عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":ـ المُسرب "الوطني".. رئيس المخابرات طلب: "على أراد أن يذهب".
ـ أُمسك به وأُلقي به.
ـ محامي ورجل مافيا (غور فنكلشتاين).
ـ بنات الذهب.. تقرير المراقب ينتقد وزير الدفاع بشدة.
ـ إيهود وبناته "ليمتِد".
ـ عملية تقصير المعدة.. في سن 13.5.
ـ سلسلة جرائم العصابة اليافاوية.. الخطة: قتل الشيخ.
صحيفة "معاريف":
ـ سرب وأُجبر على الاستقالة.. حرج مستشار الأمن القومي (عوزي أراد).
ـ المراقب يتهم ايهود باراك: "لم يكن هناك كشف كامل".
ـ المُسرب: هكذا تورط مستشار الامن القومي وأُجبر على الاستقالة.
ـ لندنشتراوس في انتقاد على باراك: "عمل خلافا للمعايير".
ـ الفرنسيون هم ايضا يئسوا.
ـ الكنيست تعرض: صورة الشقاق.
ـ عميدرور ينفي: "لم ننشغل بخطاب اوباما".
ـ رسالة مصالحة من القاهرة..عصام العريان: "سننفذ اتفاق السلام مع اسرائيل".
صحيفة "هآرتس":
ـ مستشار الامن القومي أراد سرب معلومات سرية ونُحي.
ـ تبذير، اهمال وتسويف في سلطات الدولة – مراقب الدولة ينشر تقريرا لاذعا.
ـ نتنياهو: عباس يشوه التاريخ بشكل فظ.
ـ اسرائيل تصادق على شق طريق الى المدينة الفلسطينية الجديدة.
ـ باراك خرج عن المعايير العامة المتوقعة من وزير.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ المخابرات عرضت أدلة على التسريب.. وأراد استقال.
ـ عصابة التصفية الخاصة بالمحامي.
ـ أهو محامٍ أم مصفٍ.
ـ التسريب: "معلومات حساسة" في علاقات اسرائيل.. الولايات المتحدة.
ـ تفرقة طائفية ضد تلميذات شرقيات.
ـ "خطاب اوباما لن يركز على المسيرة السلمية في الشرق الاوسط".
أخبار وتقارير ومقالات
المُسرب: هكذا تورط مستشار الامن القومي وأُجبر على الاستقالة..
أخبار وتقارير ومقالات
سرب وأُجبر على الاستقالة: حرج مستشار الأمن القومي (عوزي أراد)..
المصدر: "معاريف – إيلي بردنشتاين"
" د. عوزي أراد، مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء هو الذي سرب معلومات سرية من داخل مكتب نتنياهو، ولهذا فقد اجبر على الاستقالة من منصبه. هذا ما كشفت النقاب عنه القناة 10 أمس. أدلة جديدة وصلت الى جهاز المخابرات هي التي أشارت الى أن اراد هو المسرب. رئيس المخابرات المنصرف يوفال ديسكن هو الذي أبلغ نتنياهو بان اراد هو المسرب وأمر بالتخفيض الفوري للتصنيف الامني لاراد.
المعلومات حول اراد نقلت الى المستشار القانوني يهودا فينشتاين واتفق بين الرجلين على أن يستقيل اراد من منصبه مقابل الا يفتح ضده تحقيق جنائي والا يقدم الى المحاكمة. وأكدت وزارة العدل أمس بانه بعد أن وصلت الادلة الجديدة، أخذ اراد المسؤولية عن التسريب وادعى بانه لم يفعل ذلك عن قصد، وانه في ضوء حقيقة انه أعلن عن استقالته تقرر عدم فتح اجراء جنائي ضده. هذا البيان، الذي يؤكد المعلومة بان اراد اجبر على الاستقالة، يتناقض وبيان مكتب رئيس الوزراء أمس والذي جاء فيه ان اراد اعتزل بمبادرته.
تسريب المعلومات الحساسة، والذي تم في السنة الماضي، اغضب رئيس الوزراء الذي قال انه ألحق باسرائيل ضررا جسيما مع أحد حلفائها. وأمر نتنياهو المخابرات باجراء تحقيق للعثور على المسرب وفي ضوء خطوة الشبهات أمرت المخابرات بالتحقيق مع كبار رجالات نتنياهو. وادعت محافل مختلفة في حينه بان اراد هو الذي يقف خلف التسريب، ولكن المستشار نفى ذلك بحزم.
هذا وفي اطار تسوية وقعت مع اراد قرر المستشار القانوني للحكومة، المحامي يهودا فينشتاين عدم رفع لائحة اتهام ضده مقابل استقالته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما ينبغي تعلمه من يوم النكبة
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
نال شباب العالم العربي في النصف سنة الاخيرة تعظيما ذا مغزى. فقد تعلموا السر الذي بموجبه يمكن للكتل الكبرى من الناس في الميادين، في الشوارع وعلى الحدود أن تؤثر أكثر من اغتيال أحد ما أو اسقاط نظام. دون الاشهر الستة الاخيرة، ما كان يوم النكبة سيبدو مثلما بدا في حدود اسرائيل. كما أنهم فهموا بان اسرائيل وان كانت قوة عظمى امنية، ولديها أجوبة على التهديدات الاستراتيجية المختلفة، الا انها لا تملك أجوبة جيدة على اناس يدقون اسيجتها مع أعلام او مع حجارة. وقد استغلوا هذه الحقيقة، ويبدو أنهم سيستغلونها في المستقبل ايضا.
النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وفي اطاره حل مشكلة اللاجئين، سيكون من الان فصاعدا أبرز مما كان في الماضي بسبب مكانه المركزي في الرأي العام في العالم العربي. نحن يمكننا أن نماحك فيما بيننا، في الصحافة العربية بل والدولية، في مسائل من طرد اللاجئين في 1948، لماذا رفضت القيادة الفلسطينية مشروع التقسيم للامم المتحدة في 1947 ولماذا أبقى العالم العربي مشكلة اللاجئين بدلا من ايجاد حل لها. هناك حجج لا بأس بها الى هنا والى هناك، ويمكن الغرق في هذا المستنقع لزمن طويل آخر، ولكن العالم لن يكون مستعدا لان ينخرط في الامر مثلما هو غير مستعد لان ينخرط في غياهب أي نزاع دولي. توجد مشكلة. توجد مخيمات لاجئين، توجد ضائقة. يوجد احتلال. توجد مستوطنات تتعارض مع موقف العالم بأسره، وحتى الدبلوماسي رقم واحد عندنا لا يمكنه ان يقنع العالم بانه محظور تجميدها لثلاث ساعات.
اذا ما القى يوم الثلاثاء القادم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطابا مبنيا من برج أوراق امام المجلسين في الكونغرس ويشرح عدالة طريقنا، ويحظى بالتصفيق وقوفا، فانه سيفوت فرصة معالجة المشكلة التي تدق ابوابنا وتهدد بالمس بنا، بعزلنا والتنغيص على حياتنا (دون الحديث عن مسألة الصهيونية الداخلية – الحاجة الى حلها كي نمنع اغلبية فلسطينية تحت مسؤولية اسرائيل). الربيع العربي من جهة والنشاط في الامم المتحدة مع حلول ايلول من جهة اخرى، يخلقان وضعا جديدا بالنسبة لاسرائيل لا يمكن تجاهله.
المعالجة الوحيدة التي يمكن ان تتم من خلال خطوة سياسية. اذا ما كان نتنياهو مستعدا لان يقود خطوة شجاعة نحو اتفاق دائم يربط كل الاطراف وينهي كل المطالب – فهذا أفضل. ولكن يبدو أنه غير مستعد لان يدفع الثمن الذي نعرفه جميعا. اذا كان مستعدا لخطوة فورية وجزئية – فليتفضل. اذا لم يكن يريد أي اتفاق الان ولكنه مستعد لان يقوم بعمل احادي الجانب – فليفعل ذلك. واذا كان يريد أن يقترح خطوة اجرائية مثل اجتماع آخر لمؤتمر مدريد فليقترح ذلك. على الا يحاول ان يقنعنا مرة اخرى بان كل العالم مخطىء وفقط نحن محقون. على الا يتأثر بالتصفيق في الكونغرس أو بالاستقبال الذي ينتظره في ايباك. على الا يعتقد ان شيئا لم يتغير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصوات مقلقة من العالم العربي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ روبين باركو"
" ثلاثة ألوان ستمثل في التاريخ الحديث القوى العنيفة الثلاثة الاساس التي وضعت لنفسها هدفا السيطرة على العالم بالقوة. الاسود مثل الصليب المعكوف والبزات النازية، الاحمر مثل الشيوعية والاخضر يمثل الراديكالية الاسلامية التي تتطلع الى فرض الاسلام على البشرية. هذا الاخضر يواصل استمداد قوته أساس من مدرسة الاخوان المسلمين والقاعدة.
وعلى خلفية هذه الالوان يسعى الفلسطينيون الى رفع علم الاستقلال السياسي في ظل التحدي الاسرائيلي. من المهم الانصات الى اللاجئين الفلسطينيين الذين تسللوا الى حدود اسرائيل أول امس لانهم يعبرون عن التطلع الحقيقي: تصفية اسرائيل واقامة فلسطين.
الامور منصوص عليها في تاريخ م.ت.ف والسلطة الفلسطينية – تلك التي تعد نفسها لاقامة الدولة الفلسطينية. حتى قبل اقامة الدولة اقام المفتي الفلسطيني، الحاج امين الحسيني، ورجاله علاقات عملية مع هتلر؛ بعد اقامة الدولة عملت منظمات الارهاب التي انتمت الى "جبهات الرفض" الفلسطينية مع امبراطورية الشر السوفييتية الحمراء؛ اما منظمات الارهاب الفلسطينية مثل حماس والجهاد الاسلامي فتعمل بناء على الرمز التشغيلي للاخوان المسلمين والقاعدة.
هذه الايام تتبين رؤيا "الشرق الاوسط الجديد" والدولة الفلسطينية كما هما حقا، وينكشف الماسكون بالخيوط من الاسلاميين ممن يحركون الاف الدمى المحرضة في الميادين. رسالة الاخوان المسلمين، التي تنشر ضمن امور اخرى في "الجزيرة"، تحرف جزءا من غضب الجماهير نحو اليهود واسرائيل. مؤشرات السيطرة المحتمة للاسلام السني الراديكالي على دول الطوق المحيطة باسرائيل تتضح: تدفق الجماهير الداعية الى فتح الحدود المصرية مع غزة، لتحرير الجولان، للقتال ضد اسرائيل والغاء الاتفاقات معها، هو مثابة تحذير "اخضر" لاولئك الذين يعتقدون بانه يمكن التخلي عن ذخائر وعقد اتفاقات سلام مع حكام شموليين دون موافقة شعوبهم.
في ضوء فشل كل الهجمات العسكرية، الارهاب، الانتفاضات، الانتحاريين والصواريخ التي استخدمت ضد اسرائيل، يفحص الراديكاليون الاسلاميون والقيادة الفلسطينية امكانية استخدام الجموع البشرية كصيغة أثبتت نجاحها في الدول العربية. ما رأيناه في يوم النكبة هو البداية فقط. في هذه الايام تتجسد محاولة متجددة لتحويل اسرائيل كلها الى ميدان تحرير. في اطار "السلسلة البشرية" (فكرة سبق أن خطط لها في الماضي) يفترض بجموع الفلسطينيين المتحمسين من لبنان، الاردن، غزة، سوريا وداخل "فلسطين"، القيام بمسيرة نحو حدود اسرائيل، فيما تتوجه اساطيل "العودة" الى شواطئها. ويأمل المخططون في اجبار اسرائيل على القيام بقتل جماعي لـ "اللاجئين العائدين بسلام الى ديارهم" على حدودها وشواطئها".
بالتوازي تنسج حماس تضليلا آخر. خلافا للفكرة التي تقول ان حماس ضعفت مؤخرا – ولا سيما في أعقاب ضعف الرئيس السوري – ففي ضوء السيطرة المرتقبة للمحافل الاسلامية على الدول العربية تتعزز قوة حماس سواء في مصر ام في سوريا بمقياس دراماتيكي. يحتمل أن يشرح هذا التطور بالذات المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس. في اطار هذا التضليل، الى أن يفهموا في الغرب بان الاسلام الراديكالي سيطر على الشرق الاوسط والمصالحة الفلسطينية كانت تضليلا، ستنال حماس اعترافا دوليا لا مرد له لـ "دولة فلسطين الاسلامية" وستتزود بالسلاح من حدود مصر لتنفيذ دورها في الجهاد العالمي. في اطار هذه الرؤية، مثلما سقط الصليبيون ستسقط اسرائيل ايضا وعندها، الويل للمسيحيين، الويل للدروز، الويل للعلويين والويل لليهود بل وحتى الويل للشيعة.
ينبغي تأخير كل نوع من التنازلات او أي اعتراف سياسي في هذا الوضع السائل والعمل ضد الاخوان المسلمين في العالم مثل العمل ضد نشطاء القاعدة. ينبغي الاستعداد لسد الحدود وللاعلام المناسب حول ثمن المخاطر الذي يأخذه على عاتقه من يشارك في المواجهة ضد اسرائيل. بالنسبة لفتح الحدود مع مصر، على أي حال – فليضموا غزة في الدولة المصرية، مثلما كان في موضوع فندق طابا، وجاء الخلاص لصهيون".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تُسموه شعبا
المصدر: "معاريف ـ د. غابي افيطال"
"قضية تحرير فلسطين هي القضية المصيرية للعرب، وهي في واقع الأمر العامل الذي يُسوغ وجودهم. لن تكف سوريا عن دورها التاريخي... كل السلاح الذي نملكه للجماهير العربية كلها وسيُقدم لكل من يطلبه. نؤكد أننا لا نستطيع أن نكون سوى مع الفدائيين العرب ونحن مستعدون لهذه المعركة مهما يكن الثمن وتكن الضحايا، لأن هذا هو أمر الواقع وأساس وجودنا". هذا كلام الدكتور نور الدين الأتاسي، رئيس سوريا في السابع عشر من نيسان 1967 قبل 44 سنة.
قبل ذلك بعشرة ايام، في يوم الجمعة عند الظهر حدثت معركة جوية بين طائرات سلاح الجو وطائرات سورية. أُسقطت ست طائرات ميغ 21 في تلك المعركة، و"عادت جميع طائراتنا الى قواعدها بسلام"، أعلنت وسائل الاعلام في تلك الايام التي لم يكونوا يخجلون فيها من الحديث باستعمال الضمير الأول وعلى الملأ. حدث ذلك قبل شهرين بالضبط من حرب الايام الستة. لماذا لم ينشئوا دولة فلسطين آنذاك اذا؟.
منذ 44 سنة يحاولون بيعنا نحن والعالم سلعة بائسة جدا في شأن شعب فلسطيني يتوق الى دولة مستقلة يُصرف فيها حياة روحانية ثرية، وحياة ثقافية رائعة وحياة اقتصادية، أي باختصار، أن يكون أمة تُضاف الى الأمم الـ 22 الموجودة حولنا.
يتحدث اليسار منذ 40 سنة عن حدود 1967، ويرد العرب بحدود 1948، ويتحدث اليسار عن سلام مقابل المناطق ويُجيبه العربي بيافا وحيفا ايضا. ويتكلم اليسار على شعب فلسطيني في "يشع"، ويرد عليه العربي بشعب واحد ذي قلب واحد فيه لاجئو صور ودمشق وصيدا. ويطلب اليسار هدنة ويرد العرب بحرب. وتتحدث محطتا "صوت اسرائيل" و"صوت الجيش الاسرائيلي" عن "الضفة الغربية"، ويرد راديو رام الله عليهما بـ "ضفتي الاردن"، وكأن ذلك حوار صم.
ينبغي لنا أن نذكر أنه منذ اللحظة التي رفضت فيها اسرائيل ان تضم مناطق يهودا والسامرة وغزة وسيناء بدأت مشكلاتها تكبر وكذلك مشكلات عرب يهودا والسامرة وغزة الذين يُسمون لسبب ما فلسطينيين. هذه الحقيقة التي يتملص منها حكماء اليسار ومحللو الراديو والتلفاز والصحف والمسرح والأدب هي انه ليس لهم جواب لماذا أنشأوا منظمة تحرير فلسطين في كانون الثاني 1964، ولماذا انقضّت الأمم العربية على اسرائيل بعد اتفاق التقسيم، ولماذا لم يهدأوا ولم يستقروا حتى بعد هزيمتهم في 1967 ولماذا رفضوا خطة كامب ديفيد لباراك.
اليسار يعلم لكنه لن يعترف بسبب الكرامة: انه لا يوجد ولم يكن شعب فلسطيني. هذا هو اختراع القرن على أيدي الكاذبين العرب بدعم من مفكرين مزورين من اليسار الاسرائيلي اجتازوا منذ زمن الخطوط الحدودية نحو العدو وإن لم يخرجوا من بيوتهم حقا. لا توجد لهم ولم تكن لا عملة ولا كتاب ولا لغة اخرى ولا ثقافة مختلفة، فجميعهم جاءوا من العرب. والجميع في اليسار يعلمون ان ارهاب اللاجئين وسلاحهم ليس سوى نصل السيف العربي في مجابهة اسرائيل. ويتغير رأس الحربة هذا على الدوام بحسب رد اسرائيل.
في بث حي مباشر يجتازون سور الحدود ويعلنون على الملأ قائلين: لا يهمنا الاحتلال، جئنا لطرد الصهاينة. فبماذا ترد جوقة اليسار؟ الاحتلال مذنب. اذا كان أحد ما يبحث عن برهان على مملكة سليمان ولماذا يصر اليسار على اتهام اليهود بمصير العرب، فها هو ذا: "اذا سحقت الأحمق في هاون فلن تُزيل عنه حماقته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير: مصر تعاود تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي
المصدر: "موقع نعنع الأخباري ـ شاي كوهن"
بعد مرور ثلاثة أسابيع على توقيف نقل الغاز الطبيعي من مصر إلى إسرائيل, قررت الحكومة المصرية معاودة التزويد. وتفيد محطة العربية الليلة (الثلاثاء) أن الحكومة المؤقتة في القاهرة ستنقل الغاز في وقت قريب. علماً بأنه كان قد تم توقيف التزويد بالغاز قبل ثلاثة أسابيع, بعد أن فجّر مجهولون مسلحون أنبوب الغاز الذي يمر في وسط شبه جزيرة سيناء.
يظهر, من التقرير في المحطة المصرية وعلى موقع إنترنت آخر, أن المصريين سينقلون في البداية كميات من الغاز أكبر من المعتاد. هذا من أجل تخطي الفجوة التي ظهرت بين الكميات التي نقلت في الآونة الأخيرة وتلك التي اتفق عليها بين القدس والقاهرة.
وقبل ثلاثة أسابيع، هز انفجار قوي أنبوب الغاز الذي يربط بين إسرائيل ومصر. فقد نجح مسلحون بإصابة محطة الغاز في "السبيل" _ القرية الموجودة غرب العريش التي تقع في وسط شبه جزيرة سيناء. وبحسب التقارير في وسائل الإعلام المصرية وفي القنوات الدولية فقد اشتعلت نيران هائلة طوال عدّة ساعات فوق الأنبوب.
وفي نفس المكان بالضبط, وقبل ذلك بشهر واحد، كان هناك محاولة لتفجير خط التزويد بالغاز. وذلك بعد أن تغلبت خلية مخربين على الحارس الوحيد الذي يقيم في المكان, وقامت بزرع مواد متفجرة في المنشأة وفرت هاربة. إلا أن الجنود المصريون الذين وصلوا إلى المكان نجحوا في إبطال العبوة واستمر تدفّق الغاز باتجاه إسرائيل.
وفي شهر شباط المنصرم تم توقيف تدفق الغاز بعد التفجير الذي حدث في جزء آخر من الأنبوب. وعقب ذلك أوقف التزويد بالغاز بين الدولتين لمدة شهر كامل. إلى ذلك, قال مصدر رسمي حينذاك إن "الوضع كان خطير جدا, وأن التفجيرات متواصلة على طول أنبوب الغاز. وبحسب التقرير, المسألة تتعلق بنشاطات إرهابية كبيرة".
ووفق مصدر أمني في مصر, فإن الجيش المصري قم بإغلاق خط التزويد بالغاز المركزي للأنبوب. كما تحدث المصدر بعد التفجير قائلا: "لقد نجحت قوات الأمن والسلطات بإغلاق مصدر التدفق المركزي, وهم يحاولون السيطرة على النيران".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعدات التي لم تكن على الأرض
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ ليلاخ شوبل"
" حفنةًُ من جنود الاحتياط الذين منعوا يوم الاحد الاخير بصعوبةٍ كبيرة الاجتياح من مجدل شمس إلى إسرائيل لم يكونوا مزودين بما يكفي من المعدات لتفريق تظاهراتٍ دون نيرانٍ حية. كان لدى الجنود قذائف صوتية وغازٍ مسيِّلٍ للدموع وفي الدقائق الأولى للحادثة استخدم الجنود هذه المعدات لكن الكمية التي بحوزتهم كانت محدودة جداً واضطروا للانتقال إلى النار الحية.
لدى الجيش الإسرائيلي معداتٍ كثيرةٍ لتفريق التظاهرات باللغة العسكرية لكن هذه كانت موضوعة بالتأكيد في يهودا والسامرة على ضوء استعدادات قيادة الوسط لأعمال شغبٍ محتملةٍ في الضفة الغربية.
من بين جملة أمور يملك الجيش الإسرائيلي سيارات الرش(مكتازيوت) القادرة على الرش باتجاه المتظاهرين نوافير المياه أو مادة ذات رائحة كريهة تسمى في الجيش الإسرائيلي "بوئش". معدات إضافية هي"الـ"تسعكا"–المنظومة التي تبث رناتٍ مصمةٍ للآذان بوتيرةٍ عالية بشكلٍ خاص والتي خصصت لإبعاد متظاهرين دون قتلهم أو إصابتهم جسدياً. ليس من المستحيل إن كانت المنظومة موضوعةُ أول أمس في مجدل شمس كانت قادرة على تقليص أهمية أعمال الشغب وربما أيضا لمنع دخول الجماهير الفلسطينية السورية إلى مناطق إسرائيل.
معدات قتل إضافية موجودة بأيدي الجيش هي طلقات ملونة، طلقات بلاستيكية، قنابل يدوية مضيئة وغاز مسيل للدموع. ويشيرون في الجيش الإسرائيلي إلى أنه في الفترة الأخيرة كانت التجهيزات واسعة بوسائل تفريق التظاهرات قبيل أحداث يوم النكبة والاحتفالات الجماهيرية المتوقعة في شهر أيلول المقبل الذي يعتزم فيه الفلسطينيون الإعلان فيها عن إقامة دولة. ولكن كما قيل هذه المعدات لم تكن بحوزة القوات في حدود هضبة الجولان يوم الاحد الاخير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استدعاء باراك إلى لجنة الخارجية والأمن لتوضيح تقصير الجيش في حوادث النكبة
المصدر: "هآرتس ـ يهونتان ليس"
" قد تستدعي لجنة الخارجية والأمن، وزير (الدفاع) وقيادة إسرائيل الأمنية "للحصول على توضيحات" حول أسباب تقصير الجيش في مواجهة المتظاهرين السوريين الذين توغلوا إلى إسرائيل يوم الاحد الاخير في مجدل شمس. كما قال رئيس اللجنة، شاؤول موفاز، يوم الاثنين، في مناقشة إزاء الإعلان عن دولة فلسطينية في أيلول هذا العام، إن "حكومة إسرائيل تتجاهل الحقائق، بلا مبادرة سياسية، حوادث الأمس ستعود مرة أخرى في أيلول".
وقال رئيس الموساد السابق، أفرايم هليفي في المناقشة إنه "في الوضع الراهن، المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مستحيلة". بحسبه "مجال المناورة يتقلص وقدرة الرباعية على التأثير على المفاوضات تضعف".
يضيف هليفي "الوضع القائم هو وضع خاسر". وقال رئيس الموساد السابق إنّ "ما يحدث في السنتين الأخيرتين هو ما أردناه أن لا يمكن أن يحدث: لا نقدر على التوصل إلى تسوية دائمة لأنه لا يمكن إدارة مفاوضات حول تسوية دائمة لن تطبق، لأنها ستوقع من الجانب الفلسطيني الذي ليس هو من سينفّذ".
كما قال اللواء (في الاحتياط) أهرون زئيفي فركش في مناقشات اللجنة إن "حكومة إسرائيل ستجري مفاوضات مع أي حكومة خطوطها العريضة ستكون – وعلى افتراض أنكم مقتنعون بأن الإتفاقية لن تنجح _ دولتين لشعبين، يجب تطبيق مبادئ الرباعية على مواصلة العملية، خلق جو سلام ومصالحة، استيعاب قانون واحد، سلطة واحدة وجيش واحد في السلطة- ستلتزم حماس بالموافقة على قواعد المفاوضات هذه"، هذا ما أكد عليه فركش.
موفاز: حوادث الاحد هي إنذار لحوادث أيلول
قال رئيس لجنة الخارجية والأمن شاؤول موفاز في بيان موجز لوسائل الإعلام، إن "حكومة إسرائيل تتجاهل الحقائق، بدون مبادرة سياسية، ستعود حوادث الأمس مرة أخرى في أيلول".
وبحسب كلامه، ليس هناك ضرورة لانتظار حوادث الأمس لكي نفهم أن الواقع في الشرق الأوسط قد تغيّر. وقال موفاز "هناك تغييرات بنائية وغير ثانوية. الحوادث بالأمس هي إنذار لحوادث أيلول التي قد تكون مرة تلو الأخرى ضد مواطني دولة إسرائيل". "الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو ليست مبادرة. على حكومة إسرائيل أن تُقدِّر كل السيناريوهات. هي ستعرف وستتمكن من توضيح مواقفها".
وأضاف موفاز أن "مبادرة سياسية، استعداد لتنوع كبير من السيناريوهات وقدرة على توضيح مواقف إسرائيل هو المطلوب حالياً". وأشار إلى أن إدارة الحكومة تؤدي إلى عزل إسرائيل، ودفعها خارج الإجماع. "الواقع الذي يدفن فيه رئيس الحكومة وحكومة إسرائيل رأسيهما في الرمل كالنعامة لا يجدي ولا يبادر ـ هم صيغة سيئة جداً في هذا الوقت... زجّ برئيس الحكومة إلى واقع أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لمحاولة إنقاذ إسرائيل من الوضع الذي أوقعها فيه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عيوب خطيرة في تنسيق الجيش الإسرائيلي لجهاز الانقاذ
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"
" بناءً على تقرير جديد نُشر يوم الثلاثاء من قبل مراقب الدولة ميخا ليندنستاروس، فإنّ أنظمة التحكم والسيطرة في قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي لديها عيوب خطيرة تُضعف قدرتها على العمل مع أجهزة انقاذ أخرى في إسرائيل.
تهدف أجهزة التحكم والسيطرة في قيادة الجبهة الداخلية لتقديم صورة دقيقة وواضحة لمنطقة العمليات التي تكون القيادة مسؤولة عن متابعتها بعد كارثة واسعة النطاق، تكون إما طبيعية أو نتيجة هجوم إرهابي أو عسكري ضد إسرائيل.
كما وجد المراقب أيضاً عيوباً في دمج نظام القيادة والسيطرة في كافة أنحاء الفرق والأقسام المختلفة التابعة لقيادة الجبهة الداخلية.
وحذر التقرير قائلاً "هذه العيوب تضر القدرة على تلقي التقارير المنتظمة من عدد من العمليات في آن واحد، التي من المفروض أن تُساعد على توضيح الصورة المعدلة من أجل السماح للقيادة بأن تُشرف على العمليات المختلفة- التي قد تكون كبيرة في ضوء التهديدات الأخيرة ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراقب حول باراك: لم يعمل كما هو متوقع من وزير
المصدر: "شلومو تسزنا ـ اسرائيل اليوم"
" ليس لائقاً لكن دون شبهة جنائية ـ هذا ما يحدده مراقب الدولة في التقرير الذي حقق في أداء إيهود باراك قبل أن يتقلد منصب وزير (الدفاع) في حكومة أولمرت في حزيران 2007. يحدد ميكا ليندنشتراوس في انتقاد لاذع أن باراك عمل خلافاً للقوانين حيث أنه قبل عودته للحياة السياسية نقل لبناته شركاته التي أدرت عليهن ملايين الشواقل.
وبحسب الرأي الذي نُشر بالأمس في إطار تقرير المراقب فإن باراك يمتلك خمس شركات تعنى بخدمات استشارية والمشهورة من بينها هي- "إيهود باراك محدودة الضمان". وفق القوانين على الوزراء أن يعلموا المراقب بتفاصيل صفقاتهم للحؤول دون تضارب المصالح. لكن قبل ثلاثة أيام من تعيين باراك لوزير منذ أربع سنوات نقل الشركات إلى بناته وبهذا الشكل وفق كلام ليندنشتراوس تملص من التحقيق.
كتب في التقرير: "حقيقة أن شركة إيهود باراك المحدودة الضمان تمتلك أسهماً في شركات فرعية, تخلق في الواقع سيطرة وعلاقات إضافية قد تُثار حيالها أيضاً خشية من تضارب مصالح لا رقابة عليه, وبالفعل نجم وضع لم يكن فيه وضوح كامل. قبل أيام معدودة من تعيينه وزيراً لم يعمل باراك وفق فحوى القوانين وهدفها. أعمال باراك هذه لا تتلاءم مع المعايير العامة المتوقعة من الوزير أو من المرشح لمنصب وزير".
كما ورد في التقرير أن "نقل أسهم الوزير باراك لبناته لا يفصله تماماً عن الارتباط بالشركات وفق ما تنص عليه القوانين. امتناعه عن التوجه المفترض إلى اللجنة كمرشح لمنصب وزير, نقل الأسهم لبناته قبل تعيينه وبغياب وضوح كامل, قام الوزير باراك بتسوية، ثمة شك إن كان بالإمكان إنجازها في حال توجه للجنة." إضافة إلى ذلك يحدد المراقب أن باراك لم يقدم طلباً لعمل شركة زوجته نيللي, ولا توضيحاً كاملاً حول كافة الشركات ولم يعمل على أساس أن هذه الشركات ستواجه انتقاداً.
غير أن المراقب برّأ باراك من كل ذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي مُجبر على القتال مع وجود إحدى يديه خلف ظهره
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ بن هارتماند"
" قال البروفسور آفي كوبر ، يوم الثلاثاء، إن المزايا المتغيرة للتهديدات التي تواجه إسرائيل وكراهية البلاد للتعرض إلى إصابات أجبرت الجيش الإسرائيلي على القتال مع وجود إحدى يديه خلف ظهره.
متحدثاً في مؤتمر رعاه مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية بعنوان "الديمقراطيات وحق الدفاع عن النفس"، قال كوبر: "بالرغم من أن الحروب منخفضة الوتيرة لم تهدد أبداً وجود إسرائيل، إلا أنها فرضت الكثير من القيود عليها".
وفي كلمة بعنوان "القتال وإحدى يديك وراء ظهرك"، استشهد كوبر بأمثلة من لبنان وغزة لوصف كيف أن الاعتبارات القانونية والأخلاقية الجديدة فرضت على إسرائيل شن الحروب بطريقة اختلفت الأساليب لتتحول من حروب تقليدية إلى غير تقليدية وغير متماثلة ضد منظمات إرهابية تقاتل من بين السكان المدنيين.
وقال كوبر إنه في الحروب غير المتماثلة كعملية الرصاص المسكوب وحرب لبنان الثانية، قُيدت إسرائيل جراء عوامل رئيسية ثلاثة: كراهية البلاد للتعرض إلى وقوع إصابات ومسؤوليتها الأخلاقية والقانونية اتجاه حماية أرواح المدنيين وحقيقة أن التقنية الحديثة تجعل من السهولة على الحرب الحديثة أن تُشاهد وتُسجل عن بعد.
وقال كوبر إنّ حساسيّة قبول الإصابات بين جنود الجيش الإسرائيلي "ازدادت فقط عندما أصبحت حروب إسرائيل ذات طبيعة غير وجودية. لكن في الماضي أثرت اعتبارات الاصابات على كيفية تنفيذ العمليات، أما في السنوات الأخيرة فكانوا يُحددون أحياناً ما إذا كانت المهمات ستُنجز أو الأهداف يمكن تحقيقها".
أما رئيس مجلس الأمن القومي السابق اللواء عوزي دايان فركز على حساسية إسرائيل المفرطة اتجاه إصابات الجنود.
وقال: "في إسرائيل وصلنا إلى نقطة حيث أصبح فيها دم الجنود أغلى من دم المدنيين. نحن بحاجة إلى العودة إلى الوضح الذي كان فيه الجنود يحمون المدنيين وليس أي طريقة أخرى".
وأضاف: "في نهاية اليوم، الجنود بحاجة لأن يدركوا بأنهم يُدافعون عن المدنيين ويجب أن نؤمن لهم الحماية والدعم ليقوموا بذلك".
وفي إشارة إلى حرب لبنان الثانية وعملية الرصاص المسكوب، قال دايان إنه عند محاربة المنظمات الإرهابية، لا يُحقق النصر إلا عندما تبيدها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشكلة في الأفق؟
المصدر: "موقع nfc ـ عيرن عودد"
" منذ توقيع اتفاقيّة السلام مع مصر عام 1979 لحين التظاهرات الجماهيريّة في ميدان التحرير في القاهرة لم توضع علامة استفهام حول التزام مصر بالاتفاق. وبالرغم من التجارب الصعبة مثل انفجار المفاعل في بغداد عام 1981، اجتياح لبنان والحضور المتواصل للجيش فيه بين 1982 – 2000، الانتفاضتان، عمليّات مختلفة في لبنان، في يهودا والسامرة وفي غزّة، ـ رغم ذلك كلّه، حافظت مصر على أغلب بنود القسم العسكري للاتفاق كما ساهمت في تخفيض درجات حرارة المحادثات العربية بشأن القضايا المتعلّقة بإسرائيل وخاصّة بالقضية الإسرائيليّة – الفلسطينيّة. والاستثنائي في هذا المسار الإجمالي هو موقف مصر ونشاطها بخصوص قضية النووي الإسرائيلي. ستتمّ معالجة هذه القضية في السياق.
وقد شملت استطلاعات الرأي العام التي أُجريت في مصر منذ بدء التظاهرات هناك، مسألة استمرار التزام مصر باتفاقيّة السلام مع إسرائيل. وقد أجري استطلاع رأي هاتفي من 615 مُستطلَع لصالح مركز السلام الدولي في نيويورك، الذي يعمل تحت رعاية الأمم المتحدّة، وقد قال 46% من المُستطلَعين بأنّه من المنطقيّ أكثر أن يختاروا الحزب الذي يدعم استمراريّة الاتفاق مع إسرائيل، ومبادرة السلام العربيّة وحلّ الدولتين. كما قال 17 % بأنّهم يفضّلون حزباً كهذا على الأرجح. ما معناه، أنّ 63% يُعربون عن رغبتهم بدعم استمرار التزام مصر بالاتفاق (رغم أنّه، انطلاقاً من السؤال والإجابات، لا يمكن فهم إن كان هذا الدعم مشروطاً، على سبيل المثال، بإيجاد حلٍّ على قاعدة دولتين لشعبين).
وتمّ تلقّي إجاباتٍ أكثر تعقيداً عبر استطلاع رأي آخر أُعدّ لمصلحة مركز الأبحاث[1] PEW في آذار – نيسان 2011، وشمل 1000 مُستطلع، فقد قال 54 % من المُستطلَعين بأنّه يتوجّب على مصر إلغاء الاتفاق و36 % قالوا بضرورة الحفاظ عليه. وسط ذوي المستويات الثقافيّة والمداخيل المرتفعة كان تأييد الحفاظ على الاتفاق مرتفعاً جدّاً (وبما أنّ الاستطلاع الأوّل أُجري هاتفيّاً، يجب الافتراض بأنّ النتيجة الإيجابيّة هي الراجح وبسبب الثقل الكبير جدّاً لأولئك الذين يمتلكون هاتفاً ويمكنهم الإجابة عن أسئلة دون الحاجة لاتصالٍ مباشر).
كما أشار هذان الاستطلاعان وغيرهما إلى وزير الخارجية وأمين سرّ جامعة الدول العربيّة السابق, عمرو موسى, بصفته المرشّح المتقدّم في المنافسة على الرّئاسة المصريّة. آراؤه في موضوع العلاقات مع إسرائيل مهمّة أيضاً مثل آراء وزير الخارجية الحالي, نبيل العربي. وفي مقابلة شاملة مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية, في 16 آذار, قال موسى مجيباً على سؤالٍ حول موقفه الانتقادي تجاه إسرائيل إنّ "مصر تدعم بشكل كامل الموقف العربي إزاء إسرائيل، يحتاج الفلسطينيون لدولة قابلة للحياة وعلى إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلّة، وكخطوة أولى يجب رفع الحصار تماماً عن غزّة"، وأجاب موسى عن سؤال إذا ما سيستطيع الجلوس في جلسةٍ مع نتنياهو بقوله "أوّلاً, سيكون على نتنياهو إثبات أنّه مهتمٌّ بالسلام الحقيقي. هذا سيخفّف حدّة التوتّر في المنطقة."
هذا وأجاب عمرو موسى عن سؤال ليلي وايموث من صحيفة "واشنطن بوست", عمّا إذا كان, بصفته رئيس مصر, سيحافظ على الإتّفاقية مع إسرائيل, أجاب "الاتّفاقية إتّفاقية. بالنسبة لنا, الاتّفاقية قد وُقَّعت وهي في سبيل السلام, ولكنّ هذا منوطٌ بالطّرف الآخر أيضاً. لو سألتني بأيّ علاقات كنت أرغب بين العالم العربي وإسرائيل, كنت لأقول بالموقف العربيّ, الذي تشارك فيه مصر, المستند على المبادرة العربية عام 2002".
من جهته، وزير الخارجية المصري الحالي, نبيل العربي - دبلوماسي ذو خبرة ولديه فرصة معقولة للبقاء في وظيفته في الحكومة المصريّة العتيدة – أعطى حديثاً لليلي وايموث. وأجاب عن سؤالها الذي يتعلّق بنتائج الاستطلاع, والّذي وفقاً له, فإنّ أغلب المجيبين المصريّين يريدون إلغاء الإتّفاقية, ـ أجاب العربي بشكل صريح إنّ "مصر ستسير وفقاً لكل اتّفاقية وتمتثل لكلّ اتّفاقية توصّلت إليها. هذه هي أهداف الاتفاقيات ... ما إن يتمّ التوقيع عليها, حتّى يتوجّب على كل جانب أن يتمّها ويمتثل لها بكل إخلاص".
تَخلُص إجابات العربي, وهو رجل قانون بثقافته وعمله معظم أعوامه في وزارة الخارجية المصرية, وكذلك إجابات عمرو موسى, ـ تخلص، إلى أنّه بالرّغم من نتائج استطلاع PEW لا يُتَوَقّع قرار مصريّ حاسم بإلغاء اتفاقيّة السلام مع إسرائيل، فبالنّسبة لمصر والزعماء القادمين, من الواضح أنّ إلغاءاً كهذا سيؤدّي إلى أضرار جسيمة على مصر واقتصادها. ومع ذلك, قد يحدث ضرر, في موضوعين على الأقل, إذا ما استمرّت الأفكار التي اقتُبِسَت هنا بلعب دور رئيس في السياسة الخارجيّة المصريّة حتى بعد أيلول 2011، والموضوعان هما الموضوع الفلسطيني والموضوع النّووي.
من غير المفاجِئ أن يتطرّق عمرو موسى, بصفته أمين سرّ جامعة الدول العربيّة حتّى وقتٍ قصير, إلى المبادرة العربيّة من عام 2002، لم يُخفِ العربي أنّ مصر تدعم من صميم قلبها أيّ قرار للجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن تعترف بدولة فلسطينية بحدود 1967 مع تبادل أراضٍ, وفقاً لمسوّدة كلينتون (من كانون الأول 2000)، وأنّ مصر تضغط على الأوروبيين لدعم قرار كهذا.
من المحتمل أن يؤدّي تواصل الأحداث ـ الانتخابات في مصر وجلسة الجمعيّة العموميّة ـ إلى تصريحات متضاربة من قبل المرشّحين للرئاسة المصريّة، ما يهمّ إسرائيل هو الحفاظ على الاتفاقية مع مصر ولذلك يجب عليها أن تَحذَر من الانجرار إلى تعليقات متسرّعة على أقوال مرشّحين مصريّين. إنّ تواصل الأحداث في مصر وفي نيويورك يتشابك أيضاً من ناحية المساعدة الأميركيّة لمصر, وأيضاً في هذه الجلسة قد تتقاذف إسرائيل وأصدقائها في الكونغرس إلى ردود فعل متسرّعة. النقاشات في الكونغرس ستبلغ ذروتها في أيلول حول موازنة عام 2012 (سنة الموازنة الأميركيّة تبدأ في-1 تشرين الأوّل)، رغبة الإدارة في مساعدة مصر تجسّدت مع بداية التظاهرات في القاهرة، فقد طرحت وزيرة الخارجيّة "كلينتون" القضيّة خلال لقائها بالرئيس الجمهوري لمجلس النوّاب في 14 شباط، وفي الواقع, بعد 4 أيّام أعلنت "كلينتون" عن دعم بمبلغ 150 مليون دولار لمعالجة المشاكل الاقتصاديّة التي تكوّنت من جرّاء التظاهرات والشغب في مصر، يجب الافتراض أنّ رئيس الحكومة نتنياهو وخلال محادثاته مع الرئيس أوباما سيطرح قلق إسرائيل اتجاه تغييرات في موقف مصر, لكن المهم, أن لا تتسرّب، خلال كلام نتنياهو، أيّ إشارة كانت إلى قضيّة المساعدة الأميركيّة لمصر، على خلفيّة اقتطاعات مرتقبة في موازنة المساعدة الأميركيّة العامّة, سيكون هناك عدد من المشرّعين الأميركيّين الذين يفرحون بملاحظة إشارات كهذه, ولذلك من الضروري أن لا تورّط إسرائيل نفسها بنقاش كهذا.
يمكن العثور على تصوّر ما لوضع محتمل كهذا في قرار متهوّر لوقف تسليم الضرائب التي تقوم إسرائيل بجبايتها لصالح السلطة الفلسطينيّة في أعقاب الاتفاق بين فتح وحماس. ردّ الإتحاد الأوروبي مباشرة بقرار تسليم الأموال إلى السلطة وبذلك سبّب ضرراً لموقف إسرائيل.
يجب الافتراض بأنّ علاقات مصر ـ حماس ستمرّ بتغيير وتهدئة حتى ولو لم يكن للإخوان المسلمين دور في الحكومة المصريّة بعد أيلول 2011. إذا تحقّقت الآمال الّتي يعرب عنها كاتب المقالة الافتتاحيّة في "واشنطن بوست"، بأنّ مصر ستجعل مواقف حماس معتدلة, فإنّ موضوعاً كهذا قد يحدث التوتّر بمثلّث الولايات المتّحدة ـ إسرائيل ـ مصر على خلفيّة اختلاف الآراء إلى أي درجة ستجعل حماس مواقفها معتدلة، على رئيس الحكومة نتنياهو إعادة النقاش في هذه القضيّة إلى نطاق شروط الرباعيّة الثلاثة (الاعتراف بإسرائيل, القبول بالاتفاقيّات بين إسرائيل ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة والتخلّص من الإرهاب) ولتجنّب ردود فعل وردود فعل متسلسلة تسبّب لإسرائيل أضراراً أيضاً في مجال علاقاتها مع مصر في عهد ما بعد مبارك.
وكذلك سرى هذا الاقتراح على محاولة مصريّة للتوصّل إلى عقد مؤتمر نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط السنة المقبلة، وفق ما تقرّر في المؤتمر النووي للأمم المتحدّة في آذار 2010. عمرو موسى هو من حوّل النزاع حول النووي الإسرائيلي إلى سفينة شراعيّة للسياسة المصريّة، ففي مقابلة لليلي وايموث يقول عمرو موسى، إنّه فيما يخصّ قضية النووي في الشرق الأوسط، إسرائيل تتقدّم على إيران. ويعود نبيل فهمي، الذي كان سفيراً لمصر في واشنطن في السنوات 1999 – 2008، ويدعو إلى منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الأوسط، والذي يشمل إيران وإسرائيل من خلال إجراءات فعليّة من جانب إسرائيل في هذا الاتجاه وجدول زمني واضح ومحدّد، صحيح أنّ الولايات المتحدة دعمت القرار العام الماضي ولكن ثمّة شك في أنّ الرئيس أوباما (الّذي تنصّل مسؤولو إدارته من قرار المؤتمر رغم التصويت الأميركي، منذ صدوره) وفي ذروة المنافسة على الرئاسة في الولايات المتحدة وعلى خلفيّة التطوّرات في الشرق الأوسط، ـ ثمّة شكّ بأنّه سيمدّ يد العون للمؤتمر الذي فقط سيُضيف الوقود لإشعال المنطقة. وكما أسلفنا، يُفضّل في هذه القضيّة المعالجة الهادئة من وراء الكواليس دون الانجرار إلى التهديدات والعمليات العنيفة التي ستضرّ بالعلاقات الوديعة والمعقّدة في مثلّث إسرائيل – مصر – الولايات المتحدة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يستعد للمواجهة
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"
" تُبين خطبة رئيس الحكومة السياسية أول أمس استنتاجا واضحا وهو أن بنيامين نتنياهو يستعد لمواجهة الفلسطينيين. أراد نتنياهو عشية خروجه الى الولايات المتحدة أن يجند الرأي العام وأن يحرز وحدة داخلية. وترمي رحلته الى واشنطن الى الحفاظ على التأييد الامريكي لاسرائيل استعدادا للانتفاضة الثالثة.
تقويم نتنياهو للوضع كئيب. فالشرق الاوسط تزعزعه عاصفة عدم استقرار. وتسعى ايران وحليفاها حزب الله وحماس – "الطغاة الجدد" كما يقول نتنياهو – الى القضاء على اسرائيل والشعب اليهودي. وليس لاسرائيل شريك فلسطيني في التفاوض والتسوية السلمية، ولن يكون لها شريك كهذا في السنين القريبة ايضا.
تحدث نتنياهو في الفقرة الرئيسة من خطبته عن البنت الفلسطينية في مظاهرة يوم النكبة في بلعين التي أمسكت مفتاحا كبيرا بيدها. "يدرك كل فلسطيني أي مفتاح يُتحدث عنه هنا. لم يكن ذاك مفتاحا لبيوتهم في بلعين أو في نابلس أو في رام الله بل كان مفتاح بيوتنا في يافا وعكا وحيفا والرملة". الرسالة واضحة هي أننا نحارب عن بيتنا. فـ "هم" يريدون طردنا من هنا واقامة فلسطين على أنقاض اسرائيل. فالآن هو الوقت للتحصن ومناضلتهم.
في يوم النكبة هذا الاسبوع طوق الفلسطينيون اسرائيل طوقا اعلاميا. فبدل مظاهرات عنيفة في المناطق خرجوا من مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان وغزة الى أسوار الحدود في الشمال والجنوب. هذه هي الرواية التي يريدون أن يهبوها للرأي العام في الغرب وهي انهم متظاهرون غير مسلحين جاءوا لطلب العدل وتحقيق حق العودة. لا ارهاب ولا منتحرين مُحرَّضين بل احتجاجا غير عنيف على الاضطهاد والاذلال. مثل المهاتما غاندي والمتظاهرين في ميدان التحرير.
الشبه المُلح بالتاريخ الصهيوني هو سفن المهرَّبين الذين كسروا الحكم البريطاني في ارض اسرائيل. نجح البريطانيون في مجابهة تهريب المهاجرين. فقد أعاقوا أكثر السفن في عرض البحر. لكنهم لم ينجحوا في مجابهة تفوق الوعي لشعب مضروب قُتل ثلث أبنائه في المحرقة ويريد الباقون العودة الى وطنهم التاريخي. يريد الفلسطينيون الآن فعل الشيء نفسه باسرائيل: فهم يسيرون الى ارض آبائهم مع أعلام وأناشيد وطنية ويطردهم العدو الصهيوني باطلاق النار نحو جحيم بشار الاسد.
عزز الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه الرواية بمقالته أمس في صحيفة "نيويورك تايمز"، التي انحصرت في طرد الفلسطينيين عن بيوتهم في 1948 (تجاهل رفضهم قبول قرار التقسيم ومحاربتهم الاستيطان اليهودي). كتب عباس ان اعترافا دوليا بفلسطين وقبولها للامم المتحدة سيكونان تعويضا عن مظالم الماضي ويمنحان الفلسطينيين وسائل دبلوماسية وقانونية للاستمرار في نضالهم لابعاد اسرائيل عن المناطق.
أعلن نتنياهو أول أمس ان حكومة المصالحة الفلسطينية لعباس وحماس لن تكون شريكا في السلام وبهذا وضع حدا لاحتمالات التفاوض. وكي لا يُتهم بالرفض أشار في خطبته اشارتين الى مرونة في المستقبل. فقد جرت مضاءلة طلبه وجود الجيش الاسرائيلي على حدود فلسطين الخارجية من "غور الاردن" الى "نهر الاردن" بمشورة وزير الدفاع اهود باراك. وأصر نتنياهو ايضا على الحفاظ على كتل الاستيطان وأشار ضمنا الى أن ما هو خارج الكتل الاستيطانية مفتوح للمساومة. ليس هذا موقفا جديدا؛ فقد وزن إدخاله في خطبة بار ايلان قبل سنتين وقرر أن ذلك سابق لأوانه. منذ ذلك الحين زار معاليه ادوميم واريئيل وغوش عصيون وصرح بأن تبقى الى الأبد في يد اسرائيل، لكنه لم يقل كلاما مشابها على كريات أربع أو ايتمار.
كلام نتنياهو جيد عند محبي التنويع والاجترار لكنه بلا معنى على الارض. فقد طُلب الى نتنياهو ان يدفع شيئا ما عن الوعد الامريكي ان تنشأ فلسطين بالتفاوض فقط لا باجراء من طرف واحد. رمى بعظمتين جافتين، وغدا سيحصل على مقابل ذلك من الرئيس براك اوباما. سيسهل على الجمهور الاسرائيلي ايضا ان يؤيد الحكومة اذا اقتنع بأنها مستعدة لـ "النزول عن أجزاء من الوطن" مقابل السلام. كانت "انتفاضة الأسوار" في يوم الاحد هذا الاسبوع تبشيرا بالمجابهة التي أخذت تقترب مع الفلسطينيين. يريد نتنياهو أن يبلغ الى هناك مستعدا والجمهور من ورائه والامريكيون الى جانبه. ستنحصر عروضه في واشنطن في هذا الشيء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صديق أردوغان
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" يبدو أن رجب طيب اردوغان، رئيس حكومة تركيا، قد استنفد جماع تصريحاته كله لانه بدأ يكرر نفسه. "ليس للاسد أن يرفض مطالب شعبه في السلام والديمقراطية"، قال في مقابلة صحفية مع تشارلي عوز من "سي.بي.اس". وقبل شهرين استعمل كلاما مشابها جدا يتعلق بحسني مبارك حينما عرض عليه "الاستجابة لمطالب شعبه وتنفيذ اصلاحات فورا". لكن التشابه ينتهي هنا.
كانت علاقات اردوغان بمبارك غير ودية الى درجة التوتر. فلم يدع مبارك اردوغان يتدخل في نزاعات في الشرق الاوسط، وقد أبغض الميول الاسلامية و"العثمانية" لوزير خارجيته، احمد داود اوغلو، واقتراب تركيا من سوريا وايران جعلها دولة مريبة في نظره. في مقابلة ذلك نشأ بين بشار الاسد واردوغان ود شخصي خلال زمن قصير. وقد عبّر عن ذلك الزيارات المتوالية لرئيس حكومة تركيا وممثليه الكبار لدمشق، والمكالمات الهاتفية الكثيرة الودية بينهما.
مع أخذنا في الحسبان العلاقات الباردة بمبارك، لا عجب من أن دعاه اردوغان بعد اسبوعين من نشوب المظاهرات في مصر لا الى تنفيذ اصلاحات فحسب بل الى ترك منصبه. في مقابلة ذلك عندما قرروا في حلف شمال الاطلسي الهجوم على ليبيا، نددت تركيا التي يبلغ حجم استثماراتها في ليبيا مليارا ونصف مليار دولار بالهجمات برغم أنها أيدت قرار الجامعة العربية التي طلبت استعمال "منطقة حظر جوي" فوق الدولة.
في الثالث من أيار فقط، بعد أن رأت تركيا أنه حتى فنزويلا هوغو تشافيز ودول افريقية تطلب استقالة معمر القذافي، أضافت صوتها الى الطلب. مع ذلك ما تزال مشغولة بصوغ حلول خلاقة تحل الازمة في ليبيا وتُبقي القذافي ايضا على حاله.
فيما يتعلق بسوريا موقف تركيا أكثر تعقيدا. ففي الاسبوع الماضي عندما سُئل اردوغان ألم يحن الوقت ليدعو الاسد الى الاستقالة أجاب: "من السابق لأوانه جدا اتخاذ قرار الآن لان القرار النهائي متروك للشعب السوري. ينبغي الحفاظ على وحدة سوريا". في مقابلة صحفية مع شبكة "بلومبيرغ" أضاف أن بينه وبين الاسد وداً شخصيا وأنه أشار على الرئيس السوري أن يتعجل الاصلاحات قبل أن بدأت المظاهرات. على كل حال لم يتملص اردوغان من غضب سوريا. كان أكثر ما أغضب السوريين تصريحاته التي تعارض استعمال العنف والخوف الذي عبّر عنه من "حلبجة وحماة جديدتين" (ففي 1982 ذبح حافظ الاسد عشرة آلاف مواطن في مدينة حماة؛ وفي 1988 قصف صدام حسين الأكراد في حلبجة بسلاح كيماوي).
خرجت الصحيفة السورية "الوطن"، التي يملكها رامي مخلوف، ابن خال بشار الاسد ورجل الاعمال الأغنى في الدولة، بهجوم لم يسبق له مثيل على التصريحات التركية: "منذ بدأت الأحداث الاخيرة في سوريا أخذ النظام الرسمي التركي بالتسرع والارتجال"، تشكو الصحيفة. وتضيف ان الدعوات الى اصلاحات في سوريا التي تصدر عن اردوغان وعن "مهندس العثمانية الجديدة"، داود اوغلو فوق كل منصة في اوروبا، هي محاولة لحل مشكلات ليست موجودة في الحقيقة.
لا يكتفي مخلوف بذلك ويسدد سهما مشحوذا آخر الى اردوغان: "اذا كان النماء السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به تركيا ثمرة تاريخها العلماني واصلاحات داود اوغلو الاستراتيجية فان صورة سياستها للمسألة السورية قد تعيدها الى الوراء". إن اردوغان الذي ينسب لنفسه وبحق نماء تركيا الاقتصادي لم يُسعده بيقين قراءة ذلك ولا سيما مع الأخذ في الحسبان حقيقة ان حجم تجارة تركيا مع سوريا يبلغ نحوا من 2.5 مليار دولار.
ليست الادارة السورية غاضبة على تركيا بسبب تصريحات اردوغان فقط. فقد وصل اسطنبول في الاسبوع الماضي زعيم الاخوان المسلمين السوريين المُجلى، محمد رياض الشفقة، الذي أعلن في مقابلات صحفية مع وسائل الاعلام التركية ان حركته هي التي تحرك المظاهرات في سوريا. وبهذا عمل في مصلحة نظام الاسد خاصة الذي زعم طوال الوقت ان المظاهرات نظمها متطرفون اسلاميون. لا تفهم سوريا لماذا سمحت تركيا للشفقة بأن يأتي الى اسطنبول من منفاه في اليمن، ولماذا تفتح أمامه وسائل اعلامها. وقد سارع اردوغان الى اعلان ان "تركيا لن تسمح لأي مبادرة من قبل الاخوان المسلمين بالمس بمحاولة القيام باصلاحات في سوريا". بحسب تقارير من تركيا، نقلت سوريا الى رئيس الاستخبارات التركي، حقان فيدان، أدلة على ان الاخوان المسلمين كانوا مشاركين في اطلاق النار على رجال أمن سوريين في المظاهرات. وتلقى شهادات جاءت لتنقض تصريحات اردوغان اللاذعة التي تقول "ليست في سوريا عصابات مسلحة"، والتي تناقض تصريحات النظام السوري.
أوضح اردوغان من جهته أن ما يحدث في سوريا لا يمكن أن يعتبر شأن سوريا داخليا أو شأنا للسياسة الخارجية التركية فقط. فتركيا قلقة من سقوط محتمل لنظام الاسد الذي لا ترى ما الذي يمكن ان يحل محله. ويخشى اردوغان في الأساس أن تتهاوى السياسة الخارجية الشاملة التي أخذ بها نظامه وهو شيء سيؤثر في نتائج الانتخابات في 12 حزيران. هذه السياسة الخارجية والتي شعارها "عدم وجود مشاكل مع جميع الجيران"، تلقى الآن واقعا غير متوقع. فقد وجدت تركيا نفسها برغم جهودها تتقلقل مثل قشرة جوز في مياه هائجة، دون تأثير في سير الأحداث، في حين تُرى مؤيدة لنظام الاسد الاستبدادي.