عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت أحرونوت":ـ موقف اوباما.
ـ نتنياهو: نتخلى عن أجزاء من الوطن اذا هجر الفلسطينيون الارهاب.
ـ أساس خطاب اوباما يوم الخميس: نعم للانسحاب الى حدود 1967، لا للاعلان أحادي الجانب.
ـ اسرائيل تحول الى السلطة 350 مليون شيكل.
ـ صيغة نتنياهو.
ـ مواطن سوري نجح في التسلل حتى تل ابيب.
ـ المراقب: انتقاد حاد ضد باراك.
صحيفة "معاريف":
ـ الاقتراح الجديد.
ـ مبادىء نتنياهو.
ـ "مستعد للتنازل عن أجزاء من الوطن".
ـ سنة المفاجآت.
ـ متسلل سوري وصل حتى تل ابيب.
ـ100 ألف شيكل منحة لشقة في منطقة أولوية.
ـ يحلبوننا.
صحيفة "هآرتس":
ـ نتنياهو وضع الخطوط الأساس للاتفاق: تواجد في الغور وترسخ في الكتل.
ـ الولايات المتحدة: الحدث في الجولان محاولة لصرف الانتباه عن الاحتجاج ضد الاسد.
ـ السلطة الفلسطينية: شروط نتنياهو – غير مقبولة.
ـ اسرائيل تراجعت: شتاينيتس سيحول أموال الضرائب الى السلطة.
ـ محكمة العدل العليا تبحث اليوم في إبعاد النواب من شرقي القدس.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ نتنياهو في الكنيست: حاليا لا يوجد شريك حقيقي للسلام.
ـ نتنياهو: "اذا كان شريكا لانهاء النزاع، سنتنازل عن أجزاء من الوطن".
ـ خبراء يُقدرون في الكنيست: لا أمل في تسوية سياسية قريبة.
ـ "أولا فليعترفوا بنا".
ـ خطة نتنياهو: المبادىء التي عرضها رئيس الوزراء لتسوية سياسية مستقبلية.
ـ الوزير شتاينيتس: "اذا كانت حماس في الحكومة سنوقف المال، والعالم سيفهم".
ـ غانتس: "حدث غير جيد".
أخبار وتقارير ومقالات
نتنياهو في الكنيست: حاليا لا يوجد شريك حقيقي للسلام.."اذا كان شريكا لانهاء النزاع، سنتنازل عن أجزاء من الوطن".. "أولا فليعترفوا بنا"..
المصدر: "اسرائيل اليوم – جدعون ألون"
"اذا اختار الفلسطينيون طريق الاعتراف بدولة اسرائيل وهجر الارهاب، فسيجدون شعبا موحدا مستعدا للسلام وجاهزا لحلول وسط أليمة"، هكذا قال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب سياسي ألقاه أمام الكنيست بكامل هيئتها.
في اثناء حديثه عرض نتنياهو ما وصفه كمباديء لمذهبه السياسي قبل بضعة ايام من سفره المرتقب الى واشنطن، حيث سيلتقي بالرئيس الامريكي براك اوباما ويلقي خطابا سياسيا أمام مجلسي الكونغرس. وقالت محافل سياسية رفيعة المستوى أمس إن "هذا خطاب لنتنياهو الذي يسير فيه الشوط الأبعد حتى الآن"، بل وقدرت بأنه بعد ان يُلقي خطابه المرتقب في الكونغرس، فان "الوضع السياسي سيكون مختلفا تماما".
في حديثه طرح نتنياهو بضعة شروط لكل تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين – شروط بزعم محافل في محيطه "توجد عميقا في الاجماع الاسرائيلي بحيث أن اغلبية ساحقة يمكنها ان تقف وراءها". المباديء التي طرحها نتنياهو أساسها في القول إن كل اتفاق مستقبلي يجب ان يعلن عن نهاية النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ويضع حدا للمطالب من دولة اسرائيل، على ان المبدأ الذي يُكمل ذلك هو الطلب من الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل بأنها الدولة القومية للشعب اليهودي ويتخلون عن مطلب إسكان اللاجئين داخل حدود دولة اسرائيل.
مبدأ آخر موضوعه الترتيبات الأمنية: حسب نتنياهو، فان الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب ان تكون مجردة من السلاح في ظل وجود ترتيبات أمنية "حقيقية"، على حد تعبيره، بما فيها تواجد عسكري للجيش الاسرائيلي على طول نهر الاردن. وبالمقابل، ولخيبة أمل محافل اليمين في الكنيست، صرح نتنياهو بأن الاتفاق المستقبلي سيستدعي فقط ضم الكتل الاستيطانية والحفاظ على القدس موحدة. وحسب مسؤولين كبار في مكتبه، فان هذه سابقة إذ قالوا: "لاول مرة يفصل رئيس الوزراء بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المنعزلة ويتحدث عن تواجد عسكري، وليس مدنيا، على الحدود مع الاردن".
"هذا نزاع على 1948".
"جذر النزاع كان ولا يزال رفض الاعتراف بدولة يهودية"، قال رئيس الوزراء في خطابه، "هذا ليس نزاعا على 1967 بل على 1948، على مجرد وجود دولة اسرائيل. علينا أن نكف عن جلد أنفسنا واتهام أنفسنا – السبب في عدم وجود سلام هو ان الفلسطينيين يرفضون الاعتراف باسرائيل بصفتها الدولة القومية للشعب اليهودي. اسرائيل مستعدة لحلول وسط أليمة في اراضي الوطن، اذا ما اختار الفلسطينيون طريق الاعتراف بدولة اسرائيل".
وأكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى أمس بأن نتنياهو، ضمن امور اخرى، من خلال خطابه، سعى الى توجيه الانتباه الدولي الى رد الفعل الرافض من جانب الفلسطينيين. وحسب مسؤول في القدس، فان "الولايات المتحدة واوروبا تفهمان بأن خطوة أحادية الجانب من الفلسطينيين ليست أمرا مرغوبا فيه. فلا يزال الفلسطينيون غير قادرين على التحكم بأنفسهم وكل الخطوة لا ترمي إلا الى ممارسة الضغط على اسرائيل. والآن، في ضوء اتفاق حماس – فتح، فانهم في اوروبا ايضا يفهمون ذلك".
من الجهة الاخرى، في خطابها أمام الكنيست بكامل هيئتها، هاجمت رئيسة المعارضة النائبة تسيبي لفني اقوال نتنياهو وادعت بأنه "يسافر الى الولايات المتحدة دون رؤيا أو خطة عمل". وحسب اقوالها "الزعامة هي ليست فقط التوقع والتحذير، بل وايضا التفكير بالحلول. هذه الحكومة فشلت فشلا ذريعا في توفير جواب. الصهيونية السياسية ليست اعلاما، والاعلام ليس بديلا عن السياسة. الصهيونية السياسية هي فهم المشكلة، ايجاد حل لها وتجنيد العالم من اجلها".
خطة نتنياهو
المبادىء التي عرضها رئيس الوزراء لتسوية سياسية مستقبلية
ـ الحفاظ على الكتل الاستيطانية في يد اسرائيل.المبادىء التي عرضها رئيس الوزراء لتسوية سياسية مستقبلية
ـ الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي.
ـ نهاية النزاع ووضع حد للمطالب من دولة اسرائيل.
ـ اللاجئون لن يُستوعبوا في نطاق دولة اسرائيل.
ـ الدولة الفلسطينية ستكون مجردة من السلاح مع ترتيبات أمنية.
ـ تواجد عسكري طويل المدى على طول نهر الاردن.
ـ القدس ستبقى عاصمة موحدة لدولة اسرائيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أساس خطاب اوباما يوم الخميس: نعم للانسحاب الى حدود 1967، لا للاعلان أحادي الجانب
المصدر: "يديعوت احرونوت – شمعون شيفر"
" سيدعو الرئيس الامريكي باراك اوباما اسرائيل يوم الخميس الى الانسحاب الى حدود 1967 مع تعديلات حدودية يُتفق عليها في مفاوضات مع السلطة – ولكنه سيرفض في خطابه الافكار لاعلان أحادي الجانب باقامة دولة فلسطينية. هذا ما يتبين من محادثات أجراها في الايام الاخيرة مستشار الامن القومي، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، وسلفه في المنصب د. عوزي أراد، مع مسؤولين كبار في الادارة الامريكية قُبيل زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن.
ويعتزم اوباما القاء خطابه السياسي في السادسة مساءا حسب التوقيت الاسرائيلي، قبل بضع ساعات من سفر نتنياهو الى واشنطن. ومن اساس مسودة الخطاب التي وصلت الى يد "يديعوت احرونوت" – والتي قد تتغير حتى يوم الخميس – يفهم أن اوباما سيدعو اسرائيل والسلطة الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات لان هكذا فقط سيكون ممكنا الوصول الى اتفاق دائم. وسيرفض الرئيس الخطة الفلسطينية لاعلان من طرف واحد في ايلول، ولكن مع ذلك سيشدد ايضا على أن اسرائيل ملزمة بوقف البناء في المستوطنات والامتناع عن أي خطوة يمكنها ان تندرج ضمن تعريف النشاط احادي الجانب الذي من شأنه ان يغير الوضع على الارض.
مشروع التقسيم
مسألة القدس هي الاخرى من المتوقع أن تطرح على جدول الاعمال في خطاب اوباما، الذي يعتزم الاعلان عن ان الولايات المتحدة ترى في القدس عاصمة للدولتين – اسرائيل وفلسطين – تعيشان جنبا الى جنب بسلام. اوباما، على ما يبدو سيتبنى في خطابه قول الرئيس كلينتون في حينه ان تقسيم القدس سيكون حسب المعيار التالي: الاحياء المأهولة بالفلسطينيين تضم الى الدولة الفلسطينية، والاحياء التي معظم سكانها هم يهود تضم الى السيادة الاسرائيلية.
وحسب أحد المصادر الذي اطلع على محادثات مبعوثي نتنياهو قبيل لقائه يوم الجمعة بالرئيس الامريكي، فان اوباما سيصف المستوطنات التي بنيت في اراضي 67 بانها غير قانونية. وليس معروفا بعد الموقف الذي سيعرضه اوباما في موضوع الكتل الاستيطانية، التي اشار نتنياهو في خطابه في الكنيس أمس بانه سيطالب بابقائها تحت السيادة الاسرائيلية.
"نصوص غير لطيفة"
وحاول عميدرور واراد اقناع محادثيهما وعلى رأسهم توم دونيلون مستشار الامن القومي في البيت الابيض تغيير جزء من الصياغات المخطط لها لخطاب الرئيس. في الجانب الاسرائيلي ادعوا بان صيغة اوباما لن تسمح باجراء مفاوضات حقيقية، وانه عمليا يتبنى المفهوم العربي. مسؤول كبير في الادارة الامريكية، كما علم، قال للاسرائيليين انه لا داعي لان يتصرفوا كـ "العذراء المتفاجئة".
"انتم تعرفون مواقف الادارات الامريكية، وزيرة الخارجية كلينتون سبق أن تحدثت بتفاصيل التفاصيل عن تسوية اسرائيلية – فلسطينية في تشرين الاول من العام الماضي"، قال المسؤول. وفضلا عن ذلك: مستشارو اوباما يعتقدون بان شيئا دراماتيكيا لا يمكنه أن يمس بالعلاقات الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة في أعقاب الخطاب.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى لغير الاقتباس ان "محيط اوباما يطلق نصوصا هي جد غير لطيفة للاذن الاسرائيلية ولا سيما لن تطيب لنتنياهو". قد يكون بوسع رئيس الوزراء أن يواسي نفسه في أن اوباما سيقول صراحة في خطابه ان الطرف الفلسطيني الذي يتفاوض مع اسرائيل ملزم بان يقبل بالشروط التي قررتها الرباعية: الاعتراف بحق وجود اسرائيل، الامتناع عن خطوات احادية الجانب والانصراف من الارهاب والتحريض ضد اسرائيل.
صيغة اوباما
ـ انسحاب الى خطوط 67 مع تعديلات حدودية.
ـ المستوطنات: غير قانونية.
ـ تقسيم القدس بين الدولتين حسب صيغة كلينتون.
ـ رفض اقامة دولة فلسطينية من طرف واحد.
ـ وقف البناء الاسرائيلي في المناطق.
ـ السلطة تعترف بحق اسرائيل في الوجود.
ـ الفلسطينيون يهجرون طريق الارهاب والتحريض ضد اسرائيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبراء يُقدرون في الكنيست: لا أمل في تسوية سياسية قريبة..
المصدر: "اسرائيل اليوم – من جدعون ألون"
" في الظروف الحالية لا توجد امكانية للوصول الى تسوية مع الفلسطينيين – هذا هو التقدير الذي أطلقه أمس رئيس الموساد الأسبق افرايم هليفي في اثناء جلسة عقدتها لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في موضوع الاستعداد لامكانية ان تعترف الامم المتحدة بدولة فلسطينية مستقلة في ايلول القريب القادم.
في حوار عديد المشاركة عقدته أمس اللجنة شارك عدد كبير نسبيا من خبراء السياسة، الأمن والاستخبارات، ممن أطلقوا في معظمهم مواقف مشابهة لموقف هليفي. "أغلب الظن سينشأ في السنوات القريبة القادمة وضع "لا شريك""، أضاف رئيس الموساد الأسبق. "ليس هذا حلا مرغوبا فيه لأنه يحرر تيارات وقوى يمكنها ان تؤثر أكثر من الحكومات المؤطرة. القدرة الوحيدة القائمة هي اجراء حوار على تسوية غير نهائية".
البروفيسور دان شيفتن كان أكثر قطعا إذ قدّر بأنه "لا احتمال في المستقبل للوصول الى تسوية سياسية مع الفلسطينيين وذلك لانه ستكون دوما فجوات في المواقف بين الطرفين في المجال الامني، الحدود واللاجئين. وعليه فالتوصية لاسرائيل هي ان تعمل من طرف واحد، في ظل التنازل المتدرج عن المناطق المأهولة بالتجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة. وذلك ليس لان الامر سيؤدي الى السلام بل لانه سيزيح العبء عن اسرائيل ويكسبنا زمنا في الساحة الدولية".
أما بالنسبة لامكانيات العمل المتوفرة أمام اسرائيل في الساحة السياسية قُبيل انعقاد الامم المتحدة في ايلول، قدرت سفيرة اسرائيل السابقة الى المنظمة، البروفيسورة غبرئيلا شليف، بأن احتمالات نجاحها متدنية للغاية.
"مكانة اسرائيل في الامم المتحدة توجد في أسفل الدرك"، قالت، "الامم المتحدة تشكل اليوم المكان المركزي الذي يجري فيه النشاط المضاد لاسرائيل، وتغيير الحكم في البلاد لم يُجد نفعا لمكانة اسرائيل في العالم. في الجمعية العمومية ليس لاسرائيل أي فرصة لمواجهة الخطوة الفلسطينية، والولايات المتحدة غير معنية باستخدام الفيتو ضد الاعلان".
بالمقابل، فان نائب رئيس الاركان الأسبق، عوزي ديان، قدر بأنه "في المدى البعيد يوجد في التغييرات التي تجري في الشرق الاوسط مكان للتفاؤل". وبزعمه، فان "اسرائيل ملزمة بأن تحافظ على عمق استراتيجي، يتضمن غور الاردن، لغرض الحفاظ على قدرتها على مواجهة التهديد الايراني".
في هذا السياق قال رئيس شعبة الاستخبارات السابق، اهارون زئيفي فركش، انه "في الأحداث التي وقعت أول أمس يمكن أن نلحظ بيقين بصمات ايران".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسطول السوري
المصدر: "هآرتس"
محق وزير (الحرب) في أنه لا يتأثر بحقيقة أن "بضع عشرات" من الفلسطينيين تسللوا الى اسرائيل من سوريا و "خرقوا سيادة دولة اسرائيل". كما ان اهود باراك محق في قوله ان الجيش الاسرائيلي لا يمكنه ان يدفع بآلاف الجنود ليرابطوا على طول الحدود لمنع "خرق السيادة". خسارة ان هذا النهج غاب حين هاجمت اسرائيل الاسطول التركي، انه غاب حين كافحت اسرائيل بالكلاب ضد الفلسطينيين الراغبين في "خرق سيادتها" والدخول للعمل في اسرائيل، وهو معاكس تماما للشكل الذي يعمل فيه الجيش الاسرائيلي في الحراسة الدقيقة للاغلاق على غزة.
يتبين ان "خرق السيادة" ليس تهديدا وجوديا أو حتى استراتيجي، حسب باراك. في أقصى الاحوال يدور الحديث عن اخفاق استخباري، أُصلح في جزء منه بفضل التفكر الحكيم للقائد الميداني. بالفعل، هذا فهم جدير بدولة لا تجتهد لترسيم حدودها وتعتمد على سياسة فارغة، تفترض ان اسرائيل يمكنها ان تواصل الوجود في حدود مرنة، غير معترف بها، تقطع اراض تعود الى شعوب اخرى. السيادة السياسية تصبح بهذا الشكل ايضا مرنة وغير مطلقة.
ولا غرو اذا في انه في تناول أحداث يوم النكبة تم استخدام تعابير مثل "ارهاب"، "تهديد"، "انتشار الجيش الاسرائيلي"، "عدد القتلى والجرحى"، "انتفاضة ثالثة" و"التهديد المرتقب لنا في ايلول". هذا هو القاموس الدارج، والذي تمتشقه الحكومة كلما كانت مطالبة في ان تتقدم بحلول حقيقية لمشاكل أساسية. الحكومة بسهولة شديدة جدا تفرض على الجيش الاسرائيلي بأن "يكون جاهزا لكل سيناريو" وأن يقوم نيابة عنها باتخاذ القرارات السياسية.
أحداث يوم النكبة ليست "تذكيرا" ولا "تهديدا"، وبالتأكيد ليست محاولة لتصفية دولة اسرائيل. فهي تعكس المطلب الأساس التاريخي للفلسطينيين بدولة مستقلة، سيادتها معترف بها وفي اطارها تأتي الى حلها ايضا مشكلة اللاجئين. الأحداث تُعبر بشكل مختلف عن المطالب التي تقدمت بها القيادة الفلسطينية على مدى السنين، واسرائيل تملصت منها. ليس الجيش الاسرائيلي هو الذي يفترض ان يُقدم حلا "للأحداث"، بل الحكومة، التي لا تزال يصعب عليها أن تفهم، بأن المرحلة القادمة ليست انتفاضة – بل ضغط دولي وصراع حيال القوى العظمى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي متفاجئ، وهذا فقط المقدمة
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ رون بن يشاي"
" في الأحداث التي اشتركت فيها جماهير متحمسة، خصوصاً في الشرق الأوسط، يوجد ديناميكية خاصة بها. هم يشبهون حمم تغلي من فوهة بركان، تنفجر بقوة وعلى نحو فجائي. هذا ما رأيناه في أحداث "يوم النكبة"، حيث لم يكن لدى السلطة الفلسطينية، السلطات اللبنانية وحتى حماس النية بأن تخرج عن السيطرة. لكن يبدو لأي شخص آخر أن هذا حصل.
هذا وقد استعد الجيش الإسرائيلي والشرطة، الذين عرفوا بالاحتمال المتفجر- على الرغم من كلام التهدئة للسلطة الفلسطينية ـ جهزوا قوى كبيرة مع معدات لتفريق التظاهرات. لكن عندما تلتهب النفوس تظهر حوادث مؤلمة، حقيقة في مكان أقل توقعاً ـ الحدود السورية الهادئة بشكل عام.
من خلال تجربتي، لا يمكن الدخول إلى منطقة الحدود في الجولان بدون الحصول على إذن خطي من السلطات في دمشق. هذا صحيح حتى في هذه الفترة، أي فترة عدم الاستقرار في الدولة. دليل آخر على أن الحادث كان مخططاً، وهو أن عشرات الباصات جلبت فلسطينيين من ما يسمى "مخيمات اللاجئين" في منطقة دمشق.
هذا لا يعني حتى الآن أن السوريين أعطوا للفلسطينيين أنفسهم ضوءا اخضرا لمهاجمة سياج الحدود، لإحداث فجوة مؤلفة من عدة عشرات الأمتار والتسلل، بعشراتهم إلى مجدل شمس. ومع ذلك، من الممكن الافتراض ان عمل التجاوز هذا جرى بتشجيع من السلطات السورية، لعدة أسباب:
الأمر يتعلق بالمئات الذي ركضوا باتجاه السياج وبالعشرات الذين أزالوه فعلياً. هؤلاء الأشخاص يعلمون جيداً، قبل أن يبدأوا بالركض نحو السياج، انهم سيعودون إلى سوريا ـ معظمهم على الأقل ـ وإذا قاموا بأي عمل بدون رغبة السلطة، سيتحملون العواقب. شخص ما على ما يبدو أشار لهم بشكل واضح أن المظاهرة الهادئة يجب أن تتحول إلى حادثة عنيفة جداً.
الكلام الذي قاله ابن خال بشار الأسد رجل الأعمال رامي مخلوف قبل عدة أيام. هو تهديد واضح وذلك في مقابلة أجرتها معه نيويورك تايمز: "اذا لم يكن هناك استقراراً في سوريا، لن يكون هناك استقرارا في إسرائيل". الذي جرى اليوم في الجولان هو تنفيذ دقيق للتهديد الذي أعلنه هذا المسؤول الرفيع السوري، من المصممين الكبار لسياسة القمع الصارمة للثورة ضد النظام.
كذلك في سوريا، قال المتظاهرون الذين جاءوا للمطالبة بحق العودة "بجسدهم" ـ ومن هذا كان من الممكن وضع قائمة الأحداث.
كذلك اتضح المفهوم على انه خاطئ
قدروا في الجيش الإسرائيلي قبل عدة أسابيع، انه يوجد خطر لان النظام السوري سيحاول "تصدير" الغليان إلى إسرائيل ـ سواء بصورة اندلاع عسكري كبير أو بوسائل أخرى، بهدف تقليل غضب الجماهير وفي نفس الوقت تحويل الرأي العام العالمي. ووفقا للتقدير الإسرائيلي، كل ذلك كان من الممكن ان يعطي نفسا طويلا للنظام السوري، والسماح له بالسيطرة على الاحتجاجات في بلاده.
بدون شك ان الأحداث على الحدود السورية اليوم وكذلك على الحدود اللبنانية (تحت رعاية حزب الله)، تساعد كثيرا نظام بشار الأسد. هم يحولون الرأي مما جرى واقعا في هذا اليوم إلى مكان آخر على حدود سوريا ـ لبنان، هناك حيث قتلت قوات سورية مواطنيها الفارين إلى لبنان.
على الرغم من التقديرات يبدو أن التطور على الحدود السورية فاجأت الجيش الإسرائيلي. الأمر الذي أُعطي في كل القطاعات هو تخطي السياج ـ سواء حدود، مستوطنة إسرائيلية أو معسكر ـ هو "خط محظور"، إذا تجاوزه المتظاهرون، هناك مبرر لفتح النار. المكان الأخير الذي يتوقّع أن يحصل فيه حادثة كهذه هو الحدود السورية.
بالتأكيد ستُدرس المسألة لماذا لم يكن هناك ما يكفي من قوات مجهزة بكميات كبيرة من الوسائل لتفريق التظاهرات، كما كان في قطاعات أخرى.
تجدر الإشارة إلى انه منذ عشرات السنين الحدود مع سوريا هادئة، وقد أدّت إلى تقدير وضع وفقه بان هذا هو المكان الأقل محفوفا بالمخاطر. لكن كما ذكرنا، في الأحداث التي اشتركت فيها جماهير متحمسة وفي الوقت الذي أصبحت فيه أحداث كهذه منتشرة بشكل خاص في المنطقة، يجدر بنا أن نزيد انتباهنا أيضاً إلى الحدود السورية. عشرات الباصات التي نقلت المتظاهرين لم تظهر هناك فجأة، هم شُهدوا من بعيد وفترة من الزمن. لكن الجيش الإسرائيلي يركز انتباهه بالتأكيد على ما يجري في جنوب لبنان، وهكذا حصلت المفاجأة غير اللطيفة.
حشود عربية، 360 درجة حول إسرائيل
بدون شك، أحداث يوم النكبة هي فقط عرض أولي لما قد يحصل في شهر أيلول من هذه السنة، بعد اجتماع الأمم المتحدة التي ينوي فيها الفلسطينيون الحصول على إعلان الدولة، وفي أعقابها. من الجدير ان عِبر يوم النكبة سيُؤخذ بسرعة وإسرائيل ستستعد لمسيرات حشود عربية، 360 درجة حولها ـ إذا أُخذ بالحسبان القوافل المتوقعة إلى قطاع غزة.
في الجيش الإسرائيلي يتجهزون اليوم بكميات كبيرة من الوسائل لتفريق المتظاهرين، لكن من الممكن أن يحتاج هذا الموضوع إلى دراسة مجددة، من أجل أن تتضمن حواجز قوية، أسلاك شائكة تقطع بسرعة ووسائل غير القاتلة، إضافة إلى غاز مسيل للدموع ورصاص مطاطي، لانها ليست ناجعة لتفريق آلاف المتحمسين.
اما بالنسبة لما يجري داخل إسرائيل، على الرغم من انها ما زالت غير محددة بوضوح، من الممكن الافتراض ان حملة الدهس هذا الصباح في جنوبي تل أبيب كانت عملية شاب عربي، الذي تغلبت عليه غرائزه بلهيب النفوس الثائرة منذ يوم الجمعة. يبدو انه من الصعب جدا الدفاع عن النفس إزاء مبادرة عملية محلية، والوسيلة الوحيدة هي منع تأجيج النفوس من قبل قيادة عرب إسرائيل ـ حتى إذا اضطر إلى إيقاف عدد من قادة المحرضين في فترات حساسة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوادث النكبة: الثورة العربية تطرق الباب
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"
" دقت بالأمس الثورة العربية على باب إسرائيل, عبر تظاهرات نظمها فلسطينيون من سوريا ولبنان في مجدل شمس ومارون الراس في ذكرى يوم النكبة. إن دخول المتظاهرين إلى القرية الدرزية على سفح جبل الحرمون كسر وهم أن إسرائيل تعيش بنعيم بـ "فيلا وسط غابة", وبعيدة تماماً عن الأحداث الدراماتيكية التي تجري حولها.
هددت الثورة ضد نظام الأسد في سوريا بالانسياب نحو إسرائيل, أكثر من الثورات في الدول العربية الأخرى. لقد أمل الرئيس الأسد أن ينقذه وقوفه على رأس "المقاومة" ضد إسرائيل من الوصول إلى مصير نظرائه في تونس ومصر. حين يتزعزع كرسيه, تظهر الخشية من أن الأسد, أو مَن يخلفه, سيحاول أن يزيد حدة النزاع مع إسرائيل لاكتساب شرعية وسط الجمهور السوري وفي العالم العربي عموماً.
لكن على الرغم من خطر أن يزعزع الأسد الهدوء والاستقرار على الحدود الشمالية, فإن سقوطه يبدو خطراً أكبر بالنسبة لإسرائيل. لذلك امتنعت إسرائيل عن التدخل إلى جانب الثائرين ضده. يمكن للجيش الإسرائيلي أن ينشر قوة كبيرة في هضبة الجولان "خشية من التصعيد", وذلك لإبقاء الجيش السوري في الجانب الآخر من الحدود, بدل أن يقتل المتظاهرين في درعا وحمص. لكن السياسة كانت معاكسة- الجلوس بهدوء, السماح للأسد بقمع الثورة والأمل أن يُحافظ على الردع والاستقرار.
أمس تزعزع الهدوء, وتحقق سيناريو الرعب الذي تخشى منه إسرائيل منذ قيامها: اللاجئون الفلسطينيون ببساطة سيبدؤون التحرك من مخيماتهم نحو الحدود, وسيحاولون أن ينفذوا بأقدامهم "حق العودة". استعدت إسرائيل للتظاهرات يوم النكبة في الضفة الغربية, شرقي القدس, الجليل وفي المثلث ـ واستقبلت بدلاً منها أبناء الجاليات الفلسطينية على الأسيجة. إضافة إلى حدوث خطأ استخباراتي هنا, حدث هنا تجسيد لحدود القوة. لا يمكن السيطرة على كافة الجبهة ونشر قوات في كافة الأمكنة. سيكون هناك دائماً ثغرة أقل حماية, وسيعرفها العدو.
لقد سارعت إسرائيل لإدانة الأسد وكالمعتاد أيضاً إيران عبر إطلاق "المخلّين بالنظام السوريين واللبنانيين", وفق تعريف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي, بغية "توجيه الأنظار عن قمع التظاهرات في سوريا". لكن يصعب الافتراض أن السياسة في الشمال ستتغير, وأن إسرائيل ستحاول إشعال الحدود رداً على ذلك, بغية المساعدة في إسقاط الأسد واستبداله بنظام مريح أكثر. ستسعى إسرائيل لعزل الحادث وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
حاول رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, أن يلوّح بالحوادث في الشمال لدعم حملته الإعلامية في واشنطن, وفق أسلوبه, هذا دليل آخر بأن إسرائيل تواجه قواتاً تسعى لإبادتها. رد نتنياهو على خرق الحدود في الجولان قائلاً: "هذا ليس نزاعاً على حدود 1967, إنما اعتراض على نفس قيام دولة إسرائيل, حيث يسمونها كارثة ويجب معالجتها". إن كان نتنياهو يبحث عن دعم جديد لخطاب المحرقة الثاني له, فإن المتظاهرين على الحدود في سوريا ولبنان قد منحوه ذلك بالأمس.
سجل نتنياهو بالأمس إنجازاً صغيراً آخراً, مع قرار رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما بإلقاء خطاب أمام مؤتمر إيباك. اوباما لن يثبت في الحصن الداعم لإسرائيل في أميركا, بغية تخفيف الاستيطان والاحتلال والطلب من نتنياهو أن يخرج من المناطق. إن ظهوره في المؤتمر, بدلاً من إرسال نائبه أو قائد آخر رفيع المستوى, يؤكد أن اوباما لا يعتزم مواجهة نتنياهو في اللقاء القادم بينهما. سيتحدث الرئيس عن أهمية دولة فلسطينية, لكنه سيحذر من تلبية مطالب ملموسة, وسيغطي مطالبته بتقسيم البلاد بكلام كثير ضد النظام الإيراني والتعهد بتعزيز أمن إسرائيل. إن دعم جمهور مؤتمر إيباك لانتخابه لولاية ثانية أهم له من مستقبل الفلسطينيين.
في هذه الحالة لدى نتنياهو فرصة جيدة لنقل حملته إلى واشنطن بنجاح, من دون أن يتنازل عن أي ملم من المناطق. لكن هناك ثمن لتحصنه بموقع الضحية المهدَدة. إنه ينكر من تلقاء نفسه حرية العمل, ويترك كافة المبادرة للجانب العربي. هذا ما حصل في ذكرى النكبة عام 2011. وهناك خطر آخر: أن الرأي العام في الغرب لن يرَ في التظاهرات على الحدود "إخلال بالأمن" لمتسللين, إنما احتجاج شرعي لشعب مضطهد على طرده وإذلاله. في حال حصل ذلك, ستكون حملة نتنياهو أكثر صعوبة وتعقيداً اليوم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستفيد الأكبر: بشار الأسد
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ايال زيسر"
" حذر ابن خال "بشار الأسد"، رجل الأعمال "رامي مخلوف"، في الأسبوع الأخير، انه إذ لم تهدأ الأمور في سوريا لن تهدأ في إسرائيل. وجاء كلامه خلال مقابلة له مع صحيفة "نيويورك تايمز" قال "أمن إسرائيل مرتبط بأمن سوريا". وأحداث أمس أوضحت العلاقة بين استقرار النظام السوري وبين استعداده وربما أيضا قدرته على المحافظة على الهدوء على طول الحدود.
سوريا هي دولة تحكم بالقوة والقمع عديمة الرحمة وتأثيرها لا مثيل له وفق ما أظهرت أحداث الأسابيع الأخيرة. وعندما يريد النظام السوري باستطاعته ببساطة منع المواطنين التنقل من مكان لآخر. فخلال قرابة أربعة عقود تشددت سوريا في المحافظة جدا على الهدوء المطلق على طول الحدود مع إسرائيل. إلا ان أمس، أحدهم في دمشق غض الطرف أو ربما نظّم لنا عرضا أوليا يصعب على إسرائيل نسيانه لفترة طويلة.
كما أن العالم العربي استعد منذ أسابيع طويلة قبل يوم النكبة. من خلال البث عبر الأقمار الاصطناعية مرورا بمواقع الانترنت والفايسبوك. وأعطى الزلزال في العالم العربي رياح خلفية لكل الذين طالبوا بنقل روايات النجاح للثورات في تونس وفي مصر من ميدان التحرير في القاهرة الى معابر الحدود مع إسرائيل. والعنوان كان مكتوبا على الحائط. لكن بعد مرور سنة بالضبط على أحداث القافلة التركية وجدت نفسها إسرائيل في مواجهة مع "قوافل برية" وفي امتحان النتيجة عادت وفشلت.
ما زال سابق لأوانه تحديد إذ ما كان النظام السوري هو من وقف خلف الأحداث أمس في هضبة الجولان، لكن واضحا ومن دون شك أن بشار الأسد هو المستفيد الأكبر. من جهة نُقل الاهتمام عن ما يجري في سوريا باتجاه إسرائيل. ومن جهة ثانية حُجبت صور الجنود السوريين الذين يطلقون النار باتجاه المتظاهرين وتبديلها بصور للجنود الإسرائيليين. وتبين ثانية، أنه من أجل توحيد العالم العربي ليس هناك أفضل من العداء لإسرائيل.
هذا، وأحداث يوم النكبة كانت ضرورية لـ"بشار الأسد"، وهي بالتأكيد ستمنحه مهلة جديدة لتنفيذ التزاماته في مساعيه لقمع التمرد ضده من أبناء شعبه. وستبقى إسرائيل مع "يوم ذكرى" ملوثا بالدم في تاريخ الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وبشكل خاص مع حادثة إشكالية، حيث سيحاول كثر تكرار وتقليد نفس الأمر على طول حدودها الطويلة مع جيرانها العرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد النجاح السوري في مجدل شمس، وصمت الجيش الإسرائيلي، الأسد سيتخذ خطوة عسكرية في الجولان
الصدر: "موقع تيك دبكا"
" أحداث اجتياز الحدود لمتظاهري النكبة في هضبة الجولان، وفي قطاع غزة إلى داخل مناطق إسرائيل، يوم الأحد الخامس عشر من أيار وأكثر من هذا الطريقة والصورة التي عالجت فيها الحكومة، المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي الموضوع بعد أن أوضحت أبعاد الاختراق، كشفت في آنٍ معاً عن منظومة سيطرة ومنظومة عسكرية استخباراتية مضطربة، غير قادرةٍ على اتخاذ, في وقت الضغط المفاجئ, قراراً تكتيكياً واحداً منظماً، ومنظومة لا تعرف كيف ترد في وقت الأزمة.
الإنقطاع هذا، الذي تعلموه في طهران، دمشق، وبيروت سيؤدي في الوقت الحاضر وعما قريب إلى الخطوة السورية التالية في هضبة الجولان. ليس اجتياز مدنيين، وإنما اجتياز قواتٍ عسكرية-إرهابية، لعناصر يريدون تحرير الجولان.
المصادر العسكرية والاستخباراتية لـتيك دبكا تشير إلى أن الخطأ الأكبر لعناصر سياسيين وعسكريين هؤلاء كان هو ردهم، أو لأكثر دقة عدم ردهم، على حالات الإهمال التي انكشفت بسرعة الواحدة تلو الأخرى.
وبدلاً من أن يوقف رئيس الحكومة، وزير الدفاع، وزير الشؤون الإستراتيجية، وزير الاستخبارات، رئيس هيئة الأركان العامة ونائبه يوقفوا أعمالهم، ويعالجوا أزمة اجتياز الحدود، فقد واصلوا الأكاذيب، كما لو أن أمراً خطيراً لم يحصل، وأبقوا المعالجة للقادة المحليين في المناطق، جميعهم برتبة قادة ألوية، الذين رفضوا تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات التي كانت مطلوبة لمعالجة الوضع.
لو أن أحداث الاستيلاء لجنود الكومندوس البحري على القافلة التركية التي كان على رأسها السفينة مافي مرمرة Mavi Marmara، قبل الحادي عشر من حزيران 2010، لو أنها كانت إخفاقاً استخباراتياً إسرائيلياً واضحاً، لأن جنود الكومندوس الإسرائيليون لم يعرفوا أنهم يصرون على مهاجمتهم، في الواقع لكان الإخفاق في يوم النكبة, إخفاقاً سياسياً استخباراتياً عسكرياً.
بكلماتٍ أخرى، لا الحكومة ولا الجيش الإسرائيلي تعلما منذ أحداث القافلة البحرية التركية شيء ما. رغم هذا، سوريا، حزب الله وحماس, ويجب الافتراض أيضاً في تركيا( يمكن إثبات هذا في شهر حزيران عندما سترسل أنقرة القافلة البحرية التالية إلى غزة، التي ستكون أكبر بكثير من سابقتها). درسا (الحكومة والجيش الإسرائيلي) العبر بشكلٍ أفضل عندما ينسقان فيما بينهما النشاطات التالية.
من أحداث القافلة البحرية، وفي الشهور التي مرّت كذلك منذ أحداث الثورات العربية، في تونس، مصر، بحرين، سوريا وليبيا، تعلمت دمشق، بيروت، وغزة، أنه كي تنجح عملية وتسيطر بشكلٍ مفاجئٍ على الجانب المعادي، في هذه الحالة إسرائيل، عليها أن تنفِّذ ليس عبر أفراد معدودين، وإنما عبر الآلاف الذين يعملون في آنٍ واحدٍ في عدة مناطق متباعدة.
هذا هو السبب الكامن وراء ما رأيناه يوم الأحد كيف أنَّ الإشارة لبدء الأحداث تسمح بعملية الدهس في تل أبيب، التي قتل فيها إسرائيلي وأصيب سبعة عشر.
إن تلعثم وزير الأمن الداخلي، وقادة شرطة إسرائيل التي أمليت من فوق، الذين رفضوا تسمية هذه الحادثة أنها عملية تخريبية، رغم أنها كذلك، استخدمت إشارةً لدمشق، لحزب الله، ولحماس بأنه يمكن المواصلة فيما بعد بالخطة التي حضروها ليوم النكبة، لأن إسرائيل التي تحاول تخفيف الحماسة عملت وفق خطتهم.
وهكذا حصل، أنه بعد أن عرف الجمهور في إسٍرائيل فقط في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر عما يحدث في هضبة الجولان، أن هذا كان فقط بعد أن مر ما يزيد عن ثلاث ساعات حيث نجح أوائل السوريين باقتلاع السياج بين إسرائيل وسوريا في منطقة هضبة الجولان والدخول إلى مركز البلدية السورية مجدل شمس، لرفع هناك أعلام سوريا وفلسطين والخروج من هناك بتظاهرةٍ وهم يصرخون بأنهم احتلوا البلدة مجدداً التي تم احتلالها من قبل الجيش الإسرائيلي قبل 44 سنة في العام 1967.
لم يكن هناك مبالغةً في صرخاتهم، لأنه باستثناء صفٍ واحدٍ من جنود الجيش الإسرائيلي الذين وقفوا في الجانب الآخر، لم يكن على مدى ثماني ساعات، حتى الساعة الخامسة بعد الظهر أي قوة عسكرية أو أي من عناصر الشرطة الإسرائيلية التي توقفهم، أو أن تكون قادرة على وقف اجتياز آلاف السوريين، من بينهم فلسطينيين وعناصر حزب الله، لسياج الحدود ذهاباً وإياباً من سوريا إلى إسرائيل, وبالعكس.
إن كان السوريون يريدون، فلن يكون لديهم أي مشكلةٍ بإدخال قوات عسكرية إلى داخل مجدل شمس بأي حجمٍ يختارونه. أحد لم يكن ليمنعهم.
إن محاولة الجيش الإسرائيلي في ساعات ما بعد الظهر والمساء تعني أنه من الأفضل أن لا تكون قوات للجيش الإسرائيلي في المكان، وإلا كان في المكان مئات القتلى، (المحاولة) هي تفسير مخجلُ للجيش الذي فقد ليس فقط قوة العمل وإنما رغبته بالعمل.
واجب الجيش الإسرائيلي هو الدفاع عن المقاطعة الإسرائيلية، وعدم السماح لأعداء إسرائيل بالدخول والسيطرة عليها. الذريعة الزائفة والمضللة بأن الموضوع كان متعلقاً بالأحداث التي تقف وراءها إيران، كانت ذريعة مؤثرة إضافية للإهمالات التي كشفت،حيث يفضل أن لا يتم الكلام فيها.
هذا وتشير مصادرنا العسكرية إلى أن الأسلوب الذي خرج فيه هؤلاء المتظاهرين-المسيطر عليهم السوريون من مجدل شمس بالعودة إلى سوريا، من ناحيةٍ إسرائيلية كانت مخزيةً ربما أكثر من أحداث توغلهم. ليست قوات إسرائيلية هي من أخرجتهم ، حيث أنه طيلة النهار كان من المستحيل ملاحظة حضورهم في مجدل شمس. من اهتم بإخراجهم هم أشراف القرية الدروز. حتى الآن ليس في إسرائيل شيء محسوس بأي ظروفٍ ولماذا غادر المتظاهرون القرية.
ما كان يجب على الجيش الإسرائيلي القيام به هو أولاً وأخيراً إرسال قواتُ كبيرةُ جداً إلى مجدل شمس، لتطويق السوريين والفلسطينيين الموجودين هناك، إقفال السياج مباشرة، وفتح النار على كل من يتجرأ باجتيازه. كان على الجيش الإسرائيلي نقل المعتقلين السوريين من هضبة الجولان إلى معسكرات اعتقال، وعدم إطلاق سراحهم، كي لا تؤثر سوريا على زعامة حماس لإطلاق غلعاد شاليط.
عضو الكنيست يسرائيل حسون (كاديما) الذي كان قائماً بأعمال رئيس الشاباك لاحظ ما يحدث وتم استدعاؤه يوم الأحد للحديث في البث التلفزيوني, حاول إعطاء أدنى عمقٍ استراتيجيٍّ للأمور عندما قال إنَّ إسرائيل والجيش الإسرائيلي ملزمان بالتوضيح لسوريا, لحزب الله ولحماس بأنه غير مسموحٍ لهم دحرجة مشاكلهم الداخلية إلى داخل الساحة الإسرائيلية، ولن نسمح لهم بأي شكلٍ المس بالسيادة الإسرائيلية. لكن أحداً لم يسمع كلامه.
ورغم هذا، رئيس الحكومة نتنياهو، وزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق بني غانتس، اتخذوا قرارً هزيلاً نقل في الواقع السيادة الإسرائيلية إلى أيدي أشراف مجدل شمس. المصادر العسكرية لتيك دبكا تثبت، أن إسرائيل والجيش الإسرائيلي سيدفعان في المستقبل ثمناً باهظاً جداً مقابل هذه القرارات.
وكي يتحقق هذا، لن نضطر للانتظار حتى أيار 2012 عندما يحتفل الفلسطينيون بذكرى يوم النكبة التالي. في الوقت الحاضر، عندما سيعمل بشار الأسد الذي حاول فحص قوة الأذرع العسكرية لإسرائيل، وبشأن معرفة أنها فاقدة التأثير، سيقوم بالمرحلة الثانية من خطته وهي إرسال مجموعات إرهاب سورية وفلسطينية إلى داخل هضبة الجولان، والذي أعدّهم قبل سنة، كي يؤلفوا قوة عسكرية من أجل تحرير هضبة الجولان، عندما يوجدون الظروف لهذا. يوم الأحد الخامس عشر من أيار وجدت الظروف.
وكما في يوم الأحد، مباشرة بعد العملية في تل أبيب، جاءت السيطرة على مجدل شمس، وبعد الجولان حصلت الاختراقات لحدود إسرائيل كذلك من لبنان ومن قطاع غزة، هكذا ستترافق العمليات من سوريا، بالعمليات التي ستأتي من لبنان، ومن غزة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب اختراق السياج: في الجيش الإسرائيلي يطرحون الأسئلة الصعبة
المصدر: "موقع WALLA الاخباري ـ يهوشع برينر"
" كلما حان " يوم النكبة" يتظاهر الآلآف في تلة الصراخ ويهددون باختراق أرض إسرائيل. وانضمّت هذا العام مصلحة سوري لتحويل النار باتجاه إسرائيل. إذا لماذا وضعت على الحدود قوة صغيرة وغير مختصّة بتفريق التظاهرات؟
في نهاية إحدى الأيام الأصعب التي عرفها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، في اليوم الذي اضطرّ فيه إلى تعزيز تغطية القوات المقلّصة مقابل كافة المناطق غزّة ، يهودا والسامرة والحدود الشمالية – من الواضح أن في قيادة الشمال وقيادة هيئة الأركان العامّة سيكونون ملزمين بالرد على الأسئلة الصعبة. تبرز فوق الجميع الأخطاء الصعبة في تقدير الوضع.
في إسرائيل يعرفون جيداً الاعتصام التقليدي الذي يجري في تلة الصراخ في كل مناسبة يوم النكبة، وكذلك الدعوات الفلسطينيّة لخرق الحدود مع إسرائيل ـ إلا أنهم في الجيش الإسرائيلي لم يعرفوا كيف يقرأوون جيداً الخريطة. في المؤسسة الأمنية كان يجب عليهم أن يقدروا بان الحاكم السوري سيغض الطرف عن التوغل الجماعي باتجاه منطقة إسرائيل، حيث أن الأمر يناسب مصلحة الرئيس الأسد لتحويل الإِنتباه عن مشاكله الداخليّة.
رغم كل ذلك، في "مجدل شمس" حضرت قوّة عسكريّة صغيرة نوعاً ما، والتي بالطبع لم يكن باستطاعتها أن تواجه 300 شاب أرادوا اجتيازها، وذلك دون أن تذكر احتمال أن الآلاف الذين شاركوا في الاعتصام سينضمون إليهم. هذا السيناريو لم يطرح على بساط البحث رغم أنه كان بالإمكان تقديره على ضوء المصلحة السوريّة الواضحة.
بعيداً عن ذلك، القوة العسكريّة التي نفذت إطلاق النار باتجاه المتظاهرين لم تكن ماهرة أصلا في منع خرق النظام. لأجل ذلك هناك سرايا من حرس الحدود مدربة جيدا أو قوات أخرى من الشرطة. رغم أنهم في الجيش الإسرائيلي جهزوا القوة الصغيرة التي وضعت على الحدود السورية بوسائل لتفريق التظاهرات، لكنها كانت من دون جدوى, حادثة المتظاهرين، عنيفة جداً، تنتهي بقتلى ـ كانت نتيجة تخصيص قوات خاطئ، والتقديرات لم تكن صحيحة. من الجدير الذكر بأن في الحادثة الحالية في الجيش الإسرائيلي وقيادة الشمال فشلوا في مهمتهم الأساسية، ألا وهي المحافظة على الحدود ومنع توغل مصادر معادية إليها.
السوريون على الحدود
في نهاية الأمر، في إحدى الأحداث الأساسيّة جداً الذي اضطر قائد الجبهة الشمالية غدي ايزنكوت إلى مواجهتها منذ دخول حرب لبنان الثانية، هو أخطأ في تقدير الوضع، في حين أن يوم النكبة في منطقته ينتهي مع لا يقل عن قتيلين سوريين من نيران إسرائيلية، خمس قتلى في لبنان وما يقارب مئة سوري نجحوا في التوغل إلى منطقة إسرائيل تقريبا دون معارضة.
كذلك في الكريا في تل أبيب ووزارة الدفاع سيضطرون إلى تبرير كيف لم يخصصوا قوات مناسبة للمواجهات المحتملة على الحدود الشمالية، رغم التصريحات الفلسطينية حول نوايا خرق الحدود. معظم قوات الجيش الإسرائيلي توجّهت إلى يهودا والسامرة، هناك لم تحدث حتى الآن أحداث استثنائيّة كثيرة. وتوزّع جزء ملحوظ من قوات الشرطة قرب القرى العربية التي في المثلث وفي وادي عربة وتماماً في المكان الذي ظهرت فيه تظاهرة كبيرة قرب الحدود، ولم يفكر أي شخص بان يضع قوات مدربة ومتخصصة بمعالجة خرق النظام. قوة صغيرة بقيت في المكان بقيادة عقيد اضطرت لرؤية كيف أن السوريين ليسوا على السياج بل إنهم يجتازونه في طريقهم نحو الجولان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فشل اسرائيلي
المصدر: "معاريف ـ ايلي أفيدار"
" الأحداث في مارون الراس وفي مجدل شمس والتي قتل فيها متظاهرون سوريون ولبنانيون اقتربوا بل واجتازوا السياج الحدودي، تشير الى مستوى مقلق من الهواية والخلل في تفكر المستويات القيادية السياسية والعسكرية العليا. حقيقة ان اسرائيل سمحت للمتظاهرين باجتياز الحدود ليست أقل من هدية سياسية للطرف المقابل. والاسوأ من كل شيء، فقد رتبت اسرائيل مرة اخرى للزعماء العرب مخرجا من مشاكلهم الداخلية في شكل مواجهة مع "العدو الصهيوني".
الجزار من دمشق، بشار الاسد، ينبغي له أن يبعث هذا الصباح بباقة ورود كبيرة الى القدس. فمنذ اسابيع والحاكم السوري يذبح مواطنيه ولا يزال لا ينجح في وقف المظاهرات ضده، الى أن جاء يوم النكبة ووفر له امكانية توجيه الانتباه الينا. الاف المتظاهرين الذين وصلوا الى حدود اسرائيل – سوريا جاءوا بباصات منظمة وبمساعدة صريحة من دمشق. وحتى في الايام العادية لا تسمح سوريا بحركة حرة للمواطنين في منطقة الحدود، وبالتأكيد في الوقت الذي تجريه فيه مظاهرات عاصفة في كل أرجاء الدولة.
أحد ما في القيادة السورية فهم بان من الافضل ان يرفع المتظاهرون أعلام فلسطين امام قوات الجيش الاسرائيلي من أن يمزقوا صور بشار الاسد في شوارع مدينة حمص. هكذا أيضا في لبنان، الذي سينسى اليوم الازمة السياسية وسيتحد بأسره خلف حزب الله واللاجئين الفلسطينيين.
هناك انطباع بان القيادة الاسرائيلية لم تتعلم شيئا من احداث الاسطول الى غزة. لقد فهم الفلسطينيون منذ زمن بعيد بانه لن يكون بوسعهم الحاق الهزيمة باسرائيل من خلال الارهاب، وهم يتوجهون نحو استخدام "القوة الرقيقة": المقاطعة، نزع الشرعية وبالاساس المظاهرات الجماعية للمواطنين المحليين والاجانب، المسلحين احيانا بسلاح ابيض، تجري في وضح النهار وأمام عدسات التلفزيون. في هذا الصراع، عدم جاهزيتنا وانجاز الرعاع المتحمس لاقتحام الحدود الاسرائيلية هو فشل تكتيكي، من شأنه أن يصبح هزيمة استراتيجية.
الفشل في تشخيص الاستراتيجية الفلسطينية – العربية اختلط بالتقديرات الاستخبارية المغلوطة. وفي الاسبوع الماضي كررت "محافل الامن" التقديرات بان القيادة الفلسطينية، التي تتمتع بثمار اتفاق الوحدة، لن تسمح للمظاهرات بالخروج عن السيطرة. سيناريو مسيرة جماهيرية نحو حدود اسرائيل لم يؤخذ بالحسبان على الاطلاق – وذلك رغم أن الحديث كان يدور عن امكانية معقولة للغاية اذا أخذنا بالاعتبار المزاج في العالم العربي ورغبة شباب الشتات الفلسطيني في أن يشاركوا في "ربيع الشعوب" الشرق أوسطي. لم تكن حاجة الى تجسس من الاقمار الصناعية المتطورة، كان يكفي التصفح في الايام الاخيرة للشبكات الاجتماعية، الفيس بوك والتويتر، كي يشعر المرء بالمضمون الخاص لـ 15 أيار.
نتائج اليوم الصعب لامس سنشعر بها جيدا في المستقبل. الصور المخجلة للمتظاهرين السوريين الذين يتجولون في شوارع مجدل شمس وهم يهتفون الشعارات ويجرون المقابلات مع شبكات التلفزيون (في ذروة التسيب العام توجه أحد المتظاهرين الى مراسل اسرائيلي وطلب اليه الركب بالمجان ليصل الى يافا)، ستوفر الهاما للجماهير في غزة، في يهودا والسامرة وفي احياء اسرائيل.
من يسمح لبضع عشرات من المتظاهرين باجتياز الحدود يدعو بافعاله زعماء حماس لتنظيم مظاهرة من مئات الالاف تسير نحو معبر ايرز. من وجد نفسه منحرجا حيال بضعة راشقي حجارة يقتربون من الجدار الطيب سيدفع زعماء سوريا الى أن يفهموا بان السبيل الآمن لن يحرفوا عن أنفسهم المسؤولية عن الجرائم ضد الانسانية هو دفع المتظاهرين نحو اسرائيل. في مظاهرات امس في غزة، قلنديا، مجدل شمس ومارون الراس شارك بضع مئات، في اقصى الاحوال بضعة الاف. في المرة القادمة الاعداد ستكون أكبر باضعاف".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو في الكنيست: إنّنا مستعدون للتنازل عن أجزاء من الوطن, بشرط أن يكون هناك سلام حقيقي
المصدر: "هآرتس – يهونتان ليس"
تحدّث نتنياهو بالتفصيل عن المبادئ الأساسية لعملية السلام, ومن بينها الحفاظ على كتل استيطانية, إعتراف الفلسطينيين بإسرائيل, وضع حد للدعاوى وحل مشكلة اللاجئين في الدولة الفلسطينية.
قال رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو هذا المساء (الاثنين) في الكنيست "إنّنا مستعدون لتحقيق السلام مع تسويات وتنازل عن أجزاء من الوطن, بشرط أن يكون السلام حقيقياً". في المقابل, قال نتنياهو إنّ "حكومة نصفها مكوّن من حماس ليست شريكاً للسلام". شدّد نتنياهو في خطابه على أنّ "الصراع مع الفلسطينيين سببه أنّهم لم يعترفوا حتى الآن بدولة إسرائيل". "هذا ليس صراع على الـ67 إنّما على الـ48 – إقامة الدولة الإسرائيلية, لذلك حصلت أعمال الشغب يوم الاستقلال وليس في اليوم الأوّل لحرب الستة أيام".
تلقى خطاب نتنياهو انتقادات من اليسار واليمين. فقد هاجمت رئيسة المعارضة, تسيبي ليفني, خطاب نتنياهو. حيث قالت: "رئيس الحكومة مسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية دون رؤية أو خطّة عمل". ثمّ أضافت: "إسرائيل برئاستك ضعيفة, تتلقى الضربات ويائسة". كذلك قال عضو الكنيست ميخائيل بن آري من الاتحاد القومي إنّ "تنازل رئيس الحكومة عن غور الأردن هو تدهور الليكود إلى برنامج ميرتس".
خلافاً للمراقبين من كلّ القوس السياسي, تردّدت في كتلة الاستقلال أصداء إيجابية على خطاب نتنياهو. "ألقى رئيس الحكومة خطاباً هاماً, واقعياً, متوازناً ومسؤولاً. يعكس الخطاب توجيهاً وفهماً للواقع ضمن التمسّك بجوهر المصلحة القومية والأمنية للدولة الإسرائيلية. تحدّث رئيس الحكومة عن ضرورة اتخاذ قرارات صعبة وكتلة الاستقلال تدعمه في هذه اللحظة, حيث هناك واقع متحوّل وينطوي على تحديات في المنطقة وفي الساحة الدولية, وهو يتطلب قرارات حاسمة وذات دلالة".
في خطابه قال نتنياهو إنّ "الفلسطينيين يسمون هذا اليوم "يوم النكبة". إلا أنّ كارثتهم تتمثّل في عدم توفّر قيادة لهم نجحت في الوصول إلى تسوية. وحتى اليوم لا يوجد لديهم قيادة تعترف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. من غير المسموح أن ندفن رأسنا بالرمل إنّما أن ننظر إلى الواقع بعيون مفتوحة. علينا أن نسمي الولد باسمه – والسبب في عدم تحقيق السلام هو أنّ الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بإسرائيل كدولة لليهود".
ادعى نتنياهو في خطابه أنّ معظم الشعب يسلّم بالمواقف المتمثّلة بأساس تصوره. "الشعب مجمع على ضرورة حماية الدولة وحدودها, ضرورة حماية الحدود, واجب الحؤول دون حصول إيران على سلاح نووي وكذلك مجمع على العملية مع الفلسطينيين".
أصرّ نتنياهو على أنّ أغلب الشعب مجمع على كلّ ما يرتبط بالقضية الفلسطينية. "في البداية, على الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. ثانياً, هناك إجماع حول موقفي من أنّ الاتفاق بيننا يستلزم وضع حدّ للنزاع والدعاوى. ثالثاً, على مشكلة اللاجئين أن تُحل خارج الحدود مع إسرائيل. رابعاً, لن تقوم الدولة الفلسطينية إلا باتفاق سلام, كما أنّها منزوعة من السلاح – يشمل ذلك وجود إسرائيلي على ضفّة الأردن. خامساً, علينا أن نحافظ على الكتل الاستيطانية التي تستلزم البقاء على حدود إسرائيل, وسادساً, أنا متمسك بأن تبقى القدس عاصمة ذات سيادة وموحدة لإسرائيل".
إلى ذلك, أضاف رئيس الحكومة: "أعرف أنّ الأغلبية الساحقة في الشعب تدرك أنّه من الممكن تحقيق السلام فقط مع شعب يريد أن يحقّق السلام. من يريد أن يبيدنا, ليس مهتماً بالسلام. حكومة فلسطينية, نصفها مكوّن من أولئك الذين يصرحون يومياً عن نيّتهم بإزالة إسرائيل, ليست شريكة للسلام". ووفق كلام نتنياهو, "هناك قول يفيد بأنّ السلام يتحقّق مع عدو لكن هناك تتمة لهذه الجملة: "السلام يتحقّق مع عدو, لكن مع عدو يريد تحقيق السلام".
ثمّ قال نتنياهو: "بالنسبة لقتلى أعمال الشغب, السنوات الـ63 منذ الاستقلال لم تغيّر شيئاً. لقد نادى المتظاهرون في غزّة أنّهم يريدون العودة إلى يافا, وأولئك الموجودين في سوريا يريدون العودة إلى الجليل. قال زعيم حماس إنّه يأمل بنهاية المشروع الصهيوني".
كذلك قال نتنياهو: "سمعنا ما قيل من حولنا إلا أنّ الأمر الأكثر إثارة للانتباه هو ما جرى في بلعين أوّل أمس, حيث خرج المخرز أو المفتاح من الكيس. في استعراض في بلعين مشت طفلة صغيرة كانت تحمل مفتاحاً كبيراً ورمزياً. كلّ فلسطيني يفهم عن أيّ مفتاح يتعلّق الأمر – مفتاح بيوتنا في يافا وحيفا والرملة. جذور النزاع لم تكن إطلاقاً عدم وجود دولة فلسطينية إنّما رفض الاعتراف بالدولة الإسرائيلية".
"نتنياهو أنت متردّد, ضعيف وجبان"
سبق خطاب نتنياهو جلسة نقاش لاقتراحات سحب الثقة من الحكومة التي قدّمتها المعارضة. في الواقع, رُفضت الاقتراحات, لكن ليس قبل أن يهاجم أعضاء كنيست من المعارضة رئيس الحكومة بكلام لاذع. حيث قال عضو الكنيست شاؤول موفاز (كاديما), الذي قدّم اقتراح سحب الثقة باسم حزبه: "نتنياهو أنت متردّد, ضعيف وجبان". "تحوّلت فترة ولايتك إلى تهديد على أمن الدولة أنت خائف من اتخاذ قرارات, أنت ضعيف في إدارة الأمور وتفقد كلّ انجازات الدولة أهميتها على مذبح بقائك".
أكمل موفاز بالقول: "عدم وجود مبادرة سياسية لديك أدّت إلى إقامة دولة فلسطينية بحدود العام 1967". في نهاية كلامه طلب موفاز من نتنياهو: "سافر إلى واشنطن, خذ سيارة أجرة إلى بار إيلان, من يدري, ربّما حتى تستفيد من سلطة الكنيست. لكن أخبر الشعب ما الذي تفكّر بالقيام به. أن تفعل لا أن تتكلّم, أن تبادر لا أن تنسحب, أن تقدم على العمل لا أن تتردّد, أن تقود لا أن تخاف! افعل كلّ ما هو مناسب لإسرائيل. لقد تحمّلنا خطابات بما يكفي. قم بالأمر! إن لم يكن بإمكانك, إفسح المجال! تستحق إسرائيل قيادة أفضل".
كذلك هاجم رئيس العمل, إيتان كفل, نتنياهو بكلام لاذع: "لقد تحوّل رئيس الحكومة إلى كاتب لكلام فارغ. من الممكن استخلاص ولايتك بأربعة كلمات: لا سلام ولا مأوى. في هذه الجلسة فُرض علي وعلى أعضاء المعارضة أن نحوّلها إلى آخر جلسة لحكومة النكبة".