ـ احتجاج جبنة الكوتج.ـ اليوم في
"يديعوت احرونوت" نحتفل باسبوع الكتاب.ـ اوباما لتركيا: ألغوا الاسطول.ـ
إيلات في بؤرة استهداف حزب الله.ـ اليوم: الوحدة البحرية تتدرب على السيطرة
في قلب البحر.ـ زيارة في المعتقل.. اعتقال ايلان غرابل: في مصر ايضا باتوا
يطرحون علامات استفهام.ـ قدس الولايات المتحدة: آلاف الامريكيين سيصلون في
مظاهرة تأييد كبرى لاسرائيل.ـ المخربون يحتفلون في السجن.ـ لجنة الاربعة.ـ
أحرار في الشبكة.ـ غدا: مظاهرة ضد الشروط الاعتقالية التي يحصل عليها
سجناء حماس.ـ طلب في الدول العربية: "تجميد سوريا من الجامعة العربية".ـ
"أنا لست جاسوسا".ـ "الى أن يعترف أبو مازن بدولة يهودية، لا سبيل للوصول
الى اتفاق. هذا ليس موضوع ارض".ـ نتنياهو: هذا نزاع غير قابل للحل.ـ وزارة
الداخلية تتجاهل المبادرة لجعل حيفا مدينة لجوء للكُتاب المضطهدين.ـ وثائق
"ويكيليكس" تكشف النقاب عن موقف الولايات المتحدة من ليبرمان: يدق طبول
الحرب.ـ قريب من نتنياهو، بعيد عن الحل.ـ لاجئون سوريون في تركيا؟ لا يوجد
سوريين كهؤلاء.ـ ماذا يفعلون برجل استوطن لدى المستوطنين.ـ رئيس البرلمان
الاوروبي: نعارض الاعلان من طرف واحد.ـ المعركة على الكوتج.ـ من "التجسس"
لاطلاق السراح في 14 يوما.ـ عاصفة في كأس كوتج.ـ الاسد أصدر الأوامر:
اقتحموا الحدود.ـ وزير الدفاع: مصير بشار الاسد حُسم.ـ "فتح وحماس تُقدمان
الحكومة الاسبوع القادم"." فحص "معاريف" يُبين: سجناء أمنيون كثيرون في سجن
اسرائيلي يديرون، دون عراقيل، حياة مثمرة وثرية على شبكة الانترنت.
والاستخدام على قدر من الانتشار والتوفر لدرجة انهم لا يخشون الكشف عن
هويتهم. بفضل قدرة الوصول هذه الى الشبكة تنكشف الشروط الاعتقالية المريحة
للسجناء.في صفحة الفيس بوك لسائد عمر، النشيط في الجبهة الشعبية من نابلس،
والذي يقضي محكومية بالسجن لمدة 19 سنة، مثلا، يظهر ألبوم صور وفيه وليمة
عقدها السجناء. فهم يحشون الدجاج بالأرز، يوزعون صحون السلطة على الطاولات،
ويأكلون حتى الشبع. "أموت وسلاحي بيدي"، كتب عمر في صفحة الفيس بوك خاصته،
"ولن أبقى حيا والسلاح بيد عدوي".ويتم الارتباط بالانترنت دون عراقيل من
خلال الهواتف الخلوية. فالتكنولوجيا تسمح للسجناء فضلا عن التصفح السريع
والنوعي بادارة مكالمات فيديو مع العالم الخارجي. وهكذا مثلا عندما توفي
والد أحد المخربين المسجونين في اسرائيل "بث له صديقه كل الجنازة في مكالمة
فيديو خلوية. سجين آخر استخدم الفيديو كي يجري مشتريات: فقد أراه اقرباؤه
الملابس في محل الملابس واختار تلك التي احبها على نحو خاص. منذ اختطاف
شاليط طرحت بقوة أكبر مسألة الشروط الاعتقالية الجيدة للسجناء الامنيين.
ولكن المحاولات المتكررة لاساءة هذه الشروط لم تنجح. قبل ثلاثة اسابيع نشر
هيثم بطاط فيلما قصيرا في اليوتيوب على صفحة الفيس بوك خاصته. "خذوني الى
الجهاد"، أنشد المغني بالعربية في الشريط الذي اهدي الى الثوار الشيشان.
بعد دقائق معدودة كتبت ام هيثم، ام بطاط، على حائط الفيس بوك. "ابني حبيبي
هذه اغنية رائعة. انشاء الله تتحرر بسرعة انت وكل باقي السجناء". من الصعب
بعض الشيء التصديق، ولكن صفحة الفيس بوك لبطاط كتبت من داخل حجرته في السجن
الاسرائيلي، بل ويتم تحديثها بشكل مستمر، من داخل ذات السجن. بطاط، ابن
27، يقضي محكومية ليس أقل من ثلاثة مؤبدات، على دوره في ارسال مخرب انتحاري
للقيام بعملية في بئر السبع. وقد نشر في صفحته على الفيس بوك دون خوف صورا
التقطت من داخل السجن، بما فيها صورة مشتركة له مع نشيط حماس سعيد شلالدة،
الذي اختطف وقتل بطعنات سكين الاسرائيلي ساسون نوريئيل في العام 2005، في
بلدة بيتونيا قرب رام الله. ويظهر شلالدة في قائمة السجناء الذين وافقت
اسرائيل على تحريرهم مقابل الجندي المخطوف جلعاد شليت، اذا ما وعندما تخرج
صفقة التبادل الى حيز التنفيذ. في صورة اخرى يظهر مع رفاقه في الحجرة،
الذين يسميهم "خلية الشهيد اياد بطاط" على اسم مطلوب حماس كبير صفي في
منطقة الخليل في العام 1999.صفحة الفيس بوك لبطاط ليست الوحيدة التي خرجت
من السجن. فقد أظهر فحص أجرته "معاريف" بان العديد من السجناء الامنيين
يستغلون ثورة الانترنت بواسطة الهواتف النقالة الذكية، التي تسمح بالتصفح
للشبكة وبمكالمات الفيديو. وتظهر صفحات الفيس بوك للعديد من السجناء بان
الاستخدام منتشر ومتوفر جدا لدرجة أنهم لا يخشون من الكشف عن هويتهم. وتسمح
التكنولوجيا للسجناء بمكالمات فيديو مع العالم الخارجي الامر الذي
يستغلونه جيدا. وهكذا مثلا روى أحد السجناء لشبكة "العربية" كيف نقلت جنازة
أبيه له بالبث المباشر. الاستخدام العلني للفيس بوك وللفيديو قد ينطوي على
مخاطرة كبيرة. ففي الماضي وجه سجناء كبار خلايا ارهابية خارج السجن،
بالاساس لتنفيذ عمليات اختطاف. في تلك الايام اضطر السجناء الى ايجاد سبل
ذكية واصيلة لنقل الرسائل الى رجالهم في الخارج. اما اليوم فيمكنهم ببساطة
أن يجروا دردشة على الفيس بوك او أن يرسلوا رسالة مشفرة وكله عبر الخلوي.
بسيط وسهل. ويوظف السجناء جهودا كبيرا لتهريب الاجهزة النقالة الذكية الى
السجن بل وجهود لا تقل صعوبة لاخفائها عن عيون السجانين. غير أن الصور تبين
ان الهواتف الذكية تسللت الى صفوف السجون بما فيها سجن رامون، نفحة
وكيدار.وادعى سجين امني في مقابلة مع "العربية" جرت عبر الفيس بوك بان
مصلحة السجون على علم بالظاهرة. فقد قال: "لدينا اتفاق صامت مع ادارة
السجن. الادارة تعرف باننا نخبىء الهواتف الذكية في حجرنا، ولكنها تغض
النظر طالما لا نستخدمها لاغراض تعتبرها ادارة السجون أمنية أو عسكرية.
يمكننا ان نصور انفسنا بالكاميرا ونبعث بالصور الى اقربائنا او ان ننشرها
على صفحات الفيس بوك. هناك امور لا نصورها خشية أن ندفع الادارة الى العمل
ضدنا. كاجراء تفتيشات مفاجئة ومصادرة الهواتف النقالة. وهكذا فنحن لا نكشف
عن هويتنا عندما نتحدث مع وسائل الاعلام وذلك لان الادارة تعتبر ذلك مواجهة
جبهوية ضدها.ومن مصلحة السجون جاء التعقيب التالي: "مصلحة السجون تخوض
حربا ضروس ضد تهريب الهواتف النقالة الخلوية الى السجون واستخدامها، من
خلال التفتيشات، الوسائل التكنولوجية والردع. ولعلمنا فان الحديث يدور عن
منشورات ليست دقيقة وبالتأكيد الادعاء بغض النظر من جانب ادارات السجون كذب
وافتراء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ"
منظمو "مؤتمر الرئيس" السنوي الذي ينعقد الاسبوع القادم في القدس حاولوا
ان يعقدوا فيه ندوة مشتركة لثلاثة قادة اذرع الامن الذين اعتزلوا الخدمة
منذ وقت غير بعيد: رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي، رئيس المخابرات
السابق يوفال ديسكن ورئيس الموساد المعتزل مئير دغان. وقد رفض الثلاثة
بأدب. والتقدير هو أن التوجه اليهم كان بعلم رئيس الدولة ورئيس المؤتمر،
شمعون بيرس. مثل هذا اللقاء على منصة واحدة، في مثل هذه الفترة، للمسؤولين
الثلاثة الكبار السابقين الذين يعزى لهم تصريحات انتقادية لاذعة على
القيادة الحالية في اسرائيل كان يمكن له أن يركز اهتماما نادرا في البلاد
وفي الخارج ويجدد المواجهة الحادة حول مواضيع استراتيجية محملة بالمصائر.
جمع ثلاثتهم في حدث علني مشترك كان في واقع الامر استعادة شبه كاملة للجنة
رؤساء الاجهزة باستثناء رئيس شعبة الاستخبارات، مثابة لجنة ظل كان لا بد
لها ان تحدث عناوين رئيسة ضخمة. موضوع الندوة كان يفترض أن يكون الموضوع
الفلسطيني قبيل شهر ايلول، ولكن لا شك أنه كانت ستطرح في اثنائها مسائل في
المواضيع الاستراتيجية المختلفة ايضا، بما فيها الموضوع الايراني. وكان
المسؤولون الثلاثة هؤلاء عارضوا بشدة هجوما اسرائيليا على المنشآت النووية
في ايران وحسب عدة منشورات منعوا أيضا مثل هذا الهجوم باجسادهم في السنة
الماضية. بارزة على نحو خاص انتقادات رئيس الموساد السابق مئير دغان الذي
خلافا للاثنين الاخرين اطلق اقواله اللاذعة علنا أيضا. رفضهم لم يفاجيء
منظمي مؤتمر الرئيس، وان كان أصابهم بخيبة الامل. فقد أعلن دغان بانه غير
معني للدخول في مواجهة اخرى مع السياسيين، أما ديسكن فقال انه لا يعتزم
الظهور علنا بعد وقت قصير جدا من اعتزاله، واشكنازي هو الاخر المتواجد في
خارج البلاد انضم الى رفض رفاقه دون سبب محدد. هل كل هذا يعني أن المواجهة
بين القيادة الامنية المتقاعدة والقيادة السياسية قد انتهت، واُعلن وقف
لاطلاق النار ويمكن لنتنياهو وباراك أن يتنفسا الصعداء؟ ليس مؤكدا على
الاطلاق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وزير
الخارجية افيغدور ليبرمان يدعو الغرب الى اتباع موقف متشابه مع ليبيا
وسوريا. ففي مؤتمر صحفي عقد في القدس مع نظيره الالماني، غيدو فاسترفالا،
قال ليبرمان ان العالم لا يمكنه أن يجلس مكتوف اليدين أمام الفظائع في
سوريا. "على الاسرة الدولية أن تستخدم كل الوسائل الدبلوماسية. هذا وضع
محظور أن ينجح: وضع يطلقون النار فيه على المواطنين الابرياء حتى من
المروحيات لقمع تطلعهم نحو الحرية". ومع ذلك، اشار الى أن اسرائيل لا يجب
أن تكون هي التي تقود رد الفعل، بل الاوروبيون والامريكيون. "نحن نعتمد على
الاصدقاء في الاتحاد الاوروبي وأمريكا الشمالية في أن يقودوا الامور في
الاتجاه الصحيح. محظور أن يميز العالم في الموقف من سوريا وفي الموقف من
ايران. على العالم ان يتصرف باستقامة وان يبث رسالة واضحة". وشدد ليبرمان
على أن الهدف يجب أن يكون استقالة الرئيس السوري بشار الاسد، واقترح على
الدول الغربية اخراج سفرائها من سوريا على سبيل الاحتجاج. وقال ان "الوضع
في سوريا مقلق، واذا ما بقي الاسد وواصل قمع انتفاضة شعبه، فسيكون هذا مؤشر
ورسالة سيئة للعالم الحر". اما وزير الدفاع ايهود باراك فقال أمس ان "مصير
الاسد حسم. فقد فقدَ شرعيته، وحتى لو بقي في الحكم نصف سنة أو سنة ونصف
اخريين، فانه سيكون ضعيفا جدا". في مؤتمر صحفي في الصين قال باراك ان
الرئيس السوري "قتلَ الاف عديدة من ابناء شعبه في اماكن عديدة، وهذا لا
يتوقف. وهو يستخدم المزيد فالمزيد من القوة، والان اللاجئون يفرون الى
تركيا من كل الاماكن. لحظنا لا يفرون الى اسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
قبل 2.500 سنة ظهرت في اليونان العتيقة تكنولوجيا جديدة: تعليم الكتابة
والقراءة. الفيلسون افلاطون كان قلقا من الضرر الذي قد يلحق اذا ما بقي
العلم في الكتب بدلا من أن تكون في عقول التلاميذ، الذين لا يدربون ذاكرتهم
وببساطة ينسون ما تعلموه. نقل العلم الى علامات مكتوبة خارجية، كما كتب
أفلاطون على لسان معلمه سقراط، سيخلق وهم الحكمة – ولكن ليست الحكمة
الحقيقية. التجربة التي جمعت من عهد اليونان وحتى عهدنا أظهرت ان افلاطون
كان مخطئا. الكتابة والقراءة لم تدفع الروح الانسانية الى الهزال بل الى
العظمة. عليهما اعتمدت ايضا التطورات الثقافية لكل قارىء، وكذا نقل العلم
بين الثقافات، اللغات والاجيال. "معرفة الكتاب" أصبحت اسما رديفا للتعليم
والحكمة والكتب التأسيسية وعلى رأسها التوراة، اصبحت شخصية الثقافة. لقد
أظهرت البحوث الحديثة بان القراءة تهذب الذاكرة وتضمن مراكمة المعرفة:
فالاطفال الذين قرأوا "هاري بوتر" عرفوا كيف يجيبون على كل سؤال يتعلق
بالكتاب، والاطفال الذين شاهدوا فقط الفيلم فشلوا في الاختبار. وأظهرت بحوث
اخرى بان القراءة ترتب صورة العالم للقراء بينما المفحوصين الذين لم
يعرفوا القراءة وجدوا صعوبة حتى في أن يقيموا تعليمات بسيطة. القرن الواحد
والعشرين يتميز بتكنولوجيا جديدة، الانترنت، التي تنطوي على فرص وتحديات
لمستقبل القراءة. بسبب الاستخدام للانترنت، فان الكثير جدا من الاشخاص
يقرأون ويكتبون اكثر من أي وقت مضى – بالبريد الالكتروني، بالشبكات
الاجتماعية، بصفحات الرأي وبالدردشة. وفي نفس الوقت فان كثرة الرسائل
والقنوات تثقل على قراءة النصوص الطويلة مثلما في الماضي، وتؤدي بالضرورة
الى الايجاز والاختصار. وسائل جديدة مثل حواسيب الباد وقارئات الكتب
الالكتونية تنقل الكتب بالتدريج من الطباعة والورق الى النظام الرقمي. ولكن
التغييرات في عادات القراءة، وحتى في المظهر المادي للكتاب، لا يجب ولا
يمكنها أن تغير الجوهر: حتى في عصر الانترنت، لا بديل عن الكتب. قراءتها لا
تزال هي السبيل الاكثر نجاعة، وبالتأكيد الاكثر متعة، لاكتساب المعرفة
الجديدة، للاطلاع على تجارب الماضي ولتجربة عوالم قريبة وبعيدة، توثيقية
وخيالية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
النواب من اليمين قلقون جدا من وضع الديمقراطية في اسرائيل. في مشروع
قانون طرحه مؤخرا النواب اوري ارئيل، زئيف الكين، انستاسيا ميخائيل، دافيد
ازولاي ودافيد روتم، ويرمي الى تعديل قانون المجتمعات، هناك اعراب عن هذا
القلق على نحو صريح. رافعو المشروع يقتبسون جملة زوسمان التي تقول ان
"الديمقراطية لا يجب أن تسمح بتسامحها مجرد تصفيتها". اقوال مشجعة.
الديمقراطية بالفعل لا ينبغي لها أن تسمح لاعدائها بالتمتع بحماية النهج
الذي يسعون الى الغائه. والسؤال بالطبع هو من بالضبط يهدد الديمقراطية
الاسرائيلية – النواب الذين يهددون بتقليص حرية التعبير وحرية التنظيم
مثلا؟ مشاريع القانون الرامية الى التمييز ضد الاقلية؟ المنظمات التي تميز
بين طائفة وطائفة باسم حرية الدين؟ لا. كل هؤلاء بالذات لا يقلقون النواب
المحترمين. فبوقوفهم للدفاع عن دولتنا اليهودية والديمقراطية، فان هدفهم هو
الدفاع عن "اليهودية" وليس عن "الديمقراطية". والنموذج الوحيد الذي يقدمه
طارحو القانون على اساءة استخدام قانون المجتمعات الحالي هو ديني صرف.
فالقانون القائم، كما يحتجون لا يحظر اقامة جماعة هدفها دفع اليهود الى
تغيير دينهم. هذه الامكانية تبدو لطارحي المشروع كمحاولة لتصفية دولة
اسرائيل. يجدر بنا أن نتوقف للحظة امام هذا النموذج. من الصعب لليهودي أن
يرى بعين ايجابية محاولات تغيير اليهود لانتمائهم الديني. فالتاريخ اليهودي
مليء بالنماذج التي كانت محاولات هذا التغيير تترافق وضغط اقتصادي،
اجتماعي وسياسي وعنف شديد. من جهة اخرى فان حق الناس في ان يقنعوا بعضهم
بعضا في مواضيع الاعتقاد – على الا يتم الامر لا اغراءا ولا تهديدا – هو
جزء لا يتجرأ من حرية الدين والاعتقاد. في الماضي كان التهويد جريمة عقابها
الموت. في الدول المسيحية والاسلامية التي عاش فيها اليهود كأقلية، لم تكن
شرعية لحق الفرد في الاختيار خلافا لرأي الاغلبية. الديمقراطية الليبرالية
منحت الفرد من جديد حق الاعتقاد كما يشاء. هذه الحرية كانت انجازا كبيرا
بالنسبة لليهود في البلدان المسيحية والاسلامية. وهي سارية المفعول في دولة
اليهود ايضا. ولكن تعالوا ندع جانبا فزاعة التبشير التي يلوح بها مقدمو
تعديل قانون المجتمعات (ففقط في منظمة "يد للاخوة" يؤمنون بمؤامرة حث
اليهود على تغيير دينهم على مستوى واسع). السؤال الحقيقي هو "ما هي
اليهودية". هذا القانون، الذي يستهدف مثل اشقائه الكثيرين ان يفرض على
المجتمع في اسرائيل وحدة فكرية – قيمية متعذرة ما، يستمد قوته الخفية مما
فيه من عدمية. كل شيء منوط بالتعريف موضع الخلاف "لليهودية". في البداية
سيستخدم القانون ضد العرب (إذ ان كل عمل ضد العرب ينال اجماعا واسعا في
اسرائيل، مهما كان مشكوكا في صحته). بعد ذلك سيستخدم القانون ضد نشطاء حقوق
الانسان على انواعهم (ليسوا يهودا بما فيه الكفاية). وأخيرا سيكون ممكنا
استخدامه ايضا ضد الملحدين، وذلك لان الالحاد المعلن والقاطع يتعارض
والطابع اليهودي لدولة اسرائيل. وبعد ذلك قد يأتي دور العلمانيين. فهل حقا
تنسجم العلمانية مع الطابع اليهودي لدولة اسرائيل؟ افليس اليهود "اغيار
ينطقون العبرية"؟ افليس للدولة اليهودية (الديمقراطية) الحق في الدفاع عن
نفسها وعن قيمها ضدهم؟ من المعقول الافتراض بان العملية لن تنتهي بالتحرش
بالمنظمات العلمانية اكثر مما ينبغي حسب ذوق المشرعين. وحسب قانون السير في
خط اليمين يميل حماة أسوار الاخلاق اليهودية الى السير في الخط مع العنصر
الاكثر تطرفا، والأخذ فقط بالتسويغ الاكثر تشددا. ومع الزمن سيعلن عن
المزيد فالمزيد من انماط السلوك بانها تتعارض والطابع اليهودي لدولة
اسرائيل. سيكون من الواجب العمل ضدهم. المجتمع في دولة اسرائيل ليس مهددا
من عناصر تسعى الى جعله أقل يهودية. وهو مهدد من العناصر التي تسعى الى
جعله أقل ديمقراطية. مشروع القانون هذا هو احد التعابير الواضحة عن ذلك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
لم يكن الاستقرار الذي منحه حسني مبارك لعلاقات اسرائيل مع مصر يستطيع ان
يستمر الى الأبد، ولا يمكن سياسة اسرائيل الامنية ان تعتمد على فرض ان سلطة
المستبدين في البلدان العربية ستوجد الى الأبد. مع ذلك لا يصعب ان نفهم
الخوف الذي أثاره الفوران في مصر واماكن اخرى في العالم العربي في اسرائيل.
ليس ما يُخيفها خطر عدم الاستقرار في العالم العربي فقط بل احتمال ان تنشأ
ديمقراطية عربية. يُخيل الينا ان الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط
تتوق الى ان تظل كذلك. وهذا الامكان ليس غير جذاب تماما. بيد انه خطر ببالي
في المدة الاخيرة ان لثورة اسرائيل العصبية موازيات إن لم نقل جذورا في
احدى الظواهر الأقدم في تاريخ الشعب اليهودي.كل من يدرس التاريخ السياسي
لليهود في الشتات ينتبه الى أن الطوائف اليهودية فضلت دائما "أحلافا
عمودية" على "أحلاف أفقية"؛ أي حماية وتأييد الملوك والأمراء والبابوات
والبطاركة على الاعتماد على السكان المحليين. لم يعتمد اليهود على جيرانهم
ان يهتموا بأمنهم. فقد بحثوا عن علاقة مباشرة بأعلى جهاز وبالسلطة الاولى
في رتبتها. والامثلة على هذه الاستراتيجية السياسية موجودة في مدى التاريخ
اليهودي. أعلن فقيه عظيم الشأن في اسبانيا في القرن الثالث عشر بأن "حكم
الملك هو الحكم" وأن "حكم الأمة ليس هو الحكم". هذه الشكوك في السكان حولهم
بقيت في العصر الحديث ايضا، في حماسة اليهود للدولة – الأمة التي تعرض
حماية أكبر من عدم عدل المجتمع.من الواضح ان المماثلة بين طائفة جالية
ودولة ذات سيادة ليست كاملة، لكن تفضيل اسرائيل الطويل للملوك والمستبدين
العرب بصفتهم مُحادثين يبدو لي صيغة اخرى من الحلف الأفقي. ومن الواضح ان
الامر لم ينجح دائما. فكما ذكر يوسف حاييم يروشالمي، الأحلاف العمودية
"تُصاغ على حساب الأحلاف الأفقية مع قطاعات أو طبقات اخرى من السكان". خيّب
الملوك ورجال الدين والمُخلّصون الكبار في احيان كثيرة آمال اليهود الى
درجة الكارثة احيانا. فكادت الدولة – الأمة الاوروبية التي سجد لها اليهود
تفضي الى إبادتهم.اذا بلغت الديمقراطية مصر ودولا عربية اخرى فسيكون من
الواجب على اسرائيل ان تجابه التحدي الأفقي في نطاق علاقاتها بجاراتها. اذا
احتاجت حكومات عربية الآن الى ان تُبين لمواطنيها العدل في التعايش مع
اسرائيل، والى أن تسوغ لأبناء شعبها الاتفاقات والتسويات معها، فان اسرائيل
لن تستطيع بعد تجاهل تأثير نشاطها في هذه الطوائف السكانية والشعوب. ولن
يكفي اتفاق مع حاكم قوي. سيكون لرأي الجمهور العربي أهمية. وستضطر
الدبلوماسية الاسرائيلية الى توسيع حدودها والى أن تجد سُبلا للتوجه الى
الأمم لا الى الزعماء فقط. يجب ألا تكون اسرائيل مخيفة فقط بل ان تكون
مفهومة ايضا.ولدت الأحلاف العمودية لليهود في الجاليات وفي دولتهم نتيجة
يأس وعدم ثقة بالجماعات التي عاشوا بينها. وكان للتشكك واليأس أساس في
الواقع التاريخي. في السياسة الاسرائيلية في أيامنا قوى تدافع عن المشاعر
الظلامية هذه وتكسب منها. لا أومن أن هذا التشاؤم القومي حق لكن الوضع من
جهة ثانية أكثر غموضا من أن يسوغ تفاؤلا أجوف.الخوف الاسرائيلي من القوة
السياسية الجديدة للأمة العربية لن يتلاشى بسهولة. فالديمقراطية تحرر
البواعث والأفكار القبيحة الى جانب البواعث والأفكار الحسنة. ولذلك فان
السؤال عن "الربيع العربي" هو هل وأين وبأي قدر يتغير الواقع التاريخي الذي
كان أساس التشكك واليأس. لن تُجدي علينا الآن عادات راسخة وتصنيفات قديمة.
فالتاريخ لا يقف في مكانه. سيكون اتفاق سلام تقبله مصر الديمقراطية أكثر
استقرارا من اتفاق سلام تم اتخاذه في مصر
الاستبداد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
جلعاد شليط لن يعود. على كل حال، لن يعود جلعاد شليط ما بقي الامر متعلقا
بدولة اسرائيل لا بآسريه القتلة في قطاع غزة. أُذكر من سيجد كلامي شديدا
جدا أو ربما فصاميا بأنني ولدت في بلد النازيين بل إن أبي انتحر بسببهم.
وهكذا فليس من يتوجه اليكم هنا متفائلا كبيرا.جلعاد شليط لن يعود، أو على
كل حال ما بقي رئيس حكومتنا يؤمن أن له أكثرية ائتلافية صلبة.وفي هذا الشأن
ليس عنده الكثير مما يقلقه، لأن هذا الجزء من حزب العمل وميرتس المجزأة،
والحركة الكيبوتسية التي هي في وضع انحلال – منذ كان كلام مناحيم بيغن الذي
عاب برك السباحة والخصخصة الرأسمالية التي تبلغ ذروتها اليوم، وعدة عشرات
آلاف من صدّيقين خفيّين وظاهرين في دولتي تل ابيب وحيفا – لن تكفي. على كل
حال هكذا تبدو الامور اليوم.ويجب أن نزيد على هذا أن رئيس حكومتنا ينجح في
أن يجد عددا من الحلفاء في العالم يسمحون له بالحديث عن تفاوض حتى آخر
الزمان، ولست أعلم كم من الوقت بقي لجلعاد البائس ولنا جميعا حتى ذلك
الحين.ولماذا؟ لأن ائتلافا من "المُشجَّعين" و"الحريديين" الذين يطيعون
ساكن السماء لكنهم لا يهتمون بما يجري هنا على الارض ما ظلوا جزءا من
الأكثرية اليمينية التي تحكم اليوم، لن يساعد أكثر مما ساعد المحروقين في
محارق أبناء وطني. وفي الحقيقة يجب علينا نحن الذين اجتزنا القرن الاسود
الماضي ونعيش في أيامنا هذه أن نكون الخائفين الحقيقيين. وتذكروا جيدا ما
أفتى به واحد من هؤلاء في حينه، وتقول فتواه إن رجلا يسير بين امرأتين في
رواق الكنيس الأعظم هو حمار. "كل من ينقذ نفسا واحدة من اسرائيل فكأنما
أنقذ العالم كله"، هذا نسيه منذ زمن كل الحفارين والباحثين في التراب
ليجدوا "شهادات" على حقنا في البلاد. ومن كان لا يؤمن فان حكمه الجحيم وهو
ما يزال حياً.جلعاد شليط لن يعود. آمل بالطبع أن أكون مخطئا. لكن أفضل
للانسان أن يخطيء من أن يُضلل.أردت أن أقول هذا الكلام وأشباهه لكن يبدو
انه لن يُسمع. والسبب أن شبكة تلفاز دعتني الى مقابلة صحفية في موضوع جلعاد
شليط البائس، لكنني على ثقة بأن كلامي لن يُبث في نهاية الامر، ولذلك
أُبيح لنفسي أن أنشره في حصن الصحافة الحرة في اسرائيل. ونترك للتلفاز جميع
البرامج الدينية التي تدخل مرة بعد اخرى شاشتنا في مختلف الساعات. ومرة
اخرى يبدو أن جلعاد شليط لن يعود. كلي أمل أن أكون مخطئا. لكن أبي ايضا
اخطأ على هذا النحو. أبي الذي على الارض لا ذاك الذي في
السماء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
أفضى القلق لسخونة الكرة الارضية والبحث عن مصادر طاقة نقية، بدول كثيرة
ومنها اسرائيل، الى أن تزن استعمال الطاقة الذرية لانتاج الكهرباء. أثارت
شركة الكهرباء ووزارة البنى التحتية خطة لانشاء محطة طاقة ذرية في اسرائيل،
وقد اختيرت منطقة ملائمة – شفتا، في مركز النقب. وكل ذلك دون نقاش
جماهيري.لا شك في وجود مزايا كثيرة لمحطة طاقة ذرية، فليس هناك انبعاث
غازات دفيئة ولا يوجد انبعاث دائم لملوثات الجو الكيماوية أو لدقائق عضوية
تُسبب السرطان. وستضائل محطة الطاقة هذه التعلق باستيراد النفط والفحم.
بُنيت الصناعة الذرية على مبادىء "اللافشل"، مع نظم أمن مطورة ودعم ونظم
كبح مكثقة وفرق مدربة بقصد منع الحوادث.في 1975 قضى تقرير رسموسن، الذي
قدّر الأخطار واحتمال الحوادث في محطات الطاقة الذرية بأنه في حال حادثة
جدية قرب بلدة مدنية مزدحمة، سيكون الضرر الصحي والبيئي بالغا. قدّر كُتاب
ذلك التقرير في الحقيقة أن احتمال حادثة ذرية كهذه واحد من كل مليون، لكن
منذ بدأ عصر محطات الطاقة الذرية المدنية في 1950، وقعت 29 حادثة كبيرة
وصغيرة في العالم، وسببت أضرارا بيئية بل أفضت الى إضرار بالجسم والأرواح.
والاستنتاج أن احتمالات حوادث صعبة أكبر كثيرا مما قدّروا في البداية.قدّم
الامين العام للامم المتحدة، بان كيمون، في المدة الاخيرة تقريرا عن
الأضرار التي حدثت في تشرنوبل في اوكرانيا: "جرى اجلاء أكثر من 300 ألف
انسان، وتعرض نحو من 6 ملايين للاشعاع، وتلوثت منطقة مساحتها نحو من نصف
مساحة ايطاليا". برغم كبر الكارثة التي تسببها حادثة ذرية، ينبغي أن نذكر
أن دولا مثل اوكرانيا أو اليابان أو الولايات المتحدة تستطيع التغلب على
هذه الحوادث وأن تبقى اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. واسرائيل بالقياس اليها
دولة صغيرة ومكتظة. سيكون الضرر كبيرا جدا في حال حادثة شديدة. والى ذلك
يملك أعداء اسرائيل – سوريا وايران وحزب الله وحماس – صواريخ أخذت دقتها
تتحسن. قد تفضي اصابة صاروخ لمحطة طاقة ذرية الى انبعاث تلوث اشعاعي.إليكم
تفصيل الأضرار التي قد تحدث لاسرائيل في حالة حادثة ذرية خطيرة. يقوم
التقدير على الأدبيات المختصة وعلى التجربة المرة في تشرنوبل وفوكوشيما في
اليابان: سيموت 100 – 1000 انسان أو يصابون بمرض عضال في الحال أو بعد ذلك؛
وسيتعرض 100 – 250 ألف انسان لدرجات منخفضة من الاشعاع يحتمل ان يفضي الى
سرطان وضرر جيني بأولادهم؛ وسيُجلى 100 – 250 ألف انسان عن بيوتهم لمدة
اشهر أو سنين وفيهم سكان بئر السبع وديمونا ويروحام ومتسبيه رامون. وستُلوث
مناطق واسعة في النقب وفيها الأحياء والنبات بالدقائق المشعة. وستتضرر
فروع التصدير ولا سيما تصدير الغذاء تضررا شديدا. وسيتضرر ايضا فرع السياحة
تضررا كبيرا. وسيتضرر أمن الدولة كثيرا بسبب تنقل السكان وانهيار نظم
النقل العام والبنى التحتية والفوضى التي ستنشأ.هل يجب علينا أن ننشيء
محطات طاقة ذرية برغم هذه الأخطار كلها؟ لا أرى هذا. برغم المزايا الكامنة
في استعمال الطاقة الذرية يبدو أن محطات الطاقة الذرية في وضعها الأمني
الحالي لا تلائم اسرائيل. اذا كان الامر كذلك فما هي البدائل عن المحطة
الذرية؟ أولا، توفير الطاقة – في الصناعة والزراعة والبيت. وثانيا، البحث
وتطوير طاقة نقية من مصادر اخرى كالشمس والريح المتوفرتين في اسرائيل. ولما
كانت هذه المصادر لن تُلبي جميع الاحتياجات فلا مناص ايضا من الاستمرار في
استعمال الفحم والسولار والغاز الطبيعي الى أن تطور الصناعة العالمية
محطات طاقة ذرية "بلا فشل" حقيقية وآمنة
تماما".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
منذ بداية موجة الثورات والاضطرابات في الشرق الاوسط، والتي لم تصل بعد
الى ذروتها، اعتقدت، مثل آخرين، بانه لا ينبغي لاسرائيل أن تتدخل في كل ما
يجري في الدول العربية. قتل الشعب المتزايد في سوريا غير الظروف ويستوجب
الان عملا فوريا، ملموسا ومركزا – فتح الحدود في معبر القنيطرة لعبور الف
مواطن سوري وأكثر بنسائهم واطفالهم. علينا أن نمنحهم ملجأ سياسيا مؤقتا الى
أن تتفق اسرائيل، اضافة الى دول اخرى في امريكا وفي اوروبا على مكان سكنهم
الدائم. وحتى قبل فحص المنفعة السياسية في هذا الاقتراح، يجدر بالذكر أن
اسرائيل قامت كوطن للشعب اليهودي بعد ثلاث سنوات من نهاية الكارثة التي
فقدنا فيها ثلث شعبنا. هذا التاريخ البشع يفرض علينا عبئا اخلاقيا خاصا.
رئيس وزراء اسرائيل، مناحيم بيغن رحمه الله، اختار حتى قبل أن تؤدي حكومته
الاولى اليمين القانونية في الكنيست الاعلان فورا عن استقبال 179 لاجيء
فيتنامي، رفضت حكومات العالم استيعابهم، في اسرائيل بذراعين مفتوحتين. في
اقواله اشار بيغن الى أننا كشعب كل دول العالم رفضت استيعاب ابنائه قبل
الكارثة وفي اثنائها، ملقي علينا واجب خاص في هذا الشأن. الكثير من
اللاجئين اصبحوا منذ ذلك الحين مواطنين اسرائيليين عاديين وهم يساهمون
اليوم في رفاه الدولة ورفاههم هم أنفسهم.عمليا، بيغن لم يكن الاسرائيلي
الاول الذي استوعب اللاجئين لاسباب انسانية. في اثناء الحرب الاهلية في
الاردن في 1970 هرب عدد كبير من مخربي م.ت.ف الى نطاق اسرائيل خوفا من أن
يقتلهم جنود الجيش الاردني. ومع أن الحديث يدور عن حرب عادلة للاردن،
الحليف السري لاسرائيل، ومع أن رجال م.ت.ف قاتلوا في الماضي ضد اسرائيل،
فقد وافقت الدولة على استيعابهم المؤقت لاعتبارات انسانية. وفي النهاية تم
استيعابهم خارج حدود اسرائيل. كما أن استيعاب اليهود من الدول العربية ممن
كانوا ضحايا حملات القتل والاضطهاد من الانظمة العربية في اعقاب قيام
الدولة هو قصة استيعاب لاجئين اقتلعوا من منازلهم بالعنف. قصة "اللاجئين
العرب" الملفقة في معظمها يعرفها العالم بأسره. قصة الاستيعاب الناجح، باهظ
الثمن والمعقد لليهود اللاجئين من الدول العربية يكاد لا يعرفها احد في
البلاد وفي العالم. والسبب هو ان اسرائيل عالجت أمر كل لاجيء، أولا وقبل كل
شيء، كانسان يجب اعادة تأهيله وليس كورقة مساومة سياسية. كلفة اعادة
التأهيل والعناية بكل الحالات التي أشرنا اليها، وغيرها، كانت دوما على
دولة اسرائيل، دون أي حساب اقتصادي.حان الوقت لان تأخذ اسرائيل المبادرة
وتعمل فورا على فتح مدروس وحذر للحدود امام لاجئي سوريا. في الوقت الذي يدق
المدعين بحق العودة الزائف اسيجتنا، من الحيوي ان نولي جدول أعمال انساني
ونزيه يبرز سلم اولويات اسرائيل وتفوقها الاخلاقي على جارتها من الشمال. من
الحيوي أن نشرع في مفاوضات مع دول اوروبية ومع أمريكا في موضوع لا يوجد
أكثر منه انسانية، ويضع الكثير من "الحقائق" في الشرق الاوسط في ضوئها
الصحيح".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
قُتل هذا الاسبوع في اسرائيل اربعة مواطنين بحادثة طرق مروعة. ومن غد ذلك
قُتلت امرأة عند باب بيتها بطلقات نارية وجُرح زوجها جرحا بليغا. كان ذكر
هاتين الواقعتين المزعزعتين على صفحات الصحف الاولى مهملا. فالعرب يحصلون
على الصفحات الاولى عندما يُشك في أنهم جواسيس أو يركبون "مرمرة". تحطم
اربعة شباب شربوا الخمر في جدار. وذُبحت امرأة على يد مغتال قرب مركز شرطة.
ماذا كان يحدث لو أن هؤلاء الشباب الاربعة كانوا جنودا مقاتلين في وحدة
خاصة؟ وماذا كان يحدث لو لم تكن المرأة وزوجها جزءا من "صراع عائلات" كما
عرّفت ذلك وسائل الاعلام بل كانت زوجة مخالف جنائي ذي صبغة مشهورة مثل زئيف
روزنشتاين؟.ثمة اسباب كثيرة لميلنا الى تجاهل 20 في المائة من مواطني
اسرائيل. وليس أولها العنصرية على التخصيص. تصورنا العام يقضي بأنهم ليسوا
جزءا من الجمهور الاسرائيلي ألبتة، وأنهم على نحو ما جسم مستقل يعيش هنا
عرضا لكن لا صلة له صغيرة أو كبيرة بنا. انهم حاضرون غائبون، وناس عملهم
كله أن يزودونا بالحمص ذي النكهة الأصيلة في أيام السبت ظهرا في مطاعم أبي
فلان. وسائل الاعلام على ثقة بأن مواطني اسرائيل العرب لا يثيرون اهتمام
أحد. فالعرب يخفضون نسبة المشاهدة، ويثيرون غضب المشاهد والقارىء، وليسوا
مهمين ولا جذابين.وليس العرب فقط. جرى على دولة اسرائيل تغير سكاني عظيم في
العشرين سنة الاخيرة، تغير لم تكد تعبر عنه وسائل الاعلام الرسمية
المؤسسية. يكاد المهاجرون من الاتحاد السوفييتي السابق يُذكرون دائما في
سياق التصور العام عن تعاطيهم الكحول والدعارة، والأثيوبيون يقتلون نساءهم،
والحريديون يُنكلون بأولادهم أو يحتالون على السلطات لا غير. ليس التمايز
الذي نشأ خطرا على وسائل الاعلام الاسرائيلية فقط التي لا تأتي بصورة عامة
متنوعة للمجتمع الاسرائيلي على اختلاف ألوانه بل على المجتمع الاسرائيلي
نفسه في الأساس. إن جماعات كاملة من السكان لا تجد مكانها في قلب بوتقة
الصهر – في وسائل الاعلام.هناك شيء فظيع في شعور الشفافية وعدم الوجود هذا.
فهذا يدفعك أكثر جانبا. يقوى الشعور بالاغتراب. هناك من يقولون لأنفسهم
انهم سيحاربون لبلوغ وضع تعترف المؤسسة بهم فيه. وهناك كثيرون آخرون يرفعون
أيديهم ويقررون عدم الشعور بأنهم جزء من النسيج العام. سيقول كثيرون إن
وسائل الاعلام تتحمل وحدها تبعة ذلك. وسيقول آخرون إن الذنب ذنب الجماعات
أنفسها، وإن اعضاء الكنيست العرب يقودون الى التمايز وإن الروس يملكون
وسائل اعلامهم الخاصة وإن الاثيوبيين لا يندمجون على العموم. وفي الخلاصة
بقيت وسائل الاعلام الاسرائيلية مغلقة أمام كل ما لا يشبهها. الوحيدون
الذين نجحوا في تهشيم السقف الزجاجي هم ناس اليمين الذين سيستمرون برغم
نجاحهم في الشكوى من أن وسائل الاعلام يسارية.صُب كلام كثير على تمثيل
الأقليات في وسائل الاعلام. وتناولت مئات النقاشات والمنتديات هذه القضية
وقالت كلها كل شيء تقريبا. لكن الخلاصة هي أن امرأة رُشت قبل يومين بالرصاص
فوق شرفة بيتها ودفعتها وسائل الاعلام الاسرائيلية الى غرفة جانبية. وأن
اربعة شباب حطموا أنفسهم في جدار بسبب الكحول ودُفعوا الى الصفحات الخلفية
لأنهم
عرب".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
بخطوة تثير الغضب تدل على ضعف الرأي قرر رئيس الاركان بني غانتس الاستجابة
للضغوط وتغيير صيغة صلاة التذكار في مراسم عسكرية. منذ الآن ستُبدأ الصلاة
بكلمتي "يتذكر الله" بدل "يتذكر شعب اسرائيل" كما كانت الحال الى الآن.إن
مفهوم "الله" جزء من تراث الحضارة اليهودية. سيحسن جهاز التربية الصنع اذا
شجع نقاشا مفتوحا يتعلق بالمضامين المختلفة الغريبة التي يشتمل عليها هذا
المفهوم المشحون. ولذلك سيكون من الجيد أن يُمكّن جهاز التربية الطلاب من
الوقوف على أصل ومضامين الاسم الصريح "يهوه" واذا ألغى العادة التي أخذت
ترسخ وهي كتابة "يدود" و"يكوك" وسائر الحروف الغبية التي هدفها كله إبعاد
اليهودي البسيط سواء أكان متدينا أم علمانيا عن تراثه.إن "يهوه" لمن لم
يفكر في الامر هي ببساطة فعل مضارع للمستقبل، وهذا هو المعنى البسيط الأصلي
لمفهوم الله اليهودي. إن "يهوه" في واقع الامر صورة مختصرة للنشيد الذي
نعرفه كلنا عن "رب العالم" الذي "كان وما يزال وسيبقى مجيدا". أعني مجد
الفكر الحر وفكر المساواة والانسانية بطبيعة الامر. لا مجد من عينوا أنفسهم
طوال الأجيال محتكرين لتراث اسرائيل وتفسيره الرسمي الوحيد في ظاهر
الامر.إن "رب العالم الذي كان وما يزال وسيبقى" يعني أن لا أحد من الناس
فوق غيره. وهكذا فان مفهوم الله اليهودي هو الأساس لاصلاح العالم والأساس
للفهم الناتج عن ذلك ومؤداه أنه لما كان للعالم رب واحد فان الجميع عبيده
ومتساوون في قيمتهم.هذا هو الفكر الذي قام في أساس الشعور القومي اليهودي
على اختلاف فروعه، والتي اعتمدت كلها بلا شذوذ – من البوند الى الصهيونية –
على تصور علماني واضح. كان هرتسل علمانيا واضحا ومثله وايزمن ومثله
جابوتنسكي وبن غوريون وبيرل كتسنلسون. وكانت الثقافة التي انشأوها علمانية.
وكانت الدولة التي انشأوها علمانية. وكانت الأهداف التي بذل من اجلها أكثر
جنود الجيش الاسرائيلي العلمانيين أنفسهم علمانية. وهذا بالضبط هو السبب
الذي يجعل "شعب اسرائيل" لا "إلهه" يتذكر ضحايا الجيش الاسرائيلي.تجري
مأساة روحانية على المجتمع الاسرائيلي الذي أخذ يغرق في جهله، ويستبدل
بتراث اسرائيل التعددي إملاءات من ولّوا أنفسهم ليكونوا المتحدثين وحدهم عن
"روح اسرائيل الجد". عرف اليهود القدماء الذين كتبوا طوال مئات السنين
الأدب الذي أصبح مقدسا مع الوقت، عرفوا أن الذاكرة ليست أمرا نسبيا فقط، أي
أن مضامينه تتغير من فترة الى فترة ومن شخص الى آخر. لقد عرفوا أن مجرد
الجدل في مضامينه أساس للحضارة الانسانية. وهذا السبب الذي جعل حكماءنا
الماضين يأمرون الى جانب الأمر بتذكر الخروج من مصر بـ "حكاية الخروج من
مصر" لا "ترتيل" تلك الصلاة. الجيش الاسرائيلي واحد من القواسم المشتركة
الأكثر استقرارا وأساسية للمجتمع الاسرائيلي على اختلاف مركباته وفيه غير
قليل من المسلمين والدروز والشركس ومئات الآلاف من المواطنين الذين انضموا
الى المجموع اليهودي بطبيعة الامر، برغم أنهم غير يهود من وجهة النظر
الشرعية ضيقة الأفق للارثوذكسية في اسرائيل (وليست نسبتها سوى عُشر
الجمهور). ولهذا ينبغي أن نقيم الذاكرة الجماعية للأجيال الاخيرة – ذاكرة
الثكل التي انضمت الى ذاكرة الخروج من مصر البعيدة – على الذاكرة القومية
(شعب اسرائيل) لا الدينية. ويفترض أن يفهم هذا خاصة اولئك الذين يُمجدون
وحدة اسرائيل وتكاد كل خطوة يخطونها تشهد بعكس ذلك
التام".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"عندما
اجريت مقابلة صحفية مع نائب وزير الخارجية، داني ايالون، لبرنامج الصباح
في الشبكة الاذاعية الثانية حول علاقات اسرائيل – تركيا في أعقاب
الانتخابات التي اجريت في تركيا يوم الاحد، أعرب مخترع "الكرسي القصير" عن
اهتمامه بتحسين العلاقات، ولكنه حرص على التشديد بان على المبادرة أن تأتي
من جهة تركيا. كالمعتاد. سياسة اسرائيل الخارجية مبنية على مبدأ واحد: نحن
عملنا كل ما ينبغي عمله، والان دور العالم. ولكن لا، نحن لم نعمل كل ما
ينبغي عمله، وبشكل عام، العالم ليس مبنيا على التماثل. حتى لو كنا نحن على
ما يرام تماما، والاتراك ليسوا هكذا جدا، فان علينا ان نعمل حسب مصلحتنا
الوطنية وليس حسب مبادىء الثواب والعقاب المتمثلة بـ : "ولكن ايها المربية
هو الذي بدأ!".الديمقراطية في تركيا هي الاكثر أهمية في العالم الاسلامي
(الى جانب اندونيسيا)، ولكن يوجد فيها مس لا بأس به بحقوق الانسان، يوجد
فيها عشرات عديدة من الصحفيين المعتقلين، ورئيس الوزراء، رجب طيب اردوغان
يتحدث عن اسرائيل كآخر المحرضين والاستفزازيين في ساحة السوق. السؤال هو
اذا كان بوسعنا ان نسمح لانفسنا أن نكون في علاقات صعبة بهذا القدر مع
الدول الاسلامية الثلاثة الاهم في منطقتنا ـ ايران، تركيا ومصر ـ والاعتقاد
باننا فعلنا كل ما هو مطلوب منا، وانه يمكننا أن ننتظر بهدوء المكالمة
الهاتفية من الطرف الاخر.في الماضي البعيد كانت مصر عدوا، تركيا أقامت معنا
علاقات حذرة وبعيدة، وايران كانت حليفتنا. منذ نهاية السبعينيات تحولت
ايران الى عدو لدود، مصر من عدو الى جار سوي العقل، ومن التسعينيات اصبحت
تركيا حيفا. ايران بقيت عدوا مريرا، تركيا ادارت لنا الظهر منذ رصاص مصبوب
في كانون الثاني 2009، وبشدة اكبر منذ الاسطول العام الماضي. وقد أعادت
السفير من اسرائيل وهي تتعامل معنا كدولة عدو، بينما مصر غيرت وجهها منذ
الاطاحة بحسني مبارك ولا يمكن ان نرى فيها شريكا. هذا وضع يشكل سابقة
خطيرة. يحتمل أن يتغير النظام في ايران، يحتمل أن ينير الحكم المصري الجديد
وجهه لاسرائيل، ولكن في هاتين الحالتين يوجد لاسرائيل القليل مما يمكن ان
تفعله. حيال تركيا يجب الجلوس وتنسيق بث الموجات. ان نفهم بالضبط ما الذي
يتوقعونه منا، ان نفحص اذا كان هذا المطلب ليس مثابة اهانة او استسلام
اسرائيلي غير مبرر، ان نحاول الوصول الى عمق الامور ونضمن اعادة السفير
التركي الى اسرائيل وموافقة الاتراك على تعيين سفير اسرائيلي جديد (بدلا من
غابي ليفي، السفير الحالي، الذي يبقى في أنقرة مع أنه حان موعد خروجه على
التقاعد، فقط بسبب المعرفة بان الاتراك لن يمنحوا الموافقة على أي سفير
جديد). مع أن اردوغان انتخب هذا الاسبوع من مواطني تركيا لفترة ولاية
ثالثة، الا ان حزبه حصل على مقاعد اقل مما في الانتخابات السابقة، ومشكوك
أن يكون بوسعه أن يحقق حلمه في تحويل تركيا الى دولة يسيطر عليها رئيس، وان
ينتخب للمنصب المنشود على مدى سنوات طويلة. وعليه فيحتمل ان في اعقاب
عودته الى أرض الواقع، سيكون للحكومة الاسرائيلية أسهل التوصل مع حكومته
الى توافق. فبعد كل شيء، هذه، بلا ريب، مصلحة تركية صرفة
ايضا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
كل بضعة أشهر، عندما لا يكون لدى المحللين الاسرائيليين والاجانب
والسياسيين من اليسار شيء أصيل وحديث العهد ليقترحوه في المجال السياسي،
فانهم يمتشقون من التخزين خطة السلام العربية من العام 2002، لينفضون عنها
الغبار ويحاولون اقناع الجمهور بها. وسواء لانعدام المعرفة أم لنية
التضليل، فان الكثيرين ايضا مشوشون بين المبادرة السعودية وخطة السلام
العربية. وبالتالي يجدر بنا أن نجري ترتيبا للوضع: فان كان بينهما نقاط
مشتركة، الا ان الحقائق هي على النحو التالي:في 2002، بعد وقت قصير من
العمليات في البرجين التوأمين، طرح من كان في حينه ولي العهد السعودي،
والان الملك عبدالله، في مقابلة مع المحلل توم فريدمان سلسلة من الافكار
والاقتراحات لاقامة سلام بين العالم العربي واسرائيل (بل كان هناك من مزح
في حينه في أنه ليس واضحا اذا كانت هذه مبادرة عبدالله أم مبادرة فريدمان).
على أي حال كانت نية عبدالله واضحة: اطفاء الغضب الذي ساد في امريكا تجاه
مملكته في اعقاب مشاركة سعوديين في عمليات 11 ايلول من خلال خطوة استثنائية
من العلاقات العامة. المبادىء التي طرحها تلخصت في انسحاب اسرائيلي من كل
المناطق التي استولت عليها اسرائيل في 1967، "وفقا لقرارات الامم المتحدة"،
بما في ذلك القدس. كما اقترح اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وكل ذلك
مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين العالم العربي واسرائيل. واضح أن هذه
المطالب لا يمكنها أن تكون مقبولة على اسرائيل، ولكن لو أنها طرحت في حينه
(أو الان) كمواضيع للمفاوضات، دون شروط مسبقة، في اطارها نحن ايضا كنا
سنطرح مواقفنا وتحفظاتنا – لكان ربما ممكنا أن نرى في ذلك خطوة نحو السلام.
ويبدو أن هذا ما قصده شمعون بيرس حين دعا قبل ثلاث سنوات في الامم المتحدة
الملك عبدالله "الى تجديد مبادرته السلمية".ولكن ما يلوح به في وجوهنا
اليوم هو ليس على الاطلاق ذات المبادرة السعودية، بل الخطة العربية التي
أقرها مؤتمر الجامعة العربية في بيروت، في 2002 ايضا. وقد اضيف الى هذه
الخطة بنود ومطالب جعلت موقفها من موضوع السلام ذرا للرماد في العيون.
أولا، لا يدور الحديث عن خطة سلام أو برنامج للمفاوضات بل انه املاء، مثابة
شيء مقدس، لاخلاء كل شبر من الارض خلف الخط الاخضر، بما في ذلك في القدس،
انسحاب كامل من هضبة الجولان و "اعادة" اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار 194
للامم المتحدة. وحسب التفسير العربي للقرار، فهو لا يختلف عن حق العودة
المعروف، أي العودة الى اسرائيل (احداث يوم النكسة تنخرط ضمن هذا
المطلب).لكل هذا، كما أسلفنا طولبت اسرائيل بان تلتزم مسبقا، كشرط مسبق
لمجرد فتح الاتصالات معها. وحسب مطلب دمشق، فان اسرائيل مطالبة ايضا بان
تسلم الشواطىء الشرقية لبحيرة طبريا لسوريا، خلافا للقانون الدولي. وفضلا
عن ذلك، فبينما تصريحات عبدالله تناولت بشكل عمومي قرارات الامم المتحدة،
فان خطة الجامعة العربية تشوه هذه القرارات. فقرارات 242 و 338 لا تطالب
اسرائيل بانسحاب من كل المناطق، بل وتربط ترسيم الحدود باعتبارات الامن
(وحتى الرئيس اوباما في خطابه الاخير قضى بان الحدود المستقبلية ستكون
مختلفة عن خطوط 67، تبعا للمفاوضات وتبادل الاراضي).لا أحد يستخف بالواقع
السياسي العسير الذي نقف امامه، ولكن طرح عرض عابث لمبادرات سلام عربية
وهمية او افكار عبثية مثل "الاعتراف الان بالدولة الفلسطينية والشروع فورا
في المفاوضات مع ابو مازن" (فؤاد بن اليعيزر)، في الوقت الذي كل هدف الخطوة
الفلسطينية هو الامتناع عن المفاوضات، مثلها كمثل لعبة التظاهر. عمليا،
هذه افكار تعاني من نقص تام في فهم الواقع السياسي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
منحت فرقة "كولدبلي"، وهي بلا شك واحدة من أكثر الفرق نجاحا في العالم، في
المدة الاخيرة في صفحتها على الفيس بوك منبرا مهما للاغنية المسماة
"الحرية لفلسطين". يصاحب الاغنية فيلم قصير منحاز أحادي الجانب، يعرض
اسرائيل بصفتها دولة فصل عنصري ويعرض جنود الجيش الاسرائيلي وهم يركلون
امرأة فلسطينية مع طفل. واذا لم يكن هذا كافيا، فان صيغ الرقصات للاغنية
يمكن إنزالها من الشبكة، ومن المحتمل افتراض أن تُسمع قريبا في قاعات الرقص
في اوروبا.هذه خطوة مقلقة يجب النظر اليها بتمعن. لم يعد الحديث عن فنان
هامشي أو فرقة حالمة. فلـ "كولدبلي" عشرات بل مئات ملايين المحبين في أنحاء
العالم. والموسيقى التي تنتجها تتخطى الدول واللغات والثقافات
والأديان.والى ذلك فان النشر الذي منحته الفرقة للمؤامرة البريطانية
الفلسطينية لم يعد لبنة اخرى في الدعاية الفلسطينية تمهيدا لاعلان الدولة
الفلسطينية من طرف واحد في ايلول القريب أو بعده. فالنشر إيماء وإذن لأجسام
وفرق موسيقية وثقافية وفنية امتنعت حتى اليوم عن التعبير عن موقف موالٍ
لفلسطين على نحو أحادي، كي تعمل عملا يشبه "كولدبلي".يجب على الدعاية
الاسرائيلية كي توقف الطوفان الاعلامي الحالي أن تتخذ في أسرع وقت تدابير
ثلاثة:أولا، يجب أن يستقر رأي حكومة اسرائيل على مضاعفة ميزانية دعاية دولة
اسرائيل التي تقف اليوم على نحو من 50 مليون شيكل في السنة (وتتضمن
الأجور)، ثلاثة أضعاف. فالحديث عن مبلغ ضئيل بحسب كل الآراء، أصغر كثيرا من
ميزانية نشر الشركات الكبيرة في الجهاز الاقتصادي. زيادة الميزانية أمر
يقتضيه الواقع ولا سيما الآن إزاء النضال من اجل الرأي العام العالمي قُبيل
ايلول القريب. لكن زيادة الميزانية وحدها حتى لو كانت كبيرة لا يمكن أن
تُحدث سحرا وأن تحل تحديات الدعاية من غير تغيير المضامين وصندوق وسائل
الدعاية الاسرائيلية.ثانيا، يجب أن تنتقل نقطة ثقل الدعاية الاسرائيلية من
دعاية حكومية الى "دعاية ليّنة". اشتكى نائب رئيس الولايات المتحدة في
ادارة نيكسون، سبيرو إغنيو، قائلا "الأوغاد غيّروا القواعد". تغيرت القواعد
ايضا في مجال الدعاية الاعلامية. أصبح للدعاية الحكومية التي تشتمل على
خطب سياسية ومقابلات صحفية سياسية وأعمدة في الصحف تأثير يقل رويدا رويدا
كلما مر العالم بمسارات العولمة واستعمال الشبكات الاجتماعية. كذلك فقدت
أفضل الخطب قدرتها على تغيير العالم.أصبح البريطانيون والامريكيون
واليابانيون وغيرهم أكثر تأثرا بمواد مستقلة تُطرح في شبكة الانترنت.
فالفيلم وأغنية الاحتجاج، وكتاب ذو مضامين اجتماعية، ولعبة حاسوب أو فيلم
أنتجه متصفح موالٍ للفلسطينيين أكثر تأثيرا من متحدث اسرائيلي يُجري لقاءا
صحفيا مع شبكة "سي.ان.ان"، مهما يكن فصيح اللسان. لهذا يجب على الدعاية
الاعلامية الاسرائيلية أن تستمر في ملاءمة نفسها سريعا مع الوضع الجديد
الذي نشأ مع تطوير وانتاج وسائل اخرى لخدمة الدعاية الليّنة.وفي الختام يجب
على الجهات التي أوكلت اليها الدعاية الاسرائيلية والتي تبذل أقصى ما
عندها في الظروف الراهنة أن تساعدنا – نحن مواطني اسرائيل ويهود الجاليات –
على أن نُجري دعاية بأنفسنا، وليس القصد الى كتابة رد في الفيس بوك أو
جواب غاضب لنبأ معادٍ لاسرائيل. يجب على هذه الجهات أن تنشيء من أجلنا
وسائل حديثة تعتمد على الانترنت والشبكات الاجتماعية، تشجع مجال رد وانتاج
ودعاية لعرض اسرائيل على نحو متزن".