المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاثنين: الجولة بين نتنياهو وأوباما.. تعادل كله خسارة


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ يهدئون الروع.
ـ اطفائي ممتاز.
ـ يحيا اوباما.
ـ نتنياهو: سنعمل معا.
ـ بدد الضباب.
ـ اوباما لحماس: حرروا جلعاد.
صحيفة "معاريف":
ـ يتعهد.
ـ تعادل كله خسارة.
ـ بين ازدواجية الاخلاق والخيانة.
ـ مؤيد لاسرائيل، مناهض لنتنياهو.
ـ التفافي نتنياهو.
ـ يخرجون من الصدمة.
ـ بعد الخطاب: بؤرة استيطان اوباما.
صحيفة "هآرتس":
ـ اوباما كرر قوله: "الحدود ستقوم على أساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي متفق عليه".
ـ تهدئة قبل الحسم.
ـ يكشف الوجه الحقيقي.
ـ نتنياهو ينفي وجود ازمة، الامريكيون لا يزالون غاضبين.
ـ الاطباء يهددون بتقليص التواجد في المستشفيات ابتداءا من تموز اذا لم يتحقق اتفاق.
ـ الرئيس اليمني رفض التوقيع على اعتزاله في اللحظة الاخيرة.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ اوباما يشرح نفسه: لم أقصد حدود 1967.
ـ رئيس الوزراء يعرب عن التقدير لخطاب الرئيس في مؤتمر "ايباك".
ـ الشيخ عبد الله التميمي من زعماء المعارضة السورية: "السوريون الذين هاجموا الحدود تلقوا الدفعات من الحكم".
ـ العاصفة هدأت.
ـ خطاب المصالحة.
ـ حماس: لواشنطن تفضيل واضح لاسرائيل.
ـ فرقة الجولان أنعشت تعليمات فتح النار.
أخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
رضا في "إسرائيل" من خطاب اوباما
المصدر: "إذاعة الجيش الإسرائيلي ـ اليئيل شاحر"
" أعلن رئيس الحكومة نتنياهو انه "مصمّم على العمل مع الإدارة الأميركيّة لإيجاد سبل تجديد مفاوضات السلام"؛ كما قالت لفني إن "الأمور التي ذكرها اوباما تمثل السياسات الأميركية على مر السنين؛ بينما يشدد رئيس مجلس يشع (يهودا السامرة وغزّة): حدود 67 لا يمكن الدفاع عنها".
أعرب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مساء (الأحد) عن رضاه من كلام اوباما قائلاً, "أنا أشارك الرئيس رغبته المضي قدماً بالسلام وأنا اقدّر جهوده لتحقيق هذا الهدف.. رغم ذلك أنا أصرّ على العمل مع الإدارة الأميركية بغية إيجاد سبل تجديد مفاوضات السلام."
كذلك شددت رئيسة حزب المعارضة، "تسيبي ليفني"، على أهمية التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركيّة، عندما تتمسّك إسرائيل بالمهمة وهي تفهم مسبقاً مصلحتها، فهي قادرة على أن تجنّد الولايات المتحدة، وأي إدارة"، وجاء في بيان باسمها، " من المهم أن نفهم أن العالم أجمع ينظر إلى العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، خاصّة هؤلاء الذين حتى الآن لم يقبلوا بوجودنا هنا- وجزء من قوة الردع لدى دولة إسرائيل ناتج عن فهمهم بأننا نعمل معاً."
وأضافت ليفني:" الأمور التي ذكرها أوباما تمثل السياسات الأميركيّة على مدى سنوات ... لهذا يمكن تجنيد الولايات المتحدة الأميركيّة انطلاقا من المعرفة بأنّ الأمر يتعلق بمصلحة مشتركة. هذا مهم جداً بالنسبة لدولة إسرائيل: لأمنها، ولقوة الردع الخاصة بها وأيضاً لنتمكن لمرة واحدة وإلى الأبد من السير قدما بالعملية ومنع الخطوات الأحادية الجانب في الأمم المتحدة".
في المقابل، قال رئيس مجلس يشع، داني ديان ، تعليقاً على خطاب اوباما "إن كل اتفاق يرتكز على التنازل عن يهودا والسامرة غير مقبول" وحذّر بقوله: "حدود 67، مع أو من دون تعديلات، لا يمكن الدفاع عنها. وإذا ما قامت دولة فلسطينية سيحدث تواصل إقليميّ إسلامي من افغانستان وحتى كفر سابا".      
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تهدئة قبل الحسم
المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"
" بعد تبادل الضربات العلني بين براك اوباما وبنيامين نتنياهو في نهاية الاسبوع الماضي، حانت أمس مرحلة التهدئة. رئيس الوزراء أنصت الى خطاب الرئيس في مؤتمر "ايباك" ونشر تعقيبا "أعرب فيه عن التقدير" لما قاله اوباما بل وأثنى على جهوده "في الماضي وفي الحاضر" من اجل السلام.
اوباما لم يغير رسائله الأساسية من خطابه عن الشرق الاوسط يوم الجمعة، والذي أثار غضب وقلق نتنياهو – بسبب الموقف الصريح من خطوط 1967 مع تبادل للاراضي متفق عليه كأساس للحدود المستقبلية بين اسرائيل وفلسطين. نتنياهو رد على الخطاب بالطلب من اوباما تجديد وعود سلفه، جورج بوش، في ألا تعود الحدود الى خطوط 1967، وأضاف تحذيرات من "السلام الذي يقوم على الأوهام" والذي يؤدي الى خراب اسرائيل.
أمس جاء اوباما الى مؤتمر "ايباك" كي يُري بأنه لا يخشى ان يقول حقيقته في عرين الأسود للوبي من اجل اسرائيل. عندما صعد الى المنصة استقبله صفير التحقير. لم يتأثر. وقد بدا الرئيس مرتاحا أمام جمهور حي أكثر من كلمته مكبوحة الجماح في وزارة الخارجية، أمام موظفين ودبلوماسيين. أمس جاء اوباما الى اجتماع انتخابي، وبدلا من ان يتزلف للجمهور بالمزاح، عرض الامر مقلوبا: أنا لا أخاف من خلافات الرأي مع نتنياهو حتى وأنا أتنافس على اعادة انتخابي. قلت خطوط 1967، والآن ماذا ستفعلون لي؟.
في الخطاب تشدد اوباما في الخط تجاه ايران، حماس وحزب الله (بل وألمح بأن المنظمة اغتالت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري)، ووعد بتعزيز أمن اسرائيل والكفاح ضد نزع الشرعية عنها. في "ايباك" يحبون سماع مثل هذه الرسائل وكانت الهتافات متناسبة مع ذلك. ولكن عندما وصل الى الموضوع الفلسطيني، أصر اوباما على موقفه: الجمود يضر باسرائيل، التي ستجد صعوبة في التصدي على مدى الزمن مع النمو السكاني الفلسطيني من الداخل ومع غضب الجماهير العربية من الخارج.
اوباما لطّف قليلا الخطاب السابق. هذه المرة تحدث عن اتفاق يؤدي الى نهاية النزاع ونهاية المطالب، كما يطلب نتنياهو، وأكد التشخيص الذي سيعبر تبادل الاراضي المتفق عليه فيه عن التغييرات التي وقعت في الواقع على الارض في الـ 44 سنة الاخيرة. لم يذكر كلمة "احتلال" التي كرهها هذا الجمهور، ولا المستوطنات ايضا.
يُفهم من خطاب اوباما أنه لا يتوقع حقا استئناف المفاوضات. فلا ثقة له بنتنياهو أو بمحمود عباس، وحماس التي ترفض الاعتراف باسرائيل ليست شريكا في نظره. ولكنه منشغل البال من الموقف الدولي الذي يميل الى دعم الاعلان عن الاستقلال الفلسطيني في الامم المتحدة في ايلول. فالاعلان سيعرض الولايات المتحدة كقوة عظمى على الورق، لم تفِ بوعدها بمنح الاستقلال للفلسطينيين. وعليه، فان اوباما يريد ان تعطيه اسرائيل شيئا ما للعمل به أمام زعماء اوروبا، الذين سيزورهم هذا الاسبوع كي يوقف الانجراف نحو ايلول.
نتنياهو يبدو انه يفهم هذا ويفهم بقدر لا يقل بأن هناك حدود لجسارة زعيم اسرائيلي أمام رئيس امريكي. وهو يعرف بأن الجمهور في الداخل ايضا، الذي يحسب جدا الحساب لتأييد امريكا، يخشى من مواجهتها. ولهذا فقد عقب نتنياهو بالايجاب على خطاب اوباما الثاني، بل وأشار فيه الى نقاط هامة (معظمها ظهرت ايضا في الخطاب السابق).
الآن حان دور رئيس الوزراء، في الخطابين اللذين سيلقيهما هذه الليلة في "ايباك" وفي الكونغرس غدا. هذان هما خطابا حياته. وهما سيحسمان استمرار ولايته: مواجهة متدحرجة مع الولايات المتحدة تدفع بنتنياهو نحو جذوره في اليمين المتطرف – أم سعي الى التفاهم مع اوباما، يُبقي نتنياهو في الوسط ويُقدم لاسرائيل مخرجا من العزلة السياسية المثقلة.
يوم الجمعة في البيت الابيض، اختار نتنياهو الخيار الاول، وأمس مال الى الثاني. ولكن اختباره الأكبر يبدأ هذا المساء حين سيتعين عليه أن يرد على سؤال كل رؤساء الولايات المتحدة منذ حرب الايام الستة: أي نوع من اسرائيل تريد، سيدي رئيس الوزراء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعادل كله خسارة
المصدر: "معاريف ـ بن كاسبيت"
" صحيح حتى الان، هذه حرب لفظية، وليس عملية. ولكن المتنافسين هما الخطيبان السريعان في الغرب، ولهذا فالمعركة لم تحسم بعد. وهي تستمر بكل شدتها، بقوة عالية وبحماسة شديدة.
بعد أن جلس نتنياهو في صالون اوباما والقى امام عينيه المتفاجئتين محاضرة علنية، بما في ذلك الوعظ الاخلاقي اللجوج امام كاميرات التلفزيون، دخل اوباما أمس الى الساحة الداخلية لنتنياهو وألقى هناك محاضرة ضيف، في رد سريع ودقيق عليه.
الخطابة، كما سبق أن قلنا يعرفها الرجلان، ولكن كل واحد من اتجاه آخر. نتنياهو خبير في خطابات التخويف. اوباما فنان في خطابات الامل. كلاهما يأخذان شعاريهما بعيدا جدا. تخويف نتنياهو مبالغ فيه دوما، متنبىء بالسواد، بالضبط مثل أمل اوباما، الذي يكون دوما ساذجا، منقطعا عن الواقع ومتفائلا أكثر مما ينبغي.
الحقيقة توجد في مكان ما في الوسط، بين الرجلين. فالسواد ليس اسود تماما، وكذا الوردية ليست وردية كهذه (كلون ربطة عنق أوباما أمس). اللون السليم هو السكني الفاتح. وفي النزال الخاص، صحيح حتى الان، اوباما لم يساوي امس النتيجة فقط، بل هو يتفوق بالنقاط. ولكن لنتنياهو، في العد النهائي، بقي خطابان آخران. بحيث ان كل شيء مفتوح وهذه اللعبة لن تنتهي الا بعد أن تغني السيدة وينتهي الخطاب الاخير. ينبغي الامل الا تعلق هذه الحرب في مرحلة الاقوال، بل ان تتقدم نحو الافعال.
إذن ماذا كان لنا أمس؟ كان رئيسا امريكيا مصمما، واثقا بنفسه، بل ولعله معتدا بعض الشيء، وصل الى عرين الاسود وخرج منه مظفرا. اوباما كان مفعما امس بالحضور. وكان خطابه صنعة محسوبة من بناء نظرية ودحضها، بالتوازي مع النظرية المضادة.
خطابه يجب تعلمه وتعليمه. قبل كل شيء، غلف كل الرزمة بوفرة من التشريفات، المداعبات، اوراق السلفان اللامعة وانتزع عددا لا يحصى من وقفات التصفيق. وعندها، عندما كان يخيل ان امامنا يقف سيدنا موسى بعظمته، سمح لنفسه بان يشرح لنتنياهو ماذا قصد بـ "خطوط 67"، وقد فعل ذلك بحسن وبخفة لدرجة كان ينبغي لنا أن نمسك بنتنياهو بالقوة كي لا يسارع فورا الى الانسحاب بقواه الذاتية، الى الخط الاخضر. اوباما لم يتراجع، لم يعتذر، لم يتلعثم. نعم، اضاف بعض الحسنات: تشديد زائد على منع النووي لايران بكل ثمن والذي انتزع موجة هائلة من الهتافات؛ ذكر الاعتراف بـ "التغييرات الديمغرافية" على الارض (تلميح بكتاب الرئيس بوش)، وان كان اوباما قصد أيضا التغييرات الديمغرافية في الجانب الفلسطيني.
ولكن الاساس لم يغيره. لم يقل شيئا عن اللاجئين. لم يتحدث عن حق العودة، لم يلغِ قوله الاشكالي عن الحدود التي ستكون للدولة الفلسطينية (مع الاردن ومع اسرائيل، بمعنى أن اسرائيل لن تفصل بين اسرائيل والاردن، هذا يعني ان حلم نتنياهو بتواجد دائم في الغور سيبقى اضعاث احلام)، وهو تماما لم يتراجع عن الذكر غير المسبوق لـ "خطوط 67 كأساس للتسوية". ولكنه فعل ذلك بكفاءة جمة وبحسن نادر، وغلف كل شيء بغلاف مغرٍ، بحيث انه لا يمكن القول في نهاية خطابه انه ليس صديقا كبيرا لدولة اسرائيل. مع نتنياهو أو بدونه.
الخلاصة، قبل ان نتناول الخطابين المتبقيين لنتنياهو (امام "يباك"وامام الكونغرس الجمهوري)، بسيطة: يوجد هنا صدام جبهوي بين شخصين متعاكسين تماما، والاسوأ من ذلك بين مذهبين متعاكسين تماما. من جهة اوباما المتفائل الخالد، الحالم والناظر الى الامام، هذا الذي يشخص دوما الفرص، حتى في ظل الازمة الكبرى. من جهة اخرى نتنياهو المتشائم الدائم، الرجل الذي سيبقى يحذر الى الابد، المنبه عند الباب، والمشخص ايضا للمخاطر التي في الفرص الكبرى. هذان الرجلان، الزيت والماء، القط والكلب، الايجابي والسلبي، لن يحبا الواحد الآخر في حياتهما الحالية هذه.
السؤال هو هل سينجحا مع ذلك في العمل معا. في هذه اللحظة يبدو أن لا. يوم الجمعة شرح نتنياهو لاوباما، في البيت الابيض، بانه ليس واقعيا، وانه منقطع عما يحصل على الارض، وانه لا يفهم مع من نحن نتعاطى ومع من نحن نتصدى. يوم الاحد، في "ايباك" شرح اوباما لنتنياهو الامر المعاكس تماما.
الرئيس الامريكي، الذي هو ايضا زعيم العالم الحر، قال في واقع الامر لبيبي أنه لا يفهم شيئا. وان الواقع يصفعه على وجهه، وانه حان الوقت للقول بصوت عال ما يهمس به الجميع في أن العمل يعمل في طالحنا، وانه بعد عقد من الزمان سيكون الوضع اسوأ بكثير مما هو اليوم، وان من لا يقرر، في نهايته ستجره موجات التاريخ التي تندفع الى الامام. من الزعامة، كما لمح اوباما، القدرة على تشخيص الفرص، اتخاذ القرارات، أخذ المخاطر.
هل قادر اوباما على تغيير نتنياهو؟ لا. هل يمكن لنتنياهو أن يخدع اوباما؟ لا أيضا. الامر الاكثر معقولية الذي يمكن أن يحصل هو أن ييأس اوباما ببساطة ويرفع يديه. حاليا على الاقل. وهو يمكن أن يسمح لنفسه بذلك. اما نحن فليس مؤكدا انه يمكننا ذلك".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطاب قلق وعطف
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دان مرغليت"
" ألقى باراك اوباما أمس خطابا تحذيريا من القلق والعطف تجاه اسرائيل، فهو ليس فقط لن يتراجع عن الاقوال العاصفة التي اطلقها قبل اربعة ايام بل عرضها في ضوء ودي جدا وحريص على دولة اليهود لدرجة أنه محا الظلال التي أثقلت على العلاقات ابتداء من الاسبوع الماضي. امام عشرات الالاف من يهود امريكا ممن يشكلون لب اللوبي المؤيد لاسرائيل كشف بوضوح ما عرفه كل الرؤساء ورؤساء الحكومات والدبلوماسيون منذ حرب الايام الستة: للمحادثات الخاصة، السرية، تطرقت الاطراف كل الوقت الى خطوط 67، كأساس للحدود المستقبلية.
عندما سُئلت الولايات المتحدة وبريطانيا كيف سيطبق قرار مجلس الامن 242 وماذا ستكون عليه حدود اسرائيل، أجابتا بانها ستقوم على اساس خطوط 67 مع اضافةminor modifications   و insubstantial alterations، أي تغييرات بسيطة وتعديلات طفيفة. وقد كتب هذا في وزارتي خارجية الدولتين العظميين الغربيتين منذ 1969. الوثائق التي اضيفت منذئذ وحتى الان كانت استمرارا طبيعيا لذات النهج، وعلى راس ذلك ادراج الكتل الاستيطانية في النطاق السيادي لاسرائيل. في صالح اوباما يجدر لنا أن نسجل بانه يتبنى تقريبا جزءا هاما من مطالب اسرائيل. في قاموسه كون اسرائيل دولة الشعب اليهودي هي حقيقة تامة، حتى لم يسلم الفلسطينيون بها بعد. تجريد فلسطين وقدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها والتمتع بالتفوق التكنولوجي في المجال العسكري وواجب حماس قبول شروط الرباعية للاعتراف بدولة اليهود، هي حجر أساس في مفهومه.
بالطبع ثمة في خطابه علل غير قليلة. فقد ابقى خارج النطاق المطلب بالا يدخل انسال اللاجئين من العام 1948 الى نطاق اسرائيل، وهذه خسارة. كما أنه لم يلمس امس على الاطلاق مستقبل القدس. مطلوب جدا قول واضح في أنه لا اتفاق على الحدود والترتيبات الامنية بدون انهاء النزاع والغاء "حق العودة". الا اذا كان بالتلميح يمكن الفهم من أقواله بانه لا يستبعد خطوة سياسية تقوم على اساس اتفاقات انتقالية، أو اتفاق تطبيقه طويل المدى على نحو خاص، ويبدو أن هذا الجدول الزمني ليس مستبعدا للرئيس ايضا. لاسرائيل قاسم مشترك مع الرئيس اوباما. لاسرائيل ايضا مصلحة لعرضه بتوسع. اليوم سيخطب بنيامين نتنياهو أمام اعضاء اللوبي المؤيد لاسرائيل، والذين هم الجمهور الاكثر عطفا في العالم، ولكنهم مواطنون امريكيون واوباما رئيسهم. من المعقول الافتراض أنه تشاور أمس مع مستشاريه. لديه خيار: أن يسير مضمون خطابه على اوباما أو الى اوباما. ونوصي بالامكانية الاخيرة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يحارب أوباما ويحضّر للانتخابات
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ أتيلا شومبلي"
" يعرف رئيس الحكومة أنه لا يستطيع إقناع العالم  بموقفه. والكلمات التي قالها في واشنطن موجهة بشكلٍ أساسي  للجمهور الداخلي ـ تمهيداً  للمواجهة المقبلة .
بنيامين نتنياهو يعرف أن الأمر قد انتهى. هو يعرف أن الفرص باستئناف العملية السياسية معدومة، وكذلك أيضاً فرص ترميم العلاقات مع باراك أوباما. هو يعرف أنه بعد سنتين مستهلكتين، قسم منها بسببه، وبعد أن غيّر الشرق الأوسط وجهته، فتح وحماس وحدتا القوات وأبو مازن في طريقه إلى الأمم المتحدة ـ فإن أي شيء جيدٍ لا يمكن أن يحدث في الفترة المقبلة.
رئيس الحكومة  يعرف أيضاً أنه من الآن  فصاعداً، بعد أن وضع الرئيس أوباما على الطاولة  تاريخ ولادة الاحتلال الإسرائيلي في المناطق وعانقه أعضاء الرباعية بحرارة، الوضع السياسي لإسرائيل  فقط سيزداد تفاقما، رغم أنه عموما ليس واثقاً من أنه في نهاية العملية ثمة اختلافات جوهرية إلى هذا الحد بين حدود 1967 مع تبادل أراضي لأوباما، وبين جهوزية نتنياهو للاكتفاء بالكتل السكانية الكبيرة في يهودا والسامرة، بحسب ما ألمح في خطابه في الكنيست يوم الاثنين الفائت. لكن عندما كانت الصورة المخططة هي قاتمة جدا والتاريخ يغير السياسات، نتنياهو يدرك أنه من الجدير بشكلٍ كبير التخطيط للانتخابات المقبلة، والحفاظ على البيت. هذا من اليمين.
من خطاب أوباما وحتى اللقاء في البيت الأبيض
إذا كان شمعون بيريز هو المتفائل الدائم، فإنَّ  بنيامين نتنياهو هو المتشائم  البديل. هو يرى بما يحدث في الشرق الأوسط خطراً متزايداً على وجود إسرائيل، يعتقد من كل قلبه أنه في هذا الوقت، في الفترة المخيفة هذه- ممنوعُ على إسرائيل التحرك. فهو يعتقد بأن أي حركة زائدة، من شأنها أن تضر بأمنها، كل خطوة  غير مدروسة قد تجلب لنا الخراب. السوريون على الأسيجة، المصريون كذلك لم ينتهوا من تقرير ماذا يريدون من أنفسهم، حماس تزحف ببطءٍ إلى داخل يهودا والسامرة، الأردنيون يتأرجحون، إيران تواصل تطوير سلاحٍ نوويٍ وأوباما- أوباما  في الحقيقة دخيل . في هذا الواقع من المستحيل التحرك إلى أي مكان.  
لذلك، فإن نتنياهو يعتقد أنه ملزم بأن يخضع العالم لسلسلة ثقافية، ليشرح له عما تواجهه  إسرائيل، ليبدِّل لهم القرص. بحسب رأيه، أشخاص يبحثون عن " ملجأ نفسي"  من نفس حقيقة أننا نعيش في المنطقة التي نعيش فيها وأن المشكلة ليست المناطق أو المستوطنات. المشكلة-يعتقد نتنياهوـ هي أن الفلسطينيين ليسوا مستعدين للاعتراف بحقنا في العيش في إسرائيل، لكن أشخاصاً يرفضون الاعتراف بالمشكلة.
في المكتب واثقون ـ الرسالة مرَّت
في غضون ذلك، وحتى ينهي العالم العلاج النفسي، نتنياهو سيخرج لحربٍ ضد أوباما، ويجهّز نفسه للانتخابات المقبلة، حيث أنه على ما يبدو ستجري في الـ 365 يوماً المقبلة.  عندما سمع في يوم الخميس مساءً خطاب الرئيس الأمريكي، قفز نتنياهو كمن لدغته أفعى, هو أدرك أن أوباما قد داس على رأسه، دفعه وظهره إلى الحائط، ويعمل، في الواقع، على إضعافه وإقصائه. لم تنفعه إلحاحات  بعض وزرائه رفيعي المستوى الذين اقترحوا عليه التخفيف من حجم الرد، ولم تنفعه تلميحات مستشاري الإعلام، لتهدئة النفوس. نتنياهو يريد حرباً.  المستشارون كانوا منذهلين، وجدوا صعوبةً في فهم ما هي الحكمة الكامنة وراء الرد الذي قرر إعلانه رئيس الحكومة ضد الرئيس أوباما قبل ساعاتٍ معدودة من لقائه. 
نتنياهو من جانبه, قرر نزع القفازات. إن أراد أوباما حرباً، فهو سيحصل على حرب. نتنياهو في الواقع لم يأتٍ إلى واشنطن وحده. هو جاء كزعيم "فخور ولكن متواضع"  لـ"شعبٍ مضطهد"، بحسب تعبيره، شعبُ آراؤه ومواقف أغلبيته اختبرت جيداً في الأسابيع الأخيرة في الاستطلاعات. ففي محيط رئيس الحكومة يعتقدون أن الرسالة مرت، لأن الأمريكيين أدركوا أن أوباما قد بالغ، وأن خطابه ذهب بعيداً جداً. والدليل على ذلك، الاستقبال الحميم الذي حاول الرئيس الأمريكي إبرازه في البيت الأبيض، الأردواز(صخر معدني) على العشب ووجبة الغداء منفردَين. لعلهم أدركوا، لكن الضرر الكبير لإسرائيل قد وقع، وتبادل الكلمات القاسية بين القدس وواشنطن ثمة  شك بأنه يمكن محوها من المراسيم.
لكنَّ اللعبة لم تنتهِ بعد، لأنهم يتوقعون هذا الأسبوع خطابين لنتنياهو أمام جماهير متعاطفة: الآتون لمؤتمر إيباك (اللوبي اليهودي) وأعضاء الكونغرس الأمريكي، هناك يواصل التبجح بالرسائل الثلاثة الأساسية له، التي يتلقونها بتعاطفٍ ليس فقط وسط يهود واشنطن والجمهوريين، وإنما أيضاً في إسرائيل: لن يتحدثوا مع حماس، لن يعودوا إلى حدود العام 1967 ولن يعيدوا لاجئين إلى إسرائيل. نتنياهو، نصنع  سلاماً آمناً.
رواية  نتنياهو منذ يوم الخميس مساءً كلها موجَّهة للسياسة الداخلية الإسرائيلية. لا يمكنه في الواقع إقناع العالم بمواقفه. هو حاول خلال سنتين لكنه فشل. في الأسابيع ا لأخيرة ثلاثة زعماء هامين في أوروبا (كامرون وساركوزي) وفي الولايات المتحدة (أوباما) أداروا له الظهر، وفي نهاية الأسبوع الأخير انضم إليهم أيضاً الباقي عندما تبنوا خطاب أوباما. المدح الأكبر الذي نجح البريطانيون بمنحه لنتنياهو بعد لقائه مع ديفيد كاميرون كان أنه "الساحر". ليس زعيماً ، ليس سياسياً-أحد الذين جاؤوا للتظاهر باللطافة، وعدم قول أي شيء في الحقيقة.
لذلك، فإنَّ نتنياهو يبلور حوله الرسائل التي توصله إلى الانتخابات، يجمع الصور التي سترافق الحملة الإعلانية. الدقائق التي صورت في البيت الأبيض أمس ستكون أغلى من الذهب بعد عدة شهور، عندما يحضرون في هيئة الانتخابات لليكود البرامج المنمقة التي تؤمن سلاماً آمناً. النظرة اللاذعة لنتنياهو، التي ألقاها على أوباما دون أن يلمح إلى أن إسرائيل لن تعود  إلى حدود الـ67 ولن تقبل لاجئين( وهذا يجب قوله للفلسطينيين في الداخل"، أكد نتنياهو)، ستقفز من فوق كل شاشة في كل بيت في إسرائيل. اليمين كما هو واضحُ سيحب هذا، ومن  بالذات لا يحب زعيماً صلباً لا يخاف من رئيس الولايات المتحدة، ومستعدُ لقول الحقيقة. فليهاجر من  يهاجر إلى إسرائيل، الأساس في هذا أن نتنياهو يستقوي بالاستطلاعات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بوغي يعالون، هل ستؤدي مواجهة نتانياهو ـ أوباما  إلى انتفاضة؟"
المصدر: "هآرتس ـ مزل موعلام"
" موشيه(بوغي) يعالون، نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الإستراتيجية، هو من الرموز اليمينية والمشهورة في الليكود، ورئيس هيئة الأركان العامة السابق الذي استقدمه نتانياهو إلى الليكود في انتخابات عام 2009 بغية تعزيز الجناح الأمني في الحركة، كما أنه صاحب الجذور العائدة إلى حزب عمال إسرائيل الذي دعم في السابق اتفاقيات أوسلو إلى أن "استفاق" حسب تعبيره. كان يعالون شريكاً في المشاورات السياسية مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو قبل سفره إلى واشنطن، ووقف إلى يمينه بعد أن رد بشكل قاس على خطاب الرئيس أوباما ونشبت مواجهة مع الأميركيين.
موشيه يعالون، أنت أحد الأشخاص الذين يتمتعون بأغنى خبرة سياسية وأمنية حول طاولة الحكومة، ألا تخشى من تداعيات المواجهة بين نتانياهو وأوباما؟
" لا شك أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية كانت دوماً مهمة وبالتحديد في هذا الوقت. لكن ظهر تباين في الآراء حول الموضوع الفلسطيني على ضوء خطاب أوباما. الرئيس قسّم العملية إلى مرحلتين، حيث كان الأمر الأخطر نسق الأمور الذي حدده وهو قبل أي شيء التنازل عن كافة الأراضي، بالعودة إلى حدود الـ67'، هذا تصريح جديد ولا سابقة له. نسق الأمور هذا يناسب قبل أي شيء المصالح الفلسطينية. لذلك من الجيد أن رئيس الحكومة أوضح أن هذه الحدود لا يمكن حمايتها. في الواقع طلب منا أوباما في خطابه منح ورقة إقليمية دون حسم المسائل الجوهرية المهمة بالنسبة لنا، كالاعتراف بدولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي".
إلى أي حد تفاجأت من حزم نتانياهو؟ هل استشارك؟
"هذا الأمر لم يفاجئني. إن رئيس الحكومة يعرف الواقع جيداً وقد تصرّف بشجاعة وبالشكل المناسب. جرت فيما بيننا سلسلة من المشاورات خلال الأسابيع الأخيرة، سواء وجهاً لوجه أو داخل السباعية، وموقف رئيس الحكومة الثابت هو نتاج هذه المشاورات. لم أتفاجأ من نتانياهو، إنما تفاجأت من خطاب الرئيس أوباما. ولغاية يوم الأربعاء سمحوا لنا بأن نفهم في نطاق المحادثات السابقة مع الأميركيين أن الموضوع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لن يُطرح يوم الخميس في خطاب أوباما".
هل برأيك تسبّب خطاب أوباما بتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين؟
"يوجد هنا عدة عوامل يجب وضعها على الطاولة بشكل واضح والخطاب يتغافل عنها إلى حد كبير. لا شك أن هناك هزة أرضية سياسية في الدول العربية وحتى في إيران، وما هو واضح أن هذا الأمر ليس مرتبطاً بالصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، بينما خطاب أوباما سلبي بهذا الخصوص لأنه يكرر الإدعاء القائل بوجود صلة ما. ثانياً، من بين إدعاءاتنا في الأعوام الأخيرة هو أننا مستعدون للدخول في مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين في حين أن الخطاب لا يشجع استئناف المفاوضات. من يرغب بمنع خيار الإعلان الأحادي الجانب عن دولة فلسطينية في أيلول، ما كان ينبغي عليه طرح الأمور بهذا الشكل، وآمل كثيراً أن يكون بالإمكان تصحيح هذا الأمر. ففي نهاية الأمر هذه المصالح مشتركة للولايات المتحدة الأميركية أيضاً".
هل تمتلك تفسيرا عن سبب اعتماد أوباما هذه الوجهة في نهاية الأمر ؟
"أنا لا أرغب بالقيام بهذا التحليل علنياً، لدي أفكار حول هذا الأمر، ونفس حقيقة وجود تفاهمات مغايرة مع بقية طاقمه تعبّر عن نفسها".
رئيس لجنة الخارجية والأمن شاؤول موفاز، رئيس هيئة الأركان العامة ووزير الدفاع السابق، يحذر من أن تدبير نتانياهو للأمور سيؤدي إلى مواجهة عنيفة مع الفلسطينيين. هل ستكون الأعنف من بين المواجهات التي عايشناها؟
"نحن نعيش حالة من الطوارئ السياسية ويؤسفني وجود جهات تتغلب اعتباراتها السياسية على الاعتبارات القومية. وقد تكوّن إنطباع أننا ندير مفاوضات بيننا وبين أنفسنا كأنما لا يوجد شريك في الجانب الثاني، وهم من جهتهم يواصلون تعليم الجيل الشاب على نكران صلة الشعب اليهودية بهذه الأرض، ويقوم بهذا أبو مازن المعتدل وليس حماس. حيث أنه من الواضح بما فيه الكفاية لكل مَن هو عاقل أنه لا شريك لنا في رؤية دولتين لشعبين".
وما هو الصحيح إذا ؟هل لدى نتانياهو خطة؟
"لدينا خطة أجمعنا عليها في بداية ولاية نتانياهو وفق ما تجسّد في خطاب بار إيلان، الذي يتضمن الإعلان بأننا لا نرغب بالتحكم بالفلسطينيين. في الواقع إننا لا نتحكم بهم، لديهم في غزة "حماستان"، ومع أبو مازن في رام الله نحن مستعدون لمفاوضات دون شروط مسبقة. أما سؤالنا للفلسطينيين: هل أنتم مستعدون لتسوية دائمة تتضمّن اعترافاً بحق دولة إسرائيل بالوجود    كدولة قومية للشعب اليهودي؟ والسؤال الثاني هو أي تسوية إقليمية ستعدّ بنظركم تسوية دائمة. عندها يأتون ويقولون لنا لحظة، هناك لجنة اللاجئين، وإلى أن يصبح اللاجئ الأخير راضياً لن تكون هناك نهاية للصراع. بالإضافة إلى ذلك لاحظنا أنهم لا يعتزمون الإستجابة لمتطلباتنا الأمنية، وهذا بعد التجربة المريرة التي مررنا بها في المناطق  والتي يخرج منها الإرهاب. لذلك إن هذا الصراع ليس صراعاً إقليمياً وليس حول حدود 67'. هم يتحدثون في الواقع عن 48'، إنّهم ينظرون إلى حيفا، عكا، يافا والجليل ولذلك في هذه الحالة علينا أن نقف موقفاً ثابتاً، إلى أن يفهموا".
حتى لو كان ثمن ذلك انتفاضة ثالثة؟
"ثمة أوضاع ينبغي علينا فيها الاعلان عن موقفنا بشكل واضح، في الواقع من تجربتي عندما لا نتلعثم يفهمنا الطرف الثاني. للأسف حسبما أعرف أبو مازن يريد التملّص من كل نقطة حسم. فهو يخشى مواجهة حماس  ومن المناسب له في هذه الحالة، حيث أنه من وجهة نظرنا ما يعد أساسياً هو العودة إلى المنزل بسلام ـ أي، البقاء على قيد الحياة".
بحسب هذا التحليل، يستحيل التقدّم مع أبو مازن.
"هذا صحيح. لا يوجد أي وزير في السباعية يعتقد أنه يمكن الوصول مع أبو مازن إلى حلّ الصراع في المدى المنظور. لذلك علينا الاعتياد على أننا نعيش حالة تصريف أزمة، ولسنا نتوجه إلى حلها. هذا الأمر استمر 20 عاماً وقد يستمر مائة عام بعد".
هناك من يقول إنّ نتانياهو في الواقع يعمل إنطلاقاً من غريزة بقاء سياسية بغية ترسيخ نفسه كقائد اليمين الذي لا يتزعزع.
"إنني أقترح وضع الموضوع السياسي جانباً. للأسف. هنا يوجد تحدي أمامنا وليس أمام الليكود فحسب، إنما أمام كل صهيوني يعيش في إسرائيل".
أنت تعدّ أحد الرموز اليمينية المشهورة من بين وزراء الليكود. هل ستنافس على رئاسة الليكود بعد حقبة نتانياهو؟
"هذا ليس الوقت للانشغال بهذه المسائل. يوجد رئيس حكومة ويجب منحه الدعم والمؤازرة وهذا ما أفعله".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأول مرة منذ الثورة نتنياهو يهاتف الرئيس المصري
المصدر: "معاريف ـ آلي بردنشتاين/ واشنطن"
" تحادث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي مع رئيس الهيئة العسكرية العليا في مصر, حسين طنطاوي. والحديث يدور عن أول اتصال مباشر بين الاثنين منذ عزل الرئيس حسني مبارك عن الحكم، في حين لم يفد  عما دار بينهما. وفي مكتب رئيس الحكومة لم يعلّقوا على الخبر.
وتأتي المحادثة الهاتفية بين نتنياهو والطنطاوي في إطار تحسين العلاقات الرسمية بين الدولتين في الأسابيع الأخيرة. وقد أفادت وكالة رويترز للأنباء أن آخر شخصية رفيعة المستوى زارت مصر, كان "عاموس جلعاد", الذي التقى الأسبوع الماضي بكبار المسؤولين المصريين. وقبل ذلك, حظي السفير الإسرائيلي في القاهرة, "يتسحاق ليفانون" بلقاء نادر مع وزير الخارجية المصرية نبيل العربي, بعد سنوات على ظفر سفير إسرائيل بلقاء من هذا النوع. وكان التقى "العربي" قبل ذلك مدير عام وزارة الخارجية "رافي باراك".
كما زارت الأسبوع الماضي القاهرة البعثة الإسرائيلية لمبادرة السلام, التي ضمت العديد من أعضاء المؤسسة الأمنية سابقا. كما تحدّثت وسائل الإعلام المصرية عن زيارة المنسّق الخاص في قضية تحرير جلعاد شاليط للقاهرة, دافيد ميدان لكن لم يكن هناك تأكيد رسمي لهذا الخبر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جددت فرقة الجولان أوامر فتح إطلاق النار
المصدر: "موقع إسرائيل اليوم ـ ليلاك شوفل"
" جددت فرقة 36 المسؤولة عن حدود إسرائيل ـ سوريا في الأيام الأخيرة أوامر فتح إطلاق النار في قطاعها على ضوء الاستفزازات التي حصلت في مجدل شمس في يوم النكبة.
ولا يدور الحديث عن توجيهات جديدة في الفرقة لكن عن "آلية اعتقال مشتبه به" ليس فقط في حالات متسلّلين منفردين وإنّما أيضاً في المظاهرات الحاشدة والمسيرات التي تقترب من إسرائيل. تتضمّن آلية اعتقال مشتبه به، الطلب من المشتبه به المقترب التوقّف ومن ثمّ إطلاق نار في الهواء ولاحقاً إطلاق نار على الجزء الأسفل من جسمه في حال استمراره في الاقتراب وعدم توقّفه.
وما زالوا  في الجيش الإسرائيلي يعملون على استنتاج العبر من حادثة في مجدل شمس يوم الأحد الماضي حين اجتاز مئات المتظاهرين الحدود بين إسرائيل وسوريا في منطقة تلة المناداة. كما شخّصوا في الجيش الإسرائيلي الحادثة  بأنها "سيئة"، كانت من الممكن أن تنتهي مع مئات القتلى لو لم يتمالك الجيش الإسرائيلي نفسه كما فعل. وأقرّوا في قيادة الشمال بأن تنظيم المسيرة الحاشدة لم يكن جيداً والآن يدرسون في الجيش الإسرائيلي كيف يستعدون لحوادث مشابهة ممكنة في كل الحدود الإسرائيلية.
التقدير هو أن حوادث كهذه ستتكرر في قطاعات مختلفة بالأخص قبيل شهر أيلول إذ يتوقع إعلان الفلسطينيين أحاديّاً عن دولة مستقلة. حيال احتمالات كهذه، يستعدون في الجيش الإسرائيلي مع وسائل لتفريق التظاهرات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا .. الخاسرون والرابحون
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ منشيه شؤول"
" تسبّبت موجة التمرّد التي تضرب سوريا، بالاضطراب والضعف لدى نظام آيات الله في طهران. فالوسائل الإعلامية في إيران تقريبا لا تقدّم تقارير عمّا يحصل في سوريا, باستثناء بيانات النظام السوري التي توردها  بالتفصيل. ويتركّز أساس عمل الوسائل الإعلامية في طهران على معارضة الشيعة في البحرين للنظام السني الحكاكم في المملكة البحرينية.
ولا شكّ بأنّ سبب اهتمام الزعماء الإيرانيين بحالة التمرد في سوريا ناجم عن كون سوريا هي الحليف الوحيد لإيران في العالم العربي. فعلاقات طهران مع بقية الدول العربية هي علاقات باردة, معادية ومقطوعة. على أنّ المعاداة بين الدول العربية السنية وبين إيران الشيعية مصدرها التهديد الإيراني لدول الخليج, وفي مقدمتها السعودية, حيال توجهات إيران للسيطرة على مصادر النفط في الدول العربية وعلى الأماكن المقدسة الإسلامية في السعودية. سبب آخر هام للعداء هو السعي الإيراني إزاء لبنان من خلال سوريا وحزب الله. حيث كشفت وثائق ويكيليكس أن القائد الروحي في إيران, "الامام علي الخامنئي", هو الذي أمر بقتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري سنة 2005 بحجة انه عميل سعودي. كما نفذت سلسلة عمليات ضد اغتيال شخصيات لبنانية سنية ومسيحية بإيعاز من إيران ودعم سوريا.
الفئران تسارع بالهرب
بدأ توطيد العلاقات بين دمشق وطهران سنة 1982 في منتصف حرب الثمانية سنوات بين إيران والعراق. عندما وافق الرئيس السوري السابق, حافظ الأسد, على قطع الأنبوب الذي يضخ النفط من شمال العراق, عبر سوريا, إلى مرفأ الزهراني على الشاطئ اللبناني. في المقابل, دفعت إيران لسوريا 280 مليون دولار للسنة. كذلك, درّب ضباط سوريين ضباط إيرانيين على إطلاق صواريخ "سكاد" ضدّ العراق. كما أقامت سوريا مطارا تهبط  فيه طائرات إيرانية كان هدفها تدمير أهداف في شمال العراق.
ومنذ الثمانينات, تعمّق التعاون الاقتصادي, السياسي والعسكري بين الدولتين, وعلى مدى عقود ثلاثة نشأت تعهدات أمنية وقضائية بين الطرفين يصعب على النظام السوري الإفلات منها. على سبيل المثال, قبل حوالي ثلاث سنوات أعلن الرئيس السوري بشار, أنه إذا تعهدت إسرائيل بإعادة كامل الجولان, سوف توافق سوريا على الدخول في مفاوضات للسلام الشامل. وتعليقا على ذلك, سارع علي الخامنئي بالإعلان انه إذا ما اتخذت سوريا خطوة كهذه, سوف تضطر إيران لإعادة تقييم علاقاتها مع سوريا. وهذا حتما تهديد حادّ.
تعتبر سوريا ثروة إستراتيجية نفيسة بالنسبة لإيران, وتسمح العلاقات الوثيقة بين الدولتين للنظام الإيراني برفض مقولة  أنه معزول في العالم العربي, بحجة أن سوريا هي حليفة هامة. وفي هذا السياق تتغذى أذيال نظام آيات الله, مثل حزب الله, وحماس, من إيران عبر سوريا التي تؤمن ملجأ لقيادة منظمة حماس وتنقل السلاح الإيراني إلى حزب الله. مع الإشارة إلى أنّ نقل السلاح إلى حزب الله عبر البحر الميت وعبر تركيا، يصطدم بصعوبات بسبب عمليات الإحباط من قبل الجيش الإسرائيلي وبسبب معارضة تركيا لنقل سلاح إيراني إلى سوريا عن طريقها.
في الآونة الأخيرة, شكّلت أوامر رئيس حكومة تركيا أردوغان, باعتراض طائرتين إيرانيتين تنقلان السلاح إلى حزب الله بحجة أن تهريب السلاح يعارض قرار مجلس الأمن، مفاجأة كبيرة. كما اضطربت العلاقات بين تركيا وسوريا بسبب القسوة التي يعتمدها النظام السوري لقمع التمرد ضده. كما قيل, في بداية التمرد اتهمت دمشق جهات فلسطينية بالمشاركة بما أسمته "المؤامرة".
حيال هذا التطور, يخشى قادة حزب الله ممّا يجري في سوريا. حتى أنّ خالد مشعل زعيم حماس قلق, ومن اجل أن يضمن لمنظمته ملجأً بديلا آمناً في مصر, سارع بقبول المبادرة المصرية للمصالحة مع السلطة الفلسطينية. وقيل في ذلك إنّه عندما تغرق السفينة, تسارع الفئران بالهرب.
وأيّا تكون نتيجة  التطورات في سوريا, فلن يكون النظام السوري غدا كما كان من قبل. حتى إذا ما بقي على حاله, فهو سوف يضعف, وينشغل بشكل أساسي بقضايا داخلية و باتخاذ خطوات من اجل البقاء. بناء على ذلك سوف تصيب التغييرات في سوريا محور الشر ومكانة إيران في الشرق الأوسط وسوف تغيّر الخارطة الإستراتيجية في المنطقة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يدلين: سوريا تشارف الحصول على قنبلة نووية
المصدر: "موقع اسرائيل ديفنس"
" بتصريح مباشر هو الأوّل من نوعه، حدّد رئيس أمان السابق، أن سوريا كانت ستحصل على القنبلة النووية لولا توقف برنامجها النووي.
يدلين، الذي كان قبل حوالي نصف عام  يشغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، والذي يعمل حاليا باحثا في معهد واشنطن ضمن فرصة تقاعده من الجيش الإسرائيلي، كتب مقالا استثنائيا في حدّته ضدّ الحكم السوري، بالاشتراك مع العضو في المعهد د. روبرت ساتلوف. نُشر المقال عن طريق المعهد في نهاية هذا الأسبوع. يتطرّق يدلين وساتلوب في مقالهما "العفريت الخفي"، إلى الوضع الذي قد يتشكّل في سوريا في حالة سقوط حكم بشار الأسد، ويقطعان بأنّ نظام الأسد هو منبع الشرّ في الشرق الأوسط. وبحسب كلامهما، فإنه علاوة على ذلك يعمل على تسليح سوريا لحزب الله ومنظمة حماس ويمثّل دولة حليفة مركزية لإيران، وهو أيضا تسبّب بموت جنود أميركيين عن طريق دعم قوات تعمل ضدها.
ويقولون إنّ الحكم السوري عمل على إنتاج سلاح كيميائي، فضلاً عن أنّه سعى لإنتاج السّلاح النووي (في المقال، الذي حدد للمرة الأولى بوضوح على يد رئيس أمان في وقت تفجير المفاعل السوري في 6 أيلول 2007، لم يذكر أنّ إسرائيل هي التي فجرت المفاعل النووي في دير الزور، كما زعم في نشرات أجنبية كثيرة).
درس يدلين وساتلوب في مقالهما السيناريوهات المختلفة المتوقعة في حال سقوط حكم بشار الأسد عقب الاحتجاجات الشعبية ضده، وتطرقا لمشاعر القلق في الغرب إزاء استيلاء الأخوان المسلمين على الحكم، أو تشكّل وضع غير مستقر، يتضمّن وصول سلاح الإبادة الجماعية إلى أيدي "غير مسؤولة". يدحض المقال القلق بمستوى كبير، ويحدد أنه توجد فرصة كبيرة بأن يخلف حكم ديني سنّي حكم الأسد القائم على الطائفة العلوية، وأن لا تنتج فوضى في الحكم في سوريا.
توصية كاتبا المقال للولايات المتحدة ودول الغرب هي جلّية: زيادة الضغط على حكم بشار الأسد، إضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية- حتى بواسطة التلميح برسائل تأييد علنية، تشجّع الشعب السوري للخروج ضد زعيمهم". 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التحريض في الجولان: توجيه مباشر من الأسد
المصدر: "إسرائيل هايوم ـ دانييل سيروتي"
"المسؤول عن التحريض الذي قام به اللاجئون الفلسطينيون بالقرب من مجدل شمس في يوم النكبة هو الرئيس بشار الأسد"، هذا ما كشفه في مقابلة عبر الهاتف لـ"إسرائيل هايوم" الشيخ عبد الله تميمي، من كبار المعارضة في سوريا.
وفقا للتميمي، فإن النظام في دمشق أوعز إلى عناصر من الدائرة الفلسطينية في الجيش السوري لتنظيم التحريض: "هم، بمساعدة عناصر من حزب الله وحرس الثورة الإيراني، حرصوا على زيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ودفع 100 دولار لكل لاجئ يستقل الباص إلى الحدود".
تميمي، ذو الأصل السني، من سكان حمص، منسّق التنظيم الفوقي لحركات المعارضة لنظام الأسد. بعد التسلل إلى إسرائيل نقل تميمي بواسطة عضو الكنيست "قرا" (الليكود) رسالة إلى رئيس الحكومة نتنياهو، مدح فيها ادارة الجيش والحكومة في إسرائيل لحل الازمة: "اتمنى لو كانت لدينا زعامة مثلما في إسرائيل. فنتنياهو اوعز إلى جيشه عدم التعرّض للمتسللين إلى مجدل شمس، وهنا في سوريا يقوم الديكتاتور الأسد بذبح المتظاهرين. جيد انهم في إسرائيل لم ينجرّوا وراء التحريض الذي حاول الأسد تنفيذه لتحويل الانتباه عن اعمال القتل ضد المتظاهرين".
الشيخ التميمي يعي الأخطار المتربصة به من ناحية أجهزة الأمن السورية، إلا انه لا يخشى على حياته: "عائلتي خارج سوريا. أنا موجود في نقطة يمكنني منها اختراق الحدود إلى لبنان في أي لحظة اشعر فيها بالخطر على حياتي".
والد تميمي أيضا كان من رؤساء حركة الاحتجاج ضد الأسد الأب في مدينة حماه في الثمانينيات، التي أُحبطت بوحشية عندما ذبحت قوات النظام اكثر من 30 ألف شخص. "في احد الايام أُخذ أبي إلى التحقيق ولم نره بعد ذلك"، ويتذكّر "الاحتجاج هدأ بعد ان تراكمت جثث القتلى في الشوارع بالآلاف وخاف الناس على حياتهم. اليوم، حتى لو اضطررنا إلى تقديم مليون شهيد – لن نوقف الاحتجاج".
ووفقا لأقواله، فإن حلمه تأسيس نظام متنوّر وديموقراطي في سوريا – "مثلما في الدول الغربية، مثلما في إسرائيل". هو يؤكّد ان "الشعب السوري يريد السلام ولا تعنيه الحرب مع إسرائيل. المشكلة هي انه في حال عدم مساعدة الغرب لنا، فان النظام قد يقع في ايدي المتطرفين وحينها ستكون إسرائيل أيضا بخطر".
تمت المقابلة مع تميمي بواسطة نائب وزير التطوير الإقليمي "أيوب قرّا"(الليكود).
تميمي يقول انه بعكس التقارير عن 850 قتيل، فإن لدى المعارضة السورية لوائح لأكثر من 5000 قتيل. "انا لا افهم لماذا العالم صامت. أين الامم المتحدة؟ أين اوباما؟ عليهم أن يفعلوا في سوريا مثلما فعلوا في كوسوفو وليبيا. عندما سيكتشفون حجم المذبحة سيصدمون جميعا.
تميمي يتحدث أيضا عن انه في شوارع المدن الكبيرة كتبوا على الجدران رسومات وكتابات بالعربية والفارسية، جاء فيها ان عملاء الموساد الاسرائيليين والاميركيين مسؤولون عن التظاهر ضد الأسد ونظامه.
سوريا: 8 قتلى بالرصاص خلال التشييع
في مدينة حمص في سوريا تم اطلاق النار امس حتى الموت على ثمانية اشخاص برصاص قوات الأمن خلال مشاركتهم في تشييع المتظاهرين الذين قتلوا نهاية الاسبوع. وتعزز قوات الرئيس الأسد جهوزيتها في المدن التي تحوّلت إلى مراكز الاحتجاج خوفا من ان تمتد في انحاء الدولة كلها.
بعد أسبوعين من تراجع ما في اعمال الشغب، أحصي سقوط حوالي  50 قتيلا ً في التظاهرات التي عادت وأججت غضب الشعب ضد نظام الرئيس السوري. وتخطط حركات المعارضة، ليوم غضب سيشمل مظاهرات ضخمة في دمشق وفي مدينة حلب، الثانية من حيث الكبر في الدولة.
وقد نشرت مواقع الانترنت المحسوبة على المعارضة، في الأيام الأخيرة أفلاما توثّق مشاهد لقتل جنود من الأصل السني لرفضهم تنفيذ أمر إطلاق النار على المتظاهرين. وتُظهر الأفلام على الأقل عشرة جنود مقيّدين ومصابين بطلقات في رؤوسهم وقد فارقوا الحياة.
صحيفة الشرق الأوسط، التي تصدر في لندن، أفادت أمس أن أنقرة اقترحت على الحكومة في دمشق وعلى رؤساء المعارضة استضافة لجنة لحل الازمة عبر تعجيل الاصلاحات الحكومية التي وعد بها الأسد. ووفقا للتقرير، فقد عرضت انقرة تشكيل مجلس دولي يساعد في التوصّل إلى حلّ للأزمة في سوريا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في "اسرائيل" يستعدّون لهجمة كيميائية
المصدر: "موقع Israel defense ـ نير دفوري"
" تستعد إسرائيل لاحتمال حصول هجمة كيميائية على الجبهة الداخلية: يوم الخميس الأخير أجرت قيادة الجبهة الداخلية تجربة بالتعاون مع اللواء التكنولوجي في قيادة ذراع البر. وقد اختبرت التجربة نجاعة تجهيزات الحماية ضدّ السلاح الكيميائي.
واخُتبرت في التجربة مجموعة وسائل حماية لمعاينة كيفية مواجهة مواد قتالية كيميائية. ومن بين جملة الأمور، اختُبرت وسائل حماية شخصية ووسائل تحصين ضخمة من طرازات متنوعة.
ورفضت جهات أمنية التطرق إلى نتائج التجربة ودلالاتها إزاء جهوزية الجيش الإسرائيلي وهيئات الطوارئ للعناية بالجبهة الداخلية". 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هم أخذوا عبرة، ونحن؟
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل وآفي يسخاروف"
" الإنتفاضة الثانية والثمن الذي دفعه الفلسطينيون جراءها دفعا بهم الى اللجوء الى احتجاجات أقل عنفا. لكن إسرائيل تستعد حاليا لسيناريوهات عنيفة، وتجد صعوبة في مواجهة نشاطات كتلك التي حصلت في الشمال.
إن الزلزال الذي يضرب العالم العربي منذ شهر كانون الثاني ضربت هذا الأسبوع، للمرة الأولى، الحدود الإسرائيلية أيضا. لم يكن مشهدا محببا كثيرا. فالجميع أثنى، بشكل مبرر بما يكفي، على الرد المتحفظ نسبيا لعناصر الإحتياط وقائد اللواء المناطقي للجيش، الذي حال دون حصول مذبحة شعبية وسط المتظاهرين من سوريا، لكن من الجيد أيضا عدم نسيان النتيجة الجوهرية. نقطة الإلتقاء التي تقرّب بين موجة الثورات العربية والمبادرة الفلسطينية للإستقلال، قبيل شهر أيلول، قد تضع اسرائيل في موقف لن يكون فيه بيدها حل كاف لمواجهة التحدي.
فما لم تنجح بفرضه سلسلة خطوات سابقة للعرب – من غزو جيوش، عمليات تسلل وعمليات تخريبية على الحدود، اختطاف طائرات، عمليات انتحارية وهجمات صاروخية – قد تنفذه المبادرة التي تمت تجربتها للمرة الأولى بمخططها الحالي يوم الأحد الماضي: مسيرات شعبية نحو الحدود، نحو المستوطنات ونحو حواجز الجيش.
إلا أن الفكرة ليس جديدة. فالى جانب مستقبل القدس، عودة اللاجئين هي القضية الأكثر حساسيةً بين اسرائيل والفلسطينيين. وما يراه الكثير من الفلسطينيين، وخصوصا في الشتات، كمطلب نهائي في التسوية الدائمة، هو تابو [أمر محظور] مطلق لدى الأغلبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي.
لقد سبق أن نفذ حزب الله بشكل فعال خطوات مدنية. ومسيرات كهذه، كتلك الأبرز بينها التي نُظمت بالقرب من موقع الطيبة في المنظقة الرئيسية من الحزام الأمني، أدت الى إنهيار جيش لبنان الجنوبي وانسحاب الجيش من جنوب لبنان في شهر أيار 2000.
وفي الأشهر التي تلت الإنسحاب كانت ثمة تقديرات في الجيش بأن تحاول السلطة محاكاة النموذج اللبناني إثر فشل لجنة كامب – ديفيد في تموز. لكن الفلسطينيين انزلقوا في النهاية الى خطة عمل مغايرة، دمجت منذ نهاية أيلول (بعد شهر من الخراب في الشرق الأوسط، وفقا لما أشار اليه رئيس الشاباك السابق يوبال ديسكين) بين تظاهرات شعبية ونيران حية. ورد الجيش بنيران مكثفة والفجوة الكبيرة بين حجم الخسائر لدى الطرفين عززت الإحباط الفلسطيني، وقرار كل الفصائل (أيضا العلمانية منها، وعلى رأسها فتح) ارسال انتحاريين الى المدن الإسرائيلية.
لكن موجة العمليات الإنتحارية الفلسطينية فعلت كفعل خشبة البومرانغ، أي ارتدت سلبا على صاحبها. فقد أدت الى خسارة الفلسطينيين التعاطف العالمي لصراعهم وحفّز اسرائيل، فيما بعد، على إعادة سيطرتها على مدن الضفة الغربية من خلال عملية "السور الواقي" في العام 2002. وقد احتاجت السلطة عدة سنوات ريثما تبدلت سلطة عرفات، التي كانت غارقة حتى عنقها بالتحريض وتوجيه أعمال إرهابية وقتل، بالسلطة المعتدلة نسبيا لمحمود عباس (أبو مازن) وسلام فياض، وحازت مجددا على تأييد المجتمع الدولي.
العبرة الفلسطينية قد استُخلصت على ما يبدو. لذلك فإن انتفاضة ثالثة في أيلول 2011، بأسلوب الإنتفاضة الثانية التي اندلعت في أيلول 2000، ليس بالضرورة حاسمة. والعنف قد يندلع بسبب غضب وخيبة أمل وسط الجمهور في الضفة جراء الفجوة التي ستنتج بين إعلانات تصدر عن الأمم المتحدة وإنجازات قليلة على الأرض. والعنف قد يتطور بتوجيه من الأعلى، بتوجيه من قيادة السلطة، من أجل دفع اسرائيل الى تنازلات سياسية، عبر الضغط العالمي.
في هذا الوقت ثمة عوامل كابحة. على رأسها، تذكر الثمن الهائل الذي دفعه سكان الضفة نتيجة هواية العمليات الإنتحارية، التي لاقت ردا عسكريا عنيفا من قِبل اسرائيل. والى جانب ذلك، فإن ثمة خشية من ثمن الخسارة، من خطر خسارة ما تم انجازه تحت حكم عباس وفياض في السنوات الأخيرة، والخشية هي من أن تنتج إعادة التدهور في المنحدر الإجرامي، إعادة تدهور في التأييد العالمي أيضا. وفي المقابل، في حال نجحت السلطة بالسيطرة على مستوى الحماس (كم تبدو طبيعية العودة الى الكليشيهات التفسيرية للعقد الماضي!) وهذا سترافق بإجراءات مشابهة على الحدود، فثمة شك حول ما إذا سيكون لدى اسرائيل رد مناسب على الحملة الشعبية ضدها.
نقص في التقدير
كما في قضية أسطول المساعدة البحري الى غزة، قبل سنة، فإن أحداث يوم النكبة هذا الأسبوع أوضحت أن الجيش ممتاز خصوصا في الإستعداد السيناريوهات المعروفة لديه مسبقا. لقد اجتازت قيادة المنطقة الوسطى الإختبار بشكل جيد. فبعد أسبوعين من الإستعداد والتنسيق الدقيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لم تتحول التظاهرات الى مواجهات لا يمكن السيطرة عليها، وعدد المصابين كان قليلا نسبيا. وقد ساهم في ذلك أيضا رغبة السلطة باثبات سيطرتها على ما يحصل على أراضيها. لكن الوضع في الشمال كان مغايرا تماما.
محاولة تسلل كبيرة لمتظاهرين عبر الحدود اللبنانية لاقت ردا قاسيا من قِبل الجيش اللبناني بالذات، ومعظم القتلى أُصيبوا على ما يبدو بنيران جنوده (رغم أن كتيبة الإستطلاع التابعة للواء غولاني فتحت النار أيضا). في الجولان، وبتشجيع واضح من نظام الأسد، الذي سمح بخروج عشرات الباصات من دمشق، تفاجأت قوة احتياط صغيرة بالقرب من مجدل شمس. وحقيقة تمدُّد بيوت البلدة الدرزية في العقد الأخيرة، خلافا لقوانين البناء، نحو المنطقة المحاذية للحدود السورية، فتحت طريقا قصيرا للمتظاهرين متيحةً لهم التسلل الى وسط القرية.
قيادة المنطقة الشمالية لم تتلق على ما يبدو إنذارا استخباريا دقيقا بما يكفي حول منطقة مجدل شمس. بدون إنذار خاص، التغطية العسكرية أصغر من أن تغطي كل المنطقة. القيادة، من جانبها، فشلت من خلال نقص في تقدير التحدي وإستعداد محدود بشكل كبير. قائد لواء الجولان المناطقي، العقيد أشكول شوكرون (خريج الإنتفاضة الثانية، الذي خدم من بين عدة وظائف كنائب قائد لواء في منطقة غزة)، عمل في هذه الظروف بشكل جيد.
لقد أظهر شوكرون ضبط نفس كبير، وفقا لتوجيهات هيئة الأركان العامة وقائد المنطقة غدي آيزنكوت. فعندما رأى قائد اللواء وجنوده أن المتسللين هم بغلبيتهم شبان غير مسلحين، قلصوا استخدام النيران الحية وحالوا دون وقوع مجزرة. الثمن المعروف مسبقا كان مساً معنويا وما لا يُحصى من التعليلات بعد العمل. وتدخل القادة الدروز في الجولان، الذي توسطوا بين المتسللين والجيش، سهل موضوع إعادتهم الى سوريا.
ومن أجل إنقاذ اسرائيل، فقد تبنت الولايات المتحدة موقف القدس بأن عملية التسلل كانت عمليا استفزازيا من قِبل النظام السوري، الذي رغب كسب وقت على خلفية القمع العنيف للإضطرابات على أراضيه. فمخترقو السياج لم يُعتبروا كمتظاهرين بسطاء أرادوا المشاركة في روحية العودة الفلسطينية، وإنما بدوا كأنهم سجتازون عن قصد حدود دولة سيادية (رغم أنه في الجولان، خلافا للبنان، خط الحدود ليس معروفا دوليا). لكن ثمة أمر آخر قد حصل هنا: عند التفكير بمجمل الأحداث في الدول العربية، حادثة يوم الأحد سجلت بصعوبة "إشارة" صغيرة على الرادار العالمي. وفي اليوم التالي هدأت الرياح على الحدود.
توجيه تهمة
الى وسط الإتهامات التي تلت الحادثة أُلقي، عنوةً، بإثنين من أبرز ضباط هيئة الأركان العامة برئاسة بني غانتس – اللواء آيزنكوت ورئيس فرع الإستخبارات، اللواء أفيف كوكبي. كلاهما رئيسا هيئة أركان ضمنا، كلاهما ذكيان وقيميان، كلاهما صديقان وكلاهما حساسان بشكل كبير حيال الإنتقاد.
هذه الفوضى، الصبيانية بعض الشيء، جاءت نتيجة تتالي أخبار صحفية يوم الأحد. حيث قال آيزنكوت، ظهرا، إنه وقيادته مسؤولان بشكل كامل عن الفشل الذي ظهر. لكن في القيادة أضافوا شيئا عن نقص في المعلومات الاستخبارية المسبقة لدى القوات.
ونتيجة لمفاجأة يوم الغفران، فإن أمان هي كيس الملاكمة المفضل لدى الإعلام الإسرائيلي. طوال فترة ما بعد الظهر سلطت مواقع الإنترانت وشبكات الراديو والتلفزيون دور الإستخبارات في الإتهام. بالنسبة لكوخبي لقد كانت ضربة أكبر مما ينبغي. فمنذ مباشرته وظيفته في شهر تشرين الثاني، اتُهمت أمان بالعجز عن توقع ربيع الشعوب العربية (كما لو أن أحدا غيرها قد توقع الأمر) ومؤخرا أيضا تم اتهامها بعدم توقّع المصالحة بين فتح وحماس.
الى ذلك، فإن كوخبي يعلم جيدا كل ما يقال ويُكتب عنه. في فترة شبابه، يمكن التكهن، كان من التلاميذ الذين قاربوا علامة الـ 99 في الإمتحان. آيزنكوت اكتوى في حرب لبنان الثانية، كرئيس لشعبة العمليات في هيئة الأركان العامة، ورغم أنه بقي الوحيد بين المسؤولين الكبار الذين استمر في مجال الترقية، فقد أصبح سريع التأثر حيال الإدعاءات ضده.
وليلا وجه أحد قادة كوخبي في أمان، بشكل رسمي، موجزا صحفيا للمعلقين العسكريين. ظهر من خلاله توجيه اتهام واضح حيال القيادة وحيال الفرقة 36 (تشكيلة غاعش، المسؤولة عن الجولان) بشكل خاص. كما ظهر من كلامه، أن الإستخبارات نقلت كل المعلومات في وقت صحيح. في الميدان لم يستعدوا كما يجب. وإلقاء التهمة حصل بفائض حماس محدد.
هذا وشددت عناوين الصحف في اليوم التالي على البلبلة. فآيزنكوت شعر مجددا بأن السكاكين في ظهره، كما في الأيام السيئة التي تلت صيف العام 2006.  ومن بين المكاتب الرفيعة المستوى تناقلت نصوص المواجز الصحفية وفي النهاية صدر كلام توضيحي. ووجد رئيس هيئة الأركان الجديد غانتس والناطق باسمه الجديد، العميد يوآف (بولي) موردخاي، نفسيهما مطالبين بإطفاء حريق غير متوقع.
وقبل ذلك، اقترب غانتس ليتبادل الحديث مع المراسلين بالقرب من الثغرة في السياج في الجولان. حيث اعترف رئيس هيئة الأركان، قائلا لقد كان "حادث غير جيد" (لماذا لم يقل ببساطة: لقد فشلنا؟). ومع ذلك، ثمة ما يشجع في انفتاح غانتس. فغابي أشكنازي، سلفه، ما كان ليسمح لنفسه بالوقوف الى جانب جدار محطم – ولو كان ثمة مصورون يلتقطون له صورا هناك، فإن عدة ضباط في مكتب الناطق باسم الجيش كانوا لينضمون الى لائحة الجثث الطويلة في الحادثة. غانتس بدا أقل ضغطا من المس المحتمل بصورته.
وللسبب ذاته، ثمة شك حول ما إذا كان سيجري مناورة قيادة على القوات في الميدان، وفقا لما فعله رئيس هيئة الأركان الجديد شاؤول موفاز في العام 1998، بعد دخل عنصر من حزب الله الى موقع المظليين في سجد جنوبي لبنان.
حتى نهاية الأسبوع، يمكن تكوين انطباع، بأن البلبلة قد تلاشت الى حد ما. فآيزنكوت وكوخبي يقدران أحدهما الآخر وليسا هواة معارك داخلية. لكن ينبغي افتراض أن، قائد المنطقة ذكر في "قانون غندلمن". في بداية العام 2000 طلب رئيس هيئة الأركان حينذاك، شاؤول موفاز، من العميد تسافيكا غندلمن قبول قرار الأغلبية وتمديد مدة منصبه كقائد للفرقة 36 لسنة إضافية، ثالثة. موفاز برر الطلب بالمرحلة المصيرية التي كانت محادثات السلام بين حكومة باراك وسوريا قد وصلت اليها، وبالانسحاب القريب من لبنان. فلبى غندلمن الطلب.
وفي شهر تشرين الأول من السنة ذاتها، بعد اندلاع الإنتفاضة بأسبوع تم اختطاف ثلاثة جنود للجيش في هار دوف [مزارع شبعا]. وتدحرجت المسؤولية لتصل الى غندلمن، الذي اضطر الى التنازل عن رتبة اللواء، حيث اعتقد الجميع بأنه سوف يحظى بها (حاليا هو نائب قائد كتيبة في الإحتياط، لدى آيزنكوت).
وآيزنكوت في الشمال منذ أكثر من أربع سنوات ونصف. فإدارته المحكمة والأساسية على الجبهة الشمالية وفرت على هيئة الأركان الكثير من المشاكل، لكن جولة التعيينات المؤجلة في هيئة الأركان تطيل مكوثه هنا دون حاجة. وكلما مر الوقت، ازدادت فرصة حصول شيء ما في النهاية – وعندما يحصل ذلك، فسيكون قائد المنطقة هو المسؤول.
إلا أن كل هذا على ما يبدو قليل أهمية. فرغم النجاح النسبي هذا الأسبوع في الحفاظ على السيطرة في الضفة، فإن حلول الجيش ليست كافية لما قد يتطور في الأشهر المقبلة. ففي الضفة، كل شيء مرتبط بالتوجيهات التي ستحصل عليها قوات الأمن الفلسطينية. برغبتهم [ברצותם]، سوف يحتوون الأحداث؛ برغبتهم، سوف يسمحون للمتظاهرين بالإقتراب من الحواجز والمستوطنات. الجيش اللبناني كبح هذا الأسبوع المتظاهرين في لبنان، الجيش الأردني أوقفهم عند جسر اللنبي. حتى المصريين بذلوا جهدا بالقرب من معبر رفح. ماذا سيحصل في شهر أيلول مع المسار الفلسطيني لإعلان دولة في الأمم المتحدة؟
ومن قال بأن هذا لن يحدث في الحقيقة قبل أيلول؟ هل الجيش سيتمكن من تحديد التغييرات في المنطقة في وقت صحيح؟ هل ستنجح اسرائيل في كبح مسيرات بدون الإنجرار الى هتل جماعي لمدنيين، حيال الضعف المعروف والقديم للجيش في استخدام وسائل تفريق التظاهرات؟
ثمة مسألة عميقة تكمن هنا. إسرائيل تستثمر موارد ووسائل جبارة في الجيش – وتروي لنفسها رواية محببة عن أفضل الأبناء، القادة والأدمغة التي تخدم فيه. بشكل عام، إنها حقا مؤسسة جيدة، مستوى المهنية والإلتزام لدى عناصرها حيال المعركة أعلى بكثير مما كانت عليه في معظم المعارك الحكومية والمدنية.
ومع ذلك، فإن أحداث السنوات الأخيرة – الحرب في لبنان، الأسطول البحري، والى حد ما أيضا حادثة السياج هذا الأسبوع – تروي شيئا مغايرا بعض الشيء. فعندما يكون لدى الجيش الوقت الكافي للتحضير والإستعداد مسبقا (الغارة على المفاعل السوري، على الأقل وفقا للإعلام الدولي، هي نموذج عن ذلك)، يتم تنفيذ الخطط بشكل مثالي. أما عندما تكون هناك مفاجأة – والحرب معروفة كمملكة الشكوكية – الرد يكون أقل نجاحا. في الكثير من الأحيان نجد جيش ودولة اسرائيل غير مستعدين في لحظة الإختبار. إنها نقطة مقلقة للتفكير، قبيل سيناريوهات الشهور المقبلة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستعدوا لحصار
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ يارون لندن"
" في حرب البعث وفي العقود الاولى بعدها وُجد في اسرائيل نظام اقتصادي واجتماعي يناسب دولة محاصرة في عوز. قُسم الغذاء بتقدير بحسب تقدير قضت به "وزارة التموين والتحصيص". واستُعملت رقابة وثيقة على الاسعار. وفُرض على العاطلين عن العمل ان يعملوا في أعمال قسرية مرهقة. وأُسكِن المهاجرون الجدد برغم ارادتهم في اماكن تلائم الحاجات الأمنية. وحُدد الخروج من البلاد. وخضع الاستيراد لترخيص وثيق. وجرى تخطيط الاقتصاد من أعلى. وصودرت ملايين الدونمات من اراضي العرب وسُجنوا داخل بلدات حكمها الحكم العسكري.
كان وجود هذا النظام ممكنا لانه ساد الجمهور اليهودي مواضعات واسعة، ولان الجهاز السياسي انتظم حول حزب كبير (مباي) ترأسه زعماء ذوو جلال. أذكر هذا من اجل شباب وبالغين ضعفاء الذاكرة، يرفضون التفكير في امكانية ان وضعا يشبه هذا قد يتكرر. من الخطأ أن نظن ان فصولا في التاريخ تتكرر على نحو دقيق. لكن مع وجود ظروف سياسية مشابهة تكون النتائج مشابهة.
يبدو أننا متجهون الى ازمة عميقة. والسؤال هل نستطيع ان نعدل عن الطريق التي نسير فيها ليس من شأن هذه المقالة، لكن اذا استمعنا الى نبوءات قادتنا، فسنسمع تسليما بالمصير الذي ينتظرنا. هذا المزاج يعبر عن شعور أكثر المواطنين. إن قليلين يؤمنون بامكانية انشاء سلام في هذه الايام برغم انه يوجد من يظنون انه يمكن تغليب "هدنة" ضعيفة ما. إن وضعنا بين الأمم كما يعتقد كثيرون يتدهور الى لا شفاء. العالم يطبق علينا بل ان الولايات المتحدة حليفتنا الوحيدة تضيق بنا ذرعا وترسم من جديد خريطة مصالحها. في استطلاع للرأي تم مؤخرا يؤيد ربع الامريكيين وقف مساعدة اسرائيل ويطلب ربع اشتراط المساعدة بـ "التقدم في مسيرة السلام". ولما كنا لن نتقدم نحو سلام ولما كان يهود امريكا يفقدون بالتدريج اهتمامهم بنا فانه يصعب التعلق بأمل أن يكون دعم صديقتنا مضمونا.
لسنا نتجرأ على التفكير في انهيار الدولة بسبب الضغوط التي تثقلها، لكن لا يكاد يوجد شك في أن الضغوط ستشتد وتُعرضها للخطر جدا. اذا لم نتمسك بالحكم القديمة أو بسخافات اعتقادية ("الله لن يتخلى عن شعبه")، فواجبنا ان نفكر كيف سنتصرف اذا وقع اسوأ الامكانات. واسوأها ان نُدفع الى وضع جنوب افريقيا في سنوات الفصل العنصري حين كانت دولة مقصاة تخضع لقطيعة اقتصادية وعزلة سياسية. وأصبحت توجد علامات واضحة على ذلك.
اذا، اذا لم نستجب لنصائح رجال المصالحة فاننا نحتاج الى ساسة يمين نزيهين يُبلغوننا ما هو الثمن الذي سيُطلب الينا ان ندفعه اذا أصررنا على المواقف التي يعبرون عنها. سيكون الثمن استعمال قواعد سلوك جماعة محاصرة وهي زيادة قوة السلطة المركزية التي تستطيع وحدها فرض تنظيم قوي، والغاء الاقتصاد الحر ومضاءلة حقوق الانسان. لا يلذ لنا العيش في دولة كهذه لكن حياة غير لذيذة أفضل من قطع الحياة. اذا علمنا ما الذي ينتظرنا فربما يسهل علينا ان نلائم أنفسنا للذي لا يُصدق.
إن الخوف من حصار يتغلغل في قلوب كثيرين لكن الاستعداد لاسوأ الاوضاع الممكنة لا يستوي مع نفسية الجماهير التي تناقض مصالح الساسة. انهم يوجهون رسائلهم للتخفيف من قلق المواطنين لان القلق وخيبة الأمل هما خبز المعارضة الأساسي. يجب على المواطنين القلقين أن ينقلوا الى الحكومة رسالة حادة تقول: حدِّثينا الصِدق".
ــــــــــــــــــــــــــــ
كشف الوجه الحقيقي
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"
" كلمة أمام المؤتمر السنوي لـ "ايباك" هي أمنية لمرشحين امريكيين للرئاسة. هذه هي فرصتهم الأكبر للتزلف للصوت (والمال) اليهودي الكبير. هذه هي المنصة التي يحصدون فيها الهتافات مقابل أداء قسم الولاء لاسرائيل، فيما يقفزون بخفة عن كل ما يمكن له ان يُغضب آلاف اليهود. هذا هو المكان الذي أعلن فيه المرشح الجمهوري بوب دول قبل 16 سنة، عن مبادرة التشريع لنقل السفارة الامريكية الى القدس في الوقت غير السليم لاحدى لحظات الدرك الأسفل في المسيرة السياسية.
لم يسبق أن قال رئيس امريكي، أو مرشح للرئاسة، للجمهور اليهودي الكبير والعاطف لاسرائيل الحقيقة. حتى أمس. اوباما لم يذهب الى مؤتمر "ايباك" كي يوحد البث بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. الرئيس جاء الى هناك كي يُسوي سوء التفاهم مع الرئيس محمود عباس. تفسيره لاقواله بالنسبة لمسألة الحدود – خطوط 1967 مع تبادل للاراضي متفق عليه – مقبول منذ زمن من الطرف الفلسطيني. كل متدرب في وزارة الخارجية يعرف ان ليس فقط الفلسطينيون لن يوافقوا أبدا على ان يبقى الجيش الاسرائيلي على مدى عشرات السنين على نهر الاردن؛ الامريكيون ايضا لا يؤيدون مطلب نتنياهو في أن يسيطر الجيش الاسرائيلي على ارض فلسطينية. ليس صدفة ان المستشار الفلسطيني الخبير، صائب عريقات، سارع الى الاعلان بأنه اذا ما قبل نتنياهو هذا المبدأ، فسيُفتح الطريق نحو المفاوضات وسيكون بوسع اسرائيل أن توفر على نفسها (وعن اوباما) مشكلة التصويت في الامم المتحدة في شهر ايلول حول الاعتراف بدولة فلسطين.
صب اوباما على نتنياهو حقنة دسمة من المرارة مغلفة بقشرة حلوة. فالرئيس لم يجامل. بعد ترددات طويلة حُسم الامر في البيت الابيض؛ ليس خياطة بدلات سياسية بعد اليوم حسب مقاييس الحكومة الدورية في اسرائيل، على طريقة المستشار الخالد دنيس روس. أمس كان هذا يوم هيلاري كلينتون، التي تعلمت من زوجها شيئا أو اثنين عن مناورات نتنياهو. وبالذات عشية دخوله الى سنة انتخابات شديدة، قرر اوباما تبني نهج وزيرة الخارجية، نزع القفازات والكشف عن وجه رئيس دولة اسرائيل الحقيقي في الملعب الأكثر داخليا للضيف.
نص خطاب اوباما في مؤتمر "ايباك" هو الحساب الذي رفعه الرئيس الى نتنياهو على الولائم التي ظن رئيس الوزراء انها ولائم مجانية: حان الوقت للدفع لقاء المعارضة لتقرير غولدستون ولقاء الفيتو ضد شجب البناء في المستوطنات في مجلس الأمن في الامم المتحدة. اوباما سحب من نتنياهو الفيتو على شروط المفاوضات مع الطرف الفلسطيني؛ الرئيس قال انه لا يمكن ادارة مفاوضات مع حماس، طالما لا تعترف المنظمة بحق اسرائيل في الوجود، تمتنع عن تبني الاتفاقات القائمة وتتبع الارهاب. ولكن، الطرف الفلسطيني للمفاوضات كان ولا يزال م.ت.ف، وليس حماس. اوباما رد ايضا مطلب نتنياهو بأن تبدأ المفاوضات على أساس المبدأ بأن يعترف الفلسطينيون باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي؛ وحرص الرئيس على الحديث عن حق تقرير المصير للطرفين. نقطة.
اريئيل شارون درج على ان يشبه ادخال اسرائيل الى المفاوضات عن مصير المناطق بادخال البقرة بين عامودي الذبح، اللذين يقودانها في طريقها الاخيرة الى المسلخ. عندما سيعود نتنياهو الى الديار سيتعين عليه ان يقرر مرة واحدة والى الأبد اذا كان مستعدا لان يفقد تأييد رئيس امريكي دخل أمس الى عرين الأسود، أم ان يدخل الى عامودي الذبح لمفاوضات سياسية في نهايتها، وربما منذ بدايتها، ستهدده بذبح سياسي. اختيار نتنياهو التغيب أمس عن قاعة المؤتمر يمكن ربما ان يفيد عن أي طريق سيختار".
ــــــــــــــــــــــــــــ
في أعقاب الخطاب: بالذات الان، القدس
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ نداف شرغاي"
" الان زمن القدس. بالذات الان، بعد أن اصبح الجدال العلني مع الرئيس الامريكي باراك اوباما حول حدود 67 حقيقة (لم تتغير حتى بعد خطابه في "ايباك")، توجد لبنيامين نتنياهو فرصة لتركيز خلافات الرأي في المسألة الاسد، الاكثر حساسية، وبالاساس الاكثر حقيقية – القدس. يمكنه أن يستخلص من ذلك عدة فضائل، تكتيكية وجوهرية:
على المستوى التكتيكي، سيسهل على رئيس الوزراء بلورة اجماعي يهودي، داخلي وخارجي، في مسألة القدس بالذات. تسيبي لفني، بنيامين بن اليعيزر او ايهود باراك، الذين بنوا هم ايضا في رمات شلومو، في بسغات زئيف وفي هار حوما، سيصعب عليهم جدا ان يهاجموا حكومة لا تعلن فقط عن مواصلتها البناء في القدس بل ولغرض التغيير، ستفعل ذلك عمليا، في البلدة القديمة وفي الطريق الى جبل المشارف على حد سواء.
كل واحد من الثلاثة وان كان بحث في الماضي في تقسيم المدينة، ولكن كديما تسيبي لفني، عمل بنيامين بن اليعيزر واستقلال ايهود باراك تفهم جيدا بانها اذا ما سارت مجددا على ذات الخط مع "السلام الان" وطرحت من جديد امكانية التقسيم – فان نتنياهو سيسحقها (سياسيا). أغلبية الجمهور اليهودي في اسرائيل لم تستسلم لغسل الدماغ الذي يقوم به اليسار المتطرف في موضوع القدس وتعارض تقسيمها، تماما مثلما تعارض اغلبية يهود العالم ذلك. في الولايات المتحدة ايضا يوجد لنتنياهو احتمال جيد في أن يخلق جبهة دعم لاسرائيل بالذات في موضوع القدس، سواء في أوساط اليهود هناك أم في أوساط مجلسي النواب.
ولكن الميزة الجوهرية (وليست التكتيكية) المتعلقة بطرح مسألة القدس الان ترتبط بالاحتياجات الحقيقية للمدينة. في الاسبوع القادم، سنحيي هنا، بكثير من الاحتفالية والكلام، يوم تحرير القدس الـ 44، ولكن العاصمة جائعة للفعل وبالاساس للبناء وللشقق. كل سنة يغادر المدينة نحو 18 ألف يهودي، وذلك بالاساس لانه لا توجد أي طريقة في العالم  تجعل عرضا سنويا من 1.500 شقة في السنة تلبي طلبا سنويا لـ 4.500 شقة.
وضع القدس غير المبهج يبدأ بضغط أمريكي يؤدي الى تجميد البناء، مما يؤدي الى نقص الشقق، ويؤدي الى المغادرة الواسعة لليهود من المدينة ويحدث ميزان هجرة سلبي على نحو خاص. هكذا نشأ تآكل مستمر في الاغلبية اليهودية، التي تبلغ الان 65 في المائة فقط ويهدد بمزيد من التقلص. لنتنياهو توجد الان فرصة لكسر هذه الدائرة وليأمر وزير اسكانه بتحرير، أخيرا، عدد كبيرا من الشقق للبناء في القدس، وعدم الاكتفاء فقط بالقرارات على الورق، مثل القرارات التي اتخذت الاسبوع الماضي عن البناء في بسغات زئيف وهار حوما.
وموضوع آخر، لعله الاهم: وضع مدينة القدس في مركز الخلاف، الذي على اي حال اندلع الى الخارج حول حدود 67 سيحدد أخيرا من جديد اطار الجدال. لا لمزيد من المبررات الامنية فقط بروح "حدود 67 غير قابلة للدفاع"، بل وايضا تكرار للايديولوجيا وحق الاباء والاجداد وللتوراة وللتراث. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمكنه أن يعود ليتحدث بلغة الحقوق مع العالم ايضا، وليس فقط في اطار خطة مواقع التراث، للجمهور الاسرائيلي في الداخل.
الفلسطينيون لا يخجلون من الحديث مع العالم بهذه اللغة. عمليا، لا يتحدثون الا بها. لا مكانا مناسبا أكثر من القدس لان نذكر أنفسنا، اوباما والعالم، ليس فقط أين تكمن صخرة أمننا، بل وايضا أين تكمن صخرة وجودنا، وأين يبدأ حقنا على هذه البلاد".
23-أيار-2011

تعليقات الزوار

استبيان