرائيلي.
واسرائيل التي لا يوقفها شيء عن الاخلال بمواد رئيسة من الاتفاق، تتشدد هنا جدا: فعدد رجال الشرطة محدود ويُمنعون من الانتقال من مركز مرتجل في شقة سكنية الى مركز شرطة مخصص لها، ولا يجوز لهم حمل سلاح ولبس بزة الشرطة، ولا يجوز الاتيان بمدد برأي منهم للعثور على تجار مخدرات وسلاح أو لتسليم دعوات الى المحكمة. فما العجب أن أصبح جيب العيزرية – أبوديس ملاذا لمخالفي القانون من الضفة؟ وكأنه لا تكفيه المشكلات منذ سجنه السور في 2005 وقطعت علاقته بالجبهة الخلفية المدنية الطبيعية – شرقي القدس. إن الفصل ورثاثة الحال التي انشأها واليأس مُلذِعة مثل حرق جديد.
كان يفترض أن يمحى التقسيم المصنوع للمناطق (أ) و(ب) و(ج) من الخريطة ومن اللغة في 1999. بدل هذا قدّسته اسرائيل وخلّدته. إن حصة الاسد – 60 في المائة – هي المنطقة (ج) (سيطرة اسرائيلية أمنية ومدنية كاملة)، ومن الواضح لماذا تهتم اسرائيل بتأبيد وجودها فلها يد حرة تماما في الاستمرار في إفراغها من الفلسطينيين وتشجيع يهود آخرين على أن يصبحوا مخالفين للقانون الدولي فيستوطنوها.
لكن "ب"؟ لماذا تصر اسرائيل على أن تنمو في منطقة تبعد بضع عشرات من الأمتار عن معاليه ادوميم ونحوا من 3 كم عن مقر قيادة شرطة يهودا والسامرة، تجارة مخدرات وسلاح، تجعل خطر المخالفات الجنائية الاخرى قزما مثل النقل العام القرصني والبناء بلا رخص وتلويث البيئة؟ ويسود وضع مشابه في الرام ايضا وهو حي مسخ بين رام الله والقدس، يفصله السور ايضا عن ماضيه وبيئته وارضه. إن نحوا من 100 ألف من البشر على مبعدة قفزة سور وسور سلكي عن القدس متروكون لوضع الاهمال الامني الذي يمكن وضع حد له.
هل يوجد تعمد متعمد من وراء الحرص الشديد على مادة في اتفاق كان يفترض أن يكون قصير الأمد؟ هذا ما يستنتجه الفلسطينيون. هناك من يقولون إن مخالفي السلاح والمخدرات متعاونون مع اسرائيل أو متعاونون محتملون. لهذا لا يُمكّن "الشباك" والجيش الاسرائيلي الشرطة الفلسطينية من العمل على مواجهتهم بل يعلمون فورا بكل محاولة فلسطينية لاعتقالهم. وبحسب تخمين آخر، النية استراتيجية: فكلما أصبح الوضع غير المحتمل اسوأ في تلك الأحياء القريبة جدا من القدس المضمومة الى اسرائيل زاد احتمال أن يغادر سكانها وينتقلوا الى جيوب "أ"، أي أن هذه حيلة اخرى للطرد.
أصغوا اليهم، الى الفلسطينيين. فالمحكوم يحسن تحليل معنى اعمال الحاكم. واذا كان مخطئا فليدع الجيش الاسرائيلي الشرطة الفلسطينية تعمل هناك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخدعة انتصرت
المصدر: "هآرتس ـ أبيرما غولان"
" نُشر في المدة الاخيرة، في مضاءلة ما، نتائج استطلاع هاتفي أُجري بين 500 اسرائيلي من متحدثي العبرية في شأن غور الاردن. يُبين استطلاع الرأي أن الاسرائيليين يفضلون أكثر من كل شيء أن يشغلوا أنفسهم بكُتُجهم (الذي يسكنونه أو الذي يأكلونه) وألا يشوشوا عليهم فوق المُراد بالواقع، وعلى ذلك يمكن أن يُباعوا بسهولة كل هوس شبه سياسي، وأن تروج بينهم أهواء مقطوعة عن كل صلة عملية أو أخلاقية.
لم يزر أكثر المستطلعة آراؤهم (نحو من 80 في المائة) غور الاردن في السنين العشر الاخيرة، لكن 64 في المائة منهم على ثقة بأنه تحت سيادة اسرائيلية. من يعلم؟ ربما يعتبرون الاحتلال صورة سيادة. وأجاب أكثر المستطلعة آراؤهم عن سؤال كم من اليهود وكم من العرب يسكنون الغور بأنه يوجد هناك أكثرية يهودية مطلقة، وقال فريق منهم ان هناك أقلية من العرب، وقال 10 في المائة انه لا يوجد هناك عرب ألبتة. أما النسبة الحقيقية – نحو من 10 آلاف يهودي مقابل نحو من 65 ألف عربي – فعرفها قليلون ولا سيما اولئك الذين وُلدوا قبل 1967. وهذا التقسيم ليس بحسب السن فقط، فهو يعتمد ايضا على التقسيم بين علمانيين ومتدينين، بحيث انه بين العلمانيين نسبة اولئك الذين يعلمون بأن الحديث عن منطقة محتلة أكبر كثيرا كما كان متوقعا. ومن هنا استنتج مُجرو استطلاع الرأي أن تصور الحقائق يتأثر تأثرا كبيرا بالتصور العام.
يُبين استطلاع الرأي اذا أنه لما كان العلم بمكانة غور الاردن وصبغته مقطوع وأكثر الاسرائيليين حتى اولئك الذين يعتقدون أنه جزء من دولة اسرائيل أو انه من المهم أن يكون كذلك، لا يزورونه (ويمكن أن نفترض أن كثيرا منهم ولا سيما الشباب لا يكادون يعرفون أين يقع على الخريطة) – فثمة فرق هائل بين الواقع في الغور وانعكاسه في الرأي العام.
هذا الفرق هو تجسد المادة التي صيغت منها الخدعة التي أخذت تضرب جذورها في الواقع الاسرائيلي. انها خدعة الاستيطان التي يبدو بحسب جميع العلامات أنها انتصرت على تصور الواقع الصهيوني وأسقطته.
الغور هو حالة اختبار واضحة. لم تكن فيه أكثرية عربية بارزة اليوم فقط. فحتى 1967 سكنه عشرات آلاف اللاجئين الذين هربوا و/ أو طُردوا من اسرائيل في 1948 وعدة عشرات آلاف من البدو. وفي الثامن من حزيران 1967 عندما احتلت اسرائيل الغور هرب أكثر اللاجئين (أكثر من 100 ألف) من المخيمات التي سكنوها في الشرق. إن خطة ألون وابتداء الاستيطان العلماني (الكيبوتسات والقرى الزراعية) في الغور حركاه الى قلب الاجماع الاسرائيلي لكنهما أبقياه خارج الدولة وهذه حقيقة. فكما كانت الحال في سيناء في السبعينيات، يمكن أن نسمع في الغور تعريف "في اسرائيل" جوابا عن سؤال: "أين عملتَ من قبل؟".
هذه النغمة الناشزة مؤذية على نحو خاص إزاء حقيقة أن عشرات آلاف الفلسطينيين أصبحوا لاجئين مرتين وعاد فريق منهم الى الغور ويسكنه اليوم، وأنه لم تنجح أية حكومة برغم استثمارات ضخمة تبذيرية في جذب سكان الى هناك. يصعب أن نفهم كيف لا يتساءل اولئك الشباب الذين يلوون الحقائق بحسب رواية بنيامين نتنياهو الانفعالية والتي مؤداها أن "الغور ذخر استراتيجي والواجب علينا أن نهتم به من جميع النواحي – الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وتطوير البنى التحتية في المنطقة"، كيف لا يتساءلون ألا يشكلون هم باعتبارهم مواطني الدولة أي ذخر؟ كيف يعللون حقيقة أن نتنياهو إذ كان وزير مالية اصلاحيا مقلصا، وزع على شباب مثلهم في الغور أجرة دراسة وأجرة سكن بالمجان، في حين كان يمكن أن يحلموا بذلك فقط في الخضيرة وكريات غات.
لا يوجد الجواب عن هذا السؤال في المجال السياسي (الداخلي والخارجي) بل في المجال الاجتماعي – الثقافي. إن خدعة الاستيطان تصور اسرائيل بأنها غيتو حصين، وتصور المناطق بأنها مناطق حاشية مشحونة بالعواطف اليهودية، وتصور الصراع السياسي بأنه صراع دامٍ أبدي مقطوع عن المكان والزمان وفيه ينكل الأغيار جميعا باليهود جميعا. انتصر هذا الخطاب كما قلنا آنفا على الصهيونية الواقعية، وإلا فكيف يمكن أن نفسر التأييد الشامل لتصريحات نتنياهو الجوفاء عن الغور أو عن أي "صخرة لوجودنا" اخرى؟".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتجاج لايت (أو لايك)
المصدر: "هآرتس ـ ألون عيدان"
" لماذا الكوتج؟ لان الاحتجاج في شأنه سلبي الى الأبد. العمل المطلوب هو عدم العمل. يمضي المستهلك الى الحانوت ولا يشتري الكوتج؛ الـ "لا تغلب" الـ "نعم"؛ وعدم الفعل هو جوهر الفعل. هذا امتناع كأنه مقاومة.
إن الامتناع بطبيعة الامر يُجرَّب وكأنه عمل وإلا فلا يُشعر باللذة. ووصف العمل أن شخصا ما يجلس في بيته، بقرب حاسوب، ومكيف هواء ويضغط على زر "أعجبني" في صفحة الفيس بوك. تُستخرج اللذة من إبلاغ الاحتجاج لا من الاحتجاج نفسه. حدود المعارضة الاسرائيلية: إصبع تُحرَّك من أعلى الى أسفل، مسافة خمسة سنتيمترات، واعلان رسمي بتأييد المعارضة. هذا ترويج احتجاج.
إن احتجاج الكوتج ليس علامة على بدء عصيان مدني ولا على مجرد معارضة لانه لا يوجد في أساسه ارادة العمل بل ارادة عدم العمل. وارادة عدم العمل هي التي تولد احتجاجا ما لا غيره. أي أن حالات ظلم أشد تقتضي نشاطا فعالا ملزما كذاك الذي لا يتم تصريفه من خلال الحاسوب بل في الميدان، تحت الشمس، زمنا طويلا – هذه الحالات لا تُختار لتكون في مركز احتجاج. وليس في هذا من الصدفة.
إن اختيار الكوتج هو تجسيد للراحة في الماهية والشكل. في الماهية لانه أسهل تجنيد غضب واحتجاج لتحسين وضعنا من تجنيد قدر مشابه من عدم الرضى لصالح "الغير". وفي الشكل لان الضغط على زر "أعجبني" في الفيس بوك لا يحتاج الى جهد حقيقي، وكذلك ايضا التخلي عن شراء الكوتج لشراء جبن بلغاري يباع في ذلك اليوم بتخفيض. وفي النهاية، يجسد احتجاج الكوتج التعب أكثر مما يجسد روح المعركة.
إن التعب هو شكل مبهج من اشكال عدم الاكتراث. ومصدره التصادم بين حالتين مزاجيتين: الشبع واليأس. إن الشبعان متصل بالوضع الاجتماعي الاقتصادي المعقول للبرجوازية والذي لا يُمكّنها من "رفع يدها" على السلطة، للخوف الكبير من تغيير الهرمية الاجتماعية. واليأس متصل بشعور أن النظام قد اختل وأن الفرد أصبح أداة لآلات مال عولمية عمياء. على سبيل المثال كُتب في غلاف جبن الكوتج "تنوفا" لا "صندوق ايبكس". لماذا يكون هذا مصدر يأس؟ لأن المصطلح الأصلي، "تنوفا"، يشتمل على توقع تاريخي لالتزام وطني ما واقتصادي ايضا لكن "تنوفا" في الواقع تابعة لآلة مال اسمها "ايبكس" الكوتج بالنسبة اليها هو كالأحذية والعطور والسيارات وشهادة التأمين، والاسرائيليون كالانجليز أو الفرنسيين أو الصينيين.
اليأس اذا هو نتيجة خصخصة هوية، وبلبلة مفاهيم وعدم استيعاب أن الدولة قد أصبحت جسما اقتصاديا آخر ليس عنده التزام خاص للسكان أنفسهم.
إن المعدل بين الشبع واليأس يخصي الاحتجاج. ومثل كل معدل فان الاعمال التي تميزه لا تمثل النقاط المتطرفة عن جانبيه بل التسوية التي تم احرازها بينها. إن احتجاج الكوتج هو اتفاق داخلي بين الجمهور ونفسه وبين اليأس والشبع ولهذا فان شكل الاحتجاج الذي اختير هو سلبية وامتناع. وذلك بخلاف احتجاج ليس مخصيا على نحو قبلي، احتجاج فعال يكون فيه الوسط نهاية جدلية مؤلمة بين الجمهور والسلطة ويتم احرازه فقط بعد صراع صعب دامٍ يصبح في مرحلة ما جرحا يطلب العلاج. في الطريق الى البيت، في سيارة الجيب في الزحام، وبعد أن يشتري المواطن المخصخص الجبن البلغاري بدل جبن الكوتج يضغط على زر "أعجبني" في الـ آيفون ويشعر انه شريك في الثورة. ليس هذا احتجاجا انه شهادة تأمين لاستمرار النهج، أي نهج".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتقام امريكي وحشي
المصدر: "معاريف ـ ابراهام تيروش"
" قبل نحو اسبوع شاهدت مسرحية "محاكمة بولارد" في مسرح الكاميري. ذهبت لمشاهدة المسرحية بشعور من الحدث المتكرر. ما الذي يمكن ان يكون جديدا في قضية بولارد؟ يتبين أنه يمكن. بعض في تفاصيل المجريات وبعض آخر في تأكيد الظلم والتنكيل اللذين اجتازهما ويجتازهما الرجل.
المسرحية التي كتبها فكتور غوردون هي مسرحية لفرد يبدي فيها الممثل رامي باروخ قدرة وقوة تمثيلية فائقة. وهو مذهل في شبهه الخارجي من بولارد بترتيب من المزينات، ويقدم رواية جونتان امام "المحلفين" الذين هم الجمهور. لست واثقا من ان كل بند في رواية بولارد على المسرح صحيحة بلا تحفظ. ولكن اليوم، بعد 26 سنة من القائه الى السجن، لم يعد هذا ذا صلة على الاطلاق. ما هو على صلة هو الانتقام المجنون والتنكيل السادي المتواصل للرجل الذي يحبس حتى الان دون مبرر، والمسرحية تقدم لهذا تعبيرا ملموسا.
اعتراف شخصي: في السنوات الاولى بعد القبض على بولارد كنت غير مكترث لقصتي. فقد أخطأ الرجل، قلت لنفسي، تجسس، اضر بدولته، بل تلقى مالا لقاء ذلك (حتى وان لم يقصد ذلك منذ البداية)، وعليه أن يدفع الثمن على أفعاله. الحكم المؤبد الذي فرض عليه خلافا للصفقة القضائية وطلب الادعاء العام (20 سنة فقط) دون أي توازن مع مدانين آخرين بالتجسس، بدا في نظري شيئا سيقلص مع السنين.
أخطأت. لم اقدر على نحو سليم العناد المهووس الامريكي للتخلص من هذا اليهودي والانتقام منه ومن الدولة التي من أجلها عمل، وفي الطريق ايضا ردع يهود امريكيين آخرين. اليوم هذا الهوس بات واضحا للجميع. انتقام الادارة الامريكية خلقه الشيطان بالتأكيد.
حكومات اسرائيل على أنواعها توجد منذ اندلاع قضية بولارد في موقف دون يجعل من الصعب عليها العمل بكل قوتها في قضيته. اسرائيل أُمسك بها متلبسة ببنطال ساحل. تتجسس، خلافا لما هو متفق عليه، على صديقتها وحليفتها الاكبر، في ظل استعراض اسرائيلي نموذجي للقدرة. ليست الموساد التي من صلاحيتها مواضيع التجسس تفعل ذلك، بل "لكم" التي ليست من مهماتها وبشكل هاوٍ تماما، والامور معروفة.
الولايات المتحدة لم تغفر حتى اليوم. ولا حتى بعد أن أخذت اسرائيل المسؤولية، اعتذرت بل واعادت الوثائق التي نقلها اليها الجاسوس. واشنطن لا تزال تشك بان ليس كل الوثائق اعيدت. التنكيل غير الانساني مستمر. جونتان لم يسمح له بالخروج للمشاركة في تشييع أبيه أول أمس، مثلما لم يسمح له بوداعه وهو يحتضر.
على اسرائيل أن تبذل كل جهد مستطاع لوقف التنكيل الامريكي ببولارد ولتحريره. الاحتمالات، كما ينبغي الاعتراف، ليست واعدة. وضع العلاقات بين اوباما ونتنياهو، الخلاف السياسي وحملة الانتخابات القريبة في الولايات المتحدة، لا تبشر بالخير من ناحية بولارد، وحبذا لو اني مخطيء مرة اخرى. مقاطعة استقبال 4 تموز في مقر السفير الامريكي في اسرائيل، المقترحة الان، هي خطوة تظاهرية قد تهدىء روح من سيتصرفون على هذا النحو ولكنها لن تجلب منفعة عملية. اسرائيل لا يمكنها أن تقاطع الولايات المتحدة ولا أن تفرض عليها عقوبات.
سأنهي بقصة: بعد نحو عشر سنوات من قضية بولارد، حاضرت في مؤتمر عقد في الولايات المتحدة. تحدثت في امور مهنية. في مرحلة الاسئلة نهض احد المشاركين وفاجأني بالسؤال، دون أي صلة بما قتله، هل الاعلام الاسرائيلي انتقد الحكومة في قضية بولارد. أجبت ما أجبت، وعندما انتهت الاسئلة، جذبني أحد المشاركين، يهودي حميم، الى زاوية القاعة وقال لي: "هذا الذي سألك في موضوع بولارد، هو ايضا يهودي. القضية تشغل بالنا حتى اليوم. فلتعلم ان اسرائيل عرضتنا للخطر في هذه القضية".
"من نحن؟" سألت. "يهود الولايات المتحدة، الذين يؤيدونكم ويساعدونكم جدا"، أجاب وأضاف، "اسرائيل وبولارد شخصيا سيدفعان غاليا على هذه القضية". على الاقل بالنسبة لبولارد كان محقا. عندما عدت الى البلاد رويت هذا لوزير كبير. "دعك"، قال، "فهؤلاء الامريكيون سيهدأون". اما الحقيقة، فهم لم يهدأوا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العدل التاريخي: النضال عن الرواية الصهيونية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دانيال فايبس"
" سرق الصهاينة اراضي فلسطينية منذ يوم تأسيس الحركة الصهيونية – هذا هو شعار السلطة الفلسطينية وحماس. هكذا يُربون أبناءهم وهذه هي الدعوى التي ينشرونها بوسائل الاعلام في العالم. لهذه الدعوى أهمية عظيمة، لأن الفلسطينيين يحاولون الاقناع بأن انشاء دولة اسرائيل هو عمل سرقة واستمرار وجودها مظلمة تاريخية. هذه التهم تقوض مكانة اسرائيل في الساحة الدولية.
مصلحة الفلسطينيين السياسية واضحة، لكن السؤال هو هل هذه التهمة صحيحة من جهة تاريخية؟.
العكس هو الصحيح. أُنشئت دول في العالم كله بواسطة الغزو والاحتلال على حساب شخص ما آخر دائما تقريبا. عاد اليهود خاصة الى بلد أُجلوا وأُبعدوا عنه هم أنفسهم. إن القبائل الجرمانية، والقياصرة الروس، والمحتلين الاسبان والبرتغاليين في امريكا – جميعهم أسسوا دولا بعد أن احتلوا اراضي وانشأوا خرائط جديدة. لا تكاد توجد لجميع الدول في العالم جذور تاريخية لانتماء حقيقي للارض التي تقوم فوقها. فاليونان الحديثة هي ذات صلة ضعيفة فقط بيونان العصر القديم. ومن ذا يستطيع أن يحسب عدد المرات التي احتل فيها حكام مختلفون بلجيكا الحديثة؟ وأُنشئت الولايات المتحدة على أيدي الانجلوسكسون بعد هزيمة الهنود الحمر، وأُنشئت اليابان ايضا بعد أن أُبيدت فيها قبائل مختلفة. وجرب الشرق الاوسط ايضا غزوات واحتلالات منذ العصر الكنعاني الى العصور اليوناني والروماني والعربي والصليبي والسلجوقي والمنغولي الى هذا اليوم.
يحاول مؤرخون من قبل السلطة في السنين الاخيرة أن يزعموا أن الفلسطينيين اليوم هم أبناء الشعب الكنعاني القديم وأبناء اليبوسيين – لكن الحديث في واقع الامر عن عرب جاءوا على ارض اسرائيل قبل عدة مئات من السنين باحثين فقط عن فرص اقتصادية.
إن الحركة الصهيونية التي أرادت منذ مطلع القرن التاسع عشر جعل الشعب اليهودي الذي سكن ارض اسرائيل في ايام الكتاب المقدس يعود الى الارض المقدسة، قد اضطرت الى فعل هذا في ظروف صعبة – عندما كانت الامبراطوريتان الكبيرتان التركية والبريطانية تحكمان ارض اسرائيل. لم تكن للصهاينة ألبتة قوة عسكرية لمجابهة الدولتين. فلم يستطيعوا احراز دولة بواسطة الاحتلال. وبدل ذلك اشتروا اراضي. تم شراء الاراضي، دونم بعد دونم بواسطة الكيرن كييمت الاسرائيلي الذي تم تأسيسه في 1901 لشراء اراض فيما سُمي فلسطين للمساعدة على انشاء استيطان جديد لليهود الأحرار الباحثين عن السلام في ارضهم. كان شراء الاراضي مفتاح الاستيطان اليهودي وبعد ذلك فقط استعان الاستيطان اليهودي ايضا بمنظمات شبه عسكرية كـ الهاغاناة مثلا التي تم تأسيسها سنة 1920 فقط.
علاوة على ذلك، حصر الصهاينة عنايتهم في اصلاح اراض عُدت بورا غير مستعملة. ونجحوا بفضل الايمان بعدالة طريقهم فقط في تعمير الخواء وتجفيف المستنقعات وبعث الحداثة في ارض اسرائيل التي كانت حتى ذلك الحين في وضع سيء.
بدأ استعمال الصهاينة للقوة فقط عندما انتهى حكم الانتداب البريطاني وأعلنت الامم المتحدة انشاء دولة يهودية الى جانب دولة عربية في ارض اسرائيل. وعندما رفض العرب ذلك وفضلوا محاولة القضاء بالقوة على الدولة التي أُنشئت، اضطر اليهود الى الرد بالقوة وانتصروا.
وفي الختام يشهد التاريخ بأن اليهود فضلا عن أنهم لم يحتلوا اراضي ليست لهم، كانت الحركة الصهيونية هي الحركة القومية الأقل عنفا من سائر الحركات القومية في العالم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يحق له الصمت
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ ايتان هابر"
" المؤرخ الذي يريد حينما يحين الوقت أن يصف وقائع هذه الايام، أعني أيامنا هذه حقا، يتوقع أن يضرب كفا بكف، وأن يغمز بعينيه ويشير الى القدَر: انه القدَر الذي يسقط في هذه الايام في أحضان رؤوس، وثمة من يقولون، قادة دولة اسرائيل.
في لقاء تاريخي نادر تجري في هذه الايام أحداث تبلغ من الضخامة ما لا شبيه له حتى اليوم (ربما اذا استثنينا اعلان الدولة) مع قيادة من اليمين واليسار يبدو أنها غير قادرة على مواجهة تسونامي هذه الايام.
وضعت على موائد بنيامين نتنياهو واهود باراك وليمور لفنات وجلعاد أردان (وهذا اختيار عرضي فقط) اقتراحات حلول مشكلات كانت تكفي في دول اخرى وتزيد لتعالجها عشر حكومات في 100 سنة. يبدو على سبيل المثال أن الحكومة الحالية قضي عليها اذا قضي، أن تبت أمر حدود البلاد، ودولتين للشعبين وغير ذلك. في واقع الامر وضع أكثر من ألفي سنة تاريخ على أكتاف ناس يمكن أن يُقال فيهم كل شيء وأن يُقال الكثير من الكلام الحسن إلا أن يُقال انهم قادة على قدر بن غوريون أو بيغن لا هرتسل وجابوتنسكي ولا تشرتشل وآيزنهاور أو ديغول. كل هؤلاء كانوا قادة قرار كبير تاريخي واحد أو اثنين أثر في حياة وموت ملايين.
اجل يجب أن يكونوا كما يبدو مصنوعين من مادة فريدة لتحريك مسارات تاريخية. ولكتابة كتب تاريخ كاملة لا ليكونوا ملحوظة هامشية في الصفحة 394 من كتاب تاريخ ما.
وما زلنا لم نتحدث عن التهديد الذري الايراني، ولا عن العملاق المتطرف المسلم الذي يستيقظ من سباته ويُعرض للخطر وجود دولة اسرائيل المادي. والاقتصاد والمجتمع الاسرائيلي الذي أخذ يتحلل من كنوزه الروحانية وغير ذلك.
على خلفية ما ورد في الكتاب المقدس من قوله "لم يكن في تلك الايام ملك في اسرائيل وفعل كل واحد ما اشتهى"، يبرز شمعون بيرس في الجماعة التي تقودنا. وهو في الثامنة والثمانين. عندما ينهي فترة ولايته لرئاسة الدولة سيحتفل بيوم ميلاده الواحد والتسعين. يمكن أن نطبق عليه مقالة "بعد أن بلي اشتهر صيته".
بلي؟ لن يكون في سن الثامنة والثمانين الاول في سباق الماراثون لكن يمكن أن نقول فيه ما قال مناحيم بيغن في موشيه ديان عندما عينه وزير خارجية بعد كارثة حرب يوم الغفران. قال بيغن: "أريد أن يفحص وزراء الخارجية الذين سيلتقون مع ديان جيدا قبل اللقاء عن غضون سراويلهم". وبعبارة اخرى أن يكون عند الاجانب هيبة للوزير الاسرائيلي.
هذا هو السلوك اليوم مع بيرس. فهو يحظى بجام مملوء حبا، ذلك الحب الذي سلبوه إياه سنين طويلة. يُصور شمعون بيرس في سنه الطاعنة اليوم في نظر زعماء وأمم على أنه "البالغ المسؤول"، وبأنه شخصية غير موجودة في معرض زعماء الشرق الاوسط. إن بيرس شديد الحرص على الامور الصغيرة كالكبيرة في الحياة الرسمية. فهو اليوم عزيز على اليسار واليمين بقدر كبير، وهو يدخل ويخرج من أروقة زعماء العالم من اولئك غير المستعدين حتى للانصات للحديث عن زيارة خاطفة لرئيس حكومة اسرائيل أو حتى وزراء صغار الشأن (اذا استثنينا بطبيعة الامر سلفيو برلسكوني المستعد اليوم لاستضافة الدوق دراكولا بجلاله وشخصه).
لبيرس رأي مبلور جدا في الشؤون السياسية الحالية، وعنده اليوم كما كان في الماضي أفكار ومبادرات لم تثبت لامتحان بعد. وعنده الكثير مما يقول لكنه يضبط نفسه ويصمت. بعد جميع أنواع العذاب التي جرت عليه أصبح من المفهوم من تلقاء نفسه تقريبا لماذا يعشق حب الجمهور إياه.
وهذا هو المكان والزمان لنقول له انه لا يحق له الصمت في أيام دولة اسرائيل المصيرية هذه. الواجب عليه أن يجهر بصوته وأن يعمل ايضا. ومفهوم أنه اذا فتح فمه فانه يتوقع أن ينقضوا عليه من كل صوب. سيقولون إن الرئيس انتُخب ليكون غير سياسي، فلماذا يدس أنفه في شؤون ليست له.
أليست له؟ لا يحق الصمت الآن لرجل وقف بقرب مهد دولة اسرائيل وقال وفعل الكثير. إن حياتنا وموتنا متعلقان الآن بما يخرج من فمه وليس به فقط".