عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
عناوين الصحف
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ هذه حدودي.
ـ العرض الأفضل في المدينة.. يستحق أوسكار.
ـ الحقيقة البسيطة.
ـ أعطى الحد الأقصى.
ـ الكونغرس الصهيوني.
ـ يفتح صفحة جديدة.. 31 مرة نهض اعضاء الكونغرس للتصفيق لرئيس الوزراء نتنياهو.
ـ سبان يغلق الصنبور لاوباما.
ـ جدول جودة الحياة؟ بالاجمال راضون.
صحيفة "معاريف":
ـ تلسيكر: 57 في المائة نتنياهو كان ينبغي ان يقول "نعم" لاوباما.
ـ قال "لا".. عندما تقول "لا".
ـ من الرافض، من المتنازل.. عالم مقلوب.
ـ "نعم" واحدة، والكثير من "لا".
ـ ساعته الكبرى.
ـ في الولايات المتحدة يمتدحون، الفلسطينيون غاضبون.
ـ غضب من اليمين، وكذا من اليسار.
ـ الولايات المتحدة ضد الاخوان عوفر.
صحيفة "هآرتس":
ـ نتنياهو ألقى خطابا غامضا: "ستكون مستوطنات تبقى خارج الحدود".
ـ عقوبات امريكية على شركات سفن لسامي عوفر تاجرت مع ايران.
ـ نتنياهو يعترف لاول مرة: ليس كل المستوطنات ستبقى.
ـ خطاب للمقتنعين.
ـ حجة غيبة لبيبي.
ـ الفلسطينيون: نتنياهو اختار طريق الاحتلال وليس السلام.
ـ تفويت حياته.
ـ منقطع عن الواقع.
ـ ليس تشرتشل بل شمير.
ـ خطاب الأكاذيب.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ نتنياهو لأبو مازن: اعترف بدولة يهودية.. اترك حماس وسنكون أسخياء.
ـ "وحتى في الكونغرس تأييد اسرائيل".
ـ خطوتان في اتجاه السلام.
ـ الولايات المتحدة ستكون معنا.
ـ الكونغرس هتف لنتنياهو.
ـ "الجدال: على حقنا في الوجود".
ـ "العودة – ليس الى داخل اسرائيل".
أخبار وتقارير ومقالات
هذه حدودي.. الكونغرس الصهيوني
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ناحوم برنياع وشمعون شيفر"
"استُقبل رئيس الوزراء نتنياهو أمس في الكونغرس بحماسة جارفة. في
اثناء خطابه صفقوا له 45 مرة ونهضوا 31 مرة وقوفا على شرفه. وأبدى نتنياهو
بعد ذلك ملاحظة على سبيل الدعابة في أنه بالنسبة لبعض السناتوريين الشيوخ
فان الجلوس والنهوض المتواترين ليس موضوعا بسيطا.
خلافا لمؤسسات التشريع الاخرى في العالم، فان الكونغرس الامريكي يُكثر من
عقد أحداث كهذه يكون فيها المنتخبون هم جمهور متحمس ومعانق. مرتان في السنة
يظهر الرئيس في الكونغرس، ورغم الخلافات المريرة في الرأي بين الحزبين
فانه يُستقبل بهتافات عاصفة. ومع ذلك، فالحماسة التي استُقبل فيها نتنياهو
كانت شاذة.
وكما هو دارج، فان زوجة رئيس الوزراء دُعيت الى الجلوس في الصف الاول لأحد
سطري المدرجات والمخصص لمدعوي الزعيم الضيف. خطاب زوجها رافقته بالنهوض،
بالتصفيق، بالابتسام، بل وبالغمزات. عندما ظهرت سارة نتنياهو في المخرج بعد
عدة دقائق من الخطاب استُقبلت بالنهوض وبالهتاف من اصدقاء الزوجين ممن
أطلقوا القبلات في الهواء ايضا. بعض من اعضاء الكونغرس انضموا الى التصفيق.
في الجمهور كان ايضا رؤساء منظمات يهودية مثل ايف فوكسمان، مدير عام العصبة
ضد التشهير، مالكولم هونلاين، مدير عام مؤتمر الرؤساء وآخرون. ليس
الجمهوريون وحدهم صفقوا وشرّفوه بالنهوض عند كل جملة ذات مغزى بل
والديمقراطيين ايضا.
في اجمال زيارته الى واشنطن، يُقدر رئيس الوزراء بأنه منع اجترافا في
الولايات المتحدة وفي العالم كان سيضع اسرائيل أمام طلب الانسحاب الى حدود
1967 ويُسلم بحكومة فلسطينية بدعم حماس. وهو يشرح بأنه طرح في زيارته
"اقتراحا سخيا على الارض" كأساس لاتفاق على الاراضي الاقليمية مع الدولة
الفلسطينية. وقصد نتنياهو اخلاء المستوطنات في عمق يهودا والسامرة. حيث قال
"بعض من المستوطنات لن تكون عندنا". وهو يتطلع الى ان يترك بيد اسرائيل
الكتل الاستيطانية، نقاط ذات أهمية استراتيجية، وعلى رأسها القدس في حدودها
البلدية الحالية، التي تتضمن جزءا من الضفة.
ومسألة تطلعات عرب اسرائيل للحكم الذاتي طرحها نتنياهو في لقاءاته ايضا.
فقد قال ان الاتفاق مع السلطة الفلسطينية على نهاية النزاع سيلزم عرب
اسرائيل ايضا. فهم لن يكون بوسعهم رفع أي مطالب لتقرير المصير. حتى اليوم
الطلب الاسرائيلي لاتفاق يتضمن انهاء المطالب الفلسطينية لم يتناول غير
الحركة الفلسطينية خارج اسرائيل، ولا سيما في سياق مطلب حق العودة. يُخيل
ان هذه هي المرة الاولى التي يصدر فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي مشكلة عرب
اسرائيل الى الخارج، الى البحث مع الفلسطينيين ومع الولايات المتحدة. "الحق
الوطني على دولة اسرائيل يعود الى الشعب اليهودي وليس الى أي شعب آخر"،
قال نتنياهو في لقاءاته. "لن يكون هناك مزيد من المطالب العرقية".
في مسألة ايران شدد نتنياهو على أن الخيار العسكري موضوع على الطاولة. وقد
استند الى أقوال بهذه الروح قد قالها الرئيس اوباما، وطرح مثالا على ذلك
قرار القذافي، قبل بضع سنوات بوقف المشروع النووي الذي بدأه وذلك خوفا من
هجوم عسكري عليه من جانب الولايات المتحدة. وقال نتنياهو: "كلما كان الخيار
العسكري أكثر مصداقية ازداد الاحتمال في وقف المشروع الايراني بوسائل
سلمية". وألمح لاعضاء الكونغرس بانه اذا لم تعمل أمريكا – فاسرائيل كفيلة
بان تعمل. النووي الايراني وصفه بتعابير الكارثة وشدد على أن اسرائيل لن
تسمح بمثل هذا الوضع أن يتكرر.
واليوم سيهبط نتنياهو في اسرائيل. وبعد الزيارة يفهم بان التنسيق بين
حكومته وبين الادارة الامريكية يعاني النقص، ويعتزم ارسال مستشاريه الى
واشنطن لتوثيق التعاون مع الادارة.
كما أنه لا يعتزم القيام حاليا باي خطوة تجاه الفلسطينيين بل يتوقع أن يقطع
ابو مازن قبل ذلك علاقاته مع حماس. هذا هو الشرط الذي يطرحه مقابل الشرط
الفلسطيني بتجميد البناء في المستوطنات. كما أنه يتوقع من ابو مازن أن يعلن
علنا عن اعتراف باسرائيل كدولة يهودية، وان كان هذا ليس شرطا يطرحه
لاستئناف المحادثات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التفويت
المصدر: "هآرتس"
" نال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس فرصة استثنائية لعرض رؤيا
سلام عادل ودائم لاسرائيل وللفلسطينيين. الملايين شاهدوا محبوسي الانفاس
خطابه أمام مجلسي الكونغرس الامريكي. وقد ترقبوا خطابا تأسيسيا، يحطم
الطريق المسدود في الخطاب السياسي على التسوية الدائمة ويؤدي الى انهاء
النزاع الدموي بين الشعبين.
تمنى الكثيرون أن تجرف الرياح الجديدة التي تهب في الاشهر الاخيرة على
الشرق الاوسط رئيس الوزراء أيضا نحو مسار جديد. بل في الايام الاخيرة نثرت
في محيط نتنياهو تلميحات بان رئيس الوزراء سيعرض "افكارا وصياغات جديدة".
بدلا من ذلك شهدنا ذات الرسائل القديمة، الهذر الدعائي، التخويف ورفض
الجار. نتنياهو أضاع الائتمان السخي الذي حصل عليه من المضيفين الامريكيين
لدحرجة الاتهامات نحو الفلسطينيين ونصب عدد لا يحصى من العوائق في كل واحدة
من المسائل الجوهرية. وبدلا من ان يقبل على نفسه المبدأ في أن تقوم الحدود
بين اسرائيل والدولة الفلسطينية على أساس خطوط 67، أعلن نتنياهو بان
اسرائيل ليست محتلا أجنبيا في يهودا والسامرة.
وقد غلف استعداده لـ "تنازلات بعيدة الاثر" بعدد لا يحصى من الشروط التي
ليس بينها وبين الواقع أي شيء أو بعض شيء. فقد طلب من رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس التخلي مسبقا عن المصالحة مع حماس. وادعى نتنياهو
بان ستة رؤساء وزراء اسرائيليين حاولوا الوصول الى اتفاق دائم مع
الفلسطينيين، ولكنهم فشلوا، زعما، بسبب رفض الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل
كدولة الشعب اليهودي. وقد تجاهل كل التفاهمات التي تحققت في الماضي بين
اثنين من اسلافه، ايهود باراك وايهود اولمرت، بشأن التقسيم النزيه للقدس،
الحل المتفق عليه لمشكلة اللاجئين وبالاساس – تسوية تبادل للاراضي تبقي
الغالبية الساحقة من اراضي الضفة الغربية بيد الفلسطينيين.
رئيس الوزراء سيعود الى الديار من الولايات المتحدة دون بشرى. وهو يقود
اسرائيل والفلسطينيين نحو جولة اخرى من العنف، عزل اسرائيل، في ظل خلاف
عميق مع الادارة الامريكية. حان الوقت لان يقول الجمهور الغفير من محبي
السلام في اسرائيل كلمته. اسرائيل تستحق زعيما آخر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
العرض الأفضل في المدينة.. يستحق أوسكار
المصدر: " يديعوت أحرونوت – ناحوم برنياع"
" أمام قاعة مكتظة مليئة باعضاء الكونغرس المتحمسين، كان نتنياهو في افضل أحواله.
تحدث الى كبار رجالات السياسة الامريكية بلغتهم. القيم كانت قيمهم،
التعابير كانت جزءا من عالمهم، التزلف للشعب كان جزءا من ثقافتهم، الدعابة
كانت في مستوى العيون، والاستخدام للعبارات الساحقة مرة كل دقيقة سمح لهم
بالنهوض والجلوس، الجلوس والنهوض بوتيرة ما كانت لتخجل جنودا في دورة
الانفار.
نتنياهو يحب أمريكا. كل الاسرائيليين يحبون أمريكا، ولكنه يعرف كيف يعبر عن
حبه أفضل من الجميع. وأعضاء الكونغرس يحبون اسرائيل: ولا سيما كما تخرج من
فمه – امريكية جدا، مشابهة جدا للاماكن التي جاءوا منها أو المعتقد الذي
تربوا عليه. رأيت رابين يخطب على مسمع من اعضاء الكونغرس في ولايته
الثانية؛ رأيت أولمرت. كلاهما استقبلا بحماسة كبيرة جدا وألقيا خطابين
مثيرين للانطباع. اما نتنياهو فقد تجاوزهما.
نتنياهو والمتحدث الافضل الذي يوجد لاسرائيل في الولايات المتحدة والتشديد
هو على كلمة متحدث. فهو يؤمن بانه فضلا عن التقدير الشخصي تجاهه، وفضلا عن
القوة الكبرى للوبي المؤيد لاسرائيل والذي يتعزز سياسيا بقسم من اعضاء
الكونغرس، فان الحماية نبعت من الرسائل التي أطلقها. اعضاء الكونغرس يؤيدون
بقلب كامل الرفض الاسرائيلي التفاوض مع حماس، يؤيدون الرفض الاسرائيلي
للعودة الى خطوط 67، يؤيدون الوحدة الاقليمية للقدس تحت سيادة اسرائيل.
حسب سلوكهم أمس هذا صحيح، من شبه المؤكد. الكونغرس الامريكي بمجلسيه وحزبيه
يؤيد بقلب كامل سياسة حكومات اسرائيل، يمينية ويسارية على حد سواء. والامر
ينبع ايضا من اعتبارات سياسية عملية – المال والاصوات – ولكن بالاساس لان
هذا هو الميل في ذات الاجزاء من الرأي العام التي يوجد لها اهتمام في
السياسة الخارجية. اسرائيل لا تزال اجماعا. ولشدة الاسف، فان أعضاء
الكونغرس لن يكونوا هناك عندما تعلق اسرائيل في المشاكل. انشغالهم في
السياسة الخارجية هامشي. تأثيرهم في المواضيع الخارجية صغير. وبالاساس،
ليسوا هم من سيبحثون عن مأوى في عسقلان او في بئر السبع اذا ما استؤنفت نار
الصواريخ. ليسوا هم من سيخشون الصعود الى الباص في فترات ارهاب
الانتحاريين. ليسوا هم من سيبعثون بابنائهم للقتال في لبنان، في سوريا او
في أزقة نابلس.
نتنياهو يصف انجازاته في الولايات المتحدة بتعابير المنع: فقد منع انجرافا
باتجاه حدود 1967؛ منع انجرافا في اتجاه حكومة بدعم حماس؛ منع انجرافا
باتجاه حق العودة. وهو يؤمن بانه أجبر الرئيس اوباما على اعادة صياغة
مفهومه بالنسبة لاتفاق السلام. ليس 67 بعد الان. من الان قل 67 وتبادل
للاراضي ايضا (حتى لهذا لا يوافق نتنياهو في هذه المرحلة). يحتمل أن يكون
محقا، ولكن هذا يؤدي الى فحص غير بسيط لما يتركه بعد الزيارة: رئيس يشك
الاسرائيليون فيه والعالم العربي يحتقره بدعوى أنه استسلم لاملاءات
الاسرائيليين. مفاوضات احتمال استئنافها كان ضعيفا قبل الزيارة أما الان
فهو صفر؛ سلطة فلسطينية وجامعة عربية اكثر تصميما من الماضي للوصول الى
قرار في الجمعية العمومية عن دولة في حدود 67، قرار فيه آثار خطيرة جدا
بالنسبة لاسرائيل.
عندما رأت غولدا مائير، بيغن والسادات يظهران معا، قالت: "قد لا يستحقان جائزة نوبل ولكنهما بالتأكيد يستحقان الاوسكار".
نتنياهو حصل أمس على أوسكاره".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقيقة البسيطة
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ يوعز هندل"
" لبضع لحظات أمس انكشف امامنا نتنياهو آخر. معاكس للصورة التي باعوها لنا على مدى السنين.
قالوا عنه قابل للضغط، انه عديم العامود الفقري. سحقوه تحت جبال من الكلمات. ولكن نتنياهو أمس انكشف كزعيم جدير بالتصفيق.
ليس في الخطاب الناجح ما يلغي الاخفاقات على مدى السنين – الخلل في المكتب
وفي سياقات اتخاذ القرارات، الفضائح العائلية ونزعة الاستمتاع المقلقة –
ولكن يوجد في هذا الخطاب ما يكفي بالتأكيد كيف نفهم بانه خلافا للخطاب
الجماهيري – الاعلامي، فان نتنياهو هو زعيم يجب أخذه على محمل الجد.
نتنياهو أمس كان مرة اخرى ذات الشاب الواعد الذي لاح كزعيم وطني: خطيب
برعاية الهية، ايديولوجي صهيوني، وطني يعرف الى أن يسير والاهم من ذلك لاي
غرض.
لم أتفق مع كل أقواله – أفترض أنه في دولة اليهود لا يمكن ان يكون اجماعا
من الحائط الى الحائط ومع ذلك تفاخرت بالتصميم الذي أظهره في وجه الضغوط من
البيت الابيض. بلغت اذني الحقيقة البسيطة التي نسيناها – وبالاساس الطريق.
ومثل طائر الرمل نفض نتنياهو الغبار عن صورته المحطمة وظهر كمن يعرف كيف
يقول للعالم ما لا – والاهم من ذلك ما نعم.
الخطاب ليس سياسة، ولكن ما عرض امس كان الامر الاقرب الى ذلك في العقود
الاخيرة. لا داعي لان تضلوا خلف المعارضين ذوي رد الفعل الشرطي المغلوط:
ليست الخطابة هي التي حققت الفرق، ليست السياسة الامريكية الداخلية ولا حتى
حقيقة ان نتنياهو يسمع بالانجليزية الطلقة أكثر جدية.
حتى في عالم متهكم مثل عالمنا، فانه لا يزال للمضمون معنى. نتنياهو تحدث عن
الجوهر الذي في وجودنا هنا، عن الفجوة التي لا يمكن جسرها حيال جمهور يربى
على التحريض والكراهية. ونعم، تحدث أيضا عن الاستعداد وعن الارادة.
احيانا تكرار القصة المعروفة هو الاعلام الافضل: نحن هنا بالحق وليس
بالصدقة، جزيرة من الديمقراطية تحب السلام حيال اولئك الذين لا يزالون
يختارون خطاب الحق. هكذا نحن منذ قيام الدولة، حتى وان كان هناك من يدعون
خلاف ذلك.
كلمات مصممة للوعي، وهي لا تخلق واقعا جديدا. من يتوقع من نتنياهو نتائج
وتغييرات فورية لم يفهم الخطاب. في مواضيع السلام، مثلما في الطب، ليس كل
تدخل مجديا. خسارة ان تصفيق الاجانب ينبغي أن يذكرنا بذلك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعطى الحد الاقصى
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ سيما كدمون"
" لبضع لحظات أمس انكشف امامنا نتنياهو آخر. معاكس للصورة التي باعوها لنا على مدى السنين.
لم يكن هذا خطابا تشرتشليا. نتنياهو لم يتخذ حسما كبيرا، لم يغير الاتجاه.
بل انه لم يقل امورا مفاجئة، أو يعرض مبادرة جديدة. لم يكن هذا خطاب حياته،
ربما ببساطة لان اكثر من ذلك لا يمكنه ان يعطي. ومن لا يفهم ذلك، لا يفهم
من أين أتى نتنياهو والى اين يسير. ان نتوقع من نتنياهو أن يقول "نعم"
لصيغة اوباما، هو كأن نتوقع منه أن يخرج من دي.أن.ايه ذاته. هذا كمن يولد
من جديد. او يموت.
إذن يمكن انتقاد نتنياهو حتى الغد، والقول ان شيئا لم يتغير حقا. كلمات
اخرى، خطاب آخر هو خطوة صغيرة جدا من ناحية المسيرة السلمية. مفاوضات لن
تكون هنا، وبالتأكيد ليس سلام.
ولكن من ناحية نتنياهو هي خطوة كبيرة جدا. رئيس معسكر اليمين، الزعيم
الايديولوجي لليكود، تحدث أمس بالشكل الاكثر طبيعية عن دولة فلسطينية. إذن
صحيح أنه سبق أن تحدث عن دولتين. ولكن امس بدا هذا مختلفا. لم يعد هذا
التلعثم المكبوت الذي كان في خطاب بار ايلان. حتى وان لم يقل ولن يقول ابدا
"خطوط 67" – فقد تحدث نتنياهو امس عن المستوطنات التي ستبقى خارج حدود
اسرائيل وتحدث عن سخاء اسرائيلي في سياق حجم الدولة الفلسطينية، وعن أن
اسرائيل ستكون الاولى التي ستعترف بها في الامم المتحدة.
ولكن كل هذا سيحصل اذا. اذا مزق ابو مازن الاتفاق مع حماس، واذا اعترف
الفلسطينيون بدولة يهودية، واذا تنازلوا عن القدس، واذا وافقوا على دولة
مجردة وتواجد عسكري في غور الاردن. كل التحفظات واللاءات التي تجعل
الامكانية متعذرة، والفرصة غير متوفرة.
ومع ذلك، استقبل نتنياهو أمس في الكونغرس بشرف عظيم. بدا هناك، بانجليزيته،
بامريكيته، كسناتور جمهوري أكثر منه رئيس وزراء اسرائيلي. ولكنه لم يبدو
في حالة نشوى. في الماضي مثل هذا الاستقبال كان سيحدث له نوبة كهذه. اما
هذه المرة فقد كان حذرا. واعيا. يعترف بالفجوة التي بين الاستقبال
الانفعالي في الكونغرس وبين الكتف الباردة في البيت الابيض.
نتنياهو كان في أفضل حالاته. يمكن عدم الاتفاق مع مواقفه، ولكن لا يمكن عدم
التأثر بالشكل الذي عرضها فيه. البث الحي من واشنطن قدم له خدمة ممتازة.
لم يقل امورا تختلف كثيرا عن تلك التي قالها قبل اسبوع في الكنيست، ولكن في
الكونغرس الامريكي بدا هذا وسمع مختلفا تماما.
الاكثر اسرائيليا كان أمس الذوبان من الهتافات المتكررة لمئات أعضاء
الكونغرس ممن وقفوا المرة تلو الاخرى على أقدامهم. فها هو يوجد احد ما مع
ذلك يحبنا. ليس كل العالم ضدنا. كلنا امريكيون. خسارة فقط أن حيال منصة
هامة بهذا القدر نسي نتنياهو جلعاد شليت.
الجمهور الاسرائيلي الغفير كان هذا الاسبوع مع نتنياهو. رغم، وربما بسبب
المواجهة مع الرئيس الامريكي. ومع أنه مرة اخرى طرق الباب في وجه امكانية
العودة الى المفاوضات. ومع أن ايلول يقترب ومعه تهديد الاعتراف العالمي
بالدولة الفلسطينية. الاستطلاعات التي اجريت في اليوم الاخير تثبت أن مكانة
رئيس الوزراء تعززت هذا الاسبوع بلا قياس وان نظريته، في أن مواقفه تمثل
في واقع الامر الاجماع الاسرائيلي، ليست عديمة الاساس.
نتنياهو يعود الى ائتلاف متين يضمن حكمه لاشهر طويلة. المعارضة هي الاخرى
ستجد صعوبة في ايجاد خط موحد لمهاجمته. في اليومين الاخيرين لم نسمع أي
بديل سياسي، وبالتأكيد ليس زعاميا، من جانب كديما. ولكن بعد كل هذا، السؤال
كان ولا يزال واحدا: الى أين نحن نسير من هنا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطبة الأكاذيب
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفيط
" كانت تلك خطبة عدماً، مملوءة بالأكاذيب وأضاليل الأضاليل. لم
يحظ زعيم دولة اجنبية بالحضور في مجلس النواب الامريكي مرارا كثيرة؛ ويُشك
في ان كان سياسي ما حاول ذات مرة ان يروج فيهم قدرا كبيرا جدا من الدعاية
والاختلاقات والنفاق وادعاء البِرّ مثل بنيامين نتنياهو أمس. ان حقيقة ان
مجلس النواب وقف عشرات المرات على قدميه ليهتف له هي شهادة على جهل اعضائه
أكثر من ان تكون شهادة على نوع خطبة ضيفهم. هل عرف المنتخبون الامريكيون ما
الذي هتفوا له؟ هل فهموا انهم هتفوا لموت الأمل؟ اذا كانت امريكا أحبت ذلك
فاننا في ضائقة شديدة.
إن حقيقة ان المحتجة الوحيدة في القاعة التي صرخت بالحقيقة كانت اسرائيلية
سابقة، قد كانت سمة شرف لنا وسمة عار لامريكا. إن "خطبة حياة" نتنياهو كانت
خطبة موت السلام. بل ان الوعد المدوي من أحد زملائي بـ "مقطع براق ذي
ثلاثين كلمة"، لم يتم الوفاء به أمس. فلم تكن لا ثلاثون كلمة ولا ثلاث بل
ولا ثلث. كان ذلك عرضا من السبعينيات. ربما كانوا آنذاك يشترون هذه الخدعة.
كيف يستطيع رئيس حكومة اسرائيلي أصلا أن يتجرأ على ان يقول ان بلاده "تؤيد
طموح الشعوب العربية الى الحرية"، من غير ان يقول الحقيقة (المرة) كلها
وهي ما داموا ليسوا فلسطينيين. أصبح نتنياهو يتأثر فجأة بالربيع العربي.
أين كان عندما بدأ؟ خرج آنذاك بحملة تخويفه الثابتة: "ما سيحدث – وقد حدث
في ايران"، خوّف نتنياهو آنذاك، "هو انه سينشأ نظام قمع للاسلام المتطرف" –
وأمر فورا بانشاء جدار مع مصر. وأمس فجأة قال: "وعد بفجر جديد". لا حدود
للنفاق.
وكيف يستطيع أن يتكلم ممتدحا الديمقراطية الاسرائيلية في حين لم تكن حكومة
في اسرائيل أضرت كحكومته إضرارا شديدا بهذه الديمقراطية. هل تُسن قوانين
مضادة للديمقراطية على نحو واضح ويتم التمدح بالديمقراطية؟ الورقة (ومجلس
النواب الامريكي) يعانيان كل شيء. وكيف يستطيع ان يفخر بمكانة عرب اسرائيل
في حين لم يكن مثل ائتلافه اليميني القومي في سن قوانين عنصرية مضادة لهم.
إن مقالة إن عرب اسرائيل يتمتعون بقدر من الحرية في اسرائيل أكثر مما في كل
دولة عربية يشبه ان تقول ان السود في امريكا يتمتعون بحقوق أكثر من السود
في افريقيا. ماذا يعني ذاك؟ هل يعني ان السود في امريكا تمتعوا أجيالا
بالمساواة؟ أما كانوا يحتاجون الى النضال عن حقوقهم لان الحال في افريقيا
اسوأ؟.
وكيف يتجرأ على الحديث عن حرية العبادة في القدس في حين يُمنع مئات آلاف
الفلسطينيين هذه الحرية منذ سنين. أحرية عبادة في القدس؟ لأبناء الخامسة
والثلاثين فصاعدا بل لا تكفي احيانا سن الخامسة والستين، وليست أبدا
لمليونين من سكان قطاع غزة. وكيف يستطيع التمدح بالسلام مع مصر؟ لم يكن من
الصعب أن نُخمن أنه كان سيرفع يده معارضا إياه. إن الرجل الذي قال في زمانه
بصراحة انه سيفعل كل شيء لهدم اوسلو يقول فجأة انه يؤيد سلاما مع
الفلسطينيين. حسن ليس مع الجميع بل مع عباس وحده.
فماذا عن سائر الفلسطينيين؟ انه يؤيد الديمقراطية وهي التي أدت الى فوز
حماس، أليس كذلك؟ كيف يستطيع الكلام على حق كل دولة في حماية نفسها وأن
يضيف في نفس الوقت ان الدولة الفلسطينية ستضطر الى ان تكون منزوعة السلاح.
فكيف ستدافع عن نفسها؟ انه مستعد لدولة فلسطينية لكن بشرط ان يعترف
الفلسطينيون بنا. اعترفوا بنا لا مرة ولا مرتين، ونحن لم نعترف قط بهم
وبمطالبهم ومن المؤكد أننا لم نفعل شيئا لتحقيقها. لكن تبين أمس انه يمكن
بيع الامريكيين كل شيء. حسن، ليس الجميع وليس رئيسهم براك اوباما
بالتأكيد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شامير لا تشرشل
المصدر: "هآرتس ـ يوسي سريد"
" لم يقتلنا التوتر قبل الخطبة، وحظينا بالعيش بعدها. سنعيش ونرى
كيف ستنجح اسرائيل في الثبات برغم رئيس حكومتها. كان ذلك أمس عرضا سرياليا
باسلوب جورج أورويل: ظهر شخص وتحدث عن الحرية وهو مندوب دولة تنفي منذ 44
سنة حرية جيرانها الفلسطينيين؛ المحتل يتمدح وكأنه محرر ويحصد الهتاف.
إن ذلك الشخص الذي لم يوافق على تجميد قصير آخر للمستوطنات يعد بأن يكون
"سخيا". هل التصفيق اليميني المعارض لاوباما يشهد على وجود اعضاء مجلس نواب
يعيشون على القمر؟ نحن مقابلهم نعيش هنا بل نموت احيانا قبل بلوغ الأجل.
حسن – كما قال ذات مرة نبي الرفض الاسرائيلي – لن ينتج سلام عن هذا ولا
تسوية ايضا.
أمس تم الكشف عن اختيار نتنياهو – أن يكون أو لا يكون مناحيم بيغن أو اسحق
شامير؛ وشامير الذي كان قلبه مواطئا للسانه فاز. هذا الربط بين قدس يهودية
كاملة ووجود الجيش الاسرائيلي في غور الاردن والكتل الاستيطانية التي لا
نسبة لها – هو وصفة اضاعة الوقت والكلام، وهو الشاطيء الصخري الذي تتحطم
فوقه جميع التصريحات.
لو كانت هذه "خطبة حياته" لقلنا ليكن، لم يحدث شيء. لكنها خطبة حياتنا وهذه
هي كارثتنا. مع عدم مسيرة سياسية تنشأ مسيرة استعمال قوة تنتهي الى
الانفجار. ولم توجد في هذه الخطبة قطرة وقود لتحريك سياسي. أصبح يمكن فتح
مستودعات السلاح وتقريب الأدوات، ويستطيع وزير التربية أن يوسع خطته لـ
"تبني قبور الضحايا والنصب التذكارية". اذا لم يكن من الممكن حقا الدفاع عن
اسرائيل في حدود 1967 معدلة باتفاق فهذه الدولة ضائعة.
مضى نتنياهو أمس على أثر مستشارين مرتزقة وجهوه الى "السير بين القطرات".
بيد أن سيرا بهلوانيا كهذا ممكن كالسير فوق الماء في بحيرة طبرية الذي
اعتُبر معجزة آنذاك ايضا. قد لا يبتل رئيس الحكومة فورا، لكن اسرائيل قد
تُغسل بالماء.
هناك أزمان يجب على الزعماء فيها دخول عين العاصفة وأن يبتلوا حتى النخاع
أو يحترقوا. لم تُبين الخطبة عن استعداد كهذا. ألح عليه اولئك المستشارون
في الحكومة ووسائل الاعلام أن يقول – "نعم، لكن"، التي تعني – "نعم، لكن
لا"، وكأنهم وحدهم يسمعون الـ "لا" والعالم كله أصم أحمق.
هل يأس اوباما من نتنياهو كبير كيأسنا، واليأس في دبلن ولندن فقط أخف؟ والى
أين هربت "الثلاثون كلمة المخلِّصة" التي كان يفترض ان تأسر العالم
وتُدهشه؟ هل سنجدها على مر الايام مدفونة في قبر يوسف وفي مغارة الماكفيلا
(الحرم الابراهيمي) مثل كنوز مخبوءة؟ إن كل ظهور معتاد في الكنيست يصحبه
توجه مباشر متأثر الى أبو مازن – تعال، تعال، لماذا تتردد؟.
لم يُصب سلام فياض بذبحة بسبب هذا العرض المتوقع ولا نحن ايضا. كل شيء الآن
على ما يرام: فالائتلاف سيهتف له عند عودته، والمعارضة ستتلعثم كعادتها،
وكلنا معا سنستمر في الدهشة وتسلية أنفسنا بقصة حب بيبي وسارة، التي تغطي
على حب وليام وكيت، وعلى الأمير وخطيبته من بهوتان، آخر مملكة في جبال
الهملايا التي يُجل مواطنوها الأسرة المالكة.
لم يبق سوى الاتكال على دعاء أبينا في السماء الذي سيُرفع منذ الآن بنية
عظيمة بعد أن حصل الحاخامون على زيادة أجرة بلغت 250 في المائة. من يصنع
السلام في الأعالي وحده هو الذي سيأتينا بالسلام لان من يصنع السلام في
ملابسه الداخلية لن يصنع شيئا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقطوع عن الواقع
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"
" قالت سارة نتنياهو ذات مرة في حلقة عائلية إن بيبي لو نافس في
انتخابات الولايات المتحدة لانتُخب للرئاسة بسهولة. في خلال نزهة في
المواقع التاريخية في واشنطن تلا نتنياهو اعلان استقلال امريكا. وفي خطبته
أمام مجلسي النواب استعمل كل حيل سياسي امريكي محنك ذلق اللسان استعمالا
مؤثرا. إن سعة الهتاف تدل على أن السنين الطويلة التي قضاها في الولايات
المتحدة لم تضع هدرا.
برهن رئيس الحكومة على انه لا يشبهه أي اسرائيلي في القدرة على التوقيع على
أوتار الشعور الوطني الامريكي، ومشاعر الذنب منذ ايام المحرقة وأكثر من كل
ذلك مصالح اعضاء مجلس النواب في الحفاظ على علاقات قريبة بالمنظمات
اليهودية. ينبغي لنا ألا نخطيء فقوة التصفيق لم يكن لها ولن يكون علاقة
بمصالح اسرائيل الحقيقية.
إن "المخطط"، اذا كان هذا التعريف الملائم لجماع الشروط غير الواقعية التي
عرضها نتنياهو أمس في مجلس النواب الامريكي، يرسم خطا مستقيما الى دفن
المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، والى ازمة دولية والى اعلان الامم
المتحدة عن دولة فلسطينية. هذه الشروط تشهد في اسوأ الحالات على جهل
نتنياهو بكل ما يتعلق بالاقتراحات التي وضعت على مائدة الفلسطينيين قبل
أكثر من عشر سنين. وفي حالة اسوأ منها "التنازلات البعيدة المدى"، التي
فُصلت أصولها في الخطبة، تشهد بأن العلاقات بالمستوطنين وشركائه من اليمين
المتطرف، إن لم نقل عقيدته نفسها، أهم كثيرا في نظر نتنياهو من مصالح
اسرائيل الاستراتيجية ووجودها باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية.
لا يذكر "مخطط" نتنياهو ولو رمزا المخطط الذي عرضه الرئيس بيل كلينتون على
اسرائيل والفلسطينيين في كانون الاول سنة 2000. إن ضم 250 ألف مستوطن الى
دولة اسرائيل ودولة فلسطينية قابلة للبقاء هما الشيء وعكسه. لا يستطيع حتى
ساحر مثل نتنياهو أن يجد اراضي فارغة داخل اسرائيل تكون تعويضا عن "الكتل
الاستيطانية" التي يريد أن يُبقيها مع اسرائيل.
أعلن نتنياهو أمس بأن القدس لن تُقسم، وكأن صيغ نقل الأحياء الفلسطينية في
شرقي المدينة الى فلسطين والترتيبات الخاصة في البلدة القديمة عامة وفي جبل
الهيكل خاصة لم تكن سوى مثل. والـ "لا" المطلقة المتعلقة بحل مشكلة
اللاجئين في فلسطين تجاهلت تماما صيغة الجامعة العربية في 2002 التي تعرض
حلا عادلا متفقا عليه مع اسرائيل للمشكلة على أساس القرار 194.
تكمن دُرة تاج لاءات نتنياهو في التصريح الدراماتي بأن ستة رؤساء حكومات
اسرائيليين فيهم هو نفسه فشلوا في محاولتهم التوصل الى تسوية مع
الفلسطينيين لرفض هؤلاء الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية. ويعلم نتنياهو
جيدا انه لا يوجد زعيم عربي ولا سيما فلسطيني راغب في الحياة يُخرج من فمه
هذه الجملة. فنتنياهو نفسه يستعمل دعوى أن عباس لا يمثل سوى جزء واحد من
أبناء شعبه ولهذا لا قيمة لاتفاق معه.
إن خطابة الايام الاخيرة كانت مقطوعة تماما عن الواقع، ولهذا فهناك احتمال
ضعيف اذا وجد أصلا لأن تفضي الى تغييره. المفتاح موجود الآن عميقا جدا في
جيب الرئيس اوباما. أعلن البطل الامريكي نتنياهو أمس بمواجهة مع الرئيس
الامريكي. وسيضطر اوباما الى أن يقرر قريبا هل يرد بحرب ويقدم لنتنياهو
حساب رفضه للقبول بالمبدأ الذي لا قيمة لأية خطبة من غيره وهو انشاء دولة
فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل اراض متفق عليه عادل وواقعي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد 1.600 سنة: وحيدا، على العامود، غاضبا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ أفيعاد كلاينبرغ"
" في القرن الخامس تسلق راهب سوري يدعى شمعون الى عامود، بعيدا عن
الجمهور العاصف. في البداية وقف على عامود بطول نحو متر وثمانين، بعد ذلك
أخذت العواميد تطول. شمعون "العامودي" أنهى حياته على رأس عامود بطول نحو
15 متر.
المكوث على رأس العامود، الذي كان تجديدا كبيرا في مسيحية ذاك العهد، جلب
له جمهورا كبيرا من المعجبين. مسيحيون وغير مسيحيين تدفقوا نحو عامود
شمعون. ممثلو القيصر طلبوا مشورته، وحتى جنفييف القديسة من باريس البعيدة
بعثت له بالرسائل.
كانت بالطبع مشاكل لوجستية غير بسيطة في هذا النوع المميز من عمل الرب. على
العامود، تماما مثلما في أسفله، يحتاج المرء الى أن يأكل ويقضي حاجته.
هناك مشاكل غير بسيطة اذا اراد القديس اجراء حوار مع معجبيه، على كل هذا
تغلب الحب – حب الرب – السلالم ومكبرات الصوت.
سمعة شمعون ذاعت بعيدا وجلبت له مقلدين كثيرين، سعوا الى الجلوس سنوات أطول
على عواميد أطول فأطول. في مرحلة معينة كانت العواميد طويلة جدا اختفى
فيها الجالسون عليها تماما عن ناظر جمهورهم على الارض. في نظر المارة لم
يكن هناك قديسا على الاطلاق. كل ما كان هو عامود عرقل الحركة أساسا.
محبو التاريخ سيسرهم ان يسمعوا بان هذه الايام وجد لشمعون العامودي مقلدون
في البلاد المقدسة. أحدهم هو حازي دين، ساحر محب للتحديات، درج على أن يقلد
بين الحين والاخر الساحر الامريكي ديفيد بلاين. هذا الاسبوع وقف على رأس
عامود طوله 25 متر. ووضع العامود في ميدان رابين وعلى رأسه الساحر. كما هو
معروف لم يطلب الرحمة من الباري عز وجل ولم يشفِ المرضى.
ماذا بحق الجحيم فعل على رأس العامود؟ فضلا عن الرغبة الحماسية في تحطيم
رقم قياسي لنموذج التقليد الامريكي، ليس واضحا. فقد مل، دهن نفسه بمعجون
واقٍ من الشمس، نظر الى المارة الذين قليل منهم أبدى اهتماما طفيفا به.
ولما كان مكث على رأس العامود 35 ساعة فقط، لم يكن بحاجة الى الغذاء. اما
مثانته فعالجها بوصلة كيس. في نهاية المطاف نزل تعبا، جائعا، مالا مع كيس
بول مليء، الى جبل من الكراتين التي اعدت مسبقا في اسفل العامود. ليس واضحا
لماذا احتجنا الى هذا، ولكن على الاقل لم يصب احد بأذى.
ليس مؤكدا بان العامودي الثاني الذي قام لنا سيكون غير ضار مثل حازي دين.
بنيامين نتنياهو عالق على رأس العامود. لا أحد يفهم بالضبط ماذا يفعل هناك.
براك اوباما حاول أن يكشف له ما يقوله كل العالم منذ زمن بعيد: لا يمكنكم
أن تواصلوا حلمكم لحلم الاحتلال. السؤال كم ستكون حدود التسوية تشبه حدود
67 أقل أهمية مما فهم ضمنا من أقوال الرئيس الامريكي: اسرائيل نتنياهو هي
جزء من النظام القديم الذي تسعى قوى التجديد (وأحصى بينها ضمنا الفلسطينيين
أيضا) الى تغييره – بدعم من الغرب.
اسرائيل نتنياهو، مثل الانظمة المحافظة في المنطقة تحاول ان تمنع الحرية عن
شعوب الشرق الاوسط. مثلهم تفعل ذلك في ظل استخدام وسائل القمع والعنف.
ولكن أمن اسرائيل متعلق اليوم ليس باستمرار الاحتلال، بل بالقدرة على
النزول عن العامود الذي دقه زعماء مثل نتنياهو. اذا كان هناك ذات مرة منطق
في اللعبة الاستراتيجية التي لعبتها اسرائيل فان هذا المنطق مرة اخرى لم
يعد ساري المفعول.
شمعون العامودي كان ثوريا دينيا، وفر لمؤيديه بضاعة روحانية مطلوبة. حازي
دين هو ساحر يعرض بضاعة غير مرغوب فيها لجمهور غير مهتم. بنيامين نتنياهو
يقف على رأس عاموده ويغضب من أن العالم ذهب الى مكان آخر. بيبي يمكنه
بالطبع أن يبقى هناك، أما نحن فنريد أن ننزل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تقول "لا"
المصدر: "معاريف ـ بن كسبيت"
" لم تكن تلك خطبة حياته ويُشك في أن تكون. فلا أحد في العالم
سيغير علاقته ببنيامين نتنياهو في أعقاب هذه الخطبة. ولا أحد سيغير علاقته
باسرائيل على أثر هذه الخطبة. ولن تنشأ مسيرة سلام على أعقاب هذه الخطبة
(أما الحرب فربما نعم). ولم يُعرض مخطط سلام في هذه الخطبة.
من جهة ثانية، قوي الائتلاف وتشجع اليمين وزاد عدد نواب الليكود (في
استطلاع "معاريف – تلسكير" البارحة). تأثر جزء كبير من الجمهور الاسرائيلي
بهذه الخطبة، وبحق. فقد كانت خطبة جيدة، عُرضت بطريقة لامعة، مع جميع الحيل
والألاعيب الدعائية، والذُرى في الاماكن الصحيحة. بل ان الصيحة البينية
الوحيدة التي أُطلقت في جو القاعة أصبحت مريحة لبيبي الذي كان أمس في أحسن
حالاته. كان مُركزا وقوي الحضور وواثقا بنفسه. وخطابته ليست أمرا جديدا فهو
عارف بها. الكلام هو جانبه القوي ولا سيما بالانجليزية وخاصة إزاء جمهور
منزلي هاتف. اجل، كان لنتنياهو أمس في مجلس النواب الامريكي مساء كله نصر.
كان نصرا شخصيا كاسحا. فماذا عن المستوى القومي؟ حسن، يتعلق الامر بمن
تسألون ومن أي جهة تنظرون وما الذي تخافون. فالخائفون من السلام حصلوا أمس
على مطلوبهم. والخائفون من الحرب سيخافون أكثر منذ اليوم.
كانت رسالة نتنياهو المركزية أمس حادة واضحة: لا شريك. نحن خاصة نريد مسيرة سلام، لكن لا يوجد من نصنعه معه.
أدخل نتنياهو يده في قفاز حريري وحقن مسيرة السلام المحتضرة باليد نفسها
حقا حقنة الموت. والجزرة التي عرضها جزرة ضئيلة جدا. والعصا التي أمسكها
باليد الثانية هراوة ضخمة. وقد قدّم في الشأن الايراني عنوانا صحفيا رئيسا
مدويا لا يحتمل اللبس. فقد قال بيبي للامريكيين اذا لم تعالجوهم فسنعالجهم
نحن. هذا دفاع عن النفس ولن يكون لاسرائيل أي تردد حينما يحين الوقت.
سيستعمل نتنياهو هذه الخطبة باعتبارها سندا عندما يأمر بهجوم على ايران اذا
استجمع الشجاعة وأمر. وسيقول آنذاك للامريكيين: "قلت لكم لكنكم تجاهلتم".
يعلم نتنياهو على نحو ممتاز ان الشروط التي اشترطها أمس لمسيرة السلام هي
عدم بداية مطلق، لا فلسطيني في العالم يقبله، ولا دولة عربية في العالم
تؤيدها ولا أحد في اوروبا ينظر اليها بجدية، وأن براك اوباما سيغضب منها
فقط. يجب ألا نتأثر بالهتاف في مجلس النواب. فالرئيس هو الذي يقرر سياسة
الولايات المتحدة. ومجلس النواب يؤيد دائما رئيس حكومة اسرائيل. يكون ذلك
احيانا بسبب عينيه الجميلتين واحيانا بسبب سياسته وهذه امور تتغير. وما لا
يتغير أبدا حقيقة ان المال اليهودي (لا الصوت اليهودي) هو الذي يحرك عجلات
حملة أكثر المشرعين الامريكيين. كذلك الاغراءات المشار اليها التي أقامها
نتنياهو باعتبارها حافزا تأتي من عالم مفاهيم قديم كان ذات مرة. وأصبح
العالم في مكان مختلف تماما. في واقع جديد. ما يزال نتنياهو يحارب الحرب
القديمة. الجميع يتقدمون وبيبي ايضا، لكن بايقاع مختلف تماما. فالعالم يطير
وهو يسير.
قال نتنياهو "لا" مدوية لاوباما أكثر من الجميع. وتلقى مخطط الرئيس الذي
عُرض في الاسبوع الماضي صفعة مجلجلة اخرى منه. أومأ الى أنه "سيكون سخيا"
اذا اعترف الفلسطينيون بدولة يهودية، وأومأ الى أنه سيوافق على ان تبقى
مستوطنات اسرائيلية وراء الخط (وصدق بذلك "نظرية الجيوب" خاصته التي كُشف
النقاب عنها في "معاريف" قبل شهور كثيرة وتبناها في المدة الاخيرة الرئيس
شمعون بيرس). وقد غمز وجعلنا نفهم وتضمن كلامه انه قد يكون في ظروف ما اذا
وجدت حلول خلاقة وأصبحت الكتل كبيرة من جهة السكان صغيرة من جهة المساحة،
ان تكون المساحة التي سيحصل عليها الفلسطينيون مساوية، أو تُذكر على نحو ما
بسعة المساحة التي كانت لهم قبل 1967. هذا فرح شيخوخة الفلسطينيين. يجب كي
يفوا بجميع شروط نتنياهو المسبقة ان يكونوا اسكندنافيين وليسوا كذلك.
ما الذي يعتقده الجمهور؟ بحسب استطلاع النواب البرلمانيين، بيبي يقوى. ليس
كثيرا لكنه ما يزال يقوى. يزداد الليكود اربعة نواب، وينخفض كديما بثلاثة
(27 – 30). وبالمناسبة لا يجتاز اهود باراك نسبة الحسم. مُحي من الخريطة
السياسية. ومن جهة الملاءمة لرئاسة الحكومة لا يوجد تغيير ذو شأن. فنتنياهو
يتقدم على لفني بفرق ضئيل. أما المعطى الأكثر ادهاشا فهو العدد القليل من
اولئك الذين يعتقدون ان باراك يلائم ان يكون رئيس حكومة (أقل من 3 في
المائة – لا أذكر رئيس حكومة سابقا في وضع كهذا).
بعبارة اخرى عدد الناس الذين يعتقدون ان ليبرمان يجب ان يكون رئيس حكومة في
اسرائيل أكبر بأربعة أضعاف من اولئك الذين يؤيدون باراك. وفي مقياس الرضى
عن نتنياهو لم يتغير الوضع كثيرا. فـ 42 في المائة راضون في الحاصل
العام، و56 في المائة غير راضين. هذا سلبي لكن مستقر. في الاستطلاع السابق
كان عدد الراضين مساويا في حين كان عدد غير الراضين أقل. ومن جهة ثانية
تضعف لفني ايضا في هذا المجال بحيث نتحدث عن تعادل.
المعطيات الأكثر إثارة ترجع للسؤال الذي تناول تفصيلات "مبادرة اوباما".
سُئل المشاركون في الاستطلاع ماذا كان يجب على نتنياهو ان يرد على مخطط
اوباما كما عُرض في خطبته في الاسبوع الماضي. اعتقد 10 في المائة انه كان
يجب ان يرد بـ "نعم". واعتقد أكثر من 36 في المائة انه كان يجب عليه ان يرد
بـ "لا". واعتقد نحو من 47 في المائة انه كان يجب عليه ان يرد بـ "نعم،
لكن". وفي الحاصل العام اولئك الذين يعتقدون "نعم" مع اولئك الذين يعتقدون
"نعم، لكن" يبلغون نحوا من 57 في المائة. وهي أكثرية كبيرة. وتذكرون ان
نتنياهو رد بـ "لا" أو بالقدر الأقصى، "لا، لكن". يتبين ان الجمهور يفضل
توجه شارون كما مثّله عرض خريطة الطريق.
اعتقد شارون آنذاك انه يفضَّل ان يُقال للامريكيين "نعم، لكن" من ان يُقال
"لا، لكن". لماذا نؤكد الفاصل؟ يفضَّل ان ندع الطرف الثاني يقول لا. فضل
نتنياهو يوم الجمعة في الغرفة البيضوية الخروج لمواجهة معلنة مع اوباما
استمرت أمس ايضا وان يقول له "لا" مدوية. ويتبين ان الجمهور لا يحب هذا
تماما. يوجد كما يبدو غير قليل من الناس سبب لهم اجراء نتنياهو (الشجاع
جدا) فخرا، لكن يمكن في نفس الوقت ان نقول ان هناك قلقا كبيرا الى جانب
الفخر.
انقضت مرحلة الخطب. انتهى اسبوع ثرثرة وسيعود بيبي الى البيت متوجا بالمجد.
أُقدر أن يزول عن عنقه عبء ثقيل. لاول مرة منذ تم انتخابه أزال الغموض
ووقف على منصته. استوعب بنيامين نتنياهو انه رئيس حكومة يمين في اسرائيل
ويسلك بحسب ذلك. ويجب ألا نوجه عليه الدعاوى بسبب ذلك. فقد فاز اليمين في
الانتخابات الاخيرة ومن حقه ان يحقق سياسته ما لم يحاول التنكر بزي اليسار.
الائتلاف مستقر، واستطلاعات الرأي مشجعة والنماء مستمر والحدود هادئة
(نسبيا). يمكن الاستمرار في التلذذ بحياتنا الجميلة هنا. بعد قليل سيأتي
الصيف وبعده ايلول. ماذا سيكون بعد ايلول؟ حرب أو جلبة أو مجرد تشرين
الاول. لننتظر ونرى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الرافض ومن المهادن
المصدر: "معاريف ـ بن درور"
" قام زعيم اليمين الاسرائيلي أمس فوق منصة مجلس النواب الامريكي
وقال ان الفلسطينيين واسرائيل يتقاسمون الارض نفسها. وقال ان الدولة
الفلسطينية ستكون واسعة وان اسرائيل ستكون سخية. كان هذا موقف ركاح قبل
ثلاثة عقود. بل ان اسحق رابين لم يقل قط كلاما واضحا الى هذا الحد. مرت
سنين وفي التسعينيات فقط تبنى حزب العمل هذا الموقف.
والآن انظروا الاستقبال الذي يحظى به نتنياهو. في كل خطبة له تنازل جديد أو
أكثر صراحة، ولا يساعد ذلك. "لا يستطيع أي فلسطيني قبول شروط نتنياهو"،
قالت يونيت ليفي من القناة الثانية. لا بيقين. لا ندري أقالت هذه الجملة
باعتبارها ذكر حقيقة أم كانت شكوى. غير أنه يجب ان نضيف شيئا ما وهو ان لا
فلسطيني قبل ولا يقبل أي شروط إلا اذا اشتملت على القضاء على اسرائيل
باعتبارها دولة يهودية. ولم يقبل أي فلسطيني مخطط كلينتون. ولم يقبل أي
فلسطيني شروط اولمرت. فمن فضلكم لا تلقوا التبعة على نتنياهو. ليس مهما
ماذا كان يعرض عليهم. ومن المؤسف انه لم يعرض عليهم أكثر. كانوا سيقولون
لا.
لم يأت نتنياهو الى مجلس النواب في واشنطن ليعرض على الفلسطينيين كل شيء،
ولا ليعرض الخطوط الهيكلية النهائية لاتفاق سلام. مضى نتنياهو باعتباره
يمينيا وزعيم الليكود خطوات كثيرة الى الأمام.
ليس هذا هو الذي سيأتي بالسلام. لكن لا بسبب نتنياهو. إن أبو مازن هو الذي
يسير الآن في نعلي عرفات وربما خالد مشعل ايضا. فقبل يومين فقط أعلن الزعيم
الفلسطيني ان "حق العودة" هو أصل الأصول. وهو يُعد "زعيما معتدلا".
فكيف وأبو مازن هو الرافض ونتنياهو هو المهادن يكون الانطباع في العالم أن
أبو مازن هو المهادن ونتنياهو هو الرافض؟ توجد اسباب كثيرة. فاسرائيل هي
القوية وهي المسيطرة على الارض. والى ذلك لم يعرض نتنياهو أي مخطط. كان
يستطيع ان يصوغ خطة من اربع نقاط أو خمس. وكان يستطيع ان يقود لكنه في
الأساس يدافع ويُجر.
وهناك مشكلة اخرى. البؤر الاستيطانية والمستوطنات. إن من يتابع البناء خارج
الكتل الاستيطانية وإن يكن قليلا جدا، يخدم الرفض الفلسطيني. ولانه ليس في
هذا المجال ما يتأثر كثيرا بالتصفيق العظيم من قبل مجلس النواب الامريكي.
يوجد على هذا الشأن اجماع بين اصدقاء اسرائيل في اوروبا وفي مجلس النواب
الذي هتف لنتنياهو. تستطيع اسرائيل في كل مجال آخر ان تُبين عن نفسها
اعلاميا، لكن لا في مجال الاستمرار في البناء. قد يُسكّن هذا نفس مجلس
"يشع" لكنه يضر باسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل دولة اسرائيل على خطر؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوفال بنزيمان"
خطب زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الامريكي، اريك
كانتور، هذا الاسبوع في مؤتمر جماعة الضغط اليهودية الموالية لاسرائيل في
واشنطن الـ "ايباك". تبين من كلامه الشعور بأنه – وجماعة كبيرة من يهود
امريكيين في الولايات المتحدة كما يبدو – يخافون على استمرار وجود دولة
اسرائيل.
عُرض كانتور باعتباره الشخصية اليهودية الأرفع مستوى في السياسة الامريكية.
لا شك في انه تجسيد لحلم الـ "ايباك": فهو يهودي تربى على معتقدات
"ايباك"، ووصل الى مقام رفيع في الخدمة العامة ويُعبر عن مواقف هذه
المنظمة. كان كانتور حبيب الجمهور. واذا استثنينا رئيس حكومة اسرائيل فقد
حظي بأكثر التصفيق.
خطب خطبة أحبها الجمهور. تحدث عن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل
وعن الالتزام المتبادل. وأوضح مبلغ كون الفلسطينيين مذنبين في الشر كله.
ولم يرَ عن هذا الموقف حاجة الى أن يُبين ماذا يجب على اسرائيل ان تفعل
لانهاء الصراع. وفي خلال ذلك وجد مكانا لوخز رئيس الولايات المتحدة بقوله
ان المشكلة هي التحريض والثقافة التي يتربى عليها الفلسطينيون لا "حدود
1967".
من جهة ثانية كان يبدو من كلام زعيم الأكثرية الجمهورية انه يخشى على
استمرار بقاء دولة اسرائيل. فكانتور يرى ان "حلم الألفين على خطر" ويجب
العمل لضمان استمرار بقاء اسرائيل. والجملة الأكثر مفاجأة في كلامه والتي
حاول بها ان يُفسر العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة واسرائيل كانت اذا
ذهبت اسرائيل فسنذهب جميعا.
هذا الحديث واللغة التي اختار كانتور استعمالها مفاجئان: هل اسرائيل ماضية
الى الضياع؟ أهي واثقة بمستقبلها؟ أهي تناضل عن بقائها؟ ذكر كانتور في
خطبته انه يتذكر جيدا إذ كان ولدا الأنباء عن نشوب حرب يوم الغفران. ما
يزال حديثه هناك لكن اسرائيل لم تعد هناك.
كان كلام كانتور اشكاليا لانه – بخلاف بعض المتحدثين الآخرين في المؤتمر – لم يقترح طريقة لحل وضع البقاء هذا.
ومع كل ذلك فمن المهم تحليل كلامه لانه يُعبر بكلامه كما يبدو عن المزاج
العام لليهود في الولايات المتحدة الذين يشعرون – أو يُعبرون على الأقل –
بقلق لوجود اسرائيل. قبل نحو من شهرين في مؤتمر "جي ستريت" والذي عقد في
نفس المكان في واشنطن، تم التعبير عن مشاعر مشابهة لكن من الجهة العكسية،
حيث كانت الرسالة المركزية انه يجب التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في
الحال وإلا فان استمرار اسرائيل على البقاء على خطر.
والنتيجة هي ان الخوف على بقاء اسرائيل من اليمين واليسار ومن الديمقراطيين
أو الجمهوريين وفي "جي ستريت" أو في "ايباك"، أو على الأقل في نظر بعض
القادة اليهود في الولايات المتحدة يبدو أشد مما هو في اسرائيل نفسها.
إن هذا الحديث برغم ارادتهم الخيّرة غير مجدٍ على اسرائيل. فاسرائيل منذ
زمن لا تناضل عن بقائها. سيكون الحديث عن صورتها وشكلها أكثر صدقا ودقة
وبناءا أكثر اذا أهملنا فرض ان مجرد وجودها ما يزال مشكوكا فيه.